معنى لم يصبح له وجود في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الجَيِّد نقيض
الرديء على فيعل وأَصله جَيْوِد فقلبت الواو ياء لانكسارها ومجاورتها الياء ثم
أُدغمت الياء الزائدة فيها والجمع جِياد وجيادات جمع الجمع أَنشد ابن الأَعرابي كم
كان عند بَني العوّامِ من حَسَب ومن سُيوف جِياداتٍ وأَرماحِ وفي الصحاح في جمعه
جي
الجَيِّد نقيض
الرديء على فيعل وأَصله جَيْوِد فقلبت الواو ياء لانكسارها ومجاورتها الياء ثم
أُدغمت الياء الزائدة فيها والجمع جِياد وجيادات جمع الجمع أَنشد ابن الأَعرابي كم
كان عند بَني العوّامِ من حَسَب ومن سُيوف جِياداتٍ وأَرماحِ وفي الصحاح في جمعه
جيائد بالهمز على غير قياس وجاد الشيءُ جُودة وجَوْدة أَي صار جيِّداً وأَجدت
الشيءَ فجاد والتَّجويد مثله وقد قالوا أَجْوَدْت كما قالوا أَطال وأَطْوَلَ
وأَطاب وأَطْيَبَ وأَلان وأَلْيَن على النقصان والتمام ويقال هذا شيء جَيِّدٌ
بَيِّن الجُودة والجَوْدة وقد جاد جَوْدة وأَجاد أَتى بالجَيِّد من القول أَو
الفعل ويقال أَجاد فلان في عمله وأَجْوَد وجاد عمله يَجود جَوْدة وجُدْت له بالمال
جُوداً ورجل مِجْوادٌ مُجِيد وشاعر مِجْواد أَي مُجيد يُجيد كثيراً وأَجَدْته
النقد أَعطيته جياداً واستجدت الشيء أَعددته جيداً واستَجاد الشيءَ وجَده جَيِّداً
أَو طلبه جيداً ورجل جَواد سخيّ وكذلك الأُنثى بغير هاء والجمع أَجواد كسَّروا
فَعالاً على أَفعال حتى كأَنهم إِنما كسروا فَعَلاً وجاودت فلاناً فَجُدْته أَي
غلبته بالجود كما يقال ماجَدْتُه من المَجْد وجاد الرجل بماله يجُود جُوداً بالضم
فهو جواد وقوم جُود مثل قَذال وقُذُل وإِنما سكنت الواو لأَنها حرف علة وأَجواد
وأَجاودُ وجُوُداء وكذلك امرأَة جَواد ونسوة جُود مثل نَوارٍ ونُور قال أَبو شهاب
الهذلي صَناعٌ بِإِشْفاها حَصانٌ بشَكرِها جَوادٌ بقُوت البَطْن والعِرْقُ زاخِر
قوله العرق زاخر قال ابن برّي فيه عدّة أَقوال أَحدها أَن يكون المعنى أَنها تجود
بقوتها عند الجوع وهيجان الدم والطبائع الثاني ما قاله أَبو عبيدة يقال عرق فلان
زاخر إِذا كان كريماً ينمى فيكون معنى زاخر أَنه نامٍ في الكرم الثالث أَن يكون
المعنى في زاخر أَنه بلغ زُخارِيَّه يقال بلغ النبت زخاريه إِذا طال وخرج زهره
الرابع أَن يكون العرق هنا الاسم من أَعرق الرجل إِذا كان له عرق في الكرم وفي
الحديث تجَوَّدْتُها لك أَي تخيرت الأَجود منها قال أَبو سعيد سمعت أَعرابيّاً قال
كنت أَجلس إِلى قوم يتجاوبون ويتجاودون فقلت له ما يتجاودون ؟ فقال ينظرون أَيهم
أَجود حجة وأَجواد العرب مذكورون فأَجواد أَهل الكوفة هم عكرمة بن ربعي وأَسماء بن
خارجة وعتاب بن ورقاء الرياحي وأَجواد أَهل البصرة عبيد الله بن أَبي بكرة ويكنى
أَبا حاتم وعمر بن عبدالله بن معمر التيمي وطلحة بن عبدالله بن خلف الخزاعي وهؤلاء
أَجود من أَجواد الكوفة وأَجواد الحجاز عبدالله بن جعفر بن أَبي طالب وعبيد الله
بن العباس بن عبد المطلب وهما أَجود من أَجواد أَهل البصرة فهؤلاء الأَجواد
المشهورون وأَجواد الناس بعد ذلك كثير والكثير أَجاود على غير قياس وجُود وجُودة
أَلحقوا الهاء للجمع كما ذهب إِليه سيبويه في الخؤْولة وقد جاد جُوداً وقول ساعدة
إِني لأَهْواها وفيها لامْرِئٍ جادت بِنائلها إِليه مَرْغَبُ إِنما عداه بإِلى
لأَنه في معنى مالت إِليه ونساء جُود قال الأَخطل وهُنَّ بالبَذْلِ لا بُخْلٌ ولا
جُود واستجاده طلب جوده ويقال جاد به أَبواه إِذا ولداه جواداً وقال الفرزدق قوم
أَبوهم أَبو العاصي أَجادَهُمُ قَرْمٌ نَجِيبٌ لجدّاتٍ مَناجِيبِ وأَجاده درهماً
أَعطاه إِياه وفرس جواد بَيِّنُ الجُودة والأُنثى جواد أَيضاً قال نَمَتْهُ جَواد
لا يُباعُ جَنِينُها وفي حديث التسبيح أَفضل من الحمل على عشرين جواداً وفي حديث
سليم بن صرد فسرت إِليه جواداً أَي سريعاً كالفرس الجواد ويجوز أَن يريد سيراً
جواداً كما يقال سرنا عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة وجاد الفرس أَي صار رائعاً يجود
