الرَّأْسُ : م أَي معروفٌ وأَجْمَعُوا على أَنَّه مُذَكَّرٌ . والرَّأْسُ : أَعْلَى كُلِّ شيْءٍ . ومن المَجَازِ : الرَّأْسُ : سَيِّدُ القَوْمِ كالرَّيِّسِ ككَيِّسٍ . والرَّئِيسِ كأَمِيرٍ . قالَ الكُمَيْتُ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ ابنَ سُلَيْمَانَ الهاشِمِيَّ :
تَلْقَى الأَمَانَ عَلَى حِيَاضِ مُحَمَّد ... ثَوْلاَءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ
لاَ ذِي تَخَافُ ولاَ لِهذَا جُرْأَةٌ ... تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ الرَّيِّسُ والثَّوْلاءُ : النَّعْجَةُ . والمُخْرِفَةُ . الَّتِي لَهَا خَرُوفٌ يَتْبَعُهَا ضَرَبَ ذلِكَ مَثَلاً لعَدْلِه وإِنْصَافِه حتَّى إِنّه لَيَشْرَبُ الذِّئْبُ والشَّاةُ من ماءٍ وَاحدٍ ج أَرْؤُسٌ في القِلَّةِ وآرَاسٌ على القَلْبِ ورُؤُوسٌ في الكَثْرَةِ ولم يَقْلِبُوا هذِه ورُؤْسٌ وهذِه عَلَى الحَذْفِ . قال امْرُؤُ القَيْسِ :
" فيَوْماً إِلَى أَهْلِي ويَوْماً إِليْكُمُويَوْماً أَحُطُّ الخَيْلَ مِنْ رُؤْسِ أَجْبَالِ وأَمّا الرَّئِيسُ فيُجْمَع على الرُّؤَسَاءِ . والعامَّةُ تَقُولُ : الرُّيَسَاء . والرَّأْسُ : القُوْمُ إِذا كَثُرُوا وعَزُّوا نقَلَه الأَصْمَعِيُّ . قال عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ :
بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ بَكْرٍ ... نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَةَ وَالْحُزُونَاَ
وهو مَجَازٌ . قال الجَوْهَرِيُّ : وأَنا أُرَى أَنَّه أَرادَ الرَّئِيسَ ؛ لأَنَّه قال : نَدُقُّ به ولم يَقُلْ : بِهِمْ
ويقال : رَأْسٌ مَرْأَسٌ كمَقْعَدٍ . كذا هو مَضْبُوطٌ وصوابُه بالكَسْرِ أَي مِصَكٌّ للرُّؤُوسِ . وقال العَجَّاجُ :
" وعُنُقَاً عَرْداً ورَأْساً مِرْأَسَا
" مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسَا
" عَضْباً إِذا دِمَاغُهُ تَرَهَّسَا وفي الجمع : رُؤُوسٌ مَرَائِيسُ . ورُؤُوسٌ رُؤّسٌ كرُكَّع . وبَيْتُ رَأْسٍ : ع بالشّامِ مِن قُرَى حَلَبَ يُنْسَبُ إِليهِ الخَمْرُ قالَ حَسّان : كَأَنَّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ ومَاءُ ونَقَل شيخُنَا أَنها قَرْيَةٌ بينَ غَزَّةَ والرَّمْلَةِ ويُقَال : إِنَّ بها مَوْلِدَ الإِمَامِ الشافِعِيِّ رضِيَ اللهُ تعالَى عنه قالَه الفَنَارِيّ في حَواشِي المُطَوَّلِ . قلتُ : وقالَ الصّاغَانِيُّ : هي كُورَةٌ بالأُرْدُنِّ وهي المُرَادَةُ من قَوْلِ حَسّان . ورَأْسُ عَيْنٍ : مَدِينةٌ بالجَزِيرَةِ ويُقَالُ فِيهَا : رأْسُ العَيْنِ ولها يَوْمٌ وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيدَةَ لسُحَيْمِ بنِ وَثِيلٍ الرِّياحِيِّ :
وَهُمْ قَتَلُوا عَمِيدَ بَنِي فِرَاسٍ ... بِرَأْسِ العَيْنِ فِي الحُجُجِ الخَوَالِي وفي الصّحاح : قَدِمَ فُلانٌ مِن رأْسِ عَيْنٍ وهو مَوْضِعٌ والعامَّة تقول : مِن رأْسِ العَيْنِ : قال ابنُ بَرِّيٍّ : جَاءَ فلانٌ مِنْ رأْسِ عَيْنٍ إِذا كانَتْ عَيْناً من العُيُونِ نَكِرَةً فأَمَّا رأْسُ عَيْنٍ هذِه الَّتِي في الجَزِيرَةِ فلا يُقال فِيهَا رأْسُ العَيْنِ . ورَأْسُ الأَكْحَلِ : قَرْيَةٌ باليَمَنِ مِن نَوَاحِي ذَمَارِ . ورَأْسُ الإِنْسَانِ : جَبَلٌ بِمَكَّةَ بَيْنَ أَجْيَادٍ الصَّغِيرِ وأَبِي قُبَيْس . ورَأْسُ ضَأْنٍ : جَبَلٌ لِدَوْسٍ . وَرَأْسُ الحِمَارِ : د قُرْبَ حَضْرَمَوْتَ . وَرأْسُ الكَلْبِ : ة بِقُومَسَ . وقيل : ثَنِيَّةٌ بِهَا . ويُقَال : إِنَّهَا قَارَاتُ الكَلْبِ . ورَأْسُ الكَلْبٍ : ثَنِيَّةٌ باليَمَامَةِ . وَرأْسُ كِيفَى بكسرِ الكَاف : ع . بالجَزِيرةِ من دِيَار مُضَرَ وهو المَشْهُورُ بِحِصْنِ كِيفَى أَو غَيْرُه فَلْيُنْظَرْ . وقولُهم : رُمِيَ فُلانٌ مِنْهُ في الرَّأْسِ أَي أَعْرَضَ عَنْهُ ولم يَرْفَعْ به رَأْساً واستَثْقَلَه . تقول : رُمِيتُ مِنْكَ في الرَّأْسِ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه أَي ساءَ رأْيُكَ فِيَّ حتى لا تَقْدِرَ أَنْ تَنظُرَ إِليَّ . وذو الرَّأْسٍ : لَقَبُ جَرِير بن عَطِيَّةَ بنِ الخَطَفَي واسمُه حُذَيْفةُ بنُ بَدْرِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَوْفِ بنِ كُلَيْبِ بنِ يَرْبُوع بن حَنْظَلَةَ بنِ مالِك بن زِيْدِ مَنَاةَ قِيلَ لَهُ ذلِك لجُمَّةٍ كانتْ له وكانَ يقال له في حَدَاثَتِه : ذو اللِّمَمِ . وذُو الرَّأْسَيْنِ لَقَبُ خُشَيْنِ بن لأْيِ بنِ عُصَيْمٍ . وذو الرَّأْسينِ أَيضاً : أُمَيَّةُ بنُ جُشَمَ بنِ كِنَانةَ بنِ عَمْرو بنِ قَيْن بن فَهْم بن عَمْرِو بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ . ومِن المَجَازِ : رَأْسُ المالِ : أَصْلُه . ويقال : أَقْرِضْنِي عَشْرَةً برُؤوسِهَا أَي قَرْضاً لا رِبْحَ فيه إلاَّ رأْسُ المالِ
ومِن المَجَازِ : الأَعْضَاءُ الرَّئِيسَةُ وهي أَرْبَعَةٌ عِنْدَ الأَطِبَّاءِ : القَلْبُ والدِّماغُ والكَبِدُ فهذِه الثَّلاثَةُ رَئيسَةٌ مِن حَيْثُ الشَّخْصُ على مَعْنَى أَنَّ وُجُودَه بدُونِهَا أَو بِدُونِ وَاحدٍ منها لا يُمْكِنُ . والرّابِعُ الأُنْثَيَانِ وكونُه رَئيساً مِن حَيْثُ النَّوْعُ على مَعْنَى أَنَّه إِذا فاتَ فاتَ النَّوْعُ . ومَنْ قالَ : إِنَّ الأَعْضَاءَ الرَّئيسَةَ هي الأَنْفُ واللِّسَانُ والذَّكَرُ فقدْ سَهَا
قالَ الصّاغَانِيُّ : وشاةٌ رَئيسٌ كأَمِيرٍ : أُصِيبَ رَأْسُهَا . مِنْ غَنَمٍ رَآسىَ بوزنِ رَعَاسىَ مثْل : حَبَاجَى ورَمَاثَى . والرَّئيسُ وفي التَّبْصِيرُ والتَّكْمِلَة : رَئيسُ بنُ سَعِيد بنِ كَثير بنِ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيّ مُحَدِّثٌ شاعِرٌ وهو أَخو عُبَيْدِ الله . والرِّئِيسُ كسِكِّيتٍ : الكَثِيرُ التَّرَؤُّسِ أي التأَمُّرِ . والمِرْآسُ كمِحْرَابٍ : الفَرَسُ الذي يَعَضُّ رُؤُوسَ الخَيْلِ إذا صارَتْ مَعَهُ في المُجَاراةِ قال رُؤْبَةُ :لَوْ لمْ يُبَرِّزْهُ جَوَادٌ مِرْآسْ ... لَسَقَطَتْ بِالْمَاضِغَيْنِ الأَضْراسْ أَو الْمِرْآسُ الَّذِي يَرْأَسُ أي يَكُونُ رَئِيساً لَها في تَقَدُّمِه وسَبْقهِ . ورَأَسهُ يَرْأَسُهُ رَأْساً كمَنَع : أَصابَ رَأْسَهُ فهو مَرْؤُسٌ ورَئيسٌ . والرَّآس كشَدَّادٍ : بائِعُ الرُّؤُوسِ . والرَّوَّاسِيُّ بالواو وياءِ النِّسْبَةِ لَحْنٌ وفي اللِّسَانِ : مِن لُغَةِ العَامَّةِ . منه أَبو الفِتْيَانِ عُمَرُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبد الكَرِيمِ الدِّهِسْتَانِيّ الحَافِظُ الرَّآسِيّ نُسِبَ إلى بيعِ الرُّؤُوسِ . وَقَع لي حَدِيثُه عالِياً في الأَرْبَعِين البُلْدانِيَّةِ للحَافِظِ أَبي طاهِرٍ السِّلَفِيِّ وخَرَّجْتُه أَيضاً في بَذْلِ المَجْهُود بتَخْرِيجِ حَدِيثِ : شَيَّبَتْنِي هُود مات سنة 530 . والمُرَأّسُ كمُعَظَّمٍ ومِصْباحٍ وصَبُورٍ من الإِبِلِ : الذِي لم يَبْقَ لَهُ طِرْقٌ بالكَسْرِ إلاَّ فِي رَأْسِه عن الفَرَّاءِ حكاه عنه أَبو عُبَيْدٍ . وفي نَصِّه : المُرائِسُ كمُقَاتِلٍ . وقد صَحَّفَهُ المُصَنِّف . وليسَ عِنْدَه المِرْآسُ كمِصْبَاحٍ . والمُرَئِّسُ كمُحَدِّثٍ : الأَسَدُ
والَّرَوائِسُ : أعالِي الأَوْدِيَةِ الوَاحِدَةُ : رَأئِسٌ . وبه فُسِّرَ قولُ ذِي الرُّمَّةِ عَلَى الأَصَحِّ :
" خَنَاطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرَارَةٍومَرْتٍ نَفَتْ عَنْهَا الغُثَاءَ الرَّوَائِسُ وهي أَيضاً المُتَقَدِّمَةُ مِن السّحابِ كالمَرَائِسِ . يُقَال : سَحَابَةٌ رَائسَةٌ . وبه فُسِّر بَعْضُ قول ذِي الرُّمَّةِ السّابِق . والرَّائِسُ : جَبَلٌ في بَحْرِ الشَّامِ . وبه فُسِّر قولُ أُمُيَّةَ بنِ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيِّ :
وفي مَعْرَكِ الآلِ خِلْتُ الصُّوَى ... عُرُوكاً على رائسٍ يَقْسِمُونا ورائِسُ : بِئْرٌ لِبَنِي فَزَارَةَ . والرَّائِسُ : الوَالِي . والمَرْؤُوسُ : الرَّعِيَّةُ . وقَالَ الفَرَّاءُ : المَرْؤُوسُ : الَّذِي شَهْوَتهُ في رَأْسِهِ لا غَيْرُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . والمَرْؤُوسُ : الأَرْأَسُ أَي العَظِيمُ الرَّأْسِ . ورِئَاسُ السَّيْفِ بالكَسْرِ : مَقْبِضُهُ أَو قَبِيعَتُه قال الصّاغَانِيُّ : وهذِه أَصَحُّ . قال ابنُ مُقْبِلٍ :
