الجَذْرُ بفتح فسكون : القَطْعُ يقال : جَذَرَ الشيْءَ جَذْراً إذا قَطَعَه . الجَذْرُ : الأصْلُ من كلِّ شيْءٍ أو هو أصْلُ اللِّسانِ وأصْلُ الذَّكَرِ . قال شَمِرٌ : إنه لَشَديدُ جَذْر اللِّسَان وشَديدُ جَذْر الذَّكَر أي أصْلِه قال الفرزدق :
رَاَتْ كَمَراً مثلَ الجَلاَمِيدِ أفْتَحَتْ ... أحاليلَها حتى اسْمَأَدَّتْ جُذُورُهَا
الجَذْرُ : أصْلُ الحِسَابِ والنَّسَب ويُكْسَرُ فيهنّ أو في أصْل الحِسَاب بالكسر فقط فالفَتْحُ عن الأصمعيِّ والكسرُ عن أبي عَمْرٍو في الكلِّ . وقال ابن جَبَلَةَ : سأَلتُ ابنَ الأعْرَابِيِّ عنه فقال : هو جَذْرٌ قال : ولا أقول : جِذْر . وفي الأساس : يقال : ما جَذْرُ هذا العدد وما جُدَاؤُه أي أصلُه ومَبْلَغُه . إذا ضَرَبَ ثلاثةً فالجَذْرُ الثلاثةُ والجُداءُ التِّسْعَةُ . وفي اللِّسان : والحِسَابُ الذي يُقال له عَشَرَةٌ في عَشَرة وكذا في كذا تقول : ما جَذْرُه ؟ أي ما يبلغُ تَمامُه ؟ فتقول : عشرةٌ في عشرة مائةٌ وخمسةٌ في خمسةٌ وعشرون أي فجَذْرُ مائة عشرةٌ وجَذْرُ خمسة وعشرين خمسةٌ وعشرةٌ في حساب الضَّرْب جَذْرُ مائة
الجَذْرُ : الاسْتِئْصَالُ ياقل : جَذَرتُ الشيءَ جَذْراً استأْصلتُه كالإجْذَار عن أَبي زَيْد
الجَذْرُ : مَغْرِزُ العُنُقِ عن الهَجَريّ وأنشدَ :
تَمُجُّ ذَفاريهنَّ ماءً كأنَّه ... عَصِيمٌ على جَذْرِ السَّوالفِ مُغْفُرُ . ج جُذُورٌ بالضمّ
والجُؤْذُرُ بضمّ الجيم والذال مهموزاً وتُفْتَحُ الذّالُ أيضاً والجيذَرُ بكسر الجيم وسكون التحتيَّةِ وفي بعض النُّسَخ بفتح الجيمِ والجُوذَرُ بالواو من غير هَمْز كفُوفَل و الجَوْذَرُ مثلُ كَوْكَب والجَوْذِرُ بفتحِ الجيم وكسرِ الذّالِ فهي ستُّ لغات ذَكَر الجوهَريُّ منها لُغَتَيْن وزاد الصغانيُّ اثنتَيْن وهما كفُوفَل وكَوْكَبٍ وهي ولَدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ كذا في الصّحاح والجمعُ جآذِرُ . وبَقَرَةٌ مُجْذِرٌ كمُحْسِنٍ : ذات جُوذَرٍ . قال ابن سِيدَه : ولذلك حَكَمنا بزيادة همزةِ جُؤْذر ولأنها تُزاد ثانية كثيراً . وحَكَى ابنُ جِنِّي أنّ جَوْذَراً مثل كَوْثَرٍ لغةٌ في جُؤْذَر وهذا مما يَشهدُ له أيضاً بالزِّيادَة لأن الواو ثانيةً لا تكون أصلاً في بنات الأربعة
والجَيْذَرُ : لغةٌ في الجَوْذَرِ قال ابن سِيدَه : وعندي أن الجَيْذَرَ والجَوْذَرَ عربيّان والجُؤْذُر والجُؤْذَرُ فارسيّانِ . وانْجَذَرَ الحَبْلُ والصّاحِبُ ومن كلِّ شيْءٍ : انْقَطَعَ قال الشاعر :
