عَطِلَتِ المَرأَةُ كفَرِحَ عَطَلاً بالتَّحريك وعليه اقتصر الجَوْهَرِيّ وعُطولاً بالضَّمِّ نقله الصَّاغانِيُّ وابنُ سِيدَه وتعطَّلَتْ : إذا لم يكن عليها حَلْيٌ ولم تلبَسِ الزِّينَةَ وفي الصحاحِ : إذا خلا جيدُها من القلائدِ وقال الرَّاغِبُ : العَطَلُ : فِقدانُ الزِّينَةِ والشُّغْلِ فهي عاطِلٌ بغير هاءٍ أَنشدَ القَنانِيُّ :
ولو أَشرَفَتْ من كُفَّةِ السِّتْرِ عاطِلاً ... لقُلْتَ غَزالٌ ما عليه خَضاضٌ وقِيل : العاطِلُ من النِّساءِ : التي ليس في عنُقِها حَلْيٌ وإن كان في يديها ورِجلَيْها وعُطُلٌ بضَمَّتينِ ومنه الحديثُ : أَنَّ عائشةَ رضي الله تعالى عنها كرِهَتْ أَن تُصَلِّيَ المَرأَةُ عُطُلاً ولو أنْ تُعَلِّقَ في عنُقِها خَيطاً . وقال الشّمّاخُ :
" يا ظَبْيَةً عُطُلاً حُسّانَةَ الجِيدِ ومن سجعات الأَساس : رُبَّ عارِيَةٍ عُطُل لا يَشينُها العُريُ والعَطَلْ وكاسيَةٍ حالِيَةٍ لا يَزينُها الحَلْيُ والحُلَلْ . من نِسوَةٍ عَواطِلَ وعُطَّلٍ كسُكَّرٍ كلاهما جمعُ عاطِلٍ وأَعطال جَمعُ عُطُلٍ بضَمَّتينِ . ومُعتادَتُها مِعطالٌ قال امرؤ القيسِ :
ليالِيَ سَلمى إذْ تُريكَ مُنَصَّباً ... وجِيداً كجِيدِ الرِّيمِ ليس بمِعطالِ وقال ابنُ شُمَيْلٍ : المِعطالُ من النِّساءِ : الحَسناءُ التي لا تُبالي أَن تتَقَلَّدَ القَلائدَ لِجَمالِها وتَمامِها ومَعاطِلُها : مَواقِعُ حُلِيِّها عن ابْن دُرَيْدٍ قال الأَخطَلُ :
مِن كُلِّ بَيضاءَ مِكسالٍ بَرَهْرَهَةٍ ... زانَتْ مَعاطِلَها بالدُّرِّ والذَّهَبِ والأَعطال من الخيل والإِبِل : التي لا قلائد عليها ولا أرسان لها واقتصر الجوهري على الابل وقال الأعشى :
" ومرسون خيل وأعطالها وقال ثعلب : الأعطال من الابل التي لا سِمَةَ عليها . في الصِّحاح : الأَعطالُ : الرِّجالُ الذينَ لا سِلاحَ معهم واحِدَةُ الكُلِّ عُطُلٌ بضَمَّتينِ يُقال : فرَسٌ عُطُلٌ وناقةٌ عُطُلٌ ورجلٌ عُطُلٌ وأَنشدَ ابْن الأَعْرابِيِّ :
" في جِلَّةٍ مِنها عَداميسُ عُطُلْ قيل : إنَّه يَجوزُ أَنْ يكونَ جمعَ عاطِلٍ كبازِلٍ وبُزُلٍ . الأَعطالُ : الأَشخاصُ والواحِدُ عَطَلٌ كجَبَلٍ وخصَّ به بعضُهم شخصَ الإنسانِ وكذلكَ الطَّلَلُ والأَطلالُ بمعناهُ يُقال : ما أَحسَنَ عَطَلَهُ أَي شَطاطَهُ وتَمامَهُ كما في الصِّحاحِ . والتَّعطيلُ : التَّفريغُ كما في الصِّحاحِ . أَيضاً : الإخْلاءُ في مثلِ الدَّارِ ونَحوِها . أَيضاً : تَرْكُ الشيءِ ضَياعاً . وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في