عَنَدَ عن الحَقِّ والشيء والطريقِ كنصَر وسَمِع هكذا في النُّسخ . والصواب : وضَرَب . وهذه عن الفراءِ في نوادِرِه فإنه قال عَنَدَ عن الطَّرِيقِ يَعْنِد بالكسر لغة في يعنُْد بالضَّم فتأمل . وكَرُم يَعْنُد ويَعْنَد ويَعْنِد عُنُوداً كَقُعُودٍ وعَنَداً محرَّكةً : تَبَاعَدَ ومالَ وعَدَلَ وانحرفَ إلى عَنَدٍ أَيْ جانِبٍ
ومن المجاز : عَنَدَ العِرْقُ يَعنُد ويَعنَد ويَعْنِد هو من الأَبواب الثلاةِ نصر وضَرَبَ وكرُمَ الثانية عن الفَرَّاءِ : سالَ فَلَمْ يَرْقَأْ كَأَعْنَدَ وهذه عن الصاغانِّي وهو عِرْقٌ عانِدٌ قال عَمْرُو بن مِلْقَطٍ :
بَطَعْنةٍ يَجْري لها عانِدٌ ... كالمَاءِ من غائِلَةِ الجابِيَهْ
وأَعْنَدَ أَنْفُه : كَثُر سَيلانُ الدمِ منه . وسُئلَ ابن عباس عن المُسْتَحاضَة فقال : إِنه عرقٌ عانِدٌ أَو رَكْضة من الشيطانِ قال أبو عُبَيْد : العرْقُ العانِدُ : الذي عَنَدَ وبَغَى كالإِنسان يُعانِدُ فهذا العِرقُ في كَثْرةِ ما يَخْرُج منه بمنزلتِهِ شُبِّهَ به لكَثرة ما يَخْرُج منه على خِلافِ عادَته . وقال الرَّاعي :
ونحنُ تَرَكْنَا بالفَعَالِيِّ طَعْنَةً ... لها عانِدٌ فوقَ الذِّراعَيْنِ مُسْبِلُ وقيل : دَمٌ عانِدٌ : يَسيلُ جانباً . وقال الكسائيُّ : عَنَدَت الطَّعْنَةُ تَعْنِد وتَعْنُد إذا سالَ دَمُها بعيداً من صاحبِها وهي طَعْنَةٌ عانِدَةٌ . وعَنَدَ الدمُ يَعْنِدُ إذا سالَ في جانبٍ . وعَنَدت الناقةُ : رعتْ وحدها وأَنِفَتْ أَن تَرْعَى مع الإِبل فهي تَطْلُبُ خِيَارَ المَرْتَعِ وبعضُ الإِبِل يَرْتَعُ ما وَجَدَ . وعَنَدَ الرجلُ يَعنُد ويَعْنِد عَنْداً وعُنُوداً عَتَا وطَغَى وجاوَزَ قَدْرَه وخالفَ الحَقَّ ورَدَّهُ عارِفاً بهِ كعانَدَ مُعانَدةً فهو عَنيدٌ وعانِدٌ والعَنُود والعَنيدُ : بمعنى فاعل أَو مُفاعِل والعُنُود بالضم : الجَوْرُ والمَيْلُ عن الحق . وكان كُفْرُ أَبي طالِبٍ مُعَانَدَةً لانه عرفَ الحقَّ وأَقَرَّ وأَنِفَ أن يقالَ : تَبِع ابنَ أَخِيه فصارَ بذكل كافراً . وأَعْنَدَ في قَيْئهِ إذا أَتْبَعَ بَعضَهُ بَعْضاً وذلك إذا غَلَب عليه وكثُرَ خُرُوجُه وهو مَجاز ويقال : استعْنَدَه القَيءُ أَيضاً كما سيأَتي . والعانِدُ : البَعِيرُ الذي يَحُورُ عن الطَّريق ويَعْدلُ عن القصْدِ . وناقَةٌ عَنُودٌ : لا تُخَألطُ الإِبِلَ تَبَاعَدُ عَنْهُنَّ فتَرْعَى نَاحِيَةً أَبداً والجمع : عُنُدٌ وناقة عانِدٌ وعانِدَةٌ وج أَي جَمْعُهَا جَميعاً عَوَانِدُ وعُنَّدٌ كرُكْع قالك
" إذا رَحَلْتُ فاجْعَلُوني وَسَطَاً
" إِني كَبِيرٌ لا أُطيقُ العُنَّدَاجمع بين الطَّاءِ والدَّالِ وهو إِكفاءٌ . وفي حديث عمر يذكر سيرته يصف نفْسَه بالسياسةِ فقال : إِني أَنْهَرُ الَّفُوتَ وأَضُمُّ العَنُودَ وأُلحِقُ القَطُوفَ وأَزْجُر العَرْوضَ . قال ابنُ الاَثير : العَنُود من الغِبلِ : الذي لا يُخالطُهَا ولا يَزالُ منفرداً عنها وأَرادَ من خَرجَ عن الجماعة أَعَدْتُه إليها وعَطَفْتُه عَلَيْها . وقال ابنُ الأَعْرابيِّ وأَبو نصْرٍ : هي التي تكون في طائفَةِ الإِبل أَي في ناحِيَتِها . وقال القَيسِيُّ : العَنُود من الإِبل : التي تُعاندُ الإِبلَ فتُعارِضُها . قال : فإذا قادَتْهُنَّ قُدُماً أَمامَهُنَّ فتلك َالسًّلُوفُ . وفي المحكم : العَنُودُ من الدواب : المتقدمةُ في السيرِ وكذلك هي من حُمُرِ الوَحْشِ وناقةٌ عَنُودٌ : تَنْكُبُ الطَّرِيقَ من نَشَاطِها وقُوَّتِها . و الجمع : عُنُدٌ وعُنَّدٌ قال ابن سيده : وعِنْدِي أن عُنَّدَا ليَ جمع عَنُودِ لأنَّ فَعُولاً لا يُكَسَّر على فُعَّلٍ وإنما هي جمع عاندٍ . وإِيَّاه تَبِعَ المصنف على عادِته . والمُعَانَدَةُ : المُفارَقَةُ والمُجَانَبَةُ وقد عَانَدَه إذا جَانَبَه وهو من عَنَدَ الرَّجُلُ أَصحابَه يَعنُد عُنُوداً إذا ما تَرَكهم واجْتازَ عليهم وعنَدَ عَنْهُم إذا ما تَرَكَهُم في سَفَرٍ وأَخذَ في غيرِ طَرِيقهم أَو تَخَلَّف عنهم . قال ابن شُمَيْلٍ والعُنُود كأَنَّه الخِلافُ والتَّبَاعُدُ والتَّرْكُ ؟ لو رأَيْتُ رَجُلاً بالبَصْرةِ من الحِجَازِ لقُلْتُ : شَدَّ ما عَنَدْتَ عن قَومِكَ أَي تَبَاعدْت عنهم والمُعانَدَةُ : المُعارَضَةُ بالخلافِ لا بالوِفاقِ وهذا الذي يَعْرِفُه العَوَام . وفي التهذيب : عانَدَ فلانٌ فلاناً : فَعَلَ مِثْلَ فِعْله يقال : فلانٌ يُعانِدُ فلاناً أَي يَفْعَل مِثْلَ فِعْله وهو يُعارِضه ويُبَارِيه وقال : والعامَّة يُفَسِّرُونَه : يُعَانِدُه : يَفْعَلُ خِلاَفَ فِعْلِه . قالك ولا أَعْرِفُ ذلك ولا أُثْبِتُه . كالعِنَادِ . وفي اللِّسَانِ : وقد يكونُ العِنَادُ مُعارَضةً لغيرِ الخِلافِ كما قال الأَصمعيُّ واستَخْرَجَهُ من عنَد الحُبَارَى وجَعَلَه اسماً من عانَدَ الحُبارَى فَرْخَه إذا عارَضَهُ في الطَّيرانِ أَوَّلَ ما يَنْهَضُ كأَنَّه يُعَلِّمُه الطَّيرانَ شَفَقَةً عليه . وعانَدَ البَعِيرُ خِطَامَه : عارَضَهُ مُعَانَدَةً وعِنَاداً . والمُعانَدَةُ في الشيءِ : الملازَمَةُ فهو ضِدٌّ مع معنى المفارَقَةِ ولم يُنَبِّهْ عليه المصنِّف . وعنْدَ مُثَلَّثَةَ الأولِ صَرَّحَ به جماهِيرُ أَهلِ اللغة وفي المغنى : وبالكسر أَكثر وفي المصباح : هي اللُّغَةُ الفُصْحَى . وفي التسهيل : ورُبَّما فُتِحَت عينُهَا أَو ضُمَّت . ومعناها حُضُورُ الشيءِ ودُنُوُّه وهي ظَرْفٌ في المكانِ والزَّمانِ بِحَسبِ ما تُضافُ إليه فإن أُضِيفَتْ إلى المَكَانِ كانت ظَرْفَ مكانٍ : كعِنْدَ البَيْتِ وعندَ الدَّارِ ونحْوِه وإِن أُضِيفَتْ إلى الزَّمانِ فكذلكَ نحو : عِنْدَ الصُّبْح وعِنْدَ الفَجْرِ وعِنْدَ الغُرُوبِ ونحو ذلك غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ ؟ ومثلُه في الصحاح . وفي اصطلاح النُّحاة : غيرُ مُتَصَرِّف أَي لازِمٌ للظَّرْفِيَّةِ لا يَخْرُج عنها أَصْلاً . ويَدْخُلُهُ من حُروفِ الجَرِّ من وَحْدَها كما أَدخلوها على لَدُن قال تعالى : " رَحْمَةً من عِنْدِنا " وقال تعالى : " من لدُنَّا " . قال شيخُنا : وجَرُّه بِمِنْ من قَبِيلِ الظَّرْفِيَّةِ فلا يُرَدُّ كما صَرَّحُوا به أَي إِنما يُجَرُّ بمن خاصَّةً . وفي التهذيب : هي بلُغَاتِها الثلاثِ أَقْصَى نِهاياتِ القُرْب ولذلك لم تُصَغَّر وهو ظَرفٌ مُبْهَم ولذلك لم يَتَمَكَّن إلا في موضعٍ واحدٍ وهو أَن يقال لشيء بلا عِلْمٍ : هذا عِنْدِي كذا وكذا فَيُقَال أَولَكَ عِنْدٌ . قال شيخُنا : فعِنْدٌ مُبتدأٌ ولك خَبَرُهُ واستُعْمِلَ غَيْرَ ظَرْفٍ لأنه قُصِدَ لَفْظُه أَي هل لك عِنْدٌ تُضِيفُه إليكَ نَظِير قولِ الآخر :
" ومنْ أَنتُمُ حتَّى يكونَ لَكُمْ عِنْدُ وقول الآخر :
كُلُّ عِنْدٍ لكَ عِنْدِي ... لا يُسَاوِي نَصْفَ عِنْدِفهذا كُلُّه قُصِدَ الحُكْمُ على لَفْظِه دُونَ مَعْنَاه . وقال الأَزهريُّ : زعموا أَنه في هذا الموضع يُرادُ به القَلْبُ وما فيه المَعْقُولُ واللُّبُّ قال : وهذا غير قَوِيٍّ . قلت : وحَكَآ ثَعْلَبُ عن الفَرَّاءِ : قالوا : أنت عِنْدِي ذاهِبٌ أَي في ظَنِّي . وقال الليث : وهو في التقريبِ شِبْه اللِّزْقِ ولا يَكادُ يَجِيءُ في الكلام إِلاَّ منصوباً لأنه لا يكون إِلاَّ صفةً معمولاً فيها أَو مُضْمَراً فيها فِعْلٌ إلا في قولهم : أَو لك عِنْدٌ . كما تقدَّم . وقد يُغْرَى بِهَا أَي حالَة كونِها مُضَافَةً لا وحَدهَا كما فَهِمَه غيرُ واحدٍ من ظاهِرِ عبارةِ المصنِّف لأَن الموضوعَ للإِغراءِ هو مجموعُ المضافِ والمضافِ إليه . صَرَّحَ به شيخُنا . ويدلّ لذلك قوله : عنْدَك زَيداً أي خُذْهُ وقال سيبويهِ : وقالوا : عِنْدَكَ تُحَذِّرُه شَيْئاً بين يَدَيْهِ أَو تَأْمُره أَن يَتَقَدَّم وهو من أَسماءِ الفِعْلِ لا يَتَعَدَّى . وقال الفرّاءُ : العَرَبُ تأْمُر من الصِّفاتِ بِعَلَيْكَ وعِ ْدَكَ ودُونَك وإِلَيْك يقولون : إِليكَ إِليكَ عَنِّي كما يَقُولون : وراءَك وَراءَك فهذه الحروفُ كثيرة . وزَعَم الكسائيُّ أَنَّه سَمِعَ بَيْنَكُما البَعير فَخُذَاه . فنَصَب البَعِيرَ . وأَجاز ذلك في كلِّ الصِّفاتِ التي تُفْرَد ولم يُجِزْه في اللامِ ولا الباءِ ولا الكافِ وسَمِعَ الكسائيُّ العَرَب تقولُ : كما أَنْتَ وزيداً ومكانَك