يا طَيْبَ حالَ قضاءُ اللهِ دُونكمُ ... واسْتَحْصَدَ الحَبْل مِنْكِ اليوم فانْجَذرَا . واجْذَأَرَّ كاقْشعَرَّ : انْتَصبَ فلم يَبْرَحْ وهو مُجْذئِرُّ قاله ابن بُزرْج . وعن اللَّيْث : اجْذأَرَّ : انْتَصَبَ للِسّبَابِ والمُخاصَمَةِ قال الطِّرِمّاح :
تَبيتُ على أطْرَافِهَا مُجْذئِرَّةً ... تُكَابِدُ هَمَّاً مثلَ هَمِّ المُرَاهِنِ . اجْذَأَرَّ النَّبَات : نبَتَ ولم يَطلْ فهو مُجْذئِرٌّ . والجَيْذَرَة : سَمَكةٌ كالزَّنْجِيِّ الأسْوَدِ الضَّخْمِ القصِيرِ
والمُجَذَّرُ : كمُعَظَّمٍ : لقبُ عبد اللهِ بنِ ذِيَادٍ ككِتابٍ البَلَوِيّ قتلَ سُوَيْدَ بن الصّامِتِ في الجاهليّة فهاج قتلُه وَقعةَ بُعاث ثم استُشهِدَ يومَ أُحُد قتله الحارثُ بنُ سُوَيْدِ بنِ الصامتِ بأَبِيه وارتدَّ ولَحِقَ بمكّة ثم أَتَى مُسْلِماً بعد الفَتْح فقتلَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلّم بالمُجَذَّر بأمْرِ جبريل عليه السَّلامُ فيما وَرَدَ . وَعَلْقمَةُ بنُ المُجَذَّرِ واسمُه الأعْوَرُ بنُ جَعْدَة الكِنانِيُّ المُدْلجيّ استعمله النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على سَرِيَّة صَحَابِيّانِ
المْجَذَّرُ : القصِيرُ الغليظُ الشَّثْنُ الأطْرَافِ وزاد في التَّهْذِيب : من الرِّجَال والأنثى بالهَاءِ كالجَيْذَرِ . وأنشد أبو عَمْر لأبي السَّوْداءِ العِجْلِيّ :
" تعَرَّضتْ مُرَيْئَةُ الحَيّاكِ
" لناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيّاكِ
" البُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوّاكِ . أو هذه أي الجَيْذر بالمهملَة ووهِمَ الجوهريُّ في إعجام الذّالِ منها . قال شيخُنا : وجَزَم القاضِي زَكَرِيّاءُ في حَاشِيَتِه على البَيْضَاوِيِّ بأَنه بالموحَّدة بعد الجِيم والذّال المعجَمَة وتَبِعَه السُّيُوطِيُّ في حاشِيَتِه وتَعَقَّبَها الخَفَاجِيُّ وعبدُ الحَكِيم . المُجَذَّرُ : البعيرُ الذي لَحْمثه في أطرافِ عِظامِه وحُجُومِه . ويقال : ناقةٌ مُجَذَّرةٌ أي قصيرة شديدةٌ
ومّما يُسْتدرَكَ عليه :جَذْرُ البَقَرَةِ : قَرْنهَا وأنشدُوا قولَ زهَيْر يصف بقرَةً وَحْشيَّةً :
وسامِعَتَيْن تَعرِف العِتْقَ فيهما ... إلى جَذْر مَدْلُوكِ الكُعُوبِ مُحَدَّدِ . يَعْني قَرْنَها