ثُمَّ اضطغَنْتُ سِلاَحِي عِنْدَ مَغْرِضِهَا ... ومِرْفَقٍ كرِئَاسِ السَّيْفِ إِذْ شَسَفَا هكذا أَنْشَدَه ابنُ بَرِّيّ وقال شَمِرٌ : لم أَسْمَعْ : رِئَاساً إلاَّ هُنَا . قال ابنُ سِيدَهْ : ووَجَدْنَاهُ في المُصَنَّفِ : كرِيَاسِ السَّيْف غَيْرَ مَهْمُوزٍ . قال : فلا أَدْرِي هَلْ هُو تَخْفِيفٌ أَم الكَلِمَةُ من الياءِ . ومِن المَجَازِ : الرَّأْسُ مِن الأَمْرِ : أَوَّلُهُ وتقولُ لمَنْ يُحدِّثُكَ : أَعِدْ عَلَيَّ كَلاَمَكَ مِن رَأْسٍ ومِن الرَّأْسِ وهي أَقَلُّ اللُّغَتَيْنِ وأَنْكَرَهَا بَعضُهُم وقال : لا تَقُلْ : مِنَ الرَّأْسِ . قال : والعَامَّةُ تقولُه . قالَهُ شيخُنَا وبه فُسِّرَ حَدِيثُ : لَمْ يُبْعَثْ نَبيٌّ إِلاَّ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ عَاماً . ونَعْجَةٌ رَأْسَاءُ : سَوْداءُ الرَّأْسِ والوَجْهِ وسائِرُها أَبْيَضُ . قالَهُ الجَوْهَرِيُّ . وقالَ غَيرُه : شاةٌ رَأْساءُ : مُسْوَدَّةُ الرَّأْسِ . وقال أَبو عُبَيْد : إِذا اسْوَدَّ رأْسُ الشَّاةِ فهي رَأْسَاءُ فإِن أَبْيَضَّ رَأْسُهَا مِن بَيْنِ جَسَدِهَا فهي رَخْمَاءُ ومُخَمَّرَةٌ . وبَنُو رُؤَاسٍ بالضَّمِّ : حَيٌّ مِن عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ . وهو رُؤَاسُ بن كِلاَبِ بنِ رَبِيعَةَ بن عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ . منهم أَبو دُوَادٍ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ عُمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ عُبَيْدِ بنِ رُؤَأسِ بنِ كِلاَبِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ . قاله الأَزْهَرِيُّ
قلت : ورُؤَاسٌ اسمُه الحَارِثُ وعَقِبُه مِنْ ثلاثةٍ : بِجَادٍ وبُجَيْدٍ وعُبَيْدٍ أَولادِ رُؤاسٍ لِصُلْبِهِ
ومِن وَلَدِ رُؤَاسٍ : وَكِيعُ بن الجَرَّاحِ بنِ مَلِيحِ بنِ عَدِيّ بنِ الفَرَسِ الفَقِيهُومنهم حُمَيْدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ ابنِ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّونَ . مُحَدِّثُون . قال الأَزْهَرِيُّ : وكانَ أَبو عُمَرَ الزاهِدُ يَقُولُ في أَبِي جَعْفَرِ الرُّؤاسِيِّ أَحَدِ القُرَّاءِ والمَحَدِّثِين : إِنَّه الرَّوَاسِيُّ بفتح الرّاءِ وبالوَاوِ من غَيْر هَمْزٍ مَنْسُوبٌ إِلى رَوَاس : قَبِيلَةٍ من سُلَيْمٍ وكانَ يُنْكِرُ أَنْ يُقَال : الرُّؤَاسيُّ بالهَمْزِ كمَا يَقُولُه المُحَدِّثُون وغيرُهم . قلت : ويَعْنِي بأَبِي جَعْفَر هذا مُحَمَّدَ بنَ أَبي سارةَ الرَّوَاسِيّ . ذكرَ ثَعْلَبٌ أَنَّه أَوَّلُ مَن وَضَعَ نحوَ الكُوفِيِّينَ . وله تَصانِيفُ وقد تقدَّم ذِكْرهُ في المُقَدِّمة . والرُّؤَاسِيُّ أَيضاً : العَظِيمُ الرَّأْسِ ومِمَّن نُسِبَ إِلى ذلِكَ مِسْعَرُ ابنُ كِدَامٍ الفَقِيهُ وغيرُه ومنهم مَن يقولُه بتَشْدِيدِ الواوِ من غَيْرِ هَمْزٍ وهو غَلَظٌ . ويُقَال : رَأسْتُه تَرْئيساً إِذا جَعَلْتَه رَئيساً على القَوْمِ . وارْتَأَسَ هو : صارَ رَئيساً كتَرَأّسَ مثلُ تأَمَّرَ . وفي نَوَادِرِ الأَعْرابِ : ارْتَأَسَ زَيْداً إِذا شَغَلَه . وأَصْلُه أَخْذٌ بالرَّقَبَةِ وخَفْضُهَا إِلى الأَرْضِ ومثله : اكْتَأَسَه وارْتَكَسَه واعْتَكَسَه كلُّ ذلِكَ بمَعْنًى وَاحدٍ
والمُرَائِسُ كمُقَاتِلٍ : المتَخَلِّفُ عن القومِ في القِتَالِ نقَلَه الصّاغَانِيُّ . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه : رُئِسَ الرجُلُ كعُنِيَ شَكَا رَأْسَه فهو مَرْؤوسٌ . والرَّئِيس : الَّذِي قَدْ شُجَّ رَأْسُه ومنه قولُ لَبِيدٍ :