ووزيداً . قال الأَزهريُّ : وسمعتُ بعض بني سُلَيْمٍ يقول : كَمَا أَنْتَنِي يقول : انتَظِرْنِي في مكانِكَ . قال شيخُنا : وبَقِيَ عليهم أنهم استَعْملوا عِنْد في مُجَرَّد الحُكْم من غيرِ نَظَرٍ لظَرْفيّةٍ أَو غيرِهَا كقولِهم عنِدي مالٌ اما هو بِحَضْرتك ولما غابَ عَنْك ضُمِّنَ معنَى المِلْك والسُّلطانِ على الشيءِ ومن هُنا استُعْمِل في المَعَانِي فيقال : عِنْدَه خَيْرٌ وما عِنْدَه شَرُّ لأَنَّ المَعَانِيَ ليس لها جهَاتٌ . ومنه " فإِنْ أَتمَمْتَ عَشراً فمنْ عِنْدِك " أَي من فَضْلِكَ . ويكون بمعنى الحُكْم يقال : هذا عِنِدي أَفضلُ من هذا أَي في حُكْمِ . وأَصلُه في درة الغوّاص للحريريِّ . ولا تَقُلْ : مَضَى إلى عِندِهِ ولا إلى لَدُنْهُ وهكذا في الصحاح . وفي درة الغواص : قولهم : ذهبتُ إلى عِنْدِه لَحْنٌ لا يَجُوز استعمالُه ونسَبَه للعامَّةِ وفرَّق الدَّمامِينِيُّ بينَها وبين لَدُن من وُجوه سِتَّةٍ ورَدَّ ما زَعَمَه المَعَرِّيُّ من اتِّحادِهما ومَحَلُّ بَسْطِه المُطَوَّلاتُ . والعنْدُ مُثَلَّثَةً : النَّاحيَةُ . وبالتَّحْرِيكِ : الجانبُ وقد عانَد فُلانٌ فُلاناً إذا جَانَبه ودَمٌ عانِدٌ : يَسِيل جانباً . وبه فسر قول الراجز :
" حُبَّ الحُبَارَى ويَزِفُّ عَنَدَه وقال ثعلب المُرَادُ بالجَانِبِ هنا الاعتراضُ . والمعنى يُعَلِّمه الطَّيرَانَ كما يُعَلِّمُ العُصفورُ ولَدَه وأَنشد :
" وكُلُّ خنْزِيرٍ يُحِبُّ وَلَدَه
" حَبَّ الحُبَارَى ... الخ ومن المجاز : سَحَابَةٌ عَنُودٌ كَصَبُورٍ : كَثيرةُ المَطَرِ لا تَكاد تُقلِع وجَمْعُه : عُنُدٌ قال الراعي :
باتَتْ إلى دفْءِ أَرْطَاةٍ مُباشِرَةً ... دِعْصاً أَرَذَّ عليه فُرَّقٌ عُنُدُ نقله الصاغاني . وقِدْحٌ عَنُودٌ وهو الذي يَخْرُجُ فائِزاً على غيرِ جِهَةِ سائرِ القِدَاحِ نقله الصاغانيُّ . وأَعْنَدَهُ الرَّجلُ : عارَضَهُ بالوِفَاقِ نقله الصاغانيُّ وبالخِلافِ ضِدٌّ . وقال الأزهريّ : المُعَانِدُ هو المُعَارِضُ بالخِلافِ لا بالوِفاق وهذا الذي يعرِفه العَوامُّ . وقد يكون العِنادُمَعارضةً لغيرِ الخِلاف . وقد تقدَّم . قلت : فإذا كانتْ عامَّةً فلا يَظْهر للضِّدِّيَّةِ كَبِيرُ مَعْنى أَشار له شيخنا رحمه الله تعالى . والعنْدَأْوَةُ بالكسر والهمز قد مَرَّ ذِكْرُه في باب الهَمْزِ قال أَبو زيد : يقال : " إِنْ تَحْتَ طرِّيقَتِكَ لَعِنْدَأْوَة " أَي تحتَ سُكونِك لَنَزْوةَ وطمَاحاً . ومنها من جَعَل الهَمْزةَ زائدةً فذكرها هنا ومنهم من قال بأَصالةِ الواو فذكرها في المُعْتَلِّ فوزْنه فنْعَلْوَة أَو فِعْلَلْوَة . ويقال مالي عَنْهُ عُنْدَدٌ وعُنْدُدٌ كَجُندَبٍ وقُنْفُذٍ . وكذا : ما لي عنه احتيال أَي بُدُّ قال :لَقَدْ ظَعَن الحَيُّ الجَمِيعُ فأَصعَدَوا ... نَعَمْ لَيْسَ عَمَّا يفعلُ اللهُ عُنْدَدُ وإنما لم يُقْضَ عليها أَنَّها فُنْعَلٌ لأَنَّ التَّكْرير إذا وَقَع وَجَبَ القَضَاءُ بالزِّيادة إِلاّ أَن يَجيءَ ثَبَتٌ . وإِنَّمَا قُضيَ على النّونِ هاهنا أَنَّها أَصلٌ لأَنَّهَا ثانِيَةٌ والنون لا تُزادُ ثانيةً إِلا بثَبتٍ وقال اللِّحْيَانيُّ : ما لي عن ذاك عُنْدَدٌ وعُنْدُدٌ أَي مَحِيصٌ . وفي المحكم : ما لي إِليه مُعْلَنْدَدٌ سَبِيلٌ وما وَجدْتُ إلى كذا مُعْلَنْدَداً أَي سَبِيلاً . وقال الِّحْيانيُّ مرَّة : ما وجَدْتُ إلى ذلك عُنْدُداً وعُنْدَدا أَي سَبِيلاً . ولا ثَبَتَ هُنا . وفي اللِّسَان مادة : علند : ويقال : ما لي عنه مُعْلَنْدِدٌ أَي ليس دُونَه مُنَاخٌ ولا مَقِيلٌ إِلا القَصْد نَحْوَه والمُعْلَنْدَدُ : البَلدُ لا ماءَ بها ولا مَرعَى قال الشاعر :
" كَمْ دُونَ مَهْدِيَّةَ من مُعْلَنْدَدِ وذكره أَئِمَّةُ اللغَةِ مُفَرَّقاً في : علد وعلند وعند
