الكُور بالضمّ : الرَّحْل أي رَحْل البَعير أو هو الرَّحْلُ بأدَاتِه كالسَّرْج وآلتِه للفَرَس . وقد تكرَّر في الحديث مُفْرداً ومجموعاً قال ابنُ الأثير : وكثيرٌ من الناس يَفْتَح الكاف وهو خَطَأٌ . ج أَكْوَارٌ وأَكْوُرٌ والكثير كِيرانٌ وكُوران وكُؤورٌ قال كُثَيِّر عَزَّة :
على جِلَّةٍ كالهَضْبِ تَخْتَالُ في البُرى ... فَأَحْمالُها مَقْصُورةٌ وكُؤورُها قال ابنُ سِيدَه : وهذا نادرٌ في المُعْتَلِّ من هذا البناء وإنّما بابُه الصحيح منه كبُنود وجُنود . وفي حديث طَهْفَة : " بأكوارِ المَيْسِ تَرْتَمي بنا العِيسُ " . الكُور : مِجْمَرَةُ الحدَّاد المَبْنِيَّة من الطِّين التي توقَد فيها النارُ ويُقال : هو الزِّقُّ أيضاً . الكُور : بناء وفي الصحاح : مَوْضِعُ الزَّنابير والجمعُ أَكْوَارٌ ومنه حديث عليٍّ رضي الله عنه : " ليس فيما تُخرِجُ أَكْوَارُ النَّحْلِ صَدَقَةٌ " . الكُور بالفتح : الجَماعةُ الكَثيرةُ من الإبل ومنه قولُهم : على فلانٍ كَوْرٌ من الإبل . وهو القَطيع الضَّخْم منها أو مائةٌ وخمسون أو مائتان وأكثر . والكَوْرُ أيضاً : القَطيعُ من البَقَر قال أبو ذُؤَيْب :
ولا شَبُوبٌ من الثِّيرانِ أَفْرَدَه ... مِنْ كَوْرِه كَثْرَةُ الإغْراءِ والطَّرْدِ ج أي جَمْعُها : أَكْوَارٌ . قال ابنُ بَرِّيّ : هذا البيتُ أورده الجَوْهَرِيّ بِكَسْرِ الدال من الطَرَد قال : وصوابُه رَفْعُها وأوّل القَصيدة :
تاللهِ يَبْقَى على الأيَّامِ مُبْتَقِلٌ ... جَوْنُ السَّراةِ رَباعٌ سِنُّهُ غَرِدُ الكَوْر : الزِّيادة وبه فُسِّر حديثُ الدُّعاء : " نَعْوُذُ باللهِ من الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْر " الحَوْر : النُّقْصان والرُّجوع والكَوْر : الزِّيادة أُخِذ من كَوْرِ العِمامَة تقول : قد تَغَيَّرت حَاْلُه وانتقضت كما يَنْتَقِض كَوْرُ العِمامةِ بعد الشدّ . وكلُّ هذا قريبٌ بَعْضُه من بعض . وقيل : الكَوْر : تكوير العِمامة والحَوْر : نَقْضُها وقيل معناه : نَعْوُذُ باللهِ من الرُّجوع بعد الاستقامة والنُّقْصان بعد الزِّيادة . ويروى بالنون أيضاً . قال الليث : الكَوْرُ : لَوْثُ العِمامة وهو إدارَتُها على الرأس كالتَّكْوير قال النَّضْرُ : كل دَارَةٍ من العِمامة كُورٌ وكلُّ دَوْرٍ كَوْرٌ . وتَكْوِير العِمامةِ كَوْرُها . وكارَ العِمامةَ على الرأس يَكُورُها كَوْرَاً : لاثَها عليه وأدارَها . قال أبو ذُؤَيْب :
وصُرَّادُ غَيْمٍ لا يَزالُ كأنَّه ... مُلاءٌ بأَشْرافِ الجِبالِ مَكُورُ قال شَيْخُنا : حكى العِصامُ عن الزمخْشَرِيّ والأَزْهَرِيّ وصاحب المُغْرِب أن كُور العِمامة بالضَّمِّ وشَذَّت طائفةٌ فقالوا بالفتح . قلت : وكلامُ المصنِّف كالمِصْباح يُفيد الفتح . انتهى . قلتُ : إن أراد العِصامُ بالكورِ المصدرَ من كارَ العِمامةَ فقد خالَفَ الأئمة فإنّهم صرَّحوا كلُّهم أنّه بالفتح وإنْ أراد به الاسم فقد يُساعدُه كلام النَّضْر السابق أنَّ كلّ دارةٍ منها كُورٌ أي بالضَّمِّ وكلُّ دَوْرٍ كَوْرٌ أي بالفتح . وكما يدلُّ عليه قَوْلُ الزمخشريِّ في الأساس : والعِمامةُ عَشْرَةُ أَكْوَار وعِشرون كَوْرَاً فإنّه عنى به الاسم . ومثلُ هذا الغلط إنّما نشأ في كُورِ الرَّحْل فإنّ كثيراً من الناس يفتح الكاف والصواب الضمُّ كما تقدّم عن ابن الأثير . فرُبَّما اشتبه على العِصام . وعلى كلِّ حال فقولُه : وشَذَّتْ طائفةٌ محلُّ تأمّل . الكَوْر : جبلٌ ببلادِ بَلْحَارِث وفي مختصر البُلدان : بين اليَمامة ومكَّة لبني عامِر ثم لبني سَلُول . وفي اللِّسان : الكَوْر جبلٌ مَعْرُوف قال الراعي :