كَأَنَّ سَحِيلَهُ شَكْوَى رَئيسٍ ... يُحَاذِرُ مِنْ سَرَابَا وَاغْتِيَالِ والمَرْؤُوسُ : مَنْ أَصَابَهُ البِرْسَامُ . قاله الأَزْهَرِيُّ . وأَصَابَ رأْسَه : قَبَّلَهُ وهو كِنَايَةٌ . وارْتَأَسّ الشَّيْءَ : رَكِبَ رأْسَه . وفَحْلٌ أَرْأَسُ وهو الضَّخْمُ الرَّأْسِ كالرُّؤَاسِ والرُّؤَاسيّ وقيل : شاةٌ أَرْأَسُ ولا تَقُلْ : رَؤاسِيٌّ عن ابنِ السِّكِّيتِ . والرَّائِسُ : رَأْسُ الوَادِي . وكُلُّ مُشْرِفٍ : رَائِسٌ . ورَأَسَ السَّيْلُ الغُثَاءَ : جَمَعَه وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ في ر و سوهُم رأُسٌ عَظِيمٌ أَي جَيْشٌ على حِيَالِهِ لا يَحْتَاجُون إِلى إِحْلاب . ورأَسَ الْقَوْمَ يَرْأَسُهُم رَآسةً : فَضَلَهُمْ . ورأَسَ عليهم . قاله الأَزْهَرِيُّ . ورَوَّسُوه على أَنفُسِهم قال : وهكَذَا رأَيتُه في كِتَابِ اللَّيْثِ والقِيَاسُ : رَأّسُوه . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : رَأَسَ الرَّجُلُ رَآسَةً إِذا زَاحَمَ عليها وأَرَادَهَا . قال : وكانَ يُقَال : الرَّآسَةُ تَنْزِلُ مِن السَّمَاءِ فيُعَصَّبُ بها رَأْسُ مَنْ لا يَطْلُبُها . وفي الحَدِيث : " رَأْسُ الكُفْرِ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ وهو مَجَازٌ يكون إِشَارَةً إلى الدَّجَّالِ أَوْ غَيْرِه من رُؤَسَاءِ الضَّلاَلِ الخَارِجِينَ بالمَشْرِقِ . ورَئِيسُ الكِلابِ وَرائِسُهَا : كَبِيرُها الذي لا تَتَقَدَّمُه في القَنَصِ وهو مَجازٌ . وكَلْبَةٌ رَؤُوسٌ كصَبُورٍ : تُسَاوِرُ رَأْسَ الصَّيْدِ . ويُقَال : أَعْطِنِي رَأْساً مِن الثُّومِ وسِنًّا منه وهو مَجَازٌ . ويقال : كَمْ في رَأْسِك مِن سِنٍّ ؟ وهو مَجَازٌ . والضَّبُّ رُبَّمَا رأَسَ الأَفْعَى ورُبَّمَا ذَنَّبَها وذلِكَ أَنَّ الأَفْعَى تَأْتِي جُحْرَ الضَّبِّ فتَحْرِشُه فيَخْرُجُ أَحْيَاناً برأْسِه مُسْتَقْبِلَهَا فيُقَال : خَرَجَ مُرَئِّساً ورُبَّما احْتَرشَهُ الرَّجُلُ فيَجْعَلُ عُوداً في فَمِ جُحْرِه فيَحْسبُه أَفْعَى فيَخْرُجُ مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً . وقالَ ابنُ سِيدَهْ : خَرَجَ الضَّبُّ مُرَائِساً : اسْتَبقَ برَأْسِه من جُحْرِه . ورُبَّمَا ذَنَّبَ . ويقال : وَلَدَتْ وَلَدَها على رَأْسٍ وَاحِدٍ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ أَي بعضُهُم في إِثْرِ بَعْضٍ وكذلِكَ : وَلَدَتْ ثلاثةَ أَوْلادٍ رَأْساً عَلَى رأسٍ أَي وَاحِداً في إِثْرِ آخَرَ . ويُقَال : أَنْتَ علَى رأْسِ أَمْرِك ورِئَاسِهِ أَي على شَرَفٍ منه . قالَ الجَوْهَرِيُّ قولُهُم : أَنْتَ على رِئاسِ أَمْرِكَ : أَي أَوَّلهِ . والعَّامَّةُ تقول : عَلَى رَأْسِ أَمْرِكَ . وعِنْدِي رَأْسٌ من الغَنَمِ وعِدَّةٌ مِن أَرْؤُسٍ وهو مَجَازٌ وكذا : رَأْسُ الدِّينِ الخَشْيَةُ . وأَهْلُ مَكَّةَ يُسَمُّون يَوْمَ القَرِّ يَوْمَ الرُّؤُوسِ ؛ لأَكْلِهِم فيه رُؤُوسَ الأَضَاحِي . وَرَأْسُ الشَّيْءِ : طَرَفُه وقيل : آخِرُه نَقَلَه شيْخُنَا
والرَّأْسُ : من أَسْمَاءِ مَكَّةَ المُشَرَّفَةِ وتُسَمَّى رأْسَ القُرَى . وقال ابنُ قُتَيْبَة في المُشْكِلِ : رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ : جَبَلٌ بِالحِجَازِ مُتَشَعِّبٌ شَنِعُ الْخِلْقَةِ . واسْتَدْرَك الصّاغَانِيُّ هُنَا : رَأسِكُ من مُدُنِ مُكْرَان . وحَقُّه أَنْ يُذْكَرَ في الكَافِ . والرَّئِيسُ : أَبُو عَلِيِّ بنُ سِينَاءَ مَشهورٌ . وَجَعْفَرُ بنُ محمَّد بنِ الفَضْل الرَّأْسِيّ من رَأْسِ العَيْنِ عن أَبِي نُعَيْم وعنه أَبو يَعْلَى الْمَوْصَلِيّ . والصَّدْرُ مُحَمَّدُ بنُ محمَّد بنِ عليّ بنِ محَّمد الرُّؤَاسِيّ الأَسَدِيّ الإِسْفِرَايِنِيّ الشافِعيّ وُلد بِشِقّان من بلادِ خُرَاسَان لقيه البِقَاعِيُّ بمَكَّة
ساكَ الشَّيءَ يَسُوكُه سَوْكًا : دَلَكَه ومِنْهُ أخِذَ المِسواكُ وهو مِفْعالٌ منه قاله ابنُ دُرَيْدٍ . وساكَ فَمَه بالعُودِ يَسُوكُه سَوْكًا وسَوَّكَه تَسوِيكًا واسْتاكَ اسْتِياكًا وتَسَوَّكَ قال عَدِيُّ بنُ الرقَاعِ :
وكَأَنَّ طَعْمَ الزَّنْجَبِيلِ ولَذَّةً ... صَهْباءَ ساكَ بها المُسَحِّرُ فاهَا ولا يُذْكَرُ العود ولا الفَمُ مَعَهُما أي مع الاسْتِياكِ والتَّسَوكِ . والعُودُ : مِسواكٌ وسِواكٌ بكَسرِهِما وهو ما يُدْلَكُ به الفَمُ قال ابنُ دُرَيْد : وقد ذُكِرَ المِسواكُ في الشِّعْرِ الفَصِيحِ وأَنْشَدَ :
إِذا أَخَذَتْ مِسواكَها مَيَّحَتْ بهِ ... رُضابًا كطَعْمِ الزَّنْجَبِيلِ المُعًسّلِ قلت : والسِّواكُ جاءَ ذِكْره في الحَدِيثِ : السِّواكُ مَطْهَرَةٌ للفَمِ أي يُطَهِّرُ الفَمَ يُؤَنَّثُ ويُذَكَّرُ وظاهِرُه أَنَّ التَّأْنِيثَ أَكْثَرُ وقد أَنْكَرَه الأَزْهَرِيُّ على اللَّيثِ قالَ اللّيثُ : وقِيلَ : السِّوَاكُ تُؤِّنثهُ العَرَبُ وفي الحَدِيث : السِّواكُ مَطْهَرَة للفَمِ قال الأَزْهَرِيّ : ما سَمِعْتُ أَنّ السِّواكَ يُؤَنَّثُ قال : وهو عِنْدِي من غُدَدِ اللّيثِ والسِّواكُ مُذَكَّرٌ وقال الهَرَوِيُّ : وهذا من أَغالِيطِ اللَّيث القَبِيحَةِ وحَكَى في المُحْكَمِ فيه الوَجْهَيْن وقال ابنُ دُرَيْد : المِسواكُ تُؤِّنثُه العَرَبُ وتُذَكِّره والتَّذْكِيرُ أَعْلَى أي : جَمعُ السواكِ : سُوُك ككُتُبٍ عن أبي زَيْدٍ قالَ : وأَنْشَدَنِيه الخَلِيلُ لعَبدِ الرّحْمنِ بنِ حَسّان :
أَغَرُّ الثَّنايَا أَحَمُّ اللِّثا ... تِ تَمْنَحُه سُوُكَ الإِسْحِلِ وقال أَبو حَنِيفَةَ : ورُبّما هُمِزَ فقِيلَ سُؤُكٌ وفي التَّهْذِيب : رَجُلٌ قَؤُولٌ من قومٍ قُوُل وقُولٍ مثل سُوُك وسُوك
والسِّواكُ والتَّساوُكُ : السَّيرُ الضَّعِيفُ . وقِيلَ : هو التَّسَروُكُ وهو رَدَاءةُ المَشْيِ من إِبْطاءٍ أَو عَجَفٍ قاله ابنُ السِّكِّيتِ يُقالُ : جاءَت الإِبِلُ تَساوَكُ أي : تَمايَلُ من الضَّعْفِ في مَشْيِها . وفي المُحْكَم : جاءَت الغَنَمُ ما تَساوَكُ : أي ما تحرك رُؤُوسَها من الهزالِ ورُوِى حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ : فجاءَ زَوْجُها يَسُوقُ أَعْنُزاً عِجافا تَساوَكُ هُزالاً وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لعُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُر الجُعْفِي :
إِلى اللّهِ أَشْكُو ما أَرَى من جِيادِنا ... تَساوَكُ هَزْلَى مُخهُنَّ قَلِيلُ قال ابنُ بَريّ : قال الآمِدِي : البيت لعُبَيدَةَ بنِ هِلالٍ اليَشْكُرِيِّ . وسُواك كغُراب : عَلَمٌ والذي ضَبَطَه الحافِظُ الذَّهَبِي ككِتابٍ وفي العُبابِ مثلُ ذلك ولكن في التَّكْمِلَة بالضَّمٍّ بضَبطِ القَلَم قال الحافاً وهو لَقَبٌ لوالِدِ يَعْقُوبَ بنِ سِواك البَغْدَادِيِّ سَمِعَ بِشْرَ بنَ الحارِثِ روى عنه غيرُ واحِد ذَكَره الأَمِير
ومما يُستَدْرَك عليه : جَمْعُ المِسواكِ مَساوِيكُ على القياس . والسِّواكُ يُجْمَعُ على سُوكٍ بالضمّ كما تَقَدَّمَ عن الأَزْهَرِي وأَسْوِكَةٍ
وسُوَيْكَة مصغَّرًا : قَريَةٌ بفِلَسطِينَ
فصل الشين المعجمة مع الكاف
" الشَّعَث محرَكةً " وبالتَّسْكِينِ " : انْتِشَارُ الأَمْرِ " وخَلَلُه قال كَعْبُ بنُ مالِكٍ الأَنصاريّ :
لَمَّ إِلإِلُه بهِ شَعْثاً وَرَمَّ بِهِ ... أُمُورَ أُمَّتِه والأَمْرُ مُنْتَشِرُ
الشَّعَثُ بالتحريك " مَصْدَرُ الأَشْعَثِ للمُغْبَرِّ الرّأْسِ " المُنْتَتِفِ الشَّعَرِ الحَافِّ الذي لم يَدَّهِنْ . وقد " شَعِثَ كفَرِحَ " شَعَثاً وشُعُوثَةً فهو شَعِثٌ وأَشْعَثُ وشَعْثَانُ . " والتَّشَعُّثُ : التَّفَرُّقُ " والتَّنَكُّثُ كما يَتَشَعَّثُ رأْسُ المِسْوَاك وهو مَجَاز . وتَشْعِيثُ الشَّيْءِ : تَفْرِيقُه . قال شيخُنا : وقد صرّحَ جماعةٌ من أَربابِ الاشْتِقَاق أَنّ هذه المادَّةَ بجميع تصاريفها تَدُلُّ على التَّفَرُّق فقط واغْتَرَّبه مُنْلاَ عَلِيّ وأَورَدَ من كلامِ النّهَايَةِ أَحادِيثَ دالَّةً على التَّفَرُّقِ وهو عند التّأَمُّلِ ليس كذلك بل كلامُهم ظاهرٌ في أَنّ هذه المادةَ تَدُلّ على الانتشار وإِليه يرجِع معنى التَّفَرُّق . التَّشَعُّثُ والتَّشْعِيثُ " : الأَخْذُ " يقال : تَشَعَّثَهُ الدّهْرُ إِذا أَخَذَه وفي حَدِيث عَطَاءٍ : " أَنّه كان يُجِيز أَنْ يُشْعَّثَ سَنَى الحَرَمِ ما لَمْ يُقْلَعْ من أَصْلِه " أَي يُؤْخَذَ من فُرُوعهِ المُتَفَرّقة ما يَصِيرُ به شَعِثاً ولا يَسْتَأْصِله وهو مجاز وفي حديث عثمانَ " حينَ شَعَّثَ النّاسُ في الطَّعْنِ عَلَيْهِ " أَي أَخَذُوا في ذَمِّه والقَدْحِ فيه بتَشْعِيثِ عِرْضِه وفي الحديث : " لَمَّ اللهُ شَعَثَهُ " أَي جَمَعَ ما تَفَرَّقَ منه ومنه شَعَثُ الرّأْسِ وهو مَجاز وفي حَدِيثِ الدّعاءِ : " أَسْأَلُكَ رَحمةً تَلُمُّ بها شَعَثِي " أَي تَجْمَعُ بها ما تَفَرّق من أَمرِي . التَّشَعُّثُ والتَّشْعِيثُ " : أَكْلُ القَلِيلِ من الطَّعَامِ " يقال : شَعَّثْتُ من الطَّعَامِ أَي أَكَلْتُ قَلِيلاً . التَّشَعُّثُ " : تَلَبُّدُ الشَّعَرِ " والتَّغَبُّرُ يقال : تَشَعَّثَ إِذا تَلَبَّدَ شَعَرُه واغْبَرَّ وشَعَّثْتُه أَنا تَشْعِيثاً وفي الحَدِيثِ " رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ بِهِ لو أَقْسَمَ على اللهِ لأَبَرَّهُ . من المجاز " الأَشْعَثُ : الوَتِدُ " صِفةٌ غالبةٌ غلَبَةَ الاسْمِ ؛ وسُمِّىَ به لتَشَعُّثِ رأْسِه بالدَّقِّ قال :