جُودة بالضم فهو جواد للذكر والأُنثى من خيل جياد وأَجياد وأَجاويد وأَجياد جبل
بمكة صانها الله تعالى وشرّفها سمي بذلك لموضع خيل تبع وسمي قُعَيْقِعان لموضع
سلاحه وفي الحديث باعده الله من النار سبعين خريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيد المجيد
صاحب الجواد وهو الفرس السابق الجيد كما يقال رجل مُقْوٍ ومُضْعِف إِذا كانت دابته
قوية أَو ضعيفة وفي حديث الصراط ومنهم من يمر كأَجاويد الخيل هي جمع أَجواد
وأَجواد جمع جواد وقول ذروة بن جحفة أَنشده ثعلب وإِنك إِنْ حُمِلتَ على جَواد
رَمَتْ بك ذاتَ غَرْزٍ أَو رِكاب معناه إن تزوجت لم ترض امرأَتك بك شبهها بالفرس
أَو الناقة النفور كأَنها تنفر منه كما ينفر الفرس الذي لا يطاوع وتوصف الأَتان
بذلك أَنشد ثعلب إِن زَلَّ فُوه عن جَوادٍ مِئْشِيرْ أَصْلَقَ ناباهُ صِياحَ
العُصْفورْ
( * قوله « زل فوه » هكذا بالأصل والذي يظهر أنه زلقوه أي أنزلوه عن جواد إلخ قرع
بنابه على الأخرى مصوتاً غيظاً )
والجمع جياد وكان قياسه أَن يقال جِواد فتصح الواو في الجمع لتحركها في الواحد
الذي هو جواد كحركتها في طويل ولم يسمع مع هذا عنهم جِواد في التكسير البتة
فأَجروا واو جواد لوقوعها قبل الأَلف مجرى الساكن الذي هو واو ثوب وسوط فقالوا
جياد كما قالوا حياض وسياط ولم يقولوا جواد كما قالوا قوام وطوال وقد جاد في عدوه
وجوّد وأَجود وأَجاد الرجل وأَجود إِذا كان ذا دابة جواد وفرس جواد قال الأَعشى
فَمِثْلُكِ قد لَهَوْتُ بها وأَرضٍ مَهَامِهَ لا يَقودُ بها المُجِيدُ واستَجادَ
الفرسَ طلبه جَواداً وعدا عَدْواً جَواداً وسار عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة حثيثة
وعُيْبَتَين جوادين وعُقَباً جياداً وأَجواداً كذلك إِذا كانت بعيدة ويقال جوّد في
عدوه تجويداً وجاد المطر جَوْداً وبَلَ فهو جائد والجمع جَوْد مثل صاحب وصَحْب
وجادهم المطر يَجُودهم جَوْداً ومطر جَوْد بَيِّنُ الجَوْد غزيز وفي المحكم يروي
كل شيء وقيل الجود من المطر الذي لا مطر فوقه البتة وفي حديث الاستسقاء ولم يأْت
أَحد من ناحية إِلا حدَّث بالجَوْد وهو المطر الواسع الغزير قال الحسن فأَما ما
حكى سيبويه من قولهم أَخذتنا بالجود وفوقه فإِنما هي مبالغة وتشنيع وإِلاَّ فليس
فوق الجَوْد شيء قال ابن سيده هذا قول بعضهم وسماء جَوْد وصفت بالمصدر وفي كلام
بعض الأَوائل هاجت بنا سماء جَوْد وكان كذا وكذا وسحابة جَوْد كذلك حكاه ابن
الأَعرابي وجِيدَت الأَرضُ سقاها الجَوْد ومنه الحديث تركت أَهل مكة وقد جِيدُوا
أَي مُطِروا مَطَراً جَوْداً وتقول مُطِرْنا مَطْرَتين جَوْدَين وأَرض مَجُودة
أَصابها مطر جَوْد وقال الراجز والخازِبازِ السَّنَمَ المجُودا وقال الأَصمعي
الجَوْد أَن تمطر الأَرض حتى يلتقي الثريان وقول صخر الغيّ يلاعِبُ الريحَ
بالعَصْرَينِ قَصْطَلُه والوابِلُونَ وتَهْتانُ التَّجاويد يكون جمعاً لا واحد له
كالتعَّاجيب والتَّعاشيب والتباشير وقد يكون جمع تَجْواد وجادت العين تَجُود
جَوْداً وجُؤُوداً كثر دمعها عن اللحياني وحتف مُجِيدٌ حاضر قيل أُخذ من جَوْدِ
المطر قال أَبو خراش غَدَا يَرتادُ في حَجَراتِ غَيْثٍ فصادَفَ نَوْءَهُ حَتْفٌ
مُجِيدُ وأَجاده قتله وجاد بنفسه عند الموت يَجُودُ جَوْداً وجو وداً قارب أَن
يِقْضِيَ يقال هو يجود بنفسه إِذا كان في السياق والعرب تقول هو يَجُود بنفسه
معناه يسوق بنفسه من قولهم إِن فلاناً لَيُجاد إِلى فلان أَي يُساق إِليه وفي
الحديث فإِذا ابنه إِبراهيم عليه السلام يَجُود بنفسه أَي يخرجها ويدفعها كما يدفع
الإِنسان ماله يجود به قال والجود الكرم يريد أَنه كان في النزع وسياق الموت ويقال
جِيدِ فلان إِذا أَشرف على الهلاك كأَنَّ الهلاك جاده وأَنشد وقِرْنٍ قد تَرَكْتُ
لدى مِكَرٍّ إِذا ما جادَه النُّزَفُ اسْتَدانا ويقال إِني لأُجادُ إِلى لقائك أَي
أَشتاق إِليك كأَنَّ هواه جاده الشوق أَي مطره وإِنه لَيُجاد إِلى كل شيءٍ يهواه