وفي يَدومَ إذا اغْبَرَّت مَناكِبُه ... وذِرْوَةِ الكَوْرِ عنْ مَرْوَانَ مُعْتَزَلُ قال ابنُ حبيب : كَوْرٌ : أرضٌ باليَمامة وَكَوْرٌ : أرضٌ بِنَجْران وهذه عن الصَّاغانِيّ . الكَوْر : الطَّبيعة نقله الصَّاغانِيّ . الكَوْر : حَفْرُ الأرض يُقال : كُرْتُ الأرضَ كَوْرَاً حَفَرْتُها الكَوْر : الإسْراع يُقال : كارَ الرُّجُل في مَشْيِه كَوْرَاً : أَسْرَع . الكَوْر : حَمْلُ الكَارَة وقد كارَها كَوْرَاً وهي أي الكارَة : الحالُ الذي يَحْمِلهُ الرجُلُ على ظَهْرِه . وقال الجَوْهَرِيّ : الكارَةُ : ما يُحمَل على الظَّهْرِ من الثِّياب أو هي مِقْدارٌ مَعْلُوم من الطَّعام يَحْمِله الرَّجُل على ظَهْرِه كالاسْتِكارَة فيهما يُقال : اسْتَكارَ في مَشْيِه إذا أَسْرَع واسْتَكار الكارَةَ على ظَهْرِه إذا حَمَلَها . والمِكْوَر : العِمامة كالمِكْوَرَة والكِوَارَة بكَسْرِهِنَّ كذا في اللِّسان ونقل الصَّاغانِيّ الثلاثةَ عن ابْن الأَعْرابِيّ . المَكْوَر كَمَقْعَد : رَحْلُ البعير قال تميمُ بن أُبَيِّ بنِ مُقبِل :
أناخَ بِرَمْلِ الكَوْمَحَيْنِ إناخةَ ال ... يمانِي قِلاصاً حَطَّ عنهنَّ مكْوَرا ويُروى : أَكْؤَرا وكذلك المَكْوَر إذا فتحتَ الميمَ خفَّفتَ الراءَ وإذا ثقَّلْتَ الراءَ ضَممْتَ الميم وأنشد الأصمعيُّ يصفُ جملاً :
كأنَّ في الحَبْلَيْن من مُكْوَرِّهِ ... مِسْحَلَ عُونٍ قُصِرَتْ لضُرِّهِ المِسْحَل : حِمار الوَحش والعُون : جمع عانة وقُصِرت : حُبِسَت لتكون لها ضرائر كذا في اللِّسان والتكملة وهذه أغفلها المُصنّف . والمَكْوَرَّى بالفتح : اللَّئيم وهو المَكْوَرَّى : القَصيرُ العريض والمَكْوَرَّى : الرَّوْثَةُ العَظيمة وجعلها سيبويه صفةً فسَّرها السيرافيّ بأنّه العظيم رَوْثَةِ الأنف وتُكسَر الميمُ في الكُلِّ لغة مَأْخُوذٌ من كَوَّرَه إذا جَمَعَه والذي في اللِّسان أنّه مَفْعَلَّى بتشديد اللام لا فَعْلَلَّى لأنّه لم يَجيء وهي بالهاء في كلِّ ذلك . وقد يحذفُ الألفُ وسيأتي للمصنِّف قريباً على الصواب . وقد تَصَحَّف عليه هنا فإنْ كان ما ذَكَرَه لغة كان الأجوَد ضمُّهما في محلٍّ واحد ليُروِّج بذلك ما ذهب إليه من حسن الاختصار . يُقال : دخلتُ كُورةً من كُوَرِ خُراسان الكُورَة : بالضمِّ : المدينة والصُّقْع ج كُوَر قاله الجَوْهَرِيّ . وفي المحْكَم : الكُورَةُ من البلاد : المِخْلاف وهي القرية من قُرى اليمن . قال ابْن دُرَيْد : لا أَحْسَبه عربيَّاً . وكُوارَةُ النحْلِ بالضم وكان ينبغي الضبْط به فإنّ قولَه فيما بَعْد وتُكسَر وتُشدَّد الأُولى محتَمِلٌ لأنْ يكونَ بالفتح وبالضمِّ : شيءٌ يتَّخَذُ للنَّحْلِ من القُضْبان وعليه اقْتَصَر أكثر الأئمَّة والطِّين وفي بعض النُّسخ أو الطِّين كالقِرْطالة كما في التَّكْمِلَة وهو ضَيِّقُ الرأس تُعَسَّل فيه أو هي أي كُوارَة النَّحْل : عسَلُها في الشَّمْعِ كما قاله الجَوْهَرِيّ . ثم إنَّه فاتَه الكِوار ككِتاب ذَكَرَه صاحب اللسان والصَّاغانِيّ مع الكُوارَة بهذا المعنى . أو الكُوَّارات بالضمِّ مع التشديد : الخَلايا الأَهْلِيَّة عن أبي حنيفة قال : كالكَوائِر على مثالِ الكَواعِر قال ابنُ سِيدَه : وعندي أنَّ الكَوائر ليس جَمْع كُوَّارة إنّما هو جَمْعُ كُوَارة فافْهم . والكار : سُفُنٌ مُنْحَدِرَةٌ فيها طَعامٌ في مَوْضِع واحد . كارُ بلا لام : ة بالمَوْصِل منها فَتْحُ بن سَعيد المَوْصِليّ الزاهد الكاريُّ مات سنة 220 وهو غير فَتْحٍ الكبير . ومن كارِ المَوصلِ أبو جعفر محمد بن الحارث الكارِيّ المحَدّث العالم مات سنة 215 . كارُ : ة بأَصْبهان منها عَبْدُ الجبَّار بنُ الفَضْل الكاريّ سمع محمد بن إبراهيم اليَزْديّ وعنه أبو الخير الباغَبانُ وعليُّ بن أحمد بن محمد بن مُرْدَة الكاريّ عن أبي بَكْر القبّاب المُحدِّثان . وكارُ : ة بأَذْرَبيجان . وكارةُ بهاءٍ : ة ببغداد وأمّا بالزاي فإنّها من قُرى مَرْوٍ وسيأتي ذِكرُها . وكَوَّرَه تَكْوِيراً يقال : ضَرَبَه فكَوَّرَه أي صرعَه فتَكَوَّر أي سَقَطَ كذلك اكْتارَ وقال أبو كَبير الهُذَليّ :متَكَوِّرِينَ على المَعارِي بينهمْ ... ضَرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجلِ وقيل : التَّكْوير : الصَّرْعُ ضَرَبَه أو لم يضربْه . والاكْتِيار : صَرْعُ الشيءِ بَعْضَه على بَعْضٍ . كَوَّرَ المَتاع تكويراً : جَمَعَه وشدَّه وقيل : أَلْقَى بعضَه على بعضٍ ومنه الكارَة عِكْم الثِّياب وكذا كارَة القَصَّارِ لكونه يُكَوِّرُ ثِيابَه في ثَوْب واحدٍ ويَحْمِلُها فيكون بعضُها على بعض . كَوَّرَ الرَّجُل تكويراً : طَعَنَه فَأَلْقاه مُجتمِعاً وأنشد أبو عُبَيْدة :
