الْعَدْلُ : ضِدُّ الْجَوْرِ وهو مَا قامَ في النُّفُوسِ أَنَّهُ مُسْتَقِيمٌ وقيلَ : هو الأَمْرُ الْمُتَوَسِّطُ بينَ الإِفْراطِ والتَّفْرِيطِ وقالَ الرَّاغِبُ : العَدْلُ ضَرْبَانِ مُطْلَقٌ يَقْتَضِي العَقْلُ حُسْنَهُ ولا يَكونُ في شَيْءٍ مِنَ الأَزْمِنَةِ مَنْسُوخاً ولا يُوصَفُ بالاعْتِداءِ بِوَجْهٍ نَحْوُ الإِحْسانِ إِلى مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ وكَفِّ الأَذِيَّةِ عَمَّن كَفَّ أَذاهُ عَنْكَ وعَدْلٌ يُعْرَفُ كَوْنُهُ عَدْلاً بالشَّرْعِ ويُمْكِنُ نَسْخُهُ في بعضِ الأَزْمِنَةِ كالقِصَاصِ وأُرُوشِ الجِناياتِ وأَخْذِ مالِ المُرْتَدِّ ولذلكَ قالَ تَعالى : " فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فاَعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدَى عَلَيْكُمْ " وقالَ تَعالَى : " وجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها " فَسَمَّى ذلكَ اعْتِداءً وسَيِّئَةً وهذا النَّحْوُ هو ا لمَعْنِيُّ بِقَوْلِهِ : " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإِحْسانِ " فَإِنَّ العَدْلَ : هو المُساوَاةُ في المُكافَأَةِ إِنْ خَيْراً فَخَيْرٌ وإِنْ شَرّاً فَشَرٌّ والإِحْسَانُ : أنْ يُقابِلَ الخَيْرَ بِأَكْثَرَ منه والشَّرَّ بِأَقَلَّ منه كالْعَدالَةِ والعُدُولَةِ بالضَّمِّ والْمَعْدِلَةِ بكسْرِ الدَّالِ والمَعْدَلَةِ بِفَتْحِها قالَ الرَّاغِبُ : العَدَالَةُ والمَعْدَلَةُ : لَفْظٌ يَقْتَضِي المُساوَاةَ ويُسْتَعْمَلُ باعْتِبارِ المُضَايَفَةِ . عَدَلَ الحاكِمُ في الحُكْمِ يَعْدِلُ من حَدِّ ضَرَبَ عَدْلاً فَهُوَ عَادِلٌ يُقالُ : هو يَقْضِي بالحَقِّ ويَعْدِلُ وهو حَكَمٌ عَادِلٌ ذو مَعْدَلَةٍ في حُكْمِهِ مِن قَوْمٍ عُدُولٍ وعَدْلٍ أَيضاً بِلَفْظِ الْواحِدِ وهذا أي الأَخِيرُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ كتَجْرٍ وشَرْبٍ كَما في المُحْكَمِ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لِكُثَيِّر :
وبَايَعْتُ لَيْلَى في الخَلاءِ ولَمْ يَكُنْ ... شُهُودٌ عَلى لَيْلَى عُدُولٌ مَقانِعُقالَ شَيْخُنا : قَوْلُه بِلَفْظِ الواحِدِ صَرِيحُهُ أَنَّ العَدْلَ هو لَفْظُ الوَاحِدِ وقَدَّمَ أَنَّ الواحِدَ هوالعادِلُ ففي كلامِهِ نَوْعٌ مِنَ التَّناقُضِ فتَأَمَّلْ انْتَهى . والعَدْلُ مِنَ النَّاسِ : المَرْضِيُّ قَوْلُهُ وحُكْمُهُ وقالَ البَاهِلِيُّ : رَجُلٌ عَدْلٌ وعَادِلٌ : جائِزُ الشَّهادَةِ ورَجُلٌ عَدْلٌ : رِضاً ومَقْنَعٌ في الشَّهادَةِ بَيِّنُ العَدْلِ والْعَدالَةِ وَصْفٌ بالمَصْدَرِ مَعْنَاهُ ذُو عَدْلٍ ويُقالُ : رَجُلٌ عَدْلٌ ورَجُلاَنِ عَدْلٌ ورِجَالٌ عَدْلٌ وامْرَأَةٌ عَدْلٌ ونِسْوَةٌ عَدْلٌ كُلُّ ذلكَ على مَعْنَى : رِجَالٌ ذَوُو عَدْلٍ ونِسْوَةٌ ذَوَاتُ عَدْلٍ فهو لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ ولا يُؤَنَّثُ فَإِنْ رَأَيْتَهُ مَجْمُوعاً أو مُثَنّىً أو مُؤَنَّثاً فعَلى أَنَّهُ قد أُجْرِيَ مُجْرَى الوَصْفِ الذي ليسَ بِمَصْدَرٍ قالَ شيخُنا : العَدْلُ بالنَّظَرِ إِلى أَصْلِهِ وهو ضِدُّ الجَوْرِ لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ وبالنَّظَرِ إِلى ما صَارَ إِلَيْهِ مِنَ النَّقْلِ لِلذَّاتِ يُثَنَّى ويُجْمَعُ . وقالَ الشِّهابُ : الْمَصْدَرُ المَنْعُوتُ بهِ يَسْتَوِي فيهِ الواحِدُ المُذَكَّرُ وغيرُه قالَ : وهذا الاِسْتِواءُ هوَ الأَصْلُ المُطَّرِدُ فلا يُنافِيهِ قَوْلُ الرَّضِيِّ : إِنَّهُ يُقالُ : رَجُلانِ عَدْلاَنِ لأَنَّهُ رِعَايَةٌ لِجَانِبِ المَعْنَى قال : وَقَوْلُ المُصَنِّفِ : وهذا اسْمٌ للجَمْعِ مُخالِفٌ لِمَا أَجْمَعُوا عليه انتهى . قلتُ : وقالَ ابنُ جِنِّيٍّ : قَوْلُهم رَجُلٌ عَدْلٌ وامْرَأَةٌ عَدْلٌ إِنَّما اجْتَمَعا في الصِّفَةِ المُذَكَّرَةِ لأَنَّ التَّذْكِيرَ إِنَّما أَتاهَا مِن قِبَلِ المَصْدَرِيَّةِ فَإِذا قيل : رَجُلٌ عَدْلٌ فَكَأَنَّهُ وُصِفَ بِجَميعِ الجِنْسِ مُبالَغَةً كَما تَقُولُ : اسْتَوْلَى على الفَضْلِ وحازَ جميعَ الرِّياسَةِ والنُّبْلِ ونَحْوَ ذلكَ فوُصِفَ بالجِنْسِ أَجْمَعَ تَمْكِيناً لهذا المَوْضِعِ وتَأْكِيداً وجُعِلَ الإِفْرادُ والتَّذْكِيرُ أَمارةً للمَصْدَرِ المَذْكُورِ وكذلكَ القَوْلُ في خَصْمٍ ونَحْوِهِ مِمَّا وُصِفَ بِهِ مِنَ الْمَصادِرِ . قال ابنُ سِيدَه : وقد حَكَى ابنُ جِنِّيٍّ : امْرَأَةٌ عَدْلَةٌ أَنَّثُوا الْمَصْدَرَ لَمَّا جَرَى وَصْفاً عَلى المُؤَنَّثِ وإِنْ لَمْ يَكُنْ على صُورَةِ اسْمِ الْفاعِلِ ولا هُو الفَاعِلُ في الحَقيقَةِ وإِنَّما اسْتَهْوَاهُ لذلكَ جَرْيُها وَصْفاً علَى المُؤَنَّثِ . قلتُ : وبهذا سَقَطَ قَوْلُ شَيْخِنا : العَدْلَةُ غَيْرُ مَعْرُوفٍ ولا مَسْمُوعٍ واللُّغَةُ ليسَ مَوْضُوعُها ذِكْرَ المَقِيسَاتِ فَتَأَمَّلْ انْتَهَى . وقال ابنُ جِنِّيٍّ أيضاً : فَإِنْ قِيلَ : فقد قالوا : رَجُلٌ عَدْلٌ وامْرَأَةٌ عَدْلَةٌ وفَرَسٌ طَوْعَةُ الْقِيادِ وقَوْلُ أُمَيَّةَ :
