معنى مثل العدالة في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
العَدْل ما قام
في النفوس أَنه مُسْتقيم وهو ضِدُّ الجَوْر عَدَل الحاكِمُ في الحكم يَعْدِلُ
عَدْلاً وهو عادِلٌ من قوم عُدُولٍ وعَدْلٍ الأَخيرة اسم للجمع كتَجْرِ وشَرْبٍ
وعَدَل عليه في القضيَّة فهو عادِلٌ وبَسَطَ الوالي عَدْلَه ومَعْدِلَته وفي
أَسماء ال
العَدْل ما قام
في النفوس أَنه مُسْتقيم وهو ضِدُّ الجَوْر عَدَل الحاكِمُ في الحكم يَعْدِلُ
عَدْلاً وهو عادِلٌ من قوم عُدُولٍ وعَدْلٍ الأَخيرة اسم للجمع كتَجْرِ وشَرْبٍ
وعَدَل عليه في القضيَّة فهو عادِلٌ وبَسَطَ الوالي عَدْلَه ومَعْدِلَته وفي
أَسماء الله سبحانه العَدْل هو الذي لا يَمِيلُ به الهوى فيَجورَ في الحكم وهو في
الأَصل مصدر سُمِّي به فوُضِعَ مَوْضِعَ العادِلِ وهو أَبلغ منه لأَنه جُعِلَ
المُسَمَّى نفسُه عَدْلاً وفلان من أَهل المَعْدِلة أَي من أَهل العَدْلِ
والعَدْلُ الحُكْم بالحق يقال هو يَقْضي بالحق ويَعْدِلُ وهو حَكَمٌ عادِلٌ ذو
مَعْدَلة في حكمه والعَدْلُ من الناس المَرْضِيُّ قولُه وحُكْمُه وقال الباهلي رجل
عَدْلٌ وعادِلٌ جائز الشهادة ورَجُلٌ عَدْلٌ رِضاً ومَقْنَعٌ في الشهادة قال ابن
بري ومنه قول كثير وبايَعْتُ لَيْلى في الخَلاء ولم يَكُنْ شُهودٌ على لَيْلى
عُدُولٌ مَقَانِعُ ورَجُلٌ عَدْلٌ بيِّن العَدْلِ والعَدَالة وُصِف بالمصدر معناه
ذو عَدْلٍ قال في موضعين وأَشْهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم وقال يَحْكُم به ذَوَا
عَدْلٍ منكم ويقال رجل عَدْلٌ ورَجُلانِ عَدْلٌ ورِجالٌ عَدْلٌ وامرأَة عَدْلٌ
ونِسْوةٌ عَدْلٌ كلُّ ذلك على معنى رجالٌ ذَوُو عَدْلٍ ونِسوةٌ ذوات عَدْلٍ فهو لا
يُثَنَّى ولا يجمع ولا يُؤَنَّث فإِن رأَيته مجموعاً أَو مثنى أَو مؤَنثاً فعلى
أَنه قد أُجْرِي مُجْرى الوصف الذي ليس بمصدر وقد حكى ابن جني امرأَة عَدْلة
أَنَّثوا المصدر لما جرى وصفاً على المؤنث وإِن لم يكن على صورة اسم الفاعل ولا هو
الفاعل في الحقيقة وإِنما اسْتَهْواه لذلك جَرْيُها وصفاً على المؤنث وقال ابن جني
قولهم رجل عَدْلٌ وامرأَة عَدْل إِنما اجتمعا في الصفة المُذَكَّرة لأَن التذكير
إِنما أَتاها من قِبَل المصدرية فإِذا قيل رجل عَدْلٌ فكأَنه وصف بجميع الجنس مبالغةً
كما تقول استَوْلى على الفَضْل وحاز جميعَ الرِّياسة والنُّبْل ونحو ذلك فوُصِف
بالجنس أَجمع تمكيناً لهذا الموضع وتوكيداً وجُعِل الإِفراد والتذكير أَمارةً
للمصدر المذكور وكذلك القول في خَصْمٍ ونحوه مما وُصِف به من المصادر قال فإِن قلت
فإِن لفظ المصدر قد جاء مؤنثاً نحو الزِّيادة والعِيادة والضُّؤُولة والجُهومة
والمَحْمِيَة والمَوْجِدة والطَّلاقة والسَّباطة ونحو ذلك فإِذا كان نفس المصدر قد
جاء مؤَنثاً فما هو في معناه ومحمول بالتأْويل عليه أَحْجى بتأْنيثه قيل الأَصل
لقُوَّته أَحْمَلُ لهذا المعنى من الفرع لضعفه وذلك أَن الزِّيادة والعيادة
والجُهومة والطَّلاقة ونحو ذلك مصادر غير مشكوك فيها فلحاقُ التاء لها لا
يُخْرِجها عما ثبت في النفس من مَصدَرِيَّتها وليس كذلك الصفة لأَنها ليست في
الحقيقة مصدراً وإِنما هي مُتَأَوَّلة عليه ومردودة بالصَّنْعة إِليه ولو قيل رجُلٌ
عَدْلٌ وامرأَة عَدْلة وقد جَرَت صفة كما ترى لم يُؤْمَنْ أَن يُظَنَّ بها أَنها
صفة حقيقية كصَعْبة من صَعْبٍ ونَدْبة من نَدْبٍ وفَخْمة من فَخْمٍ فلم يكن فيها
من قُوَّة الدلالة على المصدرية ما في نفس المصدر نحو الجُهومة والشُّهومة
والخَلاقة فالأُصول لقُوَّتها يُتَصَرَّف فيها والفروع لضعفها يُتَوَقَّف بها
ويُقْتَصر على بعض ما تُسَوِّغه القُوَّةُ لأُصولها فإِن قيل فقد قالوا رجل عَدْل
وامرأَة عَدْلة وفرسٌ طَوْعة القِياد وقول أُميَّة والحَيَّةُ الحَتْفَةُ
الرَّقْشاءُ أَخْرَجَهَا من بيتِها آمِناتُ اللهِ والكَلِمُ قيل هذا قد خَرَجَ على
صورة الصفة لأَنهم لم يُؤْثِروا أَن يَبْعُدوا كلَّ البُعْد عن أَصل الوصف الذي
بابه أَن يَقع الفَرْقُ فيه بين مُذَكره ومؤَنَّثه فجرى هذا في حفظ الأُصول
والتَّلَفُّت إِليها للمُباقاة لها والتنبيه عليها مَجْرى إِخراج بعض المُعْتَلِّ
على أَصله نحو استَحْوَذَ وضَنِنُوا ومَجرى إِعمال صُغْتُه وعُدْتُه وإِن كان قد
نُقِل إِلى فَعُلْت لما كان أَصله فَعَلْت وعلى ذلك أَنَّث بعضُهم فقال خَصْمة
وضَيْفة وجَمَع فقال يا عَيْنُ هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ إِذ قُمْنا وقامَ
الخُصومُ في كَبَد ؟ وعليه قول الآخر إِذا نزَلَ الأَضْيافُ كان عَذَوَّراً على
الحَيِّ حتى تَسْتَقِلَّ مَراجِلُه والعَدالة والعُدولة والمَعْدِلةُ والمَعْدَلةُ
كلُّه العَدْل وتعديل الشهود أَن تقول إِنهم عُدُولٌ وعَدَّلَ الحُكْمَ أَقامه
وعَدَّلَ الرجلَ زَكَّاه والعَدَلةُ والعُدَلةُ المُزَكُّون الأَخيرة عن ابن
الأَعرابي قال القُرْمُليُّ سأَلت عن فلان العُدَلة أَي الذين يُعَدِّلونه وقال
أَبو زيد يقال رجل عُدَلة وقوم عُدَلة أَيضاً وهم الذين يُزَكُّون الشهودَ وهم
عُدُولٌ وقد عَدُلَ الرجلُ بالضم عَدالةً وقوله تعالى وأَشهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ
منكم قال سعيد بن المسيب ذَوَيْ عَقْل وقال إِبراهيم العَدْلُ الذي لم تَظْهَر منه
