البَصَرُ محرَّكةً : العَيْنُ إلاّ أنه مُذَكَّرٌ وقيل : البَصَرُ : حاسَّةُ الرُّؤْيَةِ قاله الَّلْيث : ومثلُه في الصّحاح . وفي المِصباح : البَصَرُ : النُّورُ الذي تُدرِكُ به الجارِحَةُ المُبْصَرَاتِ . وفي المُحكَم : البَصَرُ : حِسُّ العَيْنِ ج أبصارٌ
البَصَرُ مِن القَلْبِ : نَظَرُه وخاطِرهُ والبَصَرُ : نَفَاذٌ في القَلْب كما في اللِّسان وبه فُسِّرت الآيةُ : " فارْجِعِ البَصَرَ هل تَرَى مِنْ فُطُورٍ " . وفي البَصَائِرِ للمصنِّف : البَصِيرَةُ : قُوَّةُ القَلْبِ المُدرِكَةُ ويقال : بَصَرٌ أيضاً قال اللهُ تعالَى : " ما زاغَ البَصَرُ وما طَغَى " . وجمعُ البَصَرِ أبْصَارٌ وجمعُ البَصِيرِة بَصائِرُ . ولا يكادُ يقال للجارِحَة النّاظرِة : بَصِيرَةٌ إنّما هي بَصَرٌّ ويقال للقُوَّة التي فيها أيضاً : بَصَرٌ ويقال منه : أبْصُرْتُ ومن الأوَّلِ أبْصَرْتُه وبَصُرْتُ به وقَلَّمَا يقال في الحاسَّة إذا لم تُضَامّه رؤيةُ القلبِ : بَصُرْتُ . وبَصُرَ به ككَرُمَ وفَرِحَ الثانيةُ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ والفَرّاءُ بَصَراً وَبَصَارَةً ويُكْسَرُ ككِتَابةٍ : صار مُبْصِراً . وأبْصَرَه وَتَبَصَّرَه : نَظَرَ إليه : هل يُبْصِرُه ؟
قال سِيبَوَيْهِ : بَصُرَ : صارَ مُبْصِراً وأَبْصَرَه إذا أَخْبَرَ بالذي وَقَعَتْ عَيْنُه عليه
عن اللِّحْيَانِيِّ : أبصَرتُ الشيْءَ : رأيتُه . وباصَرَا نَظَرَا أَيُّهما يُبْصِرُ قَبْلُ . ونصَّ عبارةِ النَّوادِرِ : وباصَرَه : نَظَرَ معه إلى شيْءٍ : أيُّهما يُبْصِرُه قبل صاحِبِه . وباصَرَه أيضاً : أبْصَرَه قال سُكَيْنُ بنُ نَضْرَةَ البَجَلِيّ :
فَبِتُّ على رَحْلِي وباتَ مَكانَه ... أُرَاقِبُ رِدْفِي تارةً وأُبَاصِرُهْ . وفي الصّحاح : باصَرْتُه إذا أشْرَفْتَ تَنْظُرُ إليه من بَعِيدٍ . وتَباصَرُوا : أَبْصَر بعضُهم بعضاً
والبَصِيرُ : المُبْصِرُ خِلافُ الضَّرِيرِ فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ . ج بُصَراءُ
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ : وإنَّه لَبَصِيرٌ بالعَيْنَيْنِ . البَصِيرُ : العالِمُ رجُلٌ بَصِيرٌ بالعِلْمِ : عالِمٌ به . وقد بَصُرَ بَصَارةً وإنه لَبَصِيرٌ بالأشياءِ أي عالِمٌ بها . والبَصَرُ : العِلْم وبَصُرْتُ بالشَّيْءِ : عَلِمْتُه قال الله عزَّ وجَلَّ : " بَصُرْتُ بما لَمْ يَبْصُرُوا به " قال الأخْفَشُ : أي عَلِمْتُ ما لم يَعْلَمُوا به مِن البَصِيرَة . قال اللِّحْيَانيُّ : بَصُرْتُ أي أبَصْرْتُ قال : ولُغَةٌ أُخرَى : بَصِرْتُ به : أبْصَرْتُه كذا في اللِّسَان وفي المِصباح والصّحاح ونقَلَه الفَخْرُ الرّازِيُّ ويقال بَصِيرٌ بكذا وكذا أي حاذِقٌ له عِلْمٌ دَقيقٌ به
وقولُه عليه السَّلامُ : " اذْهَبْ بنَا إلى فُلانٍ البَصِيرِ " وكان أعْمَى . قال أبو عُبَيْدٍ : يُرِيدُ به المؤمِنَ قال ابن سِيدَه : وعندي أنّه عليه السَّلامُ إنّمَا ذَهَبَ إلى التَّفَاؤُل إلى لَفْظ البَصَر أَحسن من لَفْظ الأَعْمَى ألا تَرَى إلى قَول مُعاويةَ : " والبَصِيرُ خَيرٌ مِن الأعمَى " . وقال المصنِّف في البَصائر : والضَّريرُ يقال له : بَصيرٌ على سَبِيل العَكْسِ والصَّوابُ أنّه قيل ذلك له لِما له من قُوَّةِ بَصِيرَةِ القَلْبِ . البَصِيرَةُ بالهاء : عَقِيدَةُ القَلْبِ قال اللَّيْث : البَصِرَةُ : اسمٌ لما اعتُقِدَ في القلْب من الدِّين وتحقيقِ الأمرِ . وفي البَصَائر : البَصِيرَةُ : هي قُوَّةُ القَلْبِ المُدْرِكَةُ وقولُه تعالَى : " أدْعُو إلى الله على بَصِيرَةٍ " أي على معرفةٍ وتَحَقُّقٍ . البَصِيرَةُ : الفِطْنَةُ تقول العربُ : أعْمَى اللهُ بصائِرَه أي فِطَنَه عن ابن الأعرابيِّ . وفي حديث ابن عَبّاس أنّ معاوِيَةَ لمّا قال له : " يا بَنِي هاشِمٍ أنتم تُصَابُون في أبصارِكم " قال له : " وأنتم يا بَنِي أُمَيَّةَ تُصابُون في بَصائِرِكم "
وفَعَلَ ذلك على بَصِيرَةٍ أي على عَمْدٍ . وعلى غيرِ بَصِيرَةٍ أي على غيرِ يَقِينٍ . وفي حديث عُثْمَانَ : " وَلَتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرَةٍ " أي على معرفةٍ من أمركم ويقينٍ . وإنه لَذُو بَصَرٍ وبَصِيرَةٍ في العِبَادَة . وبَصُرَ بَصَارةً : صار ذا بَصِيرَةٍ
البَصِيرَةُ : ما بَيْن شُقَّتَيِ البَيْتِ وهي البَصَائِرُ وزاد المصنِّف في البَصائر بعد البيت : والمَزَادَةِ ونحوِهَا التي يُبصَرُ منه
البَصِيرَةُ : الحُجَّةُ والاستِبْصارُ في الشيْءِ كالمَبْصَرِ والمَبْصَرةِ بفتحِهما
البَصِيرَةُ : شيْءٌ من الدَّمِ يُسْتَدَلُّ به على الرَّمِيَّةِ وَيَسْتَبِينُها به قاله الأصمعيُّ . وفي حديث الخَوَارِج : " ويَنْظُرُ إلى النَّصْل فلا يَرَى بَصِيرَةً " أي شيئاً مِن الدَّمِ يَستدِلُّ به على الرَّمِيَّة . واختُلِفَ فيما أنشدَه أبو حنيفةَ :
وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرِها ... شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِن بَصِيرِهَا . فقيل : إنّه جَمْعُ البَصِيرَةِ من الدَّمِ كشَعِيرٍ وشَعِيرَةٍ وقيل : إنه أراد من بَصِيرَتِها فحَذَف الهاءَ ضرورةً . ويجوز أن يكونَ البَصِيرُ لغةً في البَصِيرَة كقولك : حُقٌّ وحُقَّةٌ وبَياضٌ وَبَيَاضَةٌ . ويقال : هذه بَصِيرَةٌ من الدَّمِ وهي الجَدِيَّة منها على الأرض . والبَصِيرَةُ : مِقْدَارُ الدِّرْهَمِ من الدم . وقيل : البَصِيرَة من الدَّمِ : ما لم يَسِلْ . وقيل : هو الدُّفْعَةُ منه
قيل : البَصِيرَةُ : دَمُ البِكْرِ . وقال أَبو زَيْدٍ : البَصِيرَةُ من الدَّمِ : ما كان على الأرض
وفي البَصائر للمصنِّف : والبَصِيرَةُ : قِطْعَةٌ مِن الدَّمِ تَلْمَعُ
البَصِيرَةُ : التُّرْسُ الّلامِعُ وقيل : ما استطالَ منه وكُلُّ ما لُبِسَ من السِّلاح فهو بَصَائِرُ السِّلاحِ
البَصِيرَةُ : الدِّرْعُ وكلُّ ما لُبِسَ جُنَّةً بَصِيرَةٌ وقال :
حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ على أكْتَافهمْ ... وبَصِيرَتِي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَى . هكذا رَوَاه أبو عُبَيْد وفَسَّره فقال : والبَصِيرَةُ : التُّرْسُ أو الدِّرْعُ وَرَوَاه غيرُه : " راحُوا بَصائِرُهم " وسيأْتي فيما بعدُ . ويُجمع أيضاً على بِصارٍ ككَريمَةٍ وكِرَامٍ وبه فَسَّرَ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض قولَ كعَبِْ بنِ مالكٍ :
تَصُوبُ بأَبْدَانِ الرِّجالِ وتارةً ... تمُرٌّ بأَعراض البِصَارِ تُقَعْقِعُ . يقول : تَشُقُّ أبْدَانَ الرِّجَالِ حتى تَبلُغَ البِصَارَ فتُقْعِقِعُ فيها وهي الدِّرعُ أو التُّرْسُ وقيل غيرُ ذلك . من المَجاز : البَصِيرَةُ : العِبْرَةُ يُعْتَبَرُ بها وخَرَّجُوا عليه قولَه تعالَى : " ولقد آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ مِنْ بَعْدِ ما أهْلَكْنا القُرُونَ الأولَى بَصائرَ للنّاس " أي جعلناها عِبْرَةً لهم كذا في البَصائر وقولُهم : أما لَكَ بَصِيرَةٌ فيه ؟ أي عِبْرَةٌ تَعْتَبِرُ بها وأنشدَ :
في الذّاهِبِينَ الأوَّلي ... ن من القُرونِ لنا بَصائرْ . أي عِبَرٌمن المَجَاز : البَصِيرَةُ : الشّاهِدُ عن اللِّحْيَانِيِّ وحَكَى : اجْعَلْنِي بَصِيرةً عليهم بمَنْزِلَةِ الشَّهِيدِ قال : وقوله تعالى : " بل الإنسانُ على نَفْسِه بَصِيرَةٌ " قال ابن سِيدَه : له مَعْنَيَانِ إنْ شِئتَ كان الإنسانُ هو البَصِيرَةَ على نفسِه أي الشاهِدَ وإن شِئتَ جعلتَ البَصِيرَة هنا غيرَه فعَنَيتَ به يَدَيْه ورِجْلَيْه ولِسَانه لأن كلَّ ذلك شاهِدٌ عليه يومَ القيامة وقال الأخْفَشُ : " بل الإنسانُ على نفسِه بَصِيرة " جَعَلَه هو البَصِيرَةَ كما تقولُ للرِّجل : أنتَ حُجَّةٌ على نفسِكَ . وقال ابنُ عَرَفَةَ : " على نَفْسِه بَصِيرَة " أي عليها شاهِدٌ بعَمَلِها ولول اعتذَر بكلِّ عُذْرٍ ويقول : جَوارِحُه بَصِيرةٌ عليه أي شُهُودٌ . وقال الفّرّاءُ : يقول : على الإنسان من نفسِه رُقَباءُ يَشْهدُون عليه بعَمَله اليَدانِ والرِّجْلان والعَيْنَان والذَّكَر وأنشدَ :
كَأَنَّ على ذِي الظَّنِّ عَيْناً بَصِيرَةً ... بِمَقْعَدِه أو مَنْظَرٍ هو ناظِرُهْ
يُحَاذِرُ حتى يَحْسَبَ النّاسَ كلَّهم ... مِن الخَوْف لا تَخْفَى عليهم سَرائِرُهْ . وفي الأساس : اجْعَلْنِي بَصِيرةً عليهم أي رَقِيباً وشاهِداً وقال المصنِّف في البَصائر : وقال الحَسَن : جَعَلَه في نَفْسِه بَصِيرَةً كما يقال : فلانُ جُودٌ وكَرَمٌ فهنا كذلك لأن الإنسانَ ببدِيهةِ عَقْلِه يَعْلَمُ أنَّ ما يُقَرِّبُه إلى الله هو السَّعادةُ وما يُبعِدُه عن طاعتِه الشَّقاوَةُ وتأْنيثُ البَصِيرِ لأن المراد بالإنسان ها هنا جَوَارِحُه وقيل : الهاءُ للمبالغة كعَلاّمةٍ ورَاوِيَةٍ
