الشَّجَرُ محرّكةً والشَّجَرُ بكسر ففتح في لغة بني سُلَيْم قاله الدِّينَوَرِي والشَّجْرَاءُ كجَبَل وعِنَبٍ وصَحْرَاء كذلك الشِّيَرُ باليَاءِ كِعنَب أبدلوا الجيم ياءً إما أن تكونَ على لُغَةِ من قال شِجَر وإِما أن تكونَ الكسرةُ لمجاوَرَتِها الياءَ قال :
" تَحْسَبُه بَيْنَ الأَكامِ شِيَرَهْ . وقالوا في تصغيرها : شِيَيْرَة وهذا كما يقلبون الياءَ جِيماً في قولهم : أنا تَمِيمِجٌّ أي تَمِيمِيٌّ وكما رُوِىَ عن ابن مسعود : " عَلَى كُلِّ غَنِجٍّ " يريد غَنِىّ هكذا حكاه أبو حنيفة بتحرِيكِ الجِيمِ والذي حكاه سيبويه أَن ناساً من بني سَعْدٍ يُبْدِلُون الجيمَ مكانَ الياءِ في الوقْف خاصّةً ذلك لأَن الياءَ خفيفةٌ فأبدلوا من موضِعِها أَبْيَنَ الحروفِ وذلك قولهم في تَمِيمِيْ : تَيمِجْ فإذا وصَلوا لم يُبْدِلُوا . وقال ابن جِنِّي : أَما قولهم . في شَجَرَة : شِيَرَة فينبغِي أن تكون الياءُ فيها أَصْلاً ولا تكون مُبدلةً من الجيم لأَمْرَيْن : أَحدهما : ثَبَاتُ الياءِ في تصغيرِها في شُيَيْرة ولو كانت بدلاً من الجيم لكانوا خُلَقَاءَ إذا حَقَّرُوا الاسمَ أن يَرُدُّوها إلى الجيم ليَدُلوا على الأصل
والآخر : أنَّ شينَ شَجَرَة مفتوحة وشين شِيَرةٍ مكسورة والبدل لا تُغَيِّرُ فيه الحركات إنما يُوقَع حرْفٌ موضعَ حرفٍ
مِنَ النَّبَاتِ : ما قَامَ على سَاقٍ أو هو كُلّ ما سَمَا بِنَفْسِه دَقَّ أو جَلَّ قاوَمَ الشِّتَاءَ أو عَجَزَ عَنْه . والواحِدَةُ من كُلِّ ذلك بهاءٍ ويُجْمع أيضاً على الأَشْجَارِ والشَّجَراتِ والشِّيَرَاتِ قال :
إذا لمْ يكنْ فِيكُنَّ ظِلٌّ ولا جَنًى ... فأَبْعَدَكُنّ اللهُ من شِيَرَاتِ وأَرضٌ شَجِرَةٌ كفَرِحَةٍ وشَجِيرَةٌ ومَشْجَرَةٌ وهذه عن أبي حنيفة وشَجْرَاءُ : كَثِيرَتهُ أي الشَّجَرِ . وقيل : الشَّجْرَاءُ : اسمٌ لجماعة الشَّجَرِ وواحد الشَّجْرَاءِ شَجَرَةٌ ولم يأْتِ من الجمع على هذا المِثَالِ إِلاّ أَحرفٌ يَسيرة : شَجَرَةٌ وشَجْرَاءُ وقَصَبَةٌ وقَصْبَاءُ وطَرَفَهٌ وطَرْفَاءُ وحَلَفَةٌ وحَلْفَاءُ . وقال سِيبويهِ : الشَّجْرَاءُ واحدٌ وجمْعٌ وكذلك القَصْباءُ والطَّرْفاءُ والحَلْفَاءُ . وفي حديثِ ابنِ الأَكْوَعِ : " حَتَّى كنتُ في الشَّجْرَاءِ " أي بين الأَشْجَارِ المُتَكَاثفة قال ابنُ الأَثِير : هو الشَّجَرَة اسمٌ مفردٌ يُراد به الجمع وقيل : هو جَمْع . والأَوّل أَوْجَهُ . والمَشْجرُ بالفتح : مَنْبَتُه أَي الشَجرِ الشَّجَرُ الكثير . ووادٍ أشْجَرُ وشَجِيرٌ كأَمِيرٍ ومُشْجِرٌ كمُحْسِن : كَثِيرُه أي الشَّجَرِ . وفي الصحاح : وَادٍ شَجِير ولا يقال : وَادٍ أَشْجَرُ . يقال : هذا المَكَانُ أَشْجَرُ ِمْنه أَي أَكْثَرُ شَجَراً وكذلك هذه الأَرْضُ أَشْجَرُ من هذه أي أَكثرُ شَجَراً ولا يُعْرَف له فِعْلٌ هكذا قالوه
وأَشْجَرَتِ الأَرْضُ : أَنْبَتَتْه كأَعْشَبَتْ وأَبْقَلتْ مُشْجِرَةٌ ومُعْشِبَةٌ ومُبْقِلَةٌ . وإِبْرَاهِيمُ بنُ يَحْيَى بنِ محمد ابن عَبّادِ بنِ هانِئ الشَّجَرِيّ مَدَنِيّ شَيْخُ الإِمام أَبي عبدِ الله البُخَارِيِّ روَى عن أَبيه يَحيى وأَبوه يحيى قال فيه عبدُ الغَنِي بنُ سَعِيد : يحيَى بنُ هانئٍ نسبة إلى جَدّ أَبيهِ وقد رَوَى عنه عبدُ الجَبّارِ ابنُ سعيد . وقال الحافظُ في التبصير : قال ابنُ عَدِيّ : حدّثنا أَحمدُ بن حَمْدُونَ النَّيْسَابُورِيّ حدَّثَنا عبد اللهِ بن شَبِيب حدّثنا إِبراهِيمُ بنُ محمّد ابنِ يَحْيَى الشَّجَرِي عن أَبيه . فانْقَلَبَ عليه وإِنما هو إِبراهِيمُ بنُ يَحْيَى بنِ محمد وتَبِعَه حَمْزَةُ في تاريخ جُرْجانَ وهو وهَمٌ نَّبَه عليه الأَميرُ . وقال الحافظ أَيضاً : إبراهِيمُ الشَّجَرِيّ هذا منسوبٌ إلى شَجَرَةَ بنَ مُعاوِيَةَ بنِ رَبِيعَةَ الكِنْدِيّ قاله الرُّشَاطِي وفيه نَظَرٌوقال أبو عُبَيْد : بنو شَجَرَةَ بن مُعاويةَ يقال لهم : الشَّجَرَاتُ ولهم مَسْجِدٌ بالكوفَة . الشَّرِيفُ النَّقِيبُ أبو السَّعَادَاتِ هِبَةُ اللهِ بنُ النَّقِيبِ الطَّاهِر بالكَرْخ أبي الحَسَن علِّي بنِ محمّد بنِ حَمْزَةَ بنِ أبي القاسِمِ علي بن أبِي عليٍّ عُبَيْدِ الله بن حَمْزَة الشَّبِيه