وإِني لأُجادُ إِلى القتال لأَشتاق إِليه وجِيدَ الرجلُ يُجادُ جُواداً فهو مَجُود
إِذا عَطِش والجَوْدة العَطشة وقيل الجُوادُ بالضم جَهد العطش التهذيب وقد جِيدَ
فلان من العطش يُجاد جُواداً وجَوْدة وقال ذو الرمة تُعاطِيه أَحياناً إِذا جِيدَ
جَوْدة رُضاباً كطَعْمِ الزَّنْجِبيل المُعَسَّل أَي عطش عطشة وقال الباهلي
ونَصْرُكَ خاذِلٌ عني بَطِيءٌ كأَنَّ بِكُمْ إِلى خَذْلي جُواداً أَي عطشاً ويقال
للذي غلبه النوم مَجُود كأَن النوم جاده أَي مطره قال والمَجُود الذي يُجْهَد من
النعاس وغيره عن اللحياني وبه فسر قول لبيد ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرى عاطِفِ
النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَل أَي هو صابر على الفراش الممهد وعن الوطاءِ يعني
أَنه عطف نمرقه ووضعها تحت رأْسه وقيل معنى قوله ومجود من صبابات الكرى قيل معناه
شَيِّق وقال الأَصمعي معناه صبّ عليه من جَوْد المطر وهو الكثير منه والجُواد
النعاس وجادَه النعاس غلبه وجاده هواها شاقه والجُود الجوع قال أَبو خراش تَكادُ
يَداه تُسْلِمانِ رِداءَه من الجُود لما استَقْبلته الشَّمائلُ يريد جمع الشَّمال
وقال الأَصمعي من الجُود أَي من السخاءِ ووقع القوم في أَبي جادٍ أَي في باطل
والجُوديُّ موضع وقيل جبل وقال الزجاج هو جبل بآمد وقيل جبل بالجزيرة استوت عليه
سفينة نوح على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام وفي التنزيل العزيز واستوت على الجوديّ
وقرأَ الأَعمش واستوت على الجودي بإِرسال الياء وذلك جائز للتخفيف أَو يكون سمي
بفعل الأُنثى مثل حطي ثم أُدخل عليه الأَلف واللام عن الفراءِ وقال أُمية ابن أَبي
الصلت سبحانه ثم سبحاناً يعود له وقَبلنا سبَّح الجُوديُّ والجُمُدُ وأَبو
الجُوديّ رجل قال لو قد حداهنْ أَبو الجُودِيّ بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِيّ
مُبسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنيّ وقد روي أَبو الجُوديّ بالذال وسنذكره والجِودِياء
بالنبطية أَو الفارسية الكساء وعربه الأَعشى فقال وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها
رِجالَ إِيادٍ بأَجْيادِها وجَودان اسم الجوهري والجاديُّ الزعفران قال كثير عزة
يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ في كلِّ مَهْجَع ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفُيدُ
المَفِيدُ المَدوف
معنى
في قاموس معاجم
الصُّبْحُ أَوّل
النهار والصُّبْحُ الفجر والصَّباحُ نقيص المَساء والجمع أَصْباحٌ وهو الصَّبيحةُ
والصَّباحُ والإِصْباحُ والمُصْبَحُ قال الله عز وجل فالِقُ الإِصْباحِ قال الفراء
إِذا قيل الأَمْسَاء والأَصْباح فهو جمع المَساء والصُّبْح قال ومثله الإِبْكار
الصُّبْحُ أَوّل
النهار والصُّبْحُ الفجر والصَّباحُ نقيص المَساء والجمع أَصْباحٌ وهو الصَّبيحةُ
والصَّباحُ والإِصْباحُ والمُصْبَحُ قال الله عز وجل فالِقُ الإِصْباحِ قال الفراء
إِذا قيل الأَمْسَاء والأَصْباح فهو جمع المَساء والصُّبْح قال ومثله الإِبْكارُ
والأَبْكارُ وقال الشاعر أَفْنَى رِياحاً وذَوِي رِياحِ تَناسُخُ الإِمْساءِ
والإِصْباحِ يريد به المَساء والصُّبْحَ وحكى اللحياني تقول العربُ إِذا
تَطَيَّرُوا من الإِنسان وغيره صباحُ الله لا صَباحُك قال وإِن شئت نصبتَ
وأَصْبَحَ القومُ دخلوا في الصَّباح كما يقال أَمْسَوْا دخلوا في المساء وفي
الحديث أَصْبِحُوا بالصُّبحِ فإِنه أَعظم للأَجر أَي صلوها عند طلوع الصُّبْح يقال
أَصْبَحَ الرجل إِذا دخل في الصُّبْح وفي التنزيل وإِنكم لَتَمُرُّون عليهم
مُصْبِحِينَ وبالليل وقال سيبويه أَصْبَحْنا وأَمْسَينا أَي صرنا في حين ذاك وأَما
صَبَّحْنا ومَسَّيْنا فمعناه أَتيناه صَباحاً ومساء وقال أَبو عدنان الفرق بين
صَبَحْنا وصَبَّحْنا أَنه يقال صَبَّحْنا بلد كذا وكذا وصَبَّحْنا فلاناً فهذه
مُشَدَّدة وصَبَحْنا أَهلَها خيراً أَو شرّاً وقال النابغة وصَبَّحَه فَلْجاً فلا
زال كَعْبُه عل كلِّ من عادى من الناسِ عاليا ويقال صَبَّحَه بكذا ومسَّاه بكذا كل
ذلك جائز ويقال للرجل يُنَبَّه من سِنَةِ الغَفْلة أَصْبِحْ أَي انْتَبِهْ
وأَبْصِرْ رُشْدَك وما يُصْلِحُك وقال رؤبة أَصْبِحْ فما من بَشَرٍ مَأْرُوشِ أَي
بَشَرٍ مَعِيبٍ وقول الله عز من قائل فأَخذتهم الصَّيْحةُ مُصْبِحِين أَي أَخذتهم
الهَلَكة وقت دخولهم في الصباح وأَصْبَحَ فلان عالماً أَي صار وصَبَّحك الله بخير
دُعاء له وصَبَّحْته أَي قلت له عِمْ صَباحاً وقال الجوهري ولا يُرادُ بالتشديد
ههنا التكثير وصَبَّحَ القومَ أَتاهم غُدْوَةً وأَتيتهم صُبْحَ خامِسةٍ كما تقول
لِمُسْيِ خامسةٍ وصِبْحِ خامسة بالكسر أَي لِصَباحِ خمسة أَيام وحكى سيبويه أَتيته
صَباحَ مَساءَ من العرب من يبنيه كخمسة عشر ومنهم من يضيفه إِلا في حَدِّ الحال
أَو الظرف وأَتيته صَباحاً وذا صَباحٍ قال سيبويه لا يستعمل إِلاَّ ظرفاً وهو ظرف
غير متمكن قال وقد جاء في لغة لِخَثْعَم اسماً قال أَنس ابنُ نُهَيْكٍ عَزَمْتُ
على إِقامةِ ذي صباحٍ لأَمْرٍ ما يُسَوَّدُ ما يَسُودُ وأَتيته أُصْبُوحةَ كل يوم
وأُمْسِيَّةَ كلِّ يوم قال الأَزهري صَبَحْتُ فلاناً أَتيته صباحاً وأَما قول
بُجَيْر بن زُهير المزنيِّ وكان أَسلم صَبَحْناهمْ بأَلفٍ من سُلَيْمٍ وسَبْعٍ من
بني عُثمانَ وافى فمعناه أَتيناهم صَباحاً بأَلف رجل من سُليم وقال الراجز نحْنُ
صَبَحْنا عامراً في دارِها جُرْداً تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها يريد أَتيناها
صباحاً بخيل جُرْد وقول الشَّمَّاخ وتَشْكُو بعَيْنٍ ما أَكَلَّ رِكابَها وقيلَ
المُنادِي أَصْبَحَ القومُ أَدْلِجِي قال الأَزهري يسأَل السائل عن هذا البيت
فيقول الإِدلاج سير الليل فكيف يقول أَصبح القوم وهو يأْمر بالإِدلاج ؟ والجواب
فيه أَن العرب إِذا قربت من المكان تريده تقول قد بلغناه وإِذا قربت للساري طلوعَ
الصبح وإِن كان غير طالع تقول أَصْبَحْنا وأَراد بقوله أَصبح القومُ دنا وقتُ
دخولهم في الصباح قال وإِنما فسرته لأَن بعض الناس فسره على غير ما هو عليه
والصُّبْحة والصَّبْحة نوم الغداة والتَّصَبُّحُ النوم بالغداة وقد كرهه بعضهم وفي
الحديث أَنه نهى عن الصُّبْحة وهي النوم أَوّل النهار لأَنه وقت الذِّكر ثم وقت
طلب الكسب وفلان ينام الصُّبْحة والصَّبْحة أَي ينام حين يُصْبح تقول منه تَصَبَّح
الرجلُ وفي حديث أُم زرع أَنها قالت وعنده أَقول فلا أُقَبَّح وأَرْقُدُ
فأَتَصَبَّحُ أَرادت أَنها مَكفِيَّة فهي تنام الصُّبْحة والصُّبْحة ما
تَعَلَّلْتَ به غُدْوَةً والمِصْباحُ من الإِبل الذي يَبْرُك في مُعَرَّسه فلا
يَنْهَض حتى يُصبح وإِن أُثير وقيل المِصْبَحُ والمِصْباحُ من الإِبل التي
تُصْبِحُ في مَبْرَكها لا تَرْعَى حتى يرتفع النهار وهو مما يستحب من الإستبل وذلك
لقوَّتها وسمنها قال مُزَرِّد ضَرَبْتُ له بالسيفِ كَوْماءَ مِصْبَحاً فشُبَّتْ
عليها النارُ فهي عَقِيرُ والصَّبُوحُ كل ما أُكل أَو شرب غُدْوَةً وهو خلاف
الغَبُوقِ والصَّبُوحُ ما أَصْبَحَ عندهم من شرابهم فشربوه وحكى الأَزهري عن الليث
الصَّبُوحُ الخمر وأَنشد ولقد غَدَوْتُ على الصَّبُوحِ مَعِي شَرْبٌ كِرامُ من بني
رُهْمِ والصَّبُوحُ من اللبن ما حُلب بالغداة والصَّبُوحُ والصَّبُوحةُ الناقة
المحلوبة بالغداة عن اللحياني حكي عن العرب هذه صَبُوحِي وصَبُوحَتي والصَّبْحُ
سَقْيُكَ أَخاك صَبُوحاً من لبن والصَّبُوح ما شرب بالغداة فما دون القائلة
وفعلُكَ الإِصطباحُ وقال أَبو الهيثم الصَّبُوح اللبن يُصْطَبَحُ والناقة التي
تُحْلَبُ في ذلك الوقت صَبُوح أَيضاً يقال هذه الناقة صَبُوحِي وغَبُوقِي قال
وأَنشدنا أَبو لَيْلَى الأَعرابي ما لِيَ لا أَسْقِي حُبيْباتي صَبائِحي غَبَائقي
قَيْلاتي ؟ والقَيْلُ اللبن الذي يشرب وقت الظهيرة واصْطَبَحَ القومُ شَرِبُوا
الصَّبُوحَ وصَبَحَه يَصْبَحُه صَبْحاً وصَبَّحَه سقاه صَبُوحاً فهو مُصْطَبحٌ
وقال قُرْطُ بن التُّؤْم اليَشكُري كان ابنُ أَسماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه من