من المَجاز : لَمْحٌ باصِرٌ أي ذو بَصَرٍ وتَحْدِيقٍ على النَّسَب كقَولهم : رجلٌ تامِرٌ ولابِنٌ أي ذو تَمْرٍ وذو لَبَنٍ فمعنى باصِرٍ ذو بَصَرٍ وهو من أبْصَرْتُ مثلُ مَوْتٍ ومائِتٍ من أَمَتُّ وفي المُحْكَم : أراه لَمْحاً باصِراً أي أمراً واضحاً . وقال اللَّيْث : رأى فلانٌ لَمْحاً باصِراً أي أَمراً مَفْرُوغاً عنه
والبَصْرَةُ بفتحٍ فسكونٍ وهي اللُّغَة العاليةُ الفُصْحَى : بَلَدٌ م أي معروفٌ وكانت تُسَمَّى في القديم تَدْمُرَ والمُؤْتَفِكَةَ لأنها ائْتَفَكَتْ بأَهْلِهَا أي انقَلَبَتْ في أول الدَّهرِ قالَه ابن قَرقُول في المَطَالع : ويقال لها : يقال البُصَيْرَةُ بالتَّصْغير وقال السّمْعَانِيُّ : يقال للبَصْرَةِ : قُبَّةُ الإسْلامِ وخِزَانةُ العَربِ بَناها عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ في خلافة عُمَر رضي الله عنه سنةَ سبعَ عشرَةَ من الهِجْرَة وسَكَنَها النّاسُ سنةَ ثمانِ عشرَةَ ولم يُعْبَدِ الصَّنَمُ قَطُّ على ظَهْرِ أَرْضِها كذا كان يقولُ أبو الفضلِ عبدُ الوهّاب بنُ أحمدَ بنِ مُعَاوِيَةَ الواعظُ بالبَصْرة كما تلقّاه منه السمعاني ويُكْسَرُ يُحَرَّكَ ويُكْسَرُ الصّادُ كأَنّها صفَةٌ فهي أَربعُ لُغَاتٍ : الأَخِيرتانِ عن الصّغانِيّ وزاد غيرُه الضَّمَّ فتكونُ مُثَلَّثَةً والنِّسبةُ إليها بِصْرِيٌّ بالكسر وبَصْرِيٌّ الأُولَى شاذَّةٌ قال عُذافر :
بَصْرِيَّةٌ تَزَوَّجَتْ بَصْريّا ... يُطْعِمُهَا المالِحَ والطَّرِيَّا . وقال الأُبّيُّ في شَرْح مُسْلمٍ نَقْلاً عن النَّوَوِيّ : البَصْرَةٌ مُثَلَّثَة وليس في النَّسَب إلا الفَتْحُ والكَسْرُ وقال غيرُه : البَصْرَهُ : البَصْرَةُ مُثَلَّثَة كما حَكَاه الأزهريُّ والمشهورُ الفَتْحُ كما نَبَّه عليه النَّوَوِيُّ
وفي مَشَارِق القاضِي عِيَاضٍ : البَصْرَةُ : مدينةٌ معروفةٌ سُمِّيَتْ بالبَصءر مُثَلَّثاً وهو الكَذَّانُ كان بها عند اخْتِطاطِها واحدُهَا بَصْرَةٌ بالفتح والكسر وقيل : البَصْرَةُ : الطِّيْنُ العَلِكُ إذا كان فيه جِصٌّ وكذا أرضُ البَصْرَةِ . أو مُعَرَّبُ بَسْ راهْ أ كَثِيرُ الطُّرُقِ فمعنى بَسء كَثِيرٌ ومعنَى راهْ طَرِيقٌ وتعبيرُ المصنِّفِ به غيرُ جَيِّدٍ فإن الطُّرُقَ جَمْعٌ وراهْ مُفْرَدٌ إلاّ أن يقال إنه كان في الأصل بَسْ راهها فحُذِفَتْ علامةُ الجمعِ كما هو ظاهِرٌالبَصْرَةُ : د بالمَغْرِب الأَقْصَى قُرْبَ السُّوس سُمِّيَتْ بمَنْ نَزَلَهَا واختَطَّها من أهل البَصْرَةِ عند فُتُوح تلك البلادِ وقد خَرِبَتْ بعدَ الأرْبَعِمِائَةِ من الهجرةِ ولا تكادُ تُعْرَفُ
البَصْرَةُ والبَصْرُ : حِجَارَةُ الأرض الغَلِيظة نَقَلَه القَزّازُ في الجامع . وفي الصّحاح : البَصْرةُ : حِجَارَةٌ رِخْوَةٌ فيها بَيَاضٌ مّا وبها سُمِّيَتِ البَصْرَةُ وقال ذو الرُّمَّة :
تَداعَيْنَ باسْمِ الشِّيبِ في مُتَثَلِّمٍ ... جَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ . المُتَثَلِّمُ : حَوْضٌ تَهَدَّمَ أكثرُه لِقَدَمِ العَهْدِ . والشِّيبُ : حكايةُ صَوْتِ مَشافِرها عند رَشْفِ الماءِ
وقال ابن شُمَيْلٍ : البَصْرَةُ : أرضٌ كأنَّهَا جَبلٌ من جِصٍّ وهي التي بُنِيتْ بالمِرْبَدِ وإنّما سُمِّيَتِ البَصْرَةُ بَصْرةً بها . وفي المِصْباح : البَصْرَةُ وِزَانُ كَثْرَةٍ : الحِجَارةُ الرِّخْوةُ وقد تُحذَف الهاءُ مع فتحِ الباء وكسرِها وبها سُمِّيَتِ البلدَةُ المعروفةُ
عن أبي عَمْروٍ : البَصْرَةُ والكَذّانُ كلاهما الحِجَارَةُ التي ليستْ بصُلْبة
والبُصْرَةُ بالضَّمِّ : الأرضُ الحَمْرَاءُ الطَّيِّبَةُ . وأرضٌ بَصِرَةٌ إذا كانت فيها حِجَارَةٌ تَقْطَعُ حَوافِرَ الدّاوبِّ . وقال ابن سِيدَه : والبُصْرُ : الأرضُ الطَّيِّبَةُ الحمراءُ والبَصْرَةُ مُثَلَّثاً : أرضٌ حِجَارَتُها جِصُّ قال : وبها سُمِّيَتِ البَصْرَةُ
البُصْرَةُ : الأثَرُ القَلِيلُ من اللَّبَنِ يُبْصِرُه النّاظِرُ إليه ومنه حديثُ عليٍّ رضِيَ الله عنه : " فأَرْسلتُ إليه شاةً فرأى فيها بُصْرَةً مِن لَبَنٍ " . وبُصْرَى كحُبْلى : د بالشَّام بين دِمَشْقَ والمَدِينَةِ أولُ بلادِ الشّام فُتُوحاً سنةَ ثلاثَ عشرةَ وحَقَّقَ شُرّاحُ الشِّفَاءِ أنَّهَا حَوْرَانُ أو قَيْسَاِريّةُ قال الشاعر :
ولو أُعْطِيتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَى ... وقِنَّسْرِينَ مِن عَرَبٍ وعُجْمِ . ويُنْسَبُ إليها السُّيوفُ البُصْرِيَّةُ وأنشدَ الجوهريُّ للحُصَين بن الحُمَامِ المُرِّيّ :
صَفَائِحُ بُصْرَى أخْلَصَتْهَا قُيُونُهَا ... ومُطَّرِداً من نَسْجِ داوُودَ أُحْكِمَا . والنَّسبُ إليها بُصْريٌّ قال ابن دُرَيْدٍ : أَحْسَبُه دَخيلاً
بُصْرَى : ة ببغدادَ ذَكَرَهَا ياقوت في المُعْجَم وهي قُرْبَ عُكْبَرَاءَ منها : أبو الحَسَن محمّدُ بنُ محمّد بن أحمدَ بن محمّد بن خَلَفٍ الشاعرُ البُصْرَويُّ سَكَنَ بغداد وقَرَأَ الكلامَ على الشَّريف المُرْتَضَى وكان مَليحَ العارضَة سَريعَ الجَوضاب تُوُفِّيَ سَنة 443
ومنها أيضاً : القاضي صدرُ الدِّينِ إبراهيمُ بنُ أحمد بن عُقْبَةَ بن هِبَةِ اللهَ البُصْرَوِيُّ الحَنَفِيُّ مات بدمشقَ سنةَ 669 . والعَلاَّمة أبو محمّدٍ رَشِيدُ الدِّينِ سعيدُ بنُ عليِّ بنِ سَعِيدٍ البُصْرَويُّ كَتَبَ عنه ابنُ الخَبّازِ والبِزْرالِيّ . وبُوصِيرُ : أربعُ قُرىً بمصر ويقالُ بزيادةِ الألِفِ بناءً على أنه مركَّبٌ مِن أبو وصِير وهُنَّ : أبُو صِير السِّدْر بالجِيزَة وأبُو صِير الغَرْبِيَّة وتذكر مع بَنَا وهي مدينةٌ قديمةٌ عامرةٌ على بحرِ النِّيل بينها وبين سَمنّودَ مسافةٌ يسيرةٌ وقد دَخَلتُهَا وسمِعْتُ بجامعها الحديثَ على عالِمها المُعَمَّرِ البُرْهَانِ إبراهِيمَ بن أحمدَ بنِ عَطَاءِ الله الشافِعِيِّ رَوَى عن أبيه وعن المحدِّث المعمَّر البُرْهَانِ إبراهِيمَ بن يوسفَ بنِ محمَّدٍ الطَّوِيلِ الخَزْرَجِيِّ الأَبُوصِيرِيِّ وغيرِهما وأبُو صِير : قريةٌ بصَعِيدِ مصرَ منها أبو حَفْصٍ عُمرُ بنُ أحمدَ بنِ محمّدِ بنِ عيسى الفَقِيهُ المالِكِيُّ والإمامُ شَرفُ الدِّينِ أبو عبد اللهِ محمّدُ بنُ سَعيدِ بنِ حمّادِ بنِ مُحْسِنِ بنِ عبد الله الصِّنْهَاجِيُّ قيل أحدُ أبَويْه مِن دَلاَص والآخَرُ من أبُو صِير فركَّب لنفسِه منها نِسْبَةً فقال : الدَّلاَصِيريّ لكنه لم يشتهر إلاّ بالأَبُوصِيريِّ وهو صاحبُ البُرْدَةِ الشَّرِيفَةِ تُوفِّيَ بالقاهرة سنة 695 . وأبُو صِير أيضاً : قريةٌ كبيرةٌ بالفَيُّوم عامرةٌبُوصِيرُ : نَبْتٌ يُتَدَاوَى به أجْودُه الذَّهبِيُّ الزِّهْرِ كذا في المِنْهَاجِ وذَكَر له خواصّ
والبصْرُ بفتح فسكونٍ : القَطْعُ . وقد بصرْتُه بالسَّيْفِ وهو مَجاز وفي الحديث : " فأُمِرَ به فَبُصِر رَأْسُه " أي قُطِعَ كالتَّبْصِيرِ يقال : بصَره وبَصَّرَه
البَصْرُ : أن تُضَمَّ حاشِيَتَا أدِيميْنِ يُخَاطانِ كما يُخَاطُ حاشِيتَا الثَّوْبِ . ويقال : رأيتُ عليه بَصِيرَةً أي شُقَّةً مُلَفَّقَةً وفي الصّحاح : والبصْرُ : أن يُضَمَّ أَدِيمٌ إلى أَدِيمٍ فيُخْرَزانِ كما يُخاطُ حاشِيتَا الثَّوْبِ فتُوضَعُ إحْدَاهما فوقَ الأُخْرَى وهو خِلافُ خِياطَةِ الثَّوْبِ قبلَ أن يُكَفَّ
البُصْرُ بالضَّمِّ : الجانبُ والناحِيَةُ مقلوبٌ عن الصُّبْرِ . البُصْرُ : حَرْفُ كلِّ شيْءٍ
البُصْرُ : القُطْنُ ومنه البَصيرة : لشُقَّةٍ من القُطْنِ . البُصْرُ : القِشْرُ
البُصْرُ : الجِلْدُ وقد غَلَبَ على جِلْدِ الوجْهِ ويقال : إنّ فلاناً لَمَعْضُوبُ البُصْرِ إذا أصابَ جِلْدَه عُضَابٌ وهو داءٌ يَخْرجُ به . ويُفْتَحُ أي في الأخِير يقال : بُصْرُه وبَصْرُه أي جِلْدُه حَكاهما اللِّحْيَانِيُّ عن الكِسَائِيِّ
البُصْرُ : الحجَرُ الغَلِيظ ويُثَلَّثُ وقد سَبَقَ النَّقْلُ عن صاحبِ الجامعِ أن البُصْرَ مُثَلَّثاً : حجارةُ الأرضِ الغَليظةُ والتَّثْلِيثُ حَكاه القاضِي في المَشَارِق والفَيُّومِيُّ في المِصباح . وقيل : البَصْرُ والبِصْرُ والبَصْرَةُ : الحَجَرُ الأبيضُ الرِّخْوُ وقيل : هو الكَذّانُ فإذا جاءُوا بالهاء قالُوا : بَصْرَة لا غَير وجَمْعُها بِصَارٌ . وقال الفَرّاءُ : البِصْرُ والبَصْرَةُ : الحِجارةُ البَرّاقَةُ وأنْكَرَ الزَّجَاجُ فَتْحَ الباء مع الحذفِ كذا في المِصباح