ومن المجاز : استَعْنَدَهُ القَيءُ وكذا الدَّمُ إذا غَلَبَ وكَثُر خُرُوجُه كعَنَدَه . واستَعْنَدَ البَعِيرُ وكذا الفَرَسُ : غَلَبا على الزِّمامِ والرَّسَنِ وعارَضَا وأَبَيَا الانقِيادَ فَجرَّاه . نقله الصاغانيُّ . واستَعْنَدَ عَصَاهُ : ضَرَبَ بها في الناسِ نقله الصاغانيُّ . واستَعْنَدَ الذَّكَرَ : زَنَى بهِ فِيهِم ونصُّ التكملة : واسْتَعْنَد ذَكَره : زَنَى في الناس . واستَعْنَدَ السِّقاءَ : اخْتَنَثَهُ أَي أَمالَه فَشَرِبَ من فِيهِ أَي من فَمِه . واستعنَدَ فُلاناً من بينِ القوم قصده . والعُنْدَدُ كَجُنْدَبٍ : الحِيلَةُ والمحيص يقال : ما لي عنه عُنْدَدٌ والعُنْدَدُ أَيضاً : القَدِيمُ . وسَمَّوْا عِنَاداً وعِنَادة كسَحَابٍ وسَحابة وكِتَابٍ وكِتَابَة . وعَنْدَةُ بفتح فسكون : اسمُ امْرَأَةٍ من بني مَهْرَةَ بن حَيْدانَ وهي أُمُّ عَلْقَمَة بن سَلَمَةَ بن مالك بن الحارِث بن مُعَاويةَ الأَكرمينَ وهو ابن عَنْدَةَ ولَقبه الزُّوَيْر . والعُوَيْنِدُ كدُرَيْهِم : ة لبنِي خَدِيجٍ . والعُوَيْنِدُ : ماءٌ لبني عَمْرِو بن كِلابٍ وماءٌ آخَرُ لبَنِي نُمَيْرٍ
ومما يستدرك عليه : تَعَأنَدَ الخَصْمانِ : تَجَادَلاَ . وعانِدَةُ الطَّرِيقِ : ما عُدِلَ عنه فَعَنَدَ أَنشَدَ ابنُ الأعرابي :
فإِنَّكَ والبُكَا بَعْدَ ابنِ عَمْرٍو ... لكالسَّارِي بعَانِدَةِ الطَّريقِ يقول رُزِئْتَ عَظِيماً فبُكاؤُكَ على هالِكٍ بعْدَه ضَلالٌ أَي لا يَنبغي لك أن تبكي على أحد بعده . والعَنَد محرّكةً : الاعتراضُ . وعَقَبَةٌ عَنُودٌ : صَعْبَةُ المُرْتَقَى . والعاند : المائِلُ . وعانِدٌ : وادٍ قبل السُّقْيَا بمِيلٍ . وعانِدَانِ : وادِيانِ معروفانِ قال :
" شُبَّتْ بأَعْلَى عانِدَيْنِ من إِضَمْ وعانِدُونَ وعانِدِينَ : اسم وادٍ أَيضاً والنّصْب وفي الخَفض : عانِدِينَ حكاه كُراع ومثَّلَه بِقَاصِرِينَ وخانِقِين ومارِدِينَ وما كِسِينَ وناعِتِينَ . وكُلُّ هذه أَسماءُ مواضِعَ وقول سالم بن قحفان :
" يَتْبَعْنَ وَرقاءَ كَلَوْنِ العَوْهَقِ
الوَقْفُ : سِوارٌ مِنْ عاجٍ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ وقالَ الكُمَيْتُ يصِفُ ثَوْراً : ثُمَّ اسْتَمَرَّ كوَقْفِ العاجِ مُنْكَفِتاً يَرْمِي به الحَدَبَ الَّلمّاعَةَ الحَدَبُ هكذا أَنشَدَهُ ابنُ بَرِّيّ والصّاغانِيُّ وقيلَ : هو السِّوارُ ما كانَ والجَمعُ وُقُوفٌ وقِيلَ : المَسَكُ إذا كانَ من عاجٍ فهو وَقْفٌ وإذا كانَ من ذَبْلٍ فهو مَسَكٌ وهو كَهْيَئِة السِّوار . والوَقْفُ : ة بالحِلَّةِ المَزْيَدِيَّةِ أَي : من أَعْمالِها بالعِراقِ . وأيضاً : قريةٌ أُخْرى بالخاِلِص شَرْقِيَّ بَغْدادَ بينَهُما دُونَ فَرْسخٍ . ووَقْفٌ : ع بِبلادِ بَنِي عامِرٍ قال لَبِيدٌ رضِيَ اللهُ عنه :
لِهْندِ بأَعْلَى ذِي الأَغَرِّ رُسُومُ ... إلى أُحُدٍ كأَنَّهُنَّ وُشُوُم
فَوقْفِ فسُلِّىٍّ فأَكْنافِ ضَلْفَعٍ ... تَرَبَّعُ فيه تارةً وتُقِيمُ وقالَ اللَّيْثُ : الوَقْفُ من التُّرْسِ : ما يَسْتَدِيرُ بحافَتِه مِنْ قَرْنٍ أو حَديِدٍ وشِبْهِه . ووَقَفَ بالمَكانِ وَقْفاً ووُقُوفاً فهو واقِفٌ : دامَ قائِماً وكذا وَقَفَتِ الدّابَّةُ . والوُقُوفُ : خِلافُ الجُلُوسِ قال امْرُؤُ القَيْسِ :
قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيب ومَنْزِلِ ... بِسَقْطِ اللِّوَى بينَ الدَّخُولِ فحَوْمَلِ ووَقَفْتُه أنا وكَذا وَقَفْتُها وَقْفاً فَعَلْتُ بِه ما وَقَفَ أَو جَعَلْتُها تَقِفُ يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى قالَ اللهُ تَعالى : " وقفِوُهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ " وقال ذُو الرُّمَّةِ :
وقَفْتُ عَلَى رَبْعٍ لمَيَّةَ ناقَتِي ... فما زِلْتُ أَبْكِي عِنْدَهُ وأُخاطِبُه
كوَقَّفْتُه تَوْقِيفاً وأَوْقَفْتُه إيقافاً قال شَيْخُنا : أَنْكَرَهما الجَماهِيرُ وقاُلوا : غيرُ مَسْمُوعَيْنِ وقيل : غيرُ فَصِيحَيْنِ . قلتُ : وفي العَيْنِ : الوَقْفُ : مصدرُ قولِكَ وَقفْتُ الدّابَّةَ ووَقَفْتُ الكلمَةَ وقفاً وهذا مُجاوزٌ فإِذا كان لازِماً قلتَ : وَقَفْتُ وُقُوفاً وإذا وَقَفْتَ الرَّجُلَ على كَلِمَة قلتَ : وَقَفْتُه تَوْقِيفاً . انْتهَى . ويُقال : أَوْقَفَ في الدَّوابِّ والأَرَضِينَ وغيرِها لُغَةٌ ردِيئَةٌ . وفي الصِّحاحِ : حَكَى أَبو عُبَيْدٍ في المُصَنَّفِ عن الأَصْمَعِي واليَزيدِيِّ أَنَهما ذَكَرا عن أبِي عَمْرٍو بنِ العَلاءِ أنَّه قال : لو مَرَرْتَ برَجُلٍ واقِفِ فقُلْتَ له : ما أَوْقَفَكَ هاهُنا ؟ لرَأَيْتُه حَسَناً وحَكَى ابنُ السِّكِّيتِ عن الِكسائِيِّ : ما أوْقَفَكَ هاهُنا ؟ وأَيُّ شَيْءٍ أَوْقَفَكَ هاهُنا ؟ : أَيْ : أَيُّ شَيْءٍ صَيَّرَكَ إلى الوُقُوفِ قال ابنُ بَرِّىّ : ومِمّا جاءَ شاهِداً على أَوْقَفَ الدّابَّةَ قولُ الشّاعِرِ :