هَجْمةٍ كفَسِيلِ النَّخْل دُرَّارِ يَعشون يطعمه عشاء والهَجْمة القطعة من الإِبل
ودُرَّار من صفتها وفي الحديث وما لنا صَبِيٌّ يَصْطَبِحُ أَي ليس لنا لبن بقدر ما
يشربه الصبي بُكْرَة من الجَدْب والقحط فضلاً عن الكثير ويقال صَبَحْتُ فلاناً أَي
ناولته صَبُوحاً من لبن أَو خمر ومنه قول طرفة متى تَأْتِنِي أَصبَحْكَ كأْساً
رَوِيَّةً أَي أَسقيك كأْساً وقيل الصَّبُوحُ ما اصْطُبِحَ بالغداة حارًّا ومن
أَمثالهم السائرة في وصف الكذاب قولهم أَكْذَبُ من الآخِذِ الصَّبْحانِ قال شمر
هكذا قال ابن الأَعرابي قال وهو الحُوَارُ الذي قد شرب فَرَوِيَ فإِذا أَردت أَن
تَسْتَدِرَّ به أُمه لم يشرب لِرِيِّه دِرَّتها قال ويقال أَيضاً أَكذب من
الأَخِيذِ الصَّبْحانِ قال أَبو عدنان الأَخِيذُ الأَسيرُ والصَّبْحانُ الذي قد
اصْطَبَحَ فَرَوِيَ قال ابن الأَعرابي هو رجل كان عند قوم فصَبَحُوه حتى نَهَض
عنهم شاخصاً فأَخذه قوم وقالوا دُلَّنا على حيث كنت فقال إِنما بِتُّ بالقَفْر
فبينما هم كذلك إِذ قعد يبول فعلموا أَنه بات قريباً عند قوم فاستدلوا به عليهم
واسْتَباحوهم والمصدرُ الصَّبَحُ بالتحريك وفي المثل أَعن صَبُوحٍ تُرَقِّق ؟
يُضْرَبُ مثلاً لمن يُجَمْجِمُ ولا يُصَرِّح وقد يضرب أَيضاً لمن يُوَرِّي عن
الخَطْب العظيم بكناية عنه ولمن يوجب عليك ما لا يجب بكلام يلطفه وأَصله أَن رجلاً
من العرب نزل برجل من العرب عِشاءً فغَبَقَه لَبَناً فلما رَويَ عَلِقَ يحدّث
أُمَّ مَثْواه بحديث يُرَقِّقه وقال في خِلال كلامه إِذا كان غداً اصطحبنا وفعلنا
كذا فَفَطِنَ له المنزولُ عليه وقال أَعن صَبُوح تُرَقِّق ؟ وروي عن الشَّعْبيِّ
أَنَّ رجلاً سأَله عن رجل قَبَّل أُم امرأَته فقال له الشعبي أَعن صبوح ترقق ؟
حرمت عليه امرأَته ظن الشعبي أَنه كنى بتقبيله إِياها عن جماعها وقد ذكر أَيضاً في
رقق ورجل صَبْحانُ وامرأَة صَبْحَى شربا الصَّبُوحَ مثل سكران وسَكْرَى وفي الحديث
أَنه سئل متى تحلُّ لنا الميتة ؟ فقال ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو
تَحْتَفُّوا بَقْلاً فشأْنكم بها قال أَبو عبيج معناه إِنما لكم منها الصَّبُوحُ
وهو الغداء والغَبُوقُ وهو العَشاء يقول فليس لكم أَن تجمعوهما من الميتة قال ومنه
قول سَمُرة لبنيه يَجْزي من الضَّارُورةِ صَبُوحٌ أَو غَبُوقٌ قال الأَزهري وقال
غير أَبي عبيد معناه لما سئل متى تحل لنا الميتة ؟ أَجابهم فقال إِذا لم تجدوا من
اللبن صَبُوحاً تَتَبَلَّغونَ به ولا غَبُوقاً تَجْتزِئون به ولم تجدوا مع عَدَمكم
الصَّبُوحَ والغَبُوقَ بَقْلَةً تأْكلونها ويَهْجأُ غَرْثُكم حلَّت لكم الميتة
حينئذ وكذلك إِذا وجد الرجل غداء أَو عشاء من الطعام لم تحلَّ له الميتة قال وهذا
التفسير واضح بَيِّنٌ والله الموفق وصَبُوحُ الناقة وصُبْحَتُها قَدْرُ ما
يُحْتَلَب منها صُبْحاً ولقيته ذاتَ صَبْحة وذا صبُوحٍ أَي حين أَصْبَحَ وحين شرب
الصَّبُوحَ ابن الأَعرابي أَتيته ذاتَ الصَّبُوح وذات الغَبُوق إِذا أَتاه
غُدْوَةً وعَشِيَّةً وذا صَباح وذا مَساءٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذاتَ العُوَيمِ أَي
مذ ثلاثة أَزمان وأَعوام وصَبَحَ القومَ شَرًّا يَصْبَحُهم صَبْحاً جاءَهم به
صَباحاً وصَبَحَتهم الخيلُ وصَبَّحَتهم جاءَتهم صُبْحاً وفي الحديث أَنه صَبَّح
خَيْبَر أَي أَتاها صباحاً وفي حديث أَبي بكر كلُّ امرئٍ مُصَبَّحٌ في أَهله
والموتُ أَدْنى من شِراك نَعْلِه أَي مَأْتيٌّ بالموت صباحاً لكونه فيهم وقتئذ
ويوم الصَّباح يوم الغارة قال الأَعشى به تُرْعَفُ الأَلْفُ إِذ أُرْسِلَتْ غَداةَ
الصَّباحِ إِذا النَّقْعُ ثارا يقول بهذا الفرس يتقدَّم صاحبُه الأَلفَ من الخيل
يوم الغارة والعرب تقول إِذا نَذِرَتْ بغارة من الخيل تَفْجَؤُهم صَباحاً يا
صَباحاه يُنْذِرونَ الحَيَّ أَجْمَعَ بالنداء العالي وفي الحديث لما نزلت وأَنْذِرْ
عشيرتك الأَقربين صَعَّدَ على الصفا وقال يا صباحاه هذه كلمة تقولها العرب إِذا