ضَرَبْناهُ أمَّ الرأسِ والنَّقْعُ ساطِعٌ ... فَخَرَّ صَريعاً لليَدَيْنِ مُكَوَّرا اللهُ سُبحانه وتعالى كَوَّرَ اللَّيْلَ على النَّهار : أَدْخَلَ هذا في هذا وأصلُه من تَكْوِير العِمامة وهو لفُّها وجَمْعُها . وقيل : تَكْوِيرُ الليلِ والنهار : أن يُلحَقَ أحدُهما بالآخر وقيل : تَكْوِيرُ اللَّيْلِ والنهار : تَغْشِيةُ كلِّ واحدٍ منهما صاحِبَه . ويُقال : زِيادَته في هذا من ذلك كما في الصحاح . والمَعاني كلُّها مُتقارِبَة . واكْتارَ الرجلُ إذا تَعَمَّمَ نقله الصَّاغانِيّ وهو في اللِّسان : اكتار الرجلُ : أَسْرَعَ في مَشْيِه مَأْخُوذٌ من اكْتِيارِ الفَرَس . يُقال : اكْتارَ الفَرَسُ اكْتِياراً : رَفَعَ ذَنَبَه في حُضْرِه وقال بَعْضُهم عندَ العَدْو . وقال الأصمعِيّ : اكْتارَتْ الناقةُ اكْتِياراً : شالَتْ ذَنَبَها عند اللِّقاح هكذا في سائر النُّسخ وهو نصُّ ابنُ سِيدَه ونصّ الأصمعيّ : بعدَ اللِّقاح . اكتارَ الرَّجُل للرَّجُل إذا تَهَيَّأَ للسِّباب فهو مُكْتَئِر . ودارَةُ الكَوْر بالفتح : ع عن كُراع وقد تقدم في ذِكر الدَّارات . يقال : رجلٌ مُكْوَرَّى ومُكْرَرٌّ بتشديد الراء وتُثَلَّث فيمُها وهو مُفْعَلَّى بتشديد اللام لأنَّ فُعْلَلَّى لم تجئْ وقد تُحذَف الألف فيُقال : َمِكْوَرٌ الأخير عن كُراع . قال : ولا نَظير له أي فاحِشٌ مِكْثارٌ عن كُراع أو قَصيرٌ عَريض وقد تقدَّم قريباً . والكِوَارَة بالكسر : ضَرْبٌ من الخِمْرَة تَجْعَلُها المرأةُ على رَأْسِها قاله النَّضْر وقال ابنُ سِيدَه : لَوْثٌ تَلْتَاثُه المرأةُ على رَأْسِها بخِمارِها وأنشد :
عَسْرَاءُ حين تَرَدَّى من تَفَجُّسها ... وفي كِوارَتِها من بَغْيِها مَيَلُودارَةُ الأَكْوار في مُلتَقى دارِ بَني رَبيعةَ بن عُقَيْل ودارِ نَهِيك والأكْوار : جِبالٌ هُناك فأُضيفت الدَّارةُ إليها . قال ابن دُرَيْد : كُورٌ أي بالضَّمّ كما ضَبَطَه الصَّاغانِيّ ولا عِبرَة بإطلاق المصنِّف . وكُوَيْرٌ كزُبَيْر : جبَلان وفي مُختَصَر البلدان : كُوَيْرٌ مصغَّراً : جبلٌ بضَرِيَّةَ مُقابلة جُراز يُذكَر مع كُور . وكُورين بالضمِّ : ة هكذا في النُّسَخ . وفي عبارة المصنِّف سَقَطٌ فاحِشٌ ولعلَّه من تحريف النُّسَّاخ وصوابُه : وكُورين بالضَّمّ : شَيْخُ أبي عُبَيْدة من شيوخ أبي عُبَيْدة مَعْمَر بن المُثَنَّى وقد روى عن جابر بن زَيْد . وأمّا كُوران فإنّها من قُرى أَسْفَرايِين . وعَبْدُ الكُورِيّ بالضمِّ أي بضمّ الكاف : مَرْسَى سُفُن ببَحْرِ الهِندِ بالقُربِ من فِيلَكَ . والكُوَيْرَة كجُهَيْنَة : جَبلٌ بالقَبَلِيَّة نقله الصَّاغانِيّ . وأَكَرْتُ عليه : اسْتَذْلَلْتُه واسْتَضْعَفْتُه هكذا نَقَلَهُ الصَّاغانِيّ . قال أبو زيد : أَكَرْت على الرجُل أُكيرُ كِيارةً إذا اسْتَذْلَلْتُه واسْتَضْعَفْتُه وأَحَلْتُ عليه إحالةً نَحْوَ مائة . والتَّكَوُّر : التَّقَطُّر والتَّشَمُّر يقال كَوَّرْتُه فَتَكَوَّر أي تلَفَّف وتِشَمَّر . التَّكَوُّر : السُّقوط يقال : كَوَّره فَتَكَوَّر أي صَرَعَه فَسَقَط . ومما يستدرَك عليه : قَوْلُهُ تَعالى : " إذا الشمسُ كُوِّرَتْ " وقد اختُلِف في تفسيره فقيل : جُمِع ضَوْؤُها ولُفَّ كما تُلَفُّ العِمامة وقيل : كُوِّرَت : غُوّرَت حكاه الجَوْهَرِيّ عن ابن عبّاس وهو بالفارسية كُورْ بِكِرْ وقال مُجاهِد : كُوِّرَت : اضْمَحَلَّت وَذَهَبتْ وقال الأخفش : تُلَفُّ وتُمْحى وقال أبو عُبَيْدة : كُوِّرَت مثل تَكْوِير العِمامة . وقال قتَادة : أي ذَهَبَ ضَوْءُها وهو قَوْلُ الفرَّاء . وقال عِكْرِمة : نُزِع ضَوْؤُها وقال مُجاهِد أيضاً : كُوِّرَت : دُهْوِرَت . وقال الربيع بن خيثم : كُوِّرت : رُمِي بها . ويقال : دَهْوَرتُ الحائطَ إذا طَرَحْتَه حتى يَسْقُط . وثَنِيَّةُ الكُور بالضمّ في أَرْضِ اليمن بها وَقْعَة . وكُور بالضم اسمُ جماعة . وأبو حامِدٍ صالحُ بن قاسمٍ المعروف بابن كَوِّر بفتح الكاف وتشديد الواو المَكْسورة حدَّث عن سعيد بن البَنّاء مات سنة 620 . وعمر الكُورِيّ بالضم : حدَّث بدمشق عن زَيْنَب بنتِ الكَمال . وكُوران بالضمِّ : قبيلةٌ من الأكراد خرج منهم طائفةٌ كثيرةٌ من العلماء والمُحدِّثين خاتِمَتُهم شيخ شيوخنا العلاَّمة أبو العِرْفان إبراهيم بن حَسَن نَزيل طَيْبَة وقد مرَّ ذِكرُه في شَهْرَزور فراجعْه . ومِكْوارٌ كمِحْراب : اسم . وكُوَيْر بن مَنْصُور بن جَمَّاز كزُبَيْر له عَقِبٌ بالمدينة . والأَكاوِرَة بَطْن من المَعازِبَة باليمن وجَدُّهُم كُوَيْر واسمُه محمد بن عليّ بنِ حسن بن حامد بن محمد بن حامد بن معزب العكِّيّ وإليه يُنسَب بَيْتُ كُوَيْر باليمن . وقال الصَّاغانِيّ : وذكر ابن دُرَيْد في باب مُفْعَلِلّ بسكون الفاء وفتح العين وتشديد اللام الأخيرة : فَرَسٌ مُكْتَئِرٌّ في لغة من همز وهو المُكْتارُ بِذَنَبِه الذي يَمُدُّ ذَنَبَه في حُضْره وهو محمود . قال الصَّاغانِيّ : إن أراد هَمْزَ المُكْتار فهو مُكْتَئِرٌ على مُفْتَعِل وإنْ صحَّ المُكْتَئِرُّ بتشديد الراء فموضعُه تركيب كتر
الليل : ضد النهار معروف والليلاه أصله حكاه ابن الأعرابي وأنشد :
" في كل يوم ما وكل ليلاه
" حتى يقول كل راء إذ راه
" يا ويحه من جمل ما أشقاه وحده من مغرب الشمس إلى طلوع الفجر الصادق أو إلى طلوع الشمس وتصغيره لييلة أخرجوا الياء الأخيرة من مخرجها في الليالي وقال الفراء : ليلة كانت في الأصل ليلية ولذلك صغرت لييلية ومثلها الكيكة للبيضة كانت في الأصل كيكية وجمعها الكياكي ج : ليال على غير قياس توهموا واحدته ليلاه ونظيره ملامح ونحوها مما حكاه سيبويه وقد شذ التحقير كما شذ التكسير قال أبو الهيثم : وكأن الواحد ليلاه في الأصل يدل على ذلك جمعهم إياها الليالي وتصغيرهم إياها لييلة حكى الكسائي ليائل وهو شاذ وأنشد ابن بري للكميت :
جمعتك والبدر ابن عائشة الذي ... أضاءت به مسحنككات الليائل وقال الجوهري : الليل واحد بمعنى جمع وواحده ليلة مثل تمرة وتمر وقد جمع على ليال فزادوا فيها الياء على غير قياس ونظيره أهل وأهال ويقال : كأن الأصل فيها ليلاه فحذفت . وليلة ليلاء بالمد وتقصر : طويلة شديدة صعبة أو هي أشد ليالي الشهر ظلمة وبه سميت المرأة ليلى وأنشد ابن بري :
كم ليلة ليلاء ملبسة الدجى ... أفق السماء سريت غير مهيب أو الليلاء : ليلة ثلاثين والدهماء : ليلة تسع وعشرين والدعجاء : ليلة ثمان وعشرين قاله ابن السكيت . وليل أليل ولائل ومليل كمعظم كذلك ؛ أي شديد الظلمة قال ابن سيده : وأظنهم أرادوا بمليل الكثرة كأنهم توهموا ليل قال عمرو بن شأس :
وكان مجود كالجلاميد بعدما ... مضى نصف ليل بعد ليل مليل وقال الليث : تقول العرب : هذه ليلة ليلاء : إذا اشتدت ظلمتها وليل أليل وأنشد للكميت :
" ...... وليلهم الأليل قال : وهذا في ضرورة الشعر وأما في الكلام فليلاء قال الفرزدق :
قالوا وخاثره يرد عليهم ... والليل مختلط الغياطل أليل وألالوا وأليلوا : دخلوا في الليل وقال النضر : أليل : صار فيه . والليل : الذكر والأنثى جميعا من الحبارى أو فرخها . كذلك فرخ الكروان وقول الفرزدق :
والشيب ينهض في الشباب كأنه ... ليل يصيح بجانبيه نهار قيل : عنى بالليل فرخ الكروان أو الحبارى وبالنهار : فرخ القطا فحكي ذلك ليونس فقال : الليل ليلكم والنهار نهاركم هذا وقال الجوهري : وذكر قوم أن الليل : ولد الكروان والنهار : ولد الحبارى قال : وقد جاء ذلك في بعض الأشعار قال : وذكر الأصمعي - في كتاب الفرق - : النهار ولم يذكر الليل قال ابن بري : الشعر الذي عناه الجوهري بقوله : وقد جاء ذلك... إلخ هو قول الشاعر :
أكلت النهار بنصف النهار ... وليلا أكلت بليل بهيم الليل : سيف عرفجة بن سلامة الكندي كذا في النسخ والصواب الكلبي من بني زهير كما هو نص العباب وفيه يقول :