وقَوْلُها والرِّكابُ مُوقَفَةٌ ... أَقِمْ علينا أخِي فَلَمْ أُقِمِ ومن المجاز : وقَفَ القِدَرَ بالمِيقافِ وَقْفاً : أَدامها وسكَّنَها أَي : أدام غَلَيانَها وهو أَنْ ينْضَحَها بماءٍ بارِدِ أو نَحْوِه ؛ ليُسكِّنَ غَلَيانَها والإدامةُ والتَّدْويِمُ : تَرْكُ القِدْرِ على الأَثافِيِّ بعد الفَراغِ . ووقَفَ النَّصْرانِيُّ وقِّيفي كخِلِّيفَي : خَدَمَ البِيعةَ ومنه الحدِيثُ في كِتابِه لأَهْلِ نَجْرانَ : وأَنْ لا يُغَيِّرَ واقِفٌ مِنْ وِقِّيفاهُ الواقِفُ : خادِمُ البِيعَةِ ؛ لأَنَّه وقَفَ نَفْسَه على خِدْمتِها والوِقِّيفَي : الخِدْمةُ وهي مصْدرٌ
ومن المجاز : وقَفَ فُلاناً علَى ذَنْبِه وسُوءِ صنِيعِه : إذا أَطْلعه عليِه وأَعْلَمهُ به . ووقَفَ الدَّارَ على المساكينِ كما في العُبابِ وفِي الصِّحاحِ للمِساكِينِ : إذا حَبَّسه هكذا في سائِر النُّسخِ والصّوابُ حَبَّسها ؛ لأَنَّ الدّار مُؤَنَّثَةٌ اتِّفاقاً وإن صحَّ ذلِك بالتَّأْوِيلِ بالمِكانِ أَو الموْضِعِ أَو المسْكَنِ ونحو لكَ فلا داعِيَ إليِه قالَهُ شيخُنا كأَوْقَفَهُ بالأَلِفِ والصوابُ كأَوْقَفَها كما في الصِّحاحِ قالَ الجوْهرِيُّ : وهذِه لُغَةٌ ردِيئَةٌ وفي اللِّسانِ : تَقولُ : وقَفْتُ الشَّيْءَ أَقِفُه وَقْفاً ولا يُقالُ فيه : أَوْقَفْتُ إلاّ على لُغَةٍ ردِيئَةٍ . والمَوْقِفُ كمَجْلِسٍ : مَحَلُّ الوُقُوفِ حيْثُ كانَ كما في الصِّحاحِ . والموْقِفُ : محلَّةٌ بمِصْر كما في التَّكْمِلَةِ وفي العُبابِ بالبصْرَةِ وهو غَلَطٌ وقد نُسِب إليها أَبو حرِيزٍ الموْقِفِيُّ المِصْرِيُّ يرْوِى عن مُحمَّدِ ابنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ وعنه عبْدُ اللهِ بنُ وَهْبِ مُنْكَرُ الحديثِ . والموْقِفانِ من الفَرسِ : الهَزْمتانِ في كَشْحَيْهِ كما في الصِّحاحِ أَو هُما نُقْرتا الخاصِرةِ علَى رَأْسِ الكُلْيةِ قالَه أَبو عُبيْدٍ يُقال : فَرسٌ شَدِيدُ المَوْقِفَيْنِ كما يُقال : شَدِيدُ الجنْبيْن وحَبِطُ المَوْقِفَيْنِ قالَ النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ رضِي اللهُ عنه يِصفُ فَرساً :
فَلِيقُ النَّسا حَبِطُ المَوْقِفْينِ ... يسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأَشْعبِ وقيِلَ : مَوْقِفُ الفَرَسِ : ما دخَلَ في وسَطِ الشّاكِلَةِ . وقِيلَ : هو ما أَشْرفَ من صُلْبِه على خاصِرَتِهومن المجازِ : امْرَأَةٌ حَسَنَةُ المَوْقِفَيْنِ ؛ أَي : الوَجْهِ والقَدَمِ عن يَعْقُوبَ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَو العَيْنَيْنِ واليَدَيْنِ وما لا بُدَّ لها مِنْ إظْهارِه نقَلَه الجَوْهَريُّ أَيْضاً زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ : لأَنَّ الأَبْصارَ تَقِفُ عليهِمَا ؛ لأَنَّهما مما تُظْهِرُه من زِينَتِها . وقال أبو عَمْرٍو : المَوْقِفانِ : هما عِرْقانِ مُكْتَنِفا القُحْقُحِ إِذا تشَنَّجا لم يَقُمِ الإِنْسانُ وإذا قُطِعا ماتَ كما في العُبابِ . وواقِفٌ : بَطْنٌ من الأَنْصارِ من بَنِي سالِمِ بنِ مالِكِ بنِ أَوْسٍ كما في الصِّحاحِ ووقَعَ في المُحْكَمِ : بَطْنٌ من أَوْسِ اللاّتِ وكأَنّه وَهَمٌ وقالَ ابنُ الكُلْبِيِّ في جَمْهَرَةِ نَسَب الأَوْسِ : إنّ واقِفاً : لَقَبُ مالِكِ بنِ امْرِيءِ الَقَيْسِ بنِ مالِكِ بنِ الأَوْسِ وهُو أَبُو بَطْنٍ من الأَنْصارِ مِنْهُم هِلالُ ابنُ أُمَيَّةَ بنِ عامرٍ الأَنْصاريُّ الواقِفِيُّ رضِيَ اللهُ عنه وهو أَحَدُ الثَّلاثَةِ الذَّيِنَ خُلِّفُوا ثُمِّ تِيبَ عَلَيْهِمَ والآخَرانِ : كَعْبُ بنُ مالكِ ِ ومُرَارةُ ابنُ الرَّبِيعِ وضابِطُ أَسمائِهم مَكّة وكانَ هِلالٌ بَدْرِيّاً فيما صَحّ في البُخارِيّ وكان يَكْسِرُ أَصنامَ بَنِي واقِفِ وكانَ معه رايَةُ قومِه يومَ الفَتْح . وذُو الوُقُوفِ بالضمِّ : فَرَسُ نَهْشَلِ بنِ دَارِمٍ هكذا في سائِرِ النُّسَخَ وفي كتابِ الخَيْلِ لابنِ الكَلْبِيِّ لرَجُلٍ من بنَيِ نَهْشَلٍ وفي التَّكْمِلَة فَرَسُ صَخْرِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دارِمٍ وهو الصّوابُ قال ابنُ الكَلْبِيِّ : ولَهُ يَقولُ الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ :
خالِي ابنُ فارِسِ ذِي الوُقُوفِ مُطَلِّقٌ ... وأبِي أَبُو أَسْماءَ عَبْدُ الأَسْوَدِ
نَقَمَتْ بَنُو صَخْرٍ علىَّ وجَنْدَلٌ ... نَسَبٌ لعَمْرُ أَبِيكَ ليَس بقُعْدُدِ والوَقّافُ كشَدّادٍ : المُتَأَنِّي في الأُمورِ الذي لا يَسْتَعْجِلُ وهو فَعّالٌ من الوُقُوفِ ومنه حَدِيثُ الحَسَنِ : إنَّ المُؤَمِنَ وَقّاٌف مُتَأَنٍّ وليَس كَحاطِبِ اللَّيْلِ ومنه قولُ الشّاعِر :
وقَدْ وَقَّفَتْنِي بينَ شَكٍّ وشُبْهَةٍ ... وما كُنتُ وَقّافاً على الشُّبُهاتِ ويُقالُ : الوَقّافُ : المُحْجِمُ عن القِتالِ كأَنَّهُ يَقِفُ نَفْسَه عنه ويَعُوقُها كأَنَّه جَبانٌ قالَ :
" فَتًى غيرُ وَقّافِ وليَس بزُمَّلِ وقالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ :
فإِنْ يَكُ عَبْدُ اللهِ خَلَّى مَكانَه ... فما كان وَقّافاً ولا طائِشَ الَيدِ والوَقّافُ : شاعِرٌ عُقَيْلِيٌّ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : كُلُّ عَقَبِ لُفَّ عَلَى القَوْسِ : وَقْفَةٌ وعلى الكُلْيَةِ العُلْيا وَقْفَتانِ وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ : وُقُوفُ القَوْسِ : أَوْتارُها المَشْدُودَةُ في يَدِها ورِجْلِها . وقالَ اللِّحْيانِيُّ : المِيقَفُ والمِيقافُ كمِنْبِرٍ ومِحْرابٍ : عُودٌ يُحَرَّكُ به القِدْرُ ويُسَكَّنُ بِه غَلَيانُها قالَ : وهو المِدْوَمُ والمِدْاومُ أَيضاً قالَ : والإدامَةُ : تَرْكُ القِدْرِ على الأَثافِيِّ بعدَ الفَراغِ . قال الجَوْهرِيُّ : والوَقِيَفةُ كسَفِينَة : الوَعِلُ تُلْجِئُه قال ابنُ بَرِّي : صَوابُه : الأُرْوَّيةُ تُلْجِئُها الكِلابُ إلىَ صخْرِّةٍ لا مخْلَص لها مِنه فلا يُمْكِنُه أَنْ يَنْزِلَ حتَّى يُصادَ قال : فلا تَحْسبَنِّي شَحْمةً من وقِيفَة مُطَرَّدَةٍ مما تَصِيدُكَ سَلْفَعُ قلتُ : هكَذا أَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ وابنُ فارِسِ وأَنشَده ابنُ السِّكِّيتِ في كِتابِ معانِي الشِّعْر من تأَلِيفِه : وقِيفَةِ تَسَرَّطُها مما تَصِيدُكَ وسلْفَعُ : اسمُ كَلْبةٍ وقيل الوقِيفَةُ : الطَّرِيدَةُ إذا أَعْيَتْ من مُطارَدَةِ الكِلابِ . وأَوْقَفَ : سكَتَ نَقَلَه الجَوْهريُّ عن أَبِي عَمْرٍو ونَصُّه : كَلَّمْتُهم ثم أَوْقَفْتُ ؛ أَي سكَتُّ وكلُّ شَيْءٍ تُمْسِكُ عنهُ تقولُ فيه : أَوْقَفَتُ . وأَوْقَفَ عنهُ أَي : عن الأَمْرِ الذي كانَ فِيه : أَمْسَكَ وأَقْلَعَ وأَنْشَد الجوهرِيُّ للطِّرِمّاحِ :
جامِحاً في غَوايَتِي ثُمَّ أَوْقَفْ ... تُ رِضاً بالتُّقَى وذُو البِرِّ راضِيوليسَ في فَصِيِح الكَلامِ أَوْقَفَ إلاّ لِهذَا المَعْنَى ونَصُّ الجَوْهَريِّ : وليسَ في الكَلامِ أَوْقَفْتُ إِلا حَرْفٌ واحِدٌ . قلتُ : ولا يَرِدُ عليه ما ذَكَرَه أَوّلاً مِن أَوْقَفَه بمعنى أَقامَهُ ؛ فإنَّه مُخَرَّجٌ على قولِ من قالَ : وَقَفَ وأَوْقَفَ سَواءٌ وهو يَذْكُرُ الفَصِيحَ وغيرَ الفَصيحِ جَمْعاً للشَّواردِ كما هو عادتَهُ . ووَقَّفَها تَوْقِيفاً فهِيَ مُوَقَّفَةٌ : جَعَلَ في يَدَيْها الوَقْفَ أَي : السِّوارَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ . ووَقَّفَت المَرْأَةُ يَدَيْهَا بالحِنّاءِ تَوْقِيفاً : نَقَطَتْهُما نَقْطاً . والمُوَقَّفُ كمُعَظَّمٍ من الخَيْلِ : الأَبْرَشُ أَعْلَى الأُذُنَيْنِ كأَنَّهُما مَنْقُوشَتانِ ببَياضٍ ولَوْنُ سائرِهِ ما كانَ كما في العُبابِ واللِّسانِ . وقال الِّلحْيانِيُّ : المُوَقَّفُ من الحُمُرِ : ما كُوِيَتْ ذِراعاهُ كَيّاً مُسْتَدِيراً وأنشَدَ :