بن محمّد بن عُبَيْدِ الله بن أبي الحَسَن علي ابن عبيدِ الله بنِ عبدِ الله بن الحَسَن بن علّي بن محمد بن الحَسنَ بن جَعْفَر بن الحَسَن المُثَنَّى الشَّجَرِيّ العَلَوِي نَحْوِيُّ العِرَاقِ ومُحدَّثُه اجتمع به الزَّمَخْشَرِيّ ببغدادَ وأَثنَى عليه وتُوُفِّي بها سنة 542 ودفن بداره بالكَرْخِ وله في المُسَتفَاد في تاريخ بغداد ترجمة مُطَوَّلَة ليس هذا محلَّها . قلت : وجَدّه أَبو الحَسَن علّى بن عُبَيْد الله هو الملقب بباغر ترجمة السَّمْعَانِي في الأَنْسَاب والحافظ في التَّبْصِير وقد أَشَرْنا إليه آنِفاً وكذلك ذكرا حفيدَه أَبا طالبٍ علَّي بنَ الحُسَيْن بن عُبَيْدِ الله بن عليّ نقيب الكوفة . قلت : ومما بقىَ عليه أَحمدُ بنُ كامِلِ ابنِ خَلَفِ بن شَجَرَة بنِ مَنْظُورٍ الشَّجَرِي البغدادِي مشهورٌ . وبنْته أمُُّ الفتْح أَمَهُ السّلام حدَّثتْ وعُمِّرت وماتَت سنة 680 . ويحيى بنُ إِبراهِيمَ بنِ عُمَر الشَّجَرِي سمعَ عبدَ الحميدِ بن عبدِ الرَّشِيدِ سبْطَ الحافظ أَبي العَلاءِ العَطَّار . وشَاجَرَ المالُ برفع المال على أَنّه فاعلٌ قوله : رَعَاهُ أي الشَّجَرَ . زاد الزَّمَخْشَرِيّ : وبَعِيرٌ مُشَاجِرٌ . وقال ابن السِّكِّيت : شاجَرَ المالُ إذا رَعَى العُشْبَ والبَقْلَ فلم يُبْقِ منها شَيْئاً فصارَ إلى الشَّجرَ يَرْعَاه قال الراجِزُ يصف إبِلاً :
تَعْرِفُ في أَوْجُهِها البَشَائرِ ... آسَانَ كلِّ آفِقٍ مُشَاجِرِ قال الصاغانِي : الرَّجَزُ لِدُكَيْن . وشاجَرَ فُلانٌ فلاناً مُشَاجَرَةً : نازَعَه وخاصَمَه . والمُشَجِّرُ من التَّصاوير : ما كانَ على صَنْعَةِ الشَّجَرِ هكذا بالصاد والنون والعين المهملة في النُسَخ وفي بعض الأَصول على صِيغَةِ الشَّجَرِ بالصاد والتحتية والغين المعجمة أي على هَيْئَتِه . ويقال : دِيباجٌ مُشَجَّرٌ إذا كان نَقْشُه على هَيْئَةِ الشَّجَرِ
واشْتَجَرُوا : تَخَالَفُوا كتَشاجَرُو بينهم مُشاجَرَةٌ . وفي حديث النَّخَعِي ذكرَ فِتْنَةً : " يَشْتَجِرُونَ فيها اشْتِجَارَ أَطْبَاقِ الرَّأْسِ أرادَ أَنَّهم يَشْبَكِوُنَ في الفِتْنَة والحَرْبِ اشْتِباكَ أَطباقِ الرأْس وهي عِظَامُه التي يَدخُل بعضُها في بعضٍ وقيل : أَرادَ يَخْتَلِفُون كما تَشْتَجِرُ الأَصَابِعُ إذا دَخلَ بعضُها في بعض . ويقال : الْتَقَي فِئَتَان فَتَشَاجَرُوا برماحِهِم أي تَشابَكُوا واشْتَجَرُوا برِماحِهم . وكل شيئٍ يَأْلَفُ بعضُه بعضاً فقد اشْتَبَك واشْتَجَرَ وإِنَّمَا سُمِّي الشَّجَرُ شَجَراً لدخول بعض أغصانِه في بعض . وَشَجَرَ بينَهُم الأَمْرُ يَشْجُر . شُجُورًا بالضمّ وشَجْراً بالفَتْح : تَنَازَعُوا فِيهِ . وشَجَرَ بين القَوْمِ إذا اخْتَلَفَ الأَمْرُ بينَهم وفي التنزيل " فَلاَ ورَبَّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُم " قال الزَّجّاجُ : أي فِيمَا وقَع من الاخْتِلاف في الخُصُومات حتى اشْتَجَرُوا وَتَشَاجَرُوا أي تَشَابَكُوا مُخْتَلِفِينَ . وفي الحديث " إيّاكُمْ وما شَجَرَ بينَ أَصْحَابِي " أي ما وقَعَ بينَهمُ من الإخْتِلاف
وشَجَرَ الَّشيْءَ يَشْجُره شَجْراً بالفتح : ربَطَه . وشَجَر الرَّجل عن الأمرِ يشْجُرُه شَجْراً : صَرَفه يقال : ما شَجَرك عنه أي ما صَرَفكوفي التكملة : َِشجَرَ الشيءَ عن الشَّيْءٍ إذا نَجاهُ قال العَجّاج : وشَجَرَ الهُدّأبَ عنْهُ فجفا أي جافاهُ عنه فتجافى وإذا تجافى قيل : اشْتَجَرَ وأنْشجرَ . شَجَرَ الرجل عن الأمْر يشجره شَجراً إذا منعه ودفعه . شجرَ الفمَ : فتحه وقد جاءَ في حديثِ سعدٍ " أنّ أُّمه قالتْ له : لا أطعمُ طعاماً ولا أشربُ شراباً أو تكفرَ بمحمد قال : فكانوا إذا أرادو أن يطُعموها أو يسقوها شجروا فاها " أي أدخلوا في شجرهِ عُوداً ففتحوه . وفي الأساس : شجروا فاه فأوجروه إذا فتحوه بعودٍ . ففي إطلاق المُصنف الفتح نظرٌ . شجرَ الدابةَ يَشجرها شجراً : ضربَ لِجامها : ليكفيها حتى فتحتْ فاها ومنه حديثُ العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه قال : " كنتُ آخذاً بحكمةِ بغلةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يوم حُنين وقد شجرتها " كذا في التكملة . قلت : وفي روايةٍ : " والعباسُ يشجرها . أو يشجرها . بلجامها "
