الجَبَلُ مُحرَّكةً : كلُّ وَتِدٍ للأرضِ عَظُم وطالَ فإن انْفَرد فأَكَمَةٌ أو قُنَّةٌ ج : أَجْبُلٌ كأَفْلُسٍ وجِبالٌ بالكسر وأَجْبالٌ والثّاني في القُرآن كثيرٌ كقوله تعالى : " أَلَم نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً . وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً " " وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً " " وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا " . وشاهِد الأخير قولُ الشاعِر :
" يا رُبًّ ماءٍ لك بالأَجْبالِ
" أَجْبَالِ سَلْمَى الشُّمَّخ الطِّوالِ اعتُبِرَ مَعانِيه فاستُعِير واشتُقَّ منه بحَسَبِه فقِيل : الجَبَلُ : سَيدُ القَومِ وعالِمُهُم عن الفَراء . والجَبَلانِ لطَيِّئٍ : هما سَلْمَى وأَجَأٌ قال البُرجُ بنُ مُسهِرٍ الطّائيُّ :
فإنْ نَرجِعْ إلىَ الجَبَلَيْنِ يَوْماً ... نُصالِحْ قَوْمَنا حتَّى المَماتِ وجَبَلُ بنُ جَوَّالٍ : صَحابِيٌّ رضي اللّه تعالى عنه . وبلادُ الجَبَلِ : مُدُنٌ بينَ أَذْرَبِيجانَ وعِراقِ العَرَبِ وخُوزِسْتانَ وفارِسَ وبلادِ الدَّيْلَمِ نُسِب إليها الحَسَنُ بنُ علي الجَبَلِيُّ عن أبي خَلِيفَةَ الجُمَحِي . وأَجْبَلُوا : صارُوا إلى الجَبَلِ عن ابنِ السِّكِّيت . وتَجَبَّلُوا : دَخَلُوا فِيه وفي العُباب : تَجَبَّل القَومُ الجِبالَ : أي دَخَلُوها . مِن المَجاز : أَجْبَلهَ : وجَدَهُ جَبَلاً : أي بَخِيلاً رُوعِيَ فيه مَعْنَى الثَّباتِ والجُمُود . كذا : أَجْبَلَ الشاعِرُ : إذا أُفْحِمَ صَعُبَ عليه القَولُ فصار لا يُبدِي ولا يُعِيد . أجْبَلَ الحافِرُ : بَلَغ المَكانَ الصُّلْبَ في حَفْرِه وهو مَجازٌ . وابْنَةُ الجَبَلِ : الحَيَّةُ لِمُلازَمَتِها له يُعَبَّر بها عنِ الدَّاهِيَة أيضاً . والقَوْسُ المُتَّخَذَةُ مِن النَّبع لكَونِه مِن أشجار الجَبَلِ . والمَجْبُولُ : الرجُلُ العَظِيمُ الخِلْقَةِ كأنه جَبَلٌ . والجَبلُ بالفتح : السَّاحَةُ وبالكسر : الكَثِير يُقال : مالٌ جِبلٌ : أي كثيرٌ وأنشد أبو عمرو :
" وحاجبٍ كَردَسَهُ في الحَبلِ
" مِنّا غُلامٌ كان غَيرَ وَغْلِ
" حتَّى افْتَدَى مِنه بمالٍ جِبلِ ويقال أيضاً : حَيٌّ جِبلٌ : أي كثيرٌ ومنه قول أبي ذُؤَيْب :
مَنايا يقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها ... جِهاراً ويَستمتِعْنَ بالأَنَسِ الجِبلِ
يقول : النّاسُ كُلُّهم مُتْعَةٌ للمَوْت يَستَمْتِعُ بهم ويُضَمُّ . الجُبلُ بالضَّمّ : الشَّجَرُ اليابِسُ . أيضاً الجَماعَة العَظيمةُ مِنَّا تُصُوِّرَ فيه مَعْنى العِظَم قال الله تعالى : " وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُم جُبْلاً كَثِيراً " أي جماعةً تشبيهاً بالجَبَل في العِظَم وبه قرأ ابنُ عامرٍ وأبو عمرو كما في العُباب وقال ابنُ جِنِّي : هي قِراءة الأَشْهَب العقيلي . كالجُبُلِ كعُنُقٍ مِثالُ يُسْرٍ ويُسُرٍ وبه قرأ يعقوبُ غير رَوْحٍ وزَيْدٍ وابنُ كَثِير وحَمزةُ والكِسائي وخَلَفٌ . الجِبلُ مِثْلُ عِدْلٍ وبه قرأ اليَمانيُّ . الجُبُل مِثالُ عُتُل وبه قرأ رَوْحٌ وزَيدٌ كما في العُباب وقال ابنُ جِنِّي في الشَّواذِّ : هي قِراءةُ الحَسن وعبدِ الله بن عُبَيد بن عُمَير وابن أبي إسحاق والزُّهْرِيّ والأَعْرَج وحَفْص بن حُمَيد . الجِبِلُّ مِثالُ طِمِرٍّ وبه قرأ أبو جَعْفَر ونافِعٌ وعاصِمٌ وسَهْلٌ . الجِبِلَّةُ مِثالُ طِمِرَّةٍ : الجَماعَةُ مِن الناس . كذا الجَبِيلُ مِثالُ أَمِيرٍ بمَعْنى الجَماعة . والجَبِلُ ككَتِفٍ : السَّهْمُ الجافِي البَريِ أو كُلُّ غَليظٍ جافٍ فهو جَبِلٌ كما في العُباب رُوعِيَ فيه معنَى الضَّخامَة والغِلَظ . قال ابنُ عَبّاد : الجَبِلُ : الأَنِيثُ مِن النِّصال وهو الذي ليس بحَدِيدٍ ولا يَنفُذُ في الشيء وفاسٌ جَبِلَةٌ كذلك . مِن المَجاز : أَجْبَلُوا : إذا جَبَلَ حَدِيدُهُم ولم يَنْفُذ . والجَبلَةُ بالفتح ويُكْسَر : الوَجْهُ أو بَشَرَتُه أو ما استَقْبَلَك منه ويَروُون قولَ الأعْشَى :
وطالَ السَّنامُ علَى جِبلَةٍ ... كخَلْقاءَ مِن هَضَباتِ الحَضَنْ هكذا بالكَسر قال الصاغاني : وفي شِعْرِه علَى جَبلَةٍ بالفتح : أي غَلِيظَةٍ . الجَبلَةُ بالفتح : المرأةُ الغَلِيظَةُ العَظِيمةُ الخَلْقِ وهو مَجازٌ قال قَيسُ بنُ الخَطِيم :
بَيْنَ شُكُولِ النِّساءِ خِلْقَتُها ... قَصْدٌ فَلا جَبلَةٌ ولا قَضَفُالجَبلَةُ : العَيبُ . أيضاً : القوَّةُ . أيضاً : صَلابَةُ الأَرضِ عن اللَّيث . الجِبلَةُ بالكسر وبالضّم وكطِمِرَّةٍ : الأُمَّةُ والجَماعةُ مِن الناس والأخيرةُ تقدَّم ذِكرُها فهو تَكرارٌ . الجُبُلَّةُ كحُزُقَّةٍ وطِمَرَّةٍ : الكَثْرةُ مِن كُلِّ شيء . والجِبلَةُ بالكسر وكحُزُقَّةٍ : الأَصْلُ مِن كُلِّ مَخلُوقٍ وتُوسُهُ الذي طُبع عليه . مِن المَجاز : ثَوبٌ جَيدُ الجِبلَةِ بالكسر : أي جَيِّدُ الغَزْلِ والنَّسج . والجُبلَةُ مُثَلَّثةً ومُحرَّكةً وكطِمِرَّةٍ : الخِلْقَةُ والطَّبيعةُ قال اللَّهُ تعالى : " وَاتَّقُوا الذي خَلَقَكُم وَالْجِبلّةَ الأَوَّلِينَ " أي المَجْبُولِين على أحوالهم التي بُنُوا عليها وسُبُلِهم التي قُيِّضُوا لِسُلُوكها المُشارِ إليها بقوله : " قُلْ كُل يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ " فالضَّمّ قرأ به الحسن وأبو حُصَين ويحيى عن أبي بكر عن عاصم وابنُ زاذان عن الكِسائي وابنُ أبي عَبلَةَ . والفَتحُ قرأ به السُّلَميُّ . قال شيخُنا : حاصِلُ ما ذكره المصنِّفُ خَمْسُ لُغات أربعةٌ منها مشهورة ذَكرها أئمَّةُ اللّغة في كُتبهم وأمّا التَّحريك فليس بمشهورٍ ولا معروف وزادوا عليه لغتين يأتي ذكرُهما في المُستدرَكات . الجُبلَةُ بالضّمِّ : السَّنامُ ويُفْتَح روعِيَ فيه مَعنى الضِّخَمِ . مِن المَجاز : الجِبالُ ككِتابٍ : الجَسَدُ والبَدَنُ تَشبيهاً له بالجَبَل في العِظَم وقال ابنُ عَبّاد : يُقال : أحْسنَ اللَّهُ جبالَه : يَعْني جَسدَه . وجَبَلَهُم اللَّهُ تعالَى يَجْبُلُ ويَجْبِلُ ن حَدَّى نَصَر وضَرَب : خَلَقهُم ومنه الحديث : " جُبِلَت القُلُوبُ علَى حُبِّ مَن أحْسنَ إليها وبُغْضِ مَن أساءَ إليها " . جَبَله اللَّهُ تعالى علَى الشيء : طَبَعَهُ إشارةً إلى ما رُكِّب فيه مِن الطَّبع الذي يَأْبَى على الناقِلِ نَقْلُه . جَبَلَهُ جَبلاً : جَبَرَهُ كأَجْبَلَه إجبالاً عن ابن عَبّادٍ . جُبَيلٌ كزُبَيرٍ : جَبَلٌ أحْمَرُ عظيمٌ قُربَ فَيدَ على سِتَّةَ عشرَ مِيلاً منها وهو مِن أخْيِلَةِ حِمَى فَيدَ ليس بينَ الكُوفَةِ وفَيدَ جَبَلٌ غيرُه قاله نَصْرٌ . جُبَيلُ بانٍ : جَبَلٌ آخَرُ بَيْنَ أفاعِيَةَ والمَسلَحِ يُنْبِتُ البانَ فأضِيفَ إليه وهو صَلْدٌ أَصَمُّ قاله نَصْرٌ . أيضاً : د مِن سَواحِل دِمَشْقَ بينَها وبينَ بَيرُوتَ مِن فُتُوحِ يَزِيدَ بن أبي سُفيان . منه عُبَيدُ بنُ خِيارٍ وفي التَّبصِير : حبان رَوَى عن مالِكٍ وعنه صَفْوانُ بن صالِح . وإسماعيلُ بنُ حُصَين بنِ حَسّانَ عن ابن شابُور وعنه ابنُ أبي حاتِمٍ وجماعةٌ وأبوه حَدَّث عن أبي مُطِيعٍ معاويةَ بنِ يحيى . ومُحمَّدُ بن الحارث شَيخٌ للطَّبَراني . وأبو سَعِيدٍ أَخْطَلُ بن مويل عن مُسلِم بن عُبَيد وعنه العَباس بن الوليد وعبدُ الله بن يوسف التنيسِي : المُحَدِّثُون الجُبَيلِيون . وفاتَهُ : حُمَيدانُ بن محمد الجُبَيلِي عن أبي الوليد أحمدَ بن أبي رجاء الهَرَوِيّ . وأحمدُ بنُ محمّد الأنصارِيّ الجُبَيلِيُّ عن الفَضل بن زِياد القطَّان . وتَمّامُ بنُ كَثِير الجُبَيلِيّ عن عُقْبَةَ بنِ عَلْقَمَة ويُكْنَى أبا قُدامةَ . ووَزِيرُ بن القاسم الجُبَيلِيُّ عن آدَم وعنه خَيثَمَة . وأبو الحَرَم مَكِّي بن الحسن بن المُعافَى الجُبَيلِيُ عن أبي القاسم بن أبي العَلاء وعنه السلَفِي وضَبَطَهُ كذا في التَّبصِير . عَبدُ رُضا بضَمّ الراء بن جُبَيلٍ مُصَغَّراً في نَسَبِ قُضاعَةَ وهو جُبَيلُ بنُ عَمّار بنِ عمرو بن عَوف بن كِنانة بن عَوف بن عُذْرَةَ بن . زَيد اللات بن رئدة مِن وَلَدِه محمّدُ بن عَزَّار بن أوس بن ثَعْلبةَ بن حارِثَةَ بن مُرَّةَ بن حارِثةَ بن عَبدِ رُضا المَذكُور قتَله مَنصورُ بن جُمْهُور بالسِّنْد . وجَبُّلُ بضم الباءِ المُشَدَّدة وفتحِ الجيم : ة بشاطيءِ دَجْلَةَ مِن الجانِب الشَّرقي منها موسى بن إسماعيل وليس بالتَّبُوذَكِي عن إبراهيمَ بنِ سعد . والحَكَمُ بن سُلَيمان شيخٌ لابن أبي غَرَزَةَ . وأحمدُ بنُ حَمْدانَ عن سَعدانَ بنِ نَصر . وإسحاقُ بنُ إبراهيم حافِظٌ أخذ عنه أبو سَهْل بن زِياد القَطّان : المُحَدِّثُون الجَبلِيون . وفاتَهُ أبو الخطَّاب الجَبُّلِيُّ شاعِرٌ مُجِيدٌ سَمِع عبدَ الوَهَّاب . وذُو جِبلَةَ بالكسر : ع باليَمَنِوهي قويةٌ كبيرةٌ تحتَ جَبَل صَبِرٍ نُسِب إليها جُملةٌ من المُحَدِّثين منهم علي بن منصور الجِبلِيّ كان مُعاصِراً للذَّهَبِي ومنهم جماعةٌ أدركهم الحافِظُ ابن حَجَر . وجُبلَةُ بالضم : د بَيْنَ عَدَنَ وصَنْعاءَ . الجَبِيلَةُ كسَفِينةٍ : القَبِيلَةُ . قال ابنُ عَبّاد : الجُبُلَّةُ كالأُبُلَّةِ : السَّنَةُ المُجْدِبَةُ يُقال : أصابَتْ بني فُلانٍ جُبُلَّةٌ : أي سَنَةٌ صَعْبةٌ . قال : والتَّجْبِيلُ : التَّقْطِيعُ يُقال : جَبَّلْتُ الشَّجرةَ : أي قطَّعْتُها . قال : وتَجَبَّلَ ما عِنْدَه : أي اسْتَنْظَفَهُ . مِن المَجازِ : امرأةٌ جَبلَةٌ بالفَتح ومِجْبالٌ كمِحْرابٍ : أي غَلِيظَةٌ عَظِيمةُ الخَلْق . وجَبَلَةُ مُحرَّكةً : ع بنَجْدٍ وهي هَضْبةٌ حَمراءُ بينَ الشُّرَيْفِ والشَّرَف وقال نَصْرٌ : قِبلَي أُضاخ به كانت الوَقْعةُ المشهورةُ بينَ بني عامِرِ بن صَعْصَعَةَ وبينَ تَمِيمٍ وعَبسٍ وذُبْيانَ وبني فَزارَةَ . ويومُ جَبَلَةَ مِن أعظَمِ أيّامِ العَرب كما أوضحَه المَيداني في مَجْمع الأمثال . قالوا : وفي أيّام جَبَلَةَ وُلِدَ النَّبِي صلّى اللّه عليه وسلّم قال : ي قويةٌ كبيرةٌ تحتَ جَبَل صَبِرٍ نُسِب إليها جُملةٌ من المُحَدِّثين منهم علي بن منصور الجِبلِيّ كان مُعاصِراً للذَّهَبِي ومنهم جماعةٌ أدركهم الحافِظُ ابن حَجَر . وجُبلَةُ بالضم : د بَيْنَ عَدَنَ وصَنْعاءَ . الجَبِيلَةُ كسَفِينةٍ : القَبِيلَةُ . قال ابنُ عَبّاد : الجُبُلَّةُ كالأُبُلَّةِ : السَّنَةُ المُجْدِبَةُ يُقال : أصابَتْ بني فُلانٍ جُبُلَّةٌ : أي سَنَةٌ صَعْبةٌ . قال : والتَّجْبِيلُ : التَّقْطِيعُ يُقال : جَبَّلْتُ الشَّجرةَ : أي قطَّعْتُها . قال : وتَجَبَّلَ ما عِنْدَه : أي اسْتَنْظَفَهُ . مِن المَجازِ : امرأةٌ جَبلَةٌ بالفَتح ومِجْبالٌ كمِحْرابٍ : أي غَلِيظَةٌ عَظِيمةُ الخَلْق . وجَبَلَةُ مُحرَّكةً : ع بنَجْدٍ وهي هَضْبةٌ حَمراءُ بينَ الشُّرَيْفِ والشَّرَف وقال نَصْرٌ : قِبلَي أُضاخ به كانت الوَقْعةُ المشهورةُ بينَ بني عامِرِ بن صَعْصَعَةَ وبينَ تَمِيمٍ وعَبسٍ وذُبْيانَ وبني فَزارَةَ . ويومُ جَبَلَةَ مِن أعظَمِ أيّامِ العَرب كما أوضحَه المَيداني في مَجْمع الأمثال . قالوا : وفي أيّام جَبَلَةَ وُلِدَ النَّبِي صلّى اللّه عليه وسلّم قال :
" لَم أَرَ يوماً مِثْلَ يَوْمِ جَبَلَهْ
" لَمَّا أَتَتْنَا أَسَدٌ وَحَنْظَلَهْ
" وغَطَفانُ والمُلُوكُ أَزْفَلَهْقال السهَيلِي : وحَربُ داحِسٍ كانت بعدَ يومِ جَبَلَةَ بأربعين سنةً . أيضاً : ة بتِهامَةَ زَعموا أنها أوَّلُ قَريةٍ بُنِيَتْ بتِهامَةَ . أيضاً : د بساحِلِ بَحرِ الشأم منه سُليمانُ بنُ علي الفقيه عن أحمدَ بنِ عبد المؤمن وعُثمانُ بنُ أيوبَ وعبدُ الواحدِ بنُ شُعَيب الجَبَلِيونَ المُحدِّثون . جَبَلَةُ : ة بالبَحْرَيْن . أيضاً : ع بالحِجاز وقِيل : سُلَيمانُ بن علي المذكورُ قريباً مِنه . جَبَلَةُ بنُ حارِثَةَ بنِ شَراحِيلَ القُضاعِيُّ أخو زَيدٍ رَوى عنه فَروَةُ بنُ نَوْفَل وأبو عمرو الشَّيبانيُّ . جَبَلَةُ بنُ عَمرو بن الأَزْرَقِ كذا في النُّسَخ والصّواب : جَبَلَةُ بن عمرو وابنُ الأَزْرَق بإثبات واو العَطْف بينَهما وهما رجُلان فالأوّلُ أنصارِيٌّ شَهِد أحُداً ومِصْرَ وصِفِّينَ والثاني حِمصِيٌّ كِنْدِيٌّ روى عنه راشِدُ بنُ سَعد . جَبَلَة بنُ مالكِ بنِ جَبَلَة مِن رَهْطِ تَمِيمٍ الدارِيّ له وِفادَةٌ وضبَطه الأَمِيرُ في ذَيْله على الاستِيعاب بالحاء المُهملة . جَبَلَةُ بنُ الأَشْعَرِ الخُزاعِي الكَعْبِيُّ قِيل : قُتِل عامَ الفَتْح وهو مَجهولٌ . جَبَلَةُ بن أبي كَرِبِ بن قَيس الكِنْدِيّ له وِفادَةٌ قاله أبو موسى . جَبَلَةُ بنُ ثَعْلَبَةَ الخَزْرَجِي البَياضِيُّ شَهِد صِفِّينَ مع علي . جَبَلَةُ بن سَعِيد بنِ الأسْوَد له وِفادَةٌ قاله ابنُ سَعد . وآخَرانِ غَيرُ مَنْسُوبَينِ أحدُهما : قال شَرِيكٌ : عن أبي إسحاق عن رَجُلٍ عن عَمِّه جَبَلَةَ في قراءة : " قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ " عِنْدَ النَّوْمِ . والثاني : قال ابنُ سِيرِينَ : كان بمِصْرَ رجلٌ من الأنصار يقال له : جَبَلَةُ صحابِي جَمَع بينَ امرأةِ رجلٍ وابنتِه مِن غيرها صَحابيون رضي الله تعالى عنهم . جَبَلَةُ بنُ سُحَيْمٍ أبو سُوَيْرَةَ التَّيمِي ويُقال : الشَّيباني الكُوفِيُّ عن مُعاويةَ وابنِ عُمَر وعنه شُعْبَةُ وسُفيانُ ثِقةٌ تُوفي سنة 125 ، وقد ذكره المصنِّفُ أيضاً في س - و - ر . جَبَلَةُ بنُ عَطِيَّةَ عن ابنِ مُحَيرِيزٍ وغيرِه وعنه هِشامُ بن حَسّانَ وحَمّادُ بن سَلَمَة ثِقةٌ كذا في الكاشِف للذَّهبي مُحَدِّثان وابنُ سُحَيمٍ تابِعِي فكان ينبغي أن يُنبههَ عليه . وجَبَلَة بنُ أَيْهَمَ بنِ عمرو بنِ جَبَلَةَ بن الحارث الأعْرَج بنِ جَبَلَة بن الحارث الأوسط بن ثَعْلَبَةَ بن الحارث الأكبر بن عمرو بن حُجْر بن هِنْد بن إمام بن كَعْب بن جَفْنَةَ آخِرُ مُلُوكِ غَسّانَ وهو الذي تَنصَّر ولَحِقَ بالروم وأخبارُه مشهورةٌ . مِن وَلَدِه عَمرو بنُ النُّعمان الجَبَلِي نقله الحافِظُ والذَّهبِي . وأمّا مُحمَّدُ بنُ علي الجَبَلِي هكذا في النُّسَخ والصَّواب : محمّد بن أحمد الجَبَلِيُ فمِن جَبَلِ الأَندَلُس سَمِع بَقِيَّ بنَ مَخْلَد مات سنةَ 313 . ومحمّدُ بنُ عبدِ الواحد الجَبَلِي الحافِظُ ضِياءُ الدِّين المَقْدِسِي صاحب المُختارة مِن جَبَلِ قاسِيُونَ بالشام لأنه كان يسكُنه . أبو جَعْفر محمّدُ بنُ أحمدَ بنِ علي هكذا في النُّسَخ والصَّواب : محمّد بنُ محمّد بنِ علي الطُّوسِيُّ عن أبي بكر بن خَلَف وعنه السَّمعانيُّ . وأحمدُ بنُ عبدِ الرحمن الجَبَليَّان مُحدِّثان . وفاتَهُ إبراهيمُ بنُ محمد الجَبَلِي المِصِّيصِي شيخٌ للعُشارِيّ سَمِع البَغَوِيَّ . ورَجُلٌ جَبِيلُ الوَجْهِ كأَمِيرٍ : أي قَبِيحُه وهو مَجازٌ . جُبَيلَةُ كجُهَينَةَ : قصَبَةٌ بالبَحْرَيْن . مِن المَجاز : رَجُلٌ جَبلُ الرَّأْسِ وكذا الوَجْه : إذا كان غَلِيظَهما قَلِيلَ الحَلاوَةِ . رجُلٌ ذو جِبلَةٍ بالكسر : أي غَلِيظٌ . والجِبلَةُ : الخِلْقَةُ قاله أبو عمرو . جَبُّولُ كَتنُّورٍ : ة قُربَ حَلَبَ . جُنْبُلٌ كقُنْفذٍ : قَدَحٌ غَلِيظٌ مِن خَشَبٍ والنُّون زائدةٌ هنا ذَكره الجوهري وسيأتي للمصنِّف ثانياً ويأتي الكلامُ عليه
ومما يستدرك عليه :جَبَلٌ مُحرَّكةً : والِدُ مُعاذٍ الصَّحابِي رضي اللّه تعالى عنه مشهورٌ . وقال أبو عمرو : رَكِب أجْبَلَه : أي رأْسَه وقِيل : أَغْلَظَ ما يَجِدُ . وقال اللَّيث : جِبلَةُ الجَبَلِ بالكسر : تَأْسِيسُ خِلْقَتِه التي جُبِل عليها . والجِبَلَةُ كقِرَدَةٍ : جَمْعُ جِبلٍ بالكسر بمَعنى الجَماعة يُقال : قَبح اللَّهُ جِبَلَتَكُم عن الفَرّاء . والجُبُلَّةُ بضمّتين مُشدَّدة اللام والجَبِيلَةُ على فَعِيلَة : بمعنى الخِلْقَة نقلَهما شيخُنا عن الصاغاني في كتابِه المَوْسُوم بأسماء العادة وسبَق للمصنِّف خَمسُ لُغات وهذه اثنتان فصارت سبعةً . وقال ابنُ عَبّادٍ : يُقال : أَحْسَنَ اللَّهُ جِبالَهُ ككِتابٍ : أي خَلْقَه المَجْبُولَ عليه . والجَبُلُ كعَضُدٍ : الجَماعَة وبه قرأ الخَلِيلُ : " جَبُلاً كَثِيراً " نقله الصاغانيُّ . ومِن المَجاز : الإِجْبالُ : المَنْعُ يُقال : سأَلْناهُم فأَجْبَلُوا : أي مَنَعُوا ولم يُنَوِّلُوا نقلَه ابنُ عَبّاد والزَّمَخشرِيُّ . وطَلَب حاجَةً فأَجْبَلَ : أي أخْفَقَ . وجابَلَ الرجُلُ : إذا نَزَل الجَبَلَ عن أبي عَمْرٍو . وناقَةٌ جَبِلَةُ السَّنامِ : نامِيَتُه وهو مَجازٌ . ورجُلٌ جَبْل الرَّأْسِ بالفتح : غَلِيظُه . وسَيفٌ جَبِلٌ ومِجْبالٌ : لم يُرَقَّقْ . وهو جَبَلٌ : إذا لم يَتَزَحْزَح تُصُوِّر فيه مَعْنى الثَّبات . ويُقال : الجِبِل كطِمِرٍّ : جَمْعُ جِبِلَّةٍ كطِمِرَّةٍ بمعنى الجَماعة الكثيرة . وجَبُلَ الرجُلُ : صار كالجَبَلِ في الغِلَظِ . والجِبِلِّيُّ : منسوبٌ إلى الجِبِلَّةِ كما يُقال : طَبِيعِيُّ : أي ذاتِيُّ مُتَنَصِّلٌ عن تَدبيرِ الجِبِلَّةِ في البَدَنِ بصُنْعِ بارِئِه . ويُونُسُ بنُ مَيسَرَةَ الجبلَانيُّ بالضم شامِيٌّ وذَكره ابنُ السَّمعاني في الأنساب بالحاء المهملة ووَهَمَ وتَعقَّبه ابنُ الأثير . وخالِدُ بنُ صبَيح الجُبلانِي محَدِّثٌ . وجُبلانُ بنُ سَهْلِ بنِ عمرٍو : إليه يُنْسَب الجُبلانِيون . وجَبَلَةُ محرَّكةً : جَبَلٌ بضَرِيَّةَ ذو شِعابٍ قاله نَصْرٌ . وجُبَيل كزُبَيرٍ : مَوضِعٌ بَيْنَ المُشَلَّلِ والبَحْر قاله نَصْرٌ أيضاً . وأَجْبالُ صُبحٍ بأرض الجِناب : مَنْزِلةُ بني حِصْنِ بن حُذَيْفَةَ وهَرِم بنِ قُطْبةَ وصُبحٌ : رَجلٌ مِن عادٍ كان يَنْزِلُه علَى وَجْهِ الدَّهْر
الفَأْرُ م معروفٌ وهو مهموزٌ ج فِئْرانٌ بالكَسْر وفِئَرَةٌ كعِنَبَةٍ . والفُؤَرُ كصُرَدٍ للذَّكَر عن ابن الأَعرابيّ قال عُكَاشَةُ بن أَبي مَسْعَدةَ السَّعْديّ :
كَأَنّ حَجْمَ حَجَرٍ إِلى حَجَرْ ... نِيطَ بَمْتَنْيِه من الفَأْرِ الفُؤَرْ
وقيل : هو كقَوْلِهم : لَيْلٌ لائِلٌ ويَوْمٌ أَيْوَمُ والفَأْرَةُ لَهُ وللأُنْثَى كما قالُوا للذَّكَرِ والأُنْثَى من الحَمامِ : حَمَامَةٌ . والفَأْرَةُ مَهْمُوزَةٌ وقد يُتْرَك هَمْزُهَا تَخْفِيفاً . وعَقِيلٌ تَهْمِزُ الفَأْرَةَ والجُؤْنَةَ والمُؤْسَى والحُؤْت . والفَأْرَةُ بهَمْزٍ وبغَيْرِ هَمْزِ : ريحٌ يكونُ في رُسْغ البَعِير وفي المحكم : في رُسْغ الدَّابَّة تَنْفَشُّ بتشديد الشّين إِذا مُسِحَتْ وتَجْتَمع إِذا تُرِكَت كالفُؤْرَة بالضَّمّ يُهْمَزُ ولا يُهْمَز . والفَأْرَةُ : شَجَرَةٌ يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ . والفَأْرة : نافِجَةُ المِسْكِ وبِلا هاءٍ : المِسْكُ رُبَّمَا سُمِّيَ به لأَنّه من الفَأْرِ يَكُونُ في قولِ بَعْضِهم . أَو الصَّوابُ إِيرادُ فأَرْةِ المِسْكِ في ف و ر لفَوَرانِ رائِحَتِهَا وانْتِشَارِهَا أَوْ يَجُوز هَمْزُهَا لأَنَّهَا على هَيْئَة الفَأْرَة قال الجاحظ : سأَلْتُ رَجُلاً عَطّاراً من المُعْتَزلَة عن فَأْرَةِ المِسْك فقال : ليْسَ بالفَأْرَة وهو بالخِشْفِ أَشْبَهُ . ثم قال : فأَرْةُ المِسْكِ تكونُ بناحيَةِ تُبَّتَ يَصِيدُهَا الصَّيّاد فيَعْصِبُ سُرَّتَها بعِصَابٍ شديدٍ وسُرَّتُهَا مُدَلاّة فيَجْتَمِع فيها دَمُها ثم تُذْبَح . فإِذا سَكَنَتْ قَوَّرَ السُّرَّةَ المُعْصَّبة ثم دَفَنَها في الشَّعِير حتّى يَسْتَحِيلَ الدَّمُ الجامِدُ مِسْكاً ذَكِيّاً بعدَ ما كان دَماً لا يُرَامُ نَتْناً . قال : ولَوْلاَ أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله تعالَى عليه وسلَّم قد تَطَيَّبَ بالمِسْك ما تَطَيَّبْتُ به . ومن اللَّطَائف : قِيل لأَعْرَابيّ : أَتَهْمِزُ الفَأْرَةَ ؟ فقال : الهِرَّةُ تَهْمِزُها . وإِنَّمَا عَنَى بالهَمْزِ العَضَّ . ولَبَنٌ فَئِرٌ ككَتِفٍ : وَقَعَتْ فيه الفَأْرَةُ وقد فَئِر كفَرِحَ وكذا طَعَامٌ فَئِرٌ وأَرْض فَئِرَةٌ ومَفْأَرَة : كَثِيرَتُها كما يُقَال : أَرْضٌ جَرِدَةٌ إِذا كَثُر جَرادُهَا . وفَأَرَ الرَّجُلُ كمَنَع : حَفَرَ حَفْرَ الفَأْرِ وقيلَ : فَأَرَ : دفَنَ وخَبَأَ أَنشد ثعلب :