بُصَرٌ كصُرَدٍ : ع قال الصَّغَانِيّ : البُصَر : جَرَعَاتٌ مِن أسْفَلِ أُودَ بأَعْلَى الشِّيحَةِ مِن بلاد الحَزْنِ . والبَاصَرُ بالفتح أي بفتح الصّادِ : القَتَبُ الصَّغِير المْسَتِدير مَثَّلَ به سِيبَوَيْهِ وفَسَّره السِّيرافيُّ عن ثَعْلَبٍ وهي البَوَاصرُ والباصُورُ : اللَّحْمُ سُمِّيَ به لأنه جَيِّدٌ للبَصَرِ يَزِيدُ فيه نقلَه الصّغَانِيُّ . ورَحْلٌ دُونَ القِطْعِ وهو عِيدَانٌ تُقَابَلُ شبيهَةٌ بأَقْتَابِ البُخْتِ نقلَه الصَّغانيّ
والمُبْصِرُ كمُحْسِنٍ : الوَسَطُ مِن الثَّوْبِ ومن المَنْطِقِ ومِن المَشْيِ
المُبْصِرُ : مَن عَلَّقَ على بابه بَصيرَةً للشُّقَّة مِن قُطْنٍ وغيره . ويقال أبْصَرَ إذا عَلَّقَ على باب رِحْلِه بَصِيرَةً . المُبْصِرُ : الأسَدُ يُبْصِرُ الفَرِيسَةَ مِن بُعْدٍ فيَقُصِدُها . وأبْصَرَ الرجلُ وبَصَّرَ تَبْصِيراً ككَوَّنَ تَكْوِيناً : أَتَى البَصْرَةَ والكُوفةَ وهما البَصْرتَانَ الأُولَى عن الصّغَانيّ
وأبو بَصْرَةَ بفتحٍ فسكونٍ : جَمِيلُ بنُ بَصْرَةَ وقيل : جَمِيلُ بنُ بَصْرَةَ الغِفَارِيُّ . وأبو بَصِيرٍ : عُقْبَةُ وفي بعض النُّسَخِ : عُتْبَةُ وهو الصَّوابُ وهو ابن أُسَيْدِ بنِ حارِثَةَ الثَّقَفِيُّ
وأبو بَصِيرَةَ الأنْصارِيُّ ذَكَره سيفٌ . صَحَابِيُّون وكذلك بَصْرَةُ بنُ أبي بَصْرَةَ هو وأَبوه صَحَابِيّانِ نَزَلا مِصْرَ . وعبدُ الله بنُ أبي بَصِيرٍ كأَمِير شيخٌ لأبي إسحاقَ السَّبْيعيِّ . ومَيْمُونٌ الكُرديُّ يُكْنَى أبا بَصِيرٍ . وبصيرٍ بن صابرٍ البُخَارِيُّ . وأبو بصيرٍ يحيى بنُ القاسِمِ الكُوفِيُّ من الشِّيعة . وأبو بَصيرٍ أعْشَى بَنِي قَيْس واسمُه مَيْمُونٌ . وقد استوفاهم الأمِيرُ فراجِعْه . والأَباصِرُ : ع كالأصافِرِ والأخامِرِ . والتَّبْصرُ في الشيْء : التَّأْمُّلُ والتَّعَرُّفُ . تقولُ : تَبَصَّرْ لي فلاناً
من المَجَاز : اسْتَبْصَرَ الطَّرِيقُ : استَبَانَ ووَضَحَ ويقال : هو مُسْتَبْصِرٌ في دِينه وعَمَله إذا كان ذا بَصِيرَةٍ . وفي حديث أُمِّ سَلَمَةَ : " أليسَ الطَّرِيقُ يَجمعُ التّاجِرَ وابنَ السَّبِيلِ والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبُورَ : أي المُسْتَبيِنَ للشَّيْءِ أرادت أنّ تلك الرُّفْقَةَ قد جَمَعَتِ الأخيارَ والأشرارَوبَصَّرَه تَبْصِيراً : عَرَّفَه وأَوْضَحه وبَصَّرتُه به : عَلَّمتُه إيّاه . وتَبَصَّرَ في رأْيه واسْتَبْصَرَ : تَبَيَّنَ ما يَأْتِيه من خيرٍ وشرٍّ . وفي التَّنْزِيل العزيز : " وكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ " أي أتَوْا ما أتَوُه وهم قد تَبَيَّنَ لهم أنّ عاقِبَتَه عذابُهم وقيل : أَي كانوا في دِينهم ذَوِي بَصَائِرَ وقيل : كانوا مُعْجَبِين بضَلالَتِهم
بَصَّرَ اللَّحْمَ تَبْصِيراً : قَطَعَ كلَّ مَفْصِلٍ وما فيه من اللَّحْم من البَصْرِ وهو القَطْعُ
بَصَّرَ الجَرْوُ تَبْصِيراً : فَتَحَ عَيْنَيْه عن اللَّيْث . بَصَّرَ رَأْسَه تَبْصِيراً : قَطَعَه كبَصَرَه
بِصَارٌ ككِتَاب : جَدُّ المعمَّرِ نَصْرِ بنِ دُهْمَانَ الأشْجَعِيِّ وهو بِصَارُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بكرِ بنِ أَشْجَعَ : بَطْنٌ ومِن وَلَدِه جارَيةُ بنُ حُمَيل بنِ نُشْبَةَ بنِ قُرْطِ بنِ مُرَّةَ بنِ نصرِ بن دُهْمَانَ بن بِصَارٍ شَهِدَ بَدْراً . وفِتْيَانُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بَكْرٍ بطنٌ
في التَّنْزِيل العزيزِ : " قوله تعالَى : " والنَّهَارَ مُبْصِراً " : أي مُضيئاَ يُبْصَرُ فيه . ومن المَجاز قولُه تعالَى : " وَجَعَلْنا آيةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً " أي بَيِّنَةَ واضِحَةً وقولُه تعالَى : " وآتَيْنَا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً " أي آيَةً واضِحَةً قالَه الزَّجّاجُ . وقال الفَرّاءُ : جَعَلَ الفِعْلَ لها ومعنَى مُبْصِرَة مُضِيئَة وقال الزَّجّاج : ومَن قَرَأَ " مُبْصَرَةً " فالمعنى بَيَّنةٌ ومَن قرأ " مُبْصَرَةً فالمعنى مُبَيَّنَةٌ وقال الأخْفَشُ : : " مُبْصَرَة " أي مُبْصَراً بها وقال الأزهريُّ : والقَوْلُ ما قال الفَرّاءُ أراد آتَيْنَا ثَمُودَ النّاقَةَ آيَةً مُبْصِرَةً أي مُضِيئَةً . وفي الصّحاح : المُبْصِرةُ : المُضِيئةُ ومنه قولُه تعالَى : " فلَمَّا جاءَتْهم آياتُنا مُبْصِرَةً " . قال الأخْفَشُ : أي تُبْصِّرُهم تَبْصِيراً أي تَجْعَلُهم بُصَراءَ
ومّما يُسْتَدرَك عليه : البَصِيرُ وهو مِن أسماء اللهِ تعالَى وهو الذي يُشَاهِدُ الأشْيَاءَ كلَّها ظاهِرَها وخافِيهَا بغيرِ جارِحَةٍ والبَصَرُ في حَقِّه عبارةٌ عن الصِّفَةِ التي يَنْكَشِفُ بها كمالُ نُعُوتِ المُبْصَرَاتِ كذا في النِّهَايَة . وأبصَرَه إذا أَخْبَرَ بالذي وقَعَتْ عَينُه عليه عن سِيبَوَيْهِ . وتَبَصَّرْتُ الشَّيْءَ : شِبْهُ رَمَقْتُه . وعن ابن الأعرابِيّ : أبْصَرَ الرَّجلُ إذا خَرَجَ من الكُفْر إلى بَصِيرَةِ الإيمانِ وأنشدَ :
قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ ... وعلى بَصَائِرِهَا وإنْ لم تُبْصِرِ . قال : بَصَائِرُها : إسلامُها وإن لم تُبْصِر في كُفْرها . ولَقَيَه بَصَراً محرَّكَةً أي حين تَبَاصَرَتِ الأعيانُ ورأَى بعضُهَا بعضاً وقيل : هو أوّلُ الظَّلامِ إذا بَقِيَ من الضَّوءِ قَدْرُ ما تَتَبَايَنُ به الأشباحث لا يُسْتَعْمل إلاّ ظَرْفاً . وفي الحديث : " كان يُصَلِّي بنا صلاةَ البَصَرِ حتَّى لو أنَّ إنساناً رَمَى بِنَبْلِه أبْصَرَهَا " . قيل : هي صلاةُ المَغْرِبِ وقيل : الفَجْر لأنهما يُؤَدِّيانِ وقد اختَلَط الظَّلامُ بالضِّياءِ
ومن المَجَاز : ويقال للفِراسَةِ الصّادِقَةِ : فِرَاسَةٌ ذاتُ بَصِيرَةٍ ومِن ذلك قولُهم : رأيتُ عليك ذاتَ البَصَائِرِ . والبَصِيرَةُ : الثَّباتُ في الدِّين . وقال ابن بُزُرْج : أَبْصِرْ إليًّ أي انْظُرء إليَّ وقيل : الْتَفِتْ إليَّ . وقول الشاعر :
قَرَنْتُ بِحَقْوَيْهِ ثَلاثاً فلم يَزِغْ ... عن القَصْد حتَّى بُصِّرَتْ بدِمَامِ . قال ابن سِيدَه : يجوزُ أن يكونَ معناه قُوِّيَتْ أي لمّا هَمَّ هذا الرِّيشُ بالزُّوال عن السَّهْمِ لِكَثْرَةِ الرَّمْيِ به أَلْزَقَه بالغِرَاء فثَبَتَ
والباصِرُ : المُلَفِّقُ بين شُقَّتَيْنِ أو خِرْقَتَيْن . وقال الجوهَرِيُّ في تفسير البيتِ : يَعنِي طَلَي رِيشَ السَّهْمِ بالبَصْيرَةِ وهي الدَّمُ . وقال تَوْبَةُ :
وأُشْرِفُ بالقَوْزِ اليَفَاعِ لَعَلَّنِي ... أَرَى نارَ لَيْلَى أو يَرَانِي بَصيرُهَا . قال ابن سِيدَه : يَعْنِي كَلْبَهَا لأَنَّ الكَلْبَ مِن أَحَدِّ العُيُونِ بَصَراً
وبُصْرُ الكَمْأَةِ وَبَصَرُهَا : حُمْرَتُها قال :" ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ . وبُصْرُ السَّمَاءِ وبُصْرُ الأرضِ : غِلَظُهما وبُصْرُ كلِّ شيْءٍ : غِلَظُه . وفي حديث ابن مَسْعُود : " بُصْرُ كلِّ سماءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمائِةِ عامٍ " يُرِيدُ غلَظَها وسَمْكَهَا وهو بضمِّ الباءِ . وفي الحديث أيضاً : " بُصْرُ جِلْدِ الكافرِ في النَّارِ أربعونَ ذِراعاً " . وثَوْبٌ جَيِّدُ البُصْرِ : قَوِيٌّ وَثِيجٌ
والبَصْرَةُ : الطِّيْنُ العَلِكُ قيل : وبه سُمِّيَتِ البَصْرَةُ . قاله عِياضٌ في المَشارِق . وقال اللِّحْيانِيُّ : البَصْرُ : الطِّيْنُ المَلِكُ الجَيِّدُ الذي فيه حَصىً . والبَصِيرَةُ : ما لَزِقَ بالأرض من الجَسَدِ وقيل : هو قَدْرُ فِرْسِنِ البَعِيرِ منه . والبَصِيرَةُ : الثَّأْرُ وقال الشّاعر :
راحُوا بَصائِرُهُم على أكْتَافِهمْ ... وَبَصِيرِتِي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَي . يعني تَرَكُوا دَمَ أَبِيهِم خَلْفَهم ولم يَثْأرُوا به وطَلَبْتُه أنا وفي الصّحاح : وأنا طَلَبْتُ ثَأْرِي وقال ابن الأعرابيِّ : البَصِيرَةُ : الدِّيَةُ والبَصَائِرُ : الدِّياتُ قال : أخَذُوا الدِّيَاتِ فصارتْ عاراً وبَصِيرَتِي أي ثَأْرِي قد حَملتُه على فَرَسِي لأُطَالِبَ به فبيني وبينهم فَرْقٌ
وأبو بَصِيرٍ : الأعْشَى على التَّطَيُّر . ومن المَجَاز : ورَتَّبْتُ في بُستَانِي مُبْصِراً أي ناظِراً وهو الحافظُ . ورأيْتُ باصِراً أي أمْراً مُفْزِّعاً . ورأَيتُه بين سَمْعِ الأرضِ وبَصَرِها أي بأرضٍ خلاءٍ ما يُبْصِرُنِي ويَسْمَعُ بي إلاّ هي . وَبَصِيرُ الجَيْدُور : مِن نَوَاحِي دِمشقَ
وبَصِيرٌ : جَدُّ أبي كاملٍ أحمد بنِ محمّد بنِ عليِّ بنِ محمّد بنِ بَصِيرٍ البُخَاريّ البَصيرِيّ
وبُوصَرا بالضَّمّ وةفتح الصاد : قريةٌ ببغدادَ منها أبو عليٍّ الحسنُ بنُ الفَضْلِ بن السَّمْح الزَّعْفَرَانِيُّ الُبوصَرِيُّ رَوَى عنه الباغنديُّ توفي سنة 280