امرأَةٍ توفِّيَتْ فقالت : عَطِّلوها : أَي انزَعوا حُلِيَّها واجْعلوها عاطِلاً . والعَطِلَةُ من الإبلِ كفَرِحَةٍ : الحَسَنَةُ العَطَلِ إذا كانت تامَّةَ الجِسمِ والطُّولِ وقال أَبو عُبيدٍ : العَطِلاتُ من الإبلِ : الحِسانُ فلم يَشْتَقَّه قال ابن سيدَه : وعندي أَنَّ العَطِلاتِ على هذا إنَّما هو على النَّسَبِ . العَطِلَةُ أَيضاً : النَّاقَةُ الصَّفِيُّ أَنشدَ أَبو حنيفةَ لِلَبيدٍ :
فلا نَتجاوَزُ العَطِلاتِ منها ... إلى البَكْرِ المُقارِبِ والكَزُومِ
ولكِنّا نُعِضُّ السَّيْفَ مِنها ... بأَسْؤُقِ عافِياتِ اللَّحْمِ كُومِ
العَطِلَةُ أَيضاً : المِغْزارُ من الشِّياهِ عن اللَّيْثِ ونَصُّه في العينِ : شاةٌ عَطِلَةٌ : يُعرَفُ في عنقِها أَنَّها غَزيرَةٌ . العَطِلَةُ أَيضاً : الدَّلْوُ التي انقَطَعَ وذَمُها فتعَطَّلَتْ من الاستِقاءِ بها وقال ابن الأَثيرِ : هي التي تُرِكَ العمَلُ بها حِيناً وعُطِّلَتْ وتَقطَّعَتْ أَوْذامُها وعُراها ومنه حديثُ عائشةَ تصفُ أَباها رضي الله تعالى عنهما : فرَأَبَ الثّأْيَ وأَوذَمَ العَطِلَةَ . أَرادَتْ أَنَّه ردَّ الأُمورَ إلى نِظامها وقَوَّى أَمرَ الإسلامِ بعدَ ارتدادِ النّاسِ وأَوهَى أًمر الرِّدَّةِ حتَّى استقامَتْ له الأُمورُ . والعَطَلًُ مُحرَّكَةً : العُنُقُ قال رؤبَةُ :
" أوْقَصُ يُخزي الأَقرَبينَ عَطَلُه والعَيْطَلُ من النِّساءِ كحَيْدَرٍ : الطَّويلَةُ العَطَلِ أَي العُنُقِ في حُسْنِ جِسْمٍ وقيل : الطَّويلَةُ مُطلَقاً وكذلكَ من النُّوقِ والخَيلِ أَو كلًُّ ما طالَ عُنُقُه من البَهائمِ : عَيْطَلٌ وقال ابنُ كُلثومٍ :
ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بَكْرٍ ... هِجانِ اللَّوْنِ لمْ تَقرأْ جَنينا العَيْطَلُ : النّاقَةُ الطَّويلَةُ في حُسْنِ مَنظَرٍ وسِمَنٍ والياءُ زائدة . والعَيْطَلُ كحَيْدَرٍ والعَطِيلُ كأَميرٍ : شِمْراخٌ من طَلْعِ فُحّالِ النَّخْلِ يُؤْبَرُ به قال الأَزْهَرِيّ : سمعْتُ ذلكَ من النَّخْلِيَّيْنِ بالأحساءِ . المُعَطَّلُ كمُعَظَّمٍ : شاعِرٌ هُذَلِيٌّ : أَخو بني رُهْمِ بنِ سَعْدِ بنِ هُذيل . أَيضاً : المَواتُ من الأَرضِ لأَنَّها عُطِّلَتْ أَي أُهْمِلَتْ من خِدْمَتِها . وإبِلٌ مُعطَّلَةٌ : لا راعِيَ لها وكذلكَ كلُّ ماشِيَةٍ إذا أُهملَتْ بلا راعٍ فقد عُطِّلَتْ . وعَطالَةُ كسَحابَةٍ : جبلٌ لِبني تَميمٍ قال سُوَيد بنُ كُراعَ العُكْلِيُّ :