كَوَيْنَا خَشْرَماً في الرَّأْسِ عَشْراً ... ووَقَّفْنَا هُدَيْبَةَ إذْ أَتانَا ومِنَ الأرْوَى والثِّيرانِ : ما فِي يَدَيْهِ حُمْرَةٌ تُخالِفُ سائِرَهُ وفي نُسَخٍ : تُخالِفُ لَوْنَ سائِرِه . وفي اللِّسانِ : التَّوْقِيفُ : البَياضُ مع السَّوادِ ودابَّةٌ مُوَقَّفَةٌ تَوْقِيفاً وهو شِيَتُها ودابَّةٌ مُوَقَّفَةٌ : في قَوائِمِها خُطُوطٌ سُودٌ قال الشَّمّاخُ :
وما أَروْىَ وإنْ كَرُمَتْ عَلَيْنَا ... بأَدْنَى مِنْ مُوَقَّفَهٍ حَرُونِ أَراد بالمُوَقَّفَةِ أُرْوِيَّةً في يَدَيْها حُمْرَةٌ تخاِلفُ لونَ سائِرِ جَسَدِها ويُقالُ أيضاً : ثَوْرٌ مُوَقَّفٌ قال العَجّاجُ :
" كأَنَّ تَحْتِي ناشِطاً مُجَأّفَا
" مُذَرَّعاً بوَشْيِه مُوَقَّفَا واسْتَعْمَلَ أَبُو ذُؤَيْب التَّوْقِيفَ في العُقابِ فقالَ :
مُوَقَّفَةُ القَوادِمِ والذُّنابَي ... كأَنَّ سَراتَها الَّلبَنُ الحَلِيبُ وقالَ اللَّيْثُ : التَّوْقِيفُ في قَوائِمِ الدّابَّةِ وبَقَرِ الوَحْشِ : خُطُوطٌ سُودٌ . والمُوَقَّفُ مِنّا : هو المُجَرَّبُ المُحَنَّكُ الذي أَصابَتْه البَلايَا قالَه الِلحْيانِيُّ ونقَلَه ابنُ عَبّادٍ أيضاً . والمُوَقَّفُ : من القِداحِ : ما يُفاضُ بِه في المَيْسِرِ عن ابن عَبّادٍ وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : التَّوْقِيفُ أَنْ يُوَقِّفَ الرَّجُلُ على طائِفِ هكَذا في النُّسَخِ والصَّوابُ طائِفَيْ قَوْسِه بمَضائِغَ مِنْ عَقَبٍ قد جَعَلَهُنَ في غِراءٍ من دِماءِ الظَّباءِ فيَجِئْنَ سُوداً ثمَّ يُغْلي على الغِراءِ بصَدَإِ أَطْرَافِ النَّبْلِ فيجيءُ أَسْوَدَ لازِقاً لا يَنْقَطِعُ أَبَداً . والتَّوْقِيفُ : أَنْ يُجْعَلَ للفَرَسِ هكَذا في النُّسَخِ وصوابُه : للتُّرْسِ وَقْفاً وقد ذُكِرَ مَعْناه كما في العُبابِ . والتَّوْقِيفُ : أَنْ يُصْلِحَ السَّرْجَ ويَجْعَلَه واقِياً لا يَعْقِرُ نقَلَه الصّاغانِيُّ وقالَ أبو زَيْدٍ : التَّوْقِيفُ في الحَدِيثِ : تَبْيِيُنه وقد وَقَّفْتُه وبَيَّنْتُه كلاهُما بمَعْنىً وهو مَجازٌ . والتَّوْقِيفُ في الشَّرْع كالنَّصِّ نقله الجَوْهَرِيُّ . قال : والتَّوْقِيفُ في الحَجِّ : وُقُوُفُ النّاسِ في المَواقِفِ وفي الصِّحاحِ بالمَواقِفِ . والتَّوْقِيفُ في الجَيْشِ : أَنْ يَقِفَ واحِدٌ بَعْدَ واحِدٍ وبه فسُرِّ َقولُ جَمِيلِ بنِ مَعْمَرٍ العُذْرِيِّ :
" تَرَى النّاسَ ما سِرْنَا يَسِيرُونَ حَوْلَناوإنْ نَحْنُ أَوْمَاْنَا إلىَ النّاسِ وَقَّفُوايُقالُ : إنّ الفَرَزْدَقَ أَخَذَ منه هذا البَيْتَ وقالَ : أَنَا أَحَقُّ بِه منكَ مَتَى كانَ المُلْكُ في عُذْرَةَ ؟ إنَّما هَذَا لمُضَرَ . والتَّوْقِيفُ : سِمَةٌ في القِداحِ تَجْعَلُ عليه قاله ابنُ عَبّادِ . والتَّوْقِيفُ : قَطْعُ مَوْضِعِ الوَقْفِ أَي : السِّوارِ من الدَّابَّةِ هكَذا في سائِرِ النُّسَخِ والصَّوابُ بياضُ مَوْضِعِ السِّوارِ كما هو نَصُّ أَبي عُبَيْدٍ في المُصَنَّفِ قال : إذا أَصابَ الأَوْظِفَةَ بَياضٌ في مَوْضِعِ الوَقْفِ ولَمْ يَعْدُها إلى أَسفَلَ ولا فَوْقَ فذلِكَ التَّوْقِيفُ ويُقالُ : فَرَسٌ مُوَقَّفٌ ونَقَله الصّاغانِيُّ أَيْضاً هكَذا فتأَمّل ذلِك . والتَّوَقُّفُ في الشَّيْءِ كالتَّلَوُّمِ فيه نَقَلَه الجَوْهرِيُّ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : التَّوَقُّفُ عليه هو التَّثَبُّتُ يُقال : تَوَقَّفْتُ على هذا الأَمْرِ : إذا تلَبَّثْتَ وهو مَجازٌ ومنه تَوَقَّفَ على جَوابِ كلامِهِ . قالَ : والوِقافُ بالكَسْرِ والمُواقَفَةُ : أنْ تَقِفَ مَعَه ويَقِفَ مَعَكَ في حَرْبٍ أَو خُصُومَةٍ وتَواقَفَا في القِتالِ وواقَفْتُه على كَذَا : وَقَفْتُ مَعَه في حَرْبٍ أو خُصُومَةِ . قالَ واسْتَوْقَفْتُه : سَأَلْتُه الوُقُوفَ يُقال : إنَّ امْرَأ القَيْسِ أولُ من اسْتَوْقَفَ الرَّكْبَ على رَسْمِ الدّارِ بقَوْلهِ : قِفانَبْكِ . . .