ونَزَلَت الأمانةُ في جَذْر قُلْوب الرِّجَال أي في أصْلها . والجَذِرُ : أصلُ شَجَرَةٍ وعن ابن جَنْبَةَ : الجَذْرُ جَذْرُ الكلام وهو أن يكونَ الرجلً مُحَكَّماً لا يستعينُ بأَحَد ولا يَرُدُّ عليه أحدٌ ولا يُعَابُ فيقال : قاتَلَه اللهُ كيف يَجْذِرُ في المُجَادَلَة : وفي حديث الزُّبَيْر : " احْبس الماءَ حتى يَبْلُغَ الجَذْرَ " يريدُ مَبْلَغَ تَمَامِ الشُّرْب مِن جَذْر الحسَاب . وقيل : أرادَ أصْلَ الحائط . والمحفوظُ بالدّال المهملَة وقد تقدَّم . وفي حديث عائشة : " سأَلتُه عن الجَذْر فقال : هو الشّاذَرْوَانُ الفارغُ من البناءِ حَولَ الكعبةِ " . والمُجْذَئِرُّ مِن القُرُون حسن يُجَاوِزُ النُّجُومَ ولم يَغْلُظ . ومن النّبات : الذي نَبَت ولم يَطُلْ . والمُجْذئِرُّ أيضاً : الوَتِدُ . والجِذْرِيَّة بالكسر : السِّنُّ التي بعد الرِّبَاعيَةِ . والجِذْرَةِ بالكسر : بَطْنٌ من كَعْب بن القَيْن . وجُذْران كعُثمان : بَطْنٌ من غافِق منهم : أَبو يعقوبَ إسحاقَ بن يَزيد الجُذْرانيُّ
الغِلافُ ككِتابٍ : م مَعْرُوفٌ وهو الصِّوانُ وما اشْتَمَلَ على الشيءِ كقَمِيصِ القَلْبِ وغِرْقِئ البَيْضِ وكِمام الزَّهْرِ وساهُورِ القَمَرِ ج : غُلْفٌ بضَمَّةٍ وقُرِئَ قوله تعالى : " وقالُوا قُلوبُنا غُلُفٌ " بضمتين أي أَوْعِيَةٌ للعِلْمِ فما بالُنا لا نَفْقَهُ ما نَقُولُ وهي قِراءةُ ابنِ عباس وسعيد بن جُبَيرٍ والحسنِ البَصْرِيِّ والأَعرَجِ وابنِ مُحيْصنٍ وعَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ والكَلْبِيِّ وأَحمد عن أَبي عمرو وعيسى والفضلِ الرَّقاشي وابن أَبي إِسْحاقَ . وفي رِوايَةٍ : غُلَّفٌ كرُكَّعٍ وقرأَ بهِ ابنُ مُحَيْصِنٍ في رِوايَةٍ أُخْرى وهو محمدُ بن عبد الرحمن المَكِّيُّ أحدُ الأربعةِ من الشَّواذِّ اتفاقاً قال الصاغانيُّ : ولَعَلَّهُ أَرادَ به الجَمْعَ . وغَلَفَ القارُورَةَ غَلْفَاً : جَعَلَها في غِلافٍ وكذا غَيْرَها كغَلَّفَها تَغْلِيفاً : أَدْخَلَها في غِلافٍ أَو جَعلَ لها غِلافاً . وقَلْبٌ أَغْلَفُ بَيِّنُ الغُلْفَةِ كأَنَّما أُغْشِيَ غِلافاً فهو لا يَعِي شيئاً ومنه الحديث : القُلُوبُ أَرْبَعَةٌ : فقلْبٌ أَغْلَفُ أَي : عليه غِشاءٌ عن سَماعِ الحَقِّ وقَبُولِه وهو قَلْبُ الكافِرِ وجَمْعُ الأَغْلَفِ : غُلْفٌ ومنه قوله تعالى : " وقالُوا قُلوبُنَا غُلْفٌ " أَي : في غِلافٍ عن سَماعِ الحَقِّ وقَبُولِه وفي