وأَشْعَثَ في الدّارِ ذِي لِمَّةٍ ... يُطِيلُ الحُفُوفَ ولا يَقْمَلُ قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
" ما ظَلَّ مُذْ أَوْجَفَتْ في كُلِّ ظَاهِرَةٍبالأَشْعَثِ الوَرْدِ إِلاَّ وَهْوَ مَهْمُومُ عنَي بالأَشْعَثِ الوَرْدِ الصَّفَارَ وهو " يَبِيسُ البُهْمَي " وإِنما اهتَمّ لمّا رَأَى البُهْمَي هاجَتْ وقد كانَ رَخِىَّ البالِ وهي رَطْبَةٌ والحافِرُ كلُّه شَدِيدُ الحُبِّ للبُهْمَي وهي نَاجِعَةٌ فِيهِ وإِذا جَفَّتْ فَأَسْفَتْ تَأَذَّت الرَّاعِيَةُ بسَفَاها . الأَشْعَثُ : " اسْمُ " رَجُل وهو الأَشْعَثُ بنُ قَيْسِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ . وأَبو هانِىءٍ : أَشْعَثُ بنُ عبدِ المَلِكِ الحُمْرَانيّ مَوْلَى عُثْمَانَ رضي اللهُ عنه بَصْرِيٌّ . وَأَشْعَثُ بنُ عبد الله الحَرَّانِيّ . وأَشْعَثُ بن سِوَارٍ الكُوِفيّ وهو أَضْعَفُهم والثّلاثة يَرْوُون عن الحَسَنِ البَصْرِيّ رضي الله عنه . " ومنه الأَشَاعِثَةُ والأَشَاعِثُ " : مَنْسُوبُون إِلى الأَشْعَثِ بَدلَ : مِن الأَشْعَثِيِّينَ والهاءُ للنَّسب كذا في الصّحاح . " وشُعْثٌ بالضّم : ع " بين السَّوَارِقِيَّة وبين مَعْدِن بني سُلَيْم ويقال : الشُّعْث والعُنَيْزَاتُ قَرْنَانِ صَغِيرَانِ بين السَّوَارِقِيَّةِ والمَعْدنِ . " والشُّعَيْثِيَّةُ : ماء " لبنى نُمَيْرٍ بِبَطْنِ واد يقال له : الحَرِيمُ . " وشَعْثَانُ الرّأْسِ : أَشْعَثُه " وقد شَعِثَ كما تقدم . " وشَعَّثَ منه تَشْعِيثاً : نَضَحَ عنه وذَبَّ " عن عِرْضِه . وفي الحديث : " لما بَلَغَه هِجَاءُ الأَعْشَى عَلْقَمَةَ بنَ عُلاَثَةَ العَامِريَّ نَهَى أَصحابَه أَن يَرْوُوا هِجَاءَهُ وقال : إِنَّ أَبا سُفْيَانَ شَعَّثَ مِنّي عندَ قَيْصَرَ فرَدَّ عليه عَلْقَمَةُ وكذَّبَ أَبا سُفْيانَ " يقال : شَعَّثْتُ من فُلانٍ إِذا غَضَضْتَ مِنْه وتَنَقَّصْتَه من الشَّعَثِ وهو انْتِشَارُ الأَمْرِ . كذا في اللسان . شُعَيْثٌ " كَزُبَيْرٍ : ابنُ مُحْرِزٍ " إِما أَنْ يَكُونَ تصغِيرَ شَعَثٍ أَو شَعِثٍ أَو تصغيرَ أَشْعَثَ مُرَخَّماً . أَنشد سيبويهِ :" لَعَمْرُكَ ما أَدْرِي وإِن كُنْتُ دَارِياًشُعَيْثُ ابن سَهْمٍ أَو شُعَيْثُ ابن مِنْقَرِ ورواه بعضُهم : شُعَيْب وهو تصحيفٌ . " وابنُ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ هكذا في النّسخة وفي أُخرى : وابنُ عبدِ الله وابنُ الزُّبَيْر بزيادة الواو العَاطِفَةِ بينَ عبدِ الله وبين ابن الزُّبَيْر وفي أُخرى : وابن الزُّبَيْبِ بالبَاءِ الموحّدة والصّواب فيه : شُعَيْثُ بنُ عبدِ الله بن الزُّبَيْبِ بن ثَعْلَبَةَ رَوَى عن آبائِه وقد سبق ذِكرُه في ز ب ب فراجِعْه . " وابن مُطَيِّرٍ " بالتّصغِير مع التَّشْدِيد " وإِبراهِيمُ بن شُعَيْثٍ " شَيْخٌ لابنِ وَهْبٍ " مُحَدِّثُون " . وفاتَهِ ذِكْرُ جَماعة : عَمّارُ بنُ شُعَيْثٍ عن أَبِيهِ . وابنُه أَبُو شُعَيْثٍ سَعْدُ بنُ عَمّارٍ روى عنه ابنُ صاعِدٍ . وشُعَيْثُ بن عاصِمِ بنِ حُصَيْنٍ عن أَبِيه عن جَدِّه وعنه ابْنُه عِمْرانُ . وشُعَيْثُ بنُ رَبِيعِ بنِ جُشَيْش التّيميّ : صاحِبُ مُصْعَب بن الزُّبَيْر . وشُعَيْثُ بنُ رَيّان : نديمُ الوَلِيدِ بن عبدِ المَلِكِ . وشُعَيْثُ بنُ نواب : شاعر . وشُعَيْثُ بنُ يَحْيَى أَبْو الفَضْل الشُّعَيْثِيّ عن عبدِ اللهِ بنِ نافعٍ المَدَنِيّ وسَعْدُ بنُ شُعَيْثٍ الطّائِيّ عن المُغِيرَةِ بنِ أَبي ثَوْرٍ . وأَبُو فِرَاس مُحَمَّدُ بنُ فِرَاسِ بن محمّدِ بِن عَطَاءِ بن شُعَيْبِ بن خَوْلِيّ بن مَزْيَدٍ الشّامِيّ : صاحِبُ كتابِ النَّسبِ وأَبوه فِرَاسٌ وجَدُّه وجَدُّ أَبِيه عطاءٌ وأَبوه شُعَيْثٌ وأَخواه الحَسَنُ والهَيْثَم المذكُور حَدَّثوا . أَمّا " شُعَيْثُ بن أَبي الأَشْعَثِ " وكذا شُعَيْثُ بنُ الأَحْوَص فاختُلفَ فيهما " قِيلَ : بالبَاءِ " المُوَحَّدَةِ وهو قول البُخَاريّ وصَحَّحه جماعَةٌ . " وشَعْثَاءُ " : اسمُ " امْرَأَةٍ " قال جَرير :
