الذِّكْرُ
الحِفْظُ للشيء تَذْكُرُه والذِّكْرُ أَيضاً الشيء يجري على اللسان والذِّكْرُ
جَرْيُ الشيء على لسانك وقد تقدم أَن الذِّكْرَ لغة في الذكر ذَكَرَهُ يَذْكُرُه
ذِكْراً وذُكْراً الأَخيرة عن سيبويه وقوله تعالى واذكروا ما فيه قال أَبو إِسحق
معناه اد
الذِّكْرُ
الحِفْظُ للشيء تَذْكُرُه والذِّكْرُ أَيضاً الشيء يجري على اللسان والذِّكْرُ
جَرْيُ الشيء على لسانك وقد تقدم أَن الذِّكْرَ لغة في الذكر ذَكَرَهُ يَذْكُرُه
ذِكْراً وذُكْراً الأَخيرة عن سيبويه وقوله تعالى واذكروا ما فيه قال أَبو إِسحق
معناه ادْرُسُوا ما فيه وتَذَكَّرَهُ واذَّكَرَهُ وادَّكَرَهُ واذْدَكَرَهُ قلبوا
تاء افْتَعَلَ في هذا مع الذال بغير إِدغام قال تُنْحي على الشَّوكِ جُرَازاً
مِقْضَبا والهَمُّ تُذْرِيهِ اذْدِكاراً عَجَبَا
( * قوله « والهم تذريه إلخ » كذا بالأَصل والذي في شرح الأَشموني « والهرم وتذريه
اذدراء عجبا » أَتى به شاهداً على جواز الإِظهار بعد قلب تاء الافتعال دالاً بعد
الذال والهرم بفتح الهاء فسكون الراء المهملة نبت وشجر أَو البقلة الحمقاء كما في
القاموس والضمير في تذريه للناقة واذدراء مفعول مطلق لتذريه موافق له في الاشتقاق
انظر الصبان )
قال ابن سيده أَما اذَّكَرَ وادَّكَر فإِبدال إِدغام وأَما الذِّكْرُ والدِّكْرُ
لما رأَوها قد انقلبت في اذَّكَرَ الذي هو الفعل الماضي قلبوها في الذِّكْرِ الذي
هو جمع ذِكْرَةٍ واسْتَذْكَرَهُ كاذَّكَرَه حكى هذه الأَخيرة أَبو عبيد عن أَبي
زيد فقال أَرْتَمْتُ إِذا ربطتَ في إِصبعه خيطاً يَسْتَذْكِرُ به حاجَتَه
وأَذْكَرَه إِياه ذَكَّرَهُ والاسم الذِّكْرَى الفراء يكون الذِّكْرَى بمعنى
الذِّكْرِ ويكون بمعنى التَّذَكُّرِ في قوله تعالى وذَكِّرْ فإِن الذِّكْرَى تنفع
المؤمنين والذِّكْرُ والذِّكْرى بالكسر نقيض النسيان وكذلك الذُّكْرَةُ قال كعب بن
زهير أَنَّى أَلَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطِيفُ ومَطافُه لَكَ ذُكْرَةٌ وشُعُوفُ يقال
طاف الخيالُ يَطِيفُ طَيْفاً ومَطَافاً وأَطافَ أَيضاً والشُّعُوفُ الولُوعُ
بالشيء حتى لا يعدل عنه وتقول ذَكَّرْتُه ذِكْرَى غير مُجْرَاةٍ ويقال اجْعَلْه
منك على ذُكْرٍ وذِكْرٍ بمعنى وما زال ذلك مني على ذِكْرٍ وذُكْرٍ والضم أَعلى أَي
تَذَكُّرٍ وقال الفراء الذِّكْرُ ما ذكرته بلسانك وأَظهرته والذُّكْرُ بالقلب يقال
ما زال مني على ذُكْرٍ أَي لم أَنْسَه واسْتَذْكَرَ الرجلَ ربط في أُصبعه خيطاً
ليَذْكْرَ به حاجته والتَّذكِرَةُ ما تُسْتَذْكُرُ به الحاجة وقال أَبو حنيفة في
ذِكْرِ الأَنْواء وأَما الجَبْهَةُ فَنَوْؤُها من أَذْكَرِ الأَنْواء وأَشهرها
فكأَن قوله من أَذْكَرِها إِنما هو على ذِكُرَ وإِن لم يلفظ به وليس على ذَكِرَ
لأَن أَلفاظ فعل التعجب إِنما هي من فِعْلِ الفاعل لا من فِعْلِ المفعول إِلاَّ في
أَشياء قليلة واسْتَذْكَرَ الشيءَ دَرَسَةَ للذِّكْرِ والاسْتِذْكارُ الدِّرَاسَةُ
للحفظ والتَّذَكُّر تذكر ما أُنسيته وذَكَرْتُ الشيء بعد النسيان وذَكْرتُه بلساني
وبقلبي وتَذَكَّرْتُه وأَذْكَرْتُه غيري وذَكَّرْتُه بمعنًى قال الله تعالى
وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ أَي ذَمَرَ بعد نِسْيان وأَصله اذْتَكَرَ فَأُدغم والتذكير
خلاف التأْنيث والذَّكَرُ خلاف الأُنثى والجمع ذُكُورٌ وذُكُورَةٌ وذِكَارٌ
وذِكَارَةٌ وذُكْرانٌ وذِكَرَةٌ وقال كراع ليس في الكلام فَعَلٌ يكسر على فُعُول
وفُعْلان إِلاَّ الذَّكَرُ وامرأَة ذَكِرَةٌ ومُذَكَّرَةٌ ومُتَذَكِّرَةٌ
مُتَشَّبَهةٌ بالذُّكُورِ قال بعضهم إِياكم وكُلَّ ذَكِرَة مُذَكَّرَةٍ شَوْهاءَ
فَوْهاءَ تُبْطِلُ الحَقِّ بالبُكاء لا تأْكل من قِلَّةٍ ولا تَعْتَذِرُ من عِلَّة
إِن أَقبلت أَعْصَفَتْ وإِن أَدْبَرَتْ أَغْبَرَتْ وناقة مُذَكَّرَةٌ
مُتَشَبِّهَةٌ بالجَمَلِ في الخَلْقِ والخُلُقِ قال ذو الرمة مُذَكَّرَةٌ حَرْفٌ
سِنَادٌ يَشُلُّها وَظِيفٌ أَرَحُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوَقُ ويوم مُذَكَّرٌ إِذا
وُصِفَ بالشِّدّةِ والصعوبة وكثرة القتل قال لبيد فإِن كنتِ تَبْغِينَ الكِرامَ
فأَعْوِلِي أَبا حازِمٍ في كُلِّ مُذَكَّرِ وطريق مُذَكَّرٌ مَخُوفٌ صَعْبٌ
وأَذْكَرَتِ المرأَةُ وغَيْرُها فهي مُذْكِرٌ ولدت ذَكَراً وفي الدعاء للحُبْلَى
أَذْكَرَتْ وأَيْسَرَتْ أَي ولدت ذَكَراً ويُسِّرَ عليها وامرأَة مُذْكِرٌ ولدت
ذَكَراً فإِذا كان ذلك لها عادة فهي مِذْكارٌ وكذلك الرجل أَيضاً مِذْكارٌ قال
رؤْبة إِنَّ تَمِيماً كان قَهْباً من عادْ أَرْأَسَ مِذْكاراً كثيرَ الأَوْلادْ
ويقال كم الذِّكَرَةُ من وَلَدِك ؟ أَي الذُّكُورُ وفي الحديث إِذا غلب ماءُ الرجل
ماءَ المرأَة أَذْكَرَا أَي ولدا ذكراً وفي رواية إِذا سبق ماءُ الرجل ماءَ
المرأَة أَذْكَرَتْ بإِذن الله أَي ولدته ذكراً وفي حديث عمر هَبِلَتِ
الوَادِعِيَّ أُمُّهُ لقد أَذْكَرَتْ به أَي جاءت به ذكراً جَلْداً وفي حديث طارق
مولى عثمان قال لابن الزبير حين صُرِعَ والله ما ولدت النساء أَذْكَرَ منك يعني
شَهْماً ماضياً في الأُمور وفي حديث الزكاة ابن لبون ذكر ذكر الذكر تأْكيداً وقيل
تنبيهاً على نقص الذكورية في الزكاة مع ارتفاع السن وقيل لأَن الابن يطلق في بعض
الحيوانات على الذكر والأُنثى كابن آوى وابن عُرْسٍ وغيرهما لا يقال فيه بنت آوى
ولا بنت عرس فرفع الإِشكال بذكر الذَّكَرِ وفي حديث الميراث لأَوْلَى رجل ذَكَرٍ
قيل قاله احترازاً من الخنثى وقيل تنبيهاً على اختصاص الرجال بالتعصيب للذكورية
ورجل ذَكَرٌ إِذا كان قويّاً شجاعاً أَنِفاً أَبِيّاً ومطر ذَكَرٌ شديدٌ وابِلٌ
قال الفرزدق فَرُبَّ ربيعٍ بالبَلالِيق قد رَعَتْ بِمُسْتَنِّ أَغْياثٍ بُعاق
ذُكُورُها وقَوْلٌ ذَكَرٌ صُلْبٌ مَتِين وشعر ذَكَرٌ فَحْلٌ وداهية مُذْكِرٌ لا
يقوم لها إِلاَّ ذُكْرانُ الرجال وقيل داهية مُذْكِرٌ شديدة قال الجعدي وداهِيَةٍ
عَمْياءَ صَمَّاءَ مُذْكِرٍ تَدِرُّ بِسَمٍّ من دَمٍ يَتَحَلَّبُ وذُكُورُ
الطِّيبِ ما يصلح للرجال دون النساء نحو المِسْكِ والغالية والذَّرِيرَة وفي حديث
عائشة رضي الله عنها أَنه كان يتطيب بِذِكارَةِ الطِّيبِ الذكارة بالكسر ما يصلح
للرجال كالمسك والعنبر والعود وهي جمع ذُكَرٍ والذُّكُورَةُ مثله ومنه الحديث
كانوا يكرهون المُؤَنِّثَ من الطيب ولا يَرَوْنَ بِذُكْورَتِه بأْساً قال هو ما لا
لَوْنَ له يَنْفُضُ كالعُود والكافور والعنبر والمؤنَّث طيب النساء كالخَلُوق
والزعفران وذُكورُ العُشْبِ ما غَلُظ وخَشُنَ وأَرض مِذْكارٌ تُنْبِتُ ذكورَ
العُشْبِ وقيل هي التي لا تنبت والأَوّل أَكثر قال كعب وعَرَفْتُ أَنِّي مُصْبِحٌ
بِمَضِيعةٍ غَبْراءَ يَعْزِفُ جِنُّها مِذكارِ الأَصمعي فلاة مِذْكارٌ ذات أَهوال
وقال مرة لا يسلكها إِلاّ الذَّكَرُ من الرجال وفَلاة مُذْكِرٌ تنبت ذكور البقل
وذُكُورُه ما خَشُنَ منه وغَلُظَ وأَحْرَارُ البقول ما رَقَّ منه وطاب وذُكُورُ
البقل ما غلظ منه وإِلى المرارة هو والذِّكْرُ الصيتُ والثناء ابن سيده الذِّكْرُ
الصِّيتُ يكون في الخير والشر وحكي أَبو زيد إِن فلاناً لَرَجُلٌ لو كان له
ذُكْرَةٌ أَي ذِكْرٌ ورجل ذَكِيرٌ وذِكِّيرٌ ذو ذِكْرٍ عن أَبي زيد والذِّكْرُ
ذِكْرُ الشرف والصِّيت ورجل ذَكِيرٌ جَيِّدٌ الذِّكْره والحِفْظِ والذِّكْرُ الشرف
وفي التنزيل وإِنه لَذِكْرٌ لك ولقومك أَي القرآن شرف لك ولهم وقوله تعالى
ورَفَعْنَا لك ذِكْرَكَ أَي شَرَفَكَ وقيل معناه إِذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ معي
والذِّكْرُ الكتاب الذي فيه تفصيل الدِّينِ ووَضْعُ المِلَلِ وكُلُّ كتاب من
الأَنبياء عليهم السلام ذِكْرٌ والذِّكْرُ الصلاةُ لله والدعاءُ إِليه والثناء
عليه وفي الحديث كانت الأَنبياء عليهم السلام إِذا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ فَزِعُوا