خَليلَيَّ قوما في عَطالَةَ فانْظُرا ... أَناراً تَراءى في عَطالَةَ أَمْ بَرْقا كما في العباب وليس فيه لِبَني تَميم وفي التَّهذيبِ : قال الأَزْهَرِيّ : ورأَيتُ بالسَّوْدَةِ من دِياراتِ بَني سَعْدٍ جَبلاً مُنيفاً يُقال له عَطالَةُ وهو الذي قال فيه القائلُ :
خَليلَيَّ قُوما في عَطالَةَ فانْظُرا ... أَناراً تَرى من ذي أبانَيْنِ أَم بَرْقا عَطالَةُ : اسمُ رَجُلٍ . وتَعَطَّلَ الرَّجُلُ : بَقِيَ بلا عمَلٍ وفي بعض نسخ الصِّحاحِ : إذا بقيَ لا شيءَ له . والاسمُ : العُطْلَةُ بالضَّمِّ يقال : هو يَشكو العُطْلَةَ . وعَطِلَ كفَرِحَ : عَظُمَ بدَنُه نقلع الصَّاغانِيُّ . قال الجَوْهَرِيُّ : قد يُستعمَلُ العَطَلُ في الخُلُوِّ من الشيءِ وإن كانَ أَصلُه في الحَلْيِ يقال : عَطِلَ الرَّجُلُ من المالِ والأَدَبِ : أَي خَلا منهما فهو عُطْلٌ بضَمَّةٍ وبِضَمَّتينِ مثل : عُسْرٍ وعُسُرٍ وخُلْقٍ وخُلُقٍ . وقَوسٌ عُطُلٌ بضَمَّتينِ : بِلا وَتَرٍ والجَمعُ أَعطالٌ وقد عَطَّلَها تَعطيلاً . ومِمّا يُستدرَكُ عليه : امْرأَةٌ عَطْلاءُ : لا حَلْيَ عليها . والرَّعِيَّةُ إذا لم يكن لها والٍ يَسوسُها فهُم مُعَطَّلونَ وقد عُطِّلوا أَي أُهمِلوا . وإذا تُرِكَ الثَّغْرُ بلا حامٍ يَحميهِ فقد عُطِّلَ . وبِئْرٌ مُعَطَّلَةٌ : لا يُستَقى منها ولا يُنتَفَعُ بمائها وقيل : بئرٌ مُعَطَّلَةٌ لِبُيُودِ أَهلِها ومن الشّاذِّ قراءَةُ مَنْ قرأَ " وبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ " وكلُّ ما تُرِكَ ضَياعاً : مُعْطَلٌ ومُعَطَّلُ قلتُ : وهي قراءَةُ الجَحْدَرِيِّ . وامرأَةٌ حِسَنَةُ العَطَلِ مُحَرَّكَةً : إذا كانت حَسَنَةَ الجُرْدَةِ . وامرأَةٌ عَطِلَةٌ كفَرِحَةٍ : ذاتُ عُطَلٍ أَي حُسْنُ جِسْمٍ وأَنشدَ أَبو عَمروٍ :
" وَرْهاء ذاتُ عَطَلٍ وَسِيمِ وتَعطيلُ الحُدودِ : أَن لا تُقامَ على مَنْ وَجَبَتْ عليه . وعُطِّلَتِ الغَلاّتُ والمَزارِعُ : إذا لمْ تُعمَرْ ولَمْ تُحرَثْ . وهو ذو عُطْلَةٍ بالضَّمِّ : إذا لم تكن له ضَيْعَةٌ يُمارِسُها . وهَضبَةٌ عَيْطَلٌ : طويلَةٌ . والعَطَلُ : شِمراخُ فحْلِ النَّخْلِ . وعَيْطَلُ : اسمُ ناقَةٍ بعَينِها نقله الجَوْهَرِيُُّ وأَنشدَ ابنُ برّيّ :
" باتَتْ تُباري شَعْشَعاتٍ ذُبَّلا
