الجَبْرُ : خِلافُ الكَسْرِ والمادَّة موضُوعةٌ لإصلاح الشيْءِ بضَرْب من القَهْر
في المُحْكَم لابن سِيدَه : الجَبْرُ : المَلِكُ قال : ولا أَعْرفُ مِمَّ اشْتُقَّ إلاّ أنَّ ابنَ جِنِّي قال : سُمِّيَ بذلك لأنه يَجْبُر بجُودِه . وليس بقَوِيّ قال ابنُ أَحمر :
واسْلَمْ براوُوقٍ حُيِيتَ به ... وانْعَمْ صَباحاً أيُّها الجَبْرُ . قال : ولم يُسمَع بالجَبْرِ المَلِكِ إلاّ في شعر ابنِ أحمرَ قال : حَكَى ذلك ابنُ جِنِّي قال : وله في شِعر ابنِ أحمرَ نظائرُ كلُّها مذكورٌ في مواضعه . وفي التَّهْذِيب : عن أبي عَمْرو : يُقَال للمَلِك جَبْرٌ . الجَبْرُ : العَبْدُ عن كُرَع ورُوِيَ عن ابن عَبَّاس في جِبْرِيلَ ومِيكائِيلَ كقولك : عبدُ الله وعبدُ الرَّحمن . وقال الأصمعيّ : معنى إيل هو الرُّبُوبِيّةُ فأُضِيفَ جَبْر وميكا إليه . قال أبو عُبَيْد : فكأَنّ معناه عبدُ إيل رجل إيل ضدٌّ
قال أبو عَمْرو : الجَبْرُ : الرَّجُلُ وأنشد قولَ ابنِ أحمرَ :
" وانْعَمْْ صَبَاحاً أيُّهَا الجَبْرُ . أي أيَّها الرجلُ
الجَبْر أيضاً : الشُّجاعُ وإن لم يكن مَلِكاً . الجَبْرُ : خِلافُ القَدَر وهو تَثْبيتُ القَضَاءِ والقَدَر ومنه الجَبْريَّةُ وسيأْتِي . الجَبْرُ : الغُلامُ وبه فَسَّر بعضٌ قولَ ابنِ أحمرَ . الجَبْرُ : اسمُ العُود الذي يُجْبَر به . ومُجَاهدُ بنُ جَبْر أبُو الحَجّاج المَخْزُوميُّ مَوْلاَهم المَكِّيُّ : مُحَدِّثٌ ثِقَةٌ إمامٌ في التَّفْسير . وفي العلْم من الثالثة مات بعدَ المائة بأربع أو ثلاث عن ثلاثِ وثمانين . وجَبَرَ العَظْمَ مِن الكَسْر ومِن المَجَاز : جَبَرَ الفَقيرَ مِن الفَقْر وكذلك اليَتِيمَ كذا في المُحْكَم يَجْبُره جَبْراً بفتحٍ فسكونٍ وجُبُوراً بالضَّمّ وجِبَارَةً بالكسر عن اللِّحْيَانيِّ . وجَبَّرَه المُجَبِّرُ نَجْبِيراً فجَبَرَ العَظْمُ والفَقِيرُ واليَتِيمُ جَبْراً بفتحٍ فسكونٍ وجُبُوراً بالضّم وانْجَبَرَ واجْتَبَرَ وتَجَبَّرَ ويقال جَبَرْتُ العَظْمَ جَبْراً وجَبَرَ العظْمُ بنَفسِه جُبُوراً أي انْجَبَرَ وقد جَمَع العَجّاج بين المتعدِّي والَّلازمِ فقال : قد جَبَرَ الدِّينَ الإلهُ فجَبَرْ
قلتُ : وقال بعضُهم : الثاني تأْكيدٌ للأَوَّل أي قَصَدَ جَبْرَه فَتَمَّمَ جَبْرَه كذا في البَصَائِر . قال شيخُنا وقد خَلَطَ المصنِّفُ بين مَصْدَرَيِ الّلازِمِ والمتعدِّي والذي في الصّحاح وغيرِه التفصيلُ بينهما فالجُبُورُ كالقُعُودِ مصدرُ اللازمِ والجَبْرُ مصدرُ المتعدِّي وهو الذي يَعْضُده القِياسُ . قلتُ : ومثلُه قولُ اللِّحْيَانيّ في النَّوادر : جَيَرَ اللهُ الدِّينَ جَبْراً فجَبَرَ جُبُوراً ولكنه تَبِعَ ابنَ سِيدَه فيما أوردَه من نَصِّ عبارتِه على عادَتِه وقد سٌمِعَ الجُبُورُ أيضاً في المتعدِّي كما سُمِعَ الجَبْرُ في الَّلازم ثمّ قال شيخُنَا : وظاهرُ قولِه : جَبَرْتُ العَظْمَ والفَقِيرَ إلخ انه حقيقةٌ فيهما والصَّوابُ أن الثانيّ مَجازٌ
قال صاحبُ الواعِي : جَبَرْتُ الفقيرَ : أغْنَيْتُه مثْل جَبَرتُه من الكَسْر وقال ابنُ دُرُسْتَوَيْهِ في شرح الفَصِيح : وأصلُ ذلك أي جَبْرِ الفقيرِ من جَبْرِ العَظْمِ المُنْكسِر وهو إصلاحُه وعِلاجُه حتى يَبْرَأ وهو عامٌّ في كلّ شيْءٍ على التَشْبِيهِ والاستعارةِ فلذلك قِيل : جَبَرْتُ الفقيرَ إذا أغْنَيْتَه لأنه شَبَّه فَقْرَه بانكسارِ عَظْمِه وغِنَاه بجَبْرهن ولذلك قيل له : فَقِيرٌ كأنه قد فُقِرَ ظَهْرُه أي كُسِرَ فَقارُه
قلْت : وعبارةُ الأَساس صريحةٌ في أن يكونَ الجَبْرُ بمعنَى الغِنَى حقيقةً لا مَجازاً فإنه قال في أوَّل الترجمةِ : الجَبْرُ أن يُغْنِيَ الرجلَ مِن فَقْرٍ أَو يُصْلِحَ العَظْمَ من كَسْرٍ ثم قال في المَجَاز في آخر الترجمة : وجَبَرتُ فلاناً فانْجَبَرَ : نَعَشْتُه فانْتَعَشَ وسيأْتي
وقال اللَّبْلِيُّ في شرح الفَصِيح : جَبَرَ من الأَفعال التي سَوَّوْا فيها بين الَّلازمِ والمتعدِّي فجاءَ فيه بلفظٍ واحد يقال : جَبَرتُ الشيءَ جَبْراً وجَبَرَ هو بنفسِه جُبُوراً ومثلُه صَدَّ عنه صُدُوداً وصَدَدْتُه أنا صَدّاًوقال ابن الأنباريِّ : يقال جًبَّرتُ اليدَ تَجْبِيراً . وقال أَبو عُبَيْدَةَ في فعل وأفعل : لم أسمع أحداً يقول : أجبرتُ عَظْمَه . وحكى ابنُ طَلْحَةَ أنه يقال : أجبرْتُ العَظْمَ والفَقِيرَ بالألف . وقال أبو عليّ في فعلت وأفعلت يقال : جَبَرتُ العَظْمَ وأجْبَرتُه . وقال شيخُنَا : حكايةُ ابنِ طَلْحَةَ في غاية الغَرَابةِ خَلَتْ عنها الدَّواوِينُ المشهورة . واجْتَبَرَه فتَجَبَّرَ وفي المُحْكَم : جَبَرَ الرَّجلَ : أَحْسَنَ إليه أو كما قال الفارسيّ : جَبَرَه . أغْنَاه بعدَ فَقْرٍ قال : وهذه ألْيقُ العِبَارتَيْن فاستَجْبَر واجتَبَرَ
وقال أبو الهَيْثمِ : جَبَرتُ فاقَةَ الرجلِ إذا أغنيتَه . وفي التَّهْذِيب : واجْتَبَر العَظْمُ مثل انْجَبَرَ يقال : جَبَرَ اللهُ فلاناً فاجْتَبَرَ أي سَدَّ مَفاقِرَه قال عَمْرُو بن كُلْثُومٍ :
مَن عالَ مِنّا بعدَهَا فلا اجْتَبَرْ ... ولا سَقَى الماءَ ولا راءَ الشجَرْ . معنى عالَ : جارَ ومالَ
جَبَرَه على الأمْر يَجْبُرُهُ جَبْراً وجُبُوراً : كأجْبَرَه فهو مُجْبَر الأخيرَةُ أعْلَى وعليها اقتَصَر الجوهَرِيُّ كصاحب الفَصِيح حكاهما أبو عليٍّ في فعلت وأفعلت وكذلك ابن دُرُسْتَوَيْهِ والخَطّابيُّ وصاحبُ الواعِي . وقال اللِّحْيَانِيّ : جَبَرَه لغةُ تَمِيم وَحْدَهَا قال : وعامَّةُ العربِ يقولون : أجْبَرَه . وقال الأزهريُّ : وجَبَرَه لغةٌ معروفةٌ وكان الشافعيُّ يقول : جَبَرَ السُّلْطَانُ وهو حِجازيٌّ فَصِيحٌ فهما لُغْتَانِ جَيِّدَتانِ : جَبَرْتُه وأَجْبَرْتُهُ غير أن النَّحْوِيِّين استَحبُّوا أن يَجْعَلُوا جَبَرْتُ لِجَبْرِ العَظْمِ بعد كَسْرِه وجَبْرِ الفَقِيرِ بعد فاقَتِه وأنْ يكون الإجبارُ مقصوراً على الإكراه ولذلك جَعَلَ الفَرّاءُ الجَبَّارَ من أجبرتُ لا من جَبَرتُ كما سيأْتي
وفي البَصَائِر : والإجْبَارُ في الأصل : حَمْلُ الغيرِ على أن يَجْبُرَ الأمْرَ لكن تُعُورِفَ في الإكراه المجرَّد فقوله : أجْبَرْتُه على كذا كقولك : أكْرَهْتُه . وتَجَبَّرَ الرجلُ إذا تَكَبَّرَ . تَجَبَّرَ النَّبْتُ والشَّجَرُ : اخْضَّرَّ وأوْرَقَ وظَهَرَتْ فيه المَشْرَةُ وهو يابِسٌ وأنشَدَ اللِّحْيَانيُّ لامرئِ القَيْس :
ويَأكُلْنَ مِن قَوٍّ لُعَاعاً ورِبَّةً ... تَجَبَّرَ بعد الأَكْلِ فهو نَمِيصُ . قوّ : موضعٌ واللُّعاَع : الرَّقِيقُ من النَّبَات في أوّل ما يَنْبُتُ والرِّبَّةُ : ضَرْبٌ من النَّبات والنَّمْيصُ : النَّبَاتُ حين طَلَعَ وَرَقُه . وقيل : معنى هذا البِيتِ أنه عادَ نابِتاً مُخْضَرّاً بعد ما كان رُعِيَ يعني الرَّوْضَ . وتَجَبَّرَ النَّبْتُ أي نَبَتَ بعد الأكل . وتَجَبَّرَ النَّبْتُ والشَّجَرُ إذا نَبَتَ يابِسِه الرَّطْبُ . تَجَبَّرَ الكَلأُ : أُكِلَ ثم صَلَحَ قِلِيلاً بعد الأَكل . تَجَبَّرَ المَرِيضُ : صَلَحَ حالُه . ويقال للمريض : يوماً تَرَاه مُتَجَبِّراً ويوماً تَيْأَسُ منه معنى قوله : مُتَجَبِّراً . أي صالِحَ الحال
تَجَبَّرَ فلانٌ مالاً : أصابَه وقيل : تَجَبَّرَ الرجلُ : عادَ إليه ما ذَهَبَ عنه . وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ : تَجَبَّرَ الرَّجلُ في هذا المعنى فلم يُعَدِّه . وفي التَّهْذِيب : تَجَبَّرَ فلانٌ إذا عادَ إليه مِن ماله بعضُ ما ذَهَب . والجَبَرِيَّةُ بالتَّحْرِيك : خِلافُ القَدَرِيَّةِ وهو كلامٌ مُوَلَّدٌ . وفي الصّحاح : الجَبْرُ خِلافُ القَدْرِ . قال أبو عُبَيْد : هو كلامٌ مولَّد : قال اللَّبلى في شرح الفَصِيح : وهم فرقةٌ أهلُ أهواءٍ مَنْسُوبُون إلى شيخهم الحُسَيْنِ بنِ محمّدٍ النَّجَّار البَصْرِيِّ وهم الذين يقولون : ليس للعَبْد قُدْرَةٌ وأنّ الحَرَكاتِ الإراديَّةَ بمثَابَة الرِّعْدَةِ والرَّعْشَةِ وهؤلاءِ يَلْزمُهُم نَفْيُ التَّكْلِيفِوفي اللِّسَان : الجَبْرُ تَثْبِيتُ وُقُوعِ القَضَاءِ والقَدَرِ والإجبارُ في الحُكْمِ يقال : أجْبَرَ القاضِي الرجلَ على الحُكْمِ إذا أكْرَهَه عليه . وقال أبو الهَيْثَم : والجَبْرِيَّةُ : الذين يقولُون أجْبَرَ اللهُ العِبَادَ على الذُّنُوب أي أكْرَهَهُم ومَعَاذَ الله أن يُكْرِهَ أحداً على مَعْصِيَة . وقال بعضُهم : غن التَّسْكِينَ لَحْنٌ فيه والتَّحْرِيكَ هو الصَّوابُ أو هو أي التَّسْكِينُ للجَبْر قال شيخُنَا : وهو الظّاهِرُ الجارِي على القِيَاس . وقالوا في التَّحْرِيك : إنه للازْدِواج أي لمناسبة ذِكْرِه مع القَدَرِيَّة وقد تقدَّم أنها مُوَلَّدة
وفي الفَصِيح : قومٌ جَبْرَّيةٌ بسكونِ الباءِ أي خِلافُ القَدَرِيَّة وقال الحافظُ في التَّبصير : وهو طَريقُ متَكِّلمِي الشافعية . وفي البصائر : وهذا في قول المتقدِّمين وأما في عُرْف المتكلِّمين فيقال لهم : المُجبرَة وقال : وقد يُستعمَل الجَبر في القَهر المجرَّد نحو قوله صلّى الله عليه وسلم : " لا جَبر ولا تَفويض " . والجَبّار هو الله عزَّ اسْمُه وتعالَى وتَقَدَّسَ القاهر خَلْقه على ما أراد من أمْرٍ ونهيٍ . وقال ابن الأنباريّ : الجبّار في صفة الله عزّ وجلّ : الذي لا يُنال ومنه جَبّارُ النَّخلِ . قال الفَرّاءُ : لم أَسمع فَعّالاً من أفْعلَ إلاّ في حرفَين وهو جَبّارٌ من أَجْبرتُ ودَرَّاكٌ من أدْرَكتُ
قال الأزهريُّ : جَعلَ جَبّارً في صِفة الله تعالَى أو صفة العبَاد من الإجبار وهو القَهْر والإكراه لا من جَبَرَ . وقيل : الجَبَّار : العالي فَوقَ خَلْقِه ويجوزُ أن يكونَ الجَبّار في صِفَة الله تعالَى من جَبْره الفَقْرَ بالغِنَي وهو تَباركَ وتعالَى جابِرُ كُلِّ كَسيرِ وفَقيرِ وهو جابرُ دِينه الذي ارتَضاه كما قال العجّاج :
" قد جَبَر الدِّينَ الإلهُ فَجَبَرْ . وفي حديث عليٍّ كرَّم اللهُ وَجهَه : " وجَبّار القُلوبِ على فِطَرَاتها " هو من جَبْر العَظم المكسور كأَنه أقام القُلوبَ وأثْبتَها على ما فَطَرَها عليه من معرفِته والإقرارِ به شَقِيَّها وسِعيدَها
قال القُتَيْبِيُّ : لم أجعلْه من أجْبَرت لأنّ أفْعلَ لا يقَال فيه فعّال . وقيل : سُمِّيَ الجبَّارَ لتكَبُّرِه وعُلوِّه . الجَبَّار في صِفَةِ الخَلقِ : كلُّ عاتٍ متَمرِّدٍ . ومنه قولهم : وَيْلٌ لجَبّارِ الأرْضِ من جَبّارِ السَّماءِ وبه فَسَّرَ بعضُهم الحديثَ في ذِكر النّارِ : " حتى يَضَع الجَبَّارُ فيها قَدَمَه " . ويَشْهد له قولُه في حديثٍ آخر : " إنَّ النارَ قالت : وُكِّلْت بثلاثة : بِمَن جَعَل مع اللهِ إلهاً آخَرَ وبكلِّ جَبّار عَنِيد والمصَوِّرِين " . وقال اللِّحْيَانِيُّ : الجَبّار : المتكبِّر عن عبادةِ اللهِ تعالى ومنه قولُه : " ولم يَكُنْ جبّاراً عَصِياً " وفي الحديث : " أنّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم حَضَرَتْه امرأَةٌ فأَمَرهَا بأَمْرٍ فتأَبَّتْ فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : دَعُوهَا فإنهَا جَبّارَةٌ " أي عاتِيَةٌ متكبِّرةٌ . كالجِبِّيرِ كسِكِّيتٍ وهو الشَّدِيدُ التَّجبُّرِ
الجَبّارُ : اسمُ الجَوْزاءِ وهو مَجازٌ يقال : طَلَعَ الجَبّارُ لأَنها بصورةِ مَلِكٍ مُتَوَّجٍ على كُرْسِيٍّ . كذا في الأَساس
مِن المَجاز : قَلْبٌ جَبّارٌ لا تَدخلُه الرِّحْمَةُ وذلك إذا كان ذا كِبْرٍ لا يَقْبلُ مَوعظةً
الجَبّار : القَتَّالُ في غير حَقٍّ . وفي التَّنْزِيل العزيز : " وإذا بَطَشْتُم بَطَشْتُم جَبَّارِينَ " . وكذلك قولُ الرجلِ لموسى عليه السّلامُ في التَّنْزِيلِ العَزِيز : " إنْ تُرِيدُ إلاّ أَن تكونَ جَبّاراً في الأَرض " أي قَتّالاً في غير الحَقّ . وكلُّه راجعٌ إلى معنى التَّكَبُّر
قال اللِّحْيَانيُّ : العَظِيمُ الطَّوِيلُ القَوِيُّ جَبّارٌ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " إنّ فيها قَوْماً جَبّارِين " قال : أرادَ الطُّولَ والقُوَّة والعِظَمَ وهو مَجازٌ . وفي الأساس : وقد فُسِّرَ بعِظَامِ الأجِرَامِ . قال الأزهريُّ : كأنَّه ذَهَب غلى الجَبّار من النَّخِيل وهو الطَّوِيلُ الذي فاتَ يدَ المُتَنَاوِلِ . ويقال : رجلٌ جَبّارٌ إذا كان طويلاً عظيماً قَوِيَّاً تَشبيهاً بالجَبَّار من النَّخْل
جَبّارُ بنُ الحَكَمِ السُّلميّ قيل : له وِفَادَةٌ : أَسْلَمَ وصَحِبَ ورَوَى قالَه ابن سَعْدجَبّارُ بنُ سَلْمَي وفي بعض النُّسَخ : سَلْمُ بنُ مالِكِ بنِ جعفرٍ العامِريُّ له وِفَادة وهو جدّ والِدِ السَّفَّاح فإنّ أمَّه أمُّ سَلَمَةَ بنتُ يعقوبَ بنِ سَلَمَةَ بنِ عبد اللهِ بن المُغِيرة وأُمُّها هندُ بنتُ عبد اللهِ ابنِ جَبّارِ . وجَبّارُ بنُ صَخْرِ بنِ أُمَيَّة بن خَنْسَاءَ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَدِيِّ بن غَنْمِ بنِ كَعْبِ بنِ سَلَمَةَ السُّلميُّ بَدْرِيٌّ كبيرٌ وقيل : إن اسمَه جابِرٌ والأَصَحُّ جَبّار مات سنة ثلاثين