" والْحَيَّةُ الْحَتْفَةُ الرَّقْشَاءُ أَخْرَجَهامِنْ بَيْتِها آمِناتُ اللَّهِ والْكَلِمُقيلَ : هذا قد خَرَجَ على صَورَةِ الصِّفَةِ لأنَّهُم لَمْ يُؤْثِرُوا أَنْ يَبْعُدُوا كُلَّ البُعْدِ عَنْ أَصْلِ الوَصْفِ الذي بابُه أَنْ يَقَعَ الفَرْقُ فيه بَيْنَ مُذَكَّرِهِ ومُؤَنَّثِهِ فَجَرَى هذا في حِفْظِ الأُصُولِ والتَّلَفُّتِ إِليها لِلْمُباقَاةِ لها والتَّيْبِيهِ عليْها مَجْرَى إِخْراجِ بعضِ المُعْتَلِّ على أَصْلِهِ نحوِ اسْتَحَوَذَ ومَجْرَى إِعْمالِ صُغْتُهُ وعُدْتُهُ وإِنْ كانَ قد نُقِلَ إلى فَعُلْتُ لَمَّا كانَ أَصْلُهُ فَعَلْتُ وعَلى ذلكَ أَنَّثَ بَعْضُهم فقال : خَصْمَةٌ وضَيْفَةٌ وجَمَعَ فقالَ : خُصُومٌ وأَضْيَافٌ . وعَدَّلَ الْحُكْمَ تَعْدِيلاً : أقامَهُ وعَدَّلَ فُلاَناً : زَكَّاهُ أي قال : إِنَّهُ عَدْلٌ . وعَدَّلَ الْمِيزانَ والمِكْيَالَ : سَوَّاهُ فاعْتَدَلَ . والْعَدَلَةُ مُحَرَّكَةً وكَهُمَزَةٍ وهذه عن ابنِ الأَعْرابِيِّ : المُزَكُّونَ للشُّهُودِ وقالَ شَمِر : قالَ القُرْمُلِيُّ : سَأَلْتُ عن فُلانٍ العُدَالَةَ كتُؤَدَةٍ أي الذينَ يُعَدِّلُونَهُ وقال أبو زَيْدٍ : رَجُلٌ عُدَلَةٌ وقَوْلٌ عُدَلَةٌ أيضاً أو كَهُمَزَةٍ لِلْوَاحِدِ وبالتَّحْرِيكِ لِلْجَمْعِ عن أبي عَمْروٍ . وعَدَلَهُ يَعْدِلُهُ عَدْلاً وعَادَلَهُ مُعادَلَةً : وَازَنَهُ وكذا : عادَلَ بينَ الشَّيْئَيْنِ . وعَدَلَهُ في الْمَحْمِلِ وعَادَلَهُ : رَكِبَ مَعَهُ . والْعَدْلُ : الْمِثْلُ والنَّظِيرُ كالْعِدْلِ بالكسرِ والْعَدِيلِ كأميرٍ وقيل : هو الْمِثْلُ وليسَ بالنَّظِيرِ عَيْنِهِ ج : أَعْدَالٌ وعُدَلاَءُ . قالَ الرَّاغِبُ : العَدْلُ والعِدْلُ مُتَقارِبَانِ لكن العَدْلُ يُسْتَعْمَلُ فيما يُدْرَكُ بالبصِيرَةِ كالأَحْكَامِ وعَلى ذلكَ قَوْلُه تَعالى : " أوْ عَدْلُ ذلكَ صِيَاماً " والعِدْلُ والعَدِيلُ فيما يُدْرَكُ بالحاسَّةِ كالمَوْزُوناتِ المَعْدُودَاتِ والمَكِيلاَتِ . وفي الصِّحَاح : قالَ الأَخْفَشُ : العِدْلُ بالكسر : المِثْلُ والعَدْلُ بالفتحِ : أَصْلُهُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ : عَدَلْتُ بهذا عَدْلاً حَسَناً تَجْعَلُهُ اسْماً لِلْمِثْلِ لِتُفَرِّقَ بَيْنَهُ وبينَ عِدْلِ المَتَاعِ كَما قالَوا : امْرَأَةٌ رَزَانٌ وعَجُزٌ رَزِينٌ لِلْفَرْقِ . وقالَ الفَرَّاءُ : العَدْلُ بالفَتْحِ : ما عَادَلَ الشَّيْءَ مِنْ غَيرِ جِنْسِهِ والعِدْلُ بالكَسْرِ : المِثْلُ تقولُ منه : عندي عِدْلُ غُلاَمِكَ وعِدْلُ شاتِكَ إِذا كانَ غُلاَماً يَعْدِلُ غُلاَماً أو شَاةً تَعْدِلُ شَاةً فَإِذا أَرَدْتَ قِيمَتَهُ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهِ نَصَبْتَ العَيْنَ ورُبَّما كَسَرَها بعضُ العَرَبِ وكَأَنَّهُ منهم غَلَطٌ لِتَقَارُبِ مَعْنَى العَدْلِ مِنَ العِدْلِ قالَ : وقد أَجْمَعُوا عَلى واحِدِ الأَعْدَالِ أَنَّهُ عِدْلٌ بالكسرِ انتهى . وفي العُبابِ : وقالَ الزَّجَّاجُ : العَدْلُ والعِدْلُ واحِدٌ في مَعْنَى المِثْلِ قالَ : والمَعْنَى واحِدٌ كَأَنَّ المِثْلَ مِنَ الجِنْسِ أو مِنْ غَيْرِ الجِنْسِ قالَ : ولم يَقُولُوا إِنَّ العَربَ غَلِطَتْ وليسِ إِذا أَخْطَأَ مُخْطِئٌ وَجَبَ أَنْ يَقول : إِنَّ بعضَ العربِ غَلِطَ وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : عَدْلُ الشَّيْءِ وعِدْلُهُ سَوَاءٌ أي مِثْلُهُ انتهى . وقالَ بعضُهم : العِدْلُ تَقْوِيمُكَ الشَّيءَ بالشَّيءِ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهِ حتى تَجْعَلَهُ له مِثْلاً وأَجازَ بعضُهم أن يُقالَ : عِنْدِي عِدْلُ غُلامِكَ أي مِثْلُهُ وعَدْلُه بالفتح لا غَيْرُ : قِيمَتُهُ وقَرَأَ ابنُ عامِرٍ : " أَوْ عِدْلُ ذلِكَ صِيَاماً " بكَسْرِ العَيْنِ وقَرَأَها الْكِسائِيُّ وأَهْلُ المَدِينَةِ بالفَتْحِ . والعَدْلُ : الْكَيْلُ وقيل : الْجَزَاءُ وأيضاً : الْفَرِيضَةُ وبهِ فَسَّرَ ابنُ شُمَيْلٍ الحديثَ : لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ ولاَ عَدْلٌ ويُقالُ : هو النَّافِلَةُ وقيلَ : هو الْفِدَاءُ إِذا اعْتُبِرَ فيهِ مَعْنَى المُسَاوَاةِ ومنهُ قولُه تَعالَى : " وإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَ يُؤْخَذْ مِنْهَا " أي تَفْدِ كُلَّ فِدَاءٍ وكذا قولُهُ تعالى : " أو عَدْلُ ذلِكَ صِيَاماً " كَما في الصِّحاحِ وكانَ أبو عُبَيْدَةَ يقولُ : وإِنْ تُقْسِطْ كُلَّ إِقْساطٍ لا يُقْبَلُمنها . قال الأَزْهَرِيُّ : وهذا غَلَطٌ فاحِشٌ وإِقْدَامٌ مِنْ أبي عُبَيْدَةَ على كِتابِ اللهِ تَعالَى والمَعْنَى فيه : لو تَفْتَدِي بِكُلِّ فِدَاءٍ لا يُقْبَلُ منها الفِدَاءُ يَوْمَئِذٍ . ويُقالُ : العَدْلُ : السَّوِيَّةُ وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ : العَدْلُ : الاِسْتِقَامَةُ . وعَدْلٌ بِلاَ لاَمٍ : رَجُلٌ مِنْ سَعْدِ العَشِيرَةِ وقال ابنُ السِّكِّيتِ : هوَ العَدْلُ بنُ جِزْءِ بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ هكذا وَقَعَ في الصِّحاحِ والصَّوابُ : مِنْ سَعْدِ العَشيرَةِ واخْتُلِفَ في اسْمِ وَالِدِهِ فقيل : هو جَزْءٌ هكذا بالهَمْزَةِ كَما وَقَعَ في نُسَخِ الإِصْلاَحِ لابنِ السِّكِّيتِ ومثلُهُ في الصِّحاحِ وفي جَمْهَرَةِ الأَنْسابِ لابنِ الكَلْبِيِّ : هو العَدْلُ بنُ جُرٍّ بِضَمِّ الجِيم والرَّاءِ المُكَرَّرَةِ وكان وَلِيَ شُرْطَةَ تُبَّعٍ فَإِذا أُرِيدَ قَتْلُ رَجُلٍ دُفِعَ إلَيْهِ ونَصُّ الصِّحاحِ : وكانَ تُبَّعٌ إِذا أرادَ قَتْلَ رَجُلٍ دَفَعَهُ إليه فَقِيلَ بَعْدَ ذلكَ لِكُلِّ ما يُئِسَ مِنْهُ : وُضِعَ عَلى يَدَيْ عَدْلٍ . والعِدْلُ بِالْكَسَرِ : نِصْفُ الْحِمْلِ يكونُ عَلى أَحَدِ جَنْبَي البَعِيرِ وقالَ الأَزْهَرِيُّ : العِدْلُ : اسْمُ حِمْلٍ مَعْدُولٍ بِحِمْلٍ أي مُسَوّىً به ج : أَعْدَالٌ وعُدُولٌ عن سِيبَوَيْهِ ومِنْ ذلكَ تقولُ في عُدُولِ قَضاءِ السُّوءِ : ما هم عُدُولٌ ولكنْ عُدُولٌ . وعَدِيلُكَ : مُعَادِلُكَ في المَحْمَلِ وقالَ الجَوْهَرِيُّ : العَدِيلُ الذي يُعادِلُكَ في الوْزَنِ والقَدْرِ قالَ ابنُ بِرِّيٍّ : لم يَشْتَرِطِ الجَوْهَرِيُّ في العَدِيل أن يكونَ إِنْساناً مِثْلَه وفَرَّقَ سِيبَوَيْه بينَ العَدِيلِ والعِدْلِ فقالَ : العَدِيلُ ما عَادَلَكَ مِنَ النَّاسِ والعِدْلُ لا يكونُ إِلاَّ لِلْمَتاعِ خَاصَّةً فَبَيَّنَ أَنَّ عَدِيلَ الإِنْسانِ لا يكونُ إِلاَّ إِنْساناً مِثْلَه وأَنَّ العِدْلَ لا يَكونُ إِلاَّ لِلْمَتاعِ خَاصَّةً . ويُقالُ : شَرِبَ حَتَّى عَدَّلَ أي صارَ بَطْنُهُ كالْعِدْلِ وبالكسرِ وامْتلأَ عن أبي عَدْنانَ قالَ الأَزْهَرِيُّ : وكذلكَ حتَّى عَدَّنَ وأَوَّنَ بمَعْنَاهُ . والاعْتِدالُ : تَوَسُّطُ حالٍ بينَ حَالَيْنِ في كَمٍّ أو كَيْفٍ كقولِهِم : جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ بينَ الطُّولِ والقِصَرِ وماءٌ مُعْتَدِلٌ بينَ البارِدِ والحَارِّ ويومٌ مُعْتَدِلٌ طَيِّبُ الهَواءِ ضِدُّ مُعْتَذِلٍ بالذَّالِ المُعْجَمَةِ وكُلُّ ما تَنَاسَبَ فَقَدْ اعْتَدَلَ وكُلُّ ما أَقَمْتَهُ فَقَدْ عَدَلْتَهُ بالتَّخْفِيفِ وعَدَّلْتَهُ بالتَّشْدِيدِ وزَعَمْوا أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ : الحمدُ للهِ الذي جَعَلَنِي في قَوْمٍ إِذا مِلْتُ عَدَّلُونِي كما يُعَدَّلُ السَّهْمُ في الثِّقافِ أي قَوَّمُونِي وقالَ الشاعِرُ : منها . قال الأَزْهَرِيُّ : وهذا غَلَطٌ فاحِشٌ وإِقْدَامٌ مِنْ أبي عُبَيْدَةَ على كِتابِ اللهِ تَعالَى والمَعْنَى فيه : لو تَفْتَدِي بِكُلِّ فِدَاءٍ لا يُقْبَلُ منها الفِدَاءُ يَوْمَئِذٍ . ويُقالُ : العَدْلُ : السَّوِيَّةُ وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ : العَدْلُ : الاِسْتِقَامَةُ . وعَدْلٌ بِلاَ لاَمٍ : رَجُلٌ مِنْ سَعْدِ العَشِيرَةِ وقال ابنُ السِّكِّيتِ : هوَ العَدْلُ بنُ جِزْءِ بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ هكذا وَقَعَ في الصِّحاحِ والصَّوابُ : مِنْ سَعْدِ العَشيرَةِ واخْتُلِفَ في اسْمِ وَالِدِهِ فقيل : هو جَزْءٌ هكذا بالهَمْزَةِ كَما وَقَعَ في نُسَخِ الإِصْلاَحِ لابنِ السِّكِّيتِ ومثلُهُ في الصِّحاحِ وفي جَمْهَرَةِ الأَنْسابِ لابنِ الكَلْبِيِّ : هو العَدْلُ بنُ جُرٍّ بِضَمِّ الجِيم والرَّاءِ المُكَرَّرَةِ وكان وَلِيَ شُرْطَةَ تُبَّعٍ فَإِذا أُرِيدَ قَتْلُ رَجُلٍ دُفِعَ إلَيْهِ ونَصُّ الصِّحاحِ : وكانَ تُبَّعٌ إِذا أرادَ قَتْلَ رَجُلٍ دَفَعَهُ إليه فَقِيلَ بَعْدَ ذلكَ لِكُلِّ ما يُئِسَ مِنْهُ : وُضِعَ عَلى يَدَيْ عَدْلٍ . والعِدْلُ بِالْكَسَرِ : نِصْفُ الْحِمْلِ يكونُ عَلى أَحَدِ جَنْبَي البَعِيرِ وقالَ الأَزْهَرِيُّ : العِدْلُ : اسْمُ حِمْلٍ مَعْدُولٍ بِحِمْلٍ أي مُسَوّىً به ج : أَعْدَالٌ وعُدُولٌ عن سِيبَوَيْهِ ومِنْ ذلكَ تقولُ في عُدُولِ قَضاءِ السُّوءِ : ما هم عُدُولٌ ولكنْ عُدُولٌ . وعَدِيلُكَ : مُعَادِلُكَ في المَحْمَلِ وقالَ الجَوْهَرِيُّ : العَدِيلُ الذي يُعادِلُكَ في الوْزَنِ والقَدْرِ قالَ ابنُ بِرِّيٍّ : لم يَشْتَرِطِ الجَوْهَرِيُّ في العَدِيل أن يكونَ إِنْساناً مِثْلَه وفَرَّقَ سِيبَوَيْه بينَ العَدِيلِ والعِدْلِ فقالَ : العَدِيلُ ما عَادَلَكَ مِنَ النَّاسِ والعِدْلُ لا يكونُ إِلاَّ لِلْمَتاعِ خَاصَّةً فَبَيَّنَ أَنَّ عَدِيلَ الإِنْسانِ لا يكونُ إِلاَّ إِنْساناً مِثْلَه وأَنَّ العِدْلَ لا يَكونُ إِلاَّ لِلْمَتاعِ خَاصَّةً . ويُقالُ : شَرِبَ حَتَّى عَدَّلَ أي صارَ بَطْنُهُ كالْعِدْلِ وبالكسرِ وامْتلأَ عن أبي عَدْنانَ قالَ الأَزْهَرِيُّ : وكذلكَ حتَّى عَدَّنَ وأَوَّنَ بمَعْنَاهُ . والاعْتِدالُ : تَوَسُّطُ حالٍ بينَ حَالَيْنِ في كَمٍّ أو كَيْفٍ كقولِهِم : جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ بينَ الطُّولِ والقِصَرِ وماءٌ مُعْتَدِلٌ بينَ البارِدِ والحَارِّ ويومٌ مُعْتَدِلٌ طَيِّبُ الهَواءِ ضِدُّ مُعْتَذِلٍ بالذَّالِ المُعْجَمَةِ وكُلُّ ما تَنَاسَبَ فَقَدْ اعْتَدَلَ وكُلُّ ما أَقَمْتَهُ فَقَدْ عَدَلْتَهُ بالتَّخْفِيفِ وعَدَّلْتَهُ بالتَّشْدِيدِ وزَعَمْوا أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ : الحمدُ للهِ الذي جَعَلَنِي في قَوْمٍ إِذا مِلْتُ عَدَّلُونِي كما يُعَدَّلُ السَّهْمُ في الثِّقافِ أي قَوَّمُونِي وقالَ الشاعِرُ :صَبَحْتُ بها القَوْمَ حتى امْتَسَكْ ... تُ بالأَرْضِ أَعْدِلُها أَنْ تَمِيلاَ وقوله تعالى : " فَعَدلَكَ في أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ " قُرِئَ بالتَّخْفِيفِ وبالتَّثْقِيلِ فالأُولَى قِراءَةُ عاصِمٍ والأَخْفَشِ والثانِيَةُ قِراءَةُ نافِعٍ وأَهْلِ الحِجازِ قالَ الفَرَّاءُ : مَنْ خَفَّفَ فَوَجْهُه - واللهُ أَعْلَمُ - فصَرَفَكَ إِلى أيِّ صُورَةٍ ما شاءَ إِمَّا حَسَنٍ وإِمَّا قَبِيحٍ وإِمَّا طَوِيلٍ وإِمَّا قَصِيرٍ وقيلَ : أرادَ عَدَلَكَ مِنَ الْكُفْرِ إِلى الإِيمانِ وهي نِعْمَةٌ قالَ الأَزْهَرِيُّ : والتَّشْدِيدُ أَعْجَبُ الوَجْهَيْنِ إِلى الفَرَّاءِ وأَجْوَدُهُما في العَرَبِيَّةِ والمَعْنَى فَقَوَّمَكَ وجَعَلَكَ مُعْتَدِلاً مُعَدَّلَ الخَلْقِ وقد قالَ الفَرَّاءُ في قِراءَةِ مَنْ قَرَأَ بالتَّخْفِيفِ : إِنَّهُ بِمَعْنَى فَسَوَّاكَ وقَوَّمَكَ مِنْ قَوْلِكَ : عَدَلْتُ الشَّيْءَ فاعْتَدَلَ أي سَوَّيْتُه فاسْتَوَى ومنهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
" وَعَدَلْنَاهُ بِبَدْرٍ فاعْتَدَلْ أي قَوَّمْنَاهُ فاسْتَقَامَ وكُلُّ مُثَقَّفٍ مُعْتَدِلٌ . وعَدَلَ عَنْهُ يَعْدِلُ عَدْلاً وعُدُولاً : حَادَ وعن الطَّرِيقِ : جَارَ وعَدَلَ إِلَيْهِ عُدُولاً : رَجَعَ وعَدَلَ الطَّرِيقُ نَفْسُهُ : مَالَ . وعَدَلَ الْفَحْلُ عن الإِبِلِ إذا تَرَكَ الضِّرَابَ وعَدَلَ الْجَمَّالُ الْفَحْلَ عن الضِّرابِ : نَحَّاهُ فانْعَدَلَ تَنَحَّى . وعَدَلَ فُلاناً بِفُلاَنٍ إذا سَوَّى بَيْنَهُما . ويُقالُ : مَالَهُ مَعْدِلٌ كمَجْلِسٍ ولا مَعْدُولٌ : أي مَصْرِفٌ . وانْعَدَلَ عَنْهُ : تَنَحَّى وعَادَلَ : اعْوَجَّ قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