شجرَ البيتَ يشجره شجراً عمدهَ بِعُودٍ هكذا في النُسخ والصواب بعمودٍ كذا في اللسان وكلُّ شيءٍ عمدتهَ بِعمادٍ فقد شجرته . شجرَ الشجرةَ والنباتَ شجراً : رفعَ ما تدلى من أغصانها وفي التهذيب : وإذا نزلتْ أغصانُ شجرٍ أو ثوب فرفعته وأجفيته قلتَ : شجرته فهو مشجورٌ . شجرهَ بالرُّمحِ : طعنه حتى اشتبكَ فيه . وتشاجروا بالرماح : تطاعنوا وكذا اشتجروا برماحهم . شجرَ الشيءَ : طرحه على المِشجرِ وهو المشجبُ وسيأتي قريباً في المادة . وشجرِ كفرحَ : كَثرَ جمعه هكذا أورده الصاغاني في التكملة وكان الأصمعي يقول : كُلُّ شيءٍ اجتمعَ ثُمّ فرقَ بينه شيءٌ فانفرقَ فهو شجرٌ
والشجرُ بفتح فسكون : الأمرُ المُختلفُ وقد شجرَ الأمرُ بينهم وقد تقدم . الشجرُ : ما بينَ الكرينِ مِنَ الرحلِ أي رَحلِ البعيرِ وهو الذي يلتهمُ ظهره والكرُّ ما ضمَّ الظلفتينِ كما سيأتي ويقال لما بين الكرينِ أيضاً : الشرخُ والشخرُ بالخاءِ المعجمة كما سيأتي . الشَّجْرُ : الذَّقَنُ عزاه الصاغاني إلى الأصمعي . قيل : الشجرُ : مخرجُ الفمِ ومفتحه هكذا بالخاءِ المعجمة والراءِ من خرج في النسخ والصواب مفرجُ الفمِ بالفاءِ . شجرُ الفمِ مؤخره أو هو الصامغُ أو هو ما انتفحَ من مُنطبق الفمِ أو هو مُلتقي اللهْزِمتينِ أو هو ما بينَ اللحيينِ الأخيرُ عن أبي عمروٍ . وقيل : هو مُجتمعَ اللحيينِ تحتَ العنفقة وبه فسر حديثُ بعض التابعين " تفقدْ في طهارتك كذا وكذا والشاكلَ والشجرَ " إحدى الرواياتِ " قُبضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين شَجريِ ونحري "
وشجْرُ الفَرَس : ما بين أعالي لَحْييْه من مُعْظمها . ج أشْجارٌ وشُجورٌ بالضمّ وشجارٌ بالكسر . والضّادُ من الحُرُوف الشَّجْرِية ويجْمَعُها قولك شضج الشين والضاد والجيم . واشْتَجَرَ الرّجلُ : وضعَ يَدهُ تحتَ ذقنه وأتَّكأ على المرْفقِ ولم يَضَعْ جَنْبهُ على الفرْش وقيل : وضعَ يده على حَنَكهِ قال أبو ذُؤيْب :
نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ الليلَ مُشْتجراً ... كأنَّ عيْنيَ فيها الصّابُ مذْبُوحُ وقيل : باتَ مُشْتَجراً إذا اعْتمدَ بشَجْره على كَفِّه . والمشْجَرُ كمنْبرٍ والشِّجارُ مثل : كتابٍ ويُفْتحان وقد أنكر شيخُنا الفتح في الأول وادَّعى أنه غيرُ معروف ولا سَلف له في ذلك مع أنه مُصَرَّحٌ به في اللِّسان بل وغيره من الأمَّهات : عُودُ الهَوْدجِ الواحدةُ مَشْجَرَةٌ وشَجارةٌ . وفي المحكم : المَشْجرُ : أعوادٌ تُرْبط كالمشْجب يوضع عليها المتاع والجمعُ المشاجِرُ سُمِّيتْ لتشابُكِ عيدانِ الهوْدجِ بعضها في بعض . وقال اللَّيْث : الشِّجارُ : خَشَبُ الهوْدجِ فإذا غُشِّيَ غِشاءَه صار هَوْدَجاً . أو مَرْكَبٌ من مَرَاكب النساءِ أصْغَرُ منه مَكْشوف الرأس قاله أبو عَمرو ومنه قولُ لبيدٍ :
وأرْبدُ فارسُ الهَيْجا إذا ما ... تقعَّرَتِ المَشَاجرُ بالفِئامِوقال الأصمعيّ : ويَكْفي واحداً حسْبُ وبه فُسِّر حديثُ حُنيْن " ودُريْد بن الصِّمَّة يوْمئذٍ في شجارٍ له " الشِّجارُ ككتَابٍ : خشبةٌ يُضببُ بها السَّريرُ من تحت وهو بالفارسيّة مترس هكذا بفتح الميم والمثناة وسكون الراء وبخطّ الأزهريّ بفتح الميم وتشديد المُثنّاة وقال : هي الخَشَبة التي تُوضع خلفَ الباب . والشِّجارُ : خشبُ البئرِ قال الرّاجزُ : لترْوَيَنْ أو لتبِيدَنَّ الشُّجُرْ جمع شِجار ككتاب وكُتب هكذا أنشده الجوهريّ في الصحاح : قال الصاغانيّ : والروايةُ السُّجُل بالسين المهملة واللام والرجز لآميٌّ وبعده : أو لأرُوحَنْ أُصلاً لا أشْتَملْ والرجزُ لأبي محمد الفقْعَسي والشجار سمة للإبلّ . والشِّجارُ : عُودٌ يُجْعلُ في فمِ الجدْي لئلاّ يرْضَعَ أمه كذا في التَّكْملة . وشَجار كسَحابٍ : ع بين الأهْوازِ ومرْجِ القلْعة وهو الذي كان النُّعمانُ بن مُقرنٍ أمر مُجاشعَ بن مسْعودٍ أن يُقيم به في غزوة نهاوَنْد ويقال له شَجَرٌ أيضاً . وعُلاثةُ بنُ شَجّارٍ ككّتان : صحابيّ من بني سليطٍ أخرجه ابن عبد البرِّ وابن منده روى عنه الحسن وروى عنه خارجةُ بن الصَّلْتِ وهو عمُّ خارجة ووهم الذَّهَبيُّ في تخْفيفه وتبعه الحافظُ في التبصير فذكره بالتخفيف وضُبط في التكملة : شِجار ككتابٍ هكذا وعليه علامةُ الصِّحَّة . وأبو شَجارٍ ككّتانٍ : عبدُ الحكمِ ابن عبد اللهِ بن شَجَّار الرَّقِّيّ : مُحدِّثٌ عن أبي المليح الرَّقِّي وغيره . والشَجيرُ كإميرٍ : السَّيْف