آتيك سلمى باطلا ... والليل ذو الغريبين كمعي
إن لم أعجل ضربة ... ترقص بجمعكم وجمعي وأم ليلى : الخمر السوداء عن أبي حنيفة قال ابن بري : وبها سميت المرأة ولم يقيدها ابن الأعرابي بلون قال : وليلى : نشوتها وهو بدء سكرها . ليلى من أسماء النساء وفي الصحاح : اسم امرأة ج : ليالي قال الراجز :
" لم أر في صواحب النعال
" اللابسات البدن الحوالي
" شبها لليلى خيرة الليالي وحرة ليلى : بالبادية وهي إحدى الحرار قال الرماح بن ميادة :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بحرة ليلى حيث ربتني أهليوابنُ لَيْلَى المِرْمانِيُّ هكذا في النسخ وفي بعضِها المزين وكلُّه غلَطٌ والصوابُ المُزَنِيُّ كما نَصَّ عليه ابنُ فَهدٍ والذهَبيّ قالا : إسْنادُ حديثِه مدَنِيٌّ . وأبو لَيْلَى الأَشْعريُّ روى عنه عامرُ بنُ لُدَيْنٍ الأشْعَريُّ إنْ صَحَّ الحديث . أبو لَيْلَى الخُزاعيُّ ذَكَرَه ابنُ حِبّان وهو مجهولٌ . أبو لَيْلَى : النابغةُ الجَعْديُّ اسمُه قَيْسُ بنُ عَبْد الله بنِ عمروٍ يقال : إنّه أنشدَ النبيَّ صلّى الله تعالى عليه وسلَّم . أبو لَيْلَى : عَبْدُ الرحمنِ بنُ كَعْبِ بنِ عمروٍ المازِنيُّ ماتَ في أوّلِ خِلافَةِ عثمانَ وهو أخو عَبْد الله . أبو لَيْلَى الغِفاريُّ يُروى عن الحسَنِ البَصريِّ عنه حديثٌ كأنّه مَوْضُوعٌ : صَحابِيّون رَضِيَ الله تَعالى عنهم . وفاتَه : أبو لَيْلَى الأنْصاريّ : والِدُ عبدِ الرحمنِ بن أبي لَيْلَى له صُحبَةٌ واختُلفَ في اسمِه فقيل : بِلالٌ وقيل : بُلَيْل وقيل : داودُ بنُ بِلالِ بن بُلَيْل ويقال : إنّ بِلالاً أخوه روى عنه ابنُه عبدُ الرحمن . وأبو لَيْلَى : عَبْد الله بنُ سَهلِ بنِ عبدِ الرحمنِ بن سَهلِ بن كَعبٍ الأنصاريّ وهو الذي روى عنه مالِكٌ حديثَ القَسامَةِ . وأبو لَيْلَى الكِنْدِيُّ مَوْلاهم قيل : اسمُه سَلَمَةُ بنُ معاويةَ وقيل : مُعاوِيَةُ بنُ سَلَمَة وقال أبو حاتمٍ : اسمُه سعيدُ بنُ أَشْرَفَ بنِ سِنانٍ روى عن سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ . وأبو لَيْلَى الخُراسانيُّ روى عنه وَكيعُ بنُ الجَرّاحِ قيل : اسمُه عَبْد الله بنُ مَيْسَرَةَ الحارثيُّ . يقال : أَلْبَسَ لَيْلٌ لَيْلاً : إذا رَكِبَ بعضُه بعضاً كما في العُباب . ولايَلْتُه مُلايَلَةً ولِيالاً : استأجرْتُه للَيْلَةٍ عن اللِّحْيانِيّ . وعامَلَه مُلايَلَةً من اللَّيْل كياوَمَه مُياوَمةً من اليوم . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : اللَّيْل : اللَّيْنُ على البَدَلِ حكاه يعقوبُ . ورجلٌ لَيْلِيٌّ : يُحبُّ سُرَى اللَّيلِ . وإلى نِصفِ النهارِ تقول : فَعَلْتُ اللَّيْلَةَ وإذا زالَت الشمسُ قلتَ : فَعَلْتُ البارِحةَ ؛ للَّيْلَةِ التي قد مَضَتْ . ويقال للمُضَعَّفِ والمُحَمَّق : أبو لَيْلَى وكان مُعاويةُ بنُ يَزيدَ يُكْنى أبا لَيْلَى قاله عليُّ بن سُلَيْمانَ الأخفَش . وقال المدائنيُّ : يقال : إنّ القُرَشيَّ إذا كان ضعيفاً يقال له أبو لَيْلَى وإنّما ضُعِّفَ مُعاوِيةُ لأنّ وِلايَتَه كانت ثلاثةَ أَشْهُرٍ قال : وأمّا عثمانُ بنُ عفّانَ فيقال له أبو لَيْلَى لأنّ له ابنةً يقال لها لَيْلَى . ويقال : أبو لَيْلَى : كُنيَةُ الذَّكَر قال نَوْفَلُ بنُ ضَمْرَةَ الضَّمْريُّ :
إذا ما لَيْلِيَ ادْجَوْجَى رَماني ... أبو لَيْلَى بمُخزِيَةٍ وعارِ وَلَيْلٌ وَلَيْلى : مَوْضِعان في قولِ النابغة :
اضْطَرَّكَ الحَزْنُ من لَيْلَى إلى بَرَدٍ ... تختارُه مَعْقِلاً عن جُشِّ أَعْيَارِ وأبو اللَّيْل : كُنيَةُ عَطّافِ بن يوسُفَ بنِ مُطاعِنٍ الحسَنِيُّ جَدِّ اللُّيُولِ بالحجاز