وبَصْرُ بنُ زمان بنِ خُزَيمةَ بنِ نَهْد بنِ زيدِ بنِ لَيْثِ بن أسلم هكذا ضَبَطَه أبو عليٍّّ التَّنُوخيُّ في نَسَب تَنُوخَ قال : وبعضُ النُّسّاب يقول : نَصْر بالنُّونِ وسكونِ الصاد المهملَةِ قال الخطيبُ : ومِن وَلَده أبو جعفرٍ النُّفَيْلِيُّ المحدِّث واسمُه عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ عليِّ بنِ نُفَيْلِ بنِ زراعِ بنِ عبد اللهِ بنِ قيسِ بنِ عصمِ بنِ كُوزِ بنِ هلالِ بنِ عصمةَ بنِ بَصْرٍ
السَّقْلَبَةُ أَهْمَلَه الجوهريّ . وقال ابنُ دُرَيْد : هو مَصْدَر سَقْلَبَه إِذَا صَرَعَه . والسَّقْلَبُ : اسْمٌ . وجِيلٌ من النَّاسِ وهو سَقْلَبِيٌّ ج : سَقَالِبَةٌ والمشهورُ على الأَلْسِنَة في الجِيلِ بالصَّاد . وسِقْلاَبٌ : والد المُوَفَّق يَعْقُوبَ النَّصْرَانِيِّ الطَّبِيب وجَدّ السَّدِيد أَبِي مَنُصور . ولَقَب أَبي بكر مُحمَّد بْنِ يُوسفَ بْنِ ديرويه بن سبخت الدينوريّ سكب
قَلَبَه يَقْلِبُهُ قَلْباً من بابِ ضَرَب : حَوَّلَهُ عن وَجهِهِ كأَقْلَبَهُ . وهذا عن اللِّحْيَانِيّ وهي ضعيفةُ . وقد انْقَلَبَ . وقَلَّبهُ مُضَعَّفاً
وقَلَبَه : أَصابَ قَلْبَه أَي فُؤادَهُ ومثلُهُ عبارةُ غيره يَقْلُبُه ويَقْلِبُهُ الضَّمّ عن اللِّحْيَانيّ فهو مَقْلُوبٌ . وقَلَبَ الشْيءَ : حَوَّلَه ظَهْراً لِبَطْنٍ اللامُ فيه بمعنى على ونَصَبَ ظَهْراً على البَدَل أَي : قَلَبَ ظَهْرُ الأَمْرِ عَلَى بَطنه حَتَّى عَلِمَ ما فِيه كَقلَّبَه مُضَعَّفاً . وتَقَلَّب الشَّيْءُ ظَهْراً لِبَطْنٍ كالحَيَّة تَتقلَّبُ على الرَّمْضاءِ . وقَلَبَه عن وَجْههِ : صَرفَه . وحكى اللحيانيّ : أَقْلَبَهُ قال : هي مرغوبُ عنها . وقَلَبَ الثَّوْبَ والحَدِيثَ وكُلَّ شَيْءٍ : حَوَّلَه ؛ وحكى اللِّحْيَانيُّ فيهما أَقْلَبَه والمختارُ عندَه في جميع ذلك : قَلَبْتُ والانْقِلابُ إلِى اللهِ عَزّ وجلّ : المَصِيرُ إِليه والتَّحوُّلُ . وقد قَلَبَ اللهُ فُلاناً إِليه توَفَّاه هذا كلام العربِ وقولُه كأَقْلَبَه حكاه اللِّحْيَانِيّ وقال أَبُو ثَرْوَان أَقْلَبَكُمُ اللّهُ مَقْلَبَ أَوْلِيائِهِ ومُقْلَبَ أَوْليِائِهِ فقالها بالأَلف . وقالَ الفَرَّاءُ قد سَمِعْتُ أَقْلَبَكُم اللهُ مُقْلَبَ أَولِيائِهِ وأَهْلِ طاعتِهِ . وقَلَبَ النَّخْلَةَ : نَزَعَ قَلْبَها وهو مَجازٌ وسيأتِي أَن فيه لُغَاتٍ ثلاثةً . قَلَبَتِ البُسْرَةُ تَقْلِبُ : إِذَا احْمَرَّت . عن ابْنِ سِيدَه : القَلْبُ : القُؤادُ مذكَّرُ صرّح به اللِّحْيَانُّي ؛ أَو مُضْغَةُ من الفُؤادِ مُعلَّقَةٌ بالنِّيَاطِ . ثُمَّ إِنّ الكلامَ المُصَنِّف يشُيرُ إِلى تَرادُفِهِما وعليه اقتصر الفَيُّومِيّ والجوْهرِيُّ وابْنُ فارِسٍ وغيرُهُمْ أَوْ أَنَّ القَلْبَ أَخصُّ منه أَي : من الفُؤَاد في الاستعمالِ . لأَنّه معنىً من المعاني يَتعلَّق به . ويَشهَدُ له حديثُ : " أَتَاكُم أَهْلُ اليَمَنِ هُمْ أَرَقُّ قُلُوباً وأَلْيَنُ أَفْئدَةً " ووصَفَ القُلُوبَ بالرِّقَّةِ والأَفئدَةَ باللِّينِ لأَنَّهُ أَخصُّ من الفُؤادِ ولذلك قالوا : أَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهِ وسُوَيْدَاءَ قَلْبِه . وقيل القُلُوبُ والأَفْئدةُ قريبانِ من السَّواءِ وكَرَّرَ ذِكْرَهُمَا لاختلاف اللّفظينِ تأْكيداً . وقال بعضُهُم : سُمّىَ القَلْبُ قَلباً لِتَقَلُّبِه وأَنشد :
ما سُمِّىَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِه ... والرَّأْيُ يَصْرِفَ بالإِنسانِ أَطْوارَا قال الأَزهريُّ : ورأَيتُ بعضَ العربِ يُسمِّى لحمةَ القلْبِ كُلَّها شَحْمَها وحِجابَها قَلْباً وفُؤاداً . قال : ولم أَرَهُم يَفْرِقُون بينَهمَا . قال : ولا أُنْكِرُ أَنْ يكونَ القلبُ هي العَلَقَةَ السَّوْداءَ في جوفه . قال شيخُنا : وقيلَ : الفُؤَادُ وعِاءُ القَلْبِ وقيلَ : داخِلُهً : غِشاؤُهُ . انتهى . وقد يُعَبَّرُ بالقَلْبِ عن العَقْلِ قال الفَرّاءُ في قوله تَعالى : " إِنَّ في ذلكَ لذِكْرَى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ " أَي : عَقْلُ قال : وجائزُ في العربية أَنْ يقولَ : مالكَ قَلْبُ وما قَلْبُكَ مَعَكَ يقول : ما عَقْلُكَ معك . وأَيْنَ ذَهَب قَلْبُك ؟ أَي : عَقْلُك : وقال غيرُه : لمنْ كانَ لَهُ قَلْب أَي : تَفَهُّمُ وتَدَبُّرُ . وعَدَّ ابْنُ هِشَامٍ في شرحِ الكَعْبِيَّةِ من معاني القَلْبِ أَربعةً : الفُؤادَ والعَقْلَ ومَحْض أَي : خلاصة كُلِّ شْيءٍ وخِياره وفي لسان العرب : قَلْبُ كُلِّ شَيْءٍ : لُبُّه وخالِصُهُ ومَحْضُه . تقول : جئتُك بهذا الأَمرِ قَلْباً : أَي مَحضاً لا يَشُوبُه شَيْءُ . وفي الحديثِ : وإِنّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْباً وقَلْبُ القُرآنِ يس . ومن المَجاز : هو عَرَبِيُّ قَلْبُ وَعَرَبيَّةُ قَلْبَةُ وقَلْبُ : أَي خالِصُ . قال أَبو وَجْزَةَ يَصِفُ امْرَأَةً :
قَلْبُ عَقِيلَةُ أَقْوَامٍ ذَوِي حَسَبٍ ... يُرْمَى الْمَقَانِبُ عنها والأَرَاجِيلُقال سِيبَوَيْه : وقالُوا : هذا عَرَبِيُّ قَلْبُ وقَلْباً على الصِّفَة والمَصْدَر والصِّفَةُ أَكْثَرُ ؛ وفي الحديث : " كانَ عَلِىّ قُرَشِيًّا قَلْباً " أَي : خالصاً من صَمِيم قُرَيْشٍ . وقيل : أَرادَ فَهِماً فَطِناً من قوله تعالَى " لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبُ " كذا في لسان العرب وسيأْتي . القَلْبُ : مَاءُ بِحَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ عندَ حاذَةَ . وأَيضاً : جَبَلُ وفي بعض النُّسَخ هنا زيادة م أَي معروف . ومن المَجَاز : وفي يَدِهَا قُلْبُ فِضَّةٍ وهو بالضَّمِّ من الأَسْوِرَةِ : ما كان قَلْداً واحِداً ويقولون : سِوارٌ قُلْبٌ . وقيل : سِوارُ المَرْأَةِ على التَّشْبِيه بقَلْبِ النَّخْلِ في بياضه . وفي الكفاية : هو السِّوارُ يكونُ من عاجٍ أَو نحوِه . وفي المِصباحِ : قُلْبُ الفِضَّة : سِوَارُ غيرُ مَلْوِىّ . وفي حديثِ ثَوْبانَ : " أَنّ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عنها حَلَّتِ الحَسَنَ والحُسَيْنَ رَضِيَ اللهُ عنهُما بقُلْبَيْن مِن فِضَّة " : وفي آخَرَ : " أَنَّه رأَى في يَدِ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قُلْبَيْنِ " وفي حديثها أَيضاً في قوله تَعَالى : " وَلاَ يُبْديِنَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْهَا " قالَتْ : القُلْبَ والفَتَخَةَ . من المجاز : القُلْبَ : الحَيَّةُ البَيْضَاءُ على التَّشبيهِ بالقُلْبِ من الأَسْوِرَةِ . القُلْبُ : شَحْمَةُ النَّخْلِ ولُبُّهُ وهي هَنَةٌ رَخْصَةُ بَيْضَاءُ تُؤْكَلُ وهي الجُمّار أوَ أَجْوَدُ خُوصِها أَي : النَّخْلةِ وأَشَدّه بَياضاً وهو : الخُوصُ الّذي يَلِي أَعلاها واحِدَتُه قُلْبَةٌ بضمٍّ فسكون ؛ كُلُّ ذلك قولُ أَبي حنيفةَ . وفي التّهذيب : القُلْبُ بالضَّمّ : السَّعَفُ الَّذي يَطْلُعُ من القَلْب ويُثَلَّثُ أَيْ : فِي المعنيَيْنِ الأَخيرَيْنِ أَي : وفيه ثلاثُ لُغاتٍ : قَلْبُ وقُلْبُ وقِلْبُ و ج : أَقْلاَبُ وقُلُوبُ . وقُلُوبُ الشَّجَرِ : ما رَخُصَ من أَجوافِها وعُرُوقها الّتي تقودُهَا . وفي الحديث . أَنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عليهما السلام كانَ يَأْكُلُ الجَرَادَ وقُلُوبَ الشَّجَرِ " يَعْنِي : الَّذِي يَنْبُتُ في وَسَطِهَا غَضًّا طَرِيًّا فكان رَخْصاً من البُقُولِ الرَّطْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَقوَى وتَصْلُبَ واحدُهَا قُلْبٌ بالضَّمِّ لِلفَرْق . وقَلْبُ النَّخْلَةِ : جُمّارُها وهي شَطْبَةُ بيضاءُ رَخْصَةُ في وَسَطِها عندَ أَعلاها كأَنَّهَا قُلْبُ فِضَّةٍ رَخْصُ طيّب يُسَمَّى قَلْباً لِبَياضِه . وعن شَمِرٍ : يقالُ : قَلْبُ وقُلْبُ لقلب النَّخلة يجمع على قِلَبَةٍ أَي : كَعِنَبَةٍ . والقُلْبَةُ بالضَّمّ : الحُمْرَةُ قالَه ابْنُ الأَعْرَابيِّ . عَرَبِيَّةُ قُلْبَةُ وهي الخَالِصَةُ النَّسَبِ ؛ وَعَرَبِيُّ قُلْبُ بالضَّمِ : خالِصُ مثلُ قَلْبِ . عن ابْنِ دُرَيْدٍ كما تقدَّمتِ الإِشارةُ إِليه وهو مجازُ . والقَليبُ : البئُرُ ما كانت . والقَلِيبُ : البِئرُ قَبْلَ أَنْ تُطْوَى فإِذا طُوِيَتْ فهي الطَّوِىُّ أَوِ العادِيَّةُ القَدِيمَةُ منها الَّتي لا يُعْلَمُ بها لا رَبٌّ ولا حافِرُ يكون في البَرَارِيِّ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ . و قيل : هي البِئرُ القَدِيمة مَطْويَّةً كانت أَو غيرَ مَطْوِيَّةٍ . وعن ابنِ شُمَيْلٍ : القَلِيبُ : اسْمُ من أَسماءِ الرَّكِيّ مَطْوِيَّة أَو غَيْرُ مَطْوِيّة ذات ماءٍ أَو غَيْرُ ذاتِ ماءٍ جَفْرُ أَو غَيْرُ جَفْرٍ . وقال شَمِرُ : القَلِيبُ اسْمُ من أَسماءِ البئرِ البَدِيءِ والعادِيَّةِ ولا تُخَصُّ بها العادِيَّةُ . قال : وسُمِّيَتْ قَليباً لأَنّه قُلِب تُرابهُا . وقال ابْنُ الأَعرابيّ القَلِيبُ : ما كان فيه عينُ وإِلاَّ فلا ج أَقْلِبَةُ قال عَنْتَرَةُ يصف جُعَلاً :