الشَّجيرُ والشَّطيرُ : الغريبُ منّا . ومن سجعات الأساس : ما رأيتُ شَجيريْنِ إلا شَجيرَيْن . الشَّجيرُ الأولُ بمعنى الغريب والثاني بمعنى الصَّديق وسيأتي . الشجيرُ من الإبل : الغريبُ . والشَّجيرُ : القدْحُ يكونُ بين قداحٍ غريباً ليسَ من شَجَرٍها ويقال : هو المُسْتعار الذي يُتيمَّنُ بفوزه والتشريجُ : قدْحُه الذي هو له قال المُنخل
وإذا الرِّياحُ تكَمَّشتْ ... بجَوانِبِ البيْتِ القَصيرِ
ألْفيْتني هَشَّ اليديْ ... نِ بمَرْيِ قدْحي أو شَجيري وفي المُحكم : الشَّجيرُ : الصاحبُ وجمعه شُجراءُ . وقال كُراع : الشَّجيرُ هو الرَّديءُ . والأشْتجارُ : تجافى النوْمِ عن صاحبه أنشد الصاعانيّ لأبي وجْزَةَ :
طافَ الخَيالُ بنا وهْناً فأرَّقنا ... منْ آل سُعْدى فباتَ النوْمُ مُشْتَجرا والأِشْتِجارُ : التقدُّمُ والنَّجاءُ قال عُويْفٌ الهُذَليّ وفي التكملة : عُويْجٌ النبهانيّ
فعَمْداً تَعَدَّيْناك واشْتَجَرتْ بنا ... طِوالُ الهَوَادي مُطْبعاتٌ من الوقرِ كالانْشِجارِ فيهِما . ويروَى في بيت الهُذَلِي انْشَجَرَتْ وهكذا أنشده صاحب اللسان والأَول رواية الصاغاني . وديباجٌ مُشَجَّرٌ كمُعَظَّمٍ : مُنَقَّشٌ بهَيْئةِ الشَّجَرِ . ولا يَخفَى أَنه لو ذُكِرَ في أَوّل المادّة عند ضبطه المُشَجَّر كان أوفقَ لما هو مُتَصَدٍّفيه مع أن قولهَ آنِفاً : ما كانَ على صَنْعَةِ الشَّجَرِ شامِل للدَّيباجِ وغيره فتأَمَّل . والشَّجْرَة بفتح فسكون : النُقْطَةُ الصَّغِيرَةُ في ذَقَنِ الغُلامِ عن ابن الأَعرابيّ . من المَجَاز : يقال : ما أَحْسَنَ شَجْرَةََ ضَرْعِ النَّاقَةِ أي قَدْرَهُ وهَيْئَتَه كذا في التكملة وفي الأَساس : شَكْلَه وهَيْئَتَه زاد الصاغانيّ أو عُرُوقَه وجِلْدهَ ولَحْمَهوتَشْجِيرُ النَّخْلِ : تَشْجِيرهُ بالشين والخاءِ المعجمتين وهو أن تُوضَع العُذُوقُ على الجَرِيدِ وذلك إذا كَثُرَ حَمْلُ النَّخْلَةِ وعَظُمَت الكَبَائِسَ وخِيفَ على الجُمّارة أو على العُرْجُونِ . وسيأتي . ومما يستدرك عليه : الشَّجْرُ : الرَّفْعُ وكل ما سُمِكَ ورُفِعَ فقد شُجِرَ . وفي الحديث " الشَّجَرَةُ والصَّخْرَة من الجَنَّةِ " قيل : أراد بالشَّجَرةِ : الكَرْمَةَ وقيل هي التي بُوِيعَ تَحْتَها سيِّدُنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم وهي شَجَرَةُ بَيَعةِ الرِّضْوَانِ لأن أصحابَهَا اسْتَوْجَبُوا الجَنَّة قيل : كانت سَمُرَةً . والمُتَشَاجِرُ : المُتَداخِل كالمُشْتَجِرِ . ورِمَاحٌ شَوَاجِرُ ومُشْتَجِرةٌٌ ومُتَشاجِرةٌٌ : مُتدَاخِلَةٌ مُخْتَلِفهٌٌ . والشَّجْرُ والاشْتِجَار : التَّشْبِيكُ . والشَّوَاجِرُ : المَوَانِعُ والشَّواغِلُ . والشُّجُرُ بضمَّتَيْنِ : مَرَاكِبُ دون الهَوَادِجِ عن أبي عَمْرٍو وهو جَمْع شِجَار ككِتَابٍ . ويقال : فُلانٌ من شَجَرةٍ مبارَكَةٍ أي من أصْل مُبَارَك وهو مَجاز وقوله تعالى : " كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ " أصَحُّ الأَقوالِ أنّها النَّخْلَة . ويَزيدُ بن شَجَرَةَ الرُّهَاويّ من التابعين
ومَعْدِنُ الشَّجَرتَيْنِ بالذُّهْلُول . وعَمْرُو بن شُجَيْرَةَ العِجْلِي ذكرَه المَرْزبانيّ . والشَّريف أبو الشّجرِ أبو بَكْرِ بنُ محمّدِ بنِ إسماعيلَ بنِ أبي بكْرٍ الحُسَيْنيّ من أشهر شُيوخِ اليمن وله ذُرِّيّةٌ طَيِّبة بوادِي سُرْدُدٍ
النَّشْرُ : الرِّيح الطَّيِّبةُ قال مُرَقِّشٌ :
النَّشْرُ مِسْكٌ والوُجوهُ دَنا ... نِيرٌ وأَطرافُ الأَكُفِّ عَنَمْ أَو أَعَمُّ أَي الرِّيحُ مُطلقاً من غير أَن يقيّد بطيبٍ أَو نَتْنٍ وهو قول أبي عُبَيد أَو ريحُ فَمِ المَرْأَةِ وأَنْفِها وأَعطافِها بعدَ النَوْمِ وهو قول أبي الدُّقَيْش قال امْرؤُ القَيْس :
كأَنَّ المُدامَ وصَوبَ الغَمامِ ... وريحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُرْ
من المَجاز : النَّشْرُ إحياءُ المَيِّت كالنُّشورِ والإنشارِ وقد نشَرَ اللهُ المَيِّتَ ينشُره نَشْراً ونُشوراً وأَنْشَرَه : أَحياهُ وفي الكتاب العزيز : " وانْظُرْ إلى العِظامِ كيفَ نُنْشِرُها " قرأَها ابن عبّاس كيفَ نُنْشِرُها وقرأَها الحَسَن نَنْشُرُها وقال الفرَّاءُ من قرأَ كيف نُنْشِرُها فإنْشارُها إحياؤُها واحتجَّ ابن عبّاس بقوله تعالى : " ثُمَّ إذا شاءَ أَنْشَرَه " قال ومَن قرأَ كيفَ نَنْشُرُها وهي قراءة الحَسَن فكأَنَّه يذهبُ بها إلى النَّشْرِ والطَّيِّ . والوَجهُ أَن يقالَ : أَنْشَرَ الله المَوتى فنَشَروا هم إذا حَيُوا وأَنشرَهُمُ اللهُ : أَحياهُم . وأَنشَدَ الأَصمعيّ لأبي ذُؤَيْب :
لو كان مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً ... أَحْيا أَبُوَّتَكِ الشُّمَّ الأَماديحُ النَّشْرُ : الحياةُ . يقال : نَشَرَه نَشْراً ونُشوراً كأَنْشَرَهُ فَنَشَرَ هو أي المَيِّتُ لا غير نُشوراً : حَيِيَ وعاشَ بعدَ المَوت . وقال الزّجّاج : نَشَرَهُم الله بعثَهم كما قال تعالى : " وإلَيْهِ النُّشُورُ " وقال الأَعشَى :
حتَّى يقولَ النّاسُ مِمّا رأَوا ... يا عَجَباً لِلْمَيِّت النّاشِرِ النَّشْرُ : الكَلأُ إذا يَبِسَ فأَصابَه مَطَرٌ في دُبُر الصَّيف فاخْضَرَّ وهو رديءٌ للرّاعيةِ يهرُبُ النّاسُ منه بأَموالِهم يصيبها منه السَّهام إذا رعَتْه في أَوّل ما يَظْهَر وقد نَشَرَ العُشْبُ نَشْراً . وقال أبو حنيفة : ولا يضُرُّ النَّشْرُ الحافِرَ وإذا كان كذلك تركوه حتى يَجِفَّ فتذهب عنه أُبْلَتُه أي شَرّه وهو يكون من البقل والعشب وقيل : لا يكون إلاّ من العشب وقد نَشَرَت الأَرضُ . النَّشْرُ : انتشارُ الوَرَقِ وقيل : إِيراقُ الشَّجَرِ وبكُلٍّ منهما فَسَّرَ ابنُ الأَعرابيّ قولَ الشاعر :
كأَنَّ على أَكتافهم نَشْرَ غَرْقَدٍ ... وقد جاوَزوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ وقيل : النَّشْرُ هنا الرّائحةُ الطَّيِّبَةُ عن ابن الأَعرابيّ أَيضاً . النَّشْرُ : خِلافُ الطَّيِّ كالتَّنشيرِ نَشَرَ الثَّوْبَ ونحوَه ينْشُرُهُ نَشْراً ونَشَّرَهُ : بَسَطَهُ وصُحُفٌ مُنَشَّرَةٌ شُدِّدَ للكَثرَة . النَّشْرُ : نَحْتُ الخَشَب وقد نَشَرَ الخَشَبَةَ يَنْشُرُها نَشْراً : نَحَتَها وهو مَجازٌ . وفي الصِّحاح : قطعها بالمِنْشارِ . النّشْرُ : التَّفريقُ والقومُ المُتَفَرِّقون الذين لا يجمعهم رئيسٌ ويُحَرَّكُ يُقال : جاءَ القوم نَشَراً أي مُتَفَرِّقين ورأَيْتُ القومَ نَشَراً أي منتشرين . منَ المَجاز : النَّشْرُ : بَدْءُ النَّباتِ في الأرض . يقال : ما أَحْسَنَ نَشْرَها . النَّشْرُ : إذاعةُ الخبَر وقد نَشَرَه يَنْشِره بالكسر ويَنْشُره بالضم : أذاعَه فانْتَشَر . ومحمد بن نَشْر محدّث هَمْدَانيّ وروى عنه لَيْثُ بن أبي سُلَيْم وضَبطه الحافظ في التَّبْصير بالتَّحْتِيَّة بدلَ النون وقال فيه : يروي عن لَيْثِ بن أبي سُلَيْم ثم قال : قلت هو هَمْدَانيّ روى عن ابنِ الحنفيّة . ففي كلام المصنّف نظرٌ من وَجْهَيْن . وقرأت في ديوان الذهَبِيّ ما نصه : محمد بن نَشْر المَدَني عن عمرو بن نَجيح نكرةٌ لا يُعرَف . قلت : ولعل هذا غير الذي ذكره المصنِّف فليُنظَر . قَوْلُهُ تَعالى : " وهو الذي يُرسِل الرِّياحَ نُشُراً بينَ يَدَيْ رَحْمَته " هو بضمَّتَيْن قرئ نُشْراً بضمٍ فسكون قرئَ نَشَرَاً بالتحريك فالأول جَمْع نَشور كرَسول ورُسُل والثاني سكّن الشين استِخْفافاً أي طلباً للخِفَّة والثالث معناه إحْياء بنَشْرِ السَّحَاب الذي فيه المَطَر الذي هو حياةُ كلِّ شيءٍ والرابع شاذٌّ عن ابنِ جنّي قال : وقرئ بها . وعلى هذا قالوا ماتت الرِّيح : سَكَنَت قال :