رِيبةٌ وكَتَب عبدُ الملك إِلى سعيد بن جُبَير يسأَله عن العَدْل فأَجابه إِنَّ
العَدْلَ على أَربعة أَنحاء العَدْل في الحكم قال الله تعالى وإِن حَكَمْتَ
( * قوله « قال الله تعالى وان حكمت إلخ » هكذا في الأصل ومثله في التهذيب
والتلاوة بالقسط ) فاحْكُمْ بينهم بالعَدْل والعَدْلُ في القول قال الله تعالى
وإِذا قُلْتُم فاعْدِلوا والعَدْل الفِدْية قال الله عز وجل لا يُقْبَل منها
عَدْلٌ والعَدْل في الإِشْراك قال الله عز وجل ثم الذين كفروا برَبِّهم يَعْدِلون
أَي يُشْرِكون وأَما قوله تعالى ولن تَسْتَطِيعوا أَن تَعْدِلوا بين النساء ولو
حَرَصْتُم قال عبيدة السَّلماني والضَّحَّاك في الحُبِّ والجِماع وفلان يَعْدِل
فلاناً أَي يُساوِيه ويقال ما يَعْدِلك عندنا شيءٌ أَي ما يقَع عندنا شيءٌ
مَوْقِعَك وعَدَّلَ المَوازِينَ والمَكاييلَ سَوَّاها وعَدَلَ الشيءَ يَعْدِلُه
عَدْلاً وعادَله وازَنَه وعادَلْتُ بين الشيئين وعَدَلْت فلاناً بفلان إِذا
سَوَّيْت بينهما وتَعْدِيلُ الشيء تقويمُه وقيل العَدْلُ تَقويمُك الشيءَ بالشيءِ
من غير جنسه حتى تجعله له مِثْلاً والعَدْلُ والعِدْلُ والعَدِيلُ سَواءٌ أَي
النَّظِير والمَثِيل وقيل هو المِثْلُ وليس بالنَّظِير عَيْنه وفي التنزيل أَو
عَدْلُ ذلك صِياماً قال مُهَلْهِل على أَنْ ليْسَ عِدْلاً من كُلَيْبٍ إِذا
بَرَزَتْ مُخَبَّأَةُ الخُدُور والعَدْلُ بالفتح أَصله مصدر قولك عَدَلْت بهذا عَدْلاً
حَسَنًا تجعله اسماً للمِثْل لِتَفْرُق بينه وبين عِدْل المَتاع كما قالوا امرأَة
رَزانٌ وعَجُزٌ رَزِينٌ للفَرْق والعَدِيلُ الذي يُعادِلك في الوَزْن والقَدر قال
ابن بري لم يشترط الجوهري في العَدِيل أَن يكون إِنساناً مثله وفَرَق سيبويه بين
العَدِيل والعِدْل فقال العَدِيلُ من عادَلَك من الناس والعِدْلُ لا يكون إِلاَّ
للمتاع خاصَّة فبَيَّن أَنَّ عَدِيل الإِنسان لا يكون إِلاَّ إِنساناً مثله وأَنَّ
العِدْل لا يكون إِلاَّ للمتاع وأَجاز غيرُه أَن يقال عندي عِدْلُ غُلامِك أَي
مِثْله وعَدْلُه بالفتح لا غير قيمتُه وفي حديث قارئ القرآن
( * قوله « وفي حديث قارئ القرآن إلخ » صدره كما في هامش النهاية فقال رجل يا رسول
الله أرأيتك النجدة تكون في الرجل ؟ فقال ليست إلخ وبهذا يعلم مرجع الضمير في ليست
وقوله قال ابن الاثير إلخ عبارته في النهاية قد تكرر ذكر العدل والعدل بالكسر
والفتح في الحديث وهما بمعنى المثل وقيل هو بالفتح الى آخر ما هنا )
وصاحب الصَّدَقة فقال ليْسَتْ لهما بعَدْل هو المِثْل قال ابن الأَثير هو بالفتح
ما عادَله من جنسه وبالكسر ما ليس من جنسه وقيل بالعكس وقول الأَعلم مَتى ما
تَلْقَني ومَعي سِلاحِي تُلاقِ المَوْتَ لَيْس له عَدِيلُ يقول كأَنَّ عَدِيلَ
الموت فَجْأَتُه يريد لا مَنْجَى منه والجمع أَعْدالٌ وعُدَلاءُ وعَدَل الرجلَ في
المَحْمِل وعَادَلَهُ رَكِب معه وفي حديث جابر إِذا جاءت عَمَّتي بأَبي وخالي
مَقْتولَيْنِ عادَلْتُهما على ناضِحٍ أَي شَدَدْتُهما على جَنْبَي البَعير
كالعِدْلَيْن وعَدِيلُك المُعادِلُ لك والعِدْل نِصْف الحِمْل يكون على أَحد جنبي
البعير وقال الأَزهري العِدْل اسم حِمْل مَعْدُولٍ بحِمْلٍ أَي مُسَوًّى به والجمع
أَعْدالٌ وعُدُولٌ عن سيبويه وقال الفراء في قوله تعالى أَو عَدْل ذلك صياماً قال
العَدْلُ ما عادَلَ الشيءَ من غير جنسه ومعناه أَي فِداءُ ذلك والعِدْلُ المِثْل
مِثْل الحِمْل وذلك أَن تقول عندي عِدْلُ غُلامِك وعِدْلُ شاتك إِذا كانت شاةٌ
تَعْدِل شاةً أَو غلامٌ يَعْدِل غلاماً فإِذا أَردت قيمته من غير جنسه نَصَبْت
العَيْن فقلت عَدْل وربما كَسَرها بعضُ العرب قال بعض العرب عِدْله وكأَنَّه منهم
غلطٌ لتَقارُب معنى العَدْل من العِدْل وقد أَجمعوا على أَن واحد الأَعدال عِدْل
قال ونُصِب قوله صياماً على التفسير كأَنَّه عَدْلُ ذلك من الصِّيام وكذلك قوله
مِلْء الأَرضِ ذَهباً وقال الزجاج العَدْلُ والعِدْلُ واحد في معنى المِثْل قال
والمعنى واحد كان المِثْلُ من الجنس أَو من غير الجنس قال أَبو إِسحق ولم يقولوا
إِن العرب غَلِطَت وليس إِذا أَخطأَ مُخْطِئٌ وجَب أَن يقول إِنَّ بعض العرب غَلِط
وقرأَ ابن عامر أَو عِدْلُ ذلك صِياماً بكسر العين وقرأَها الكسائي وأَهل المدينة
بالفتح وشَرِبَ حتى عَدَّل أَي صار بطنه كالعِدْل وامْتَلأ قال الأَزهري وكذلك
عَدَّنَ وأَوَّنَ بمعناه ووقع المُصْطَرِعانِ عِدْلَيْ بعيرٍ أَي وَقَعا مَعاً ولم
يَصْرَع أَحدُهما الآخر والعَدِيلتان الغِرَارتانِ لأَن كل واحدة منهما تُعادِل
صاحبتَها الأَصمعي يقال عَدَلْت الجُوالِقَ على البعير أَعْدِله عَدْلاً يُحْمَل
على جَنْب البعير ويُعْدَل بآخر ابن الأَعرابي العَدَلُ محرّكٌ تسوية الأَوْنَيْن
وهما العِدْلانِ ويقال عَدَلْت أَمتعةَ البيت إِذا جَعَلْتها أَعدالاً مستوية
للاعْتِكام يومَ الظَّعْن والعدِيل الذي يُعادِلُك في المَحْمِل والاعْتِدالُ
تَوَسُّطُ حالٍ بين حالَيْن في كَمٍّ أَو كَيْفٍ كقولهم جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ بين
الطُّول والقِصَر وماء مُعْتَدِلٌ بين البارد والحارِّ ويوم مُعْتَدِلٌ طيِّب
الهواء ضدُّ مُعْتَذِل بالذال المعجمة وكلُّ ما تَناسَبَ فقد اعْتَدَل وكلُّ ما