إِلى الذكر أَي إِلى الصلاة يقومون فيصلون وذِكْرُ الحَقِّ هو الصَّكُّ والجمع
ذُكُورُ حُقُوقٍ ويقال ذُكُورُ حَقٍّ والذِّكْرَى اسم للتَّذْكِرَةِ قال أَبو
العباس الذكر الصلاة والذكر قراءة القرآن والذكر التسبيح والذكر الدعاء والذكر
الشكر والذكر الطاعة وفي حديث عائشة رضي الله عنها ثم جلسوا عند المَذْكَر حتى بدا
حاجِبُ الشمس المَذْكَر موضع الذِّكْرِ كأَنها أَرادت عند الركن الأَسود أَو
الحِجْرِ وقد تكرر ذِكْرُ الذّكْرِ في الحديث ويراد به تمجيد الله وتقديسه وتسبيحه
وتهليله والثناء عليه بجميع محامده وفي الحديث القرآنُ ذَكَرٌ فَذَكِّرُوه أَي
أَنه جليل خَطِيرٌ فأَجِلُّوه ومعنى قوله تعالى ولَذِكْرُ الله أَكْبَرُ فيه وجهان
أَحدهما أَن ذكر الله تعالى إِذا ذكره العبد خير للعبد من ذكر العبد للعبد والوجه
الآخر أَن ذكر الله ينهى عن الفحشاء والمنكر أَكثر مما تنهى الصلاة وقول الله عز
وجل سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يقال له إِبراهيم قال الفراء فيه وفي قول الله
تعالى أَهذا الذي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ قال يريد يَعِيبُ آلهتكم قال وأَنت قائل
للرجل لئن ذَكَرْتَنِي لَتَنْدَمَنَّ وأَنت تريد بسوء فيجوز ذلك قال عنترة لا
تَذْكُرِي فَرَسي وما أَطْعَمْتُه فيكونَ جِلْدُكِ مثلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ أَراد
لا تَعِيبي مُهْري فجعل الذِّكْرَ عيباً قال أَبو منصور وقد أَنكر أَبو الهيثم أَن
يكون الذِّكْرُ عيباً وقال في قول عنترة لا تذكري فرسي معناه لا تولعي بِذِكْرِهِ
وذِكْرِ إِيثاري إِياه دون العيال وقال الزجاج نحواً من قول الفراء قال ويقال فلان
يَذْكُر الناسَ أَي يغتابهم ويذكر عيوبهم وفلان يذكر الله أَي يصفه بالعظمة ويثني
عليه ويوحده وإِنما يحذف مع الذِّكْرِ ما عُقِلَ معناه وفي حديث عليّ أَن عليّاً
يَذْكُرُ فاطمة يخطبها وقيل يَتَعَرَّضُ لخِطْبَتِها ومنه حديث عمر ما حلفتُ بها
ذَاكِراً ولا آثراً أَي ما تكلمت بها حالفاً من قولك ذكرت لفلان حديث كذا وكذا أَي
قلته له وليس من الذِّكْر بعد النسيان والذُّكَارَةُ حمل النخل قال ابن دريد
وأَحسب أَن بعض العرب يُسَمِّي السِّمَاكَ الرَّامِحَ الذَّكَرَ والذَّكَرُ معروف
والجمع ذُكُورٌ ومَذاكِيرُ على غير قياس كأَنهم فرقوا بين الذَّكَرِ الذي هو الفحل
وبين الذَّكَرِ الذي هو العضو وقال الأَخفش هو من الجمع الذي ليس له واحد مثل
العَبَاديد والأَبابيل وفي التهذيب وجمعه الذِّكارَةُ ومن أَجله يسمى ما يليه
المَذَاكِيرَ ولا يفرد وإِن أُفرد فَمُذَكَّرٌ مثل مُقَدَّمٍ ومَقَادِيم وفي