إِنّ صُبَيْحَ ابنَ الزِّنَا قد فَأَرَا ... في الرُّضْمِ لا يَتْرُكُ مِنْهُ حَجَرَا قال الصَّاغَاني البَيْتُ لخَنْدَقٍ الدُّبَيْرِيّ في عَبْدٍ لهم يقال له صُبَيْح سَرَقَ حِنْطَةً له فَدَفَنها في هِضَابٍ ورَضْمٍ عندهم . والفِئْرَة بالكَسْر عن الأَزهريّ والفُؤَارَةَ كثُمَامَةَ والفَئِيرَةُ ككَرِيمَة عن ابن دريد والفِئْرَةُ كعِنْبَة وتُتْرَك هَمْزَتُهَا تَخْقيفاً : حُلْبَةٌ وتَمْرٌ يُطْبَخ شَبيهٌ بالدَّواءِ يُعْطَي للنُّفَساءِ وفي التَّهذيب : هي حُلْبَة تُطْبَخ حتّى إِذا قارَب فَوَرَانُهَا أُلْقِيَتْ في مِعْصَرٍ فصُفِّيَتْ ثم يُلْقَى عليها تَمْرٌ ثم تَتَحَسّاهَا المَرْأَةُ النُّفْسَاءُ . وسَعِيدُ بن فَأْرٍ : شَيْخٌ لِيَزِيدَ بنِ هارُونَ . وفَأْرٌ : د بأَرْمينِيَة نقله الصاغانيّ وهو في معجم ياقوت قال ونُسِبَ إِليه بعضُ المُتَأَخِّرين . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : الفَأْرُ : العَضَلُ من اللَّحْمِ . والفَأْرُ : مِقْدَارٌ معلومٌ من الطَّعَامِ وهو دَخِيلٌ . وقال يَعْقُوبُ : فَأْرَةُ الإِبِلِ : أَنْ تَفُوحَ منها رائحَةٌ طَيِّبَةٌ وذلِكَ إِذَا رَعَت العُشْبَ وزَهْرَه ثمّ شَرِبَت وصَدَرَتْ عن الماءِ نَدِيَتْ جُلُودُهَا ففاحَتْ منها رائحةٌ طَيِّبَةٌ . قال الرَّاعِي يَصفُ إِبلاً :
لَهَا فَأْرَةٌ ذَفْرَاءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... كَمَا فَتَقَ الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ وفَأْرَةُ الجَبَلِ الغَسّانِيّة : أُمُّ عِتْوَارَةَ ابن عامرِ بن لَيْثِ بن بَكْرِ بن عَبْدِ مَنَاةَ بنِ كِنَانَةَ . وأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيم بن عُلَيَّةَ المِصْرِيُّ عُرفَ بابْن فَأْرَةَ دَخَل الأَنْدَلُسَ وحَدَّثَ ؛ ذَكَرَه ابنُ بَشْكُوَال
مَخَضَ اللَّبَنَ يَمْخُضه مِثْلَُّثَةَ الآتي كما قالَهُ الجَوْهَرِيّ أَي من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ ومَنَعَ فالماضي مفتوحٌ عَلَى كلِّ حالٍ : أَخَذَ زُبْدَهُ فهو مَخيضٌ ومَمْخوضٌ وَقَدْ تَمَخَّضَ . وقال اللَّيْثُ : المَخْضُ : تحريكُكَ المِمْخَضَ الَّذي فيه اللَّبَنُ المَخيضُ الَّذي قَدْ أُخِذتْ زُبْدَتُه . وتَمَخَّضَ اللَّبَنُ . وامْتَخَضَ أَي نحرَّكَ في المِمْخَضَةِ . وَقَدْ يكون المَخْضُ في أَشياءَ كثيرةٍ . يُقَالُ : مَخَضَ الشَّيْءَ مَخْضاً إذْ حرَّكه شديداً . وفي الحَدِيث " مُرَّ عَلَيْهِ بجَنازَةٍ تُمْخَضُ مَخْضاً " أَي تُحرَّكُ تحريكاً سريعاً كما في اللّسَان . وفي العُبَاب : تُمْخَضُ مَخْضَ الزِّقِّ فقالَ : عليكُمْ بالقَصْدِ أَي تُحَرَّكُ تَحْريكاً شديداً . ومن المَجَازِ : مَخَضَ البَعيرُ إِذا هَدَرَ بشَقْشَقَتِهِ . قالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ القُرُومَ :
" يَتْبَعْنَ زَأْراً وهدِيراً مَخْضَا
" في عَلِكاتٍ يَعْتَلِينَ النَّهْضَا ومن المَجَازِ : مَخَضَ الدَّلوَ هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخِ والصَّوَابُ كما في الصّحاح والعُبَاب واللِّسَان : قالَ الفَرَّاءُ : مَخَضَ بالدَّلْوِ إِذا نَهَزَ بها في البئْر وأَنْشَدَ :
" إِنَّ لنَا قَلَيْذَماً هَمُومَا
" يَزِيدُها مَخْضُ الدِّلاَ جُمُومَا ويُروى مَخْجُ الدِّلاَ . ويُقَالُ : مخَضْتُ البئرَ بالدَّلْوِ إِذا أَكثرْتَ النَّزْعَ منها بدِلائكَ وحرَّكْتَها وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" لَنَمْخَضَنْ جَوْفَكِ بالدُّلِيِّ
والمِمْخَضُ كمِنْبَرٍ : السِّقاءُ الَّذي فيه المَخيضُ . ومن المَجَازِ : مَخِضَت المرأةُ وكَذلِكَ النَّاقَةُ وغيرُها من البهائمِ كسَمِعَ واقتَصَرَ عَلَيْهِ الجَوْهَرِيّ . ومَخَضَت مثال مَنَعَ لم يذكُرْهُ أَحدٌ من الجَماعَةِ . ولا يبعدَ أَن يمونَ من هذا البابِ مع وجودِ حرفِ الحَلْقِ وفيه نَظَرٌ . ويُقَالُ أَيْضاً : مُخِضَتْ مثال عُنِيَ وهذه قَدْ أَنْكَرَها ابنُ الأَعْرَابيّ فإِنَّهُ قالَ : يُقَالُ : مَخِضَت المرأَةُ ولا يُقَالُ مُخِضَتْ ويُقَالُ مَخَضْتُ لَبَنَها . وقال نُصَيْرٌ : وعامَّةُ قَيْسٍ وتميمٍ وأَسَدٍ يقولون : مِخِضَت بكَسْرِ الميم ويفعلون ذلك في كلِّ حرفٍ كانَ قبل أَحد حُروف الحَلْقِ فِعِلْتُ وفِعِيل . يقولون : بِعِيرٌ وزِئيرٌ ونِهِيقٌ وشِهيقٌ ونِهِلَت الإِبلُ وسِخِرْتُ مِنْهُ ولم يُشر إِلَيْه المُصَنِّفِ وهو كما تَرَى لغةٌ صَحيحَةٌ مَخَاضاً بالفَتْحِ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ ومِخاضاً بالكَسْرِ وبه قَرَأَ ابنُ كَثيرٍ في الشَّواذّ " فأَجاءهَا المِخاضُ " بكَسْرِ الميم . ومَخَّضَتْ تَمْخيضاً وفي بعض النُّسَخ : تَمَخَّضَتْ تَمَخُّضاً وكِلاهُمَا صَحيحان : أَخَذَها المَخاضُ أَي الطَّلْقُ وهو وَجَعُ الوِلادَةِ . وكلُّ حاملٍ ضَرَبَهَ الطَّلقُ فهي ماخِضٌ كما في الصّحاح . وقيل : الماخِضُ من النِّساءِ والإِبلِ والشَّاءِ : المُقْرِبُ وهي الَّتِي دنا وِلادُها وَقَدْ أَخَذَها الطَّلْقُ قالَهُ ابنُ الأَعْرَابيّ ج مَوَاخِضٌ ومُخَّضٌ وأَنْشَدَ غيرُه في الدَّجاجِ :
" ومَسَدٍ فَوْقَ الدَّجاجِ مَحَالٍ نُغَّضِ
" تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِوأَمْخَضَ الرَّجُلُ : مَخَضَتْ إِبلُهُ . وقالت ابنَةُ الخُسِّ الإِياديِّ لأَبيها : مَخَضَتْ الفُلانيَّةُ لناقَةِ أَبيها قالَ : وما علمُكِ ؟ قَالَتْ : الصَّلاَ رَاجّ والطَّرْف لاَجّ وتَمْشي وتَفَاجّ . قالَ : أَمْخَضَتْ يا ابْنَتي فاعْقِلي . والمَخَاضُ : الحَوَاملُ من النُّوقِ كما في الصّحاح . وفي المُحكم : الَّتِي أَولادُها في بُطُونِها أَو هي العِشارُ وهي الَّتِي أَتى عَلَيْها مِنْ حملِها عشرَةَ أَشهُرٍ قالَهُ ثَعْلَبٌ . قالَ ابنُ سِيدَه : لم أَجِدْ ذلِكَ إلاَّ لهُ أَعني أَنْ يُعَبَّر عن المَخَاضِ بالعِشارِ . قالَ الجَوْهَرِيّ : الواحِدَةُ خَلِفَةٌ وهو نادرٌ عَلَى غير قِياسٍ ولا واحدَ لها مِنْ لفظِها . وقالَ أَبو زَيْدٍ : إِذا أَردْتَ الحَوَاملَ من الإِبِلِ قلتَ : نوقٌ مَخَاضٌ واحدتُها خَلِفَةٌ عَلَى غير قِياسٍ . كما قالوا لواحِدَةِ النِّساءِ : امرأةٌ . ولواحِدَةِ الإِبلِ : ناقةٌ أَو بعيرٌ . وقالَ ابن سِيدَه : وإِنَّما سمِّيَتْ الحَوَاملُ مَخَاضاً تفاؤُلاً بأنَّها تَصيرُ إِلَى ذلِكَ وتَسْتَمْخِضُ بولَدِها إِذا نُتِجَتْ . أَو المَخَاضُ : الإِبلُ حين يُرْسَلُ فيها الفَحْلُ . وفي أَوَّلِ الزَّمانِ حتَّى يَهْدِرْ قالَ ابن سِيدَه : هَكَذا وُجِدَ حتَّى يَهْدِرَ وفي بعض الرِّواياتِ : حتَّى يَفْدِرَ أَي تنقَطِع عن الضِّراب . كذا في النُّسَخ تنقَطِعُ بالمُثنَّاةِ الفوقيَّة والصَّوَابُ يَنْقَطعَ . جمعٌ بلا واحدٍ . وعِبَارَة المُحكم : لا واحِدَ لها . والفَصيلُ إِذا لَقِحَتْ أُمُّهُ : ابنُ مَخَاضٍ والأُنثى : بنتُ مَخَاضٍ . نَقَلَهُ صاحب اللّسَان