أَقَمْته فقد عَدَلْته وزعموا أَن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال الحمد لله الذي
جَعَلَني في قَوْمٍ إِذا مِلْتُ عَدَلُوني كما يُعْدَل السَّهْم في الثِّقافِ أَي
قَوَّمُوني قال صَبَحْتُ بها القَوْمَ حتى امْتَسَكْ تُ بالأَرض أَعْدِلُها أَن
تَمِيلا وعَدَّلَه كعَدَلَه وإِذا مالَ شيءٌ قلت عَدَلته أَي أَقمته فاعْتَدَل أَي
استقام ومن قرأَ قول الله عز وجل خَلَقَكَ فَسوّاك فَعَدَلك بالتخفيف في أَيِّ
صورةٍ ما شاء قال الفراءُ من خَفَّف فَوجْهُه والله أَعلم فَصَرَفك إِلى أَيِّ
صورة ما شاء إِمَّا حَسَنٍ وإِمَّا قبيح وإِمَّا طَويل وإِمَّا قَصير وهي قراءة
عاصم والأَخفش وقيل أَراد عَدَلك من الكفر إِلى الإِيمان وهي نِعْمة
( * قوله « وهي نعمة » كذا في الأصل وعبارة التهذيب وهما نعمتان ) ومن قرأَ
فعَدَّلك فشَدَّد قال الأَزهري وهو أَعجبُ الوجهين إِلى الفراء وأَجودُهما في العربية
فمعناه قَوَّمك وجَعَلَك مُعْتدلاً مُعَدَّل الخَلْق وهي قراءة نافع وأَهل الحجاز
قال واخْتَرْت عَدَّلك لأَنَّ المطلوب الإثنتين التركيب أَقوى في العربية من أَن
تكون في العَدْل لأَنك تقول عَدَلْتك إِلى كذا وصَرَفتك إِلى كذا وهذا أَجودُ في
العربية من أَن تقول عَدَلْتك فيه وصَرَفْتك فيه وقد قال غير الفراء في قراءة من
قرأَ فَعَدَلك بالتخفيف إِنه بمعنى فَسَوّاك وقَوَّمك من قولك عَدَلْت الشيء
فاعْتَدل أَي سَوّيْته فاسْتَوَى ومنه قوله وعَدَلْنا مَيْلَ بَدْر فاعْتَدَل أَي
قَوَّمْناه فاستقام وكلُّ مُثَقَّفٍ مُعْتَدِلٌ وعَدَلْت الشيءَ بالشيء أَعْدِلُه
عُدولاً إِذا ساويته به قال شَمِر وأَما قول الشاعر أَفَذاكَ أَمْ هِي في النَّجا
ءِ لِمَنْ يُقارِبُ أَو يُعادِل ؟ يعني يُعادِلُ بي ناقته والثَّوْر واعْتَدَل
الشِّعْرُ اتَّزَنَ واستقام وعَدَّلْته أَنا ومنه قول أَبي علي الفارسي لأَن
المُرَاعى في الشِّعْر إِنما هو تعديل الأَجزاء وعَدَّل القَسَّامُ الأَنْصِباءَ
للقَسْمِ بين الشُّركاء إِذا سَوّاها على القِيَم وفي الحديث العِلْم ثلاثة منها
فَرِيضةٌ عادِلَةٌ أَراد العَدْل في القِسْمة أَي مُعَدَّلة على السِّهام المذكورة
في الكتاب والسُّنَّة من غير جَوْر ويحتمل أَن يريد أَنها مُسْتَنْبَطة من الكتاب
والسُّنَّة فتكون هذه الفَريضة تُعْدَل بما أُخِذ عنهما وقولهم لا يُقْبَل له
صَرْفٌ ولا عَدْلٌ قيل العَدْل الفِداء ومنه قوله تعالى وإِنْ تَعْدِلْ كلَّ
عَدْلٍ لا يؤخَذْ منها أَي تَفْدِ كُلَّ فِداء وكان أَبو عبيدة يقول وإِنْ
تُقْسِطْ كلَّ إِقْساط لا يُقْبَلْ منها قال الأَزهري وهذا غلط فاحش وإِقدام من
أَبي عبيدة على كتاب الله تعالى والمعنى فيه لو تَفْتدي بكل فداء لا يُقْبَل منها
الفِداءُ يومئذ ومثله قوله تعالى يَوَدُّ المُجْرِمُ لو يَفْتَدي من عذاب يَوْمئذٍ
ببَنِيه ( الآية ) أَي لا يُقْبَل ذلك منه ولا يُنْجيه وقيل العَدْل الكَيْل وقيل
العَدْل المِثْل وأَصله في الدِّية يقال لم يَقْبَلوا منهم عَدْلاً ولا صَرْفاً
أَي لم يأْخذوا منهم دية ولم يقتلوا بقتيلهم رجلاً واحداً أَي طلبوا منهم أَكثر من
ذلك وقيل العَدْل الجزاء وقيل الفريضة وقيل النافلة وقال ابن الأَعرابي العَدْل
الاستقامة وسيذكر الصَّرْف في موضعه وفي الحديث من شَرِبَ الخَمْر لم يَقْبَل
اللهُ منه صَرْفاً ولا عَدْلاً أَربعين ليلة قيل الصَّرْف الحِيلة والعَدْل
الفدْية وقيل الصَّرْف الدِّية والعَدْلُ السَّوِيَّة وقيل العَدْل الفريضة
والصَّرْف التطَوُّع وروى أَبو عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر المدينة
فقال من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً أَو آوى مُحْدِثاً لم يقبلِ الله منه صَرْفاً ولا
عَدْلاً روي عن مكحول أَنه قال الصَّرْف التَّوبة والعَدْل الفِدْية قال أَبو عبيد
وقوله من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً الحَدَثُ كلُّ حَدٍّ يجب لله على صاحبه أَن يقام
عليه والعَدْل القِيمة يقال خُذْ عَدْلَه منه كذا وكذا أَي قيمتَه ويقال لكل من لم
يكن مستقيماً حَدَل وضِدُّه عَدَل يقال هذا قضاءٌ حَدْلٌ غير عَدْلٍ وعَدَلَ عن الشيء
يَعْدِلُ عَدْلاً وعُدولاً حاد وعن الطريق جار وعَدَلَ إِليه عُدُولاً رجع وما لَه
مَعْدِلٌ ولا مَعْدولٌ أَي مَصْرِفٌ وعَدَلَ الطريقُ مال ويقال أَخَذَ الرجلُ في
مَعْدِل الحق ومَعْدِل الباطل أَي في طريقه ومَذْهَبه ويقال انْظُروا إِلى سُوء
مَعادِله ومذموم مَداخِله أَي إِلى سوء مَذَاهِبه ومَسالِكه وقال زهير وأَقْصرت
عمَّا تَعلمينَ وسُدِّدَتْ عليَّ سِوى قَصْدِ الطّريق مَعادِلُه وفي الحديث لا
تُعْدَل سارِحتُكم أَي لا تُصْرَف ماشيتكم وتُمال عن المَرْعى ولا تُمنَع وقول
أَبي خِراش على أَنَّني إِذا ذَكَرْتُ فِراقَهُم تَضِيقُ عليَّ الأَرضُ ذاتُ
المَعادِل أَراد ذاتَ السَّعة يُعْدَل فيها يميناً وشمالاً من سَعَتها والعَدْل
أَن تَعْدِل الشيءَ عن وجهه تقول عَدَلْت فلاناً عن طريقه وعَدَلْتُ الدابَّةَ
إِلى موضع كذا فإِذا أَراد الاعْوِجاجَ نفسَه قيل هو يَنْعَدِل أَي يَعْوَجُّ وانْعَدَل
عنه وعادَلَ اعْوَجَّ قال ذو الرُّمة وإِني لأُنْحي الطَّرْفَ من نَحْوِ غَيْرِها
حَياءً ولو طاوَعْتُه لم يُعادِل
( * قوله « واني لانحي » كذا ضبط في المحكم بضم الهمزة وكسر الحاء وفي القاموس