صاحوا للغارة لأَنهم أَكثر ما يُغِيرون عند الصباح ويُسَمُّونَ يومَ الغارة يوم
الصَّباح فكأَنَّ القائلَ يا صباحاه يقول قد غَشِيَنا العدوُّ وقيل إِن المتقاتلين
كانوا إِذا جاءَ الليل يرجعون عن القتال فإِذا عاد النهار عادوا فكأَنه يريد بقوله
يا صباحاه قد جاءَ وقتُ الصباح فتأَهَّبوا للقتال وفي حديث سَلَمة بن الأَكْوَع
لما أُخِذَتْ لِقاحُ رسول اًّ صلى الله عليه وسلم نادَى يا صَباحاه وصَبَح الإِبلَ
يَصْبَحُها صَبْحاً سقاها غُدْوَةً وصَبَّحَ القومَ الماءَ وَرَده بهم صباحاً
والصَّابِحُ الذي يَصْبَح إِبلَه الماءَ أَي يسقيها صباحاً ومنه قول أَبي زُبَيْدٍ
حِينَ لاحتَ للصَّابِحِ الجَوْزاء وتلك السَّقْية تسميها العرب الصُّبْحَةَ وليست
بناجعة عند العرب ووقتُ الوِرْدِ المحمودِ مع الضَّحاء الأَكبر وفي حديث جرير ولا
يَحْسِرُ صابِحُها أَي لا يَكِلُّ ولا يَعْيا وهو الذي يسقيها صباحاً لأَنه يوردها
ماء ظاهراً على وجه الأَرض قال الأَزهري والتَّصْبِيحُ على وجوه يقال صَبَّحْتُ
القومَ الماءَ إِذا سَرَيْتَ بهم حتى توردهم الماءَ صباحاً ومنه قوله وصَبَّحْتُهم
ماءً بفَيْفاءَ قَفْرَةٍ وقد حَلَّقَ النجمُ اليمانيُّ فاستوى أَرادَ سَرَيْتُ بهم
حتى انتهيتُ بهم إِلى ذلك الماء وتقول صَبَّحْتُ القوم تصبيحاً إُذا أَتيتهم مع
الصباح ومنه قول عنترة يصف خيلاً وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً يَهْدِي
أَوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَي أَتينا الجِفارَ صباحاً يعني خيلاً عليها
فُرْسانها ويقال صَبَّحْتُ القومَ إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ والتَّصْبيح الغَداء
يقال قَرِّبْ إِليَّ تَصْبِيحِي وفي حديث المبعث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يَتِيماً في حجْر أَبي طالب وكان يُقَرَّبُ إِلى الصِّبْيان تَصْبِيحُهم فيختلسون
ويَكُفّ أَي يُقَرَّبُ إِليهم غداؤهم وهو اسم بُني على تَفْعِيل مثل التَرْعِيب
للسَّنام المُقَطَّع والتنبيت اسم لما نَبَتَ من الغِراس والتنوير اسم لنَوْر
الشجر والصَّبُوح الغَداء والغَبُوق العَشاء وأَصلهما في الشرب ثم استعملا في الأَكل
وفي الحديث من تَصَبَّحَ بسبع تَمراتِ عَجْوَة هو تَفَعَّلَ من صَبَحْتُ القومَ
إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ وصَبَّحْتُ بالتشديد لغة فيه والصُّبْحةُ والصَّبَحُ سواد
إِلى الحُمْرَة وقيل لون قريب إِلى الشُّهْبَة وقيل لون قريب من الصُّهْبَة
الذكَرُ أَصْبَحُ والأُنثى صَبْحاء تقول رجل أَصْبَحُ وأَسَد أَصْبَح بَيِّنُ
الصَّبَح والأَصْبَحُ من الشَّعَر الذي يخالطه بياض بحمرة خِلْقَة أَيّاً كانَ وقد
اصْباحَّ وقال الليث الصَّبَحُ شدّة الحمرة في الشَّعَر والأَصْبَحُ قريب من
الأَصْهَب وروى شمر عن أَبي نصر قال في الشعَر الصُّبْحَة والمُلْحَة ورجل
أَصْبَحُ اللحية للذي تعلو شعرَه حُمْرةٌ ومن ذلك قيل دَمٌ صِباحَيُّ لشدَّة حمرته
قال أَبو زُبيد عَبِيطٌ صُباحِيٌّ من الجَوْفِ أَشْقَرا وقال شمر الأَصْبَحُ الذي
يكون في سواد شعره حمرة وفي حديث الملاعنة إِن جاءَت به أَصْبَحَ أَصْهَبَ الأَصْبَحُ
الشديد حمرة الشعر ومنه صُبْحُ النهار مشتق من الأَصْبَح قال الأَزهري ولونُ
الصُّبْحِ الصادق يَضْرِب إِلى الحمرة قليلاً كأَنها لون الشفَق الأَوّل في أَوَّل
الليل والصَّبَحُ بَريقُ الحديد وغيره والمِصْباحُ السراج وهو قُرْطُه الذي تراه
في القِنديل وغيره والقِراطُ لغة وهو قول الله عز وجل المِصْباحُ في زُجاجةٍ
الزُّجاجةُ كأَنها كوكبٌ دُرِّيٌّ والمِصْبَحُ المِسْرَجة واسْتَصْبَح به
اسْتَسْرَجَ وفي الحديث فأَصْبِحي سِراجَك أَي أَصْلِحيها وفي حديث جابر في شُحوم
الميتة ويَسْتَصْبِحُ بها الناسُ أَي يُشْعِلونَ بها سُرُجَهم وفي حديث يحيى بن
زكريا عليهما السلام كان يَخْدُم بيتَ المقدِس نهاراً ويُصْبِحُ فيه ليلاً أَي
يُسْرِجُ السِّراح والمَصْبَح بالفتح موضع الإِصْباحِ ووقتُ الإِصْباح أَيضاً قال