وإِنِّي لأُنْحِي الطَّرْفَ عَن نَحْوِ غَيْرِها ... حَيَاءً ولو طَاوَعْتُهُ لم يُعادِلِ أي لم يُنْعَدِلْ وقيلَ : مَعْناهُ لَمْ يَعْدِلْ بِنَحْوِ أَرْضِها أي بِقَصْدِها نَحْواً . والعِدَالُ كَكِتَابٍ : أنْ يَعْرِضَ لك أَمْرَانِ فَلا تَدْرِي لأَيِّهِمَا تَصِيرُ فَأَنْتَ تَرَوَّى في ذلكَ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ :
وذُو الْهَمِّ تُعْدِيهِ صَرِيمَةُ أَمْرِهِ ... إذا لم تُمَيِّثْهُ الرُّقَى ويُعَادِلُ أي يُعادِلُ بَيْنَ الأَمْرَيْنِ أَيَّهُما يَرْكَبُ تُمَيِّثْهُ : تُذَلِّلْهُ المَشُورَاتُ وقَوْلُ النَّاسِ أَيْنَ تَذْهَبُ . والمُعادَلَةُ : الشَّكُّ في أَمْرَيْنِ يُقالُ : أَنا في عِدَالٍ مِنْ هذا الأَمْرِ أي في شَكٍّ منه أَأَمْضِي عليه أَمْ أَتْرُكُهُ ؟ وقد عادَلْتُ بينَ أَمْرَيْنِ أَيَّهُما آتِي أي مَيَّلْتُ . وعَدَوْلَى بِفَتْحِ العَيْنِ والدَّالِ وسُكُونِ الْواوِ مَقْصُورَةً : ة بِالْبَحْرَيْنِ وقد نَفَى سِيبَوَيْه فَعَوْلَى فاحْتُجَّ عليه بعَدَوْلَى فقالَ الفارِسِيُّ : أَصْلُهَا عَدَوْلاً وإِنَّما تُرِكَ صَرْفُهُ لأَنَّهُ جُعِلَ اسْماً للبُقْعَةِ ولم نَسْمَعْ في أَشعَارِهِم عَدَوْلاً مَصْرُوفاً فَأَمَّا قَوْلُ نَهْشَلِ بنِ حَرِّيٍّ :
فلا تَأَمَنِ النَّوْكَى وإِنْ كانَ دارُهُم ... وَرَاءَ عَدَوْلاَةٍ وكنتَ بِقَيْصَرا فَزَعَمَ بعضُهم أَنَّهُ بالْهَاءِ ضَرُورَةً وهذا يُؤَنِّسُ بِقَوْلِ الفَارِسِيِّ وأَمَّا ابنُ الأَعْرابِيِّ فَإِنَّهُ قالَ : هي مَوْضِعٌ وذَهَبَ إِلى أنَّ الهاءَ فيها وَضْعٌ لا أَنَّهُ أَرادَ عَدَوْلَى ونَظِيرُهُ قولُهُم : قهَوْبَاةٌ للنَّصْلِ العَرِيضِ . والعَدَوْلَى : الشَّجَرَةُ الْقَدِيمَةُ الطَّوِيلَةُ . والعَدَوْلِيَّةُ : سُفُنٌ مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهَا أي إِلى القَرْيَةِ المَذْكُورَةِ كَما في الصِّحاحِ لا إِلى الشَّجَرَةِ كَما يُتَوَهَّمُ مِنْ سِياقِ المُصَنِّفِ قالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ :
عَدَوْلِيَّةٌ أو مِنْ سَفِينِ ابنِ يَامِنٍ ... يجُوزُ بها المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَديوهكذا فَسَّرَهُ الأَصْمَعِيُّ قالَ : والخُلُجُ : سُفُنٌ دونَ العَدَوْلِيَّةِ وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ في قَوْلِ طَرَفَةَ : عَدَوْلِيَّةٌ إلخ قال : نَسَبَها إِلى ضِخَمٍ وقِدَمٍ يَقولُ : هيَ قَدِيمَةٌ أو ضَخْمَةٌ وقيلَ : نُسِبَتْ إلى مَوْضِع كانَ يُسَمَّى عَدَوْلاً بَوَزْنِ فَعَوْلاَة أو إلى عَدَوْلٍ : رَجُلٍ كانَ يَتَّخِذُ السُّفُنَ نَقَلَهُ الصَّاغانِيُّ أو إلى قَوْمٍ كانُوا يَنْزِلُونَ هَجَرَ فيما ذَكَرَ الاَصْمَعِيُّ وقالَ ابنُ الكَلْبِيِّ : عَدَوْلَى لَيْسُوا مِنْ رَبِيعَةَ ولا مُضَرَ ولا مِمَّنْ يُعْرَفُ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ إِنَّما هم أُمَّةٌ عَلى حِدَةٍ قالَ الأَزْهَرِيُّ : والقَوْلُ في العَدَوْلَى ما قالَهُ الأَصْمَعِيُّ والْعَدَوْلَى جَمْعُهَا . والعَدَوْلَى : الْمَلاَّحُ والذي في الصِّحاحِ : والعَدَوْلِيُّ بِكسرِ اللاَّمِ وشَدِّ الياءِ : المَلاَّحُ وهو الصَّوابُ . والْعُدَيْلُ كزُبَيْرٍ ابْنُ الْفَرْخِ : شاعِرٌ مَعْرُوفٌ مِنْ بِنِي العِجْلِ وفي بعضِ النُّسَخِ : وعُدَيْلٌ بلا لاَمٍ وهو الصَّوابُ . وأبو الأَزْهَرِ مَعْدِلُ بْنُ أَحْمَدَ بنِ مُصَعَبٍ كمَجْلِسٍ : مُحَدِّثٌ نَيْسَابُورِيٌّ رَوَى عن الأَصَمِّ وعنهُ محمدُ بنُ يحيى المُزَكَّي . والْمُعَدَّلاَتُ كمُعَظَّمَاتٍ زَوَايَا الْبَيْتِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ قالَ : وهيَ الدَّواقِيعُ والمُزَوَّيَاتُ والأَخْصَامُ والثَّفِناتُ أيضاً . ويُقالُ : هُوَ يُعادِلُ هذا الأَمْرَ إِذا ارْتَبَكَ فيهِ ولم يُمْضِهِ قالَ الشاعِرُ :
إِذا الهَمُّ أَمْسَى وَهْوَ دَاءٌ فَأَمْضِهِ ... ولَسْتَ بِمُمْضِيهِ وأَنْتَ تُعَادِلُهْ أي : وأَنتَ تَشُكُّ فيه . وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : الْعَدَلُ مُحَرَّكَةً : تَسْوِيَةُ الأَوْنَيْنِ أي الْعِدْلَيْنِ . ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : العَدْلُ في أَسْماءِ اللهِ سبحانَهُ : هو الذي لا يَمِيلُ بهِ الهَوَى فيَجُورُ في الحُكْمِ وهو في الأَصْلِ مَصْدَرٌ سُمِّيَ به فوُضِعَ مَوْضِعَ الْعَادِلِ وهو أَبْلَغُ منه لأَنَّهُ جُعِلَ المُسَمَّى نَفْسُهُ عَدْلاً وقد عَدُلَ الرَّجُلُ كَكَرُمَ عَدَالَةً : صارَ عَدْلاً وقولُهُ تَعالى : " وأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنكُمْ " . قالَ سَعِيدُ بنُ المُسَيِّبِ : ذَوَيْ عَقْلٍ وقالَ إبراهيمُ : العَدْلُ الذي لَمْ تَظْهَرْ مِنْهُ رِيبَةٌ وقولُهُ تَعالى : " ولَن تَسْتَطِيعُوا أن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ " قالَ عُبَيْدَةُ السَّلْمانِيُّ : والضَّحَّاكُ : في الحُبِّ والجِمَاعِ وقالَ الرَّاغِبُ : إِشَارَةً إلى ما عليهِ جِبِلَّةُ النَّاسِ مِنَ المَيْلِ . وفُلانٌ يَعْدِلُ فُلانَاً أي يُساوِيِهِ . ويُقالُ : ما يَعْدِلُكَ عِنْدَنا شَيْءٌ أي ما يَقَعَ عِنْدَنا شَيْءٌ مَوْقِعَكَ . وعادَلَهُما عَلى نَاضِحٍ : شَدَّهُما عَلى جَنْبَيِ الْبَعِيرِ كالعِدْلَيْنِ . ووَقَعَ المُصْطَرِعَانِ عِدْلَيْ عَيْرٍ أي وَقَعَا مَعاً ولم يَصْرَعْ أَحَدُهما الآخَرَ . والعَدِيلَتانِ : الْغِرَارَتانِ لأَنَّ كُلَّ واحِدَةٍ منهما تُعادِلُ صاحِبَتَها . ويُقالُ : عَدَّلْتُ أَمْتِعَةَ البَيْتِ إِذا جَعَلْتَها أَعْدَالاً مُسْتَوِيَةً لِلاِعْتِكامِ يَوْمَ الظَّعْنِ . واعْتَدَلَ الشِّعْرُ : اتَّزَنَ واسْتَقامَ وعَدَّلْتُه أنا ومنهُ قَوْلُ أبي عليٍّ الفَارِسِيِّ : لأنَّ المُراعَى في الشِّعْرِ إِنَّما هو