" فهي تُسَمَّى زَمْزماً وعَيْطَلاوشَجَرٌ عَيْطَلٌ : ناعِمٌ . واعْطأَلَّتِ الشَّجَرَةُ كاطْمَأَنَّتْ : كَثُرَتْ أَغصانُها واشتدَّ التِفافُها نقله الأَزْهَرِيُّ وقد مرَّ في ترجَمة عضل . وقولُه تعالى : " وإذا العِشارُ عُطِّلَتْ " أَي لاشتِغالِهِم بأَهوال يومِ القيامَةِ . وأَبو عَمروٍ صَفوانُ بنُ المُعَطِّلِ بنِ رُحَيْضَةَ الذَّكْوانِيُّ السُّلَمِيُّ : صحابِيٌّ رضي الله تعالى عنه . ويُقال لِمَنْ يَجعَلُ العالَمَ بزَعْمِهِ فارِغاً عن صانِعٍ أَتقنَهُ وزَيَّنَه : مُعَطِّلٌ قاله الرَّاغِبُ
فَتَحَ البَابَ كَمَنَعَ يَفْتَحُه فَتْحاً فانفتحَ : ضدُّ أَغلقَ كَفَتَّح الأَبوابَ فانْفَتَحَتْ شُدِّد للكثرة . وافتَتَحَ البَابَ وفَتَّحه فانفتَحَ وتَفتَّحَ . و من المجاز : الفَتْح : الماءُ المفتَّح إلى الأرض ليُسقى به . وعن أبي حنيفَةَ : هو الماءُ الجَارِي على وَجْه الأَرْض . وفي التهذيب : الفَتْح : النَّهْر . وجاءَ في الحديث : ما سُقِىَ فَتْحاً ومَا سُقىَ بالفَتْح ففيه العُشْرُ المعني ما فُتح إليه ماءُ النَهْر فَتْحاً من الزُّروع والنَّخِيل ففيه العُشْر . والفَتْح : الماءُ يَجْرِى من عَيْنٍ أَو غيرها . و الفَتْح : النَّصْرُ . وفي حديث الحُديْبِيَة : أَهو فَتْح ؟ أَى نَصْرٌ . وفي قوله تعالى : " فَقَدْ جَاءَكُمُ الفَتْحُ " أَي النَّصْر كالفَتَاحَةِ بالفتح وهو النُّصْرة . ومن المجاز : الفَتْح : افْتتَاحُ دارِ الحَرْب . وجمعه فُتوحٌ . وفَتَحَ المسلمون دارَ الكُفْر . والفَتْح : ثَمَرٌ للنَّبْع يُشبهُ الحَبَّةَ الخَضْراء إلاّ أَنّه أَحمرُ حُلوٌ مُدَحْرَج يأْكله الناس
ومن المجاز : الفَتْح : أَوّلُ مَطَرِ الوَسْمِيّ وقيل : أَوّلُ المطرِ مُطلقاً وجمْعه فَتُوح بفتح الفاءِ . قال : كأَنَّ تَحْتِي مُخْلِفاً قَرُوحاً رَعَى غُيُوثَ العَهْدِ والفَتُوحَا وهو الفَتْحَةُ أَيضاً . ومن ذلك قولهم فَتَحَ اللّهُ فُتُوحاً كثيرةً إذا مُطِرُوا . وأَصابت الأَرضَ فُتوحٌ . ويومٌ مُنْفَتِحٌ بالماءِ . والفَتْح : مَجْرَى السِّنْخ بالكسْر من القِدحِ أَي مُرَكَّب النَّصْل من السَّهْم . وجمعُه فُتوح ومن المجاز : الفَتْح في لغة حِمَير : الحُكْمُ بينَ الخَصْمَيْنِ . وقد فَتحَ الحاكمُ بينهم إذا حَكَمَ . وفي التهذيب : الفَتْحُ : أَن تَحكُم بين قَوْمٍ يَخْتَصمونَ إليكَ كما قال سبحانَه : " رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنا بالحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحينَ " كالِفُتَاحَةِ بالكسرِ والضمِّ . يقال : ما أَحْسَنَ فُتاحَتَه أَي حكومته وبينهما فُتَاحاتٌ أَي خصُومات . وفلانٌ وليَ الفِتَاحَةَ بالكسر وهي ولايةُ القضاءِ . وقال الأَسْعَرُ الجُعْفِى :