ومما يُستَدْرَكُ عَلَيْه : الوُقْفُ والوُقُوفُ بضَمِّهِما : جَمْعُ واقِفِ ومنه قولُ الشّاعِرِ :
أَحْدَثُ مَوْقِفٍ من أُمِّ سَلْمٍ ... تَصَدِّيهَا وأَصْحابي وُقُوفُ
وُقُوفٌ فَوْقَ عِيسٍ قَدْ أُمِلَّتْ ... بَراهُنَّ الإناخَةُ والوَجيفُ أرادَ : وُقُوفٌ لإبِلِهمْ وَهُم فَوْقَها . والمَوْقِفُ : مصدرٌ بمعنَى الوُقُوفِ . والواقِفُ : خادِمُ البِيَعةِ . والمَوْقُوفُ من الحَدِيثِ : خِلافُ المَرْفُوعِ وهو مجازٌ . وَوَقَفَ وَقْفَةً وله وَقَفات . وتَوَقَّفَ بمكانِ كَذا . ووَقَفَ القارِئُ على الكَلِمةِ وُقُوفاً وَوَقَّفَه تَوْقِيفاً : عَلَّمَه مواضِعَ الوُقُوفِ . ووَقَفَ على المَعْنَى : أَحاطَ بِه وهو مجازٌ . وكذا قَوْلُهم : أَنا مُتَوَقِّفٌ في هَذا لا أُمْضِي رَأْياً . ووَقَفَ عليهِ : عايَنَه وأَيْضاً : أُدْخِلَه فعَرَف ما فيِه تَقُولُ : وَقَفْتُ على ما عِنْدَ فُلانِ : تُرِيدُ قد فَهِمْتُه وتَبَيَّنْتُه وبكليِهما فُسِّرَ قَوْلُه تَعاَلى : " وَلَوْ تَرَى إذْ وُقِفُوا عَلَى النّارِ " . والواقِفَةُ : القَدَمُ يمانِيَّةٌ صِفَةٌ غالِبَةٌ . والمَوْقُوفُ من عَرُوضِ مَشْطُوِر السَّرِيعِ والمُنْسَرِحِ : الجُزءُ الذَّيِ هو مَفْعُولانْ كقَوْلِه :
" يَنْضَحْنَ في حافَاتِها بالأَبْوَالْ فقَوْلُه : بالأَبْوالْ مَفْعُولان أَصْلُه مَفْعُولاتُ أُسْكِنَت التّاءُ فصارَ مَفْعُولاتْ فنُقِلَ في التَّقْطِيِع إلى مَفْعُولانْ . وفي المُحْكَمِ : يُقالُ في المَرْأَةِ : إنَّها لجَمِيلَةُ مَوْقِفِ الرّاكِبِ يَعْنِي عَيْنَيْها وذِرَاعَيْها وهو ما يَراهُ الرّاكِبُ منها وهو مَجازٌ . ويُقالُ : هو أَحْسَنُ من الدُّهْمِ المُوَقَّفَةِ وهِيَ خَيْلٌ في أَرْساغِها بَياضٌ نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ . وهو مَجازٌ . وكُلُّ مَوْضِعٍ حَبَسَتْه الِكلابُ على أَصْحابِه فَهُوَ وَقِيفَةٌ . والوقْفُ : الخَلْخالُ من فِضَّةِ أَو ذَبْلٍ وأكثَرُ ما يكونُ من الذَّبْلِ . وحَكَى ابنُ بَرِّىّ عن أَبِي عَمْرٍو : أَوْقَفْتُ الجارِيَةَ : جَعَلْتُ لهَا وَقْفاً من عاجٍ . وقالَ أبو حَنِيفَةَ : التَّوْقِيفُ : عَقَبٌ يُلْوَى عَلَى القَوْسِ رَطْباً ليِّناً حَتّى يَصِيرَ كالحَلْقِة مُشْتَقٌّ من الوَقْفِ الذي هو السِّوارُ من العاجِ قالَ ابنُ سِيدَه : هذِه حِكاَيَةُ أَبِي حَنِيفَةَ جَعَلَ التَّوْقِيفَ اسْماً كالتَّمْتيِنِ والتَّنْبِيتِ وفيه نَظَرٌ وقال غَيْرُه : التَّوْقِيفُ : لَيُّ العَقَبِ على القَوْسِ من غَيْرِ عَيْبٍ . وضَرْعٌ مُوَقَّفٌ : به آثارُ الصِّرارِ أنشَدَ ابنُ الأَعرابِيِّ :
" إبْلُ أَبِي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ
" يَزِينُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُوتَوْقِيفُ الدّابَّةِ : شِيَتُها . ورَجُلٌ مُوَقَّفٌ على الحَقِّ ؛ أَي : ذَلُولٌ بِه . واتَّقَفَ : مُطاوعُ وَقَفَ يُقالُ : وَقَفْتُه فاتَّقَفَ كما تَقُولُ : وَعَدْتُه فاتَّعَدَ والأَصْلُ فيِه اوْتَقَفَ وقد جاءَ في حَدِيثِ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ : أَقْبَلْتُ معه فوَقَفْتُ حَتَّى اتَّقَفَ النّاسُ كُلُّهُم . ويُقالُ : فُلانٌ لا تُواقَفُ خَيْلاهُ كَذِباً ونَمِيمَةً ؛ أَي : لا يُطاقُ وهو مَجازٌ . وواقِفٌ : موضِعٌ في أَعالِي المَدِينَةِ