وأنحاء عنه عدله )
قال معناه لم يَنْعَدِلْ وقيل معنى قوله لم يُعادِل أَي لم يَعْدِل بنحو أَرضها
أَي بقَصْدِها نحواً قال ولا يكون يُعادِل بمعنى يَنْعَدِل والعِدال أَن يَعْرِض
لك أَمْرانِ فلا تَدْرِي إِلى أَيِّهما تَصيرُ فأَنت تَرَوَّى في ذلك عن ابن
الأَعرابي وأَنشد وذُو الهَمِّ تُعْدِيه صَرِيمةُ أَمْرِه إِذا لم تُميِّتْه
الرُّقى ويُعَادِلُ يقول يُعادِل بين الأَمرين أَيَّهما يَرْكَب تُميِّتْه
تُذَلِّله المَشورات وقولُ الناس أَين تَذْهَب والمُعادَلَةُ الشَّكُّ في أَمرين
يقال أَنا في عِدالٍ من هذا الأَمر أَي في شكٍّ منه أَأَمضي عليه أَم أَتركه وقد
عادلْت بين أَمرين أَيَّهما آتي أَي مَيَّلْت وقول ذي الرمة إِلى ابن العامِرِيِّ
إِلى بِلالٍ قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلَة العِدالا قال الأَزهري العرب تقول
قَطَعْتُ العِدالَ في أَمري ومَضَبْت على عَزْمي وذلك إِذا مَيَّلَ بين أَمرين
أَيَّهُما يأْتي ثم استقام له الرأْيُ فعَزَم على أَوْلاهما عنده وفي حديث المعراج
أُتِيتُ بإِناءَيْن فَعَدَّلْتُ بينهما يقال هو يُعَدِّل أَمرَه ويُعادِلهُ إِذا
تَوَقَّف بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي يريد أَنهما كانا عنده مستويَيْنِ لا يقدر
على اختيار أَحدهما ولا يترجح عنده وهو من قولهم عَدَل عنه يَعْدِلُ عُدولاً إِذا
مال كأَنه يميل من الواحد إِلى الآخر وقال المَرَّار فلما أَن صَرَمْتُ وكان
أَمْري قَوِيماً لا يَمِيلُ به العُدولُ قال عَدَلَ عَنِّي يَعْدِلُ عُدُولاً لا
يميل به عن طريقه المَيْلُ وقال الآخر إِذا الهَمُّ أَمْسى وهو داءٌ فأَمْضِه
ولَسْتَ بمُمْضيه وأَنْتَ تُعادِلُه قال معناه وأَنتَ تَشُكُّ فيه ويقال فلان
يعادِل أَمرَه عِدالاً ويُقَسِّمُه أَي يَميل بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي قال ابن
الرِّقاع فإِن يَكُ في مَناسِمها رَجاءٌ فقد لَقِيَتْ مناسِمُها العِدالا أَتَتْ
عَمْراً فلاقَتْ من نَداه سِجالَ الخير إِنَّ له سِجالا والعِدالُ أَن يقول واحدٌ
فيها بقيةٌ ويقولَ آخرُ ليس فيها بقيةٌ وفرسٌ مُعْتَدِلُ الغُرَّةِ إِذا
توَسَّطَتْ غُرَّتُه جبهتَهُ فلم تُصِب واحدةً من العينين ولم تَمِلْ على واحدٍ من
الخدَّين قاله أَبو عبيدة وعَدَلَ الفحلَ عن الضِّراب فانْعَدَلَ نحَّاه فتنحَّى
قال أَبو النجم وانْعَدلَ الفحلُ ولَمَّا يُعْدَل وعَدَلَ الفحلُ عن الإِبل إِذا
تَرَك الضِّراب وعَدَلَ بالله يَعْدِلْ أَشْرَك والعادل المُشْرِكُ الذي يَعْدِلُ
بربِّه ومنه قول المرأَة للحَجَّاج إِنك لقاسطٌ عادِلٌ قال الأَحمر عَدَلَ الكافرُ
بربِّه عَدْلاً وعُدُولاً إِذا سَوَّى به غيرَه فعبَدَهُ ومنه حديثُ ابن عباس رضي
الله عنه قالوا ما يُغْني عنا الإِسلامُ وقد عَدَلْنا بالله أَي أَشْرَكْنا به
وجَعَلْنا له مِثْلاً ومنه حديث عليّ رضي الله عنه كَذَبَ العادِلون بك إِذ
شَبَّهوك بأَصنامهم وقولُهم للشيء إِذا يُئِسَ منه وُضِعَ على يَدَيْ عَدْلٍ هو
العَدْلُ بنُ جَزْء بن سَعْدِ العَشِيرة وكان وَليَ شُرَطَ تُبَّع فكان تُبَّعٌ
إِذا أَراد قتل رجل دفَعَه إِليه فقال الناس وُضِعَ على يَدَي عَدْلٍ ثم قيل ذلك
لكل شيء يُئِسَ منه وعَدَوْلى قريةٌ بالبحرين وقد نَفَى سيبويه فَعَولى فاحتُجَّ
عليه بعَدَوْلى فقال الفارسي أَصلها عَدَوْلاً وإِنما تُرك صرفُه لأَنه جُعل اسماً
للبُقْعة ولم نسمع نحن في أَشعارهم عَدَوْلاً مصروفاً والعَدَوْلِيَّةُ في شعر
طَرَفَةَ سُفُنٌ منسوبة إِلى عَدَوْلى فأَما قول نَهْشَل بن حَرِّيّ فلا تأْمَنِ
النَّوْكَى وإِن كان دارهُمُ وراءَ عَدَوْلاتٍ وكُنْتَ بقَيْصَرا فزعم بعضهم أَنه
بالهاء ضرورة وهذا يُؤَنِّس بقول الفارسي وأَما ابن الأَعرابي فقال هي موضع وذهب
إِلى أَن الهاء فيها وضْعٌ لا أَنه أَراد عَدَوْلى ونظيره قولهم قَهَوْباةُ
للنَّصْل العريض قال الأَصمعي العَدَوْلِيُّ من السُّفُن منسوب إِلى قرية بالبحرين
يقال لها عَدَوْلى قال والخُلُجُ سُفُنٌ دون العَدَوْلِيَّة وقال ابن الأَعرابي في
قول طَرَفة عَدَوْلِيَّة أَو من سَفين ابن نَبْتَل
( * قوله « نبتل » كذا في الأصل والتهذيب والذي في التكملة يا من وتمامه يجوز بها
الملاح طورا ويهتدي )
قال نسبها إِلى ضِخَم وقِدَم يقول هي قديمة أَو ضَخْمة وقيل العَدَوْليَّة نُسبَتْ
إِلى موضع كان يسمى عَدَوْلاة وهي بوزن فَعَوْلاة وذكر عن ابن الكلبي أَنه قال
عَدَوْلى ليسوا من ربيعةَ ولا مُضر ولا ممن يُعْرَفُ من اليمن إِنما هم أُمَّةٌ على
حِدَة قال الأَزهري والقولُ في العَدَوْليَّ ما قاله الأَصمعي وشجر عَدَوْلِيٌّ
قديمٌ واحدته عَدَوْلِيَّة قال أَبو حنيفة العَدَوْليُّ القديمُ من كل شيء وأَنشد
غيره عليها عَدَوْلِيُّ الهَشِيم وصامِلُه ويروى عَدامِيل الهَشيم يعني القديمَ
أَيضاً وفي خبر أَبي العارم فآخُذُ في أَرْطًى عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ
والعَدَوْلِيُّ المَلاَّح ابن الأَعرابي يقال لزوايا البيت المُعَدَّلات
والدَّراقِيع والمُرَوَّيات والأَخْصام والثَّفِنات وروى الأَزهري عن الليث
المُعْتَدِلةُ من النوق الحَسَنة المُثَقَّفَة الأَعضاء بعضها ببعض قال وروى شَمِر