أَلاَ طَرَقَتْ شَعْثَاءُ والليلُ دُونَهَا ... أَحَمَّ عِلافِيّاً وأَبيضَ ماضِيَا وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : وشَعْثاءُ : اسم امرأَةِ حَسّانَ بنِ ثابِتٍ . " وأَبو الشَّعْثاءَ : كُنْيةُ جَمَاعَةٍ " من المُحَدِّثينَ وغيرِهم . أَبُو بَكْرٍ " محمَّدُ بنُ عبدِ الله " وفي بعض النّسخ عُبَيْد اللهن " وعبدُ الرّحْمَن بنُ حَمّادٍ الشُّعَيْثِيّانِ : مُحَدِّثانِ " أَما الأَول : فإِنّ حديثَه عندِي في أَوّلِ الفَوَائِدِ الصِّحاح والغرائب لأَبي سعيد الكَنْجَرُ وذِيّ روى عنه أَبو عبدِ الله طاهرُ بنُ محمّدِ بن إِبراهيمَ البَغْدَاديّ وابنُه عمرُ بنُ محمَّدٍ حَدَّثَ وأَما الثّاني فإِنه رَوَى عن ابن عَوْنٍوَفَاتَه : إِبْرَاهِيمُ بنُ سَلَمَةَ الشُّعَيْثِيّ الذي روى عن ابنِ السَّمّاك . وعبدُ اللهِ بنُ محمَّدٍ الشُّعَيْثِيّ الذي رَوى عن أَحمدَ بن حَفْص . التَّشْعِيثُ : التَّفْرِيقُ والتَّمْيِيزُ كانْشِعَابِ الأَنْهَارِ والأَغْصَانِ . و " المُشَعَّثُ كمُعَظَّم - في العَرُوضِ - " أَي عَروض الخفيفِ " : ما سَقَطَ أَحَدُ مُتَحَرِّكَيْ وَتِدِه " الذي هو " عِلا " من " فاعِلاتُنْ " ولا يكون إِلاّ في الخَفِيفِ والمُجْتَثِّ " كَأَنَّكَ أَسْقَطْتَ من وَتِدِه حَرَكَةً في غيرِ مَوْضِعها فتَشَعَّثَ الجُزْءُ " ولذا سُمِّىَ ذلك بالتَّشْعِيثِ وقوله : أَحد مُتَحَرِّكَيْ وَتِدِه يَحْتَمِلُ ذَهاب العَيْنِ وذَهَابَ الّلام ففي الأَوّلِ يبقَى " فَالاَتُنْ " فيُنْقَل في التّقطيع إِلى " مَفْعُولُن " شَبَّهُوا حَذْفَ العينِ هُنَا بالخَزْم ؛ لأَنّه أَولُ وَتِدٍ وقيل : إِن الّلام هي السّاقطة لأَنّها أَقربُ إِلى الآخِر وذلك أَنّ الحذْفَ إِنما هو في الأَواخِر وفيما قَرُب منها قال أَبو إِسْحَاق : وكِلا القَوْلَيْنِ جائزٌ حَسَنٌ إِلاّ أَن الأَقْيسَ " على ما بَلَوْنا في الأَوْتَاد من الخَرْم " أَن يكون عين " فاعِلاتُنْ " هي المَحْذُوفَة وقياسُ حذْفِ الّلام أَضعَفُ لأَنَّ الأَوتادَ إِنما تُحْذَفُ من أَوائِلها أَو مِن أَواخِرِها قال : وكذلك أَكثرُ الحذْفِ في العَرَبِيّة إِنما هو من الأَوَائِلِ أَو من الأَوَاخِرِ وأَما الأَوْسَاطُ فإِنّ ذلك قليلٌ فيها . قال ابنُ سِيده : والذي أَعْتَقِدُهُ مخالَفُة الجميع - وهو الذي لا يَجُوزُ عندِي غيره - أَنّه حُذِف أَلف " فاعِلاتُنْ " الأُولى فبقي " فَعِلاتن وأَسكنت العين فصار " فَعْلاَتُنْ " فنُقِل إِلى " مَفْعُولُنْ " فإِسْكَانُ المتحرّك قد رأَيناه يجوزُ في حَشْوِ البَيْتِ ولم نَرَ الوَتِدِ حُذِفَ أَوّلُه إِلاّ في أَوّلِ البيتِ ولا آخِرُه إِلاّ في آخِرِ البَيْتِ وهذا كُلّه قول أَبي إِسحاقَ وقد أَشار إِلى هذه الأَقْوَالِ شيخُنَا في شرْحه وأَحال تفصيلَها على كُتب الفَنّ وفيما أَوضحناه كفاية لمن وَفَّقَه الله تعالى . " وشُعْثَةُ بنُ زُهَيْر " بالضّمّ " جَاهِلِيُّ " وابنه كَرْدَمٌ الذي طَعَنَ دُرَيْدَ بنَ الصِّمَّةِ وله أَخٌ اسمه كُرَيْدِمٌ وقوله : زُهَيْر تصحيفٌ وإِنما هو زُهْرةُ وهو ابنُ جُدَعَ بنِ حَرَامِ بنِ سَعْد بنِ عَدِيّ بنِ فَزَارَة نَبَّه عليه الحَافِظُ
ومما يستدرك عليه : الشَّعَثَةُ : مَوضعُ الشَّعَرِ الشَّعِثِ . وخَيْلٌ شُعْثٌ : غَيرُ مُفَرْجَنَةٍ . وتَشَعُّثُ رأْسِ المِسْوَاكِ والوَتِدِ : تَفَرُّقُ أَجْزائِه . وشُعَيْثٌ : بَطْنٌ من بَلْعَنْبَرِ منهُم أَبُو عبد الله بنُ المُهَاجِر قاله ابنُ الأَثِير
الوَتْدُ بالفتح والسكون على التخفيف في لغَةِ نَجْدٍ يقال الوَتَدُ بالتحريكِ لغة فيه ككَتِفٍ في لغة الحجاز وهي الفُصْحَى كما في المصباح والوّدُّ بِقَلْب التاءِ دالاً وإِدْغَامها في اللام كما حكاه الجوهريّ والفيّوميّ وهي لغةُ نَجْدٍ فهي أَربعُ لُغاتٍ : ما رُزَّ في الأَرْضِ أَو الحائطِ من خَشَبٍ . وأِنشد المُصَنّف في البَصائرِ