إنّي لأرْجو أن تَموتَ الرِّيحُ ... فَأَقْعُد اليومَ وأَسْتَريحُقيل : معناه وهو الذي يُرسِل الرياحَ مُنشِرةً نَشَرَاً قاله الزَّجَّاج . قال : وقرئ بُشُراً بالباء جمع بَشيرة كقوله تعالى : " ومن آياتِه أنْ يُرسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ " . وَنَشَرتِ الريحُ : هَبَّتْ في يومِ غَيْمٍ خاصَّةً . عن ابْن الأَعْرابِيّ . وقَوْلُهُ تَعالى : " والنَّاشِراتِ نَشْرَاً " قال ثعلب : هي الملائكةُ تَنْشُر الرّحمة . وقيل : هي الرِّياح تَأْتِي بالمطر . منَ المَجاز : نَشَرَتِ الأرضُ تَنْشُر نُشوراً بالضم : أصابها الربيعُ فأنبَتَتْ فهي ناشِرةٌ . منَ المَجاز : النُّشْرَة بالضَّمِّ : رُقْيَةٌ يُعالَج بها المجنون والمريض ومن كان يُظَنُّ أنّ به مَسَّاً من الجنّ وقد نَشَرَ عنه إذا رَقَاه وربَّما قالوا للإنسانِ والمَهْزول الهالِك : كأنَّه نُشْرَة . قال الكلابيّ : وإذا نُشِرَ المَسْفوعُ كان كأنّما أُنشِطَ من عِقال أي يُذهَب عنه سريعاً سُمِّيت نُشْرَة لأنّه يُنَشَّر بها عنه ما خامَرَه من الدَّاء أي يُكشَف ويُزال . وفي الحديث : " أنّه سُئلَ عن النُّشْرَة فقال : هي من عَمَلِ الشَّيْطان " وقال الحسن : النُّشْرَة من السِّحْر . وانْتَشَر المَتاعُ وغيرُه : انْبَسَط وقد نَشَرَه نَشْرَاً كتَنَشَّر . وفي الحديث : " أنّه لم يَخْرُج في سفرٍ إلاّ قال حين يَنْهَضُ من جُلوسِه : اللهُمَّ بكَ انْتَشَرْت " . قال ابنُ الأثير : أي ابتدأتُ سَفَري . وكلّ شيءٍ أخذته غَضَّاً طَرِيَّاً فقد نَشَرْتَه وانتَشَرْته ويُروى بالباء المُوَحَّدة والسِّين المُهمَلة . وقد ذُكر في محلِّه . انْتَشَرَ النهارُ وغيرُه : طالَ وامْتَدَّ . منَ المَجاز : انْتَشَرَ الخَبَرُ في الناس : انْذاعَ وانتَشَرَت الإبلُ والغَنَمُ : افْتَرَقَتْ وفي بعض النسخ : تفرَّقتْ عن غِرَّةٍ من راعِيها وَنَشَرها هو يَنْشُرها نَشْرَاً . وهي النَّشَر محرَّكةً . منَ المَجاز : انْتَشَر الرجلُ إذا أَنْعَظ وانتشَرَ ذَكَرُه إذا قام . انْتَشَرَ العَصَبُ : انْتَفَخَ للإتْعابِ قال أبو عُبَيْدة : والعَصَبَةُ التي تنتفخ هي العُجايَة قال : وتحَرُّكُ الشَّظَى كانتِشارِ العَصَبِ غير أنّ الفرَسَ لانتِشارِ العَصَبِ أشدُّ احتمالاً منه لتحرُّك الشَّظَى . وقال غيرُه : انتِشار عَصَبِ الدّابَّةِ في يَدِه أنْ يُصيبه عَنَتٌ فيزول العَصَبُ عن مَوْضِعه . انْتَشَرَت النَّخلةُ : انبسَطَ سعَفُها . نَشَرَ الخَشَبَة بالمِنْشار . والمِنْشار : ما نُشِرَ به والمِنْشار أيضاً : خَشَبَةٌ ذاتُ أصابعَ يُذَرَّى بها البُرُّ ونَحْوُه . والنَّواشِر : عَصَبُ الذِّراع من داخلٍ وخارجٍ أو عروقٌ وَعَصَبٌ في باطنِ الذِّراع وهي الرَّواهِشُ أيضاً . وقال أبو عمرو والأصمعيّ هي عروقُ باطِنِ الذِّراع قال زُهَيْر :
" مَراجيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ أو هي العَصَبُ في ظاهِرِها واحدَتُها ناشِرَةٌ واقتصرَ الجَوْهَرِيّ على ما ذهبَ إليه الأصمعيُّ وأبو عَمْروٍ . يقال : ما أَشْبَه خَطَّه بتَناشيرِ الصِّبيان التَّناشير : كتابةٌ لغِلْمان الكُتَّاب وهي خطوطُهم في المَكْتَبِ بلا واحد قاله ابنُ سِيدَه . وناشِرَةُ بن أَغْوَاثٍ الذي قَتَلَ هَمَّاماً غَدْرَاً وقصَّتُه مشهورةٌ في كتب التَّواريخ واستوفاها البَلاذُرِيّ في المَفاهيم . وفيه يقول القائل :
لقدْ عَيَّلَ الأَيْتامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ ... أَناشِرَ لا زالتْ يمينُك آشِرَهْومالكُ بن زَيْدٍ المَعافِريّ سمع أبا أيوب وابنَ عمر وعنه أبو قَبيل المَعافِرِيُّ وعباس بن الفضل عن أبي داوود النَّخَعِيّ ومحمد بن عَنْبَس عن إسحاق بن يزيد وغيرِه وعنه محمد بن محمود الكِنْديّ الكوفيّ وعبدُ الرحمن بن مُزْهِر وهذا الأخير لم يذكره الحافظ في التَّبْصير وذكر ضِمام بن إسماعيل المَعافِرِيّ الناشِرِيُّون محَدِّثون كلهم إلى جدِّهم ناشِرَة أما مالكُ بن زَيْد فمن بني ناشِرَه بن الأبيض بن كِنانة بن مُسْلِيَة بن عامر بن عَمْرِو بن عُلَةَ بن جَلْد بَطْن من هَمْدَان قاله ابنُ الأثير . ونَشْوَرَتِ الدَّابَّةُ من علَفِها نَشْوَاراً بالكسر : أَبْقَتْ من علَفِها عن ثعلب وحكاه مع المِشْوار الذي هو ما أَلْقَت الدابَّةُ من علفِها قال : فَوَزْنُه على هذا نَفْعَلَتْ قال وهذا بناءٌ لا يُعرَف كذا نقله ابنُ سِيدَه وقال الجَوْهَرِيّ : والنِّشْوار : ما تُبقيه الدَّابَّةُ من العلَف فارسيٌّ معرَّب . في الحديث : " إذا دَخَلَ أحدكم الحَمَّام