الحديث أَن عبداً أَبصر جارية لسيدة فغار السيدُ فَجَبَّ مَذَاكِيرَه هي جمع
الذَّكَرِ على غير قياس ابن سيده والمذاكير منسوبة إِلى الذَّكَرِ واحدها ذَكَرٌ
وهو من باب مَحاسِنَ ومَلامِحَ والذَّكَرُ والذَّكِيرُ من الحديد أَيْبَسُه
وأَشَدُّه وأَجْوَدُه وهو خلافُ الأَنِيثِ وبذلك يسمى السيف مُذَكَّراً ويذكر به
القدوم والفأْس ونحوه أَعني بالذَّكَرِ من الحديد ويقال ذهبتْ ذُكْرَهُ السيف
وذُكْرَهُ الرَّجُلِ أَي حِدَّتُهما وفي الحديث أَنه كان يطوف في ليلة على نسائه
ويغتسل من كل واحدة منهن غُسْلاً فسئل عن ذلك فقال إِنه أَذْكَرُ أَي أَحَدُّ
وسيفٌ ذو ذُكْرَةٍ أَي صارِمٌ والذُّكْرَةُ القطعة من الفولاذ تزاد في رأْس الفأْس
وغيره وقد ذَكَّرْتُ الفأْسَ والسيفَ أَنشد ثعلب صَمْصَامَةٌ ذُكْرَةٌ مُذَكَّرَةٌ
يُطَبّقُ العَظْمَ ولا يَكْسِرُهْ وقالوا لخِلافهِ الأَنِيثُ وذُكْرَهُ السيف
والرجل حِدَّتُهما ورجل ذَكِيرٌ أَنِفٌ أَبِيُّ وسَيْف مُذَكَّرٌ شَفْرَتُه حديد
ذَكَرٌ ومَتْنُه أَنِيثٌ يقول الناس إِنه من عمل الجن الأَصمعي المُذَكَّرَةُ هي
السيوف شَفَرَاتُها حديد ووصفها كذلك وسيف مُذَكَّرٌ أَي ذو ماء وقوله تعالى ص
والقرآن ذي الذِّكْرِ أَي ذي الشَّرَفِ وفي الحديث إِن الرجل يُقَاتِلُ ليُذْكَر
ويقاتل ليُحْمَدَ أَي ليذكر بين الناس ويوصف بالشجاعة والذِّكْرُ الشرف والفخر وفي
صفة القرآن الذِّكْر الحكيم أَي الشرف المحكم العاري من الاختلاف وتذكر بطن من
ربيعة والله عز وجل أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
النَّذْرُ
النَّحْبُ وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه نَحْباً واجباً وجمعه نُذُور
والشافعي سَمَّى في كتاب جِراحِ العَمْد ما يجب في الجِراحات من الدِّيات نَذْراً
قال ولغة أَهل الحجاز كذلك وأَهل العراق يسمونه الأَرْش وقال أَبو نَهْشَل
النَّذْرُ
النَّذْرُ
النَّحْبُ وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه نَحْباً واجباً وجمعه نُذُور
والشافعي سَمَّى في كتاب جِراحِ العَمْد ما يجب في الجِراحات من الدِّيات نَذْراً
قال ولغة أَهل الحجاز كذلك وأَهل العراق يسمونه الأَرْش وقال أَبو نَهْشَل
النَّذْرُ لا يكون إِلا في الجِراح صِغارها وكِبارها وهي مَعاقِل تلك الجِراح يقال
لي قِبَل فلان نذْر إِذا كان جُرْحاً واحداً له عَقْل وقال أَبو سعيد الضرير إِنما
قيل له نَذْر لأَنه نُذِرَ فيه أَي أَوجب من قولك نَذَرتُ على نفسي أَي أَوجبْت
وفي حديث ابن المسيَّب أَن عمر وعثمان رضي الله عنهما قَضَيا في المِلْطاة بنصف