عن مُحارِب قال المُعْتَدِلة مِن النوق وجَعَله رُباعيّاً من باب عَندَل قال
الأَزهري والصواب المعتدلة بالتاء وروى شمر عن أَبي عدنانَ الكناني أَنشده وعَدَلَ
الفحلُ وإِن لم يُعْدَلِ واعْتَدَلَتْ ذاتُ السَّنام الأَمْيَلِ قال اعتدالُ ذات
السَّنامِ الأَمْيلِ استقامةُ سَنامها من السِّمَن بعدما كان مائلاً قال الأَزهري
وهذا يدل على أَن الحرف الذي رواه شمر عن محارب في المُعَنْدِلة غيرُ صحيح وأَن
الصوابَ المُعْتَدِلة لأَن الناقة إِذا سَمِنَت اعْتَدَلَتْ أَعضاؤها كلُّها من
السَّنام وغيره ومُعَنْدِلة من العَنْدَل وهو الصُّلْبُ الرأْس وسيأْتي ذكره في
موضعه لأَن عَنْدَل رُباعيٌّ خالص
معنى
في قاموس معاجم
مِثل كلمةُ
تَسْوِيَةٍ يقال هذا مِثْله ومَثَله كما يقال شِبْهه وشَبَهُه بمعنى قال ابن بري
الفرق بين المُماثَلة والمُساواة أَن المُساواة تكون بين المختلِفين في الجِنْس
والمتَّفقين لأَن التَّساوِي هو التكافُؤُ في المِقْدار لا يزيد ولا ينقُص وأَما
المُما
مِثل كلمةُ
تَسْوِيَةٍ يقال هذا مِثْله ومَثَله كما يقال شِبْهه وشَبَهُه بمعنى قال ابن بري
الفرق بين المُماثَلة والمُساواة أَن المُساواة تكون بين المختلِفين في الجِنْس
والمتَّفقين لأَن التَّساوِي هو التكافُؤُ في المِقْدار لا يزيد ولا ينقُص وأَما
المُماثَلة فلا تكون إِلا في المتفقين تقول نحوُه كنحوِه وفقهُه كفقهِه ولونُه
كلونِه وطعمُه كطعمِه فإِذا قيل هو مِثْلة على الإِطلاق فمعناه أَنه يسدُّ مسدَّه
وإِذا قيل هو مِثْلُه في كذا فهو مُساوٍ له في جهةٍ دون جهةٍ والعرب تقول هو
مُثَيْلُ هذا وهم أُمَيْثالُهم يريدون أَن المشبَّه به حقير كما أَن هذا حقير
والمِثْل الشِّبْه يقال مِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه بمعنى واحد قال ابن جني وقوله
عز وجل فَوَرَبِّ السماء والأَرض إِنه لحقٌّ مثل ما أَنَّكم تَنْطِقون جَعَل مِثْل
وما اسماً واحداً فبنى الأَولَ على الفتح وهما جميعاً عندهم في موضع رفعٍ لكونهما
صفة لحقّ فإِن قلت فما موضع أَنكم تنطِقون ؟ قيل هو جر بإِضافة مِثْلَ ما إِليه
فإِن قلت أَلا تعلم أَن ما على بِنائها لأَنها على حرفين الثاني منهما حرفُ لِينٍ
فكيف تجوز إِضافة المبني ؟ قيل ليس المضاف ما وحدَها إِنما المضاف الاسم المضموم
إِليه ما فلم تَعْدُ ما هذه أَن تكون كتاء التأْنيث في نحو جارية زيدٍ أَو كالأَلف
والنون في سِرْحان عَمْرو أَو كياء الإِضافة في بَصْرِيِّ القومِ أَو كأَلف
التأْنيث في صحراء زُمٍّ أَو كالأَلف والتاء في قوله في غائلاتِ الحائِر
المُتَوّهِ وقوله تعالى ليس كَمِثْلِه شيء أَراد ليس مِثْلَه لا يكون إِلا ذلك
لأَنه إِن لم يَقُل هذا أَثبتَ له مِثْلاً تعالى الله عن ذلك ونظيرُه ما أَنشده
سيبويه لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ أَي مَقَقٌ وقوله تعالى فإِن آمنوا
بمثل ما آمنتم به قال أَبو إِسحق إِن قال قائل وهل للإِيمان مِثْل هو غير الإِيمان
؟ قيل له المعنى واضح بيِّن وتأْويلُه إِن أَتَوْا بتصديقٍ مِثْلِ تصديقكم في
إِيمانكم بالأَنبياء وتصديقكم كتوحيدكم
( * قوله « وتصديقكم كتوحيدكم » هكذا في الأصل ولعله وبتوحيد كتوحيدكم ) فقد
اهتدوا أَي قد صاروا مسلمين مثلكم وفي حديث المِقْدام أَن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الكِتاب ومِثْلَه معه قال ابن الأَثير يحتمل وجهين
من التأْويل أَحدهما أَنه أُوتِيَ من الوَحْي الباطِن غيرِ المَتْلُوِّ مثل ما
أُعطيَ من الظاهر المَتْلُوِّ والثاني أَنه أُوتي الكتابَ وَحْياً وأُوتي من
البَيان مثلَه أَي أُذِنَ له أَن يبيِّن ما في الكتاب فيَعُمَّ ويَخُصَّ ويَزيد
وينقُص فيكون في وُجوب العَمَل به ولزوم قبوله كالظاهِر المَتْلوِّ من القرآن وفي
حديث المِقْدادِ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه
قبلَ أَن يقولَ كلمته أَي تكون من أَهل النار إِذا قتلتَه بعد أَن أَسْلَمَ
وتلفَّظ بالشهادة كما كان هو قبل التلفُّظ بالكلمة من أَهل النار لا أَنه يصير
كافراً بقتله وقيل إِنك مِثْله في إِباحة الدَّمِ لأَن الكافرَ قبل أَن يُسْلِم
مُباحُ الدم فإِن قتله أَحد بعد أَن أَسلم كان مُباحَ الدم بحقِّ القِصاصِ ومنه
حديث صاحب النِّسْعةِ إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه قال ابن الأَثير جاء في رواية
أَبي هريرة أَنَّ الرجلَ قال والله ما أَردت قَتْله فمعناه أَنه قد ثَبت قَتْلُه
إِياه وأَنه ظالم له فإِن صَدَقَ هو في قوله إِنه لم يُرِد قَتْله ثم قَتَلْتَه
قِصاصاً كنتَ ظالماً مثلَه لأَنه يكون قد قَتَلَه خطأً وفي حديث الزكاة أَمَّا
العبَّاس فإِنها عليه ومثلُها مَعها قيل إِنه كان أَخَّرَ الصَّدَقة عنه عامَيْن
فلذلك قال ومثلُها معها وتأْخير الصدقةِ جائز للإِمام إِذا كان بصاحبها حاجةٌ
إِليها وفي رواية قال فإِنها عَليَّ ومثلُها معها قيل إِنه كان اسْتَسْلَف منه
صدقةَ عامين فلذلك قال عَليَّ وفي حديث السَّرِقة فعَلَيْه غَرامةُ مِثْلَيْه هذا
على سبيل الوَعِيدِ والتغليظِ لا الوُجوبِ ليَنْتَهِيَ فاعِلُه عنه وإِلاّ فلا
واجبَ على متلِف الشيء أَكثر من مِثْلِه وقيل كان في صدْر الإِسلام تَقَعُ
العُقوباتُ في الأَموال ثم نسِخ وكذلك قوله في ضالَّة الإِبِلِ غَرامَتُها ومثلُها