الشاعر بمَصْبَح الحمدِ وحيثُ يُمْسِي وهذا مبني على أَصل الفعل قبل أَن يزاد فيه
ولو بُني على أَصْبَح لقيل مُصْبَح بضم الميم قال الأَزهري المُصْبَحُ الموضع الذي
يُصْبَحُ فيه والمُمْسى المكان الذي يُمْسَى فيه ومنه قوله قريبةُ المُصْبَحِ من
مُمْساها والمُصْبَحُ أَيضاً الإِصباحُ يقال أَصْبَحْنا إِصباحاً ومُصْبَحاً وقول
النمر بن تَوْلَبٍ فأَصْبَحْتُ والليلُ مُسمْتَحْكِمٌ وأَصْبَحَتِ الأَرضُ بَحْراً
طَما فسره ابن الأَعرابي فقال أَصْبَحْتُ من المِصْباحِ وقال غيره شبه البَرْقَ
بالليل بالمِصْباح وشدَّ ذلك قولُ أَبي ذؤَيب أَمِنْك بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ
أَرْقُبُه ؟ كأَنه في عِراصِ الشامِ مِصْباحُ فيقول النمر بن تولب شِمْتُ هذا
البرق والليلُ مُسْتَحْكِم فكأَنَّ البرقَ مِصْباح إِذ المصابيح إِنما توقد في
الظُّلَم وأَحسن من هذا أَن يكون البرقُ فَرَّج له الظُّلْمةَ حتى كأَنه صُبْح
فيكون أَصبحت حينئذ من الصَّباح قال ثعلب معناه أَصْبَحْتُ فلم أَشْعُر بالصُّبح
من شدّة الغيم والشَّمَعُ مما يُصْطَبَحُ به أَي يُسْرَجُ به والمِصْبَحُ
والمِصْباحُ قَدَحٌ كبير عن أَبي حنيفة والمَصابيح الأَقْداح التي يُصْطبح بها
وأَنشد نُهِلُّ ونَسْعَى بالمَصابِيحِ وَسْطَها لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ
مُجْمَعُ ومَصابيحُ النجوم أَعلام الكواكب واحدها مِصْباح والمِصْباح السِّنانُ
العريضُ وأَسِنَّةٌ صُباحِيَّةٌ كذلك قال ابن سيده لا أَدري إِلامَ نُسِبَ
والصَّباحةُ الجَمال وقد صَبُحَ بالضم يَصْبُح صَباحة وأَما من الصَّبَح فيقال
صَبِحَ
( * قوله « فيقال صبح إلخ » أي من باب فرح كما في القاموس ) يَصْبَحُ صَبَحاً فهو
أَصْبَحُ الشعر ورجل صَبِيحٌ وصُباحٌ بالضم جميل والجمع صِباحٌ وافق الذين يقولون
فُعال الذين يقولون فَعِيل لاعتِقابهما كثيراً والأُنثى فيهما بالهاء والجمع
صِباحٌ وافق مذكره في التكسير لاتفاقهما في الوصفية وقد صَبُحَ صَباحة وقال الليث
الصَّبِيح الوَضِيءُ الوجه وذو أَصْبَحَ مَلِكٌ من ملوك حِمْيَر
( * قوله « ملك من ملوك حمير » من أَجداد الإمام مالك بن أنس )
وإِليه تنسب السِّياطُ الأَصْبَحِيَّة والأَصْبَحِيُّ السوط وصَباحٌ حيّ من العرب
وقد سَمَّتْ صُبْحاً وصَباحاً وصُبَيْحاً وصَّبَّاحاً وصَبِيحاً ومَضْبَحاً وبنو
صُباح بطون بطن في ضَبَّة وبطن في عبد القَيْس وبطن في غَنِيٍّ وصُباحُ حيّ من
عُذْرَة ومن عبد القَيْسِ وصُنابِحُ بطن من مُراد
معنى
في قاموس معاجم
وجَد مطلوبه
والشيء يَجِدُه وُجُوداً ويَجُده أَيضاً بالضم لغة عامرية لا نظير لها في باب
المثال قال لبيد وهو عامريّ لو شِئْت قد نَقَعَ الفُؤادُ بِشَرْبةٍ تَدَعُ
الصَّوادِيَ لا يَجُدْنَ غَلِيلا بالعَذبِ في رَضَفِ القِلاتِ مَقِيلةً قَِضَّ
الأَباطِحِ لا ي
وجَد مطلوبه
والشيء يَجِدُه وُجُوداً ويَجُده أَيضاً بالضم لغة عامرية لا نظير لها في باب
المثال قال لبيد وهو عامريّ لو شِئْت قد نَقَعَ الفُؤادُ بِشَرْبةٍ تَدَعُ
الصَّوادِيَ لا يَجُدْنَ غَلِيلا بالعَذبِ في رَضَفِ القِلاتِ مَقِيلةً قَِضَّ
الأَباطِحِ لا يَزالُ ظَلِيلا قال ابن بريّ الشعر لجرير وليس للبيد كما زعم وقوله
نَقَعَ الفؤادُ أَي روِيَ يقال نَقَعَ الماءُ العطشَ أَذْهبه نَقْعاً ونُقوعاً
فيهما والماء الناقعُ العَذْبُ المُرْوي والصَّادِي العطشان والغليل حَرُّ العطش
والرَّضَفُ الحجارة المرضوفةُ والقِلاتُ جمع قَلْت وهو نقرة في الجبل يُستَنْقَعُ
فيها ماء السماء وقوله قَِضّ الأَباطِحِ يريد أَنها أَرض حَصِبةٌ وذلك أَعذب للماء
وأَصفى قال سيبويه وقد قال ناس من العرب وجَدَ يَجُدُ كأَنهم حذفوها من يَوْجُد
قال وهذا لا يكادُ يوجَدُ في الكلام والمصدر وَجْداً وجِدَةً ووُجْداً ووجُوداً
ووِجْداناً وإِجْداناً الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد وآخَر مُلْتاث تَجُرُّ