كَأَن مُؤشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً ... هَدُوجاً بيْنَ أَقْلِبَةٍ مِلاحِ وجمع الكثيرِ قُلُبُ بضمّ الأَوَّلِ والثّانِي قال كُثَيّرُ :
وما دامَ غَيْثُ منْ تِهامَةَ طَيِّب ... بها قُلُبُ عادِيَّةٌ وكِرَارُ الكِرار : جمعُ كَرٍّ للحَسْيِ ؛ والعادِيَّةُ : القَديمةُ وقد شَبَّه العَجّاجُ بها الجِراحاتِ فقال :
" عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرَّى مَنْ سَبَرْوقيل : الجمعُ قُلُبُ في لغة من أَنَّث وأَقْلِبَةُ وقُلْبُ أَي : بضمٍّ فسُكُونٍ جميعاً في لُغَة من ذَكَّرَ ؛ وقد قُلِبَتْ تُقْلَبُ هكذا وفي غير نُسَخٍ وفي نسختِنا تقديمُ هذا الأَخِيرِ على الثاني واقتصرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّلَيْنِ وهما من جُموعِ الكَثْرَة . وأمَاّ بسكون الَّلامِ فليس بوزْنٍ مُستَقِلٍّ بل هو مُخَفَّفُ من المضموم كما قالُوا في : رُسُلٍ بضمَّتَيْنِ ورُسْلٍ بسكونها أَشار له شيخُنا . وقال الأَمَوِيُّ : في لغةِ بَلْحَارِثِ ابْنِ كَعْبٍ : القالِبُ بالكسر : البُسْرُ الأَحمَرُ يقال منه : قَلَبَتِ البُسْرَةُ تَقِلبُ إِذا احْمَرَّتْ . وقد تقدَّم . وقال أَبو حنيفَةَ : إِذا تَغَيَّرتِ البُسْرَةُ كلُّهَا فهي القالِبُ والقالِبُ بالكَسْر : كالْمِثالِ وهو الشَّيْءُ يُفْرَغُ فيهِ الجَوَاهِرُ لِيَكُونَ مِثَالاً لِما يُصاغُ منها . وكذلك قالِبُ الخُفِّ ونحوِه دَخِيلُ وفتَحْ لاُمِه أَي في الأَخيرة أَكْثَرُ . وأَمّا القالِبُ الّذي هو البُسر فليس فيه إِلاّ الكسرُ ولا يجوز فيه غيرُهُ . قال شيخُنا : والصَّوَابُ أَنَّهُ مُعَرَّبُ وأَصلُه كالَبُ ؛ لأَنَّ هذَا الوَزْنَ ليس من أَوزان العرب كالطَّابَق ونحْوِه وإِنْ رَدَّهُ الشِّهابُ في شرح الشِّفاءِ بأنَّهُ غيرُ صحيح فإِنَّها دعوَي خاليةٌ عن الدَّليلِ وصِيغَتُهُ أُقوَى دليلٍ على أَنَّهُ غيرُ عربِيٍّ إِذْ فاعَلُ بفتح العين ليس من أَوزانِ العرَبِ ولا من استعمالاتها . انتهى
وشاةُ قالِبُ لَوْنٍ : إِذا كانت على غَيْرِ لَوْنِ أُمِّها وفي الحديث : " أَنَّ مُوسَى لَمَّا آجَرَ نَفْسَهُ مِنْ شُعَيبٍ قال لِمُوسَى عليهِما الصَّلاةُ والسّلامُ : لَكَ من غَنَمِي ما جاءَت به قالِبَ لَوْنٍ . فجاءَت به كُلِّهِ قَالِبَ لَوْنٍ " تفسيرُهُ في الحديث : أَنَّها جاءَت على غيرِ أَلْوانِ أُمَّهاتِها كأَنَّ لَوْنَها قد انْقلب . وفي حديثِ عليٍّ رضيَ اللهُ عنه في صفةِ الطُّيُورِ : " فمِنْهَا مَغْموس في قالِب لَوْنٍ لا يَشُوبُه غَيْرُ لَوْنِ ما غُمِسَ فيه " . والقِلِّيب : كسِكِّيتٍ وتَنُّورٍ وسِنَّوْرٍ وقَبُولٍ وكِتابٍ : الذِّئْبُ يَمَانِيَةُ . قال شاعرُهم :
أَيا جَحْمَتَا بَكِّى على أُمِّ واهِب ... أَكِيلَةِ قِلَّوْب ببَعْضِ المَذانِبِ ذكرَه الجَوْهَرِيُّ والصَّغانيّ في كتاب له في أَسماءِ الذِّئب وأَغفله الدَّمِيرِيُّ في الحياة
ومن الأَمثال : مابِهِ أَي : العَليلِ قَلَبَةُ مُحَرَّكَةً أَي : ما به شَيْءُ لا يُسْتعملُ إِلاَّ في النَّفْي قال الفَرّاءُ : هو مأْخوذُ من القُلاَب : داءٍ يأْخُذُ الإِبلَ فِي رُؤُوسها فيَقْلِبُها إِلى فوق ؛ قال النَّمِرُ بْنُ تَوْلبٍ :
" أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخالَةِ الخَلِبَهْوقد بَرِئْتُ فما بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ أَي بَرِئْتُ من داءِ الحُبّ . وقال ابْنُ الأَعْرَابيّ . معناه ليست به عِلّة يُقَلَّبُ لها فيُنْظَرُ إِليه . تقولُ : ما بالبَعِير قَلَبَةُ أَي : ليس به داءُ يُقْلَب له فيُنْظَرُ إِليه . وقال الطّائيُّ : معناهُ : ما به شَيْءُ يُقْلِقُهُ فَيَتَقَلَّب من أَجْلِهِ على فِراشه . قال اللَّيْثُ : ما به قَلَبَةُ أَي لا داءَ ولا غائلةَ ولا تَعَب . وفي الحديث : " فانْطَلَق يَمْشِي ما بِهِ قَلَبَةُ " أَي : أَلَمُ وعِلّةُ : وقال الفَرّاءُ : معناه ما به عِلَّةُ يُخْشَي عليه منها وهو مأْخوذ من قَوْلِهم : قُلِبَ الرَّجُلُ إِذا أَصابَهُ وَجَعُ في قَلْبِه وليس يكاد يُفْلِتُ منه . وقال ابْن الأَعْرَابيِّ : أَصلُ ذلك في الدَّوابّ أَي : ما بِهِ داءٌ يُقْلَبُ به حافِرُهُ . قال حُمَيْدُ الأَرْقَطُ يَصِفُ فَرَساً :
ولَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ ... ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبارُأَي : لم يَقْلِبْ قوائمَها من عِلّة بها . وما بالمَرِيض قَلَبَةٌ : أَي عِلَّةٌ يُقَلَّبُ منها كذا في لسان العرب . وأَقْلَبَ العِنَبُ : يَبِسَ ظاهِرُهُ فَحُوِّلَ . قَلَبَ الخُبْزَ ونَحْوَهُ يَقْلِبُه قَلْباً إِذا نَضِجَ ظاهِرُهُ فَحَوَّلَه لِيَنْضَجَ باطنُه . وأَقْلَبَهَا لُغَةٌ عن اللِّحْيانيّ ضعيفةٌ . وأَقْلَبَ الخُبْزُ : حانَ له أَنْ يُقلَبَ وقَلَبْتُ الشَّيْءَ فانْقَلَبَ : أَي انْكَبَّ . وقَلَّبْتُهُ بيَدِي تَقْلِيباً . وكلام مقلوبٌ وقد قَلَبْتُهُ فانْقَلَبَ وقَلَّبْتُهُ فتَقَلَّبَ . وقَلَّبَ الأُمورَ : بَحَثَها ونظر في عَوَاقِبِها . و تَقَلَّبَ في الأُمورِ وفي البِلادِ : تَصَّرَفَ فيها كَيْلإَ شاءَ وفي التَّنْزِيل العزيز : فلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ في البِلادِ معناه . فلا يَغْرُرْكَ سَلامتُهم في تَصرُّفهِم فيها فإِنَّ عاقبةَ أَمرِهم الهلاكُ . ورَجُلٌ قُلَّبٌ : يَتَقَلَّبٌ كيفَ يَشاءُ . من المجاز : رَجُلٌ حُوَّلٌ قُلَّبٌ كلاهُما على وزن سُكَّرٍ وكذلك حُوَّلِىٌّ قُلَّبٌ بزيادة الياءِ فيهما و كذلك حُوَّلِىٌّ قُلَّبٌ بحذف الياءِ في الأَخِيرِ أَي مُحْتَالٌ بَصِيرُ بتَقْلِيبِ وفي نسخة : بتَقَلُّبِ الأُمُورِ . ورُوِىَ عن مُعاوِيَةَ لمّا احْتُضِرَ أَنَّه كان يُقَلَّبُ على فِراشِه في مَرضِه الذي مات فيه فقال : إِنَّكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً لَوْ وُقِيَ هَوْلِ المُطَّلَعِ . وفي النِّهاية : إِنْ وُقِىَ كَبَّةَ النّارِ أَي : رَجُلاً عارفاً بالأُمور قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُولَ وقَلَّبَهُما ظَهْراً لِبَطْنٍ وكان مُحْتالاً في أُموره حَسَنَ التَّقَلُّب . وقوله تعالى " تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ والأَبْصَارُ " قال الزَّجّاجُ : معناهُ تَرْجُفُ وتَخِفّ من الجَزْعِ والخَوفِ . والمِلْقَبُ كمِنْبَرٍ : حَدِيدَةٌ تُقَلَّبُ بِها الأَرْض لأَجْلِ الزِّرَاعَةِ والمَقلوبة : الأُذُنُ نقله الصّاغانيّ . والقَلَبُ مُحَرَّكةً : انْقِلابٌ في الشَّفَةِ العُلْيَا واسْتِرْخَاءٌ وفي الصَّحِاح : انْقِلابُ الشَّفَةِ ولم يُقَيِّدْ بالعُلْيَا كما للمؤلِّف . رَجُلٌ أَقْلَبُ وَشَفَةٌ قَلْباءُ بَيِّنَةُ القَلَبِ . والقَلُوبُ كَصبُورٍ : الرجل المُتَقَلِّبُ ؛ قالَ الأَعْشَي :
أَلَمْ تَرْوَا لِلْعَجَبِ العَجِيبِ ... أَن بَنِي قِلاَبَةَ القَلُوبِ
أُنُوفُهُمْ مِلْفَخْرِ في أُسْلُوبِ ... وشَعَرُالأَسْتاهِ في الجَبُوبِوقُلُبٌ بضمَّتَيْن : مِياهٌ لِبَنِي عامرِ ابْنِ عُقَيْلٍ . وقُلَيْبٌ كَزُبَيْرٍ : ماءٌ بنَجْدٍ لربِيعةَ وجَبَلٌ لِبَنِي عامرٍ وفي نسحةٍ : هُنا زيادةُ قولِه : وقدْ يُفْتَح وضَبطَهُ الصّاغانّي كَحُمَيْرٍ في الأول . وأَبو بَطْنٍ من تَمِيم . وفي نسخة وبَنَو القُلَيْبِ : بَطْنٌ من تَمِيمٍ وهو القُلَيْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ . قلتُ : وفي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ : القُلَيْبُ بن عَمْرِو بْنِ أَسَدٍ منهم : أَيْمَنُ بنُ خُرَيْمِ بْنِ الأَخْرَمِ بْنِ شَدّادِ بْنُ عَمْرو بْنِ الفَاتِكِ بنِ القُلَيْبِ الشّاعرُ الفارسُ . و القُلَيْبُ : خَرَزةٌ لِلتَّأْخِيذِ يُؤَخَّذُ بِها هذهِ عن اللِّحْيانِيِّ . وذُو القَلْبَيْنِ : لَقَبُ أَبي مَعْمَرْ جمِيلِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبٍ الجُمَحِيّ وقيل : هو جَميلُ بْنُ أَسَدٍ الفِهْرِيُّ . كان من أَحفظِ العربِ فقيلَ له : ذُو القَلْبَيْنِ أَشار له الزَّمَخْشَرِيُّ : يُقَالُ : إِنَّهُ فيه نَزَلَتْ هذه الآية " ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ " وله ذكرٌ في إِسلامِ عُمَرَ رَضِيَ اللّه عنه كانت قُرَيْشٌ تُسَمِّيه هكذا . ورَجُلٌ قَلْبٌ بفتح فسكون وقُلْبٌ بضَمّ فسُكون : مَحْضُ النَّسَبِ خالِصُه يستوي فيه المُؤَنثُ والمُذَكَّرُ والجَمْعُ وإِن شِئتَ ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ وإِن شِئتَ تَركتَه في حال التَّثْنِيَةِ والجمعِ بلفظٍ واحد وقد قدّمتُ الإِشارَةَ إِليه فيما تقدَّمَ . وأَبُو قِلابَةَ ككِتابَة : عبدُ اللّهِ بْنُ زَيْدٍ الجَرْمِىُّ تابِعيٌّ جليل ومُحَدِّثٌ مشهورٌ