أَلاَ مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً رَسولاً ... فَإنّي عَنْ فُتَاحَتِكمْ غَنِيُّ والفُتُحُ بضمَّتَيْنِ : البابُ الواسعُ المَفْتُوحُ . والفُتُحُ من القواريرِ : الواسِعةُ الرأْسِ . وقال الكسائيّ : مَالَيْسَ لها صِمَامٌ ولا غِلافٌ لأَنّها حينئذٍ مفتوحة وهو فُعُلٌ بمعنَى مفعول . والاسْتِفْتَاحُ : الاسْتنْصار . وفي الحديث أَنّه كَان يَسْتَفْتِحُ بِصَعَالِيكِ المهاجِرِين أَي يَستنصر بِهم . ومنه قوله تعالى : " إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فقَدْ جَاءَكُمُ الفَتْحُ " قاله الزَّجَّاج . ويجوز أَن يكون معناه إِن تَستَقْضُوا فقد جاءَكُم القَضاءُ . وقد جاءَ التفسيرُ بالمعنَيَيْنِ جميعاً
واسْتَفْتَحَ اللّهَ على فلانٍ : سَأَلَه النَّصرَ عليه . والاستفتاحُ : الافتتَاحُ يقال : استَفْتَحْت الشْىءَ وافتَتحْتُه وجاءَ يِستفتِح البابَ . والمِفْتَاحُ : مفتاحُ الباب وهو آلةُ الفَتْح أَي كلُّ ما فُتح به الشْيءُ . قال الجَوْهَرِيّ : وكلّ مُسْتَغْلقٍ . كالمِفْتَحِ قال سِيبَويْهِ : هذا الضَّرْب مّما يُعتمل مكسورَ الأَوّلِ كانت فيه الهاءُ أَو لم تكَن . والجمع مَفَاتِيحُ ومفاتِحُ أَيضاً . قال الأَخفش : هو مثلُ قولهم : أَمَانِي وأَمانِىّ يخفّف ويشدَّد . وفي الحديث : أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ الكَلمِ وفي رواية : مَفاتِح هما حمعُ مِفْتَاحٍ ومِفْتَح وهما في الأَصل مّما يُتوصَّل به إلى استخراج المُغْلقات التي يتعذَّر الوصولُ إليها فأَخْبَرَ أَنه أُتِيَ مفاتيحَ الكلامِ وهو ما يَسَّرَ اللّهُ له من البَلاغة والفصاحة والوُصُولِ إِلى غوامِضِ المعاني وبدائع الحِكَم ومحاسن العِباراتِ والأَلفاظ التي أُغلِقَتْ على غيره وتعذَّرتْ عليه . ومَن كان في يده مفاتيح شْيءٍ مخزونٍ سَهُل عليه الوصولُ إِليه . والمِفْتاح : سِمَةٌ أَي عَلاَمة في الفَخِذِ والعُنُقِ من البَعِير على هَيْئته . والمَفْتَحَ كَمَسْكَنٍ : الخِزَانَةُ قال الأَزهَرِيّ : وكلُّ خِزَانَةٍ كانَت لِصِنْفٍ من الأَشياءِ فهي مَفْتَحٌ . والمَفْتَحُ أَيضاً الكَنْزُ والمَخْزِنُ . وقوله تعالى : " مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالعُصْبَةِ أُولِي القُوَّةِ "