كِساءَه نَفَى عنه إِجْدانُ الرِّقِين المَلاوِيا قال وهذا يدل على بَدَل الهمزة
من الواو المكسورة كما قالوا إِلْدةٌ في وِلْدَة وأَوجَده إِياه جَعَلَه يَجِدُه
عن اللحياني ووَجَدْتَني فَعَلْتُ كذا وكذا ووَجَدَ المالَ وغيرَه يَجِدُه وَجْداً
ووُجْداً وجِدةً التهذيب يقال وجَدْتُ في المالِ وُجْداً ووَجْداً ووِجْداً
ووِجْداناً وجِدَةً أَي صِرْتُ ذا مال ووَجَدْت الضَّالَّة وِجْداناً قال وقد
يستعمل الوِجْدانُ في الوُجْد ومنه قول العرب وِجْدانُ الرِّقِين يُغَطِّي أَفَنَ
الأَفِين وفي حديث اللقطة أَيها الناشدُ غيرُك الواجِدُ مِن وَجَدَ الضَّالّة
يَجِدُها وأَوجده الله مطلوبَه أَي أَظفره به والوُجْدُ والوَجْدُ والوِجْدُ
اليسار والسَّعةُ وفي التنزيل العزيز أَسكِنُوهُنَّ من حيثُ سكَنْتم من وَجْدِكم
وقد قرئ بالثلاث أَي من سَعَتكم وما ملكتم وقال بعضهم من مساكنكم والواجِدُ
الغنِيُّ قال الشاعر الحمدُ للَّه الغَنِيِّ الواجِد وأَوجَده الله أَي أَغناه وفي
أَسماء الله عز وجل الواجدُ هو الغني الذي لا يفتقر وقد وجَدَ تَجِدُ جِدة أَي
استغنى غنًى لا فقر بعده وفي الحديث لَيُّ الواجِدِ يُحِلّ عُقُوبَتَه وعِرْضَه
أَي القادرِ على قضاء دينه وقال الحمد لله الذي أَوْجَدَني بعد فقر أَي أَغناني
وآجَدَني بعد ضعف أَي قوّاني وهذا من وَجْدِي أَي قُدْرتي وتقول وجَدْت في الغِنى
واليسار وجْداً ووِجْداناً
( * قوله « وجداً ووجداناً » واو وجداً مثلثة أفاده القاموس ) وقال أَبو عبيد
الواجدُ الذي يَجِدُ ما يقضي به دينه ووُجِدَ الشيءُ عن عدَم فهو موجود مثل حُمّ
فهو محموم وأَوجَدَه الله ولا يقال وجَدَه كما لا يقال حَمّه ووَجَد عليه في
الغَضب يَجُدُ ويَجِدُ وَجْداً وجِدَةً وموجَدةً ووِجْداناً غضب وفي حديث الإِيمان
إِني سائلك فلا تَجِدْ عليّ أَي لا تَغْضَبْ من سؤالي ومنه الحديث لم يَجِدِ
الصائمُ على المُفْطر وقد تكرَّرَ ذكره في الحديث اسماً وفعلاً ومصدراً وأَنشد
اللحياني قول صخر الغيّ كِلانا رَدَّ صاحِبَه بِيَأْسٍ وتَأْنِيبٍ ووِجْدانٍ
شَديدِ فهذا في الغضب لأَن صَخْرَ الغيّ أَيأَسَ الحَمامَة من ولدها فَغَضِبَتْ
عليه ولأَن الحمامة أَيْأَسته من ولده فغَضِبَ عليها ووَجَدَ به وَجْداً في
الحُبِّ لا غير وإِنه ليَجِدُ بفلانة وَجْداً شديداً إِذا كان يَهْواها ويُحِبُّها
حُبّاً شديداً وفي الحديث حديث ابن عُمر وعُيينة بن حِصْن والله ما بطنها بوالد
ولا زوجها بواجد أَي أَنه لا يحبها وقالت شاعرة من العرب وكان تزوجها رجل من غير
بلدها فَعُنِّنَ عنها مَنْ يُهْدِ لي مِن ماءٍ بَقْعاءَ شَرْبةً فإِنَّ له مِنْ
ماءِ لِينةَ أَرْبعَا لقد زادَني وَجْداً بِبَقْعاءَ أَنَّني وَجَدْتُ مَطايانا
بِلِينةَ ظُلَّعا فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ بالرَّمْلِ أَنني بَكَيْتُ فلم
أَترُكْ لِعَيْنَيَّ مَدْمَعا ؟ تقول من أَهدى لي شربة من ماءِ بَقْعاءَ على ما هو
من مَرارة الطعم فإِن له من ماءِ لِينةَ على ما هو به من العُذوبةِ أَربعَ شربات
لأَن بقعاء حبيبة إِليَّ إِذ هي بلدي ومَوْلِدِي ولِينةُ بَغِيضَةٌ إِليّ لأَن
الذي تزوجني من أَهلها غير مأْمون عليّ وإِنما تلك كناية عن تشكيها لهذا الرجل حين
عُنِّنَ عنها وقولها لقد زادني حبّاً لبلدتي بقعاء هذه أَن هذا الرجل الذي تزوجني
من أَهل لينة عنن عني فكان كالمطية الظالعة لا تحمل صاحبها وقولها فمن مبلغ تربيّ
( البيت ) تقول هل من رجل يبلغ صاحِبَتَيَّ بالرمل أَن بعلي ضعف عني وعنن فأَوحشني
ذلك إِلى أَن بكيت حتى قَرِحَتْ أَجفاني فزالت المدامع ولم يزل ذلك الجفن الدامع
قال ابن سيده وهذه الأَبيات قرأْتها على أَبي العلاء صاعد بن الحسن في الكتاب
الموسوم بالفصوص ووجَد الرجلُ في الحزْن وَجْداً بالفتح ووَجِد كلاهما عن اللحياني
حَزِنَ وقد وَجَدْتُ فلاناً فأَنا أَجِدُ وَجْداً وذلك في الحزن وتَوَجَّدْتُ
لفلان أَي حَزِنْتُ له أَبو سعيد تَوَجَّد فلان أَمر كذا إِذا شكاه وهم لا
يَتَوَجَّدُون سهر ليلهم ولا يَشْكون ما مسهم من مشقته