فعليه بالنَّشير ولا يَخْصِف " . النَّشير كأَمير : المِئْزَر سُمِّي به لأنّه يُنشَر ليُؤْتَزَرَ به . النَّشِير : الزَّرْعُ إذا جُمِع وهم لا يدوسونه . في التَّكملة : المَنْشور : ما كان غَيْرَ مَخْتُومٍ من كتبِ السلطان وهو المَشْهور بالفَرَمان الآن والجَمْعُ المَناشير . المَنْشورة بهاءٍ : المرأةُ السَّخِيَّةُ الكَريمة كالمَشْنورة عن ابْن الأَعْرابِيّ . والنُّشارَة بالضمّ : ما سَقَطَ من المِنْشار في النَّشْر كالنُّحاتَة . وإبلٌ نَشَرَى كَجَمَزى : انْتشَرَ فيها الجَرَبُ وفي التَّكملة : نَشْرَى كَسَكْرى والفِعلُ نَشِرَ كفَرِح إذا جَرِبَ بعد ذهابِه وَنَبَتَ الوَبَرُ عليه حتى يَخْفَى وبه فُسِّر قَوْلُ عُمَيْر بن الحُبَاب :
وفينا وإنْ قيلَ اصْطَلَحْنا تَضاغُنٌ ... كما طرَّ أَوْبَارُ الجِرابِ على النَّشْرِوالتَّنْشير مثلُ التَّعويذ بالنُّشْرَة والرُّقْيَة وقد نَشَّر عنه تَنْشِيراً ومنه الحديث أنّه قال : " فلعلَّ طَبَّاً أصابه " يعني سِحْراً ثم نَشَّرَه ب : " قُل أعوذُ برَبِّ النَّاسِ " وهو مجاز . قال الزَّمَخْشَرِيّ : كأنك تُفرِّق عنه العِلَّة . والنَّشَرُ محرَّكةً : المُنْتَشِرُ ومنه الحديث : " اللَّهُمَّ اضْمُمْ نَشَري " أي ما انتشرَ من أَمْرِي كقولهم : لَمَّ الله شعَثي . وفي حديث عائشةَ رضي الله عنها تَصِفُ أباها : " فَرَدَّ نَشَرَ الإسلام على غَرِّه " أي رَدَّ ما انتشَرَ من الإسلام إلى حالتِه التي كانت على عَهْدِ رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم تعني أَمْرَ الرِّدَّة وكِفايةَ أبيها إيّاه . وهو فَعَلٌ بمعنى مَفْعُول . يقال : اتَّقِ على غنَمِكَ النَّشَر وهو أن تَنْتَشِرَ الغنَمُ باللَّيْل فَتَرْعى . والمُنْتَشِرُ بنُ وَهْبٍ الباهِلِيّ أخو أَعْشَى باهِلَةَ لأمِّه أحدُ الأشرافِ كان يَسْبِقُ الفرَسَ شَدَّاً . ونُشور بالضمّ : ة بالدِّينَوَر نقله الصَّاغانِيّ قلتُ : ومنها أبو بكرٍ محمد بن عثمان بن عَطاءٍ النُّشورِيّ الدِّينَوَرِيّ سَمِعَ الحديثَ ودخلَ دِمْياط وكان حَسَنَ الطّريقة . والنُّشُر بضمَّتَيْن : خروج المَذْيِ من الإنسان نقله الصَّاغانِيّ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : أرضُ المَنْشَر : الأرضُ المُقدَّسَة من الشام أي مَوْضِع النُّشور جاء في الحديث وهي أرضُ المَحْشَر أيضاً . وفي الحديث : " لا رَضاعَ إلاّ ما أَنْشَر اللحمَ وأَنْبَتَ العظمَ " أي شَدَّه وقَوَّاه . قال ابنُ الأثير ويُروى بالزاي . ونَشرُ الأرضِ بالفتح : ما خرجَ من نباتها . وقال الليثُ : النَّشْرُ : الكَلأُ يَهيجُ أعلاه وأسفلُه نَدِيٌّ أَخْضَر وبه فُسِّر قولُ عُمَيْر بن الحُباب السابق . يقول : ظاهرُنا في الصُّلْح حَسَنٌ في مِرآةِ العَيْن وباطنُنا فاسدٌ كما تَحْسُنُ أَوْبَارُ الجَرْبَى عن أكلِ النَّشْرِ وتحتها داءٌ منه في أَجْوَافِها . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : النَّشْرُ : نباتُ الوَبَرِ على الجَرَبِ بَعْدَ ما يَبْرَأ . والنَّشْرُ : محركة : أن تَرْعَى الإبلُ بَقْلاً قد أصابه صَيْفٌ وهو يَضرُّها ومنه قولهم : اتَّقِ على إبلك النَّشْر . ويقال : رأيتُ القومَ نَشَرَاً أي مُنتَشرين واكْتسى البازي رِيشاً نَشَرَاً أي مُنتشراً طويلاً . وجاء ناشِراً أُذُنَيْه إذا جاء طائعاً كذا في الأساس وفي نسخة اللسان طامِعاً وعزاه لابن الأعرابيّ وهو مَجاز وَنَشَرُ الماءِ محرَّكة : ما انْتَشَر وتَطايَر عند الوضوء وفي حديث الوضوء : " فإذا اسْتَنْشَرْتَ واسْتَنْثَرْتَ خَرَجَتْ خَطايا وَجْهِك وفِيكَ وخَياشيمِك مع الماء " قال الخَطَّابيُّ : المَحْفوظُ اسْتَنْشَيْت بمعنى اسْتَنْشَقْتَ . قال : فإن كان محفوظاً فهو من انتِشار الماء وتفَرُّقه . وقال شَمِرٌ : أرضٌ ماشِرَةٌ وهي التي قد اهتزَّ نباتُها واستوَتْ ورَوِيَت من المطر . وقال بعضهُم : أرضٌ ناشِرَةٌ بهذا المعنى . والنَّشْرَةُ بالفتح : النَّسيم وقد ذَكَرَه أبو نُخَيْلة في شِعره . وتَنَشَّر الرجلُ إذا اسْتَرْقى . والمُنتَشِرُ بنُ الأجْدَع أخو مَسْرُوقٍ روى عنه ابنُه محمد بن المُنتَشِر وأخوه المُغيرةَ بن