جَبّارُ بنُ الحارِثِ الحَدَسيّ المناريّ له وِفادَةٌ وروايةُ حَديثِه عند وَلَدِه : صحَابِيُّون رضيَ الله عنهم الأخيرُ سَمّاه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلّم عبدَ الجَبَّارِ هكذا ذَكَره المحدِّثون . وجَبّارٌ الطَّائِيُّ : محدِّثٌ عن ابن عَبّاس وعنه أَبو إسحاقَ السَّبِيعِيُّ قاله الذَّهبيّ وهو غيرُ جَبّارِ بنِ عَمْروٍ الطّائيِّ المَلَقَّبِ بالأسَدِ الرَّهِيص . وجَبّارٌ فارِسُ الضُّبَيبِ . وأبو الرَّيَّان بِشرُ بنُ جَبّار الجَبَّاريّ مَدَحَه ابنُ الرِّقاع . وعُقْبَةُ بنُ جَبّارٍ عن ابن مسعود . وبِشْرُ بنُ قَيسِ بنِ جَبّار مشهورٌ بالبُخْل وفيه يقولُ الشاعر :
لو أنَّ قِدْراً بَكَتْ مِن طُولِ مَجْلِسِها ... على العُفُوق بَكَتْ قِدْرُ ابنِ جَبّارِ
ما مَسَّهَا دَسَمٌ قد فَضَّ مَعْدِنَها ... ولا رَأَتْ بَعْدَ نارِ القَيْنِ مِن نارِ . وعُقْبَةُ بنُ جابرٍ البَصْرِيّ المَنْقَرِيّ الجَبّارِيّ . وَجَبّارُ بنُ سُلْمَى بنِ مالكِ بنِ جعفرِ بنِ كلابٍ الذي طَعَنَ عامَر بنَ فُهَيْرَةَ يَومَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثم أَسْلَمَ وانْظُرْه في فهر . وجَبّارٌ بن جَبْرٍ العَبْدِيّ عن أبي الدَّرْدَاءِ بن محمّدِ بنِ نَعامَةَ عن أَبِيه تاريخُ مَرْوَ . وجَبَّارُ بنُ مالكٍ الفَزَرِايّ شاعرٌ فارسٌ . وشَمْعَلَةُ بنُ طَيْسَلَةَ بنِ جَبّارٍ شاعرٌ إسلاميّ . ذَكَرَهم الأمِيرُ
الجَبّارُ بغير هاءٍ حَكاه السِّيرافيّ : النَّخْلَةُ الطَّوْيلَةُ الفَتِيَّةُ . قال الجوهريّ : الجَبّارُ مِن النَّخل : ما طالَ وفاتَ اليَدَ قال الأعشى :
طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِوَاءٌ أُصُولُه ... عليه أَبابِيلٌ مِن الطَّيْرِ تَنْعَبُ . ونَخْلَةٌ جَبّارةٌ أي عظيمةٌ سَمِينةٌ وهو مَجازٌ وهي دُونَ السَّحُوقِ . وفي المُحْكَم : نخْلَةٌ جَبّارةٌ : فَتِيَّةٌ قد بَلَغَتْ غايةَ الطُّولِ وحَمَلَتْ والجَمْعُ جَبّارٌ قال :
فاخِرَاتٌ ضُلُوعها في ذُرَاها ... وأناضَ العَيْدَانُ والجَبّارُ . وقال أبو حنيفةَ : الجَبّارُ : الذي قد ارتُقِيَ فيه ولم يَسقُط كَرْمُه قال : وهو أفْتَى النَّخْلِ وأكرَمُهقد تُضَمُّ وهذه عن الصَّغانيّ . الجَبَّارُ أيضاً : المُتَكَبِّرُ الذي لا يَرَى لأحَد عليه حَقّاً يُقَال : هو جَبّارٌ من الجَبَابِرَة فهو بَيِّنُ الجِبْرِيَّةِ والجِبْرِيَاءِ مكسورتَيْن غير أنّ الأولَى مشدَّدةُ الياءِ التحتيَّة والثانيةَ ممدودةٌ والجِبِرِيَّةِ بكَسَرَاتٍ مع تشديدِ التحيّة والجَبَرِيَّةِ محرَّكة ذَكَره كُرَاع في المجرَّد والجَبَرُوَّةِ بضمِّ الراءِ وتشديدِ الواو المفتوحَةِ وقد جاءَ في الحديث : " ثم يكونُ مُلْكٌ وَجَبَروُةٌ " أي عُتُوٌ وقَهْرٌ والجَبَرُوتَا على مثال رَحَمُوتَا نقلَه شُرّاحُ الفَصِيح كالتَّدْمِيرِيِّ وغيره والجَبَرُوتِ الأربعةُ مُحَرَّكاتٌ وهذا الأَخِيرُ من أشهرِهَا وفي الحديث : " سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ والمَلَكُوتِ " قال ابنُ الأثِير والفِهْرِيّ شارحُ الفَصِيح وابنُ مَنْظُورٍ وغيرُهم : هو فَعَلُوت من الجَبْر والقَهْر والقَسْر والتاءُ فيه زائدةٌ للإلحاق بقَبَرُوس ومثلُه مَلَكُوت من المُلْك ورَهَبُوت من الرَّهْبَة ورَغَبُوت من الرَّغْبَة ورَحَمُوت من الرَّحْمَة قيل : ولا سادِسَ لها قال شيخُنا : وفيه نَظَرٌ وفي العِناية : الجَبْرُوتُ : القَهْرُ والكِبْريَاءُ والعَظمةُ ويُقَابِله الرَّأْفَةُ . والجَبْرِيَّةِ بسكونِ الموحَّدةِ وتشديدِ التحتيَّةِ والجَبْرُوَّة هو مثل الذي تقدَّم غير أن الموحَّدَةَ هنا ساكنةٌ والتَّجْبَار والجَبُّورَةِ مثلِ الفَرُّوجَةِ مَفْتُوحات والجَبُّورَةِ والجُبْرُوتِ مضمومتَيْن فهؤلاء ثلاثةَ عشرَ مصادرَ ذَكَرها أئِمَّةُ الغَرِيب وهي مفرَّقة في الدَّواوين ومما زيدَ عليه : جَبُّورٌ كتَنُّورٌ ذَكَره اللِّحْيَانيُّ في النوادر وكُراع في المجرَّد وجُبُور بالضمّ ذَكَره اللِّحْيَانيُّ وجَبَريَّا محرَّكة ذكره أبو نصرٍ في الألفاظ وجَبْرَؤوت كعَنْكَبُوت ذَكَره التدْمِيرِيُّ شارحُ الفصيحِ والجِبْرِيَاءُ ككِبْرِيَاءَ أوردهَ في اللسان فصار المجموع ثمانيةَ عشرَ ومعنى الكلِّ الكِبْر . وأنشدَ الأحْمَرُ لمُغَلِّسِ بنِ لَقِيط الأسَديِّ يُعَاتِبُ رجلاً كان والِياً على أُضاحَ :
فإنّكَ إنْ عادَيْتَنِي غَضِبَ الحَصَى ... عليك وذُو الجُبَّورة المتَغطرِفُ . يقول : إن عادَيْتَنِي غَضِبَ عليك الخَلِيقَةُ وما هو في العَدَد كالحَصَى والمُتَغطرف : المتكبِّر
وجَبْرَائِيلُ : عَلَمُ مَلَك ممنوع من الصَّرف للعَلَمِيَّة والعُجْمَةِ والتَّرْكِيبِ المَزْجِيٍّ على قولٍ أَي عبدُ الله . قال الشِّهَاب : سُرْيانيٌّ وقيل : عِبْرانيّ ومعناه عبدُ الله أو عبدُ الرَّجمن أو عبدُ العَزِيز . وذكر الجوهريُّ والأزهريُّ وكثيرٌ من الأئِمَّة أنّ جَبْر ومِيك بمعنى عَبْد وإيل اسم الله وصَرَّح به البُخارِيُّ أيضاً ورَدَّه أبو عليٍّ الفارسيُّ بأنَّ إيل لم يَذكره أحدٌ في أسمائه تعالَى . قال الشِّهَاب : وهذا ليس بشيْءٍ . قال شيخُنا : ونُقِلَ عن بعضهم أنّ إيلَ هو العَبْدُ وأنّ ما عَداه هو الاسمُ مِن أسماءِ الله كالرَّحمن والجَلالة وأيَّدَه اختلافُها دُونَ إيل فإنه لازِمٌ كما أنّ عَبْداً دائماً يُذْكَرُ وما عَداه يَختلفُ في العربيَّة وزادَه تأْييداً بأن ذلك هو المعروفُ في إضافة العَجَمِ
وقد أشار لمثل هذا البحثِ عبدُ الحَكِيم في حاشية البَيْضَاوِيِّ . قلتُ : وأَحسنُ ما قِيل فيه أن الجَبْرَ بمنزلةِ الرَّجُلُ والرجلُ عبدُ الله وقد سُمِعَ الجَبْرُ بمعنى الرَّجلُ في قول ابنِ أحْمَرَ كما تَقَدَّمتِ الإشارُ إليه كذا حَقَّقَه ابن جِنيّ في المحتسب . فيه لُغاتٌ قد تَصَرَّفَتْ فيه العربُ على عادتها في الأسماءِ الأعجميَّة وهي كثيرٌ . وقد ذَكَرَ المصنِّف هنا أربعَ عشرَةَ لغةً : الأُولَى : جَبْرِئيلُ كَجَبْرَعِيل قال الجوهريُّ : يُهمَز ولا يُهمَز قال الشِّهاب : ومن قَواعدهم المشهورةِ أنَّهم يُبْدِلُون همزَةَ الكلمة بالعَيْن عند إرادة البَيَانِ وعليه جَرَى سِيبَوَيْهِ في الكتاب فمَن دُونَه ومنهم مَن نَظَّرَه بسَلْسَبِيل وبها قرأَ حمزةُ والكسائيُّ وهي لغةُ قيس وتَمِيم . وقال الجوهريُّ : وأنشدَ الأَخْفَشُ لكَعْبِ بنِ مالك :شَهِدْنا فما تَلْقَى لنا مِن كَتِيبَةٍ ... يَدَ الدَّهْرِ إلاّ جَبْرِئِيلُ أمامُهَا . قال ابن بَرِّيٍّ : ورفع أمامها على الإتباع لنَقْلِه من الظُّرُوف إلى الأسماءِ
الثانيةُ : جِبْرِيلُ بالكسر مثالُ حِزْقِيل وهي أشهرُهَا وأفصحُهَا وهي قراءَةُ أبي عَمْرو ونافعٍ وابنِ عامرٍ وحَفْص عن عاصم وهي لغةُ الحِجَاز وقال حَسّان :
وجِبْرِيلٌ رسولُ اللهِ فينا ... ورُوحُ القُدْسِ ليس له كِفَاءُ . الثالثةُ : جَبْرَئِلُ مثالُ جَبْرَعِل أي بدون ياءِ بعد الهمزةِ وتُرْوَى عن عاصم ونَسَبَهَا ابنُ جِنِّي في الشّواذّ إلى يحيَى بنِ يَعْمُرَ
الرابِعَةُ : جَبْرِيلُ مثالُ سَمْوِيل بفتحٍ فسكونٍ فكسرٍ وهي قراءَةُ ابنُ كَثِيرٍ والحَسَنِ . قال الشِّهَاب : وتضعيفُ الفَرّاءِ لها بأَنه ليس في كلامهم فَعْلِيل أي بالفتح ليس بشيْءٍ لأنّ الأَعْجَميَّ إذا عُرِّبَ قد يُلْحِقونه وقد لا يلحقونه مع أنه سُمِعَ سَمْوِيلُ لطائرٍ . قال شيخُنَا : وفي سَماعِه نَظَرٌ ومَن سمِعه لم يدَّعِ أنه فَعْلِيلٌ بل فَعْوِيلٌ وهو ليس بعزِيز . قلتُ : وقد يأْتي لمصنِّف في سمل ما يدلُّ على أن سَمْوِيل فَعْوِيل لا فَعْلِيل
الخامسةُ : جَبْرَائِلُ بفتحِ فسكونٍ وهمزة مكسورة بدون ياءٍ بعد الألف مثال جبْراعِل وبها قرأَ عِكْرِمَةُ ونَسَبَهَا ابنُ جنِّي إلى فَيّاضِ بنِ غَزْوانَ ويحْيى بنِ يَعْمُر أيضاً
السادسةُ : جَبْرائيلُ مثلُهَا مع زيادةِ ياءٍ بعد الهمزة مثال جَبْراعِيل
السابعةُ : جَبْرَائِلُّ بفتحٍ فسكونٍ وهمزةٍ مكسورة ولام مشدَّدَةٍ مثالُ جَبْرَعِلّ وتُرْوَى عن عاصمٍ وقد قِيل إنّ معناه عبدُ الله في لغتهم . قاله ابنُ جِنِّي : الثامِنَةُ : جبْرَالُ بالفتح مثالُ خَزْعَال وسيأْتي أنه ليس لهم فَعْلالٌ سِواه عن الفَرّاءِ
التاسعةُ : جِبْرَالُ بالكسر مثالُ طِرْبَال
العاشرةُ : بسكون الياءِ بلا هَمْزٍ : جَبْرَيْلُ أي مع فتحٍ فسكونٍ في الأول وهي قراءَةُ طلحةَ بنِ مُصرِّف
الحاديةَ عشرةَ بفتحِ الياءِ : جَبْرَيلُ والباقي كالضَّبْط السابق
الثانيةَ عشرةَ بياءَيْن تَحْتِيَّتَيْنِ : جَبْرَيِيلُ كسَلْسَبيل
الثالثةَ عشرةَ : جَبْرِينُ بالنُّون بَدَلَ الَّلامِ ويُكْسَرُ . وبه تَتمُّ اللغاتُ أربعَ عَشرةَ ففي قول شيخَنا : إنّهَا عند المصنِّف ثلاَثَ عشَرَةَ نَظَرٌ . وقد ذَكر منها البيْضاوِيُّ ثمان لغات وما بقِيَ أورَدَه ابنُ مالِكٍ وأرْبَابُ الأفْعَالِ وقد نَظَم الشيخُ ابنُ مالِك سَبْعَ لغَات من ذلك في قوله :
جِبْرِيل جبْرِيلُ جَبْرَائِيلُ جبْرِئلٌ ... وجَبْرَئِيلُ وجبْرالٌ وجِبْرِينُ . قال شيخُنَا : وذَيَّلَهَا الجَلاَلُ السُّيُوطِيُّ بقوله :
وجَبْرَأَلُّ وجَبْرايِيلُ معْ بَدلٍ ... جبْرائِلٌ وبِيَاءٍ ثمَّ جَبْرِينُ . قال شيخُنَا : وقولُه : مع بدلٍ إشارةٌ إلى جبْرائِين لأن فيه إبدال الياءِ بالهمزة واللام بالنُّون
قلتُ : وقد فاتَ المصنِّف جبْرَايِيل الذي ذَكَرَه السُّيُوطِيُّ وهو بياءَيْن بعد الألفِ وقد أورَده الشِّهَابُ وقبله ابنُ جِنِّي في الشَّواذّ فقال : وبها قرأَ الأعْمشُ وكذلك جَبْرَايِلُ مقصوراً بالياءِ بدلَ الهمزةِ وقد ذَكَرَه السُّيُوطِيُّ وجَبْرَأَلُ بتحفيفِ الّلام أورَده ابنُ مالكٍ . قال ابنُ جِنِّي : ومِن ألفاظهم في هذا الاسم أن يقولوا كُوريال في هذا الاسم أن يقولوا كُوريال الكاف بين الكاف والقاف فغالبُ الأَمر على هذا أن تكونَ هذه اللُّغَاتُ كلُّها في هذا الاسم إنما يراد بها جُبْرَال الذي هو كُوريال ثم لَحِقَها من التَّحْرِيف على طُولِ الاستعمالِ ما أصارَهَا إلى هذا التَّفَاوُتِ وإن كانت على كلِّ أحوالِهَا مُتَجَاذِبَةً يَتَشَبَّثُ بعضُها ببعض . واستدلَّ أبو الحَسَنِ على زيادة الهمزة في جَبْرئيلَ بقراءَة مَن قرأَ جَبْرِيل ونَحوه وهذا كالتَّضَيُّفِ من أبي الحَسَنِ رَحِمَه اللهُ لِما قَدَّمْنَاه مِن التَّخْلِيط في الأعجميِّ ويَلزمُ منه زيادةُ النُّون في زَرَجُون لقوله :
" منها فَظِلْتَ اليوْمَ كالمُزَرَّج . والقَوْل ما قَدَّمْنَاهويُذْكَرُ فيه لُغَاتٌ أُخَرُ هكذا تُوجَد هذه العبارةُ في بعض النُّسخ وقد تَسقُط عن بعضها
والجَبَارُ : كَسَحَاب : فِنَاءُ الجَبّانِ نقلَه الفَرّاءُ عن المفضَّل . والجَبَّان ككَتَّان : المَقْبَرَةِ والصحراء وسيأْتِي في النُّون إن شاءَ الله تعالى
قولهم : ذَهبَ دَمُه جُبَاراً . الجُبَار بالضَّمِّ : الهَدَرُ في الدِّيَّاتِ والسّاقِطُ مِن الأرض والباطِلُ وفي الحديث : " المَعْدِنُ جُبَارٌ والبِئْرُ جُبَارٌ والعَجْمَاءُ جُبَارٌ " . قال الأزهريُّ : ومعناه أن تَنْفَلِتَ البَهيمةُ العَجْمَاءُ فتُصِيب في انفلاتِها إنساناً أو شيئْاً فجُرْحُهَا هَدَرٌ وكذلك البِئْرُ العادِيَّةُ يَسقطُ فيها إنسانٌ فيَهْلِكُ فَدَمُه هَدَرٌ والمَعْدِنُ إذا انْهارَ على حافِرِهِ فقَتَلَه فدَمُه هَدَرٌ وفي الصّحاح : إذا انْهارَ على مَن يَعملُ فيه فَهَلَكَ لم يُؤخَذ به مُستأْجِرُه . وفي الحديث : السّائِمَةُ جُبَارٌ أي الدّابَّةُ المُرْسلَة في رِعْيِهَا وأنشدَ المصنِّف في البصائر :
وشادِنٍ وَجْهُه نَهَارُ ... وخَدُّه الغَضُّ جُلَّنَارُ . قلتُ له : قد جَرَحْتَ قَلْبِي فقال : جُرْحُ الهَوَى جُبَارُ
الجُبَارُ مِن الحُروُب : ما لا قَوَدَ فيها ولادِيَةَ يقال : حَرْبٌ جُبَارٌ
الجُبَارُ : السَّيْلُ قال تَأَبَّطَ شَرّاً :
بِهِ مِن نَجاءِ الصَّيْفِ بِيضٌ أقَرَّها ... جُبَارٌ لِصُمَّ الصَّخْرِ فيه قَرَاقِرُ . يَعْني السَّيْلَ
الجُبَار : كُلُّ ما أَفْسَدَ وأَهْلَكَ كالسَّيْل وغيره
الجُبَار : البَريءُ من الشَّيْءِ يُقال : أنا منه خَلاَوةٌ وجُبارٌ وقد تقدَّم في فلج للمصنِّف : ومنه قولُ المُتَبَرِّي من الأمْر : أنا منه فالِجُ ابنُ خَلاَوَةَ . فَتَأَمَّلْ ذلك . وجُبَارُ كغُرَابٍ : اسمُ يوم الثَّلاثاءِ في الجاهليَّة من أَسْمَائهم القديمة ويُكْسَرُ قال :
أُرَجِّي أنْ أعيشَ وأنَّ يَوْمي ... بأوَّلَ أو بأَهْوَنَ أو جُبَارِ
أو التَّالي دُبَارِ فإنْ يَفُتْني ... فمُؤْنِسَ أو عُروبَةَ أو شِيَارِ . ونقلَه أيضاً الفَرّاءُ عن المفضَّل . جُبَارٌ بالضمّ : اسمُ ماء بين المدينةِ وفَيْد لبني حُمَيْس بن عامِر هكذا في سائر النُّسَخ وفي معجم البَكْريِّ لبَني جُرَش بن عامرٍ من جُهيْنَةَ وهم الحُرَقة
قد يُسْتَعملُ الجبْرٌ للإصلاح المجرَّد ومنه : جابرُ بنُ حَبَّةَ اسمُ الخُبْز معْرفَة كذا في المُحكَم : وكُنْيتُه أبُو جابرٍ أَيضاً وهو مَجازٌ وقد ذَكَره الجُرجانيُّ في الكنايات وأنشدَ الزَّمَخْشَريُّ في الأساس :
فلا تَلُومِيني ولُومِي جابِرا ... فجابِرٌ كَلَّفَنِي هَواجِرَا . وأنشدَنا شيخُنا الإمامُ أَبو عبد الله محمّدُ بنُ الطِّيِّب رَحِمه اللهُ قال : أنشدنا الإمامُ أبو عبد اللهِ محمّدُ بنُ الشّاذِليِّ أَعزَّه الله في أثناءِ قِراءَة المَقامات :
أبو مالكٍ يَعْتَادُنا في الظَّهائِرِ ... يَجيءُ فيُلْقِى رَحْله عندَ جابِرِ . قال : وأَبو مالك : كُنْيةُ الجُوع وقال في اللِّسان : وكلُّ ذلك مِن الجَبْر الذي هو ضدُّ الكسْر . والجبَارَةُ بالكسر والجَبيرَةُ اليَارَقُ وهو الدَّسْتَبنْدُ كما سيأتي له في القاف . جمعُه الجبائرُ قال الأعْشَى :
فأرتْكَ كَفاً في الخِضَا ... بِ ومِعْصَماً مَلأَ الجِبَارَهْالجَبيرَةُ أيضاً : العِيدانُ التي تُجْبَرُ بها العِظامُ على اسْتِواءٍ . والمُجبِّرُ : الذي يشُدُّ العِظَام المكْسُورَةَ ويُجبِّرُهَا . وقال أبو حاتم في تَقْويم المُبْتَدأِ : الجَبَائرُ : العِيدانُ التي تُشَدُّ على المَجْبُور . وقال ابن الأَنْباريِّ : واحدَتُها جِبارةٌ بالكسْر كما للمصنِّف والجوهريِّ وغيرهما . وجِبارةُ بنُ زُرارةَ بالكسر كذا ضَبطَه الدَّارقُطْنيُّ وابنُ ماكُولا : صحَابيٌّ بَلَويٌّ شَهدَ فَتْح مصر أو هو جُبارةُ كثُمامةَ ورُجِّعَ الأوّلُ . وجوْبرُ بالفتح : نَهرٌ أَو : ة بدمشقَ أو هي أي القريةُ بهاءٍ والذي في مُعجم ياقوت نهرُ جَوْبَر بالبَصْرة منها أَي منها أي من جَوْبَرَة التي بدمشقَ : أبو عبدُ الله عبدُ الوهّاب بنُ عبد الرَّحيم بن عبد الوهّاب الأشْجَعِيُّ الغُوطِيُّ عن شُعَيْب بن إسحاقَ وعنه أبو الدَّحْداحِ . ذَكَره الأمِيرُ . وقال الحافظُ : رَوَى عنه أبو داوودَ في السُّنَن وأحمدُ ابنُ عبدِ اللهِ بن يَزيدَ الجوْبريّان الدِّمَشْقِيّان حدَّث الأخيرُ عن صَفْوانَ بن صالحٍ ويُنْسَبُ إليه : الجوْبَرَانيُّ أيضاً
اشتَهَر بها عبدُ الرَّحْمن بنُ محمّد بن يَحْيى بن ياسرٍ الجَوْبَرانيُّ المحدِّثُ وفي التَّبْصير : عبدُ الرحمن بن يَحْيَى بن ياسرٍ الجَوْبَريُّ شيخٌ لأبي القاسم بنِ أبي العلاءِ وأبوه يَروِي عن عُثمان بنِ محمّد الذّهَبِيِّ
جَوْبرُ : ة بنَيْسابُورَ منها : أبو بكرٍ محمّدُ بنُ عليِّ بن محمّد بن إسحاق الجَوْبَريُّ عن حَمْزَةَ بنِ عبد العزيزِ القُرَشيِّ وعنه زاهِرُ بنُ طاهر . جَوْبَرُ : ة بسَوادِ بغدادَ وهي التي ذَكَرها ياقوتُ في المعجم . وجُويْبَارُ بضمِّ الجيمِ وسكُون الواوِ والياءِ المُثَنَّاةِ من تحت ويقال : جُوبَارُ بلا ياءٍ وكلاهما صحيحٌ وكذلك النَّسَبُ إليها صحيحٌ بالوَجْهَيْن : جُويْبَارِيٌّ وجُوبَارِيٌّ ومعناه مَسِيلُ النَّهْرِ الصَّغِير . وجُو بالضمّ وجُوىْ بزيادةِ الياءِ بالفارسيَّة : النَّهْرُ الصغيرُ وبارُ : مَسِلُيه وقُدِّمَ المُضَافُ إليه على المُضاف على عَادَتِهم في التَّراكِيب وهي : ة بهرَاةَ منها : أحمدُ بنُ عبدِ الله التَّيْمِيُّ الهَرَويُّ ويقال فيه : الشَّيْبَانيُّ أيضاً الوَضَّاعُ الكَذّابُ رَوَى عن جَرِير بن عبد الحميد والفَضْل بنِ موسى وغيرهما أحاديثَ وَضَعَها عليهم
جُوبَارَةُ بسمَرْقَنْدَ منها : أبو عليٍّ الحَسَنُ بنُ عليٍّ السَّمَرْقَنْدِيُّ جُوَبْيَارُ : مَحَلَّةٌ بنَسَفَ منها : محمّدُ بنُ السَّرِيّ بنِ عَبّاد النَّسَفِيُّ الجُوَيْبَارِيُّ رَأَى البُخَارِيَّ صاحِبَ الصَّحِيح . جُوبْيَارُ : ة بِمَرْوَ منها أبو محمّد عبدُ الرَّحمن بنُ محمّد بن عبد الرَّحمن البُويَنَجيُّ على فَرْسَخَيْن مِن مَروَ تُعرَفُ جُويْباربُويَنَكَ صاحبُ أبي سعْد السّمْعانيِّ رَوى عنه بمرْوَ رَوَى شَرَفَ أصحاب الحديث لأبي بكر الخَطيب عن عبد الله بن السَّمَرْقَنْديِّ عنه
جُويْبَارُ : محَلَّةٌ بأصْفَهانَ ويقال لها : جُوبارُ أيضاً منها محمّدُ بنُ عليٍّ السِّمْسَارُ وأبو منصور محمودُ بنُ أحمدَ بن عبد المُنْعم بن ما شاذَه رَوَى عنه السّمْعانيُّ وغيرُهأبو مسعود عبدُ الجَليل بنُ محمّد بن عبد الواحِدِ بنِ كوتاه الحافِظُ عن أصحاب أبي بكرِ بنِ مرْدَوْيهِ رَوَى عنه السّمْعانِيُّ . جُوبْيَارُ : قريةٌ أو ع بجُرجَانَ : منه : طَلْحَةُ بنُ أبي طَلْحَةَ الجُرْجَانِيُّ عن يَحْيَى بن يَحْيَى وعنه أبو بكر الإسماعِيلِيُّ . وجَبْرَةُ بفتح فسكونٍ وجُبَارَةُ بالضمِّ وجِبَارَةُ بالكسر وجُوَيْبِرٌ مصغَّر جابر : أسماءٌ وجابِرٌ اثنانِ وعشرونَ صَحابياً وهم : جابرُ بنُ أُسامةَ الجُهَنِيُّ وجابرُ ينُ حابِسٍ اليَمَانيُّ وجابرُ بنُ خالد الخَزْرَجيُّ وجابرُ بن أبي سبْرَةَ الأسَديُّ وجابرُ بنُ سُفْيَانَ الأنْصَارِيُّ وجابرُ بنُ سُلَيْمٍ الهُجيْميُّ وجابرُ بنُ سَمُرَةً العامريّ وجابرُ بنُ شَيْبَانَ الثقَّفَيُّ وجابرُ بنُ ماجدٍ الصَّدَفيُّ وجابرُ بنُ أبي صَعْصَعةَ المازنيُّ وجابرُ بنُ طارقٍ الأحْمسيُّ وجابرُ بنُ ظالمٍ الطّائيُّ وجابرُ بنُ حابسٍ العَبْديُّ وجابرُ بنُ عبدِ الله الرّاسِبِيُّ وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ رِيَاب وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنْصَارِيًّ وجابرُ بنُ عُبَيْد نَزَلَ البَصْرةَ وجابرُ بنُ عَتِيك الأنصارِيُّ وجابرُ بنُ عُمَيْرٍ الأنصاريُّ وجابرُ بنُ النُّعْمَانِ البَلَوِيُّ وجابِرُ بنُ ياسرٍ القِتْبَانِيُّ وجابِرُ بنُ عيّاش . فهؤلاءِ اثنان وعشرون صَحابياً . وبَقي عليه منهم : جابرُ بن الأزْرَق الغاضِرِيُّ نزَلَ حِمْصَ وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ العبديُّ وجابرُ بنُ عَوْفٍ أبو أوْسٍ الثَّقَفِيُّ . ذكَرهم الحافظ الذَّهَبيُّ في كتاب التَّجْرِيد
وجبَرْ خمسةٌ وهم : جَبْرٌ الأعْرَابيُّ المُحارِبيُّ وجَبْرُ بنُ عبد الله القبْطٍيّ مَوْلَى أبِي بصْرة وجَبْرُ بنُ عِتيك وجَبْرٌ الكِنْدِيُّ وجَبْرٌ أبو عبدِ الله وجَبْرُ بنُ أنَس . وقد اختُلِفَ في الأخِير وصوَّبُوا أنه جُبَيْرُ بن إيَاسٍ وقد تصَحَّفَ عليهم . وجُبَيْرٌ ثمانيةٌ وهم : جُبَيْرُ ثمانيةٌ وهم : جُبَيْرُ بنُ إياس الخَزْرَجِيُّ وجُبَيْرُ بنُ بُحْينَةَ الأزْدِيّ وجُبيْرُ بنُ الحُبَابِ بن المُنْذِرِ وجُبَيْرُ بنُ الحارِثِ القُرَشيّ وجُبَيْرُ بنُ مُطْعِم بنِ عَديٍّ النَّوْفَلِيُّ وجُبيْرُ بنُ النُّعْمَانِ الأوْسيُّ وجُبيْرُ بنُ نُفَيْر الحَضْرَمِيُّ وجُبَيْرٌ مَوْلَى كَبيرة بنت سُفْيانَ
وجِبَارةُ بالكسر واحِدٌ وهو جبَارَةٌ بنُ زُرَارةُ وقد تقدَّم الاختلافُ فيه وهكذا ضَبَطَه ابن ماكُولا والدَّارَقُطْنِيُّ
أبو القاسمِ عِمْرانُ بنُ موسى بن يَحْيَى بنِ جِبَارَةَ بالكسر الحَمْرَاوِيُّ الجِبَاريُّ من أهل مصرَ رَوَى عن عيسى بن حَمّاد زُغْبَةَ توفِّي سنة 301 . ومحمّدُ بنُ جعفرِ بنِ جِبَارةَ الدِّمَشْقيُّ الجَوْهريُّ وابنُه الحَسَنُ بنُ محمّد الرّاوِي عن خَيْثَمَة ذَكَره الذَّهَبِيُّ : مُحَدِّثان
وأما سعدٌ الجُبَارِيُّ فبالضمِّ له شِعْرٌ مذكورٌ في مُعْجَم المُنذريِّ وهو ضَبَطه قال : إنه منسوبٌ إلى بني جُبَارَةَ . وجَبْرةُ بنتُ محمّد بن ثابت بن سِباع مشهورةٌ من أَتباع التابعين قلت : وزوجها محمّد بنُ عبد الرحمن رَوَى عنه أبو عاصم . جَبْرَةُ بنتُ أبي ضَيْغَمٍ البَلَويَّةُ شاعرِةٌ تابعيَّةٌ . قلتُ : الصَّواب فيها بالحاءِ المهملَة كما ضَبَطَه الحافظُ والعَجَب من المصنِّف فغنه قد ذَكَرَها في المهملة على الصَّواب ووهم هنا . فَتَأَمَّلَ . وأبو جُبَيْر : كَزُبيْر الكِنْديُّ له حديثٌ في الوضُوءِ رَوَاه عنه جُبَيْر بنُ نُفَيْر وإسْنَاده حََسنٌ وهناك رجلٌ آخَرِ مِن الصَّحابة اسمه أبو جُبَيْرٍ الحَضْرَمِيُّ له حديثٌ وأبو جَبِيرَةَ كسَفِينَة بنُ الحُصيْن الأوْسيُّ الأشْهَليُّ ذَكَره أبو عَمْرو : صَحابيّان . أبو جَبيرَةَ بنُ الضَّحّاك الأشْهَلِيُّ أخو ثابِتٍ مُخْتَلَفٌ في صُحْبَتِه وُلِدَ بعد الهجرةِ ورَوَى عنه الشَّعْبيُّ وقَيْس بن أَبي حازم وابنُه محمود بنُ أبي جَبيرَةَ نَزَل الكُوفةَ له في النَّهْى عن التَّنابُز وزَيْدُ بنُ جَبيرَةَ من بَني عبدِ الأشْهَل مُحَدِّثٌ عن أبيه ذَكَرَه البُخَاريُّ في تاريخه . وأما زَيْدُ بنُ جَبِيرةَ الذي روى عن داوُودَ بنِ الحُصيْنِ فإنه واهٍ ذَكَرَه الذَّهَبيُّ في الدِّيوانجُبَيْرةُ كجُهَيْنَةَ : أحمدُ بنُ عليٍّ بنِ محمّدِ بنِ جُبَيْرَةَ بنِ البُصْلاِنيّ سَمِعَ عاصِمَ بنَ الحَسَنِ : شيخٌ لابنِ عَساكِرَ الحافظِ أبي القاسمِ صاحبِ التاريخ . والجُبَيْريُّون جماعةٌ بالبَصْرَة يَنْتَسِبُون إلى جُبَيْرِ بنِ حيَّةَ بنِ مسعودِ بنِ مُعتِّبِ بنِ مالكِ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرو بنِ سعيدِ بن عَوْفِ بنِ ثَقِيف رَوَى عن المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ ونَزَلَ البصرةَ . ومِمَّنْ يُنْسب إليه سَعِيدُ بنُ عبدِ الله بن زيادِ بن جُبيْرِ بن حيَّةَ بصْرِيُّ عن ابن بُرَيْدَةَ . وابنُ زِيَادِ بنِ جُبَيْرٍ هكذا في النُّسَخ الموجودةِ والمعروفُ في نسبهم أنّ جُبيْرَ بنَ حَيَّةَ له وَلَدَانِ : عبدُ اللهِ وزِيادٌ والأخيرُ يرْوِي عن أبيه فلَفْظَةُ ابن زائدةٌ وابنُه إسماعِيلُ وهو إسماعيلُ بنُ سَعيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زيادِ بنِ جُبَيْرٍ على الصَّحيح فالضميرُ راجعٌ إلى سعِيد لا إلى زياد كما هو ظاهرٌ وهو يَرْوِي عن أبِيه سَعِيد ذَكَره ابنُ أبي حاتِمٍ عن أبيه ووثَّقَه . و قال ابنُ الأَثِير : عُبَيْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ بنِ المُغِيرَةِ شَيخٌ بَصْرِيٌّ من أولاد جُبَيْرِ بنِ حَيَّةَ
وفاتَه : أبو عُبَيْد قاسمُ بنُ خَلفِ بنِ فَتْحِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ جُبيْرٍ سَكَنَ قُرْطُبَةَ وسَمِعض الحديثَ بالعِراق وعاد إلى الأنْدَلُسِ توفِّي سنَة 371 . وجِبْرِينُ كغِسْلِين : ة كبيرةٌ بناحِيَة عَزَازَ بالشّامِ مِن فُتُوح عَمْرِو بنِ العاصِ اتَّخَذَ بها ضَيْعَةً تُدْعَى عَجْلانَ باسم مَوْلىً له منها : أحمدُ بنُ هِبَةِ اللهِ النَّحَويُّ المُقْرئُ والنِّسْبَةُ إليها جِبْرَانِيٌّ على غير قياسٍ فإن القِيَاسَ يَقْتَضِي أن يكونَ جِبْرِيِنيٌّ وضَبَطَه الحافظُ ابنُ نُقْطَةَ صاحبُ الإكمالِ بالفَتْح للخِفَّة . وجِبْرِينُ الفُسْتُقِ : ة على مِيلَيْنِ مِن حَلَبَ أوّلَ مرحَلةٍ من حلَبَ للمُتوجِّهِ إلى أنْطًاكيًةً ومنها : محمّدُ بنُ محمّدِ بن عُلْوانَ بن نَبْهَانَ الجِبْرِينِيُّ الحَلَبِيُّ ولد سنة 763 ، حدَّثَ
وبَيْتُ جِبْرِينَ : قريةٌ كبيرة بِفِلَسْطِينَ وبين غَزَّةَ والقُدْسِ منه : أبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ خَلَفِ بنِ عُمَرَ الجِبْرِيِنيُّ المحدِّثُ روَى عن أَحمدَ بنِ الفَضْلِ الصّائِغ وعنه أَبو بكرِ بنِ المُقْرِئ الأصْبَهَانِي . والمجَبِّرُ : الذي يُجَبِّر العِظامَ ويشُدُّها على اسْتِواءٍ
هو لَقَب أبي الحَسَن أَحمد بنِ موسى بنِ القاسمِ بنِ الصَّلْتِ بنِ الحارِثِ بن مالك العَبْدَرِيِّ البَغْدَادِيِّ المحدِّثِ ولَقَبُ أَبي الحارِثِ يَحْيَى بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ التَّيْمِيِّ ويقال للأخِير : الجَابِرِيُّ أيضاً إلى جَبْرِ العَظْمِ
المُجَبَّر بفتح الباءِ هو عبد الرَّحْمن الأصغَرُ بن عبد الرَّحْمن الأكبر بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنه ويقال له : أبو المجَبَّرِ أيضاً وإنما قيل له ذلك لأنّه وَقَعَ وهو غلامٌ فقيل لعمَّتِه حَفْصَةَ : انْظُرِي إلى ابن أخِيكِ المُكَسَّر فقالت : بل المُجَبَّر فبَقِيَ لَقَباً عليه قالَه أبو عَمْرو
جَبَّرٌ كبَقَّمٍ : لَقبُ محمّدِ وفي بعض النُّسخ : روْح بن عِصَامِ بنِ يَزِيدَ الأصْفَهَانِيِّ المحدِّثِ عُرِفَ والدُه بخادمِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ وعنه ابنُه إسماعيلُ ومحمّدُ بنُ إسحاقَ بنِ مَنْدَه . والمُتْجبِّرُ : الأَسَدُ لعُتُوِّه وقهْرِه وأجْبرَه : نَسبَه إلى الجَبْر كأَكْفَره : نَسَبه إلى الكُفْر
وبابُ جَبّارٍ ككَتّانٍ : بالبَحْرَيْنِ . ومحمّدُ بنُ جَابَارَ الهَمْدَانِيُّ زاهدٌ صَحبَ الشِّبْليَّ وغيرهومَكِّيُ بنُ جَابَارَ الدِّينَوَرِيّ : مُحدِّثٌ ثقةٌ حَدَّث بدمشقَ بعد السِّتِّين وأربَعمائة . والجابِرِيُّ : محدِّثٌ له جُزْءٌ في الحديث م أي معروفٌ رَواه عنه أبو نُعَيْم قاله الذَّهَبيُّ . قلتُ : وهو أبو محمّدٍ عبدُ اللهِ بنِ جعفرِ بنِ إسحاقَ بنش عليِّ بنِ جابرِ بنِ الهَيْثَمِ المَوْصَلِيُّ الجابِرِيُّ نِسْبَةً إلى جَدِّه سكَنَ البَصْرةَ وسَمعَ عن أَبي يَعْلَى الموْصِليِّ وغيرِه وعنه أَبو نُعَيْم وقد رَوَيْنَا هذَا الجَزْءَ مِن طريق الحافظِ البِرْازاليِّ عن أَبي المنجّا بنِ اللَّتِّى عن أَبي رشِيد البِشْرِيِّ عن أَبي عليٍّ الحدّادِ عن أَبي نُعيْمٍ عنه . ومحمّدُ بنُ الحَسَنِ الجابِرِيُّ صاحبُ أبي الفَضْلِ عِيَاضِ بن موسى اليَحْصُبِيِّ القاضِي حدَّث بسَبْتَةَ قبل السِّتمائة بالشِّفاء عنه ويُوسُفُ بنُ جَبْرَويْهِ الطَّيَالِسِيُّ : مُحدِّثٌ . وأَبو سَهْلٍ أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ جَبْروَيْه الكَلْوذَانِيُّ عن الكُدَيْمِيِّ وعنه رزْقَويْه
وأمّا أَبو الحسنِ محمّدُ بنُ الحسن بنِ جُبْرُوَيْهِ فبالضمّ حدَّثَ عنه أبو الغَنَائِم النَّرْسِيُّ
وجُبْرَانُ بنُ إبراهيمَ الصّغانيّ كعُثْمَانَ : شاعرٌ شِيعِيٌّ قالَه الأمِيرُ ويرْوِي عن أَبي قُرَّةَ