والمُنْقَلَبُ : يستعملُ لِلمَصْدَرِ ولِلْمَكانِ كالمُنْصَرَف وهو مَصِيرُ العِبَادِ إِلى الآخِرَة وفي حديثِ دُُعاءِ السَّفَر : " أَعُوذُ بك من كَآبَةِ المُنْقَلَبِ أَي : الانقلابِ من السَّفَر والعَوْدِ إلى الوَطَن يعني : أنّه يعودُ إِلى بيته فيَرى ما يَحْزنُهُ : والانقلاب : الرُّجُوعُ مُطْلَقاً . والقُلاَبُ : كغُرابٍ : جَبَلٌ بدِيارِ أسَدٍ ؛ ودَاءٌ للْقَلْبِ . وعِبارَةُ اللِّحْيَانيِّ : داءٌ يأْخُذُ في القَلْب . القُلاَبُ : داءٌ لِلْبَعِيرِ فيَشتكى منه قْلبَه ويُمِيتُهُ مِنْ يَوْمِهِ وقيل : منه أُخِذَ المَثَلُ الماضي ذكرُه : ما به قَلَبةٌ يُقَالُ : بَعِيرٌ مَقلوبٌ وناقةٌ مَقلوبةٌ . قال كُرَاع : وليس في الكلام اسْمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسم العُضْوِ إلا القُلابُ من القَلْبِ والكُبادُ من الكَبِدِ والنُّكَافُ من النَّكَفتَيْنِ وهما غُدَّتَانِ تَكْتَنِفَانِ الحُلْقُومَ من أصْلِ اللَّحْىِ . وقَدْ قُلِبَ بالضَّمّ قُلاَباً فهو مقْلُوبٌ ؛ وقيل : قَلِبَ البَعِيرُ قُلاَباً : عاجَلَتْهُ الغُدَّةُ فمات عنِ الأَصْمَعيِّ . وأَقْلَبُوا : أَصابَ إِبِلَهُمُ القُلابُ هذا الدّاءُ بعَيْنِهِ . وقُلْبَيْنُ بالضَّمّ فسكون ففتح الْمُوَحَّدَة : ة بدِمَشْقَ وقد يُكْسَرُ ثالثُهُ وهي المُوَحَّدَةُ . ومما بقي على المؤلِّف من ضروريّات المادة : قَلَب عَيْنَهُ وحِمْلاقَهُ عندَ الوَعِيدِ والغَضَب وأنشدَ :
" قالِبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنّْوفي المَثَل : " اقْلِبِي قَلاَبِ " يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَقْلِبُ لِسانَهُ فيضَعُهُ حيثُ شَاءَ . وفي حديث عُمَرَ رَضِيَ اللّه عنه : " بَيْنَا يُكَلِّمُ إِنساناً إذا انْدَفَعَ جَرِيرٌ يُطْرِيهِ ويُطْنِبُ فأَقبلَ عليه فقال : ما تقولُ يا جَرِيرُ ؟ : وعَرف الغضبَ في وجهِه فقال : ذَكَرْتُ أَبا بكرٍ وفَضْلَهُ فقال عُمَرُ : اقْلِبْ قَلاَّبُ " . وسكت . قال ابن الأَثيرِ : هذا مَثَلٌ يُضْرَب لِمَنْ يكون منه السَّقْطَةُ فيتداركُها بأَنْ يَقْلِبها عن جِهتها ويَصْرِفَهَا إِلى غيرِ معناها يريد : اقْلِبْ يا قَلاَّب فأسْقَطَ حرفَ النِّداءِ وهو غريبٌ ؛ لأَنّه إنّما يُحْذَفُ مع الأعْلاَمِ . ومثلُه في المُسْتَقْصَى ومَجْمَعِ الأَمْثالِ لِلمَيْدَانِيِّ . ومن المَجاز : قَلَبَ المُعَلِّمُ الصِّبْيانُ : صَرَفَهم إلى بُيُوتِهم عن ثعلب . وقال غيره . أَرسلَهم ورَجَعَهُمْ إِلى منازلِهم . وأَقْلَبَهم لغةٌ ضعيفةٌ عن اللِّحْيَانيّ . على أَنّه قد قال : إنَّ كلامَ العربِ في كلِّ ذلك إِنّما هو : قَلَبْتُهُ بغيرِ أَلِفٍ : وقد تقدّمتِ الإشارةُ إليهِ . وفي حديثِ أَبي هُريْرَةَ : أَنه كان يُقَالُ لِمُعَلِّمِ الصِّبْيَانِ : اقْلِبْهُمْ أي : اصْرِفْهُمْ إلى منازلهم . وفي حديث المُنْذِرِ فاقْلِبُوهُ . فقالوا : أقْلَبْناهُ يا رَسُولَ اللّهِ " قال ابْنُ الأثِيرِ : هكذا جاءَ في صحيح مسلم وصوابه : قَلَبْنَاهُ ويَأْتِي القَلْبُ بمعنى الرُّوحِ . وقَلْبُ العَقْرَبِ : مَنْزِلٌ من منازلِ القمرِ وهو كَوكبٌ نَيِّرٌ وبجانِبَيْهِ كوكبانِ . قال شيخُنا : سُمِّىَ به لأَنّه . في قلْب العقْرب . قالوا : والقُلُوبُ أَربعة : قَلْبُ العقْرب وقلْبُ الأَسَدِ وقلبُ الثَّوْرِ وهو الدَّبَرانُ وقلْبُ الحُوتِ وهو الرِّشاد ذَكرَهُ الإمامُ المَرْزُوقيُّ في كتابِ الأَمطنة والأزمنة ونقله الطِّيبِيُّ في حواشي الكَشّافِ أثناءَ يس وَنَبَّه عليهِ سَعْدِي جَلَبِي هُنَاك وأَشارَ إِليه الجَوْهَرِيُّ مختصراً انتهى . ومن المَجَازِ : قَلَبَ التّاجِرُ السِّلْعَةَ وقَلَّبَهَا : فَتَّشَ عن حَالِهَا . وقَلَبْتُ المملوكَ عندَ الشِّراءِ أَقْلِبُه قَلْباً : إذا كشفْتَهُ لتَنْظُرَ إلى عَيُوبِه . وعن أَبي زيدٍ : يُقَالُ للبلِيغ من الرِّجالِ : قد رَدَّ قالِبَ الكلامِ وقد طَبَّقَ المَفْصِلَ ووضَعَ الهِناءَ مَوَاضِعَ النُّقْب . وفي حديثٍ : كان نساءُ بني إ سرائيلَ يَلْبَسْن القَوالِبَ جمعُ قالِبٍ وهو نَعْلٌ من خَشَبٍ كالقَبْقابِ وتُكْسَرُ لامهُ وتُفْتَح . وقيل : إِنَّه مُعَرَّبٌ وفي حديث ابْنِ مسعودٍ : " كانت المرأَة'ُ تَلْبَسُ القَالِبَيْنِ تَطَاوَلُ بهما " كذا في لِسان العرب
وقَلِيبٌ كأمير : قريةٌ بمِصْرَ منها الشّيخُ عبدُ السَّلامِ القَلِيبِيُّ أَحَدُ من أَخَذَ عن أَبِي الفَتْحِ الوَاسِطِيّ وحفِيدُهُ الشَّمْسُ محمّدُ بْنُ أَحمدَ بْنِ عبد الواحدِ بْنِ عبدِ السَّلامِ كتب عنه الحافِظُ رضْوانُ العقبِيّ شيئاً من شِعْرهِ
وقَلْيُوبُ بالفتح : قريةٌ أٌخرَى بمِصْرَ تضافُ إليها الكُورَةُ . وهَضْبُ القَلِيبِ كأميرٍ بِنجْدٍ . وقُلَّبٌ كسُكَّر : وادٍ آخَرُ نَجْدِيٌّ . وبنو قِلاَبَةَ بالكسر : بطْنٌ
والقِلَّوْبُ والقِلِّيبُ كسِنَّوْرٍ وسِكِّيت : الأَسَدُ كما يُقالُ له السِّرْحانُ . نقله الصّاغانيُّ
ومَعَادِنُ القِلَبَةِ كعِنَبة : موضعٌ قُرْبَ المدينةِ نقله ابْنُ الأَثيرِ عن بعضهم : وسيأْتي في ق ب ل . والإقْلابِيَّةُ : نوعٌ من الرِّيحِ يَتضَرَّر منها أَهلُ البحر خوفاً على المَرَاكِب
نَظَرَه كَنَصَره وسَمِعَه هكذا في الأصول المُصحَّحة ووُجِد في النسخة التي شرح عليها شيخُنا : كَضَرَبه بدل : كَنَصَره فأقام النَّكيرَ على المُصنِّف وقال : هذا لا يُعرَف في شيءٍ من الدواوين ولا رواه أحدٌ من الرَّاوين بل المعروف نَظَرَ كَكَتَب وهو الذي مُلئَ به القرآن وكلامُ العرب . ولو عَلِمَ شيخُنا أنّ نسخته محرّفة لم يَحْتَج إلى إيراد ما ذكره . وفي المحكم : نَظَرَه يَنْظُره نَظَرَ إليه نَظَرَاً محرّكةً قال الليث : ويجوز تخفيف المصدر تَحْمِله على لفْظ العامّة من المصادر ومَنْظَراً كَمَقْعَد ونَظَرَاناً بالتحريك ومَنْظَرةً بفتح الأوّل والثالث وتَنْظَاراً بالفتح . قال الحُطَيْئة :
فمالَكَ غَيْرُ تَنْظَارٍ إليها ... كما نَظَرَ اليَتيمُ إلى الوصيِّ
: تأمَّله بعَيْنِه هكذا فسَّره الجَوْهَرِيّ . وفي البَصائر : والنظر أيضاً تَقليبُ البَصيرةِ لإدراكِ الشيءِ ورُؤيتِه وقد يُراد به التَّأَمُّل والفَحْص وقد يُراد به المعرفةُ الحاصلةُ بعد الفحْص . وقَوْلُهُ تَعالى : " انْظُروا ماذا في السَّماوات " أي تأمّلوا . واستعمال النَّظَر في البَصَر أكثرُ استعمالاً عند العامّة وفي البصيرة أكثر عند الخاصّة . ويقال : نَظَرْتُ إلى كذا إذا مَدَدْتَ طَرْفَكَ إليه رَأَيْتَه أو لم تَرَهْ ونَظَرْتُ إذا رأيته وتَدَبَّرْته ونظرْتُ في كذا : تأمَّلته كَتَنَظَّره وانْتَظَره كذلك كما سيأتي . نَظَرَتِ الأرضُ : أَرَتِ العينَ نباتَها نقله الصَّاغانِيّ وهو مجاز . وفي الأساس : نَظَرَتِ الأرضُ بعَيْن وبعَيْنَيْن : ظَهَرَ نباتُها . نَظَرَ لهم : أي رَثَىَ لهم وأعانهم نقله الصَّاغانِيّ وهو مجاز . نَظَرَ بَيْنَهم أي حَكَمَ . والنَّاظِرُ : العَيْنُ نَفْسُها أو هو النُّقطةُ السوداءُ الصافية التي في وَسط سَواد العين وبها يَرى النَّاظِرُ ما يُرى أو البصرُ نَفْسُه وقيل : النّاظِرُ في العين كالمِرآة التي إذا استقبلْتَها أبصرتَ فيها شَخْصَك أو عِرْقٌ في الأنفِ وفيه ماءُ البصر قاله ابنُ سِيدَه قيل : النّاظر : عَظْمٌ يَجْرِي من الجبهةِ إلى الخياشيم نقله الصَّاغانِيّ . والنّاظِران : عِرْقانِ على حَرْفَيْ الأنفِ يسيلان من المُؤْقَيْن وقيل : هما عِرْقان في العين يَسقيان الأنفَ وقيل : هما عِرْقان في مَجْرَى الدمعِ على الأنفِ من جانِبَيْه وهو قول أبي زيد . وقال ابن السِّكِّيت : هما عِرْقان مُكْتَنِفا الأنف وأنشد لجَرير :
وأشْفي من تَخَلُّجِ كلّ جِنٍّ ... وأكْوي النَّاظِرَيْنِ من الخُنانِ وقال آخر :
ولقد قطعت نواظر أو جمعتها ... ممن تعرض لي من الشعراء وقال آخر :