سَنْهُورُ بالفَتْحِ أهمله الجَمَاعَةُ قال شيخُنا : ذِكْرُ الفتْحِ مستدرَك وكأنَّه لدَفْعِ توهُّمِ دعْوىَ القياسِ فيه بناءً على أنه فُعْلُول ولا يكونُ مفْتوحاً . قلت : والذي في التَّكْملة سَنْهُور : مثال زنْبُور : بلدَتانِ بِمصْر : إحْداهُما بالبُحيْرةِ وتُضافُ إلى طلوس وهي بالقُرْبِ من الإسكنْدَرية والأخْرَى بالغَرْبية وهي المَشْهُورة بسَنْهُورِ المدينة ومنها الفقيهُ أبو إسحاقَ إبْراهيمُ بن خَلَفِ بن منصور الغَسَّانيّ السَّنْهُوريّ دَخَلَ خُراسانَ وسمعَ بها من المؤَيّد بن محمد الطُّوسيّ ودخلَ المَغْربَ وكان ينْتحل مَذهب ابن حَزْمٍ الظَّاهريّ وحدَّثَ بشْئٍ يسيرٍ ذكرهَ الصّابونيّ
قلت : وسَنْهُورُ أيضاً : قَرْيتان بالشّرْقية إحداها : من حُقُوقِ مُنْيةِ صيْفيّ والأُخْرى تُضافُ إلى السِّباخ ومن إحداهُنّ الإمامُ المُحدّثُ زين الدين أبو النجاءِ سالمُ ابن محمد بن محمدٍ السَّنْهُوريّ المالكيّ روى عن النَّجْمِ محمد بن أحمد السَّكَنْدريّ والشَّمْسِ محمد بن عبد الرحمنِ العلْقَميّ كلاهما عن السّيوطيّ وشيخ الإسلام سنة 1015 . وأما التي بالصعيدِ فبالشينِ المُعجمةِ شنهور . ومما يستدرك عليه : سِنهري بكسر السين وتشديد النون المفتوحة وكسر الراءِ : قرية بمصر من أعمال الشرقية
النَّهْرُ بالفتح ويُحَرَّكُ : مَجرى الماءِ وهذا قول الأَكثر وقيل هو الماءُ نفسُه وصريح المصباح أَنَّه حقيقةٌ في الماءِ مَجازٌ في الأُخدود قاله شيخُنا . ج أَنهارٌ ونُهْرٌ بضَمٍّ فسكون ونُهورٌ وأَنْهُرٌ . وأَنشد ابن الأَعرابيّ
سُقِيتُنَّ ما زالتْ بِكِرْمانَ نخلَةٌ ... عوامِرَ تَجري بينَكُنَّ نُهورُ والنَّهْرِيُّون : أَبو البركات عبد الله بن عليّ بن محمد عن عاصم بن الحَسَن وعنه ابن طَبَرْزَد وأَبوه علي بن محمد كان فقيهاً حنبليّاً من أَقران أَبي الوفاء عليّ بن عقيل . أَبو غالب أَحمد بن عُبيد الله عن محمد بن الحسين الحَرَّاني وعنه أَبو العلاء العطّار الهَمَذانيّ المحدّثان وعليُّ بن حسن بن مَيمُون الشّاعر المعروف بالسِّمْسِميّ وفاتَه : أَزهَرُ بن عبد الوهّاب بن أَحمد بن حمزة النّهْريّ من أَهل نهر القلاّئين وأَولادُه, وأَبو البَركات ابن الأَنماطيّ يقال له النَّهريّ أَيضاً قاله الحافظ . ونَهَرَ النَّهْرَ كمَنَعَ يَنْهَرُه نَهْراً : حفَرَه وأَجْراه . ونَهَرَ الرَّجلَ ينْهَرُه نَهْراً : زَجَرَهُ كانتهرَه قال الله تعالى : " وأَمّا السَّائِلَ فلا تُنْهَرْ " . وفي الحديث : " من انتهَرَ صاحِبَ بِدْعَةٍ ملأ الله قلبه أَمْناً وإيماناً وآمنَه الله من الفزع الأَكبر " وقال الشاعر :
لا تَنْهَرَنَّ غريباً طالَ غُرْبَتُه ... فالدَّهْرُ يَضْرِبُه بالذُلِّ والمِحَنِ
حَسْبُ الغريبِ منَ البَلْوى ندامَتُهُ ... في فرقَةِ الأَهْلِ والأَحبابِ والوَطَنِ وفي التَّهذيب : نَهَرْتُه وانتهَرْته إذا استقبلِته بكلامٍ تَزْجُرُه عن خَبَرٍ . واستَنْهَرَ النَّهرُ إذا أَخذَ لِمَجراهُ مَوضِعاً مَكيناً . وكلُّ كثير جَرَى فقد نَهَرَ واستنْهَرَ . والمَنْهَرُ كمَقْعَد : مَوضِعٌ في النَّهْر يحْتَفِرُه الماءُ وفي التَّهذيب : مَوضع النَّهرِ . المَنْهَر : شَقٌّ وفي بعض الأُصول : خَرْقٌ في الحِصْنِ نافذٌ يجري منه وفي بعض الأُصول يدخل فيه ماءٌ وفي بعض النُّسَخ الماءُ ومنه حديث عَبْد الله بن سَهْل أَنَّه قُتِلَ وطُرِحَ في مَنْهَر من مَناهِر خَيْبَر . المَنْهَرَة بهاءٍ : فَضَاءٌ بينَ أَفنِيَة القَوم . وفي الأَساس : أَمامَ دارِهم للكناسات تُلْقى فيه . يقال : حَفَرَ البئرَ حتى نَهَرَ كمَنَعَ وسَمِع أَي بَلَغ الماءَ مُشْتَقٌّ من النَّهْر هكذا في التّهذيب . كأَنْهَرَ نقله الصَّاغانِيّ يقال : حَفَرْتُ حتى نَهَرْتُ وأَنْهَرْتُ أَي انتهيت إلى الماء . والنَّهَرُ مُحَرَّكَةً : السَّعَةُ والضِّياءُ وبه فسَّر بعضهم قولَه تعالى : " إنَّ المُتَّقِينَ في جَنَّاتٍ ونَهَرٍ " أَي لأَنَّ الجَنَّة ليس فيها ليلٌ إنَّما هو نورٌ يتلألأُ . وقال ثعلبٌ : نَهَرٌ : جمع نُهُر وهو جَمع الجَمْع للنَّهار . ويقال : هو واحِدُ نَهْر كما يقال شَعَرٌ وشَعْرٌ . ونَصْبُ الهاءِ أَفصح . وقال الفَرَّاءُ : " في جَنَّاتٍ ونَهَر " معناه أَنهار كقوله عزّ وجلّ " ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ " أي الأَدبار . وقال أَبو إسحاق نحوَه وأَنَّ الاسم الواحد يدلُّ على الجميع فيُجْتَزَأُ به عن الجميع ويُعبّر بالواحد عن الجَمْع . ونَهَرٌ نَهِرٌ ككَتِف : واسِعٌ . قال أَبو ذُؤَيْب :