تَعْدِيلُ الأَجْزَاءِ . وعَدَّلَ القَسَّامُ الأَنْصِبَاءَ لِلْقَسْمِ بَيْنَ الشُّرِكاءِ إذا سَوَّاهَا عَلى الْقِيمَ . وفي الحديثِ : الْعِلْمُ ثَلاَثَةٌ فَرِيضَةٌ عادِلَةٌ أرادَ العَدْلَ في القِسْمَةِ أي مُعَدَّلَةٌ على السِّهامِ المذكورَةِ في الكِتابِ والسُّنَّةِ مِنْ غَيْرِ جَوْرٍ . والعَدْلُ : الْقِيمَةُ يُقالُ : خُذْ عَدْلَهُ منه كذا وكذا أي قِيمَتَهُ . ويُقالُ : هذا قَضاءٌ حَدْلٌ غيرُ عَدْلٍ وأَخَذَ في مَعْدِلِ الحَقِّ ومَعْدِلِ الباطِلِ أي في طَرِيقِهِ ومَذْهَبِهِ . ويُقالُ : انْظُرُوا إلى سُوءِ مَعادِلِهِ ومَذْمُومِ مَدَاخِلِهِ أي إلى سُوءِ مَذاهبِهِ ومَسالِكِهِ وهو سَدِيدُ المَعَادِلِ وقال أبو خِرَاشٍ :على أَنَّني إِذا ذَكَرْتُ فِرَاقَهُمْ ... تَضِيقُ عَلَيَّ الأَرْضُ ذاتُ الْمَعَادِلِ أرادَ ذاتَ السَّعَةِ يُعْدَلُ فيها يَمِيناً وشِمَالاً مِنْ سَعَتِهَا . والعَدْلُ : أنْ تَعْدِلَ الشَّيْءَ عن وَجْهِهِ تقول : عَدَلْتُ فُلاناً عن طَرِيقِهِ وعَدَلْتُ الدَّابَّةَ إلَى مَوْضِعِ كذا وفي الحديثِ : لا تُعْدَلُ سَارِحَتُكَم أي لا تُصَرَفُ ماشِيَتُكُم وتُمالُ عن المَرْعَى ولا تُمْنَعَ . ويُقالُ : قَطَعْتُ العِدَالَ في أَمْرِي ومَضَيْتُ عَلى عَزْمِي وذلكَ إِذا مَيَّلَ بينَ أَمْرَيْنِ أَيَّهُما يَأْتِي ثُمَّ اسْتَقَامَ لَهُ الرَّأْيُ فعَزَمَ عَلى أَوْلاهُما عِنْدَهُ ومنهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ :
إلى ابنِ الْعَامِرِيِّ إلى بِلاَلٍ ... قَطَعْتُ بِنَعْفِ مَعْقُلَةَ الْعِدَالاَ وعَدَّلَ أَمْرَهُ تَعْدِيلاً كعَادَلَهُ : إذا تَوَقَّفَ بينَ أَمْرَيْنِ أَيَّهُما يَأْتِي وبهِ فُسِّرَ حديثُ المِعْراجِ : أُتِيتُ بِإِناءَيْنِ فَعَدَّلْتُ بَيْنَهُمَا يُرِيدُ أَنَّهُما كانا عندَهُ مُسْتَوِيَيْنِ لا يَقْدِرُ عَلى اخْتِيارِ أَحَدِهِما ولا يَتَرَجَّحُ عِنْدَهُ . وفَرَسٌ مُعْتَدِلُ الْغُرَّةِ : إذا تَوَسَّطَتْ غُرَّتُهُ جَبْهَتَهُ فلمْ تَصِبْ واحِدَةً مِنَ العَيْنَيْنِ ولم تَمِلْ على واحِدٍ مِنَ الخَدَّيْنِ قالَهُ أبو عُبَيْدَةَ . وانْعَدَلَ الفَحْلُ عنِ الضَّرابِ : تَنَحَّى قالَ أبو النَّجْمِ :
" وانْعَدَلَ الفَحْلُ ولَمَّا يُعْدَلِ وعَدَلَ باللَّهِ يُعْدِلُ : أَشْرَكَ والعادِلُ : المُشْرِكُ الذي يَعْدِلُ بِرَبِّهِ ومنهُ قَوْلُ المَرْأَةِ للحَجَّاجِ : إِنَّكَ لَقاسِطٌ عَادِلٌ . وقالَ الأَحْمَرُ : عَدَلَ الكَافِرُ بِرَبِّهِ عَدْلاً عُدُولاً : سَوَّى به غيرَه فعَبَدَهُ . وشَجَرٌ عَدَوْلِيٌّ : قديمٌ واحِدَتُهُ عَدَوْلِيَّةٌ وقالَ أبو حَنِيفَةَ : العَدَوْلِيُّ : القَدِيمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وأَنْشَدَ غيرُهُ :
" عَلَيْها عَدَوْلِيُّ الْهَشِيمِ وصامِلُهْ ويُرْوَى : عَدَامِيلُ الْهَشِيمِ كَما سَيَأْتِي . وفي خَبَرِ أبي الْعَارِمِ : فآخُذُ في أَرْطىً عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ . ورَوَى الأَزْهَرِيُّ عن اللَّيْثِ : المُعْتَدلَةُ مِنَ النُّوقِ : المُثَقَّفَةُ الأَعْضاءِ بَعْضُها بِبَعْضٍ قالَ : ورَوى شَمِر عن مُحَارِبٍ قال : المُعَنْدِلَة مِنَ النُّوقِ وجَعَلَهُ رُباعِيّاً من بابِ ع ن د ل قالَ الأَزْهَرِيُّ : والصَّوابُ ما قالَهُ اللَّيْثُ ورَوَى شَمِر عن أبي عَدْنانَ أنَّ الكِنَانِيَّ أَنْشَدَهُ :
" وعَدَلَ الفَحْلُ وإِنْ لَمْ يُعْدَلِ
" واعْتَدَلَتْ ذاتُ السَّنَامِ الأَمْيَلِ قالَ : اعَتِدَالُ ذاتِ السَّنامِ اسْتِقَامَةُ سَنامِها مِنَ السِّمَنِ بعدَما كانَ مائِلاً قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهذا يَدُلُّ على أنَّ الحَرْفَ الذي رَوَاهُ شَمِر عن مُحارِبٍ في المُعَنْدِلَة غيرُ صَحِيحٍ وأَنَّ الصَّوابَ : المُعْتَدِلَة لأنَّ النَّاقَةَ إِذا سَمِنَتْ اعْتَدَلَتْ أَعْضَاؤُها كُلُّها مِنَ السَّنامِ وغَيْرِه . وفي الأَسَاسِ : جارِيَةٌ حَسَنَةُ الاعْتِدَالِ : أي الْقَوامِ . وأَيَّامٌ مُعْتَدِلاَتٌ غَيْرُ مُعْتَذِلاَتٍ أي طَيِّبَةٌ غَيْرُ حَارَّةٍ . وإِسْماعِيلُ بنُ أحمدَ بنِ مَنصورِ بنِ الحسن بنِ محمدِ بنِ عادِلٍ البُخَارِيُّ العَادِلِيُّ : مُحَدِّثٌ
المِثْل بالكَسْر والتحريك وكأَميرٍ : الشِّبْه يقال : هذا مِثْلُه وَمَثَلُه كما يقال : شِبهُه وَشَبَهُه . قال ابنُ بَرِّي : الفرقُ بين المُماثَلةِ والمُساواةِ أنّ المساواةَ تكونُ بين المُختَلِفَيْنِ في الجِنسِ والمُتَّفِقَيْن ؛ لأنّ التساويَ هو التكافُؤُ في المِقدارِ لا يزيدُ ولا يَنْقُصُ وأمّا المُماثَلةُ فلا تكونُ إلاّ في المُتَّفِقَيْن تقول : نَحْوُه كَنَحْوِه وفِقهُه كفِقْهِه وَلَوْنُه كَلَوْنِه وَطَعْمُه كَطَعْمِه فإذا قيل : هو مِثلُه على الإطلاق فمعناه أنّه يَسُدُّ مَسَدَّه وإذا قيل : هو مثلُه في كذا فهو مُساوٍ له في جِهةٍ دونَ جِهةٍ انتهى . وقرأتُ في الرِّسالةِ البغداديّةِ للحاكمِ أبي عَبْد الله النَّيْسابوريِّ - وهي عندي - ما نَصُّه : أنّ ممّا يَلْزَمُ الحَدِيثِيَّ من الضبطِ والإتقانِ إذا ذَكَرَ حديثاً وساقَ المَتْنَ ثمّ أَعْقَبَه بإسْنادٍ آخَرَ أن يَفْرُقَ بين أن يقول : مِثلُه أو نَحْوُه فإنّه لا يحِلُّ له أن يقول : مِثلُه إلاّ بعدَ أن يَقِفَ على المَتنَيْنِ والحديثِ جميعاً فيعلمَ أنّهما على لفظٍ واحدٍ فإذا لم يُميِّزْ ذلك حَلَّ له أن يقول : نَحْوُه فإنّه إذا قالَ نَحْوُه فقد بيَّنَ أنّه مِثلُ مَعانيه وقَوْله تَعالى : " لَيْسَ كمِثلِه شيءٌ وهو السميعُ البَصير " أرادَ لَيْسَ مِثلَه لا يكونُ إلاّ ذلك ؛ لأنّه إنْ لم يقُلْ هذا أَثْبَتَ له مِثْلاً تعالى اللهُ عن ذلك ونَظيرُه ما أنشدَ سيبويه :
" لَواحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ وقولُهم : فلانٌ مُسْتَرادٌ لمِثلِه وفلانٌ مُسْتَرادةٌ لمِثلِها : أي مِثلُه يُطلَبُ ويُشَحُّ عليه وقيل : معناه مُسْتَرادٌ مِثلُه أو مِثلُها واللامُ زائدةٌ . والمَثَل مُحَرَّكَةً : الحُجّةُ وأيضاً : الحديثُ نَفْسُه وقولُه عزَّ وجلَّ : " وللهِ المَثَلُ الأعْلى " جاءَ في التفسيرِ أنّه قولُ : لا إله إلاّ الله وتأويلُه أنّ اللهَ أَمَرَ بالتوحيدِ ونَفْيِ كلِّ إله سِواه وهي الأمْثال . وقد مَثَّلَ به تَمْثِيلاً وامْتَثلَه وَتَمَثَّلَه وَتَمَثَّلَ به قال جَريرٌ :
والتَّغْلَبِيُّ إذا تَنَحْنَحَ للقِرَى ... حَكَّ اسْتَه وَتَمَثَّلَ الأمْثالاعلى أنّ هذا قد يجوزُ أن يريدَ به تمَثَّلَ بالأَمْثالِ ثمّ حَذَفَ وأَوْصَلَ . المَثَلُ أيضاً : الصِّفة كما في الصِّحاح قال ابنُ سِيدَه : ومنه قَوْله تَعالى : " مَثَلُ الجنَّةِ التي وُعِدَ المُتَّقون " قال الليثُ : مثَلُها هو الخبَرُ عنها وقال أبو إسحاق : معناهُ صِفةُ الجنّةِ قال عُمرُ بنُ أبي حَنيفة : سَمِعْتُ مُقاتِلاً صاحبَ التفسيرِ يَسْأَلُ أبا عَمْرِو بنَ العلاءِ عن هذه الآيةَ فقالَ ما مثَلُها ؟ فقال : " فيها أَنْهَارٌ من ماءٍ غيرِ آسِنٍ " قال : ما مَثَلُها ؟ فَسَكَتَ أبو عمروٍ قال : فَسَأَلتُ يونُسَ عنها فقال : مَثَلُها : صِفَتُها قال محمد بن سَلاّمٍ : ومِثْلُ ذلك قولُه : " ذلك مثَلُهم في التَّوراةِ وَمَثَلُهم في الإنجيل " أي صِفتُهم قال الأَزْهَرِيّ : ونحوُ ذلك رُوِيَ عن ابنِ عبّاسٍ وأمّا جوابُ أبي عمروٍ حينَ سألَه ما مثَلُها فقال : " فيها أَنْهَارٌ من ماءٍ غيرِ آسِنٍ " ثمّ تَكْرِيرُه السُّؤال : ما مثَلُها ؟ وسُكوتُ أبي عمروٍ عنه فإنّ أبا عمروٍ أجابه جواباً مُقنِعاً ولمّا رأى نَبْوَةَ فَهْمِ مُقاتِلٍ سَكَتَ عنه لِما وَقَفَ من غِلَظِ فَهْمِه وذلك أنّ قَوْله تَعالى : " مَثَلُ الجنَّة " تَفْسِيرٌ لقولِه تعالى : " إنّ اللهَ يُدخِلُ الذينَ آمنوا وعَمِلوا الصالِحاتِ جَنّاتٍ تجري من تَحْتِها الأنهار " وَصَفَ تلكَ الجنّاتِ فقال : مثَلُ الجنَّةِ التي وَصَفْتُها وذلك مِثلُ قولِه : " مثَلُهُم في التَّوراةِ ومثَلُهم في الإنجيل " أي ذلك صِفةُ محمد صلّى الله تعالى عليه وسلَّم وأصحابِه في التَّوْراة ثمّ أعلمَهُم أنّ صِفتَهم في الإنجيلِ كَزَرْعٍ قال الأَزْهَرِيّ : وللنحويين في قَوْله تَعالى : " مثَلُ الجنّةِ التي وُعِدَ المُتَّقون " قولٌ آخَرُ قاله محمد بن يَزيدَ المُبَرِّدَ في كتابِ المُقْتَضَبِ قال : التقديرُ : فيما يُتلى عليكُم مثَلُ الجنّةِ ثمّ : فيها وفيها قال : وَمَنْ قالَ : إنّ معناه صِفةُ الجنّةِ فقد أَخْطَأَ لأنّ مَثَل لا يُوضَعُ في مَوْضِعِ صِفة إنّما يقال : صِفةُ زَيْدٍ أنّه ظَريفٌ وأنّه عاقِلٌ ويقال : مثَلُ زَيدٍ مثَلُ فُلانٍ إنّما المثَلُ مأخوذٌ من المِثال والحَذْوِ والصِّفةُ تَحْلِيَةٌ وَنَعْتٌ انتهى . قلت : ومِثْلُ ذلك لأبي عليٍّ الفارسيِّ فإنّه قال : تَفْسِيرُ المثَلِ بالصِّفةِ غيرُ معروفٍ في كلامِ العرب إنّما معناه التَّمْثيل قال شيخُنا : ويمكنُ أن يكونَ إطْلاقُه عليها من قَبيلِ المَجازِ لعلاقَةِ الغَرابة . وامْتَثلَ عندَهم مَثَلاً حَسَنَاً وكذا : امْتَثلَهُم مَثَلاً حَسَنَاً . وَتَمَثَّلَ : أي أنشدَ بَيْتَاً ثمّ آخَرَ ثمّ آخَرَ وهي الأُمْثولَة بالضَّمّ . وَتَمَثَّلَ بالشيءِ : ضَرَبَه مثَلاً يقال : هذا البيتُ مثَلٌ يَتَمَثَّلُه وَيَتَمثَّلُ به . والمِثال بالكَسْر : المِقْدار وهو من الشِّبَهِ والمِثْلِ ما جُعِلَ مِثالاً أي مِقداراً لغَيرِه يُحذى عليه والجمعُ أَمْثِلَةٌ ومُثُلٌ ومنه أَمْثِلَة الأفعالِ والأسماءِ في بابِ التصريف . قال أبو زيدٍ : المِثال : القِصاص وهو اسمٌ من أَمْثَلَه إمْثالاً كالقِصاصِ اسمٌ من أَقَصَّه إقْصاصاً . المِثال : صفَةُ الشيءِ . أيضاً : الفِراش ومنه حديثُ عَبْد الله بن أبي نَهيك : أنّه دَخَلَ على سَعدٍ رَضِيَ الله تَعالى عنه وعندَه مِثالٌ رَثٌّ . أي : فِراشٌ خَلَقٌ . وفي حديثٍ آخَر : فاشْترى لكلِّ واحدٍ منهم مِثالَيْن قال جَريرٌ : قلتُ للمُغيرَةِ ما مِثالان ؟ قال : نَمَطَان والنَّمَط : ما يُفْتَرَشُ من مَفارِشِ الصُّوفِ المُلَوَّنةِ قال الأعشى :
بكُلِّ طُوالِ السّاعِدَيْن كأنّما ... يرى بسُرى اللَّيْلِ المِثالِ المُمَهَّداج : أَمْثِلَةٌ ومثُلٌ بضمَّتَيْن وإنْ شِئتَ خَفَّفْت . وتماثَلَ العَليلُ : قارَبَ البُرْءَ فصارَ أَشْبَه بالصحيحِ من العَليلِ المَنْهوك وقيل : هو من المُثُولِ وهو الانتصاب كأنّه هَمَّ بالنهوضِ والانتصابِ وفي الصِّحاح : تَماثَلَ من عِلَّتِه : أي أَقْبَلَ . والأَمْثَل : الأَفْضَل يقال : هو أَمْثَلُ قَوْمِه : أي أَفْضَلُهم وقال أبو إسحاق : الأَمْثَل : ذو العَقلِ الذي يَسْتَحِقُّ أن يُقال هو أَمْثَلُ بضني فلانٍ وفي الحديث : " أشَدُّ الناسِ بَلاءً الأنبياءُ ثمّ الأَمْثَلُ فالأَمْثَل " أي الأشْرَفُ فالأشرف والأعلى فالأعلى في الرُّتبَةِ والمَنزِلة . وفي حديثِ التَّروايح : " لَكانَ أَمْثَلَ " أي أَوْلَى وأَصْوَب ج : أماثِل . وقال الجَوْهَرِيّ : فلانٌ أَمْثَلُ بَني فلانٍ : أي أَدْنَاهم للخَير وهؤلاءِ أماثِلُ القومِ : أي خِيارُهم . والمَثَالَة : الفَضْل وقد مَثُلَ ككَرُمَ مَثالَةً أي صارَ فاضِلاً ويقال : من ذَوي مَثالَتِهم . المُثْلَى : تأنيثُ الأَمْثَل كالقُصْوى تأنيث الأقْصى قاله الأخفشُ وقَوْله تَعالى : " وَيَذْهَبا بطَريقَتِكُمُ المُثْلَى " أي بجماعَتِكُم الأَفْضَلِين . وقيل : الطريقةُ المُثْلى : التي هي الأشْبَهُ بالحقِّ . قَوْله تَعالى : " إذ يقولُ أَمْثَلُهم طريقةً " معناه : أَعْدَلُهم وأَشْبَهُهم بالحقِّ أو أَعْلَمهُم عند نَفْسِه بما يقول . قاله الزّجّاج . المَثيل كأَميرٍ : الفاضِل وإذا قيل : مَن أَمْثَلُكم ؟ قلتَ : كلُّنا مَثيلٌ حكاه ثعلبٌ وإذا قيل : مَن أَفْضَلُكم ؟ قلتَ : كلُّنا فاضِلٌ أي أنّك لا تقول : كلُّنا فَضيلٌ كما تقول : كلُّنا مَثيلٌ . والتَّمْثال بالفَتْح : التَّمْثيل وهو مصدرُ مَثَّلْتُ تَمْثِيلاً وتَمْثَالاً وذِكرُ الفتحِ مُسْتَدرَكٌ ؛ إذ قولُه فيما بعد : وبالكَسْر الصُّورَةُ يُغْني عنه وهي الشيءُ المَصنوعُ مُشَبَّهاً بخَلقٍ من خَلْقِ اللهِ عزَّ وجلَّ وأصلُه من مَثَّلْتُ الشيءَ بالشيءِ : إذا قَدَّرْتَه على قَدْرِه والجمعُ التَّماثيل ومنه قَوْله تَعالى : " ما هذه التَّماثيلُ " أي الأصنام وقَوْله تَعالى : " من مَحارِيبَ وتَماثِيلَ " هي صُوَرُ الأنبياءِ عليهم السَّلام وكانَ التَّمْثيلُ مُباحاً في ذلك الوقت . التِّمْثال : سَيْفُ الأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ الكِنْدِيِّ رَضِيَ الله تَعالى عنه وهو القائلُ فيه :