قليلةُ لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ يَزينُها ... شبابٌ ومَخفوضٌ من العيشِ باردُوصفَ محبوبته بأسالةِ الخدِّ وقِلّةِ لحمه وهو المُستَحَب . منَ المَجاز : تَناظَرَت النَّخلتان إذا نَظَرَتِ الأنثى منهما إلى الفحل . وفي بعض النسخ : إلى الفُحَّال فلم يَنْفَعها تَلقيحٌ حتى تُلقَح منه . قال ابنُ سِيدَه : حكى ذلك أبو حنيفة . والمَنْظَرُ والمَنْظَرَةُ : ما نَظَرْتَ إليه فَأَعْجبَك أو ساءَك . وفي التهذيب : المَنْظَرَة : مَنْظَرُ الرجل إذا نَظَرْتَ إليه فأعجبكَ . وامرأةٌ حَسَنَةُ المَنْظَر والمَنْظَرة . ويقال : إنّه لذو مَنْظَرةٍ بلا مَخْبَرة . ويقال : مَنْظَرُهُ خيرٌ من مَخْبَرِه . رجلٌ مَنْظَرِيٌّ وَمَنْظَرانِيٌّ الأخيرة على غَيْرِ قياس : حَسَنُ المنْظَر . ورجلٌ مَنْظَرانِيٌّ مَخْبَرانِيٌّ . ويقال : إنّ فلاناً لفي مَنْظَرٍ ومُستَمَع وفي رِيٍّ ومَشْبَع أي فيما أحبَّ النظرَ إليه والاستماع . منَ المَجاز : رجلٌ نَظورٌ كصبور ونَظورةٌ بزيادة الهاء وناظُورَة ونَظِيرَةٌ الأخيرة كسَفينة : سَيِّدٌ يُنظَر إليه للواحد والجمع والمُذَكَّر والمؤنَّث . قال الفَرَّاء : يقال : فلانٌ نَظورَةُ قَوْمِه ونَظيرَةُ قومه وهو الذي يَنْظُر إليه قَوْمُه فيمْتَثِلون ما امْتثله وكذلك : هو طَريقتهم بهذا المعنى . أو قد تُجمَع النَّظِيرَة والنَّظورةُ على نَظائر . وناظِرُ : قلعةٌ بخُوزِسْتان نقله الصَّاغانِيّ . منَ المَجاز : رجلٌ سَديدُ الناظِر أي بريءٌ من التُّهَمَة يَنْظُر بملءِ عَيْنَيْه . وفي الأساس : بريءُ الساحةِ ممّا قُذِفَ به . وبنو نَظَرَى كَجَمَزى وقد تُشَدّد الظاءُ : أهلُ النَّظَرِ إلى النِّساء والتَّغَزُّلِ بهنّ ومنه قولُ الأعرابِيّة لبَعْلِها : مُرَّ بي على بَني نَظَرَى ولا تَمُرَّ بي على بناتِ نَقَرَى أي مُرّ بي على الرِّجال الذين ينظرون إليّ فأُعجِبُهم وأَروقُهم ولا تَمُرَّ بي على النساء اللائي يَنْظُرنَني فيَعِبْنَني حَسَدَاً ويُنَقِّرْنَ عن عيوبِ مَن مرَّ بهنّ . حكاه ابن السِّكِّيت . والنَّظَرُ محرَّكة : الفِكْرُ في الشيءِ تُقَدِّرُه وتَقيسُه وهو مجاز . النَّظَر : الانْتِظار يقال : نَظَرْتُ فلاناً وانْتَظَرْته بمعنىً واحدٍ فإذا قلت انْتَظَرْتُ فلم يُجاوِزْك فِعلُك فمعناه : وَقَفْتُ وتمَهَّلْت ومنه قَوْلُهُ تَعالى : " انْظُرونا نَقْتَبِسْ من نورِكُم " وفي حديث أنس : " نَظَرْنا النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم ذاتَ ليلةٍ حتى كان شَطْرُ الليل " . يقال : نَظَرْتُه وانْتَظَرْتُه إذا ارْتَقَبْتَ حُضوره . وقَوْلُهُ تَعالى : " وجوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضرةٌ إلى ربِّها ناظِرَة " أي مُنْتظِرة . وقال الأَزْهَرِيّ : وهذا خطأ لأن العرب لا تقول نَظرْت إلى الشيءِ بمعنى انْتَظَرْته إنما تقول نَطَرْتُ فلاناً أي انتظرتُه ومنه قولُ الحُطَيْئة :
وقد نَظَرْتُكُمْ أَبْنَاءَ صادِرَةٍ ... للوِرْدِ طالَ بها حَوْزِي وتَنْساسي وإذا قلتَ : نَظَرْتُ إليه لم يكن إلاّ بالعين وإذا قلتَ : نَظَرْتُ في الأمرِ احتمل أن يكون تَفَكُّراً وتدَبُّراً بالقلب . منَ المَجاز : النَّظَر : هم الحَيُّ المُتَجاورون يَنْظُر بَعْضُهم لبعْض . يقال : حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ . النَّظَر : التَّكَهُّن ومنه الحديث : " أن عَبْد الله بن عبد المُطلِب مرّ بامرأة كانت تَنْظُر وتعْتاف فَدَعَته إلى أن يَسْتَبْضِعَ منها وله مائةٌ من الإبل " تَنْظُر أي تتَكَهَّن وهو نَظرٌ بفِراسة وعِلم واسمها كاظِمَةُ بنتُ مُرٍّ وكانت مُتَهَوِّدَةً وقيل : هي أختُ وَرَقَةَ بنِ نَوْفَل . النَّظَر : الحُكْمُ بين القومِ . النَّظَر : الإعانة ويُعَدَّى باللام وهذان قد ذكرهما المُصنِّف آنِفاً والفِعلُ في الكلّ كَنَصَر فإنّه قال : ولهم : أعانَهم وبينَهُم : حَكَمَ فهو تكرار كما لا يخفى . منَ المَجاز : النَّظور كصَبور : من لا يُغفِلُ النَّظَر إلى من أهَمَّه وفي اللسان : إلى ما أَهَمَّه . وفي الأساس : من لا يَغْفَل عن النَّظَر فيما أَهمَّه . والمَناظِر : أشرافُ الأرض لأنّه يُنظَر منها . المَناظِر : ع في البَرِّيَّة الشاميّة قربَ عُرْضَ . وأيضاً : ع قربَ هيت . قال عَديّ بن الرقاع :
وَثَوَى القيام على الصوى وتَذاكرا ... ماءَ المَناظِرِ قُلْبها وأَضاهاوتَناظَرا : تَقابلا ومنه تَناظَرَتِ الداران ودورُهم تَتَنَاظر . والناظورُ والنّاظِرُ : النّاطور بالطاء وهي نبَطِيّة . وابْنُ النّاظور مرَّ ذِكرُه في نطر وانْظُرْني أي اصْغَ إليَّ ومنه قَوْلُهُ عزَّ وجلَّ : " وقولوا انْظُرْنا واسْمَعوا " وَنَظَره وانْتَظَره وتَنَظَّرَه : تَأَنَّى عليه قال عروة بن الورد :
إذا بَعُدوا لا يَأْمَنون اقْتِرابَه ... تَشَوُّفَ أَهْلِ الغائبِ المُتَنَظَّرِ والنَّظِرَة كفَرِحَة : التأخيرُ في الأمر قال اللهُ تعالى : " فنَظِرَةٌ إلى مَيْسَرَة " وقرأ بعضُهم : " فناظِرَةٌ إلى ميسرة " كقوله عز وجل : " لَيْسَ لوَقْعَتِها كاذِبَة " أي تكذيب . وقال الليثُ : يقال : اشتريتُه منه بنَظِرَةٍ وإنْظارٍ . والتنظر : تَوَقُّع الشيء . وقال ابنُ سِيدَه : هو تَوَقُّع ما تَنْتَظِرُه . وَنَظَره نَظْرَاً : باعَه بنَظِرَةٍ وإمْهال واسْتَنْظَرَه : طَلَبَها أي النَّظِرَة منه واسْتَمْهَلَه . وأَنْظَره : أخَّره قال اللهُ تعالى : " فال أَنْظِرني إلى يَوْمِ يُبعَثون " أي أخِّرني . ويقال : بِعتُ فلاناً فَأَنْظَرْتُه أي أَمْهَلته والاسمُ النَّظِرَة وفي الحديث : " كنتُ أُبايعُ الناسَ فكنتُ أُنظِرُ المُعسِر " أي أُمهله . والتَّناظُر : التَّرواُض في الأمر . ونَظيرُك : الذي يُراوِضُك وتُناظِرُه . منَ المَجاز : النَّظير كأمير والمُناظِر : المِثْل والشَّبيه في كلِّ شيءٍ يقال : فلانٌ نظيرُكَ أي مِثلك لأنّه إذا نَظَرَ إليهما النّاظرُ رآهما سواءً كالنِّظْر بالكسر حكاه أبو عبيدة مثل النِّد والنَّديد وأنشد لعبْد يغوثَ بن وَقَّاصٍ الحارثيّ :
ألا هل أتى نِظْري مُلَيْكةَ أنَّني ... أنا الليثُ مَعْدِيَّاً عليه وعادِيَا
وقد كنتُ نَحَّارَ الجَزورِ ومُعمِلَ ال ... مَطِيِّ وأمْضي حيثُ لا حَيَّ ماضِيا ج نُظَراء وهي نَظيرُتها وهنَّ نَظائر كما في الأساس . والنَّظْرَة بالفتح : العَيْب . يقال : رجلٌ فيه نَظْرَةٌ أي عَيْب ومَنْظُور مَعْيُوبٌ . النَّظْرَة : الهَيْبَة عن ابْن الأَعْرابِيّ . النَّظْرَة : سوءُ الهَيْئة . وقال أبو عمرو : النَّظْرَة : الشُّنْعة والقُبْح . يقال : إنّ في هذه الجاريةِ لَنَظْرَةً إذا كانت قبيحةً . النَّظْرة : الشُّحوب وأنشد الرِّياشيُّ :
لَقَدْ رابَني أنَّ ابنَ جَعْدَةَ بادِنٌ ... وفي جسمِ لَيْلَى نَظْرَةٌ وشُحوبُ النَّظْرَة : الغَشْيَة أو الطائفُ من الجِنِّ وقد نُظِرَ كعُنِيَ فهو منظرٌ : أصابتْه غَشْيَةٌ أو عَيْنٌ وفي الحديث أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم رأى جاريةً فقال : " إنَّ بها نَظْرَةً فاسْتَرْقُوا لها " . قيل : معناه إنّ بها إصابةَ عَيْنٍ من نَظَرِ الجِنّ إليها وكذلك بها سَفْعَة . النَّظْرَة : الرحمة عن ابْن الأَعْرابِيّ وهو مجاز . وفي البصائر : وَنَظَرُ اللهِ إلى عبادهِ هو إحسانُه إليهم وإفاضة نِعَمِه عليهم قال اللهُ تعالى : " ولا يَنْظُرُ إليهم يَوْمَ القِيامة " وفي الصّحيحين : " ثلاثةٌ لا يُكَلِّمْهم الله ولا يَنْظُرُ إليهم : شيخٌ زانٍ وملِكٌ كَذَّابٌ وعائِلٌ مُتَكَبِّر " . وفي النهاية لابن الأثير أنّ النَّظَرَ هنا الاخْتيار والرحمةُ والعطف ؛ لأنّ النَّظَرَ في الشاهد دليلُ المحبّة وترْكُ النَّظَرِ دليلُ البُغْضِ والكَراهة . ومَنْظُورُ بنُ حَبَّةَ أبو سِعْرٍ راجزٌ وقد تقدّم ذِكرُه في سعر أيضاً وحَبَّةُ : اسم أمِّه وأبوه مَرْثَد والذي في اللسان أنّ مَنْظُوراً اسمُ جِنّيٍّ وحَبَّةَ اسمُ امرأة عَلِقَها هذا الجِنِّيّ فكانت تُطَبِّبُ بما يُعلِّمها وفيهما يقول الشاعر :
وَلَوْ أنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أَسْلَما ... لنَزْعِ القَذى لمْ يُبْرِئا لي قَذاكُما وقد تقدّم ذلك في حبب أيضاً . مَنْظُور بنُ سَيَّار : رجلٌ م أي معروف . قلت : وهو مَنْظُورُ بن زَبَّان بن سَيَّار بن العُشَراء من بني فَزارة وقد ذكر في عشر . وناظِرَةُ : جبلٌ أو ماءٌ لبني عَبْس بأعلى الشَّقيق أو ع قاله ابنُ دُرَيْد وقيل : ناظِرَة وشَرْجٌ : ماءان لعَبْس قال الأعشى :
شاقَتْكَ مِن أَظْعَانِ لَيْ ... لى يَوْمَ ناظِرَةٍ بَواكِرْ وقال جرير :أَمَنْزِلَتَيْ سَلْمَى بناظِرَةَ اسْلَما ... وما راجَعَ العِرْفانَ إلاّ تَوَهُّما
كأنَّ رسومُ الدَّارِ ريشُ حَمامَةٍ ... مَحاها البِلى واسْتَعْجَمَتْ أنْ تَكَلَّما ونَواظِر : آكامٌ بأرض باهِلَة . قال ابنُ أحمرَ الباهليّ :
وصَدَّتْ عنْ نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ ... قَتاماً هاجَ صَيْفيَّاً وآلا والمَنْظورَة من النساء : المَعيبة بها نَظْرَةٌ أي عَيْب المَنْظورة : الدَّاهيَة نقله الصَّاغانِيّ . منَ المَجاز : فرَسٌ نَظَّارٌ كشَدَّاد : شَهْمٌ حَديدُ الفؤادِ طامِحُ الطَّرْفِ قال :