معها قال ابن الأَثير وأَحاديث كثيرة نحوه سبيلُها هذا السبيل من الوعيد وقد كان
عمر رضي الله عنه يحكُم به وإِليه ذهب أَحمدُ وخالفه عامَّة الفقهاء والمَثَلُ
والمَثِيلُ كالمِثْل والجمع أَمْثالٌ وهما يَتَماثَلانِ وقولهم فلان مُسْتَرادٌ
لمِثْلِه وفلانةُ مُسْتَرادةٌ لمِثْلِها أَي مِثْلُه يُطلَب ويُشَحُّ عليه وقيل
معناه مُسْتَراد مِثْله أَو مِثْلها واللام زائدة والمَثَلُ الحديثُ نفسُه وقوله
عز وجل ولله المَثَلُ الأَعْلى جاء في التفسير أَنه قَوْلُ لا إِله إِلاَّ الله
وتأْويلُه أَن الله أَمَر بالتوحيد ونَفى كلَّ إِلهٍ سِواهُ وهي الأَمثال قال ابن
سيده وقد مَثَّلَ به وامْتَثَلَهُ وتَمَثَّلَ به وتَمَثَّله قال جرير
والتَّغْلَبيّ إِذا تَنَحْنَح للقِرى حَكَّ اسْتَهُ وتَمَثَّلَ الأَمْثالا على أَن
هذا قد يجوز أَن يريد به تمثَّل بالأَمْثال ثم حذَف وأَوْصَل وامْتَثَل القومَ
وعند القوم مَثَلاً حَسَناً وتَمَثَّل إِذا أَنشد بيتاً ثم آخَر ثم آخَر وهي
الأُمْثولةُ وتمثَّل بهذا البيتِ وهذا البيتَ بمعنى والمَثَلُ الشيء الذي يُضرَب
لشيء مثلاً فيجعل مِثْلَه وفي الصحاح ما يُضرَب به من الأَمْثال قال الجوهري ومَثَلُ
الشيء أَيضاً صفته قال ابن سيده وقوله عز من قائل مَثَلُ الجنَّةِ التي وُعِدَ
المُتَّقون قال الليث مَثَلُها هو الخبر عنها وقال أَبو إِسحق معناه صِفة الجنة
وردّ ذلك أَبو علي قال لأَن المَثَلَ الصفة غير معروف في كلام العرب إِنما معناه
التَّمْثِيل قال عمر بن أَبي خليفة سمعت مُقاتِلاً صاحبَ التفسير يسأَل أَبا عمرو
بن العلاء عن قول الله عز وجل مَثَل الجنة ما مَثَلُها ؟ فقال فيها أَنْهار من
ماءٍ غير آسِنٍ قال ما مثلها ؟ فسكت أَبو عمرو قال فسأَلت يونس عنها فقال مَثَلُها
صفتها قال محمد ابن سلام ومثل ذلك قوله ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في
الإِنجيل أَي صِفَتُهم قال أَبو منصور ونحوُ ذلك رُوي عن ابن عباس وأَما جواب أَبي
عمرو لمُقاتِل حين سأَله ما مَثَلُها فقال فيها أَنْهار من ماءٍ غير آسِنٍ ثم
تكْريرُه السؤال ما مَثَلُها وسكوت أَبي عمرو عنه فإِن أَبا عمرو أَجابه جواباً
مُقْنِعاً ولما رأَى نَبْوةَ فَهْمِ مُقاتِل سكت عنه لما وقف من غلظ فهمه وذلك أَن
قوله تعالى مَثَل الجنة تفسير لقوله تعالى إِن الله يُدْخِل الذين آمنوا وعملوا
الصالحاتِ جناتٍ تجري من تحتها الأَنهار وَصَفَ تلك الجناتِ فقال مَثَلُ الجنة
التي وصفْتُها وذلك مِثْل قوله ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في الإِنجيل أَي
ذلك صفةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأَصحابِه في التوراة ثم أَعلمهم أَن صفتهم في
الإِنجيل كَزَرْعٍ قال أَبو منصور وللنحويين في قوله مثل الجنة التي وُعِد المتقون
قولٌ آخر قاله محمد بن يزيد الثمالي في كتاب المقتضب قال التقدير فيما يتلى عليكم
مَثَلُ الجنة ثم فيها وفيها قال ومَنْ قال إِن معناه صِفةُ الجنةِ فقد أَخطأَ لأَن
مَثَل لا يوضع في موضع صفة إِنما يقال صفة زيد إِنه ظَريفٌ وإِنه عاقلٌ ويقال
مَثَلُ زيد مثَلُ فلان إِنما المَثَل مأْخوذ من المِثال والحَذْوِ والصفةُ
تَحْلِية ونعتٌ ويقال تمثَّل فلانٌ ضرب مَثَلاً وتَمَثَّلَ بالشيء ضربه مَثَلاً
وفي التنزيل العزيز يا أَيُّها الناسُ ضُرِب مَثَل فاستَمِعوا له وذلك أَنهم
عَبَدُوا من دون الله ما لا يَسْمَع ولا يُبْصِر وما لم ينزِل به حُجَّة فأَعْلَم
اللهُ الجوَاب ممَّا جعلوه له مَثَلاً ونِدًّا فقال إِنَّ الذين تَعْبُدون من دون
الله لن يخلُقوا ذُباباً يقول كيف تكونُ هذه الأَصنامُ أَنْداداً وأَمثالاً للهِ
وهي لا تخلُق أَضعفَ شيء مما خلق اللهُ ولو اجتمعوا كلُّهم له وإِن يَسْلُبْهُم
الذُّبابُ الضعيفُ شيئاً لم يخلِّصوا المَسْلوبَ منه ثم قال ضَعُفَ الطالِبُ
والمَطْلوبُ وقد يكون المَثَلُ بمعنى العِبْرةِ ومنه قوله عز وجل فجعلناهم سَلَفاً
ومَثَلاً للآخرين فمعنى السَّلَفِ أَنا جعلناهم متقدِّمين يَتَّعِظُ بهم
الغابِرُون ومعنى قوله ومَثلاً أَي عِبْرة يعتبِر بها المتأَخرون ويكون المَثَلُ
بمعنى الآيةِ قال الله عز وجل في صفة عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وجعلناه
مَثَلاً لبني إِسرائيل أَي آيةً تدلُّ على نُبُوّتِه وأَما قوله عز وجل ولَمَّا
ضُرِب ابنُ مريم مثلاً إِذا قومُك منه يَصُدُّون جاء في التفسير أَن كفَّارَ قريشٍ
خاصَمَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فلما قيل لهم إِنكم وما تعبُدون من دون الله
حَصَبُ جهنم قالوا قد رَضِينا أَن تكون آلهتنا بمنزلة عيسى والملائكةِ الذين
عُبِدوا من دون الله فهذا معنى ضَرْبِ المَثَل بعيسى والمِثالُ المقدارُ وهو من
الشِّبْه والمثل ما جُعل مِثالاً أَي مقداراً لغيره يُحْذَى عليه والجمع المُثُل
وثلاثة أَمْثِلةٍ ومنه أَمْثِلةُ الأَفعال والأَسماء في باب التصريف والمِثال
القالَِبُ الذي يقدَّر على مِثْله أَبو حنيفة المِثالُ قالَِب يُدْخَل عَيْنَ
النَصْل في خَرْق في وسطه ثم يُطْرق غِراراهُ حتى يَنْبَسِطا والجمع أَمْثِلةٌ
وتَماثَل العَليلُ قارَب البُرْءَ فصار أَشْبَهَ بالصحيح من العليل المَنْهوك وقيل
إِن قولَهم تَماثَل المريضُ من المُثولِ والانتصابِ كأَنه هَمَّ بالنُّهوض