قيل : هي الكُنُوزُ والخَزَائنُ . قال الزَّجَّاج : رُوى أَن خَزائِنه مَفاتِحُه . ورُوى عن أَبي صالحٍ قال : ما في الخزائن مِن مالٍ تَنُوءُ به العُصْبةُ قال الأَزهريّ : والأَشبَه في التفسير أَنّ مفاتحَه خزائنُ مالهِ واللّه أَعلم بما أراد . قال : وقال الليث : جمع المِفْتَاحِ الذي يُفْتَح به المِغْلاقُ مَفاتيحُ وجمع المَفْتَحِ : الخِزانةِ المَفَاتِحُ . وجاءَ في التفسير أَيضاً أَنّ مَفَاتِحه كانت من جُلودٍ على مقدارِ الإِصْبع وكانت تُحمَلُ على سَبْعِين بَغْلاً أَو ستّين . قال : وهذا ليس بقوىّ وروَى الأَزهريُّ عن أَبي رزِين قال : مَفاتحُه : خَزائنُه إِنْ كَان لَكافياً مِفتاحٌ واحدٌ خَزائنَ الكوفةِ إنَّما مَفاتحُه المال . وفَاتَحَ الرَّجلُ امرأَتَه : جامَعَ . ومن المجاز : فاتحَ قَضَى وحاكمَ مُفاتحةً وفِتَاحاً . وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما : ما كُنْتُ أَدْرِي ما قَوْلُ اللّهِ عزّ وجلّ : " ربَّنَا افتَحْ بيننا وبَيْنَ قَوْمِنا " حتى سمعْت بنتَ ذي يَزَن تقول لزوجها : تعال أَفاتِحْك أَي أَحُاكمْك . ومنه لا تُفَاتِحُوا أَهل القَدَرِ . أَي لا تُحَاكِموهم وقيل : لا تَبْدؤُوهم بالمجَادلةِ والمناظَرة . و يقال تفَاتحَا كَلاماً بينهما إذا تَخَافتَا دُونَ النّاسِ . والحُروفُ المُنْفتِحَةُ هِي التي يُحْتَاج فيها لِفَتْحِ الحنَكِ ما عَدَا ضطصظ وهي أَربعة أَحرف فإِنّها مُطبقة . و من المجاز قول الأَعرابِيّة لزوجِها : بيني وبينك الفتَّاح ككَتّان وهو الحاكمُ بلغة حِمير . وفاتِحَةُ الشيءِ : أَوُّله . وفي التهذيب عن ابن بُزُرْج : الفَتْحَي كسكْري : الرِّيح وأَنشد :
أَكُلُّهم لا بَاركُ اللّهُ فِيهمُ ... ذَا ذُكِرت فَتْحي مِنَ البَيْعِ عاجِبُفَتْحَي على فَعْلَي . والفَتُوح كصَبُور : أَوّلُ المَطَر الوَسْميّ . وقد تقدّم النقل عن اللّسان أَنّ الفَتوحَ بالفتح جمعْ الفَتْح بمعنَى المطرِ . وقد أَنكر ذلك شيخنا وشَدَّد فيه وقال : لا قائِلَ به ولا يُعرَف في العربيّة جمع فَعْلٍ بالفتح على فَعُول بالفتحِ بل لا يُعرف في أَوزان الجُموع فَعول بالفتح مطلقاً . ومن المجازِ الفتُوح : النّاقَة الواسِعَةُ الإِحْلِيل وفي بعض النسخ : الأَحاليل وقد فَتَحَتْ كمَنَع وأَفْتَحتْ بمعنىً والنَّزورُ مثلُ الفَتوح وفي حديث أَبي ذَرٍّ قَدْر حَلْبِ شاةٍ فَتُوحٍ . ونُوقٌ فُتُحٌ . والفُتْحَة بالضَّم : تَفَتُّحُ الإنسانِ بما عِندهَ من مِلْك وأَدَب . وفي نُسخة : من مالٍ بدل مِلْك يَتطَاوَلُ أَي يتَفاخر به تقول : ما هذِه الفُتْحَة الّتي أَظْهَرتَها وتَفتَّحْت بها علينا . قال ابن دُريد : ولا أَحسبه عربيًّا . و فَتّاح ككَتّان : طائرٌ أَسودُ يُكثرُ تحريكَ ذَنَبهِ أَبيضُ أَصلِ الذَّنَب من