والصَّاغَانِيُّ عن السُّكَّريّ كما سَيَأْتِي . أَو مَا دَخَلَ في السَّنَةِ الثَّانيَةِ . وعِبَارَةُ الصّحاح . والمَخَاضُ : الحَوَاملُ من النُّوق . ومِنْهُ قيلَ للفَصيلِ إِذا استكمَلَ الحَوْلَ ودَخَلَ في الثَّانِيَةِ : ابنُ مَخَاضٍ والأُنثى ابنَةُ مَخَاضٍ لأنَّه فُصِلَ عن أُمِّه وأُلحِقَتْ أُمُّه بالمَخَاضِ سَوَاءٌ لَقِحَتْ أَو لمْ تَلْقَح انْتَهَى . وقالَ الأَصْمَعِيّ : إِذا حَمَلْتَ الفَحْلَ عَلَى النَّاقةِ فلَقِحَتْ فهي خَلِفَةٌ وجمعُها مَخَاضٌ وولدُها إِذا استَكْمَلَ سَنَةً من يومِ وُلد ودُخول السَّنَةِ الأُخرى ابنُ مَخَاضٍ لأَنَّ أُمَّهُ لَحِقَتْ بالمَخَاضِ من الإِبلِ أَي الحَوَاملِ . وقالَ ابنُ الأثيرِ : المَخَاضُ : اسمٌ للنُّوقِ الحَوَاملِ . وبنتُ المَخَاضِ وابنُ المَخَاضِ : مَا دَخَلَ في السَّنَةِ الثَّانيَةِ لأنَّ أُمَّهُ لَحِقَتْ بالمَخَاضِ أَي الحَوَاملِ وإنْ لم تكُنْ حامِلاً أو مَا حَمَلَتْ أُمُّهُ أَو حَمَلَتْ الإِبِلُ الَّتِي فيها أُمُّهُ وإنْ لم تَحْمِلْ هي قالَ : وهذا هو معنى ابنِ مَخَاضٍ وبنتِ مَخَاضٍ لأَنَّ الواحدَ لا يكونُ ابنَ نُوقٍ وإِنَّما يكون ابنَ ناقَةٍ واحدَةٍ . والمُرادُ أَنْ تكونَ وَضَعَتْها أُمُّها في وقتٍ ما وَقَدْ حَمَلَتِ النُّوقُ الَّتِي وَضَعْنَ مع أُمِّها وإنْ لم تكنْ أُمُّها حامِلاً فنَسَبها إِلَى الجَماعَةِ بحُكْمِ مُجاوَرَتِها لأُمَّها . قالَ الجَوْهَرِيّ : ولا يُقَالُ في ج إلاَّ بناتُ مَخَاضٍ وبَنَاتُ لَبُونٍ وبناتُ آوَى . وقال غيرُه : لا يُثنَّى مَخَاضٌ ولا يُجمعُ لأنَّها إنَّما يُريدون أَنَّها مُضافَةً إِلَى هذه السِّنِّ الواحدَةِ . وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لأَبي ذؤيبٍ يَصِفُ خَمْراً :
فلا تُشتَرَى إلاَّ برِبْحٍ سِباؤُها ... بَنَاتُ المَخَاضِ شُومُهَا وحِضَارُهَاورواه أَبو عَمْرو : شيمُهَا والأُولى رِوايَةُ الأصمعي وقال ابن حَبيبٍ : رَوَى أَبو عَبْدِ الله : بُزْلُها وعِشارُها . وقيل : ابنُ مَخَاضٍ يُقَالُ له ذلك إِذا لَقِحَتْ . قالَ ذلك السُّكَّريّ في شرحِ بيتِ أَبي ذُؤَيْبٍ هذا . انْتَهَى مَا قالَهُ الصَّاغَانِيُّ في العُبَاب . قُلْتُ : والذي قي شرح السُّكَّريّ ورَواهُ الأخفشُ : بناتُ اللَّبُون : شِيمُها . يَقُولُ : هذه الخَمْرُ تُشْتَرَى ببَنَاتِ المَخَاضِ . شُومُها : سُودُها وحِضارُها : بِيضُها . ولم أَجدْ فيه مَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ وهو قَوْلُه : ابنُ مَخَاضٍ إِلَى آخرِهِ . فتأمَّلْ . وَقَدْ تدخُلُهُمَا الْ قالَ الجَوْهَرِيّ وابنُ مَخَاضٍ نَكِرَةٌ فإذا أَردْتَ تَعْريفَهُ أَدخلتَ عَلَيْهِ الأَلفَ والَّلامَ إلاَّ أَنَّهُ تعريفُ جِنْسٍ . قالَ الشَّاعرُ : قُلْتُ : هو جَريرٌ ونَسَبَه ابنُ بَرِّيّ في أَماليهِ للفَرَزْدَقِ وزادَ الصَّاغَانِيُّ : يَهْجو فُقَيْماً ونَهْشَلاً :
وَجَدْنا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَيْماً ... كفَضْلِ ابنِ المَخَاضِ عَلَى الفَصيلِ قالَ ابنُ الأَثيرِ : وإِنَّما سُمِّيتْ ابنَ مَخَاضٍ ونصُّ النِّهايَة : وإِنَّما سُمِّيَ ابنَ مَخَاضٍ في السَّنَةِ الثَّانيَةِ لأَنَّهمْ أَي العَرب إنَّما كانوا يَحْمِلونَ الفُحُولَ عَلَى الإِناثِ بعدَ وَضْعِها بسَنة ليَشْتَدَّ وَلَدُها فهي تَحْمِلُ في السَّنَةِ الثَّانيَةِ وتَمْخَضُ فيكونُ وَلَدُها ابنَ مَخَاضٍ . وقالَ الأَصْمَعِيّ : تَمَخَّضَتِ الشَّاةُ : لَقِحَتْ وهي ماخِضٌ ومَخُوضٌ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : ناقةٌ مَاخِضٌ ومخُوضٌ وهي الَّتِي ضربَها المَخَاضُ وَقَدْ مَخِضَتْ تَمْخَضُ مَخَاضاً وإِنَّها لَتَمَخَّضُ بوَلَدِها وهو أَنْ يُضْرِبَ الوَلَدُ في بَطْنِها حتَّى تُنْتَجَ فَتَمْتَخِضَ . ومن المَجَازِ : تَمَخَّضَ الدَّهْرُ بالفِتنَةِ أَي أَتى بها . قالَ الشَّاعر :
وما زالَتِ الدُّنْيَا يَخونُ نَعيمُهَا ... وتُصْبِحُ بالأَمْرِ العَظيمِ تَمَخَّضُ ويُقَالُ للدُّنيا إِنَّها تتمَخَّضُ بفِتنةٍ مُنْكَرَةٍ وكَذلِكَ تمَخَّضَت المَنونُ وغيرُها . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لعَمْرو بنِ حسَّانَ أَحَدِ بني الحارِثِ بنِ همَّامٍ يُخاطبُ امرأتَه . قُلْتُ : وهكذا قالَهُ أَبو محمَّدٍ السِّيرافِيّ ويُروى لسَهْمِ بنِ خالدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الشَّيْبانيّ ولخالِدِ بنِ حقٍّ الشَّيْبانيّ وهكذا أَنْشَدَ أَبو عُبَيْدِ الله محمَّدُ بن عِمْرانَ بنِ مُوسى المَرْزُبانيّ في تَرْجَمَتَيْهما :
تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لهُ بيَوْمٍ ... أَنَى ولكُلِّ حامِلَةٍ تِمَامُ وكأَنَّه من المَخَاضِ . قالَ الجَوْهَرِيّ : جعلَ قَوْلَه تَمَخَّضَتْ يَنوبُ مَنَابَ قوْله لَقِحَتْ بوَلَدٍ لأَنَّها مَا تَمَخَّضَتْ بالولَدِ إلاَّ وَقَدْ لَقِحَتْ . وقولُه : أَنَى أَي حانَ وِلادَتُهُ لتَمام أَيَّامِ الحَمْلِ . وأَوَّلُ هذه الأَبيات :
أَلا يا أُمَّ عَمْرٍو لا تَلُومي ... وأَبْقِي إنَّما ذا النَّاسُ هامُ وهكذا ساقَه الصَّاغَانِيُّ والجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ بَرِّيّ : المشْهُورُ في الرِّوايَةِ : أَلا يا أُمَّ قَيْسٍ وهي زوجَتُهُ وكانَ قَدْ نَزَلَ به ضيفٌ يُقَالُ له إِسافٌ فعَقَرَ له ناقةً فلامَتْهُ فقال هذا الشَّعرَ . قالَ صاحب اللّسَان : وَقَدْ رَأَيْتُ أَنا في حاشيةٍ من نُسَخِ أَمالي ابنِ بَرِّيّ أَنَّهُ عَقَرَ له ناقَتَيْنِ بدليلِ قوله في القصيدَة :
أَفي نابَيْنِ نالَهُما إِسافٌ ... تَأَوَّهُ طَلَّتي مَا إِنْ تَنَامُوَقَدْ ذَكَرَ بقيَّةَ الأَبياتِ الصَّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَة وفي العُبَاب فراجِعْها فإِنَّها حِكْمَةٌ ومَوْعِظَةٌ . وَقَدْ أَرَدْنا الاخْتِصارَ . ومَخِيضٌ كأَميرٍ : ع قربَ المَدينَةِ عَلَى ساكِنها أَفضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام مرَّ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم في غَزَاةِ بني لِحْيَانَ . والمُسْتَمْخِضُ : اللَّبَنُ البطيءُ الرَّوْبِ فإذا اسْتَمْخَضَ لم يَكَدْ يَروبُ وإذا رابَ ثن مَخَضْتَهُ فعاد مَخْضاً فهو المُسْتَمْخِضُ ولذلك أَطْيَبُ أَلبانِ الغَنَمِ لأَنَّ زُبْدَهُ استُهلِك فيه واسْتَمْخَضَ اللَّبَنُ أَيْضاً إِذا أَبطَأَ أَخْذُهُ الطَّعْمَ بعدَ حَقْنِهِ في السِّقاءِ . وأَمْخَضَ اللَّبَنُ وامْتَخَضَ : تحرَّكَ في المِمْخَضَةِ هَكَذا نصُّ العُبَاب . والَّذي في الصّحاح : وأَمْخَضَ اللَّبَنُ : حانَ لهُ أَنْ يُمْخَضَ وتَمَخَّضُ اللَّبَنُ وامْتَخَضَ أَي تحرَّكَ في المِمْخَضَةِ . والظَّاهرُ أَنَّهُ سَقَطَ ذلك في العُبَاب سهواً من الصَّاغَانِيُّ في نقلِهِ فقلَّدَهُ المُصَنِّفِ من غيرِ أَنْ يُراجِعَ الصّحاح وغيرَهُ من الأُصولِ . وقال الجَوْهَرِيّ : والمِمْخَضَةُ : الإِبْرِيجُ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ :
لَقَدْ تَمَخَّضَ في قَلْبي مَوَدَّتُها ... كما تَمَخَّضَ في إِبْرِيجِهِ اللَّبَنُ والإِمْخاضُ بالكَسْرِ : الحَليبُ ونصُّ اللَّيْثِ : مَا دامَ اللَّبَنُ المَخِيضُ في المِمْخَضَةِ فهو إِمْخاضٌ أَي مَخْضَةٌ واحِدَةٌ . قالَ : وقيلَ : هو مَا اجْتَمَعَ من اللَّبَنِ في المَرْعَى حتَّى صارَ وِقْرَ بَعيرٍ ويُجمعُ عَلَى الأَمَاخِيضِ . يُقَالُ : هذا إِحْلابٌ مِنْ لَبَنٍ وإِمْخاضٌ من لَبَنٍ وهي الأَحَاليبُ والأَمَاخيضُ . ومَخَاضٌ كسَحَابٍ : نهرٌ قُرْبَ المعرَّةِ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : امْتَخَضَتِ النَّاقَةُ مِثْلُ تمخَّضَت ومَخِضَتْ عن ابنِ شُمَيْلٍ . وتَمَخَّضَ الولَدُ وامْتَخَضَ : تحرَّكَ في بطنِ الحامِلِ . والماخِضُ : هي النَّاقَةُ الَّتِي أَخذَها المَخَاضُ لتَضعَ . ومِنْهُ الحَديثُ : " دَعِ الماخِضَ والرُّبَّى " . ومَخِضَت المرأَةُ : تحرَّكَ ولَدُها في بطنِها للوِلادَةِ عن إبراهيمَ الحَربيّ . والإِمْخاضُ : السِّقاءُ مثَّلَ به سِيبَوَيْه وفسَّرَهُ السِّيرافيّ . ومَخَضَ السَّحَابُ بمائِه وتَمَخَّضَ . وتَمَخَّضَتِ السَّماءُ : تهيَّأَتْ للمَطَرِ وهو مَجازٌ . وتَمَخَّضَتِ اللَّيْلَةُ عن يومِ سَوْءٍ إِذا كانَ صَبَاحُها صَبَاحُ سَوْءٍ وهو مَجازٌ . ومَخَضَ رَأْيَهُ حتَّى ظهَرَ لهُ الصَّوابُ وهو مَجازٌ . وكذا قولُهُم : مَخَضَ اللهُ السِّنينَ حتَّى كانَ ذلك زُبْدَتَها . وقال ابنُ بُزُرجَ : تقولُ العربُ في أُدْعِيَّةٍ يَتَدَاعَوْن بها : صَبَّ اللهُ عليْكَ أُمُّ حُبَيْنٍ ماخِضاً : يعني اللَّيْلَ
الوَلَدُ محركةً والوُلْد بالضمّ واحِدٌ مِثْل العَرَبِ والعَجَمِ والعُجْم ونحو ذلك قاله الزَّجَّاج وأَنشَدَ الفَرَّاءُ :
وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَاشِراً ... قَدْ ثَمَّرُوا مَالاً وَوُلْدَا الوِلْد بالكَسْرِ لُغَة كذا الفتح مع السكون واحدٌ وجَمعٌ قال ابنُ سِيده : وهو يَقَع على الوَاحِد والجَمِيع والذَّكرِ والأُنْثَى وقد يُجْمَع أَي الوَلَدُ محركةً كما صَرَّح به غيرُ واحد على أَوْلاَدٍ كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ ووِلْدَةٍ بالكسر وإِلْدَةٍ بِقَلْب الواوِ هَمزةً ووُلْدٍ بالضَّم وهذَا الأَخيرُ نَقَلهُ ابنُ سِيدَهْ بِصيغَةِ التَّمْرِيض فقال : وقد يَجُوز أَن يَكون الوُلْد جَمْعَ وَلَدٍ كوُثْنٍ ووَثُنٍ فإِن هذا مما يُكَسَّرُ على هذا المِثَال لاعْتِقاب المِثَالَيْنِ عَلَى الكَلَمةِ ثم قَال : والوِلْدُ بالكَسْر كالوُلْدِ لُغَةٌ وليس بجَمْعٍ لأَن فَعَلاً ليس مما يُكَسَّر على فِعْلٍ . وفي اللسان : والوِلْدَةُ جَمْعُ الأَوْلاَدِ قال رُؤْبَة :
" سِمْطاً يُرَبِّي وِلْدَةً زَعَابِلاَ
قال الفَرَّاءُ : قرأَ إِبراهِيمُ " مَالُه ووُلْدُه " وهو اخْتِيَار أَبي عَمْرٍ, وكذلك قَرأَ ابنُ كَثِيرٍ وحَمْزَةُ وروى خارِجةُ عن نافِعٍ : وَوُلْدُه . أَيضاً . وقرأَ ابنُ إِسحاقَ : مالَه وَوِلْدُه وقال : هما لغتانِ وُلْد ووِلْد في التهذيب : ومن أمثال العرب وفي الصحاح : من أَمثال بني أَسَد : وُلْدُكِ مَنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ هكذا مُحَرَّكة وكسر الكاف فيهما بناءً عَلَى أَنه خِطابٌ للأُنثى أَي مَنْ نُفِسْتِ به وصَيَّر عَقِبَيْكِ مُلْطَّخَيْنِ بالدَّمِ فهو ابنُكِ حَقِيقةً لا مَن اتَّخَذْتِه وَتَبَنَّيْتِه وهو مِن غَيرِك كذا في سائر النُّسخ والمضبوط في نثسخ الصحاح وُلْدُكَ وبالذَمّ وفَتح الكافِ قال شَيْخُنا : والتَّدْمِيَةُ للذَكَر . على المَجَاز ثم أِنشدَ الجَوْهَرِيّ :
فَلَيْتَ فُلاَناً كَانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ... وَلَيْتَ فُلاناً كَانَ وُلْدَ حِمَارَ ثم قال : فهذا واحِدٌ . قال : وقَيْسٌ تَجْعَل الوُلْدَ حَمْعاً والوَلَدَ وَاحِداً . وقال ابنُ السِّكّيت : يقال في الوَلَدِ الوِلْدُ والوُلْدُ قال : وقد يكون الوُلْدُ واحِداً وجَمْعاً قال : وقد يكون الوُلْدُ جمْعَ الوَلَدِ مثْل أَسَدٍ وأُسْدٍ . والوَلِيدُ : المَوْلُود حِين يُولَد فهو فَعِيلٌ بمعنى المفْعُولِ . وصَرِيحُ كَلاَمِه أَنه لا يُؤَنَّث وقال بَعْضُهم بل هو للذَّكَر دُونَ الأُنْثَى . الوَلِيدُ : الصَّبِيُّ ما دَامَ صَغِيراً لِقُرْبِ عَهْدِه مِن الوِلاَدَة ولا يقال ذلك للكَبِير لِبُعْدِ عَهْدِه مِنها وهذا كما يقال : لَبَنٌ حَلِيبٌ وجُبْنٌ طَرِيٌّ للطَّرِيّ منهما دون الذي بَعُدَ عن الطَّرَاوَةِ كذا في المِصْبَاح : الوَلِيد : العبْدُ وَقَيَّدَه بعضُهم بمن يُولَدُ في الرِّقّ وأُنْثَاهما بهاءٍ وَلِيدَة الوَلائِدُ مَقِيسٌ مَشهور والوِلْدَانُ الكَسْر جَمْع وَلِيدٍ كما أَن الأَول جمْع وَليدة كما في الأَساس . وفي التهذيب : والوَلِيد : المَوْلُود حين يُولَد والجَمْع وِلْدَانق والإسمُ الوِلاَدَة والوُلُودِيَّة عن ابن الأَعرابيّ . قال ثعلبٌ : الأَصل الوَلِيدِيَّة كأَنَّه بَنَاهُ على لَفْظِ الوَلِيد وهي من المصادر التي لا أَفْعَالَ لها والأُنْثَى وَلِيدَة والجَمْعُ وِلْدَانٌ ووَلائدُ . وفي الحَدِيث وَاقِيَةً كوَاقِيَةِ الوَلِيدِ هو الطِّفل فَعيل بمعنى مفعول أَي كِلاَءَةً وحِفْظاً كما يُحْفَظ الطِّفْل وقيل : أَرَادَ بالوَلِيد مُوسَى عَلَى نَبِيِّنا وعَلَيْه الصَّلاَةُ والسلامُ . وفي الحديث الوَلِيدُ فِي الجَنِّةِ أَي الذي ماتَ وهو طِفْلٌ أَو سَقَطٌ قال : وقد تُطْلَقُ الوَلِيدَةُ على الجارِيَةِ والأَمَة وإِن كانَتْ كَبِيرةً وفي الحديث تَصَدَّقَتْ أُمِّي عَلَيَّ بِوَلِيدَةٍ يعني جَارِيَةً . وفي الأَساس : من المَجازِ : رأَيْتُ وَلِيداً ووَلِيدَةً غلاماً وجَارِيَةً اسْتُوصِفَا قَبْلَ أَن يَحْتَلِمَا وفي النِّهَايَة والمُحكم والتهذيب : الوَلِيدَةُ : المَوْلُودَة بين العَرَبِ وغُلامٌ وَلِيدٌ كذلك والوَلِيد : الغُلاَمُ حين يُسْتَوْصَف قَبل أَنْ يَحْتَلِم والجَمْعُ وِلْدَانٌ ووِلْدَة ويقال للأَمةِ وَلِيدَةٌ وإِن كانَتْ مُسِنَّة قال أَبو الهَيْثَم : الوَلِيد : الشَّابُّ . والوَلائِدُ : الشَّوَابُّ منِ الجَوَارِي والوَلِيد مِن حِينِ يُولَد إِلى أَنْ يَبْلُغ قال : والخَادِمُ إِذا كَان شابًّا وَصِيفٌ والوَصِيفَةُ وَلِيدَةُ وأَمْلَحُ الخَدَمِ الوُصَفَاءُ والوَصَائِفُ وخادِمُ أَهْلِ الجَنَّةِ وَلِيدٌ أَبَداً لا يَتَغَيَّر عن سِنِّه كذا في اللسان