والانتصاب وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها رضوان الله عليهما فَحَنَتْ له قِسِيَّها
وامْتَثَلوه غَرَضاً أَي نَصَبوه هَدَفاً لِسِهام مَلامِهم وأَقوالِهم وهو افتَعل
من المُثْلةِ ويقال المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن مُثولاً وانتصاباً ثم جعل
صفة للإِقبال قال أَبو منصور معنى قولهم المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن حالاً
من حالةٍ كانت قبلها وهو من قولهم هو أَمْثَلُ قومه أَي أَفضل قومه الجوهري فلانٌ
أَمْثَلُ بني فلانٍ أَي أَدناهم للخير وهؤلاء أَماثِلُ القوم أَي خيارُهم وقد
مَثُل الرجل بالضم مَثالةً أَي صار فاضِلاً قال ابن بري المَثالةُ حسنُ الحال ومنه
قولهم زادك الله رَعالةً كلما ازْدَدْتَ مَثالةً والرَّعالةُ الحمقُ قال ويروى
كلما ازْددْت مَثالة زادك اللهُ رَعالةً والأَمْثَلُ الأَفْضَلُ وهو من أَماثِلِهم
وذَوِي مَثَالَتِهم يقال فلان أَمْثَلُ من فلان أَي أَفضل منه قال الإِيادي وسئل
أَبو الهيثم عن مالك قال للرجل ائتني بقومك فقال إِن قومي مُثُلٌ قال أَبو الهيثم
يريد أَنهم سادات ليس فوقهم أَحد والطريقة المُثْلى التي هي أَشبه بالحق وقوله
تعالى إِذ يقول أَمْثَلُهم طريقةً معناه أَعْدَلُهم وأَشْبهُهم بأَهل الحق وقال
الزجاج أَمْثَلُهم طريقة أَعلمهم عند نفسه بما يقول وقوله تعالى حكاية عن فرعون
أَنه قال ويَذْهَبا بطريقتكم المُثْلى قال الأَخفش المُثْلى تأْنيثُ الأَمْثَل
كالقُصْوى تأْنيث الأَقْصَى وقال أَبو إِسحق معنى الأَمْثَل ذو الفضل الذي يستحق
أَن يقال هو أَمثل قومه وقال الفراء المُثْلى في هذه الآية بمنزلة الأَسماء
الحُسْنى وهو نعت للطريقة وهم الرجال الأَشراف جُعِلَتِ المُثْلى مؤنثةً لتأْنيث
الطريقة وقال ابن شميل قال الخيل يقال هذا عبدُ الله مِثْلك وهذا رجل مِثْلك لأَنك
تقول أَخوك الي رأَيته بالأَمس ولا يكون ذلك في مَثَل والمَثِيلُ الفاضلُ وإِذا
قيل مَنْ أَمْثَلُكُم قلت كُلُّنا مَثِيل حكاه ثعلب قال وإِذا قيل مَنْ أَفضلكُم ؟
قلت فاضِل أَي أَنك لا تقول كلُّنا فَضيل كما تقول كُلُّنا مَثِيل وفي الحديث
أَشدُّ الناس بَلاءً الأَنبياءُ ثم الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ أَي الأَشرفُ فالأَشرفُ
والأَعلى فالأَعلى في الرُّتبةِ والمنزلة يقال هذا أَمثلُ من هذا أَي أَفضلُ
وأَدنَى إِلى الخير وأَماثِلُ الناس خيارُهم وفي حديث التَّراويح قال عمر لو
جَمَعْت هؤلاء على قارئ واحد لكان أَمْثلَ أَي أَولى وأَصوب وفي الحديث أَنه قال
بعد وقعةِ بَدْر لو كان أَبو طالب حَيّاً لَرَأَى سُيوفَنا قد بَسَأَتْ بالمَياثِل
قال الزمخشري معناه اعتادت واستأْنستْ بالأَماثِل وماثَلَ الشيءَ شابهه
والتِّمْثالُ الصُّورةُ والجمع التَّماثيل ومَثَّل له الشيءَ صوَّره حتى كأَنه
ينظر إِليه وامْتَثله هو تصوَّره والمِثالُ معروف والجمع أَمْثِلة ومُثُل ومَثَّلت
له كذا تَمْثيلاً إِذا صوَّرت له مثالة بكتابة وغيرها وفي الحديث أَشدُّ الناس
عذاباً مُمَثِّل من المُمَثِّلين أَي مصوِّر يقال مَثَّلْت بالتثقيل والتخفيف إِذا
صوَّرت مِثالاً والتِّمْثالُ الاسم منه وظِلُّ كل شيء تِمْثالُه ومَثَّل الشيء
بالشيء سوَّاه وشبَّهه به وجعله مِثْلَه وعلى مِثالِه ومنه الحديث رأَيت الجنةَ
والنار مُمَثَّلَتين في قِبْلةِ الجِدار أَي مصوَّرتين أَو مثالُهما ومنه الحديث
لا تمثِّلوا بنَامِيَةِ الله أَي لا تشبهوا بخلقه وتصوِّروا مثل تصويره وقيل هو من
المُثْلة والتِّمْثال اسم للشيء المصنوع مشبَّهاً بخلق من خلق الله وجمعه
التَّماثيل وأَصله من مَثَّلْت الشيء بالشيء إِذا قدَّرته على قدره ويكون تَمْثيل
الشيء بالشيء تشبيهاً به واسم ذلك الممثَّل تِمْثال وأَما التَّمْثال بفتح التاء
فهو مصدر مَثَّلْت تمثيلاً وتَمْثالاً ويقال امْتَثَلْت مِثالَ فلان احْتَذَيْت
حَذْوَه وسلكت طريقته ابن سيده وامْتَثَلَ طريقته تبِعها فلم يَعْدُها ومَثَلَ
الشيءُ يَمْثُل مُثُولاً ومَثُل قام منتصباً ومَثُل بين يديه مُثُولاً أَي انتصب
قائماً ومنه قيل لِمَنارة المَسْرَجة ماثِلةٌ وفي الحديث مَنْ سرَّه أَن يَمْثُل
له الناس قِياماً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده من النار أَي يقوموا قِياماً وهو جالس
يقال مَثُل الرجل يَمْثُل مُثولاً إِذا انتصب قائماً وإِنما نهى عنه لأَنه من
زِيِّ الأَعاجم ولأَن الباعث عليه الكِبْر وإِذلالُ الناس ومنه الحديث فقام النبي
صلى الله عليه وسلم مُمْثِلاً يروى بكسر الثاء وفتحها أَي منتصباً قائماً قال ابن
الأَثير هكذا شرح قال وفيه نظر من جهة التصريف وفي رواية فَمَثَلَ قائماً
والمَاثِلُ القائم والماثِلُ اللاطِيءُ بالأَرض ومَثَل لَطِئَ بالأَرض وهو من
الأَضداد قال زهير تَحَمَّلَ منها أَهْلُها وخَلَتْ لها رُسومٌ فمنها مُسْتَبِينٌ
وماثِلُ والمُسْتَبِين الأَطْلالُ والماثلُ الرُّسومُ وقال زهير أَيضاً في الماثِل
المُنْتَصِبِ يَظَلُّ بها الحِرْباءُ للشمس ماثِلاً على الجِذْل إِلا أَنه لا
يُكَبِّرُ وقول لبيد ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ صادِرٍ وَهْمٍ صُوَاه كالمَثَلْ
فسَّره المفسِّر فقال المَثَلُ الماثِلُ قال ابن سيده ووجهه عندي أَنه وضع