تَحتِه ومنها أَحمر فَتَاتِيحُ بغير أَلفٍ ولام هكذا في النُّسخ وهو غير ظاهر . قال شيخنا : هذا غير جارٍ على قواعدِ العَرب فإِنّه لا مانِعَ من دُخُول إلى على جمع من الجموع فتأَمّل . قلت : ولعل الصواب : بغير أَلفٍ وتاءٍ كما في اللّسان وغيره أَي ولا يُجمع بالأَلف والتاءِ وقد اشتبه على المصنّف . والفُتَاحِية بالضمّ مخففة : طائرٌ آخَرُ مُمشَّق بحمرة وفي نسخ اللسان وغيرِه من الأُمّهات : والفُتَحة بالضَّمّ من غير زيادة الياءِ بعد الحاءِ . ونَاقَةٌ مفَاتِيح قال شيخنا : هو مما لا نظير له في المفردات وأَينُقٌ مفاتِحَاتٌ : سِمَان حكاها السِّيرافّي . ومن المجازِ فَواتِحُ القُرْآنِ هي أَوائِل السُّورِ . وقرأَ فاتِحةَ السُّورةِ وخاتِمَتها أَي أَوّلها وآخرها . ومما يستدرك عليه : المِفْتَحُ كمنْبر : قناةُ الماءِ . وكُلّ ما انكشفَ عن شِيْءٍ فقد انفتَحَ عنه وتَفتّحَ . وتَفتُّحُ الأَكمَّةِ عن النَّوْر : تشقُّقُها . ويَومُ الفتْح يَومُ القِيامة قاله مُجاهد . والمُفْتتَحُ بصِيغَة اسمٍ المفعول ويكون اسمَ زَمان ومكانٍ ومَصدراً ميميَّا وهي لغة شائعة فصيحة كذا في شرح ديباجة الكَشَّاف للمصنّف قال : وأَمّا المُخْتَتَم فغير فَصيحةٍ وأَشار إِليه الخفاجيُّ في العناية . وبيت فتاح : واسع كما في الفائق . ومن المجاز : الفُتُوحة الحُكُومَةُ كالفِتَاح بالكسر . ويقال للقاضي : الفَتَّاح لأَنّه يفتح مواضِعَ الحقّ . قال الأَزهريّ : والفتّاح في صفةِ اللّه تعالى : الحاكم . وفي التنزيل : " وهو الفَتَّاحُ العَليمُ " . وقال ابن الأَثير : هو الذي يفتح أَبوابَ الرِّزق والرّحمة لعباده . والفاتِحُ : الحاكِمُ . وفَتَحَ عليه : عَلَّمَه وعرّفَه وقد فُسِّرَ به قولُه تعالى : " أَتُحدِّثُونهم بما فَتَحَ اللّهُ عَليْكُم " ومنه الفَتْح على القارىء إِذا أُرْتِج عليه . وإِذا اسْتَفْتَحَكَ الإِمامُ فافْتَحْ عليه . والفَتْح : الرِّزْق الّذِي يَفتَح اللّه به وجمْعه فُتُوحٌ . وفاتَحَ الرَّجلَ : سَاومَه ولم يُعْطِه شيْئاً فإِن أَعطاهُ قيل فَاتَكَه حكاه ابن الأَعْرَابيّ . وافتِتَاحُ الصَّلاةِ : التكبيرةُ الأُولَى . وأُمُّ الكِتابِ : فاتِحَةُ القُرآنِ . والفَتْحُ : أَن تَفْتَحَ عَلَى من يَستَقْرِئك . وفُتِحَ على فُلانٍ : جُدَّ وأَقْبَلَتْ عليه الدُّنْيَا . وافْتَحْ سِرَّك عَلَىّ لا عَلى فلان . ومَا أَحْسَنَ ما افتُتِحَ عامُنَا به إِذا ظَهرتْ أَمَارَةُ الخِصْب . وذَا وَقْتُ افْتتاح الخَراجِ . وكلّ ذلك مَجاز