أَقامَتْ به فابْتَنَتْ خَيْمَةً ... على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ ورواه الأَصمعيّ . وفراتٍ نَهَرْ على البدل . وكذلك ماءٌ نَهِرٌ أَي كثير . وأَنْهَرَهُ أَي النَّهرَ : وَسَّعَه . والذي في أُصول اللغة : وأَنْهَرَ الطَّعْنَةَ : وَسَّعَها . قال قيس بن الخَطيم يَصف طَعْنَةً :
مَلَكْتُ بها كَفِّي فأَنْهَرْتُ فَتْقَها ... يَرَى قائمٌ من دونِها ما وَراءَها
ويقال : طَعَنَه طَعْنَةً أَنْهَرَ فَتْقَها أي وَسَّعَه . أَنْهَرَ الدَّمَ : أَظْهَرَه وأَسالَه وصَبَّه بكثرة ومنه الحديثُ : " أَنْهِروا الدَّمَ بما شِئْتُم إلاّ الظُّفُرَ والسِّنَّ " وفي حديث آخر " ما أَنْهَرَ الدَّمَ فكُلْ " وهو مَجاز شَبَّه خروج الدَّم من موضع الذَّبْح بِجَرْيِ الماء في النَهْر . أَنْهَرَ العِرْقُ : لم يَرْقَأْ دَمُه ومعناه : سالَ مَسيلَ النَّهر كانْتَهَرَ وهذه عن الصاغانيّ . حَفَرَ فلانٌ بئراً فأَنْهَرَ : لم يُصِبْ خَيراً عن اللِّحيانيّ . أَنْهَرَت المَرأَةُ : سَمِنَتْ نقله الصَّاغانِيّ . أَنْهَرَ الدَّمُ : سالَ سيلَ النَّهْرِ . والنَّهِيرُ من الماءِ : الكثيرُ والنَّهِيرَةُ : النّاقةُ الغَزيرةُ عن ابن الأَعرابيّ وأَنشد :
حَنْدَلِسٌ غَلْباءُ مِصباحُ البُكُرْ ... نَهِيرَةُ الأَخلافِ في غَيْر فَخَرْ والنَّهارُ كسَحاب اسمٌ وهو ضِدُّ اللّيل . والنَّهار اسمٌ لكلِّ يومٍ واللّيل اسمٌ لكُلِّ ليلة لا يقال نَهار ونَهَارانِ ولا ليلٌ ولَيْلانِ إنَّما واحد النَّهار يومٌ وتَثْنِيَتُه يومانِ وضِدّ اليوم ليلة هكذا رواه الأَزهريّ عن أَبي الهيثم واختُلِفَ فيه فقال أَهلُ الشَّرْع : النَّهارُ هو ضِياءُ ما بينَ طُلوعِ الفَجْرِ إلى غُروبِ الشَّمْس أو من طلوع الشمس إلى غروبها وهذا هو الأصل . قال بعضهم : هو انتشارُ ضَوءِ البَصَرِ وافتِراقُه . وفي اللسان : واجتِماعه بدل : وافتِراقُه . وفي بعض النُّسخ : أَو انتشار . ج أَنْهُرٌ عن ابن الأَعرابيّ هكذا في النُّسخ . وفي بعض الأُصول : أَنْهِرَةٌ ونُهُرٌ بضَمَّتين عن غيره : أَو لا يُجمَعُ كالعَذابِ والسَّراب وهذه عبارة الجَوْهَرِيّ وقال بعد ذلك : فإن جَمعْت قلْت في قليله : أَنْهُرٌ وفي الكثير : نُهُر مثل سَحابٍ وسُحُب قال شيخنا : وقد سبق للمصنِّف في عَذاب أَنَّ جَمْعه أَعذِبَة وهو قياسيّ كطعام وأَطعِمَة وشَراب وأَشْرِبة انتهى وأَنشد ابن سِيدَه :
لولا الثَّريدانِ لمُتْنا بالضُّمُرْ ... ثَريدُ لَيْلٍ وثَريدٌ بالنُّهُرْ ورَجلٌ نَهِرٌ ككَتِفٍ : صاحبُ نَهارٍ على النَّسَب كما قالوا : عَمِلٌ وطَعِمٌ وسَتِهٌ قال :
" لَسْتُ بِلَيْلِيٍّ ولكنِّي نَهِرْ قال سيبويه : قوله : بلَيْلِيّ يدلُّ على أَنَّ نَهِراً على النَّسَب حتى كأنه قال : نهاريّ . ورجُلٌ نَهِرٌ أَي صاحب نَهارٍ يُغِيرُ فيه قال الأَزْهَرِيّ : وسمعْتُ العربَ تُنْشِد :
إنْ تَكُ لَيْلِيّاً فإنِّي نَهِرُ ... مَتى أَتى الصُّبْحُ فلا أَنْتَظِرُ قال ابن برِّيّ : وصوابُه على ما أَنشدَه سيبويه :
لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ ... لا أُدْلِجُ اللَّيْلَ ولكنْ أَبْتَكِرْ وقد أَنْهَرَ : صار في النَّهار . قالوا : نَهارٌ أَنْهَرُ ونَهِرٌ ككَتِفٍ كذلك كلاهما مُبالَغة كلَيْلٍ أَلْيَلُ . والنَّهارُ : فَرْخُ القَطا والغَطاطِ أَو ذَكَرُ البُومِ أَو ولَدُ الكَرَوان أَو ذَكَر الحُبَارَى ج أَنْهِرَةٌ ونُهُرٌ وأَنْثاهُ اللَّيْلُ . وقال الجَوْهَرِيّ : والنّهار فَرْخُ الحُبارى ذكره الأَصمعي في كتاب الفَرْق والليْل : فَرْخ الكَرَوان حكاه ابن برِّيّ عن يونس بن حبيب قال : وحَكَى التَّوَّزيُّ عن أَبي عُبيدةَ : أَنَّ جعفر بن سليمان قدمَ من عند المَهْديّ فبعث إلى يونس بن حبيب فقال : إنِّي وأَميرُ المُؤمنين اختلفنا في بيت الفرَزْدَقِ وهو :