مُحَجَّلٌ لاح له حمارُ ... نابي المَعَدَّيْنِ وأي نَظَّارُ وبَنو النَّظَّار : قومٌ من عُكْل وهم بنو تَيْم وعَديٍّ وثوْر بني عَبْد مَناة بن أُدّ بن طابِخَة حَضَنَتْهم أَمَةٌ لهم يقال لها عُكْلٌ فَغَلَبتْ عليهم . وسيأتي في مَوْضِعه منها الإبلُ النَّظَّاريَّة قال الراجز :
" يَتْبَعْنَ نَظَّاريّةً سَعُوما السَّعْم : ضَرْب من سَيْرِ الإبل أو النَّظَّار : فَحْلٌ من فحولِ الإبل في اللسان : من فُحولِ العرب . قال الراجز :
" يَتْبَعْنَ نَظَّاريّةً لم تُهجَمِ أي ناقةً نَجيبةً من نِتاجِ النَّظَّار وقال جريرٌ :
" والأَرْحَبِيّ وجَدُّها النَّظَّارُ ولم تُهجَم : لم تُحلَب . والنَّظَّارَة : القومُ يَنْظُرون إلى الشيءِ كالمَنْظَرَة يقولون : خَرَجْت مع النَّظَارَة . النَّظَارة بالتخفيف بمعنى التَّنَزُّه لَحْنٌ يستعمله بعضُ الفقهاءِ في كتبهم والصواب فيه التشديد . يقال : نَظَارِ كقَطام أي انْتَظِر اسمٌ وُضِع موضعَ الأمر . والمِنْظار بالكسر : المِرآةُ يُرى فيها الوجه ويُطلَق أيضاً على ما يُرى منه البعيدُ قريباً والعامّة تُسمِّيه النَّظَّارة . والنَّظائِر : الأفاضِل والأماثِلُ لاشتِباه بَعْضِهم ببعض في الأخلاق والأفعال والأقوال . والنَّظيرَة والنَّظُورة : الطَّليعة نقله الصَّاغانِيّ ويُجمَعان على نَظائِر . وناظَرَهُ : صارَ نَظيراً له في المُخاطَبة . ناظَرَ فلاناً بفلان : جَعَلَه نَظيرَه ومنه قَوْل الزُهْرِيّ محمد بن شهاب : لا تُناظِرْ بكتاب الله ولا بكلام رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلَّم وفي رواية ولا بسُنَّةِ رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم . قال أبو عُبَيْد : أي لا تَجْعَل شيئاً نَظيراً لهما فَتَدعْهما وتأخذ به يقول : لا تَتَّبِع قَوْلَ قائلٍ مَن كان وَتَدَعهما له . وفي الأساس : أي لا تُقابِل به ولا تجعلْ مثْلاً له قال أبو عُبَيْد : أو معناه لا تَجْعَلهما مَثَلاً لشيءٍ لغَرَض هكذا في سائر النسخ والصواب : لشيْءٍ يَعْرِض وهو مِثلُ قَوْلِ إبراهيم النَّخَعيّ : كانوا يكرهون أن يذكروا الآيةَ عند الشيء يَعْرِض من أمر الدنيا كقول القائل للرجل : " جِئتَ على قَدَرٍ يا موسى " لمُسَمّىً بموسى إذا جاء في وقتٍ مَطْلُوب الذي يريد صاحبُه هذا وما أشبهه من الكلام مما يَتَمَثَّل به الجَهَلَةُ من أمور الدنيا وفي ذلك ابتذالٌ وامْتهانٌ قال الأَزْهَرِيّ : والأول أَشْبَه . منَ المَجاز : يقال : ما كان هذا نَظيراً لهذا ولقد أُنْظِرَ به كما يقال : ما كان خَطيراً وقد أُخطِر به . قال الأصمعيّ : عَدَدْتُ إبلَهم نَظائِرَ أي مَثْنَى مَثْنَى وعَدَدْتُها جَمَاراً إذا عَدَدْتَها وأنت تَنْظُر إلى جماعتها . والنِّظَار ككِتاب : الفِرَاسة ومنه قولُ عديٍّ : لم تُخطئْ نِظارَتي أي فِراستي . وامرأةٌ سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّة بضم أوّلهما وثالثهما وبكسرِ أوَّلهما وفتح ثالثهما وبكسر أولهما وثالثهما كلاهما بالتخفيف حكاهما يعقوب وَحْدَه . قال : وهي التي إذا تَسَمَّعتْ أو تَنَظَّرتْ فلم ترَ شيئاً تَظَنَّتْهُ تَظَنِّيَاً . وأَنْظُورُ في قوله أي الشاعر :
اللهُ يعلمُ أنّا في تَقَلُّبنا ... يومَ الفراقَ إلى إخواننا صُورُ
وأنّني حَيْثُ ما يَثْنِي الهوى بَصَري ... من حيثُما سلَكوا أَدْنُو فأَنْظُورُ لغةٌ في أَنْظُر لبعض العرب كذا نقله الصَّاغانِيّ عن ابن دُرَيْد في التكملة ونصُّه :
" حتى كأنَّ الهوى من حَيْثُ أَنْظُورُوالذي صرّح به اللَّبْلي في بغية الآمال أنّ زيادة الواو هنا حدثتْ من إشباع الضّمّة وذكر له نَظائر . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : يقولون : دورُ آلِ فلان تَنْظُر إلى دُورِ آلِ فلانٍ أي هي بإزائها ومُقابلة لها . وهو مجاز . ويقول القائل للمُؤمِّلِ يرجوه : إنّما نَنْظُر إلى الله ثم إليك أي إنما أتوقعُ فَضْلَ الله ثم فَضْلَك وهو مجاز . وتقول : عُيَيْنَتي نُوَيْظِرَةٌ إلى الله ثم إليكم . وهو مجاز . وأَنْظَر إنْظاراً : انْتَظَر قاله الزّجّاجُ في تفسير قَوْلُهُ تَعالى : " أَنْظِرونا نَقْتَبِسْ من نوركم " على قراءةِ من قرأ بالقَطْع قال : ومنه قولُ عمرو بن كلثوم :
أبا هندٍ فلا تَعْجَلْ عَلَيْنا ... وأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقينا وقال الفرّاء : تقولُ العربُ أَنْظِرني أي انْتَظِرْني قليلاً . ويقول المتكلِّم لمَن يُعْجِلُه أَنْظِرْني أَبْتَلِع رِيقي أي أَمْهِلْني . والمُناظَرَة : أن تُناظِرَ أخاكَ في أمرٍ إذا نظرتما فيه معاً كيف تَأْتِيانِه . وهو مجاز . والمُناظَرَة : المُباحَثةُ والمُباراة في النَّظَر واستِحْضارُ كلِّ ما يراه ببَصيرتِه . والنَّظَر : البحثُ وهو أعمُّ من القياس لأن كلّ قياس نَظَرٌ وليس كلّ نَظَرٍ قياس . كذا في البصائر . ويقال : إنّ فلاناً لفي مَنْظَرٍ ومُستَمَع أي فيما أحَبَّ النَّظَرَ إليه والاستِماع . وهو مجاز . ويقال : لقد كنتَ عن هذا المَقامِ بَمَنْظَرٍ أي بمعْزِل فيما أَحْبَبْت . قال أبو زُبَيْدٍ يُخاطبُ غلاماً قد أَبَقَ فقُتل :
قد كُنتَ في مَنْظَرٍ ومُستَمَعٍ ... عن نَصْرِ بَهْرَاءَ غَيْرَ ذي فَرَسِ والنَّظْرَة بالفتح : اللَّمْحة بالعَجَلة ومنه الحديث : " لا تُتبِع النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فإنّ لكَ الأولى وليستْ لك الآخرةُ " وقال بعضُ الحكماء من لم تَعْمَل نَظْرَتُه لم يعملْ لسانه . معناه : أن النَّظْرَة إذا خرجت بإنكارِ القلب عَمِلَتْ في القلب وإذا خَرَجَتْ بإنكار العين دونَ القلبِ لم تَعْمَل أي من لم يَرْتَدِع بالنَّظَرِ إليه من ذَنْبٍ أَذْنَبَه لم يَرْتَدِع بالقول . وقال الجَوْهَرِيّ وغيرُه : وَنَظَر الدهرُ إلى بني فلانٍ فأهلَكَهم قال ابنُ سِيدَه : هو على المثل قال : ولستُ منه على ثقة . والمَنْظَرَة : مَوْضِعُ الرَّبِيئة ويكون في رأسِ جبلٍ فيه رَقيبٌ يَنْظُر العدوَّ ويحرُسُه . وقال الجَوْهَرِيّ : المَنْظَرَة : المَرْقَبَة . قلتُ : وإطلاقُها على مَوْضِعٍ من البيت يكون مُستَقِلاًّ عامِّيٌّ . والمَنْظَرَة : قريةٌ بمصر . وَنَظَرَ إليك الجبلُ : قابَلَك . وإذا أخذْتَ في طريقِ كذا فَنَظَر إليكَ الجبلُ فخُذْ عن يمينه أو يساره . وهو مجاز . وقَوْلُهُ تَعالى : " وتَراهُم يَنْظُرونَ إليكَ وهم لا يُبصِرون " ذهبَ أبو عُبَيْد إلى أنّه أراد الأصنامَ أي تُقابلُك وليس هنالِك نَظَرٌ لكنْ لمّا كان النَّظَرُ لا يكون إلا بمقابلةٍ حِسُنَ . وقال : " وَتَرَاهُم " وإن كانت لا تَعْقِل لأنهم يضعونها مَوْضِع من يَعْقِل . يقال : هو يَنْظُر حَوْلَه إذا كان يُكثِر النَّظَر . ورجلٌ مَنْظُورٌ : مَعِينٌ . وسيِّدٌ مَنْظُورٌ : يُرجى فَضْلُه وترمُقُه الأبصار وهذا مجاز . وفي الحديث : " مَن ابْتاعَ مُصَرَّاةً فهو بخَيْرِ النَّظَرَيْنِ " أي خَيْرِ الأمْرَيْن له إمْساكُ المَبيع أو ردّه أيُّهما كان خيراً له واختاره فَعَلَه . وأَنْظَرَ الرجلُ : باع منه الشيءَ بنَظِرَة . ويقول أحدُ الرجُلَيْن لصاحبه : بَيْعٌ . فيقول : نِظْرٌ . بالكسر أي أَنْظِرْني حتى أشتري منك . وتَنَظَّرْه : انتَظِرْه في مُهلةٍ . وجيشٌ يُناظِرُ ألفاً أي يُقاربه وهو مجاز . ونَظائرُ القرآن : سُوَرُ المُفَصَّل سُمِّيت لاشتِباه بَعْضِها بعضاً في الطُّول . والنَّاظِرُ : الأمينُ الذي يَبْعَثه السلطانُ إلى جماعةٍ قريةٍ ليَسْتَبْرئ أَمْرَهم . وبيننا نَظَرٌ أي قَدْرُ نَظَرٍ في القُرب . وهو مجاز . وفي الحديث في صفة الكَبْش : " ويَنْظُر في سَواد " أي أَسْوَد ما يلي العينَ منه وقيل أراد سَوادَ الحَدقةِ . قال كُثَيِّر :
وعن نَجْلاءَ تَدْمَعُ في بَياضٍ ... إذا دَمَعَتْ وتَنْظُرُ في سَوادِيريد أن خَدَّها أَبْيَضُ وَحَدَقتها سَوداء . ويقال : انْظُرْ لي فلاناً أي اطْلُبْه لي وهو مجاز . وَنَظَرْتُ الشيءَ : حَفِظْتُه عن ابن القَطَّاع . وضَربْناهم بنَظَرٍ ومِن نَظَرٍ : أي أَبْصَرْناهم وهو مجاز . والنَّظَر : الاعتِبار . قال شَيْخُنا : وهو مُرادُ المُتكلِّمين عند الإطْلاق . وَنَظَرُ بن عبد الله أميرُ الحاجّ روى ابن السَّمْعانيّ عنه عن ابنِ البَطِر . والنَّظَّارُ بن هاشم الشاعر من بني حَذْلَم . والعلاءُ بن محمد بن مَنْظُور من بني نَصْر بن قُعَيْن وَلِيَ شُرْطَة الكُوفة . وَمَنْظَرَةُ الرَّياحنيِّين ببغداد استَحْدَثها المُستَظْهِر بالله العبّاسيُّ وكان بناها سنة 507 . ومَنْظُور بن رَواحة : شاعرٌ وجدُّه خَنْثَرُ بنُ الأَضْبَط الكلابيّ مشهور