وأُمُّ الوَلِيد كُنْيَة الدَّجَاجَة عن الصاغانيّ . ويقال في المثَل : أَمْرٌ وفي كتب الأَمْثَال : هُمْ في أَمْرٍ لا يُنَادَى وَلِيدُه ويُضْرَب في الخَيْرِ والشَّرِّ أَي اشْتَغَلُوا به حتَّى لَوْمَدَّ الوَلِيد يَدَه إِلَى أَعَزِّ الأَشْيَاءِ لا يُنَادَى عليهِ زَجْراً أَي لَم يُزْجَر عَنْه لِكَثْرَةِ الشيْءِ عِنْدهم . قلت : فهو في مَوْضِعِ الكَثْرَةِ والسَّعَةِ وقال ابنُ السِّكّيت في قول مزَرِّدٍ الثَّعلَبِيّ :
" تَبَرَّأْتُ مِنْ شَتْمِ الرِّجَالِ بِتَوْبَةٍإِلَى اللهِ مِنِّي لاَ يُنَادَى وَلِيدُهَاقال : هذا مَثَلٌ ضَرَبَه مَعْنَاه أَي لا أُرَاجَعُ ولا أُكَلَّم فيها كما لا يُكَلَّم الوَلِيدُ في الشيْءِ الذي يُضْرَب له فيه المَثَلُ وقال الأَصمعيّ وأَبو عُبَيْدَةَ في قولهم : هو أَمْرٌ لا يُنَادَى وَلِيدُه . قال أَحدُهما : أَي هو أَمْرٌ جَلِيلٌ شدِيدُ لا يُنَادَى فيه الوَلِيدُ ولكن يُنَادَى فيه الجِلَّةُ وقال آخرُ : أَصلُه من الغَارَة أَي تَذْهَلُ الأُمُّ عنِ ابْنِها أَنْ تُنَادِيَه وتَضُمَّه ولكِنَّهَا تَهْرُبُ عنه ويقال : أَصْلُه مِن جَرْيِ الخَيْلِ لأَن الفَرسَ إِذا كانَ جَوَاداً أَعْطَى مِنْ غَيْرِ أَن يُصاحَ به لاِسْتِزَادَتِه كما قال النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يَصِفُ فَرساً :
وَأَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ العَجَاجَةِ صَدْرَهُ ... وَهَزَّ اللِّجَامَ رَأْسُه فَتَصَلْصَلاَ
أَمَامَ هَوِيٍّ لا يُنَادَى وَلِيدُه ... وشَدٍّ وَأَمْر بِالعِنَانِ لِيُرْسَلاَ ثم قِيل ذلك لكُلّ أَمرٍ عظيمٍ ولكُلِّ شَيْءٍ كثيرٍ قال ابنُ السّكّيت : ويقال : جاءُوا بطعامٍ لا يُنادَى وَلِيدُه . وفي الأَرْض عُشْبٌ لا يُنَادَى وَلِيدُه أَي إِن كان الوَلِيدُ في ماشِيَةٍ لم يَضُرَّه أَيْنَ صَرَفَهَا لأَنها في عُشْب فلا يُقَالُ له اصْرِفْهَا إِلى مَوْضِعِ كذا لأَن الأَرْضَ كُلَّهَا مُخْصِبَةٌ وإِن كان طَعَامٌ أَو لَبَنٌ فمعناه أَنه لا يُبَالَى كيْف أَفْسَد فِيه ولا مَتَى شَرِبَ ولا في أَيِّ نَوَاحِيه أَهْوَى . ووَلَدَت المرأَةُ تَلِدُ وِلاَداً ووِلاَدَةً بكسْرِهما وإِنما أَطْلقَهما أعتماداً على الشُّهْرةِ ولكن في المِصْباح أَن كَسْرَهما أَفْصَحُ مِن فَتْحِهما وهذا يَدُلُّ على أَن الفتحَ قَوْلٌ فيهما وإِلاَدَةً أُبدِلتِ الواوُ همزةً وهو قِيَاسق عند جَمَاعَةٍ في الهَمْزَةِ المَكْسُورة كإِشَاحٍ وإشكافٍ قاله شيخُنَا . ولِدَةً ومَوْلِداً كِعدَةٍ ومَوْعِدٍ أَمَّا الأَوَّل فهو القياسُ في كُلِّ مِثَالٍ كما سبق وأَما الثاني فهو أَيضاً مَقِيسٌ في بابِ المِثَال وما جاءَ بالفَتْح فهو على خِلافِ القِياسِ كمَوْحَدٍ وقد سبق البَحْثُ فيه . في المحكم : وَلَدَتْه أُمُّه وِلاَدَةً وإِلادَةً على البَدَلِ فهي والِدٌ على النَّسب ووَالِدَةٌ على الفِعْلِ حكاه ثَعْلَبٌ في المرْأَةِ وكُلّ حامِلٍ تَلِدُ ويقال لأُمِّ الرجُلِ : هذه والِدَةٌ في الحديث فَأَعْطَى شَاةً وَالِداً قال الليثك شَاةٌ والِدٌ هي الحامِلُ وإِنها لَبَيِّنَةُ الوِلاَدِ . ومعنى الحديثِ أَي عُرِفَ منها كَثْرَةُ النِّتَاجِ كما في النهاية . ومثل ذلك في الصحاح نَقْلاً عن ابنِ السِّكّيت وزاد في المصباح : والوِلاَدُ بغير هاءٍ يُسْتَعْمَل في الحَمْلِ في اللسان وشاةٌ وَالِدَةٌ ووَلُودٌ الأَخير كصَبُورٍ وج وُلَّدٌ بضَمّ فتشديد كسُكَّر وهو المَقِيس في فاعِلٍ كرَاكعٍ ورُكَّع وهكذا هو مضبوط عندنا في سائرِ النُّسخ ووُجِد في نُسخ الصحاح واللسان بضمّ فَسُكونٍ ومثلُه في أَكثرِ الدَّواوين قال شيخُنَا : وكلاهما ثابِتٌ . قد وَلَّدْتُها تَوْلِيداً فأَوْلَدَتْ هي وهي مُولِدٌ كمُحْسِن من غَنمٍ مَوَالِيدَ وَمَوَالِدَ ويقال : وَلَّدَ الرجُلُ عَنَمَهُ تَوْلِيداً كما يقال : نَتَّجَ إِبلَه . وفي حديثِ لقيطٍ ما وَلَّدْتَ يا رَاعي يقال : وَلَّدْت الشَّاةَ تَوْلِيداً . إِذا حَضَرْت وِلادَتَها فَعَالَجْتها حَتَّى يَبِينَ الوَلَدُ مِنها وأَصحابُ الحَدِيث يقولون : مَا وَلَدَتْ . يَعْنُونَ الشَّاةَ والمحفوظُ بِتَشْدِيد اللامِ علَى الخِطَابِ للرَّاعِي ومنه حديثُ الأَعْمَى والأَبرص والأَقْرَع فَأُنْتِجَ هذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا وقال الأُمويّ : إِذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بَعْضُها بعد بَعْضٍ قيل : قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاَءَ ممدودٌ ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً وقول الشاعر :
إِذَا مَا وَلَّدُوا شَاةً تَنَادَوْا ... أَجَدْيٌ تَحْتَ شَاتِك أَمْ غُلاَمُقال ابنُ الأَعْرَابيّ في قولِه وَلَّدُوا شاةً : رَمَاهُم بأَنَّهُم يَأْتُونَ البَهَائِمَ قال أَبو منصور : والعَرب تَقول : نَتَّج فلانٌ ناقَتَه إِذا وَلَدَت وَلَدَها وهو يَلِي ذلك مِنْهَا فهي مُنْتُوجَة والناتِج للإِبل بمنزلة القابِلَة للمرْأَةِ إِذا وَلَدتْ ويقال في الشاءِ وَلَّدْنَاها أَي وَلِينا وِلاَدَتَها ويقال لِذَواتِ الأَظلاف والشاء : والبقرِ : وُلِّدت الشَّاةُ والبَقَرَةُ مضمومة الواوِ مَكْسُورة اللام مشدَّدَة ويقال أَيضاً وَضَعَتْ في موضع وُلِّدَت كذا في اللسان وبعضٌ من ذلك في البصائر والمِصباح والأَفعالِ لابن القَطَّاع . واللِّدَةُ بالكسر : التِّرْبُ وهو الذي يُولَد مَعَك في وَقْتٍ واحِد لِدَاتٌ وهو القياس في كُلّ كَلمة فيها هاءُ تأْنِيثٍ كما جزم به النُّحَاةُ وحكَى الشاطِبيُّ عليه الإجماعَ قاله شيخُنَا ولِدُونَ نقله الجوهريُّ وغيرُه قال أَبو حَيّان وغيرُه من شُرَّاح التَّسهيل : إِن مثْل هذه الأَلفاظِ إِذا صارَتْ عَلَماً صحَّ جَمْعُهَا بالواو والنُّونِ وزعمَ بعضٌ أَن لِدَةً مِن لدى لا من ولد وسيأْتي الكلامُ عليه في المُعْتلّ إِن شاءَ الله تعالى قال الفرزدق :
رَأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤَزَّرَاتٍ ... وَشَرْخَ لِدِيَّ أَسْنَانَ الهِرَامِ وفي الصحاح : ولِدَةُ الرَّجُلِ : تِرْبُه والهاءُ عِوَضٌ من الواو الذاهِبةِ من أَوَّلِه لأَنَّه من الوِلاَدَة وهما لِدَانِ والتَّصغيرُ وُلَيْدَاتٌ ووُلَيْدُونَ لأَنهم قالوا : إِن التصغيرَ والتَّكْسِيرَ يَرُدَّانِ الأَشياءَ إِلى أُصولِها ولا لُدَيّاتٌ ولُدَيُّونَ نظراً إِلى ظاهِرِ اللفْظِ كما غَلِطَ هو الذي مَشى عليه الجوهريُّ وأَكثرُ أَئمَّةِ الصَّرْف وقالوا : مُرَاعَاةُ الأَصلِ ورَدُّه إِليه يُخْرِجه عن مَعْنَاه المُراد لأَن لِدَة إِذا صُغّر وُلَيْد يَبْقَى لا فَرْقَ بينه وبين تصغير وَلَدٍ كما لا يَخْفَى ووَجَّه سَعْدِي وَلَدٍ كما لا يَخْفَى ووَجَّه سَعْدِي جلْبِي في حاشِيتِه أَنه شاذٌّ مُخَالِف للقِيَاسِ ومثلُه لا يُعَدُّ غَلَطاً وسيأْتي البحث في آخر الكتاب إِن شاءَ الله تعالى . واللِّدَة : وَقْتُ الوِلاَدَةِ كالمَوْلِد والمِيلادِ أَما المَوْلد والمِيلاد فقد ذَكرَهما غيرُ واحدٍ من أَئِمّةِ اللُّغَة وأَما اللِّدّة بمعناهما لا يَكَاد يُوجَد في الدواوينِ ولا نَقَلَه أَحَدٌ غيرُ المُصَنّف فينبغِي التَّحَرِّي والمُرَاجَعَة حَتَّى يَظْهَرَ أَيْنَ مَأْخَذُه . ففي اللسانِ والمُحْكَم والتهذيبِ والأَساس : مَوْلِدُ الرَّجُلِ : وَقْتُ وِلاَدَتِه . ومَوْلِده : المَوْضِع الذي وُلِدَ فيه ومثله في الصحاح . وفي المِصْباح : المَوْلِد : المَوْضِع والوَقْتُ والمِيلادُ الوَقْتُ لا غَيْرُوالمُوَلَّدَةُ : الجارية المَولُودةُ بين العرب كالوَلِيدة ومثله في المحكم وقال غيرُه : عَرَبِيَّةٌ مُوَلَّدَة ورجُلٌ مُوَلَّد إِذا كان عَرَبِيًّا غيرَ مَحْضٍ وقال ابنُ شُمَيل : المُوَلَّدَة : التي وُلِدَتْ بأَرْضٍ وليس بها إِلاَّ أَبُوها أَو أُمُّها . والتَّلِيدَةُ : التي أَبوهَا وأَهْلُ بَيْتِها وجَمِيعُ مَن هو بِسَبِيل منها بِأَرْضٍ وهي بأَرْضٍ أُخْرَى . قال : والقِنُّ مِن العَبيد التَّلِيدُ : الذي وُلِدَ عندَك . وجاريَةٌ مُوَلَّدَةٌ : تُولَد بين العَرَبِ وتَنْشَأُ مع أَولادِهم ويَغْذُونَها غِذَاءَ الوَلَدِ ويُعَلِّمونَها مِن الأَدَب مثْل ما يُعَلِّمون أَوْلادَهم وكذلك المُوَلِّد من العَبِيدِ . والوَلِيدة : المَوْلُودَة بين العَرَبِ ومثلُه في الأَساس . والمُوَلَّدَة : المُحَدَثَة من كُلِّ شيْءٍ ومنه المُوَلَّدُون من الشُّعراءِ وإِنما سُمُّوا بذلك لِحُدوثِهِم وقُرْبِ زَمَانِهم وهو مَجازٌ . المولِّدة بِكَسرِ اللامِ : القابِلَةُ وفي حَدِيث مُسافعٍ حَدَّثَتْنِي امرأَةٌ مِنْ بني سُلَيْم قالت : أَنَا وَلَّدْتُ عَامَّةَ أَهْلِ دِيارِنَا أَي كُنْتُ لهم قابِلَةً . والوُلُودِيَّةُ بالضَّم : الصِّغَرُ عن ابنِ الأَعْرَابيّن ويُفٍْتَح قال ثعلبٌ الأَصل الوَلِيدِيَّة كأَنَّه بَنَاه على لفْظِ الوَلِيدِ وهي من المصادِر التي لا أَفْعَال لها . وفي البصائر : يقال فعَل ذلك فِي وَلُدِيَّتِه ووَلُودِيَّتِه أَي في صِغَره وفي اللّسَان : فَعلَ ذلك في وَلِيدِيَّتِه أي في الحالة التي كان فيها وَلِيداً قال ابن بُزُرْج : الوُلُودِيَّة أَيضاً : الجَفَاءُ وقِلَّةُ الرِّفْقِ والعِلْمِ بالأُمورِ وهي الأُمِّيّة . والتَّوْلِيدُ : التَّرْبِيَةُ ومنه قولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لعيسى صلَّى الله عليه وعلى نَبِيِّنَا وسَلَّم : أَنْتَ نَبِيِّ وأَنَا وَلَّدْتُك أَي رَبَّيْتُك فقالت النَّصارَى وقد حَرَّفَتْه في الإِنجيل أَنت بُنَيَّى وأَنَا وَلَدْتُك وخَفَّفُوه وجَعَلُوه له وَلَداً تَعالَى اللهُ عن ذلك عُلُوًّا كَبِيراً هكذا حكاه أَبو عمرٍو عن ثَعْلَبٍ وأَورده المصَنِّف في البصائر . وبنو وِلاَدَةَ ككِتَابَة : بَطْنٌ من العَرَب . وسَمَّوْا وَلِيداً ووَلاَّداً الأَخير ككَتَّانٍ والمُسَمَّون بالوَلِيدِ من الصحابَة أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً راجعْه في التَّجْرِيد ومن التابِعِين ثَلاَثَةٌ وعِشْرُونَ رَجُلاً راجِعْه في الثِّقَات لابنِ حبَّان . يقال : هذه بَيِّنَةٌ مَوْلَّدَةٌ . إِذا كانتْ غَيْر مُحَقَّقةٍ وكذلك قَوْلُهم كِتَابٌ مُوَلِّد أَي مُفْتَعَلٌ وهو مَجازٌ وكذا قولُهم : كَلاَمٌ مُوَلَّدُ وحَدِيث مُوَلَّد أَي ليس من أَصْلِ لُغَتِهِم . وفي اللسان : إِذا اسْتَحْدَثُوه ولم يَكُنْ مِن كلامِهم فيما مَضَى . قال ابنث السِّكّيت : ويقال : ما أَدْرِي أَيّ وَلَدِ الرَّجُلِ هُوَ أَيْ أَيّ الناسِ هو وأَوْرده الجَوْهَرِيّ في الصحاح والمُصنِّف أَيضاً في البصائر هكذا . ومما يستدرك عليه : الوالد : الأَبُ والوَالِدَة : الأُمُّ وهما الوَالِدَنِ أَي تَغليباً كما هو رَأْيُ الجوهرِيّ وغيرِه وكلامُ المُصَنِّف فيما تقَدَّم صَرِيحٌ في أَن الأُمَّ يقال لها الوَالِدُ بغيرِ هَاءٍ على خِلافِ الأَصْلِ ووالِدَةٌ بالهاءِ على الأَصْل فعَلَى قولِ المُصَنّف الوَالِدَانِ تَحْيقاً ووَلَدُ الرَّجُلِ وَلَدُه في مَعْنًى ووَلَدَه رَهْطُه في مَعنًى وبه فُسِّر قولُه تَعالى " مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً " . وتَوَالَدُوا أَي كَثُرُوا ووَلَدَ بَعْضُهُم بَعْضاً وكذا اتَّلَدُوا واسْتَوْلَد جَارِيَةً . وفي حديثِ الاستِعَاذَة ومِن شَرِّ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ يَعْنِي إِبْلِيسَ والشَّيَاطِينَ هكذا فُسِّر وفي البصائرِ : يَعْنِي آدَمَ وما وَلَدَ مِن صِدِّيقٍ ونَبِيٍّ وشَهِيدٍ ومَؤْمِن وتَوَلُّدُ الشَّيْءِ من الشيْءِ : حُصُولِ بِسَببٍ من الأَسباب . ورجُلٌ مُوَلَّد إِذا كان عَرَبيًّا غيرَ مَحْضٍ . والتَّلِيدُ مِن العَبِيد : الذي وُلِد عِنْدَك . والتَّلِيدَةُ مِن الجَوَارِي : هي التي تُولَد في مِلْكِ قَوْمٍ وعِنْدَهم أَبَوَاهَا . وفي الأَفعال لابن القطاع : أَوْلَد القَوْمُ : صارُوا في زَمَنِ الأَوْلاَد . وأَوْلَدَتالماشِيَةُ : حان أَن تَلِدَ . ومن المَجاز : تَوَلَّدَتِ العَصَبِيَّةُ بَيْنَهم . وأَرْضُ البَلْقَاءِ تَلِدُ الزَّعْفَرَانَ . واللَّيَالِي حُبَالَى لَيْس يُدْرَى ما يَلِدْنَ . وصُحْبَةُ فُلانٍ وِلاَدَةٌ للخيرِ . واستدرك شيخُنَا : وَلاَّدَة بِنْت المُسْتَكْفِي الأَدِيبة الشاعِرَة . قلت : والوَلِيدُ حَدُّ الحافِظ أَبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد ابن داوود بن الوَلِيد بن عبدِ الله البَزَّار البُخَارِيّ روَى عن أَبي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ وعنه قُتَيْبة بن محمّد العُثْمَانيّ وغيرُه . ووَلِيدُ أَبَاد : من قُرَى هَمَذَانَ نُسِب إِليها جَماعةٌ من المُحَدِّثِينَ . حان أَن تَلِدَ . ومن المَجاز : تَوَلَّدَتِ العَصَبِيَّةُ بَيْنَهم . وأَرْضُ البَلْقَاءِ تَلِدُ الزَّعْفَرَانَ . واللَّيَالِي حُبَالَى لَيْس يُدْرَى ما يَلِدْنَ . وصُحْبَةُ فُلانٍ وِلاَدَةٌ للخيرِ . واستدرك شيخُنَا : وَلاَّدَة بِنْت المُسْتَكْفِي الأَدِيبة الشاعِرَة . قلت : والوَلِيدُ حَدُّ الحافِظ أَبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد ابن داوود بن الوَلِيد بن عبدِ الله البَزَّار البُخَارِيّ روَى عن أَبي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ وعنه قُتَيْبة بن محمّد العُثْمَانيّ وغيرُه . ووَلِيدُ أَبَاد : من قُرَى هَمَذَانَ نُسِب إِليها جَماعةٌ من المُحَدِّثِينَ