وجَبْرُونُ بنُ عِيسى البَلَوِيُّ حدَّث عن سُحْنُون الفَقِيه وعن يَحْيَى بنِ سليمانَ الحُفْريِّ القَيْروانِي . جَبْرُونُ بنُ سعيد الحَضْرِمَيُّ قاضِي الإسكندريةِ سَمِعَ محمّدَ بنَ خَلاّد الإِسكندرانيَّ . وجَبْرُونُ بنُ عبد الجَبّارِ بنِ واقِدٍ سَمِعَ ابن عُيَيْنَة . وجَبْرُونُ بنِ واقِد سَمِعَ ابنُ عُيَيْنَة . وجَبْرُونُ بنُ واقِد الإفْرِيقيُّ . وعبدُ الوارِثِ بنُ سُفيَانَ بنُ جَبْرُونَ من أشياخ ابنِ عبدِ البَرِّ : محدِّثُون . والمَجْبُورَةُ وجابِرَةُ اسْمَانِ لطَيْبَةَ المشَرَّفَةَ على ساكنها أفْضَلُ الصّلاةِ والسّلامِ والمَجْبَورَة كأَنَّهَا جُبِرَتْ بِه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم وجابِرَةُ كأنّهَا جَبَرَتِ الإيمانَ
والاْنجِبَارُ : نَباتٌ نَفّاعٌ يُتَّخَذُ منه شَرَابٌ مذكورٌ في كتب الطِّبِّ
ومّما يُسْتَدْرَك عليه : رجلٌ جَبّارٌ : مُسَلَّطٌ قاهِرٌ وبه فُسِّر قوله تعالى : " وما أنتَ عليهم بجَبّار " أي بمُسَلَّط فتَقْهَرَهم على الإسلام . والجبّارُ : الذي يَقْتُلُ على الغَضبِ . وفي الحديث : " كثَافةُ جِلْدِ الكافرِ أربعُون ذِراعاً بذِراعِ الجَبّار " أراد به هنا الطَّوِيل وقيل : المَلِك كما يُقَال بذِراع المَلِك . قال القُتَيْبِيُّ : وأَحْسَبُه ملِكاً من ملُوك الأعاجِمِ كان تامَّ الذِّراعِ . وفي حديث خَسْفِ جَيْش البَيْدَاءِ : " فيهم المُسْتَبْصِرُ والمَجْبُورُ وابنُ السَّبِيل " . وهو من جَبَرْتُ لا أَجْبَرْتُ
وقال أبو عُبَيْد : الجَبَائِرُ : الأَسْوِرَةُ مِن الذَّهب والفِضَّة واحدتُها جِبَارةٌ وجَبِيرَةٌ وقال الأعْشَى :
فأَرْتْكَ كَفّاً في الخِضَا ... بِ ومِعْصَماً مِلءَ الجِبَارهْ . وأصَابَتْه مُصيبَةٌ لا يَجْتبِرُها أي لا مَجْبَرَ منها
ونارُ إجْبيرَ غير مَصْروف : نارُ الحُبَاحِبِ حكَاه أبو عليٍّ عن أبي عمْروٍ الشَّيبانيِّ
وَحَكَى ابنُ الأَعرابيِّ : جِنْبَارُ من الجبْر . قال ابن سِيدَه : هذا نصُّ لَفْظِه فلا أدرِي مِن أيِّ جَبْر عَنَى : أمِن الجبْرِ الذي هو ضِدُّ الكَسْر وما في طريقه أم مِن الجَبْر الذي هو خلافُ القدَرِ ؟ قال : وكذلك لا أَدرِي ما جِنْبارُ : أوَصْفٌ أَم عَلمٌ أَم نَوْعٌ أَم شَخْصٌ ؟ ولولا أَنه قال : مِن الجَبْر لأَلْحقْتُه بالرباعِيِّ ولقلتُ : إنَّها لغةٌ في الجِنِبَّارِ الذي هو فرْخُ الحُبَارَى أو مُخَفَّفٌ عنه
وزيادُ بنُ جُبيْر الطّائِيُّ الكوفِيُّ من رجال البُخَارِيَّ . والجِبَارُ بالكسر : جَمْع الجَبْرِ بمعنى المَلِكِ . والجبِيرِيَّةُ : قريةٌ باليمن وقد دَخلتُها وفيها الفُقهاءُ بنو حُشبْيِر . ومِن سَجَعَات الأساس : وما كانت نُبُوَّةٌ إلاّ تَنَاسَخَها مُلْكُ جَبَرِيَّة . أي إلاّ تَجَبَّرَ المُلُوكُ بعدَهَاومِن المجاز : ناقَةٌ جَبَّارةٌ أي عظيمةٌ . وجبَرْتُ فلاناً فاجْتَبَرَ : نَعَشْتُه فانْتَعَشَ . واسْتَجْبَرتُه : بالَغْتُ في تَعَهُّدِه . وفلانٌ جابِرٌ لي مُسْتَجِْبرٌ . والجَبْرُ في الحِسَاب : إلحاقُ شَيْءٍ به إصلاحاً لما يُرِيدُ إصلاحه . وباجَبّارةُ : قريةٌ شرقيَّ مدينةِ المَوْصِلِ كبيرةٌ عامرةٌ قال ياقوت : رأيتُها غيرَ مرّةٍ . وفي قُضاعَة جابِرُ بنُ كَعْب بن عُلَيْمٍ وفي خَوْلاَن جابِرُ بنُ هِلال وفي غَنِيٍّ جابِرُ بنُ مالك وفي طَيِّئٍ جابِرُ بنُ حَيِّ بنِ عَمْرو بنِ سلْسِلَةَ وجابِرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ قادِم الهمْدَانِيُّ : بُطُونٌ . وأَحمدُ بنُ عِمْرَانَ بنِ جَبير كَأمِير النَّسَفِيُّ حَدَّثَ عن محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الشّاميِّ . وبَنُو جُبُارَة بالضمّ : قبيلةٌ . وساحِلُ الجَوَابِرِ : كُورَةٌ بمصرَ
السَّعْبَرُ أهَمله الجَوْهري وقال ابن الأَعْرَابي : السَّعْبَرُ والسَّعْبَرَةُ : البئرُ الكثيرةُ الماءِ قال :
" أعَدَدْتُ للوِردِ إِذا ما هَجَّرَا
" غَرْباً ثَجُوجاً وقَليِباً سَعْبَرَا وماءٌ سَعْبَرٌ : كَثِيرٌ وكذلك نَبِيذٌ سَعْبَرٌ يُحْكَي أنَّه مَرَّ الفَرَزْدَقُ بصديقٍٍ له فقال : ما تَشْتَهِي يا أبا فِرَاس ؟ قال : شِواءً رَشْرَاشاً ونَبِيذاً سَعْبَراً وغِنَاءً يَفْتِقُ السَّمْعَ الرَّشْراشُ : الذي يَقْطُرُ دَسَماً والسَّعْبَرُ : الكثير . وسِعْرٌ سعبرٌ : رَخِيصٌ ويُحْكَى أنه خَرَجَ العَجّاجُ يريد اليَمَامَةَ فاسْتَقْبَلَه جَرِيرُ بنُ الخَطَفَى فقال له : أينَ تُرِيد ؟ قال : أريدُ اليَمامَةََ قال : تَجِدُ بها نَبِيذاً خِضْرِماً وسِعْراً سَعْبَراً . وسَعَابِرُ الطّعَامِ وكَعَابِرهُ هو كُلّ ما يُخْرَجُ منه من زُؤَانٍ ونَحْوِه فيُرْمَى به وقال أبو حنيفة : السَّعَابِرُ : حَبٌّ يَنْبُت في البُرِّ يُفسده فيُنَقَّى منه
عَبَرَ الرُّؤْيَا يَعْبُرُها عَبْراً بالفَتْح وعِبَارةً بالكسر وعَبَّرَها تَعْبِيراً : فَسَّرَهَ وأَخْبَرَ بما يَؤُول وكذا في المحكم وغيره وفي الأَساس بآخرِ ما يؤُول إِليه أَمْرُهَا . وعَبَّرَها تَعْبِيراً : فَسَّرَها وأَخْبَرَ بما يَؤُول كذا في المحكم وغيره وفي الأَساس بآخرِ ما يَؤُول إِليهِ أَمْرُها . وفي البصائِرِ للمصنِّف : والتَّعْبِيرُ أَخَصُّ من التّأْوِيلِ وفي التنزيل " إِنْ كُنْتُمْ للرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ " أَي إِن كُنْتُم تَعْبُرُونَ الرُّؤْيا فعداها باللام كما قال " قُلْ عَسى أَنْ يكونَ رَدِفَ لَكُمْ " قال الزّجاج : هذه اللام أُدْخِلَتْ على المفعول للتَّبيين . والمعنى إِن كُنْتُم تَعْبُرُون وعابِرِينَ ثمّ بيَّنَ باللاّم فقال : للِرُّؤْيَا قال : وتُسَمّى هذه اللامُ لاَمَ التَّعْقِيب لأَنهَا عَقَّبَت الإِضافَة قال الجَوْهَرِيّ : أَوْصَلَ الفِعْلَ بلام كما يُقال : إِن كنتَ للمالِ جامِعاً . والعابِرُ : الذي يَنْظُرُ في الكِتَابِ فَيَعْبُرُه أَي يَعْتَبِرُ بعضَهُ ببعض حتَّى يَقَعَ فَهمْه عليه ولذلك قيل : عَبَرَ الرُّؤْيا واعْتَبَرَ فلانٌ كذَا . وقيل : أُخِذَ هذا كلُّه من العِبْرِ وهو جانِبُ النَّهْرِ وهما عِبْرَانِ لأَنّ عابِرَ الرُّؤْيَا يَتَأَمّلُ ناحِيَتَيِ الرُّؤْيَا فيَتَفَكَّرُ في أَطرافِها ويَتَدَبَّرُ كلّ شَيْءٍ منها ويَمْضِي بفِكْره فيها مِن أَولِ ما رَأى النائِمُ إِلى آخرِ ما رَأَى . ورُوِى عن أَبي رَزِينٍ العُقَيْلِيّ أَنّه سمعَ النَّبِيّ صلى اللهُ عليه وسَلم يقول " الرُّؤْيَا على رِجْلِ طائرِ فإِذا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ فلا تَقُصَّها إِلا على وَادٍّ أَو ذِي رَأْي " لأَنّ الوادَّ لا يُحِبُّ أَن يَسْتَقْبِلَك في تَفْسِيرَها إِلا بما تُحِبّ وإِن لم يكن عالِماً بالعِبَارِةِ لم يَعْجَلْ لكَ بما يَغُمُّكَ لأَنّ تعْبِيرَه يُزِيلُهَا عمّا جَعَلها اللهُ عليه وأَمّا ذُو الرّأْيِ فمعناه ذُو العِلْمِ بعِبارَتِهَا فهو يُخْبِرُك بحقيقةِ تَفْسِيرِهَا أَو بأَقْرَبِ ما يَعْلَمُه منها ولعله أَن يكونَ في تَفْسِيرِهاَ مَوعِظَةٌ تَرْدَعُكَ عن قَبِيح أَنتَ عليه أَو يكون فيها بُشْرَى فتَحْمَد الله تعالى على النِّعْمَةِ فيها . وفي حديثِ " الرُّؤْيَا لأَوَّلِ عابِر " وفي الحديث " للرُّؤْيا كُنًى وأَسْمَاءٌ فكَنُّوهَا بكُناهَا واعتَبِرُوهَا بأَسْمَائِهَا " وفي حديثِ ابنِ سِيرِينَ كان يقُولُ " إِني أَعْتَبِرُ الحَديثَ " أَي أَعَبِّر الرُّؤْيَا بالحَدِيثِ وأَعْتَبِرُ به كما أَعْتَبِرُها بالقُرآنِ في تلأْوِيليِها مثل أن يُعَبِّرَ الغُرَابَ بالرَّجلِ الفاسِقِ والضِّلَع بالمرأَةِ لأَنّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلم سَمَّي الغُرابَ فاسِقاً وجعلَ المرأَةَ كالضِّلَعِ ونحو ذلك من الكُنَى والأَسماءِ . واسْتَعْبَرَه إِياها : سَأَله عَبْرَها وتَفْسيرَها . وعَبَّرَ عمّا في نَفْسِه تَعْبيراً : أَعْرَبَ بَيَّنَ . وعَبَّرَ عنه غَيرُه : عَيِىَ فأَعْرَبَ عَنْه وتكلم واللَّسَانُ يُعَبِّرُ عما في الضميرِ . والاسْمُ منه العَبْرَةُ بالفَتْح كذا هو مضبوطٌ في بعضِ النُّسخِ وفي بعضِها بالكسر والعِبَاَرَةُ بكسرِ العينِ وفتحِهَا . وعِبْرُ الوَادي بالكسر ويُفْتَحُ عن كُراع : شاطِئُه وناحِيَتُه وهما عِبْرَانِ قال النابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يمدح النُّعْمَانَ :
ومَا الفُراتُ إِذَا جَاشَتْ غَوَارِبُه ... تَرْمِي أَوَ اذِيُّه العِبْرَيْنش بالزَّبَدِ
يَوماً بأَطْيَبَ منه سَيْبَ نافِلَةٍ ... ولا يَحُولُ عَطَاءُ اليَوْمِ دُونَ غَدِ . وعَبَرَهُ أَي النّهرَ والوَادِيَ وكذلك الطَّرِيقَ عَبْراً بالفَتْح وعُبُوراً بالضَّمّ : قَطَعَهُ من عِبْرِهِ إِلى عِبْرِهِ ويُقَالُ : فُلانٌ في ذلك العِبْرِ أَي في ذلك الجانبِ . من المَجَاز عَبَرَ القَوْمُ : ماتُوا وهو عابِرٌ كأَنَّه عَبَرَ سَبِيلَ الحياةِ وفي البصائِرِ للمصنف : كأَنَّه عَبَرَ قَنْطَرَةَ الدُّنْيَا قال الشاعِر :
فإِنْ تَعْبُرْ فإِنّ لنَا لُمَاتٍ ... وإِن نَغْبُرْ فَنَحْنُ على نُذورِيقول : إِنْ مِتْنَا فَلَنا أَقْرَانٌ وإِنْ بَقِينَا فنَحْنُ ننتَظِرُ ما لابُدَّ منه كأَنَّ لنا في إِتْيَانِه نَذْراً . عَبَرَ السَّبِيل يَعْبُرُهَا عُبُوراً : شقَّها ورَجُلٌ عَابِرُ سَبِيلٍ أَي مارُّ الطّرِيقِ وهم عابِرُو سَبِيل وعُبَّارُ سَبِيلٍ . وقَوْلُه تَعَالى " ولا جُنُباً إِلا عابِرِي سَبِيلٍ " قيل : معناه أَن تكونَ له حاجَةٌ في المسجِدِ وبَيْتُه بالبُعْدِ فيدخل المسجِدَ ويَخْرُج مُسْرِعاً وقال الأَزْهَرِيّ : إِلا مُسَافِرِينَ لأَن المُسَافِرَ يُعْوِزُه الماءُ وقيل : إِلا مارِّينَ في المَسْجِدِ غيرَ مُرِيديِنَ للصلاةِ . عَبَرَ بهِ الماءَ عَبْراً وعَبَّرَهُ به تعْبِيراً : جَازَ عن اللِّحْيَانِيّ . عَبَرَ الكِتَابَ يَعْبُرُه عَبْراً بالفَتْح : تَدَبَّرَه في نَفْسهِ ولم يَرْفَعْ صَوتَه بقرَاءَتِه . عَبَرَ المَتَاعَ والدَّرَاهِمَ يَعْبُرُها عَبْراً : نَظَر : كمْ وَزْنُهَا ؟ وما هيَ ؟ . قال اللّحْيَانِيّ : عَبَرَ الكَبْشَ يَعْبُرُه عَبْراً : تَرَكَ صُوفَه عليهِ سَنَةً وأَكْبُشٌ عُبْرٌ بضمّ فسكون إِذا تُركَ صُوفُها عليها قال الأَزهريّ : ولا أَدْرِي كيف هذا الجَمْعُ ؟ عَبَرَ الطَّيْرَ : زَجَرَهَا يعْبُرُهُ بالضَّمّ ويَعْبِرُهُ بالكَسْر عَبْراً فيهما . والمِعْبَرُ بالكسرِ : ما عُبِرَ بِهِ النَّهْرُ من فُلْكٍ أَو قَنْطَرَةٍ أَو غَيْرِه . المَعْبَرُ بالفتحِ : الشَّطُّ المُهَيَّأُ للعُبُورِ . به سًمِّيَ المَعْبَرُ الذي هو : د بساحِلِ بَحْرِ الهِنْدِ . ونَاقَةٌ عبْرُ أَسْفَارٍ وعبْرُ سَفَر مُثَلَّثَةً : قَوِيَّةٌ على السفَرِ تَشُقُّ ما مرتْ بهِ وتُقْطَعُ الأَسْفَارُ عَلَيْهَا وكذا رَجُلٌ عبْرُ أَسْفَارٍ وعبْرُ سَفَرٍ : جَرِيءٌ عليها ماضٍ فيها قَوِيٌّ عليها وكذا جَمَلٌ عبْرُ أَسفارٍ وجِمَالٌ عبْرُ أَسْفَارٍ للوَاحِدِ والجَمْعِ والمؤَنّث مثْل الفُلْكِ الذي لا يزال يُسَافَرُ عليها . وجَمَلٌ عَبَّارٌ ككَتّان كذلك أَي قَوِيٌّ على السَّيْرِ . وعَبَّرَ الذَّهَبَ تَعْبِيراً : وَزَنه دِينَاراً دِينَاراً . قيل : عَبَّرَ الشَّيْءَ إِذا لم يُبَالِغْ في وَزْنِهِ أَو كَيْلهِ وتَعْبِيرُ الدَّراهِم : وَزْنُهَا جُمْلَةً بعد التَّفَارِيقِ . والعِبْرَةُ بالكِسْرِ : العَجَبُ جمعُه عِبَرٌ . والعِبْرَةُ أَيضاً : الاعِتبَارُ بما مَضَى وقيل : هو الاسمُ من الاعْتِبَارِ . واعْتَبَرَ منه : تَعَجَّبَ وفي حديث أَبي ذَرٍّ : فَمَا كانَتْ صُحُفُ مُوسَى ؟ قال : كانَتْ عِبَراً كُلُّهَا وهي كالمَوْعِظَةِ مما يَتَّعِظُ به الإِنْسَانُ ويَعمَلُ بهِ ويَعْتَبِرُ : ليستَدِلَّ بهِ على غَيْرِه . العَبْرَةُ بالفَتْحِ : الدَّمْعَةُ وقيل : هو أَن يَنْهَمِلَ الدَّمْعُ ولا يُسْمَعُ البُكاءُ وقيل : هي الدَّمْعَةُ قبلَ أَنْ تَفِيضَ أَو هي تَرَدُّدُ البُكَاءٍ في الصَّدْرِ أَوْ هِيَ الحُزْنُ بلا بُكَاءٍ والصحيح الأَول ومنه قول :
" وإِنّ شِفَائِي عَبْرَةٌ لوْ سَفَحُتَها . ومن الأَخيرةِ قولُهُم في عِنَاية الرَّجُلِ بأَخيه وإِيثارِه إِياهُ على نفسهِ : لكَ ما أَبْكِي ولا عَبْرَتةََبِي ويُرْوَى ولا عَبْرَةَ لِي أَي أَبْكيِ من أَجْلِكَ ولا حُزْنَ بِي في خاصَّةِ نَفْسِي . قاله الأَصْمَعِيّ . ج عَبَرَاتٌ مُحَرَّكةً وعِبَرٌ الأَخِيرَة عن ابنِ جِنيِّ . وعَبَرَ الرَّجلُ عَبْراً بالفَتْح واسْتَعْبَرَ : جَرَتْ عَبْرَتُه وحَزِنَ . وفي حديثِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه " أَنّه ذكَرَ النّبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ثم اسْتَعْبَرَ فَبَكَى " أَي تَحَلَّبَ الدّمعُ . وحَكَى الأَزْهَرِيُّ عن أَبي زَيد : عَبِرَ الرَّجلُ يَعْبَرُ عَبَراً إِذا حَزِنَ . وامرأَةٌ عابِرٌ وعَبْرَى كسَكْرَى وعَبِرَةٌ كفَرِحَةٍ : حَزِينَةٌ ج : عَبَارَي كسَكَارَى قال الحارِثُ بنُ وَعْلَةَ الجَرْمِيُّ :