المَثَلَ موضع المُثُولِ وأَراد كَذِي المَثَل فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه
مقامه ويجوز أَن يكون المَثَلُ جمع ماثِل كغائب وغَيَب وخادِم وخَدَم وموضع الكاف
الزيادة كما قال رؤبة لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ أَي فيها مَقَقٌ
ومَثَلَ يَمْثُل زال عن موضعه قال أَبو خِراش الهذلي يقرِّبه النَّهْضُ النَّجِيجُ
لِما يَرى فمنه بُدُوٌّ مرَّةً ومُثُولُ
( * قوله « يقربه النهض إلخ » تقدم في مادة نجح بلفظ ومثيل والصواب ما هنا ) أَبو
عمرو كان فلان عندنا ثم مَثَل أَي ذهب والماثِلُ الدارِس وقد مَثَل مُثولاً
وامْتَثَلَ أَمرَه أَي احتذاه قال ذو الرمة يصف الحمار والأُتُن رَبَاعٍ لها مُذْ
أَوْرَقَ العُودُ عنده خُماشاتُ ذَحْلٍ ما يُراد امتِثالُها ومَثَلَ بالرجل
يَمْثُل مَثْلاً ومُثْلة الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ومَثَّل كلاهما نكَّل به وهي
المَثُلَة والمُثْلة وقوله تعالى وقد خَلَت من قبلهمُ المَثُلاتُ قال الزجاج الضمة
فيها عِوَض من الحذف وردّ ذلك أَبو علي وقال هو من باب شاةٌ لَجِبَة وشِياهٌ
لَجِبات الجوهري المَثُلة بفتح الميم وضم الثاء العقوبة والجمع المَثُلات التهذيب
وقوله تعالى ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المَثُلات يقول
يستعجلونك بالعذاب الذي لم أُعاجلهم به وقد علموا ما نزل من عُقوبَتِنا بالأُمَمِ
الخالية فلم يعتبروا بهم والعرب تقول للعقوبة مَثُلَه ومُثْلة فمن قال مَثُله
جمعها على مَثُلات ومن قال مُثْلة جمعها على مُثُلات ومُثَلات ومُثْلات بإِسكان
الثاء يقول يستعجلونك بالعذاب أَي يطلبُون العذاب في قولهم فأَمطر علينا حجارةً من
السماء وقد تقدم من العذاب ما هو مُثْلة وما فيه نَكالٌ لهم لو اتَّعظوا وكأَن
المَثْل مأْخوذ من المَثَل لأَنه إِذا شَنَّعَ في عُقوبته جعله مَثَلاً وعَلَماً
ويقال امْتَثَل فلان من القوم وهؤُلاء مُثْلُ القوم وأَماثِلُهم يكون جمع أَمْثالٍ
ويكون جمع الأَمْثَلِ وفي الحديث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن يُمَثَّل
بالدوابِّ وأَن تُؤْكَلَ المَمْثُول بها وهو أَن تُنْصَب فترمَى أَو تُقَطَّع
أَطرافها وهي حَيَّة وفي الحديث أَنه نهى عن المُثْلة يقال مَثَلْت بالحيوان
أَمْثُل به مَثْلاً إِذا قطعت أَطرافه وشَوَّهْت به ومَثَلْت بالقتيل إِذا جَدَعت
أَنفَه وأُذنَه أَو مَذاكيره أَو شيئاً من أَطرافه والاسم المُثلة فأَما مَثَّل
بالتشديد فهو للمبالغة ومَثَلَ بالقتيل جَدَعه وأَمْثَله جعله مُثْلة وفي الحديث
من مَثَلَ بالشَّعَر فليس له عند الله خَلاق يوم القيامة مُثْلة الشَّعَر حَلْقُه
من الخُدُودِ وقيل نتفُه أَو تغيِيرُه بالسَّواد وروي عن طاووس أَنه قال جعله الله
طُهْرةً فجعله نَكالاً وأَمْثَلَ الرجلَ قَتَلَه بقَوَدٍ وامْتَثَل منه اقتصَّ قال
إِن قَدَرْنا يوماً على عامِرٍ نَمْتَثِلْ منه أَو نَدَعْهُ لكْم وتَمَثَّل منه
كامْتَثَل يقال امْتَثَلْت من فلان امْتِثالاً أَي اقتصصت منه ومنه قول ذي الرمة
يصف الحمار والأُتن خُماشات ذَحْلٍ ما يُرادُ امْتِثالُها أَي ما يُراد أَن
يُقْتَصَّ منها هي أَذل من ذلك أَو هي أَعز عليه من ذلك ويقول الرجل للحاكم
أَمْثِلْني من فلان وأَقِصَّني وأَقِدْني أَي أَقِصَّني منه وقد أَمْثَله الحاكم
منه قال أَبو زيد والمِثالُ القِصاص قال يقال أَمْثَله إِمْثالاً وأَقصَّه
إِقْصاصاً بمعنى والاسم المِثالُ والقِصاصُ وفي حديث سُويد بن مقرّن قال ابنُه
معاوية لَطَمْتُ مَوْلىً لنا فدَعاه أَبي ودعاني ثم قال امْثُل منه وفي رواية
امْتَثِل فعَفا أَي اقتصَّ منه يقال أَمْثَلَ السلطانُ فلاناً إذا أَقادَه وقالوا
مِثْلٌ ماثِلٌ أَي جَهْدٌ جاهِدٌ عن ابن الأعرابي وأَنشد مَن لا يَضَعْ
بالرَّمْلةِ المَعاوِلا يَلْقَ مِنَ القامةِ مِثْلاً ماثِلا وإِنْ تشكَّى الأَيْنَ
والتَّلاتِلا عنى بالتَّلاتِل الشدائد والمِثالُ الفِراش وجمعه مُثُل وإِن شئت
خفَّفت وفي الحديث أَنه دخل على سعد وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي فِراش خَلَق وفي
الحديث عن جرير عن مغيرة عن أُم موسى أُم ولد الحسين بن علي قالت زوَّج علي بن
أَبي طالب شابَّين وابْني منهما فاشترى لكل واحد منهما مِثالَيْن قال جرير قلت
لمُغيرة ما مِثالان ؟ قال نَمَطان والنّمَطُ ما يُفْترش من مَفارش الصوف الملوَّنة
وقوله وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي فِراش خلَق قال الأَعشى بكلِّ طُوَالِ
السَّاعِدَيْنِ كأَنما يَرَى بِسُرَى الليلِ المِثالَ المُمَهَّدا وفي حديث عكرمة
أَن رجلاً من أَهل الجنة كان مُسْتَلْقِياً على مُثُله هي جمع مِثال وهو الفِراش
والمِثالُ حجَر قد نُقِر في وَجْهه نَقْرٌ على خِلْقة السِّمَة سواء فيجعل فيه طرف
العمود أَو المُلْمُول المُضَهَّب فلا يزالون يَحْنون منه بأَرْفَق ما يكون حتى
يَدخل المِثال فيه فيكون مِثْله والأَمْثال أَرَضُون ذاتُ جبال يشبه بعضُها بعضاً
ولذلك سميت أَمْثالاً وهي من البَصرة على ليلتين والمِثْل موضع
( * قوله « والمثل موضع » هكذا ضبط في الأصل ومثله في ياقوت بضبط العبارة ولكن في
القاموس ضبط بالضم )
قال مالك بن الرَّيْب أَلا ليت شِعْري عل تَغَيَّرَتِ الرَّحَى رَحَى المِثْل أَو
أَمْسَتْ بفَلْجٍ كما هِيَا ؟