والشَّيْبُ يَنْهَضُ في السَّوادِ كأَنَّهُ ... لَيْلٌ يَصيحُ بجانِبَيْه نَهارُما الليل والنَّهار ؟ فقال له : اللّيْلُ هو الليل المَعروف وكذلك النَّهار فقال جعفر : زَعَمَ المَهْدِيُّ أَنُّ الليلَ فَرْخُ الكَرَوان والنَّهارَ فرخُ الحُبارَى . قال أ [ و عبيدة : القولُ عندي ما قال يونُس وأَما الذي ذكرَه المَهدِيُّ فمعروفٌ في الغَريب ولكن ليس هذا موضعُه قال ابنُ بّرِّيّ : قد ذكرَ أَهلُ المَعاني أَنَّ المَعنى على ما قالَه يونُس وإنْ كان لمْ يُفَسِّرْه تفسيراً شافياً وأَنَّه لمّا قال ليلٌ يصيحُ بجانبيه نَهارُ فاسْتَعارَ للنَّهار الصِّياحَ لأَنَّ النَّهارَ لمّا كان آخِذاً في الإقبال والإقدام والليلُ آخذٌ في الإدْبار صار النَهارُ كأَنَّه هازمٌ والليلُ كأَنَّه مَهزومٌ ومن عادة الهازم أَنَّه يصيح على المَهزوم . والنَّهْرَوان بفتح النُّون وتثليث الرَّاءِ وبضَمِّهما وأَكثرُ ما يجري على الأَلسِنَة بكسر النُّون وهو خَطأٌ وهي ثلاثُ قرىً : أَعلى وأَوْسَطُ وأَسْفَلُ هُنَّ بين واسِطَ وبَغدادَ وهي كُورَةٌ واسعةٌ من الجانب الشَّرقيّ حَدُّها الأَعلى متصلٌ ببغداد وفيها عِدَّة بلادٍ متوسِّطة منها إسْكافٌ وجَرْجَرايا والصَّافية ودَيْرُ قُنَّى وكان بها وَقعةٌ لأَمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه مع الخوارج مشهورة . قال ياقوت وهو الآن خرابٌ ومُدُنُه وقُراهُ تِلالٌ يراها الناسُ بها والحيطان قائمةٌ لاختلاف السَّلاطين وقتالهم في أَيّام السّلجوقيّة . وكان في ممَرِّ العساكر فجلا عنه أَهلُه واستَمَرَّ خرابُه . وقد خرج منها جماعةٌ من العلماءِ والمُحَدِّثين . وبالمَغربِ مَوضعٌ يُسَمَّى النَّهْرَوان نقله ياقوت عن أَبي عبد الله الحُمَيْدِيّ في قصَّة ذكَرَها والنَّاهُورُ : السَّحاب قال الشاعر :
كأَنَّها بُهْثَةٌ تَرْعَى بأَقْرِيَةٍ ... أَو شقَّةٌ خَرجَتْ من جوفِ ناهُورِ ويُرْوَى ساهُور وهو القمَر وقد ذُكِر في موضعه . والأَنْهَران : العَوَّاءُ والسِّماكُ سُمِّيا لكَثْرَة مائهما نقله الأَزْهَرِيّ عن العرب . ونَهارُ بنُ تَوْسِعَةَ شاعرٌ من بَكْر بن وائل وهو نهار بن تَوْسِعَة بن تَميم من ولَد الحارث بن تيم الله بن ثعلبة بن عُكابَة بن صعْب بن عليّ بن بَكر بن وائل . ووقع في اللسان : شاعرٌ من تميم . وهو غَلطٌ وصوابه ما ذكَرنا . وانْتَهَرَ بطْنُه : اسْتَطْلَقَ هكذا في سائر النُّسخ وهو قول أَبي الجَرَّاح أَنْهَر بَطْنُه إذا جاءَ مثلَ مجيءِ النَّهْر . والنَّاهِرُ والنَّهِرُ ككَتِف : العِنَبُ الأَبْيضُ . قال ابن الأَعرابيّ : النَّهْرَةُ : الدَّعْوَة هكذا في نسخ الكتاب والصَّواب الدَّغْرَة بالعين مُعجَمَة والرَّاء كما ضَبطَه الصَّاغانِيّ قال : هي الخَلْسَةُ . ومما يُستدرك عليه : نَهَرَ الماءُ : جَرى في الأَرضِ . ونَهِرَ الرَّجلُ نَهَراً : أَغار في النَّهار . ونَهارٌ اسم رَجل وهو نَهارُ بنُ عبد الله العَبْدِيّ تابعيّ عِدادُه في عبد القيس يَروي عن أَبي سعيد الخُدْرِيّ . والنَّهاريُّ : الطَّعامُ يُؤكلُ أَوَّل النَّهارِ . وبَنو النَّهاريّ : قبيلةٌ من الأَشراف باليمن منهم محمد بن عمر بن موسى بن محمد بن عليّ بن يوسف النَّهاريّ المُلقَّب بقَمَر الصَّالحين المدفون في الرِّباط المنسوب إليه بجَبَل تِعَار . ونَهْرُ بن منصور المَعَافِرِيّ أبو المُفرج شَيْخٌ لابن وَهْب ذكّره ابن يونس ونَهر بن زَيد بن ليث القُضاعِيّ يُنسب إليه النَّهرِيُّون المذكورون . وفي هَمْدان : نَهْرُ بنُ مُرْهِبَة بن دُعام وفي عبد القيس صُباح بن نَهْر . والرَّائش بن نَهَار : شاعرٌ من كَلْب من بني عَبْد الله بن كنانة . ونَهْرانُ : من قُرى اليمن من أَعمال ذِمار . وأَمّا الأَنهار التي لا تُعرف إلاّ بذكر النَّهر من مَحلَّةٍ أَو قريةٍ أَو مدينة ونسب إليها المُحَدِّثون والعلماءُ والرُّواةُ فإنَّها اثنان وثمانون نَهراً أَوردَها ياقوت في المعجم وقد ذكرنا كلاًّ منها فيما يُناسبُ من محلِّ إيراده