نَذْرِ المُوضِحَة أَي بنصف ما يجب فيها من الأَرْش والقِيمة وقد نَذَرَ على نفسه
لله كذا يَنْذِرُ ويَنْذُر نَذْراً ونُذُوراً والنَّذِيرة ما يُعطيه والنَّذِيرة
الابن يجعله أَبواه قَيِّماً أَو خادماً للكَنيسة أَو للمتعبَّد من ذكر وأُنثى
وجمعه النَّذَائر وقد نَذَرَه وفي التنزيل العزيز إِني نَذَرْتُ لكَ ما في بطني
مُحَرَّراً قالته امرأَة عِمران أُمُّ مريم قال الأَخفش تقول العرب نَذَرَ على
نفسه نَذْراً ونذَرتُ مالي فأنا أَنذِرُه نذْراً رواه عن يونس عن العرب وفي الحديث
ذِكْرُ النَّذْرِ مُكرّراً تقول نذَرْتُ أَنذِرُ وأَنذُر نذْراً إِذا أَوجبتَ على
نفسِك شيئاً تبرعاً من عبادة أَو صدقة أَو غيرِ ذلك قال ابن الأَثير وقد تكرّر في
أَحاديثه ذِكْرُ النهي عنه وهو تأْكيدٌ لأَمرِه وتحذيرٌ عن التَّهاوُن به بعد
إِيجابه قال ولو كان معناه الزَّجْرُ عنه حتى لا يُفعلَ لكان في ذلك إِبطالُ
حُكمِهِ وإِسقاطُ لُزُومِ الوَفاء به إِذْ كان بالنهي يصير معصية فلا يَلزمُ
وإِنما وجهُ الحديث أَنه قد أَعلمهم أَن ذلك أَمرٌ لا يَجرُّ لهم في العاجل نفعاً
ولا يَصرِف عنهم ضَرًّا ولا يَرُدَ قضاء فقال لا تَنْذِرُوا على أَنكم تُدرِكون
بالنَّذرِ شيئاً لم يُقدِّرْه الله لكم أَو تَصرفون به عنكم ما جرى به القضاء
عليكم فإِذا نذَرْتم ولم تعتقدوا هذا فاخرُجوا عنه بالوَفاء فإِن الذي نذَرْتُمُوه
لازم لكم ونَذِرَ بالشيء وبالعدوّ بكسر الذال نذْراً عَلِمَهُ فحَذِرَه وأَنذَرَه
بالأَمر
( * قوله « وأنذره بالامر إلخ » هكذا بالأصل مضبوطاً وعبارة القاموس مع شرحه
وأَنذره بالأمر انذاراً ونذراً بالفتح عن كراع واللحياني ويضم وبضمتين ونذيراً )
إِنْذاراً ونُذْراً عن كراع واللحياني أَعلَمَهُ والصحيح أَن النُّذْر الاسم
والإِنذار المصدرُ وأَنذَره أَيضاً خوّفه وحذَّره وفي التنزيل العزيز
وأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ وكذلك حكى الزجاجي أَنذَرْتهُ إِنذاراً ونذِيراً
والجيِّد أَن الإِنذار المصدر والنذِير الاسم وفي التنزيل العزيز فستعلمون كيف
نَذِير وقوله تعالى فكيف كان نَذِيرِ معناه فكيف كان إِنذاري والنذِير اسمُ
الإِنذار وقوله تعالى كَذَّبَتْ ثَمُودُ بالنُّذُرِ قال الزجاج النُّذُر جمع
نَذِير وقوله عز وجل عُذْراً أَو نُذْراً قرئت عُذُراً أَو نُذُراً قال معناهما
المصدر وانتصابُهما على المفعول له المعنى فالمُلْقِيات ذكراً للإِعذارِ أَو
الإِنذار ويقال أَنذَرْتُه إِنذاراً والنُّذُر جمع النذِير وهو الاسم من الإِنذار
والنذِيرة الإِنذار والنذِيرُ الإِنذار والنذِير المُنْذِر والجمع نُذُرٌ وكذلك