يَقُولُ لَي النَّهْدِيُّ هل أَنْتَ مُرْدِفِي ... وكيْفَ رِدافُ الفّرِّ أُمكَ عَابرُأَي ثاكِلٌ . وعَيْنٌ عَبْرَى : باكِيَةٌ ورَجُلٌ عَبْرانُ وعَبِرٌ ككَتِفٍ : حَزِينٌ باكٍ . والعُبْرُ بالضَّمّ : سخْنَةُ العَيْنَ كأَنّه يَبْكي لمَا بهِ . ويُحَرَّكُ . العُبْرُ : الكَثِيرُ من كُلِّ شَيْءٍ وقد غَلَب على الجَمَاعَة من النّاسِ وقال كُراع : العُبْرُ : جماعةُ القومِ هُذَلِيَّة . وعَبَّرَ بِهِ تَعْبِيراً : أَراهُ عُبْرَ عَيْنهِ ومعْنَى أَراه عُبْرَ عَيْنِه أَي ما يُبْكِيهَا أَو يُسْخِنُهَا قال ذُو الرُّمَّةِ :
ومِنْ أَزْمَةٍ حَصّاءَ تَطْرَحُ أَهْلَهَا ... علَى مَلَقِيَّاتٍ يُعَبَّرْنَ بالغُفْرِ . وفي حدَيثِ أُمِّ زَرْعٍ : " وعُبْر جارَتِها " أَي أَنَّ ضَرَّتَها تَرَى من عِفَّتِها وجَمَالِهَا ما يُعَبِّرُ عَيْنَها أَي يُبْكِيِها . وفي الأَساس : وإِنه ليَنْظُر إِلى عُبْرِ عَيْنَيْه أَي ما يَكرهه ويَبْكِي منه كما قيل :
" إذَا ابْتَرَّ عَنْ أَوْصالِهِ الثَّوْبَ عِنْدَهَارَأَى عُبْرَ عَيْنَيهَا وما عَنْه مَخْنِسُ أَي لا تَسْتَطِيع أَن تَخْنَسِ عنه . وامْرأَةٌ مُسْتَعْبِرَةٌ وتُفْتَح الباءُ أَي غيرُ حظِيَّةٍ قال القُطَامِيُّ :
" لهَا رَوْضَةٌ في القَلْبِ لم تَرْعَ مِثْلَهَافَرُوكٌ ولا المُسْتَعْبِراتُ الصَّلائِفُ . ومَجْلِسٌ عَبْرٌ بالكسر والفتح : كَثِيرُ الأَهْلِ واقتصر ابنُ دُرَيْدٍ على الفَتْح . وقَوْمٌ عَبِيرٌ : كَثِرٌ . قال الكِسَائِيُّ : أَعْبَرَ الشّاةَ إِعْبَاراً : وَفَّرَ صُوفَهَا وذلك إِذا تَرَكَتَها عاماً لا يَجُزُّهَا فهي مُعْبَرَةٌ وتَيْسٌ مُعْبَرٌ : غير مَجزوزٍ قال بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ يصف كَبْشاً :
" جَزِيزُ القَفَا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرَةًحَدِيثُ الخِصاءِ وَارِمُ العَفْلِ مُعْبَرُ . وجَمَلٌ مُعْبَرٌ : كَثِيرُ الوَبَرِ كأَنّ وَبَرَه وُفِّرَ عليهِ . ولا تَقُلْ أَعْبَرْتُه قال :
" أَو مُعْبَر الظَّهْرِ يُنْبِي عَنْ وَلِيَّتِهما حَجَّ رَبَّه في الدُّنْيا ولا اعْتَمَرَا . من المَجَاز : سَهْمٌ مُعْبَرٌ وعَبِيرٌ هكذا في النُّسخ كأَمير والصوابُ عَبِرٌ ككَتِفٍ : مَوْفُورُ الرِّيِش كالمُعْبَرِ من الشّاءِ والإِبِلِ . وغُلامٌ مُعْبَرٌ : كادَ يَحْتَلِمُ ولم يُخْتَنْ بعْدُ وكذلك الجارِيَةُ . زاده الزَّمَخْشَرِيُّ . قال :
" فَهُوَ يُلَوِّى باللَّحَاءِ الأَقْشَرِ
" تَلْوِيَةَ الخَاتنِ زُبَّ المُعْبَرِ وقيل : هو الذي لم يُخْتَنْ قارَبْ الأحتلام أو لم يقارب وقال الأَزْهَرِيُّ : غُلامٌ مُعْبَرٌ إِذا كادَ يَحْتَلِمُ ولم يُخْتَنْ قالوا : يَا ابنَ المُعْبَرَةِ وهو شَتْمٌ أَي العَفْلاءِ وهو من ذلك زادَ الزَّمَخْشَريّ كيا ابْنَ البَظْرَاءِ . والعُبْرُ بالضَّمّ : قَبِيلةٌ . العُبْرُ : الثَّكْلَى كأَنه جَمْعُ عابِرٍ وقد تقَدَّم . والعُبْرُ : السَّحَائبُ تَعْبُر عُبُوراً أي تَسَيرُ سَيْراً شَديداً والعُبْرُ : العُقَابُ وقد قيل : إنه العُثْرُ بالثاءِ المثَلَّثَة وسيُذْكَر في موضِعِهِ إن شَاءَ اللهُ تعالى . والعِبْرُ بالكَسْر : ما أخَذَ على غَرْبيّ الفُراتِ إلى بَرِّيةِ العَرَبِ نقله الصاغانيُّ . وبَنُو العِبْرِ : قَبيلةٌ وهي غيرُ الأولى . وبَناتُ عِبْرٍ بالكسر : الكَذِبُ والباطِلُ قال :
إذا ما جِئْتَ جَاءَ بَناتُ عِبْرٍ ... وإنْ وَلَّيْتَ أسْرَعْنَ الذَّهَابَاوأبو بَنَاتِ عبْرِ : الكَذَابُ . والعِبْرِيُّ والعِبْرانيُّ بالكسر فيهما : لُغَةُ اليَهُود وهي العِبْرانِيَّةُ . وقالَ الفّرَّاءُ : العَبَرُ بالتَّحْرِيكِ الاعْتِبَارُ والإسمُ منه العِبْرَةُ بالكسْر قال : ومنهُ قَوْلُ العَرَبِ هكذا نقله ابن منظُور والصاغانيّ : اللهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْبُرُ الدُّنْيَا ولا يَعْمُرُها . وفي الأساس : ومنه حديث " اعْبُرُوا الدُّنْيَا ولا تَعْمُرُوها " ثم الذي ذَكَرَه المُصَنّفُ يَعْبُر بالباءِ ولا يَعْمُر بالميم هو الذي وُجدَ في سائر النُّسخ والأُصولِ الموجودةِ بين أيدينا . وضَبَطَه الصّاغانيّ وجَوَّدّه فقال : مّمن يَعْبَرُ الدُّنْيا بفتح الموحّدَة ولا يَعْبُرها بضمّ الموحّدّة وهكذا في اللّسان أيضاً وذّكَرَا في مَعْنَاه : أي ممن يَعْتَبِرُ بها ولا يَمُوتُ سَرِيعاً حتّى يُرْضِيِكَ بالطَّاعَةِ ونقله شيخُنَا أيضاً وصَوّبَ ما ضَبَطَه الصّاغانيّ
وأبُو عَبَرَةَ أو أبو العَبَرِ بالتَّحْريك فيهما وعلى الثّاني اقتصر الصّاغانيُّ والحافِظُ . وقال الأخيِرُ : كذَا ضَبَطَه الأمِيرُ وفي حِفْظِي أنه بكَسْرِ العَيْنِ واسمه أحمدُ بنُ محمدِ ابنِ عبدِ الله بن عبد الصَّمدِ بن علىَّ ابنِ عبدِ الله بنِ عبّاسٍ الهاشِميِّ : هازِلٌ خَلِيعٌ قال الصّاغانيّ : كان يَكْتَسِب بالمُجُونِ والخَلاعَةِ وقال الحافظ : هو صاحِبُ النّوادِرِ أحَدُ الشُّعَرَاءِ المُجَّانِ . والعَبِيرُ : الزَّعْفَرَانُ وَحْدَه . عند أهلِ الجاهِلِيَّة قال الأعْشَي :
وتَبْرُدُ بَرْدَ رِدَاءِ العَروُ ... سِ في الصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فيهِ العَبِيرَا وقال أبُو ذُؤَيْب :
وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعَبِيرِ كأنَّه ... دِماءُ ظِبَاءٍ بالنُّحُورِ ذَبِيحُ أو العَبِيْرُ : أخلاطٌ من الطِّيبِ يُجْمَعُ بالزَّعْفَرَانِ . وقال ابن الأثيرِ : العَبِيرُ : نَوْعٌ من الطِّيبِ ذُو لَوْنٍ يُجْمَع من أخْلاطٍ . قلت : وفي الحديث أتَعْجَزُ إحْدَاكُنّ أن تَتَّخِذَ تُومَتَيْنِ ثم تَلْطَخَهُما بعَبيرٍ أو زَعْفَرانٍ ففي هذا الحديثِ بيانُ أنَّ العَبِيرَ غيرُ الزَّعْفَرانِ . والعَبُورُ كصَبُور : الجَذَعَةُ من الغَنَمِ أو أصْغَرُ . وقال اللّحْيَانيّ : العَبُورُ من الغَنَمِ : فَوْقَ الفَطِيمِ من إناث الغَنَمِ . وقيل : هي أيضاً التي لم تُجَزَّ عَامَها . ج عَبَائِرُ وحُكِىَ عن اللحْيَانِيّ : لي نَعْجَتانِ وثَلاثُ عَبَائِرَ . العَبُورُ : الأَقْلَفَ وهو الذي لم يُخْتَنْ ج عُبْرٌ بالضَّمّ قاله ابنُ الأَعرابِيّ . العُبَيْراءُ بالضّم مُصَغَّراً ممدوداً : نَبْتٌ عن كُرَاع حكاه مع الغُبَيْرَاءِ . والعَوْبَرُ كجَوْهَر : جِرْوُ الفَهْدِ عن كُراع أَيضاً . والمَعَابِيرُ : خُشُبٌ بضمتين في السَّفِينَةِ مَنْصُوبَة يُشَدُّ إِليها الهَوْجَلُ وهو أَصغَرُ من الأَنْجَرِ تُحْبَس السَّفِينةُ به قاله الصاغانيّ . وعابَرُ كهَاجَرَ : ابنُ أَرْفَخْشَذَ بنِ سامِ بنِ نُوحٍ عليهِ السّلامُ إِليه اجتماعُ نِسبَةِ العَرَبِ وبَنِي إِسرائِيل ومَن شارَكَهُم في نَسَبِهم قاله الصاغانيّ ويأَتي في قحط أَنَّ عَابَرَ هو ابنُ شالخ ابنِ أَرْفَخْشَذ . قلت : ويقال فيه عَيْبَرُ أَيضاً وهو الذِي قُسِمَتْ في أَيّامِه الأَرْضُ بينَ أَوْلاَدِ نُوح يقال : هو هُودٌ النَّبّي عليه السّلامُ وبَيْنَه وبين صالِح النَّبِيِّ عليه السّلامُ خَمْسمائِة عامٍ وكان عُمْرُه مائَتَيْنِ وثَمَانِينَ سنةً ودُفِن بِمكة وهو أَبو قَحْطَان وفالغ وكابر
وعَبَّرَبهِ هذا الأَمْرُ تَعْبِيراً اشْتَدَّ عليهِ قال أُسامَةُ بنُ الحارِثِ الهُذَلِيّ :
ومَا أَنا والسَّيْرَ في متْلَفِ ... يُعَبِّرُ بالذَّكَرِ الضّابِطِويروى يُبَرَّحُ . وعَبَّرْتُ به تَعْبِيراً : أَهْلَكْتُه كأَني أَرَيْتُه عُبْرَ عَيْنَيْه وقد تقَدم . منه قيل : مُعَبَّر كمُعَظَّمٍ : جَبَلٌ بالدَّهْنَاءِ بأَرْضِ تَمِيمٍ قال الزَّمَخْشَرِيُّ سُمِّيَ به لأَنّه يُعَبِّرُ بسَالِكِه . أَي يُهْلِكُ . وفي التَّكْمِلَة : حَبْلٌ من حِبَالِ الدَّهْنَاءِ وضَبَطَه هكذا بالحاءِ المهملة مُجَوَّداً ولعله الصواب وضَبَطَه بعضُ أَئمّة النَّسَب كمُحَدِّثٍ وأُراه مُنَاسِباً لمَا ذَهَبَ إِليه الزَّمَخْشَرِيّ . وقَوْسٌ مُعَبَّرَةٌ : تامَّةٌ نقله الصاغانيّ . والمُعْبَرَةُ بالتَّخْفِيفِ أَي مع ضَمّ الميمِ : الناقَةُ التي لم تُنْتَجْ ثَلاثَ سِنِينَ فيَكُونُ أَصْلَبَ لَها نقله الصاغانِيّ . والعَبْرَانُ كسَكْرَانَ ع : نقله الصاغانيّ . وعَبَرْتَي بفتح الأَوّل والثّاني وسكون الثّالث وزيادة مُثَنّاة : ة قُرْبَ النَّهْرَوانِ منها عبدُ السّلامِ بنُ يُوسُفَ العَبَرْتِيُّ حَدَّثَ عن ابنِ ناصِرٍ السلاميّ وغيرِه مات سنة 623 . والعُبْرَةُ بالضَّمّ : خَرَزَةٌ كان يَلْبَسُهَا رَبِيعَةُ بنُ الحَرِيشِ بمنزلة التَّاجِ فلُقِّبِ لذلكِ ذا العُبْرَةِ نقله الصّاغانيّ . ويَوْمُ العَبَراتِ مُحَرَّكَةً : من أَيّامِهِم م معروف . ولُغَةٌ عابِرَةٌ : جائِزَةٌ من عَبَرَ به النَّهْرَ : جازَ . ومما يستدرك عليه : العابِرُ : الناظِرُ في الشْيءٍ . والمُعْتَبِرُ : المُسْتَدِلُّ بالشَّيْءِ على الشَّيْءِ . والمِعْبَرَةُ بالكسر : سفِينةٌ يُعْبَرُ عليها النَّهْرُ . قاله الأَزْهَرِيُّ . وقال ابنُ شُمَيْل : عَبَرْتُ مَتَاعِي : باعَدْتُه والوادِي يَعْبُر السَّيْلَ عنّا أَي يُبَاعِدُه . والعُبْرِيُّ بالضّمّ من السِّدْرِ : ما نَبَتَ على عِبْرِ النَّهْرِ وعَظُمَ منسوبٌ إِليه نادِرٌ . وقيل : هو ما لاَ ساقَ له منه وإِنما يكون ذلك فيما قارَبَ العِبْرَ . وقال يَعْقوب : العُبْرُّ والعُمْرِيُّ منه : ما شَرِبَ الماءَ وأَنشد :
" لاثٍ به الأَشَاءُ والعُبْرِيُّ . قال : والذي لا يشرب الماءَ يكونُ بَرِّيًّا وهو الضَّالُ . قال أَبو زَيْدٍ : يقال للسِّدْرِ وما عظُمَ من العَوْسَجِ : العُبْرِيُّ والعُمْرِيُّ : القَدِيمُ من السِّدْرِ وأَنشد قولَ ذِي الرُّمَّةِ :
قَطَعْتُ إِذَا تَجَوَّفَتِ العَوَاطِي ... ضُرُوبَ السَّدْرِ عُبْرِياًّ وضَالاَ . وعَبَرَ السَّفَرَ يَعْبُرُه عَبْراً : شَقَه عن اللِّحْيَانِيّ . والشَّعْرَي العَبُورُ : كَوكَبٌ نَيِّرٌ مع الجَوْزاءِ وقد تَقدّم في شعر وإِنما سُمِّيَتْ عَبُوراً لأَنَّهَا عَبَرَت المَجَرَّةَ وهي شامِيّةٌ وهذا مَحَلُّ ذِكْرِهَا . والعِبَارُ بالكَسْر الأِبِلُ القَوِيَّةُ على السَّيْرِ . وقال الأصْمَعِيُّ : يقال : لقد أسْرَعْتَ اسْتِعْبَارَكَ الدّراهِم أي استخْرَاجَك إياّها . والعِبْرَةُ : الاعْتِبارُ بنا مضَى . والاعْتِبَارُ : هو التَّدَبُّرُ والنَّظَرُ وفي البصائِرِ للمصنُف : العِبْرَةُ والاعْتِبَارُ : الحالةُ التي يُتَوَصَّلُ بها من معرفَةِ المُشَاهَد إلى ما ليس بمُشَاهَدٍ . وعَبْرَةُ الدَّمْعِ : جَرْيُهُ
وعَبَرَتْ عَيْنُه واسْتَعْبَرَتْ : دَمَعَتْ . وحكَى الأزْهَرِيّ عن أبي زيد : عَبَرَ كفَرِحَ إذا حَزِنَ ومن دُعَاءِ العَرَبِ على الإنْسانِ : ماله سَهِرَ وعَبِرَ . والعُبْر بالضَّمّ : البُكاءُ بالحُزْنِ يقال : لأمِّه العُبْرُ والعَبْرُ والعبر وجارِيَةٌ مُعْبَرَةٌ : لم تُخْفَضْ . وعَوْبَرٌ كجَوْهَر : مَوْضع . والعَبْرُ بالفَتْح : بلدٌ باليَمَن بين زَبيدَ وعَدَنَ قَرِيب من الساحِلِ الذي يُجْلَبُ إليه الحَبَش . وفي الأزْدِ عُبْرَةُ بالضَّمّ وهو عَوْفُ بنُ مُنْهِبٍ . وفيها أيضاً عُبْرَةُ ابنُ زَهْرَانَ بن كَعْبٍ ذَكرهما الصّاغانيّ . قلتُ : والأخيرُ جاهِلِيُّ ومُنْهِبٌ الذي ذكَرَه هو ابنُ دَوْسٍ . وعُبْرَةُ بنُ هَدَاد ضَبطه الحَافِظُ . والسَّيِّد العِبْرِيّ بالكسر هو العَلاّمَةُ بُرْهانُ الدّينِ عُبيْدُ اللهِ بنُ الإمامِ شْمسِ الدّين محمدِ بنِ غانِمٍ الحُسَيْنِيّ قاضِي تَبْرِيزَ له تصَانيِفُ تُوُفِّي بها سنة 743وفي الأساسِ والبَصَائِرِ : وبنو فُلان يُعْبِرونَ النّسّاءَ ويَبِيعونَ الماءَ ويَعْتَصِرونَ العَطَاءَ . وأحْصَى قاضِي البَدْوِ المَخْفُوضاتِ والبُظْرَ فقال : وَجَدْتُ أكْثَرَ العَفائِفِ مُوعَبَاتٍ وأكْثَرَ الفَوَاجِرِ مُعْبَرَات . والعِبَارةُ بالكَسْر : الكَلامُ العَابِرُ من لِسَانِ المتَكَلّم إلى سَمْعِ السّامِع . والعَبَّارُ ككَتّانٍ : مُفَسِّرُ الأحلامِ وأنشدَ المُبَرِّدُ في الكامِلِ :
العَدُّ : الإِحصاءُ عَدَّ الشْيءَ يَعُدُّه عَدّاً وتَعدَاداً وعِدَّةً . وعَدَّدَه والاسمُ : العَدَدُ والعَدِيدُ قالَ الله تعالى : " وأَحْصى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً " قال ابنُ الأَثِيرِ : له مَعْنَيانِ : يكون أَحْصَى كُلَّ شْيءٍ مَعْدُوداً فيكون نصبه على الحالِ يقال : عَدَدْتُ الدَّرَاهِمَ عَدَّاً وما عُدَّ فهو مَعْدُودٌ وَعَدَدٌ كما يقال : نَفَضْتُ ثمر الشجر نَفْضَاً والمَنْفُوض نَفَضٌ . ويكونُ مَعْنَى قولهِ " وأَحْصَى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً " أَي إِحصاءً فأقَامَ عَدَداً مُقام الإِحصاءِ لأَنَّهُ بِمَعْنَاه . و في المصباح : قال الزَّجَّاجُ : وقد يكونُ العَدَدُ بمعنى المَصْدَرِ كقولهِ تعالى : " سِنِينَ عَدَداً " وقال جماعة : هو على بابِهِ والمعنَى : سِنِينَ مَعْدُودةً وإنما ذكرها على معنَى الأَعْوَامِ . وعَدَّ الشيءَ : حَسَبَهُ . و قالوا : العَدَد هو الكَمِّيَّةُ المُتَأَلِّفَة من الوَحَدَاتِ فيَخْتَصُّ بالمتعدِّد في ذاته وعلى هذا فالواحِدُ ليس بِعَدَدٍ لأَنه غير متعدِّد إِذ التَّعَدُّدُ الكَثْرَةُ . وقال النُّحاةُ : الواحِدُ من العَدَدِ لأنه الاَصْلُ المَبْنِيُّ منهُ ويَبْعُدُ أن يكون أَصلُ الشيء ليسَ منه ولأَنَّ له كَمِّيَّةً في نَفْسِهِ فإِنَّه إذا قيل : كَمْ عِنْدَك ؟ صَحَّ أَنْ يُقالَ في الجَوابِ : واحد كما يقال : ثلاثةٌ وغيرها . انتهى