" قَتَلْتُ وَتْرِيَّ معاً وسِنْجالْ
" فقد تَوافَتْ حِمَمٌ وآجالْ
" وفي يَميني مَشْرَفِيٌّ قَصّالْ
" أسماؤُهُ المَلْك اليَمانِي تِمْثالْ ومثَّلَه له تَمْثِيلاً : صوَّرَه له بكتابةٍ أو غيرِها حتى كأنّه ينظرُ إليه . وامْتَثلَه هو : أي تَصَوَّرَه فهو مُطاوِعٌ قال الله تَعالى : " فَتَمَثَّلَ لها بَشَرَاً سَوِيّاً " أي تصَوَّر . يقال : امْتَثلَ مِثالَ فلانٍ : إذا احْتَذى حَذْوَه وَسَلَكَ طريقَتَه . وامْتَثلَ طريقَتَه : تَبِعَها فلم يَعْدُها . وفي الصِّحاح : امْتَثلَ أَمْرَه : أي احْتَذاه . امْتَثلَ منه : اقْتَصَّ قال :
إنْ قَدَرْنا يَوْمَاً على عامِرٍ ... نَمْتَثِلْ منهُ أو نَدَعْهُ لكمْ وفي حديثِ سُوَيْدِ بنِ مُقَرِّنٍ : امْتَثِلْ منه فَعَفَا أي : اقتَصَّ منه كَتَمَثَّلَ منه كذا في المُحْكَم . وَمَثَلَ الرجلُ بَيْنَ يَدَيْه يَمْثُلُ مُثولاً : قامَ مُنتَصِباً ومنه الحديث : " فَمَثَلَ قائِماً " كمَثُلَ بالضَّمّ أي من حَدِّ كَرُمَ مُثولاً بالضَّمّ فهو ماثِلٌ . مَثَلَ : أي لَطَأَ بالأرضِ وهو ضِدٌّ نقله الجَوْهَرِيّ وأنشدَ لزُهَيرٍ :
تحَمَّلَ منها أَهْلُها وَخَلَتْ لها ... رُسومٌ فمِنها مُسْتَبينٌ وماثِلُ وقال زُهَيْرٌ : أيضاً في الماثِلِ بمعنى المُنتَصِب :
يَظَلُّ بها الحِرْباءُ للشمسِ ماثِلاً ... على الجِذْلِ إلاّ أنّه لا يُكَبِّرُمَثَلَ : زالَ عن مَوْضِعِه قال أبو عمروٍ : كانَ فلانٌ عندَنا ثمّ مَثَلَ : أي ذَهَبَ . يقال : مَثَلَ فلاناً فلاناً ومَثَلَه به : شبَّهَه به وسَوّاه به . مَثَلَ فلانٌ فلاناً : صارَ مِثلَه أي يَسُدُّ مَسَدَّه . مَثَلَ بفلانٍ مَثْلاً ومَثْلَةً بالضَّمّ وهذه عن ابْن الأَعْرابِيّ : نكَّلَ تَنْكِيلاً بقَطعِ أطرافِه والتشويهِ به وَمَثَلَ بالقَتيل : جَدَعَ أَنْفَه وأُذُنَه أو مَذاكِيرَه أو شيئاً من أطرافِه وفي الحديثِ : " من مَثَلَ بالشَّعَرِ فليسَ له عند اللهِ خَلاقٌ يومَ القيامةِ " أي حَلَقَه من الخُدود أو نَتَفَه أو غَيَّرَه بالسّوادِ ورُوِيَ عن طاوس أنّه قال : جَعَلَه اللهُ طُهْرَةً فَجَعَله نَكالاً . وفي حديثٍ آخَر : " أنّه نهى عن المُثْلَةِ " كمَثَّلَ تَمْثِيلاً التشديدُ للمُبالغةِ وفي الحديث : " نَهَى أن يُمَثَّلَ بالدّوابِّ وأنْ تُؤكَلَ المَمْثولُ بها " وهو أن تُنصَبَ فتُرمى أو تُقَطَّعَ أَطْرَافُها وهي حَيَّةٌ . وهي المَثُلَةُ بضمِّ الثاءِ وسُكونِها هكذا في سائرِ النسخ أي مع فَتْحِ الميمِ وفي الصِّحاح المَثُلَة بفتحِ الميمِ وضمِّ الثاء : العُقوبة وزادَ الصَّاغانِيّ : والمُثُلَة بضمّتَيْن والمُثْلَة بالضَّمّ فهي ثلاثُ لغاتٍ اقتصرَ الجَوْهَرِيّ منها على الأُولى ولم أرَ أَحَدَاً ضَبَطَها بسكونِ الثاءِ مع الفتحِ كما هو مُقتَضى عبارَتِه فتأمَّلْ ذلك وقولُه ج : مُثُولاتٌ ومَثُلاتٌ هكذا في النسخِ وهو غلَطٌ ؛ والصحيحُ أنّ مَثُلاتٍ - بضمِّ الثاء - جمعُ مَثُلَةٍ ومن قال : مُثُلَة - بضمّتَيْن - قال في جَمْعِه مُثُلاتٍ بضمّتَيْن أيضاً ومن قال مُثْلَة - بالضَّمّ - قال في جَمْعِه مُثْلات بالضَّمّ أيضاً وأيضاً مُثُلاتٌ بضمّتَيْن وأيضاً مُثَلاتٌ بالتحريك وأمّا مُثُولات الذي ذَكَرَه المُصَنِّف فلم أَرَهُ في كتابٍ فاعْرِفْ ذلك وقال الزّجّاج : الضمُّ في المَثُلاتِ عِوَضٌ عن الحذفِ ورَدَّ ذلك أبو عليٍّ وقال : هو من بابِ شاةٌ لَجِبَةٌ وشِياهٌ لَجِبَاتٌ قالوا في تفسيرِ قولِه : " وقد خَلَتْ من قَبْلِهم المَثُلات " أي وقد علِموا ما نَزَلَ من عقوبتنا بالأُمَمِ الخاليةِ فلم يعتبروا بهم وقال بعضُهم : أي وقد تقدّمَ من العذابِ ما فيه مُثْلَةٌ ونَكالٌ لهم لو اتَّعَظوا وكأنّ المَثْلَ مأخوذٌ من المَثَلِ ؛ لأنّه إذا شَنَّعَ في عقوبتِه جَعَلَه مَثَلاً وَعَلَماً ونقل الصَّاغانِيّ عن ابنِ اليَزيديِّ أنّ المُرادَ بالمَثُلاتِ هنا الأمْثال والأشْباه . وفي كتابِ المُحتَسبِ لابنِ جِنِّي : قراءةُ عيسى الثَّقَفيِّ وَطَلْحةَ بنِ سُلَيْمان : " المَثْلات " وقرأ : " المُثْلات " يحيى بنُ وَثّابٍ وقراءةُ الناس : " المَثُلات " رَوَيْناه عن أبي حاتمٍ قال : روى زائدةُ عن الأعمَشِ عن يحيى : " المَثْلاتُ " بالفَتْح والإسْكان قال : وقال زائِدَةُ : ربّما ثَقَّلَ سُلَيْمانُ - يعني الأعمَشَ - يقولُ : " المَثُلات " وأصلُ هذا كلُّه المَثُلات بفتحِ الميمِ وضمِّ الثاء فأمّا من قَرَأَ : " المَثُلات " فعلى أصلِه كالسَّمُراتِ جمع سَمُرَةٍ . ومن قال : " المُثْلات " بضمِّ الميم وسكونِ الثاءِ احتملَ عندنا أَمْرَيْن : إمّا أنّه أرادَ المَثُلات ثمّ آثَرَ إسْكانَ الثاءِ اسْتِثقالاً للضمّةِ فَفَعَلَ ذلك إلاّ أنّه نَقَلَ الضمّةَ إلى الميمِ فقال : المُثْلات أو أنّه خَفَّفَ في الواحدِ فصارتْ مَثُلَة إلى مُثْلَةٍ ثمّ جَمَعَ على ذلك فقال : المُثْلات . ثمّ قال بعد توجيهِ كلام : وَرَوَيْنا عن قُطْرُب أنّ بعضُهم قَرَأَ : " المُثُلات " بضمّتَيْن فهذا إمّا عامَلَ الحاضِرَ معه فثَقُلَ عليه