ولا يُقِيمُ بِدَارِ الذُّلِّ يَعْرِفُها ... إِلاَّ الأَذَلاّنِ عَيْرُ الأَهْلِ والوَتِدُ
وفي المثل : أَذَلُّ مِن وَتِدٍ بِقَاعٍ لأَنّه يُدَقُّ أَبَداً . الوَتِدُ أَيضاً : ما كانَ في العَرُوضِ على ثَلاَثَةِ أَحْرُفٍ وهو على ضَرْبَيْنِ أَحدُهما حرفانِ مُتحرِّكَانِ والثالثُ ساكن كعَلُنْ وفَعُو وهذا هو الوَتِدُ المقرون لأَن الحركةَ قد قَرَنَت الحرفينِ والآخر ثلاثة أَحْرُف مُتَحَرِّك ثم ساكن ثم متحرّك وذلك لاَتُ من مَفْعُولاَتُ وهو الوتِدُ المَفْرُوقُ لأَن الحرف قد فَرق بين المُتَحَرِّكينِ ولا يَقَعُ في الأَوْتاد زِحَافٌ لأَن اعتمادَ الجُزْءِ إِنما هو عَلَيْهَا إِنما يَقَعُ في الأَسبابِ لأَنّ الجُزْءَ غيرُ مُعْتَمِدٍ عليها . الوَتِدُ والوَتِدَةُ : الهُنَيَّةُ الناشِزَةُ في مُقَدَّمِ الأُذُنِ مثل الثَّؤْلُولِ تَلِى أَعْلَى العارِض مِن اللِّحْيَةِ وقيل : هو المُنْتَبِرُ ممَّا يَلِي الصُّدْغَ وهو مَجازٌ وفي الصّحاح : والوَتِدَانِ في الأُذُنَيْنِ اللذانِ في باطِنهما كأَنَّهُمَا وَتِدٌ وهما العَيْرَانِ أَيضاً . الكُلّ أَوْتَادٌ . ووَتِدٌ واتِدٌ تأْكيدٌ أَي ثابتٌ رَأْس مُنْتَصِبٌ قال أَبو عُبَيْد : هو من بابِ شِعْرٌ شاَعِرٌ على النَّسَب . من المَجاز أَوتَادُ الأَرْضِ : جِبالُها لأَنها تُثَبِّتُها قال الله تعالى " وَالجِبَالَ أَوْتَاداً " وقد وَتَدَ اللهُ الأَرْضَ بالجِبَالِ وأَوْتَدَها وَوَتَّدَها الأَوْتَادُ من البِلاَدِ : رُؤَسَاؤُهَا الأَوْتَادُ من الفَمِ : أَسْنَانُه على التشبيه قال :
" والفَرّ حَتَّى نَقِدَتْ أَوْتَادُهَا استَعَارَ النَّقَدَ للمَوتِ وإِنما هو للأَسنانِ كما في اللسان . وَتَدَ الوَتِدَ يَتِدُهُ وَتَداً بفتح فسكون وتِدَةً كعِدَة : ثَبَّتَه كأَوْتَدَه وهذه عن الصاغانيّ ووَتَّدَه تَوْتِيداً قال ساعدةُ بن جُؤْيَّةَ يصف أَسداً :
يُقَضِّمُ أَعْنَاقَ المَخَاضِ كأَنَّمَا ... بِمَفْرَجِ لَحْيَيْهِ الرِّيَاجُ المُوَتَّدُ ووَتَدَ هو ووَتَّدَ كلاهما : ثَبَتَ والأَمْرُ منه : تِدْ كعِدْ ويقال : تِدِ الوَتِدَ ياوَاتِدُ وأَوْتِدْهُ والوَتِدُ مَوْتُودٌ . والمِيتَدَةُ : المِرْزَبَّةُ التي يُضْرَب بها الوَتِدُ وبِلا هاءٍ مُسْتَدْرَك على الجوهَريِّ من المجاز : تَوْتِيدُ الذَّكَرِ : إِنْعَاظُه على التشبيهِ بالوَتِد حالَة تَصَلُّبِه . عن الأَصمعيّ : وبأَعْلَى مُبْهِلِ المُجَيمِرِ الوَتِدَاتُ وهي جِبالٌ لبني عبدِ الله بنِ غَطَفَانَ وبأَعالِيه أَسْفَلَ من الوَتِدَاتِ أَبَارِقُ إِلى سَنَدِهَا تُسَمَّى الأَثْوَارَ ويَوْمُهَا أَي معروفٌ بين نَهْشَلٍ وهلال بن عامر . وواتِدَةُ ماءة . والوَتِدَةُ واحدةُ الوَتِدَات : بنَجْدٍ أَو بالدَّهْنَاءِ منها ولَيْلَتُهَا مَعروفَةٌ وهي لبني تَمِيمٍ على بني عامرِ بن صَعْصَعَةَ قَتَلُوا ثمانينَ رجُلاً من بني هِلاَلٍ قال ياقوت : وما أَظنّها إِلاّ التي قبْلَها وإِنما تلك جُمِعَتْ . ومما يستدرك عليه : ذُو الأَوْتَادِ لَقَبُ فِرْعَوْنَ وقد جاءَ في التفسير أَنه كانت له جِبَالٌ وأَوْتَادٌ يُلْعَبُ له بها ونقلَ شيخُنَا عن الثعالِبِيّ في المُضَاف والمنسوبِ أَنه كانَ لِظُلْمِه وبَغْيِه يأْمُر بمن يَغْضَب عليه فيُوتَدُ في الأَرضِ بأَرْبَعَةِ أَوْتَادٍ . والواتِدُ : الثابِتُ قال أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ :
لاَقَتْ عَلَى المَاءِ جُذَيْلاً وَاتِدَا ... وَلَمْ يَكُنْ يُخْلِفُهَا المَوَاعِدَا ويقال : وَتَّدَ فُلانٌ رِجْلَه في الأَرْضِ إِذا ثَبَّتَهَا قال بَشَّارٌ :
ولَقَدْ قُلْتُ حِينَ وَتَّدَ فِي الأَرْ ... ضِ ثَبِيرٌ أَرْبَى عَلَى ثَهْلاَنِ وَوَتَّدَ الرجُلُ في بَيْتِه : أَقَامَ وثَبَتَ . ووَتَّدَ الزَّرْعُ : طَلَعَ نَبَاتُه فثَبَتَ وقَوِيَ . ووَتَدُ النَّعْلِ : النَّاتِيءُ مِنْ أُذُنِها . وانْتَصَبَ كأَنَّه وَتِدٌ . وهو أَذَلُّ مِن الوَتَدِ . ومِنَ المَجاز : قَرْنٌ وَاتِدٌ : مُنْتَصِبٌ وقيل لأَعْرَابيٍّ : ما النَّطْشَانُ ؟ قال : يُوَتّدُ العَطْشَان ورُوِيَ : شَيْءٌ نَتِدُ به كَلاَمَنَا كما في الأَساس