وفي اللسان : وفي حديث لُقْمَان : ولا نَعُدُّ فَضْلَه عَلَيْنَا أي لا نُحْصِيه لِكَثْرَته وقيل : لا نَعْتَدُّه علينا مِنَّةً له . قال شيخُنا : قال جماعةٌ من شيوخنا الأَعلامِ : إنَّ المعروفَ في عَدَّ أنه لا يقال في مُطاوِعه : انْعَدَّ على انْفَعَلَ فقيل : هي عامِيَّةٌ وقيل رَدِيئةٌ . وأَشارَ له الخَفَاجيُّ في شرح الشفاء . وجمع العِدِّ الأَعدادُ وفي الحديث : " أَن أَبيضَ بنَ حَمَالٍ المازِنِيَّ قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسْتَقْطَعَه المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقْطَعَهُ إِيَّاه فملا ولى قال رجلٌ : يا رسول الله أَتَدْرِي ما أَقْطعْتَه ؟ إِنماا أَقْطَعتَ له الماءَ العِدَّ . قال . فرَجَعَه مِنْهُ " . قال اللَّيْث : العِدُّ بالكسر مَوْضِعٌ يَتَّخِذُه الناس يَجْتَمِعُ فيه ماءٌ كَثيرٌ . والجمع الأَعدادُ . قال الأزهريُّ : غَلِطَ الليثُ في تفسيرِ العِدِّ ولم يَعْرِفْهُ . قال الأصمَعِيّ : الماءُ العِدُّ هو الجاري الدائمُ الذي له مادَّةٌ لا تَنْقَطِعُ كماءِ العَيْنِ والبئرِ . وفي الحديث " نَزَلُوا أَعْدَادَ مِياهِ الحُدَيْبِيَةِ " أَي ذواتِ المادَّةِ كالعُيُونِ والآبارِ قال ذو الرُّمَّةِ يذكر امرأةً حَضَرَت ماءً عِدّاً بعْدَ ما نَشَّتْ مِيَاهُ الغُدْرَانِ في القَيْظِ فقال :
دَعَتْ مَيَّةَ الأَعدَادُ واسْتَبْدَلَتْ بها ... خَنَاطِيلَ آجَالٍ من العينِ خُذَّلِ اسْتَبْدَلَتْ بها يَعْني منازِلَها التي ظَعَنَتْ عنها حاضِرةً أَعدادَ المياهِ فخالَفَتْهَا إِليها الوحشُ وأَقامتْ في منزِلِهَا وهذا استعارةٌ كما قال :
ولقد هَبَطتُ الوادِيَيْنِ ووادِياً ... يَدْعُو الأَنِيسَ بها الغَضِيضُ الأَبْكَمُ وقيل : العدُّ ماءُ الأَرْضِ الغَزِيرُ . وقيل : العِدُّ : ما نَبَعَ من الأَرضِ والكَرَعُ : ما نَزَلَ من السّماءِ . وقيل : العِدُّ : الماءُ القدِيمُ الذي لا يَنْتَزِحُ قال الراعي :
في كُلِّ غَبْرَاءَ مَخْشِيِّ مَتالِفُهَا ... دَيْمُومةٍ ما بِهَا عِدٌّ ولا ثَمَدُ وقال أَبو عَدْنَانَ : سَأَلْتُ أَبا عُبَيْدَة عن المَاءِ العِدِّ فقالَ لي : الماءُ العِدُّ بلغَةِ تَميمٍ : الكَثِيرُ . قال : وهو بِلُغَةِ بَكْرِ بنِ وائِلٍ : الماءُ القليلُ . قال : بَنُو تَمِيمٍ يَقُولون : الماءُ العِدُّ مثْلُ كاظِمَةَ جاهِليٌّ إِسْلامِيٌّ لم يُنْزَح قَطًّ . وقالت لي الكلابِيَّة : الماءُ العِدُّ : الرَّكِيُّ . يقال : أَمِنَ العِدِّ هذا أَم من ماءِ السَّماءِ . وأَنْشدتْنِي :
وماءٍ لَيْسَ من عِدِّ الرَّكَأيَا ... ولا جَلْبِ السّماءِ قد استقَيْتُوقالت : ماءُ كلِّ رَكِيَّة عدُّ قَلَّ أَو كَثُرَ . والعِدُّ : الكَثْرَةُ في الشَّيءِ يقال : إِنَّهم لَذُو عِدٍّ وقِبْص . وفي الحديث يَخْرُجُ جَيْشٌ من المَشْرِق آدَى شْيءٍ وأَعَدُّه أَي أَكثَرُه عِدَّةً وَأَتَمَّه وأَشدُّه استعداداً . والعِدُّ : القَدِيم وفي بعض الأمهات : القَديمة من الرَّكايا وقد تقدَّم قولُ الكلابِيَّةِ . وفي المحكم : هو من قولهم : حَسَبٌ عِدٌّ : قَديمٌ . قال ابن دُرَيْد : هو مُشْتَقُّ من العِدِّ الذي هو الماءُ القدِيمُ الذي لا يُنْتَزِحُ هذا الذي جَرَت العادةُ به في العِبَارةِ عنه . وقال بعض المُتَحَذِّقِينَ : حَسَبٌ عِدٌّ : كَثِيرٌ تَشْبِيهاً بالماءِ الكثيرِ . وهذا غيرُ قَوِيٍّ وأَن يكونَ العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ وأَنشد أَبو عبيدةَ :
" فَوَرَدَتْ عِدّاً من الأَعدادِ
" أَقْدَمَ من عادٍ وقَوْمِ عادِ وقال الحُطَيْئةُ :
أَتَتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأيٍ وإِنَّما ... أَتَتْهُمْ بها الأَحْلاَمُ والحَسَبُ العِدُّ والعَدَدُ : المَعْدُودُ وبه فُسِّرت الآيةُ " وأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً " وقد تقدم والعَدَدُ مِنْكَ : سنُو عُمرِكَ التي تَعُدُّهَأ : تُحْصِيها . وعن ابن الأَعرَابيِّ قال : قالت امرأَةٌ ورأَتْ رَجُلاً كانتْ عَهدَتْهُ شابّاً جَلْداً : أَي شَبَابُكَ وَجَلَدُك ؟ فقال : مَن طالَ أَمَدُه وكَثُرَ وَلدُه ورَقَّ عَدَدُه ذَهَبَ جَلَدُه . قوله : رَقَّ عَدَدُه أَي سُنوه التي يَعُدُّها ذَهَبَ أَكثَرُ سِنِّه وقَلَّ ما بَقِيَ فكانَ عِنْدَه رَقِيقاً . والعَدِيدُ : النِّدُّ والقِرْنُ كالعِدِّ والعِدَادِ بكسرهما يقال : هذه الدَّارهِمُ عَدِيدُ هذه الدراهِمِ أَي مِثْلُها في العِدَّةِ جاءُوا به على هذا المثَال من باب الكَمِيعِ والنَّزِيعِ . وعن ابن الأعرابيِّ : يقال : هذا عدَادُه وعِدُّه ونِدُّه ونَدِيدُه وبِدُّه وبَدِيدُهْ وسِيُّه وزِنُه وزَنُه وَحَيْدُه وحِيدُه وعَفْرُه وَعفْرُه ودَنُّه أَي مِثْلُه وقِرْنُه . والجمع الأَعْدَاد والأَبدَادُ قال أَبو دُوادٍ :
وطِمِرَّةٍ كهِرَاوَةِ الأَعْ ... زَابِ ليس لها عَدائِدْ وجَمْعُ العَدِيدِ : العَدَائِدُ وهم النُّظَرَاءُ ويقال : ما أَكْثَرَ عَدِيدَ نبي فلانٍ . وبنو فلانٍ عَدِيدُ الحَصَى والثَّرَى إذا كانُوا لا يُحْصَوْنَ كثرةً كما لا يُحْصَى الحَصَى والثَّرَى أَي هم بِعَدَدِ هذينِ الكَثِيريْنِ . والعَدِيدُ من القَوْمِ : مَنْ يُعَدُّ فِيهِمْ وليس معهم كالعِدَادِ . والعَدِيدةُ : الحِصَّةُ قال ابن الأعرابيّ . والعِدَادُ : الحِصَصُ وجَمْعُ العَدِيدة : عَدائِدُ قال لَبِيد :
تَطِيرُ عَدَائِدُ الأَشْرَاكِ شَفْعاً ... وَوِتْراً والزعَأمةُ للغُلامِوقد فسَّرَه ابنُ الأَعرابِيّ فقال : العَدَائِدُ : المالُ والمِيراثُ والأَشْرَاكُ : الشَّرِكَةُ يَعْني ابنُ الأَعرابيّ بالشِّرِكَةُ جمع شَرِك أَي يَقتسمونها بينهم شَفْعاً وَوِتْراً سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ وسَهْماً سَهْماً فيقول : تّذْهَبُ هذه الأَنْصِباءُ على الدَّهْرِ وتَبْقَى الرِّياسَة لِلوَلَدِ . والأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وهي ثلاثةٌ بعدَ يَومِ النَّحْرِ . وأَمَّأ الأَيامُ المَعْلُوماتُ فعَشْرُ ذِي الحِجَّةِ عُرِّفَتْ تلك بالتَّقْلِيلِ لأَنَّها ثلاثةٌ . وعُرِّفَت هذه بالشُّهْرَةِ لأَنَّهَا عَشَرةٌ . وإِنما قُلِّل بِمَعْدُودةٍ لأَنَّهَأ نَقِيضُ قولِكَ لا تُحْصَى كَثْرةً . ومنه " وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ " أَي قليلة . قال الزَّجاج : كلُّ عددٍ قل أَو كَثُرَ فهو مَعْدُودٌ ولكنَّ مَعْدُودَات أَدلُّ على القِلَّةِ لأَنَّ كُلَّ تَقْلِيلٍ يُجْمَعُ بالأَلِفِ والتاءِ نحو دُرَيْهِماتٍ وحَمَّامَأتٍ . وقد يَجُوزُ أَن تقعَ الأَلِفُ والتَّاءُ للتَّكْثِير . والعِدَّةُ . مَصْدَرٌ كالعَدِّ وهي أَيضاً : الجماعةُ قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ تقول : رأَيتُ عِدَّةَ رِجالٍ وعِدَّةَ نِساءٍ وأَنْفَذْتُ عِدَّةَ كُتُبٍ أَي جَماعة كُتُبٍ . وفي الحديث : لم تَكُنْ للمُطَلَّقَةِ عِدَّةٌ فأَنْزلَ الله تعالى العِدَّة للطَّلاقِ وعِدَّةُ المَرْأَةِ المُطَلَّقةِ والمُتَوفَّي زَوْجُها : هي ما تَعُدُّه من أَيَّأم أَقْرائِها أو أَيَّامِ حَمْلها أَو اَربعة أَشْهرٍ وعَشْر ليالٍ . وعِدَّتُها أَيضاً : أَيام إِحْدادِها على الزَّوْجِ وإِمساكِها عن الزِينةِ شُهُوراً كان أَو أَقراءً أَو وَضْعَ حَمْلٍ حَمَلَتْه من زَوْجِها وقد اعتَدَّت المرأَةُ عِدَّتَها من وَفَاةِ زَوْجِها أَو طَلاقِهِ إِيَّاها . وجَمْعُ عِدَّتِها عِدَدٌ . وأَصْلُ ذلك كله من العَدِّ . وقد انقضَتْ عِدَّتُها . وَعِدَّانُ الشيءِ بالفتح والكسر ولو قال : وعَدَّان الشيءِ ويكسر كان أَخْصَر : زَمَانُهُ وعَهْدُهُ قال الفرزدقُ يخاطب مِسْكِيناً الدارِميَّ وكان قد رَثَى زيادَ ابن أَبيه :
أَمِسْكِينُ أَبكَآ اللهُ عَينكَ إِنّمَا ... جَرَى في ضَلالِ دَمْعُها فتَحَدَّر
أَقولُ له لَمَّا أَتانِي نَعِيُّهُ ... بِهِ لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرا
أَتَبْكِي امْرَأً من آلِ مَيْسانَ كافِراً ... ككِسْرَى على عِدَّانِه أَوْ كَقَيْصَرَا وأَنا على عِدَّانِ ذلكَ أَي حِينِه وإِبَّانِهِ عن ابن الأَعرابِيّ . وأَوردَه الأَزهريُّ في عَدَنَ أيضاً . وجِئْتُ على عِدَّانِ تَفْعَلُ ذلِكَ وعَدَّانِ تَفْعَل ذلك أَي حِينِه . أَو معنى قولهم : كان ذلك في عِدَّانِ شَبَابِه وعِدَّانِ مُلْكه هو أَوَّلُهُ وأَفْضَلُهُ وأَكثرُه . قال الأَزهريُّ : واشتقاقُ ذلك من قولهِم : أَعَدَّهُ للأَمْرِ كذا : هَيَّأَهُ له وأَعْدَدتُ للأَمْرِ عُدَّته ويقال : أَخَذَ للأَمْر عُدَّتَهُ وعَتَادَه بِمَعنىً قال الأَخفشُ : ومنه قوله تعالى : " جَمَعَ مالاً وعَدَّدَهُ " أَي جَعَلَهُ عُدَّةً للدَّهْرِ ويقال : جَعَلَه ذا عَدَدٍ . واستَعَدَّ له : تَهَيَّأَ كأَعَدَّ واعْتَدَّ وتَعَدَّدَ قال ثَعْلبٌ : يُقالُ : استَعْدَدتُ للمَسائل وتَعدَّدْتُ . واسم ذلك : العُدَّةُ . ويقال : هُم يَتَعَادُّونَ ويَتَعَدَّدُون على أَلْفٍ أَي يَزِيدُون عليه في العَدَدِ وقيل : يَتَعَدَّدُون عليه : يَزِيدُون عليه في العَدَد ويَتعادُّونَ : إذا اشتركوا فيما يُعادُّ به بعضهم بعضاً من المكارمِ . والمَعَدَّانِ : مَوْضِعُ دَفَّتَي السَّرْجِ على جَنْبَيْهِ من الفَرَسِ تقولُ : عَرِقَ مَعَدَّاه وأَنشدَ اللِّحْيَانِيُّ :
" كَزِّ القُصَيرَى مُقْرِفِ المَعَدِّوقال : عَدَّه مَعَدّاً وفَسَّرَه ابنُ سيده وقال : المَعَدُّ هُنا : الجَنْبُ لأَنَّه قد قال : كَزَّ القُصَيْرَى والقُصَيْرَى عُضْوٌ فمُقَابَلَةُ العُضْوِ بالعُضْوِ خَيْرٌ من مقابلَتِهِ بالعِدَّةِ . ومَعَدُّ بنُ عَدْنَانَ : أَبو العرب والمِيمُ زائدةٌ أو المِيمُ أَصْلِيَّةٌ لقولهم : تَمَعْدَدَ لِقِلةِ تَمَفْعَلَ في الكلام وهذا قولُ سيبويهِ وقد خُولِفَ فيه . وتَمَعْدَدَ الرَّجُلُ أًَي تَزَيَّا بِزِيِّ مَعَدٍّ في تَقَشُّفِهِم أَو تَنَسَّبَ هكذا في النُّسخ . وفي بعضها : أَو انْتَسَبَ إِليهِمْ أَو تكلَّم بكَلامِهِمْ أَو تَصَبَّرَ على عَيْشِهِمْ ونقَلَ ابن دِحْيَةَ في تاب التَّنْوِير له عن النُّحاةِ : أَنَّ الأَغلبَ على مَعَدٍّن وقُرَيْشٍ وثَقِيفٍ التذكيرُ والصَّرْفُ وقد يُؤَنَّثُ ولا يُصْرَفُ . قاله شيخنا . وقولُ الجَوْهَرِيِّ : قال عُمَرُ رضي الله عنه الصَّوابُ : قال رسول اللهِن صلى الله عليه وسلم : " تَمَعْدَدُوا وخْشَوْشِنُوا وانتَضِلُوا وامشُوا حُفاةً " أَي تَشَبَّهُوا بِعَيْشِ مَعَدٍّ وكانوا أَهلَ تَقَشُّفٍ وغِلْظَةٍ في المَعَاشٍ يقول كُونُوا مثلهم ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزيَّ الأَعاجِمِ . وهكذا هو في حديث آخَرَ : " عَلَيْكُم باللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّةِ " . وفي الناموس وحاشية سَعْدِي جلبي وشرحِ شيخنا : لا يَبْعُدُ أن يكون الحديث جاء مرفوعاُ عن عمر فليس للتَّخْطئِةِ وجهٌ والحديثُ ذكره السيوطي في الجامع رواه الطَّبرانِيُّ عن ابن حَدْرَدٍ هكذا في النُّسَخِ . وفي بعضٍ : ابن أَبي حَدْرَد . وهو الصّواب وهو : عبد اللهِ بن أبي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيُّ . أَخرجه الطَّلرانِيُّ وأَبو الشَّيخ وابن شاهين وأبو نُعَيمٍ كُلُّهم من حديثِ يَحيى بن أبي زائدةَ عن ابن أبي سعيدٍ المقْبُرِيّ عن أبيه عن القعقاع عن ابن أبي حَدْرَدٍ . قال الهَيْثَميُّ : عبد الله بن أَبي سَعِيد ضَعِيفٌ . وقال العِراقيُّ : ورواه أيضاً البَغَوِيُّ وفيه اختلاف . ورواه ابنُ عَدِيٍّ من حَدِيُِ أَبي هريرة . والكُلُّ ضَعيفٌ . وأوردَه ابنُ الأَثِيرِ فقال : وفي حديث عُمر : " واخْشَوْشِنُوا " بالنون كما في الرِّواية المشهورة وفي بعضها بالموحَّدِةِ . وفي رواية أُخْرَى : تَمَعَّزُوا بالزاي من المَعْزِ وهو الشِّدَّةُ والقُوَّةُ . وقد بَسَطَه ابنُ يَعِيشَ في شَرْحِ المُفَصَّلِ . ويقال : تَمَعْدَدَ الغُلامُ إذا شَبَّ وغَلُظَ قال الراجِزُ :
" رَبَّيْتُه حتَّى إذا تَمَعْدَدَا وفي شرح الفصيح لأبي جَعفَرٍ : والمُعَيْدِيُّ فيما قاله أبو عُبَيْدٍ حاكِياً عن الكِسَائيِّ تَصْغِيرُ المَعَدِّيّ هو رَجُلٌ مَنْسوبٌ إلى مَعَدٍّ . وكانَ يَرى التَّشدِيدَ في الدَّالِ فيقول : المُعَيِدِّيّ . قال أَبو عُبَيدٍ : ولم أسمع هذا من غيره قال سيبويه : وإِنَّما خُفِّفَت الدَّالُ من المُعَيْدِيّ استثقالاً للتشديدين أي هَرباً من الجمعِ بينهما مع ياءِ التَّصغير . قال سيبويه : وهو أكثرُ في كلامِهِمْ من تَحْقِيرِ مَعَدِّيٍّ في غيرِ هذا المَثَلِ يَعْنِي أَنَّهُم يُحَقِّرُونَ هذا الاسم إذا أرادوا به المثل . قال سيبويه : فإن حَقَّرت مَعدِّيّ ثَقَّلْتَ الدَّالَ فقلتَ مُعَيِدِّيّ . قال ابن التيانِيّ : يعني إذا كان اسم رجلٍ ولم تُرِدْ به المثل وليس من باب أُسَيْدِيٍّ كَرَاهَةَ تواليس الياآتِ والكَسرات فحُذِفَتْ ياءٌ مكسورةٌ وإنما حذفت من معدِّيّ دالٌ ساكنةٌ لا ياءٌ ولا كَسرةٌ فعلم أن لا عِلة لحذفِهِ إلا الخِفَّةُ وأنه مثلٌ كذا تُكُلِّم به فوجَبَ حِكايَتُه وقال ابن دُرُسْتَويْهِ : الأَصلُ في المُعَيْدِيّ تشديدُ الدَّالِ لأَنَّه في تقديرِ المُعَيْدِدِيِّ فكُرِهَ إظهار التضعيفِ فأدغم الدال الأولى في الثانية ثم استثقِلَ تشديدُ الدالِ وتشديدُ الياءِ بعدها فخففت الدالُ فقيل : المُعَيْديّ وبَقِيَت الياءُ مشسَدَّدةً . وهكذا قاله أبو سعيدٍ السِّيرافيُّ وأنشدَ قول النابغة :
ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عَنْهُمْ وغَرَّهُمُ ... سَنُّ المُعَيْدِيّ في رَعْيٍ وتَغْرٍيبِوهذا المثل على ما ذكره شرَّاحُ الفصيحِ فيه روايتانِ وتَتَولَّدُ منهما رواياتٌ أخَرُ كما سيأتي بيانها إحداهُما : تَسْمَعُ بضم العين وحذف أَنْ وهو الأَشْهَرُ قاله أبو عُبَيْدٍ ومثله قول جميلٍ :
جَزِعْتُ حِذارَ البَيْنِ يومَ تَحَمَّلُوا ... وحَقَّ لمِثْلِي يا بُثَيْنَةُ يَجْزَعُ أراد : أَن يَجْزَعَ فلما حَذف أن ارتفع الفِعْلُ وإن كانت محذوفةً من اللفظِ فهي مُرادةٌ حتى كأنها لم تحذفْ . ويدلّ على ذلك رفعُ تَسْمَعُ بالابتداءِ على إِرادة أَنْ . ولولا تقديرُ أَن لم يَجُزْ رفعُه بالابتداءِ . ورُوِيَ بنصْبِها على إِضْمارِ أَن وهو شاذٌّ يُقتَصر على ما سُمعَ منه نحو هذا المَثَلِ ونحو قولِهم . خُذ اللِّصَّ قبل يأْخُذك بالنصب ونحو " أَفَغَيْرَ الله تَأْمُرونيِّ أَعْبُد " بالنصب في قراءَةٍ . قال شيخُنا : وكونُ النصبِ بعد أَن محذوفةً مقصوراً على السَّماع صَرَّح به ابنُ مالكٍ في مواضِعَ من مصنَّفاتِه والجوازُ مَذهبُ الكوفيّين ومن وافَقَهُم بالمُعَيْدِيِّ قال الميدانيُّ وجماعةٌ : دخلتْ فيه الباءُ لأنه على معنى تُحدَّث به وأَشار الشِّهاب الخَفاجيُّ وغيرُه إلى أنه غيرُ مُحْتَاجٍ للتأْويلِ وأَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ كذلك . وسَمِعْت بكذا من الأَمرِ المشهورِ . قال شيخُنا وهو كذلك كما تَدلُّ له عباراتُ الجُمْهورِ خَيْرٌ خَبَرُ تَسْمَع . والتقديرُ أَن تَسمعَ أو سماعُكَ بالمُعَيْدِيِّ أَعظم من أَن تراهُ أَي خَبَرُهُ أَعظمُ من رُؤْيتهِ . قال أبو جَعْفَرٍ الفهريُّ : وليس فيه إِسنادٌ إلى الفِعْلِ الذي هو تَسْمع كما ظَنَّه بعضُهم . وقال : قد جاءَ الإِسنادُ إلى الفِعْل . واستَدلَّ على ذلك بهذا المَثَلِ . وبقوله تبارَكَ وتعالى " ومن آياتِهِ يُرِيكُم البَرْقَ ؟ " وقول الشاعر :
" وحَقَّ لِمِثْلي بابُثَيْنَةُ يَجْزَعُقال : فالفِعْلُ في كلّ هذا مبتدأٌ مسندٌ إليه أو مفعولٌ مسندٌ إليه الفعل الذي لمْ يُسَمَّ فاعِلُه . وما قاله هذا القائلُ فاسِدٌ لأن الفِعْلَ في كلامِهم إنما وضعَ للإخبارِ به لا عنه . وما ذكره يمكن أن يُردَّ إلى الأَصلِ الذي هو الإِخبارُ عن الاسم بأَن تُقَدَّر في الكلامِ أَن محذُوفَةً للعِلْم بها فتقديرُ ذلك كُلِّه : أن تَسْمَعَ بالمُعِيدِيِّ خَيْرٌ من أَن تَرَاه . ومن آيَاتِه أَن يُريَكُم البَرْقَ . وحَقَّ لِمِثْلِي أَن يَجْزَعَ . وأَنْ وما بعَدَها في تَأْويل اسمٍ فيكون ذلك إذا تُؤوِّلَ على هذا الوَجْهِ من الإخبارِ عن الاسمِ لا من الإخبار عن الفِعْلِ . كذا في شرح شيخِنا . قال أبو جعفر : ورويَ من عَنْ تَرَاه قاله الفراءُ في المصادر يعني أَنه ورد بإِبدال الهمزةِ في أَنْ عيناً فقيل عن بدل أَن وهي لغةٌ مشهورةٌ كما جَزَمَ به الجماهِيرُ . أَو المثلُ " تَسْمَعُ بالمُعَيْديِّ لا أن ترَاهُ " بتجريد تسمعُ من أَنْ مرفوعاً على القياس ومنصوباً على تَقدِيرها وإِثبات لا العاطِفةِ النافيةِ وأَنْ قبْلَ : تراه وهي الرِّواية الثانية . وقد صحَّحها كثيرون . ونقل أَبو جَعْرٍ عن الفَرَّاءِ قال : وهي في بَني أَسَدٍ وهي التي يَختارُها الفصحاءُ . وقال ابنُ هشامٍ اللَّخْمِيُّ : وأَكثرُهم يقول : لا أَنْ تراه . وكذلك قاله ابن السِّكِّيت . قال الفَرَّأءُ : وقَيْسٌ تقول : لأَنْ تَسمعَ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه وهكذا في الفصيح . قال التّدْمريُّ فاللام هنا لامُ الابتداءِ وأَن مع الفِعْلِ بتأْوِيلِ المصدر في موضعِ رَفْعٍ بالابتداءِ . والتقديرُ : لِسَمَاعُكَ بالمُعيِدِيِّ خيرٌ من رُؤيَتِهِ . فسَمَاعُكَ : مبتدَأٌ . وخيرٌ : خَبَرٌ عنه . وأَن تراه : في موضعِ خَفْضٍ بِمِنْ . قال : وفي الخَبَرِ ضميرٌ يعود على المصدرِ الذي دَلَّ عليه الفِعْلُ وهو المبتدأُ كما قالوا : من كذب كان شرّاً له . يضْربُ فيمن شُهِرَ وذُكِرَ وله صِيتٌ في الناس وتُزْدَرَي مَرْآتُهُ أَي يُسْتَقْبَحُ مَنْظَرُه لِدَمَامَيِهِ وحقَارَتِهِ أَو تأْويلُهُ أمرٌ قالهُ ابن السِّكِّيت أَي اسْمَعْ بهِ ولا تَرَهُ . وهذا المَثَلُ أَوردَهُ أَهل الأمثال قاطِبَةً : أَبو عُبَيْدٍ أَوَّلاً . والمُتَأَخِّرُون كالزَّمَخْشَرِيِّ والمَيْدانِيِّ . وأَورده أَبو العَبّاسِ ثَعْلَبٌ في الفَصِيح بروايتَتَيْهِ وبَسطه شُرَّاحُه . وزادوا فيه . قال سيبويْه : يُضْرَب المَثَلُ لمن تَراه حَقِيراً وقَدْرُه خَطِيرٌ . وخَبَرُه أَجَلُّ من خُبْرِه . وأَوّلُ من قاله النُّعمانُ بن المنذر أو المُنْذِرُ بن ماء السماء . والمُعَيْديُّ رجلٌ من بني فِهْرٍ أو كِنانةَ واختُلِفَ في اسمِهِ : هل هو صَقْعَب بن عَمْرٍو أَو شِقَّة بن ضَمْرةَ أَو ضَمْرَة التَّمِيمِيّ وكان صَغِيرَ الجُثَّةِ عَظِيم الهَيْئةِ . ولَمَّا قِيل له ذلك قال : أَبَيْتَ اللَّعْنَ إِنَّ الرجالَ ليسُوا بِجُزُرٍ يُرادُ بها الأَجسام وإِنَّما المرءُ بأَصْغَرَيْهِ . ومثله قال ابن التّيانيّ تبعاً لصاحب العَيْن وأبو عُبَيْدٍ عن ابن الكَلْبِيِّ والمفضَّل . وفي بعضِها زياداتُ على بعضٍ . وفي رواية المفضَّل : فقال له شِقَّة : أَبيتَ اللَّعْن : إِنَّمَا المرءُ بِأَصْغَرَيْهِ : لسانِهِ وقَلْبِهِ إذا نَطَق نَطَق ببَيَان وإذا قاتَلَ قاتل بِجَنان . فعَظُم في عَيْنِه وأَجزل عَطِيَّتَه . وسَمَّاه باسمِ أَبيه فقال له : أَنتَ ضَمْرةُ بنُ ضَمْرَةَ . وأَورده العلاَّمة أَبو عليٍّ اليوسيّ في زَهر الأَكم بأَبْسَطَ من هذا وأَوضَحَ الكلامَ فيه . وفيه : أَن هذا المثلَ أَولَ ما قِيلَ لخَيْثَم بنِ عَمْرٍو النَّهْديّ المعروفِ بالصّقعَب الذي ضُرب به المثَلُ فقيل : أَقْتَلُ مِن صَيْحَةِ الصَّقْعَب . زَعَمُوا أن صاحَ في بطن أمه وأنه صاحب بقومٍ فهلكوا عن آخرِهم . وقيل : المثلُ للنعمانِ بن ماء السماء قاله لشِقّة بن ضَمْرة التّميميّ . وفيه : فقال شِقّة : أَيُّها الملِكُ إِنَّ الرجالَ لا تُكال بالقُفْزَان ولا تُوزَن بالمِزَأن . وليست بمُسوكٍ ليُسْتَقَى فيها الماءُ . وإنما المرءُ بأَصْغَرَيْه : قَلْبِه ولِسَانِه إِن قال قال بِبَيان وإن صالَ صال بجَنان : فأَعْجَبَهُ ما سَمِعَ منه . قال أَنت ضَمْرَةُ بن ضَمْرَةَ . قال شيخنا : قالوا : لم يَر الناسُمن زَمَنِ المُعَيْدِيِّ إلى زَمن الجاحظ أَقبحَ منه ولم يرَ من زمنِ الجاحظِ إلى زمن الحَرِيريِّ أَقْبَح منه . وفي وفيات الأَعيان لابن خلكان أَن أبا محمد القاسمَ بن علي الحريريَّ رحمه الله جاءه إنسان يَزُوره ويأْخُذ عنه شيئاً من الأدب وكان الحريريُّ دَميم الخِلْقة جِدّاً فلما رآه الرجلُ استزرَى خِلْقَتَه فَفَهِمَ الحريريُّ ذلك منه فلما طلب الرجل من الحريري أن يُمْلِيَ عليه شيئاً من الأَدب قال له : اكتب : ن زَمَنِ المُعَيْدِيِّ إلى زَمن الجاحظ أَقبحَ منه ولم يرَ من زمنِ الجاحظِ إلى زمن الحَرِيريِّ أَقْبَح منه . وفي وفيات الأَعيان لابن خلكان أَن أبا محمد القاسمَ بن علي الحريريَّ رحمه الله جاءه إنسان يَزُوره ويأْخُذ عنه شيئاً من الأدب وكان الحريريُّ دَميم الخِلْقة جِدّاً فلما رآه الرجلُ استزرَى خِلْقَتَه فَفَهِمَ الحريريُّ ذلك منه فلما طلب الرجل من الحريري أن يُمْلِيَ عليه شيئاً من الأَدب قال له : اكتب : ما أَنْتَ أَولُ سارٍ غَرَّهُ قَمَرٌ ورائدٍ أَعجبتْهُ خُضرَةُ الدِّمَنِ
فاخْتَرْ لنفسك غيرِي إِنَّني رَجُلٌ ... مِثْلً المًعَيْدِيِّ فاسمَعْ بي ولا تَرَنِي وزاد غيرُ ابن خلكان في هذه القصةِ أن الرجل قال :
كانتْ مُساءَلَةُ الرُّكْبَانِ تُخْبِرُنا ... عَنْ قاسمِ بنَ عَلِيٍّ أَطيَبَ الخَبَرِ حتَّى الْتَقَيْنَا فلا واللهِ ما سَمِعَتْ أُذْنِي بأَحْسَنَ مِمّا قد رَأَى بصَرِي وذو مَعَدِّيِّ بْنُ بَرِيمٍ كَكَرِيم ابن مَرْثَد قَيْلٌ من أَقْيَالِ اليَمن والعِدادُ بالكسر : العطاءُ ويومُ العِدَادِ : يوم العَطَاءِ قال عُتَيْبَة بن الوَعْل :
وقائلةٍ يومَ العِدَادِ لِبَعْلِها ... أَرى عُتْبَة بن الوَعْلِ بَعِدي تَغَيَّرَا ويقال : بالرجل عِدَادٌ أي مَسٌّ من جنونٍ وقيَّدَه الأَزهريُّ فقال : هو شِبْهُ الجُنونِ يأْخذ الإنسان في أَوقاتٍ مَعلومةٍ . والعِدَادُ : المُشَاهًَدَةُ ووَقْتُ المَوْتِ قال أَبو كَبيرٍ الهُذَلِيُّ :
هَلْ أَنْتِ عارِفَةُ العِدَاد فتُقْصِرِي ... أَم هَلْ أَراحَكِ مَرَّةً أَن تَسْهَرِي معناه : هل تَعرف ين وَقْتَ وفاتِي . وقال ابن السِّكِّيتِ : إذا كانَ لأَهْلِ المَيِّتِ يومٌ أَو ليلةٌ يُجتمع فيه للنِّياحة عليه فهو عِدادٌ لهم . والعِدَاد من القَوْس : رَنِينُهَأ وهو صَوتُ الوَتَرِ : ؟ قال صَخْرُ الغَيِّ :
وسيَمْحَةٌ من قِسِيٍّ زارةَ حَم ... راءُ هَتُوفٌ عِدَأدُها غَردُ كالعَدِيدِ كأَمير . والعِدَاد : اهْتِيَاجُ وَجَعِ اللَّدِيغِ بَعْدَ تَمَامِ سنةٍ فإذا تَمَّت له مُذْ يَوْمَ لُدِغَ هَاجَ به الأَلمُ كالعِدَدِ كَعِنَبٍ مقصورةٌ منه . وقد جاءَ ذلك في ضرورةِ لاشِّعْر . ويقال : به مَرضٌ عِدادٌ وهو أَن يَدَعَه زَماناً ثم يُعاوِدَه وقد عادَّه مُعَادَّة وعِدَاداً . وكذلك السَّلِيمُ والمَجْنُونُ كأَنَّ اشتقاقَه من الحِسَاب من قِبَلِ عَدَدِ الشُّهُورِ والأَيَّامِ ويقال : عادَّتْهُ اللَّسْعَةُ مُعَأدَّةً إذا أَتَتْهُ لِعِدادٍ ومنه الحديثُ المشهور : ما زالتْ أَكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَأدُّنِي فهذا أَوانَ قَطَعَتْ أَبْهَرِي أَي يُرَاجِعُني ويُعَاوِدُني أَلَمُ سمِّهَأ في أَوقاتٍ مَعْلُومة وقال الشاعر :
يُلاقِي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى ... كما يَلْقَى السَّلِيمُ من العِدَادِ وقيل : عِدَادُ السَّلِيم أَن تَعُدَّ له سَبْعَةَ أَيَّامٍ فإِن مَضَتْ رَجَوْا له البُرءَ وما لم تَمْضِ قيل هو في عِدَادِه . ومعنى الحديث : تُعادُّنِي : تُؤْذِيني وتُراجِعُنِي في أَوقاتٍ معلومةٍ كما قال النابِغةُ في حَيَّةٍ لدَغت رَجُلاً :
" تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُرَاجِعُ ويقال : به عِدَادٌ من أَلمٍ أَي يُعاوِدُه في أوقاتٍ مَعْلُومةٍ . وعِدَادُ الحُمَّى : وقْتُها المعروفُ الذي لا يكاد يخْطِئهُ . وعَمَّ بعضهم بالعِدَادِ فقال : هو الشيءُ يأْتِيك لِوَقْتِهِ مثل الُحمَّى الغِبِّ والرِّبْعِ وكذلك السّمُّ الذي يقتل لوقتهِ وأَصله من العَدَدِ كما تقدَّموقال ابنُ شُمَييل : يقال : أَتيتُ فُلاناً في يومِ عِدادٍ أَي يوم جمعةٍ أو فطرٍ أو أَضْحَى . ويقال : عِدَادُه في بَنِي فُلانٍ أَي يُعَدُّ منهم ومعُهم في الدِّيوانِ وفلانٌ في عِدَادِ أَهْلِ الخَيْرِ أَي يُعَدُّ منهم . والعرب تقول : لَقِيتُهُ عِدَادَ الثُّرَيَّا القَمَرَ أَي مرّةً في الشَّهْرِ وما يأتينا فلانٌ إلا عِدَادَ الثُّريَّا القمر وإلا قِرَانَ القَمَرِ الثُّرَيَّا . أَي ما يأْتِينا في السَّنَةِ إِلاَّ مَرَّءً واحدةً أَنشدَ أبو الهَيْثَم لأُسَيْد بن الحُلاَحِلِ :
إِذا ما قَارَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا ... لِثَالِثَةٍ فقد ذَهَب الشِّتَاءُ قال أَبو الهَيْثمِ : وإِنَّمَأ يُقارِنُ القَمرُ الثُّريَّا ليلة ثالثةً من الهِلال وذلك أول الربيعِ وآخِرَ الشِّتَاءِ . ويقال : ما أَلْقَاه إِلا عِدَّةَ الثُّرَيّا القَمَرَ وإلا عِدادَ الثُّريَّا القَمَرَ وإلا عِدادَ الثريا من القمرِ أَي إلا مرةً في السنة . وقيل : في عِدَّةِ نُزُولِ القمَرِ الثُّرَيَّا . وقيل : هي ليلةٌ في كلِّ شَهْرٍ يلتقِي فيها الثريّا والقمرُ . وفي الصحاح : وذلك أن القمرَ يَنزِل الثُّريَّا في كل شهرٍ مرةً . قال ابن بَرِّيٍّ : صوابه أن يقول : لأن القمر يُقارِنُ الثريَّا في كلِّ سَنَةٍ مَرةً . وذلك في خَمْسَةِ أَيام من آذار وعلى ذكل قول أُسَيْدِ بن الحُلاحِل :
" إِذا ما قَأرَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا البَيْت وقال كُثَيِّر :
فدَعْ عنك سُعْدَى إِنّما تُسْعِفُ النَّوَى ... قِرَانَ الثُّرَيَّأ مَرّةً ثم تَأْفُلُ قال ابن منظور : رأَيتُ بخطْ القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان : هذا الذي استدركه الشيخ علي الجوهريِّ لا يَرِدُ عليه لأنه قال : إن القمر ينزل الثُّريا في كل شهر مرة . وهذا كلامٌ صحيحٌ لأن القمرَ يقطع الفَلكَ في كل شهرٍ مرةً ويكون كلَّ ليلةِ في مَنْزِلةٍ والثُّريا من جُملة المنازل فيكون القَمرُ فيها في الشهر مرةً : ويقال : فلانٌ إنما يأتي أهله العِدَّةَ أَي في الشَّهْر والشَّهْرَينِ وما تعرَّض الجوهريُّ للمقارَنةِ حتى يقولَ الشيخُ : صَوابُه كذا وكذا . والعَدْعَدَةُ : العجلة والسرعةُ عن ابن الأعرابي . وعَدْعَدَ في المَشْيِ وغَيْرِه عَدْعَدَةً : أَسرَعَ . والعَدْعَدةُ : صَوْتُ القَطَا عن أَبي عُبَيْدٍ . قال : وكأَنَّهَا حِكايةٌ . وعَدْعَدْ : زَجْرٌ للبَغْلِ قاله أبو زيد قال وعدَسْ مثله . وعَدِيدٌ كأَميرٍ : ماءٌ لِعَمِيرةَ كسَفِينةٍ بطن من كلب . والعُدُّ والعُدَّةُ بضمِّهما بَثرٌ يكون في الوَجْه عن ابن جِنِّي وقيل : هما بَثْرٌ يَخْرُج في وفي بعض النُّسخ : على وُجُوهِ المِلاحِ يقال : قد اسْتَمْكَتَ العُدُّ فاقْبَحْهُ أَي ابيضَّ رأْسُه فاكْسِرْه هكذا فَسَّروه