النذِيرة قال ساعدة بن جُؤيَّة وإِذا تُحُومِيَ جانبٌ يَرْعَوْنَه وإِذا تَجيء
نَذِيرة لم يَهْربوا وقال أَبو حنيفة النذيرُ صَوْت القَوْس لأَنه يُنْذِر
الرَّمِيَّة وأَنشد لأَوس بن حجر وصَفْراء من نَبْعٍ كأَن نذِيرَها إِذا لم تُخفِّضه
عن الوَحْشِ أَفْكَلُ وتَناذَر القوم أَنذر بعضُهم بعضاً والاسم النُّذْر الجوهري
تَناذرَ القومُ كذا أَي خَوّف بعضُهم بعضاً وقال النابغة الذُّبياني يصف حَيَّة
وقيل يصف أَن النعمان توعَّده فبات كأَنه لديغ يَتململ على فِراشه فبِتُّ كأَني
ساوَرَتْني ضَئِيلَةٌ من الرُّقْشِ في أَنيابِها السُّمُّ ناقِعُ تَناذَرَها
الرَّاقُون من سُوء سَمِّها تُطَلّقُه طَوْراً وطَوْراً تُراجِعُ ونَذِيرة الجيش
طَلِيعَتُهم الذي يُنْذِرُهم أَمرَ عَدُوّهم أَي يُعلمهم وأَما قول ابن أَحمر كَم
دون لَيْلى من تَنُوفِيَّةٍ لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُّذُرْ فيقال إِنه جمع
نَذْر مثل رَهْن ورُهُن ويقال إِنه جمع نَذِير بمعنى مَنْذُور مثل قَتيل وجَديد
والإِنذارُ الإِبلاغ ولا يكون إِلا في التخويف والاسم النُّذُر ومنه قوله تعالى
فكيف كان عذابي ونُذُرِ أَي إِنذاري والنَّذِير المُحذِّر فعيل بمعنى مُفْعِل
والجمع نُذُر وقوله عز وجل وجاءكُمُ النَّذِيرُ قال ثعلب هو الرسول وقال أَهل
التفسير يعني النبي صلى الله عليه وسلم كما قال عز وجل إِنا أَرسَلْناك شاهِداً
ومُبَشِّراً ونَذِيراً وقال بعضهم النَّذِير ههنا الشَّيْب قال الأَزهري والأَوّل
أَشبَه وأَوضح قال أَبو منصور والنذِيرُ يكون بمعنى المُنْذِر وكان الأَصلَ وفعلُه
الثُّلاثيُّ أُمِيتَ ومثله السميعُ بمعنى المُسمِعِ والبديعُ بمعنى المُبدِعِ قال
ابن عباس لما أَنزل الله تعالى وأَنْذِرْ عَشِيرتَكَ الأَقْرَبِين أَتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم الصَّفا فصعَّد عليه ثم نادى يا صباحاه فاجتمع إِليه الناسُ
بين رجُل يَجيء ورجُل يَبعثُ رسوله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني
عبدِ المطَّلِب يا بني فلان لو أَخبرْتُكم أَن خَيْلاً ستَفْتَحُ هذا الجبَلَ
( * قوله « ستفتح هذا الجبل » هكذا بالأصل والذي في تفسير الخطيب والكشاف بسفح هذا
الجبل ) تُريدُ أَن تُغِيرَ عليكم صدّقتُموني ؟ قالوا نعم قال فإِني نَذِيرٌ لكم
بين يَدَيْ عذابٍ شديدٍ فقال أَبو لَهَب تَبًّا لكم سائرَ القَومِ أَما آذنْتُمونا
إِلا لهذا ؟ فأَنزل الله تعالى تَبَّتْ يَدَا أَبي لَهَبٍ وتَبَّ ويقال أَنذَرْتُ القومَ
سَيْرَ العدُوّ إِليهم فنَذِروا أَي أَعلمتُهم ذلك فعَلِموا وتحرّزوا والتَّناذُر