المُنتَشِر ذكره ابنُ سعد في الفقهاء وأبو عثمان عاصمُ بن محمد بن النَّصير بن المُنتَشِر البَصْرِيّ عن مُعتَمِر وعنه مُسلِمٌ وأبو داوود وغيرُهما . وَنَشَرْتُ : من قرى مصر بالغربيَّة . والمِنْشار بالكسر : حِصنٌ قريبٌ من الفرات . وقال الحازميُّ : مِنْشار : جبلٌ أظنُّه نَجْدِيَّاً . وبنو ناشِرَة بَطْنٌ من المَعافِر . وناشِرَةُ بن أسامة بنِ والبة بن الحارث بنِ ثعلبة بن دُودان بن أسدٍ بطنٌ آخر منهم بِشْرُ بن أبي خازمٍ واسمُه عَمْرُو بن عَوْف بن حِمْيَر بن ناشِرَة الشاعر ذكره ابنُ الكلبيّ . ونُشَيْرٌ مُصغَّراً : موضعٌ ببلاد العرب . والنّاشِريُّون : فقهاءُ زَبيد بل اليمن كلّه وهم أكبر بيت في العلم والفقه والصّلاح وبهم كان يُنتفَع في أكثر بلادِ اليمن ينتسبون إلى ناشِر بن تَيْم بن سَمْلَقة بَطْن من عَكِّ بنِ عدنان وإليه نُسِب حِصنُ ناشِر باليمن . وحفيدُه ناشِرٌ الأصغر بنُ عامر بن ناشِر نزلَ أسفلَ وادي مَوْر وابْتَنى بها القرية المعروفة بالنّاشريَّة في أول المائة الخامسَة منهم القاضي مُوفَّقالدين عليّ بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله النّاشريّ شاعر الأشرَف تُوفِّي سنة 739 بتَعِزّ وحفيدُه الشِّهاب أحمد بن أبي بكر بن عليّ إليه انتهتْ رِياسَةُ العلمِ بزَبيد وكان معاصِراً للمُصنِّف ؛ وكذا أخوه عليُّ بن أبي بكر الحاكِم بزَبيد ووالدُهما القاضي أبو بكر تفقَّه بأبيه وهو ممّن أخذ عنه ابنُ الخيّاط حافظُ الدِّيار اليمنيّة تُوفِّي بتَعِزّ سنة 772 ومنهم القاضي أبو الفتوح عبدُ الله بن محمد بن عبد الله بن عمر النّاشِرِيّ تفقّه على أبيه وعلى القاضي جمال الدين الريميّ وتُوفّي بالمَهْجَم قاضياً بها سنة 814 وله إخوةٌ أربعةٌ كلّهم تَوَلَّوا الخَطابةَ والتدريس بالمَهْجَم والكدراء ومنهم الفقيه الناسِك إبراهيمُ بنُ عيسى بن إبراهيم النّاشِرِيّ تُوفِّي بالكدراء سنة 817 . وفيها توفّي المُصنِّف بزَبيد . ومنهم إسماعيل الناشريّ توفّي بحَرَض سنة 812 وقد ألّف فيهم أبو محمد عثمان بنُ عمر بن أبي بكرٍ النّاشريّ الزَّبيديّ كتاباً سَمّاه البُستانُ الزاهر في طَبَقَات علماءِ بني ناشِر وكذلك الإمام المُفتي أبو الخُطَباء محمد بن عبد الله بن عمر النّاشريّ فقد اسْتَوْفى ذِكرَهم في كتابه : غُرَر الدُّرَر في مختصر السِّيَر وأنساب البَشَر . والأُنْشور : بَطْنٌ من عَكِّ بن عدنان يَنْزِلون قبِليّ تَعِزّ على نِصفِ يومٍ منها . وناشِرُ بن حامد بن مغرب : بطنٌ من عَكّ وهو جَدّ المَكاسِعَة باليمن . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الدين عليّ بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله النّاشريّ شاعر الأشرَف تُوفِّي سنة 739 بتَعِزّ وحفيدُه الشِّهاب أحمد بن أبي بكر بن عليّ إليه انتهتْ رِياسَةُ العلمِ بزَبيد وكان معاصِراً للمُصنِّف ؛ وكذا أخوه عليُّ بن أبي بكر الحاكِم بزَبيد ووالدُهما القاضي أبو بكر تفقَّه بأبيه وهو ممّن أخذ عنه ابنُ الخيّاط حافظُ الدِّيار اليمنيّة تُوفِّي بتَعِزّ سنة 772 ومنهم القاضي أبو الفتوح عبدُ الله بن محمد بن عبد الله بن عمر النّاشِرِيّ تفقّه على أبيه وعلى القاضي جمال الدين الريميّ وتُوفّي بالمَهْجَم قاضياً بها سنة 814 وله إخوةٌ أربعةٌ كلّهم تَوَلَّوا الخَطابةَ والتدريس بالمَهْجَم والكدراء ومنهم الفقيه الناسِك إبراهيمُ بنُ عيسى بن إبراهيم النّاشِرِيّ تُوفِّي بالكدراء سنة 817 . وفيها توفّي المُصنِّف بزَبيد . ومنهم إسماعيل الناشريّ توفّي بحَرَض سنة 812 وقد ألّف فيهم أبو محمد عثمان بنُ عمر بن أبي بكرٍ النّاشريّ الزَّبيديّ كتاباً سَمّاه البُستانُ الزاهر في طَبَقَات علماءِ بني ناشِر وكذلك الإمام المُفتي أبو الخُطَباء محمد بن عبد الله بن عمر النّاشريّ فقد اسْتَوْفى ذِكرَهم في كتابه : غُرَر الدُّرَر في مختصر السِّيَر وأنساب البَشَر . والأُنْشور : بَطْنٌ من عَكِّ بن عدنان يَنْزِلون قبِليّ تَعِزّ على نِصفِ يومٍ منها . وناشِرُ بن حامد بن مغرب : بطنٌ من عَكّ وهو جَدّ المَكاسِعَة باليمن . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : نشمر