ومما يستدرك عليه : حكى اللِّحْيَانيُّ عن العرب : عَدَدتُ الدَّراهِمَ أَفراداً ووِحَاداً وأَعْددتُ الدَّرَاهِمَ أَفراداً ووِحَاداً ثم قال : لا أَدري أمن العَدَدِ أَم من العُدَّةِ . فشَكُّه في ذلك يَدُلُّ على أن أَعددت لُغَةٌ في عَدَدْتُ ولا أَعرفها . وعَدَدْتُ : من الأَفعالِ المتعدِّيَة إلى مَفْعُولَيْنِ بعدَ اعتِقادِ حذفِ الوَسيط يقولون : عَدَدْتكَ المالَ وعَدَدْت لك ولم يَذكر المالَ . وعادَّهم الشْيءُ : تَساهَمُوه بينهم فسَاوَاهُم وهم يَتعادُّون إذا اشتركوا فيما يُعادُّ فيه بعضهم بعضاً من مَكارِمَ أَو غيرِ ذلك من الأشياءِ كُلِّهَا . والعَدَائِدُ : المَالُ المُقْتَسمُ والميراثُ وقول أبي دُوَادٍ في صِفَة فَرَسٍ :
وطِمِرَّةٍ كهِرَاوةِ الأَعْ ... زابِ ليسَ لها عَدائِدْفسَّره ثَعلبٌ فقالك شَبَّهها بعصا المُسَافِرِ لأنها مَلْساءُ فكأَنَّ العَدائِدَ هنا العُقَدُ وإن كان هو لم يُفَسِّرها . وقال الأَزهريُّ : معناه ليس لها نَظَائِرُ . وعن أبي زيد : يقال : انقضَتْ عِدَّةُ الرَّجُلِ إذا انقضَى أَجَلُه وجمعُها : العِدَدُ . ومثله : انقضتْ مُدَّتُه . وجمعها المُدَدُ . وإِعْدَادُ الشيءِ واعتِدادُه واسْتِعْدَاده وتَعْداده : إِحضارُه . والعُدَّةُ بالضّمِّ : ما أَعددْتَه لحوادِثِ الدَّهْرِ من المالِ والسِّلاحِ يقال : أَخَذَ للأَمْرِ عُدَّتَه وعَتادَه بمعنًى كالأهْبة قال الأَخفشُ . وقال ابن دُرَيد : العُدَّة من السِّلاحِ ما اعتَدَدْته خَصَّ بِهِ السِّلاح لفظاً فلا أَدري : أَخَصَّه في المَعْنَى أَم لا . والعِدَادُ بالكسر : يومُ العَرْضِ وأَنشد شَمِرٌ لجَهْم بن سَبَل : مِنَ البِيضِ العَقَائلِ لم يُقَصِّرْ بِهَا الآباءُ في يومِ العِدَادِ قال شَمر : أَراد يوم الفَخارِ ومَعادَّةِ بعضِهِم بعضاً . والعِدَّانُ : جمع عَتُودٍ . وقد تقدَّم . وتَمَعْدَدَ الرجلُ : تَباعَدَ وذهَب في الأرض قال معنُ بن أَوْسٍ :
قِفَا إِنَّها أَمْسَتْ قِفاراً ومَنْ بِها ... وإن كانَ من ذِي وُدِّنَا قَدْ تَمَعْدَدَا وهو من قولهم : مَعَدَ في الأرضِ إذا أَبْعَدَ في الذَّهابِ وسيذكر في فصل : مَعَدَ مستوفى
فَكَّهُ يَفُكُّه فَكًّا فَصَلَه فانْفَكَّ كذا في المُحْكَمِ وقال اللَّيثُ : فَكَكْتُ الشَّيءَ فانْفَكَّ بمنزلَةِ الكِتابِ المَخْتُوم يُفَكُّ خاتَمُه كما تَفُكّ الحَنَكَيْنِ تَفْصِلُ بَينَهُما . وفَكَكْتُ الشّيءَ : خَلَّصْتُه وكُلّ مُشْتَبِكَين فَصَلْتَهُما فقَدْ فَكَكْتَهُما وقيل لأَعْرابي : كَيفَ تَأْكُلُ الرَأْسَ ؟ قال : أَفُكُ لَحْيَيهِ وأَسْحِي خَدَّيْهِ . ومِنَ المَجازِ : فَكَّ الرَّهْنَ يَفُكّه فَكًّا وفُكُوكًا بالضّمِّ : خَلَّصَه كافْتَكَّه كما في المُحْكمِ والأَساس والصِّحاح . وفَكَّ الرَّجُلُ : هَرِمَ فَكًّا وفُكُوكًا فهو فاكّ عن أبي زَيْدٍ ويُقال للشَّيخِ : قَدْ فَكَّ وفَرَّجَ يُريدُ فَرَجَ لَحْيَيهِ وذلك في الكِبَرِ والهَرَمِ
ومن المَجاز : فَكَّ الأَسِيرَ يَفُكُّه فَكًّا وفَكاكًا بالفتحِ وقد يُكْسَرُ وفَكاكَةً : خَلَّصَه وفَصَلَه من الأَسْبرِ وفي الحَدِيث : عوُدُوا المَرِيضَ وفُكّوا العاني أي : أَطْلِقُوا الأَسِيرَ . ومن المَجازِ : فَكَّ الرَّقَبَةَ يَفُكُّها فَكًّا : أَعْتَقَها وفي الحَدِيث : أَعْتِقِ النَّسَمَةَ وفُكَّ الرَّقَبَةَ تَفْسِيرُه في الحديثِ أَنّ عِتْقَ النَّسَمَةِ أَنْ تَنْفَرِدَ بعِتْقِها وفَكُّ الرَّقَبَةِ : أَنْ تُعِينَ في ثَمَنِها وقال الرّاغِبُ : أَصْلُ الفَكِّ التَّفْرِيجُ ففَكُّ الرَّهْنِ : تَخْلِيصُه وفَكُّ الرَّقَبَةِ عِتْقُها وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ : " فَكُّ رَقَبَة قِيلَ : هو عِتْقُ المَمْلُوكِ وقِيلَ : هو عِتْقُ الإنْسانِ نَفْسَه من عَذابِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ بالَكَلِمِ الطَّيِّبِ والعَمَل الصّالِح وفَكُّ غيرِه بما يُفِيدُ من ذلك والثّاني يَحْصُلُ للإِنْسانِ بعدَ حَصولِ الأَوّلِ فإِن لم يَهْتَدِ فليسَ في قُوَّتِه أَنْ يَفدِيَ . وفَكَّ يَدَه يَفُكّها فَكًّا : فَتَحَها عَمّا فِيهَا كذا في المُحْكَمِ . وفَكَاكُ الرَّهْنِ بالفتحِ ويُكْسَرُ وهذه حكاها الكِسائِيُ كما في الصِّحاحِ : ما يُفْتَكُّ به من غَلَقِهِ يقال : هَلُمَّ فَكَاكَ رَهْنِكَ قال زُهَيرٌ :
وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لا فَكاكَ لَه ... يَوْمَ الوَداعِ فأَمْسَى رَهْنُها غَلِقَا . وانْفَكَّتْ قَدَمُه أي : زالَتْ عندَ السّقُوطِ
ويُقالُ : سَقَطَ فانْفَكَّتْ إِصْبَعُه أي : انْفَرَجَتْ وفي الصِّحاحِ : سَقَط فلانٌ فانْفَكَّتْ قَدَمه أَو إِصْبَعُه : إِذا انْفَرَجَتْ أَو زالَتْ فعَلَى سِياق المُصَنِّفِ في عِبارَةِ الجَوْهَرِيِّ لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتِّبٍ وفي الحَدِيثِ : أَنّه رَكِبَ فَرَسًا فصَرَعَه على جِذْمِ نَخْلَةٍ فانْفَكَّتْ قَدَمُه قال ابنُ الأثِيرِ : الانْفِكاكُ : ضَربٌ من الوَهْنِ والخَلْعِ وهو أَن يَنْفَكَّ بعضُ أَجْزائِها عن بعض . والفَكّ في اليَدِ : دُونَ الكَسرِ وقِيلَ : فَكَّها : أَزالَ مَفْصِلَها . والفَكَكُ : انْفِساخُ القَدَمِ قالَ الجَوْهَرِيّ : ومنه قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" هاجَكَ من أَرْوَى كمُنْهاضِ الفَكَكْ قال الأَصْمَعِيُ : إِنّما هو الفَكُّ فأَظْهَرَ التَّضْعِيفَ ضَرُورةً . والفَكَكُ : انْكِسارُ الفَكِّ أَو زَوالُهُ . والفَكَكُ وفي المحكَمِ الفَكُّ : انْفِراجُ المَنْكِب عن مَفْصِلِه استرخاءً وضَعْفًا وهو أًفَكُّ المَنْكِبِ ويَأْتِي قريبًا إِعادَتُه . ومن المَجازِ : الفَكَّةُ : الحُمْقُ في اسْتِرخاءٍ وضَعْفٍ في رَأْيِهِ قالَ أَبو قَيسِ ابنُ الأَسْلَتِ :
الحَزْمُ والقُوَّةُ خَيرٌ مِنَ ال ... لإِشْفاقِ والفَكِّةِ والهاعِ وما كُنْتَ فاكَّا أو ما كُنْتَ أَفَكَّ ولَقَدْ فَكِكْتَ كعَلِمْتَ وكَرُمْتَ أي : بكَسرِ العينِ في الماضِي وفَتْحِها في المُضارِعِ ويضَمِّهما تَفَكّ وتَفُكّ فَكًّا وفَكَّةً ووقع في نُسخَةِ شَيخنا كعَلِمْتَ ولَبِثتَ فقالَ : وفيهِ ما مَرَّ في ل ب ب عن يُونُسَ أَنّ لَبَّ لا نَظِيرَ له فيُستَدرَكُ هذا عليه ويَأْتِي في دم مُهْمَل الدَّال
قلت : ونَقَلَ أَبُو جَعْفَر اللَّبلِيُ في بُغْيَةِ الآمالِ ما نَصُّه : ولم يَأتِ من المُضاعَف على فَعُلَ بضم العين ؛ لأَنَّهم اسْتَثْقَلُوا الضَّمَّة مع التَّضعِيف والتَّضْعِيفُ يَقْتَضي التَّخْفِيفَ إِلاّ كَلِمةً واحِدَة رواها يُونُسُ وهي لَببتَ تَلَبُّ وزادَ ابن القَطّاع عَزُزَتِ الشّاةُ تَعَزُّ : إِذا قَلّ لَبَنُها وقد مَرّ البحثُ فيه في ل ب ب فراجِعْهُ فإِنّه نَفِيسٌ . والفَكَّةُ : كواكِبُ مُستَدِيرَةٌ بحِيالِ بَناتِ نَعْش خَلفَ السِّماكِ الرّامِحِ قال الجَوْهرِيُّ : قالَ الأَصْمَعِيُ : وهي التي تُسَمِّيهِ كذا في النسخِ والصوابِ يُسَمِّيها الصّبيانُ قَصْعَةَ المَساكِينِ كما هو نَصّ العُبابِ والصِّحاح وإِنّما سُمِّيَتْ بها لأَنّ في جانِبِها ثُلمَةً وكذلك تِلْكَ الكَواكِب المُجْتَمِعَة في جانِبٍ منها فَضاءٌ . ومن سَجَعاتِ الأساسِ : فلانٌ لا تُفارِقُه الفَكَّه ما صَحِبَ السِّماكَ الفَكَّه . والأَفَكُّ : اللَّحْيُ نفسُه كالفَكِّ أَو الأَفَكُّ : مَجْمَعُ الخَطْم كالفَكِّ أَيْضًا أَو هو مَجْمَعُ الفَكيْنِ على تَقْدِيرِ أَفْعَل قالَهُ اللَّيثُ . وقيل : الفَكّانِ : مُجْتَمعُ اللَّحْيَين عند الصّدغ من أَعْلَى وأَسْفَلَ يكون من الإِنْسان والدّابَّة وقال أَكْثَمُ بنُ صَيفِي : مَقْتَلُ الرَّجُلِ بينَ فَكَّيهِ يَعْني لِسانَه وفي التَّهْذِيب : الفَكّانِ : مُلْتَقَى الشِّدْقَيْنِ من الجانِبَيْنِ ويُقال : انْكَسَر أَحَد فَكَّيه : أي لَحْيَيه قالَ :
" كأَنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ
" فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ في سُكِّ والأَفَكُّ : من انْفَرَجَ مَنكبُه عن مَفْصِلِه اسْترخاءً وضَعْفًا نقله الجَوْهَرِيّ وقد أَشارَ له أَولاً فهو تَكْرارٌ وأَنشَدَ اللّيْثُ :
" أَبَدّ يَمْشِي مِشْيَةَ الأفَكِّ وقالَ أَبو عُبَيدَةَ : المُتَفَكِّكَةُ من الخَيلِ : الوَدِيقُ التي لا تَمْتَنعُ على الفَحْلِ . وأَفَكَّت النّاقَةُ وأَفْكَهَتْ فهي مُفِكَّةٌ ومُفْكِهَةٌ ومُفْكِهٌ وتَفَكَّكَتْ : إِذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرخَى صَلَوَاها وعَظُمَ ضَرعُها ودَنَا نِتاجُها شُبِّهَتْ بالشيء يُفَكُّ فيتَفَكَّكُ أي : يَتَزايَلُ ويَنْفَرِجُ . أَو تَفَكَّكَتْ : إِذا اشْتَدَّتْ ضَبَعَتُها ورَوَى الأَصْمَعِي :
أَرْغَثَتْهُم ثَدْيَها الدُّنْ ... يَا وقامَتْ تَتَفَكَّكْ
انْفِراجَ النّابِ للسَّق ... بِ مَتَى ما تَدْنُ تَحْشِكْ والفاكّ : الهَرِمُ مِنّا ومِنَ الإِبِلِ وقالَ النَّضْرُ : الفاكُّ : المُعْيى هُزالاً ناقَةٌ فاكَّةٌ وجَمَل فاكٌّ . ومن المَجاز : الفاكُّ : الأَحْمَقُ جدًّا قال الحُصَيبِيّ : أَحْمَقُ فاك وهاكٌّ وهو الذي يَتَكَلَّمُ بما يَدْرِي وما لا يَدْرِي وخَطَؤُه أَكْثَرُ من صَوابِه وحَكَى يَعْقُوبُ : شَيخٌ فاكٌّ وتاكٌّ جَعَلَه بَدَلاً ولم يجْعَلْه إِتْباعًا وقالَ ابنُ الأَعْرابي : رَجُلٌ فاكّ : أَحْمَقُ بالِغُ الحُمْقِ ويُتْبَعُ فيُقال : فاكٌ تاكٌ . فَكَكَةٌ محرَّكَةً وفِكاك كرِجالِ عن ابنِ الأَعرابي . ومن المِجازِ : هو يَتَفَكَّكُ في كَلامِه وفي مِشْيتِه : إِذا لَمْ يكُنْ فيه تَماسُكٌ من حُمْقٍ
ومما يُستَدْرَكُ عليه :فَكَّ الخَتْمَ : فَضَّه . والتَّفْكِيكُ : الفَصْلُ بين المُشْتَبِكَيْن نقله اللّيثُ . وانْفَكَّت رَقَبتُه من الرِّقِّ : خَلَصَتْ . وفَكَكْتُ الصَّبيَ : جَعْلتُ الدَّواءَ في فِيهِ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ . ورجل فَكَّاكٌ هَكّاكٌ : لا يُلائمُ بين كَلِماتِه ومَعانِيه لحُمْقِه وهو مجازٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والحُصَيبِيُ . وأَفَكَّ الظَّبي من الحِبالَةِ : إِذا وَقَعَ ثم انْفَلَت كأَفْسَحَ . ورجل أَفَكُّ : مَكْسُورُ الفَكِّ . وما انْفَكَّ فلانٌ قائِمًا : أي ما زال قائِمًا قال الفَرّاءُ : إِذا كانَ الانْفِكاكُ على جِهَةِ يَزالُ فلا بُدَّ لَها من فِعْل وأَنْ يَكُونَ مَعْناها جَحْدًا فتَقُولُ : ما انْفَكَكْتُ أَذْكُرُكَ تُرِيد ما زِلْتُ أَذْكُرُكَ وإِذا كانَتْ على غيرِ جِهَةِ يَزالُ قلتَ : قد انْفَككْتُ مِنْكَ وانْفَكَّ الشيء من الشيء فيَكُونُ بلا جَحْدٍ وبلا فِعْل قال ذُو الرّمَّةِ :
قلائِصُ لا تَنْفَكُّ إِلاّ مُناخَةً ... على الخسَفِ أَو نَرمِي بِها بَلَدًا قَفْرَا فلم يدخل فيها إِلا إِلا وهو يَنْوِي بِه التَّمامَ وخِلافَ يَزالُ لأَنّكَ لا تقولُ : ما زِلتُ إِلاّ قائَمًا وأَنْشَدَ الجَوْهريّ هذا البيت حَراجِيجُ ما تَنْفَكُّ وقالَ يُريدِ ما تَنْفَكّ مُناخَة فزادَ إِلاّ قال ابنُ بَرِّيّ : الصوابُ أَن يَكُونَ خَبَرُ تَنْفَكُّ قوله على الخَسفِ وتَكُونَ إِلاَّ مُناخَةً نَصْبًا على الحالِ تَقْدِيرُه : ما تَنْفَكُّ على الخَسفِ والإِهانَةِ إِلاّ في حالِ الإِناخَةِ فإِنّها تَستَرِيحُ . وقالَ الأَزْهَرِيُّ : وقَوْلُه تعالى : " مُنْفكينَ " ليسَ من بابِ ما انْفكَّ وما زالَ إِنَّما هو من انْفِكاكِ الشَّيءِ من الشَّيءِ : إِذا انْفَصَلَ عنه وفارَقَه كما فَسَّرَه ابنُ عَرَفَةَ واللّه أَعلمُ ورَوَى ثَعْلْبٌ عن ابنِ الأَعْرابي : يُقال : فُكَّ فُلانٌ أي : خُلِّصَ وأرِيحَ من الشَّيءِ ومنه قولُه تَعالى : " مُنْفَكينَ " قال : مَعْناهُ لم يَكُونُوا مُستَرِيحِينَ حتَّى جاءَهُم البَيانُ " فَلَمّا جَاءَهم ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِه " وقال الزَّجّاج : المَعْنَى : لم يَكُونُوا مُنْفكَينَ عن كُفْرِهِم أي مُنْتَهيِنَ وهو قولُ مُجاهِدٍ وقال الأَخْفَشُ : مُنْفَكِّينَ : زائِلينَ عن كُفْرهِم وقال نِفْطَوَيْه : المَعْنَى : لم يَكُونُوا مُفارِقِينَ الدّنْيَا حتى أَتَتْهُم البَيِّنَةُ وقال الرّاغِبُ : أي لم يَكُونُوا مُتَفَرِّقِينَ بل كانُوا كُلُّهُم على الضَّلالةِ . وعَبدُ الكَرِيمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ الفَكُّون : مُحَدِّثٌ لَقِيَه شَيخُ مَشايِخِنا أَبو سالَمٍ العَيّاشِي وذَكَرَه في رِحْلَتِه أَخَذَ عن يَحْيَى بنِ سُلَيمانَ الأوراسِي عن طاهِرِ بنِ زَيّان الزَّواوِيّ عن زَرُوقٍ