وإمّا فيها لغةٌ أُخرى وهي مُثُلَة - كبُسُرَة فيمن ضمَّ السينَ - وإمّا فيها لغةٌ ثالثةٌ وهي مُثْلَة كغُرْفَةٍ . وأمّا من قال : المَثْلات بفتحِ الميمِ وسكونِ الثاءِ فإنّه أَسْكَنَ عَيْنَ المَثُلاتِ اسْتِثقالاً لها فَأَقَرَّ الميمَ مَفْتُوحةً وإن شِئتَ قلتَ : أَسْكَنَ عَيْنَ الواحدةَ فقال : مَثْلَة ثمّ جَمَعَ وأقرَّ السكونَ بحالِه ولم يَفْتَحْ الثاءَ كما يقال في جَفْنَةٍ وتَمْرَةٍ جَفَنَاتٌ وتَمَرَاتٌ لأنّها ليستْ في الأصلِ فَعْلَة وإنّما هي مُسَكَّنةٌ من فَعُلَةٍ فَفَصَل بذلك بين فَعْلَةٍ مُرتَجِلَةٍ وفَعْلَةٍ مصنوعة مَنْقُولةٍ منفَعُلَةٍ كما ترى وإن شِئتَ قلتَ : قد أَسْكَنَ الثاءَ تخفيفاً فلم يرَ مُراجعةَ تحريكِها إلاّ بحركَتِها الأصليّةِ لها وقد يُمكنُ أيضاً أن يكونَ من قال : " المَثُلات " ممّن يرى إسْكانَ الواحدِ تخفيفاً فلمّا صارَ إلى الجمعِ وآثَرَ التحريكَ في الثاءِ عاوَدَ الضمّةَ ؛ لأنّها هي الأصلُ لها ولم يَرْتَجِلْ لها فَتْحَةً أَجْنَبيّةً عنها كلُّ ذلك جائزٌ انتهى . وأَمْثَلَه من صاحبِه إمْثالاً : قَتَلَه بقَوَدٍ يقولُ الرجلُ للحاكمِ أَمْثِلْني من فلانٍ وأَقِصَّني وأَقِدْني بمعنىً واحدٍ والاسمُ المِثالُ والقِصاصُ والقَوْدُ . قالوا : مِثْلٌ ماثِلٌ : أي جَهدٌ جاهِدٌ عن ابْن الأَعْرابِيّ وأنشد : كما ترى وإن شِئتَ قلتَ : قد أَسْكَنَ الثاءَ تخفيفاً فلم يرَ مُراجعةَ تحريكِها إلاّ بحركَتِها الأصليّةِ لها وقد يُمكنُ أيضاً أن يكونَ من قال : " المَثُلات " ممّن يرى إسْكانَ الواحدِ تخفيفاً فلمّا صارَ إلى الجمعِ وآثَرَ التحريكَ في الثاءِ عاوَدَ الضمّةَ ؛ لأنّها هي الأصلُ لها ولم يَرْتَجِلْ لها فَتْحَةً أَجْنَبيّةً عنها كلُّ ذلك جائزٌ انتهى . وأَمْثَلَه من صاحبِه إمْثالاً : قَتَلَه بقَوَدٍ يقولُ الرجلُ للحاكمِ أَمْثِلْني من فلانٍ وأَقِصَّني وأَقِدْني بمعنىً واحدٍ والاسمُ المِثالُ والقِصاصُ والقَوْدُ . قالوا : مِثْلٌ ماثِلٌ : أي جَهدٌ جاهِدٌ عن ابْن الأَعْرابِيّ وأنشد :
" مَن لا يَضَعْ بالرَّمْلَةِ المَعاوِلا
" يَلْقَ منَ القامةِ مِثْلاً ماثِلا
" وإن تشَكَّى الأَيْنَ والتّلاتِلا والماثُول : ع بالمدينةِ من نواحيها على ساكنِها أفضلُ الصلاةِ والسلام . والماثِلَة : مَنارةُ المِسْرَجةِ هكذا هو بكسرِ الميمِ من المِسْرَجَةِ في نسخِ الصِّحاح بخطِّ الجَوْهَرِيّ والصوابُ بفتحِها نبَّه عليه المُحَشُّون وفي العُباب : الماثِلَة : المَسْرَجةُ لانتِصابِها . والماثِلُ من الرُّسوم : ما ذَهَبَ أثَرُه وَدَرَسَ وشاهدُه قَوْلُ جَريرٍ السابق :
" ... . فمِنها مُسْتَبينٌ وماثِلُ قال الجَوْهَرِيّ : المُستَبين : الأَطْلال والماثِل : الرُّسوم وهو بعَينِه بمعنى اللاطِئ بالأرضِ فإنّها إذا ذَهَبَ أثَرُها فقد لَطِئَتْ بالأرضِ فتأمَّلْ ذلك . وبالكَسْر : المِثْلُ بنُ عِجْلِ بنِ لُجَيْمِ بنِ صَعْبِ بن بَكْرِ بنِ وائلٍ مَلِكُ اليمن وصَحَّفَ عبدُ الملِكِ بنُ مَرْوَانَ فقال - لقومٍ من اليمن - : ما الميلُ منكم ؟ فقالوا : يا أميرَ المُؤمنين كانَ ملِكٌ لنا يقال له : المِثْلُ فخَجِلَ عبدُ الملِك وعرفَ أنّه وَقَعَ في التَّصحيف وهذا من حُسنِ الأدَبِ في الجَواب . وبَنو المِثْلِ بنِ مُعاوِيَة : قبيلةٌ من العربِ منهم أبو الشَّعْثاءِ يزيدُ بنُ زيادٍ الكِنْديُّ وقال أبو عمروٍ : هو من بني أسَدٍ . المُثْل بالضَّمّ : ع بفَلْجٍ ويقال له رَحى المُثْلِ أيضاً قال مالكُ بنُ الرَّيْب :
فيا لَيْتَ شِعري هل تغَيَّرَتِ الرَّحى ... رَحى المُثْل أو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كما هِيَاوالأَمْثال : أَرَضونَ مُتشابِهةٌ أي يُشبهُ بعضُهم بعضاً ولذلك سُمِّيتْ أمْثالاً ذاتُ جبالٍ قُربَ البَصرةِ على لَيْلَتَيْن نقله ياقوت . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : قال أبو حنيفة : المِثال : قالَبٌ يُدخَلُ عَيْنُ النَّصْلِ في خَرْقٍ في وسَطِه ثمّ يُطرَقُ غِراراهُ حتى يَنْبَسِطَ والجمعُ أَمْثِلَةٌ . وامْتَثلَه غَرَضَاً : نَصَبَه هَدَفَاً لسِهامِ المَلامِ وهو مَجاز . ويقال : المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أي أحسنُ مُثولاً وانتِصاباً ثمّ جُعِلَ صفةً للإقبالِ وقال الأَزْهَرِيّ : معناه أحسنُ حالاً من حالةٍ كانتْ قَبْلَها وهو من قولِهم : هو أَمْثَلُ قَوْمِه . وقال ابنُ بَرِّي : المَثالَة : حُسنُ الحالِ ومنه قولُهم : كلّما ازْدَدْتَ مَثالَةً : زادكَ اللهُ رَعالَةً والرَّعالَة : الحُمق . وقال أبو الهيثَم : قولُهم : إنّ قومي مُثُلٌ بضمّتَيْن : أي ساداتٌ ليسَ فَوْقَهم أحَدٌ كأنّه جمعُ الأَمْثَل . وفي الحديث : أنّه قالَ بعدَ وَقْعَةِ بَدرٍ : " لو كانَ أبو طالبٍ حَيّاً لرأى سُيوفَنا قد بَسَأَتْ بالمَياثِل " قال الزَّمَخْشَرِيّ : معناه اعتادَتْ واسْتَأْنسَتْ بالأَماثِل . وماثَلَه : شابَهَه . وفي الحديث : " قامَ مُمَثِّلاً " ضُبِطَ كمُحدِّثٍ ومُعظَّمٍ : أي مُنتَصِباً قائماً قال ابنُ الأثير : هكذا شُرِحَ قال : وفيه نظَرٌ من جهةِ التَّصريف . ويُجمَعُ ماثِلٌ على مَثَلٍ كخادِمٍ وَخَدَمٍ ومنه قَوْلُ لَبيدٍ :
ثمّ أَصْدَرْناهما في وارِدٍ ... صادِرٍ وَهْمٍ صُواهُ كالمَثَلْ ويقال : المَثَلُ بمعنى الماثِل . والمُثول : الزَّوالُ عن الموضع قال أبو خِراشٍ الهُذَليُّ :
يُقَرِّبُه النَّهْضُ النَّجيحُ لِما يرى ... فمنهُ بُدُوٌّ تارةً ومُثولُ و أَمْثَلَه : جَعَلَه مُثْلَةً . وأَمْثَلَ السلطانُ فلاناً : أرادَه . وَتَمَثَّلَ بين يَدَيْه : قامَ مُنتَصِباً . والعربُ تقول : هو مُثَيْلُ هذا ومُثَيْلُ هاتِيَّا وهم أُمَيْثالُهُم يريدونَ أنّ المُشَبَّه به حَقيرٌ كما أنّ هذا حَقيرٌ كما في الصِّحاح . وَمَثَولِي بفتحِ الميمِ والثاءِ وكسرِ اللامِ : مَدينةٌ بالهِند