أَن يُنْذِر القومُ بعضُهم بعضاً شرًّا مَخُوفاً قال النابغة تَناذَرَها
الرَّاقُون من شرِّ سَمِّها يعني حيَّة إِذا لَدَغَتْ قتلت ومن أَمثال العرب قد
أَعذَرَ من أَنذَر أَي من أَعلَمك أَنه يُعاقِبُك على المكروهِ منك فيما يَستقبِله
ثم أَتيتَ المكروه فعاقَبَك فقد جَعَل لنفسه عُذْراً يكُفُّ به لائِمَةَ الناس عنه
والعرب تقول عُذْراك لا نُذراك أَي أَعْذِر ولا تُنْذِر والنَّذِيرُ العُرْيانُ
رجُل من خَثْعَمَ حَمَلَ عليه يومَ ذِي الخَلَصَةِ عَوْفُ بنُ عامر فقطَع يَده
ويَدَ امرأَتِه وحكى ابن بَرّي في أَماليه عن أَبي القاسم الزجاجي في أَماليه عن
ابن دريد قال سأَلت أَبا حاتم عن قولهم أَنا النَّذِيرُ العُرْيان فقال سمعت أَبا
عُبيدة يقول هو الزبير بن عمرو الخثْعَمي وكان ناكِحاً في بني زُبَيْد فأَرادت بنو
زبيد أَن يُغِيروا على خَثْعَمَ فخافوا أَن يُنْذِر قومَه فأَلقَوْا عليه بَراذِعَ
وأَهْداماً واحتَفَظوا به فصادف غِرّة فحاضَرَهم وكان لا يُجارَى شَدًّا فأَتى
قومَه فقال أَنا المُنْذِرُ العُرْيان يَنْبِذ ثَوبَه إِذا الصَّدْقُ لا يَنْبِذْ
لَكَ الثَّوبَ كاذِبُ الأَزهري من أَمثال العرب في الإِنذار أَنا النَّذِيرُ
العُرْيان قال أَبو طالب إِنما قالوا أَنا النذِيرُ العريان لأنّ الرجُل إِذا رأَى
الغارة قد فَجِئَتْهُم وأَراد إِنذار قومه تجرّد من ثيابه وأَشار بها ليُعلم أَن
قد فَجِئَتْهُم الغارة ثم صار مثلاً لكل شيء تخاف مُفاجأَته ومنه قول خُفاف يصف
فرساً ثَمِلٌ إِذا صَفَرَ اللِّجامُ كأَنه رجُل يُلوِّحُ باليدَيْن سَلِيبُ وفي
الحديث كان إِذا خَطَب احْمرَّت عيناه وعلا صَوْتُه واشتدّ غضبُه كأَنه مُنذِر
جَيش يقول صَبَّحَكُم ومَسَّاكم المُنْذِر المعلِم الذي يُعْرّف القومَ بما يكون
قد دهَمَهم من عَدُوّ أَو غيره وهو المخوِّف أَيضاً وأَصل الإِنذار الإِعلام يقال
أَنذَرْته أُنْذِرُه إِنْذاراً إِذا أَعلمته فأَنا مُنْذِر ونَذير أَي مُعْلِم
ومُخوِّف ومُحذِّر ونَذِرْت به إِذا عَلِمْت ومنه الحديث انذَرِ القوم أَي احْذَرْ
منهم واستعِدّ لهم وكُنْ منهم على عِلم وحَذَرٍ ومُنذِر ومُناذِر اسْمان وبات
بليلة ابن المُنذِر يعني النعمان أَي بليلة شديدة قال ابن أَحمر وبات بنو أُمّي
بِليلِ ابنِ مُنذِر وأَبناءُ أَعمامي عذُوباً صَوادِيا عذُوب وُقُوف لا ماء لهم
ولا طعام ومُناذِر ومحمد بن مَناذِر بفتح الميم اسم وهُمُ المَناذِرة يريد آل
المُنذِر أَو جماعةَ الحيّ مثل المَهالِبة والمَسامِعة قال الجوهري ابن مناذِر
شاعر فمن فتح الميم منه لم يصرفه ويقول إِنه جمع مُنذِر لأَنه محمد بن مُنذِر بن
مُنذِر بن مُنذِر ومن ضمها صرَفه