صِفَتِه صلى الله عليه وسلم : " يَفْتَحُ قُلوباً غُلْفاً " أَي : مُغَشّاةً مُغَطّاةً ولا يَكُونُ الغُلُفُ بضمتين جمعَ أَغْلَفَ لأَنّ فُعُلاً لا يَكُونُ جَمْعَ أَفْعَل عند سِيبوَيْهِ وقال الكسائيُّ : ما كانَ جمعُ فِعالٍ وفَعُولٍ وفَعِيلٍ على فُعُلٍ مُثَقَّلٍ . ورَجُلٌ أَغْلَفُ بَيِّنُ الغَلَفِ مُحَرَّكَةً : أَي أَقْلَفُ نَقَلهَ الجَوْهَرِيُّ وهو الذي لم يَخْتَتِنْ . والغُلْفَةُ بالضمِّ : القُلْفَةُ . وغُلْفَةُ : ع . ويقال : عَيْشٌ أَغْلَفُ : أَي واسِعٌ رَغْدٌ . وسَيْفٌ أَغْلَفُ : في غِلافٍ وقَوْسٌ غَلْفاءُ وكَذلِك كُلُّ شيءٍ في غِلافٍ . وسَنَةٌ غَلْفاءُ : مُخْصِبَةٌ كَثُرَ نَباتُها وعامٌ أَغْلَفُ كذلك : وأَوْسُ بنُ غَلْفاءَ : شاعرٌ وهو القائِلُ :
أَلا قالَتْ أُمامَةُ يومَ غَوْلٍ ... تَقَطَّعَ بابنِ غَلْفاءَ الحِبالُ والغَلْفاءُ أَيضاً : لَقَبُ سَلَمَةَ عمِّ امْرِئِ القَيْسِ بنِ حُجْرٍ عن ابن دُرَيْدٍ . وأَيضاً : لَقَبُ مَعْدِي كَرِبُ بن الحارِثِ بن عَمْرٍو أَخِي شُرَحْبِيلَ ابنِ الحارثِ لأَنَّه أَوَّلُ مَنْ غَلَّفَ بالمِسْكِ زَعَمُوا كذا في الصِّحاحِ . وقال شَمِرٌ : الأَرْضُ الغَلْفاءُ : هي التي لم تُرْعَ قَبْلُ فَفِيها كُلُّ صَغِيرٍ وكَبِيرٍ من الكَلأَ وهو أَيضاً قولُ خالِدِ بنِ جَنْبَةَ . وغَلْفانُ كسَحْبانَ : ع . وبَنُو غَلْفانَ : بَطْنٌ من العَرَبِ . والغَلْفُ : شَجَرٌ يُدْبَغُ بهِ كالغَرْفِ وقِيلَ : لا يُدْبَغُ به إِلاّ معَ الغَرْفِ . وتَغَلَّفَ الرَّحْلُ واغْتَلَفَ : حَصَلَ له غِلافٌ من هذا الأدِيمِ ونحوِه
ومما يستدرك عليه : أَغْلَفَ القارورَةَ إِغْلافاً : جعَلَ لها غِلافاً نَقَلَه الليْثُ وهو في الصحاح . وسَرْجٌ مُغَلَّفٌ ورَحْلٌ مُغَلَّفٌ : عليه غِلافٌ من الأَدِيمِ ونحوهِ . والأَغْلَفُ : الَّذِي عليه لِبْسَةٌ لم يَدَّرِعْ مِنْها أَي : لم يُخْرِجْ ذِراعَيْهِ منها قالَهُ خالِدُ بنُ جَنْبَةَ . وقَلْبٌ مُغَلَّفٌ : مُغَشَّى . والغُلْفَتانِ : طَرَفا الشّارِبَيْنِ مما يَلِي الصِّماغَيْنِ . والغَلَفُ محركةً : الخِصْبُ الواسعُ . وغَلَفَ لِحْيَتَه بالطِّيبِ والحِنّاءِ والغالِيةِ . وغَلَّفَها : لَطَخَها وكَرِهَها ابنُ دُرَيْدٍ ونَسَبَها للعامَّةِ وقالَ : إنما هو غَلاها وأَجازَها اللَّيْثُ وآخرونَ . ففي حديث عائشة رضي الله عنها : " كُنْتُ أُغَلِّفُ لِحْيَةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالِيَةِ " أي : أَلْطَخُها وأَكْثَرُ ما يُقال : غَلَفَ بها لِحْيَتَه غَلْفاً وغَلَّفَها تَغْلِيفاً . وقالَ ثَعْلَبٌ : تَغَلَّفَ الرَّجُلُ بالغالِيَةِ وسائِرِ الطِّيبِ وقالَ غيرُه : اغْتَلَفَ من الطِّيبِ . وقالَ ابنُ الفَرَج : تَغَلَّفَ بالغالِية : إذا كان ظاهِراً وتَغَلَّلَ بِها : إِذا كانَ داخِلاً في أُصُول الشَّعْرِ . والغَلِفُ : ككَتِفٍ : نَبْتٌ تَأْكُلُه القُرودُ خاصّةً حكاه أَبُو حَنِيفَةَ
كَتَبهُ يَكْتُبُ كَتْباً بالفَتْح المَصْدَرُ المَقِيسُ وكِتَاباً بالكسر على خِلاف القياس . وقيل : اسْمٌ كاللِّباس عن اللِّحْيَاِنّي . وقِيل : أَصلُهُ المصدرُ ثمّ استُعمِلَ فيما سيأْتي من معانيه . قاله شيخُنا . وكذا : كِتابَةً وكِتْبَةً بالكسر فيهما : خَطَّهُ قال أَبو النَّجْمِ :
أَقْبَلْتُ مِنْ عِنِْ زِيَاد كالخَرِفْ ... تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتلِفْ
" تُكَتِّبانِ في الطَّرِيقِ لاَمَ الِفْ وفي لسان العرب قال : ورأَيتُ في بعض النُّسَخ " تِكِتِّبانِ " بكسر التّاءِ وهي لُغَةُ بَهْراءَ يَكْسِرُونَ التَّاءَ فيقولونَ : تِعْلَمُونَ . ثمّ أَتْبَع الكافَ كسرةَ التّاءِ ككَتَّبَهُ مُضَعَّفاً وعن ابن سِيدَهْ : اكْتَتَبَه كَكَتَبَه أَو كَتَّبَهُ : إِذا خَطَّهُ
واكْتَتَبَهُ : إِذا اسْتَمْلاهُ كاسْتَكْتَبَهُ واكْتَتَبَ فلانٌ كِتَاباً : أَي سأَلَ أَنْ يُكْتَبَ له . واسْتَكْتَبَهُ الشَّيِْ : أَي سَأَلَهُ أَن يَكْتُبَه له . وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز : اكْتَتَبها فهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وأَصِيلاً أَي : استَكْتَبَها . والكِتَابٌ : ما يُكْتَبُ فيهِ وفي الحديثِ : مَنْ نَظَرَ إِلى كِتَابِ أَخيه بغَيْرِ إِذْنِه فكَأَنَّما يَنْظُرُ في النَّارِ . وهو محمولٌ على الكِتَابِ الذي فيه سِرٌّ وأَمانةٌ يَكرَهُ صاحِبُهُ أَنْ يطَّلَعَ عليه . وقيلَ : هو عامٌ في كلِّ كِتاب . ويُؤَنَّثُ على نِيّةِ الصَّحيفةِ . وحكى الأَصْمَعِيُّ عن أَبِي عَمْرِو بْن العَلاَءِ : أَنّهُ سَمِعَ بعضَ العرَبِ يقولُ وذَكَرَ إِنْسَاناً فقال فُلانٌ لَغُوبٌ جاءَتْه كِتابي فاحْتَقَرَهَا . اللَّغُوبُ : الأَحْمَقُ الكِتَابُ : الدَّوَاةُ يُكْتَبُ منها . الِكَتابُ : التَّوْرَاةُ قال الزَّجَّاجُ في قوله تعالَى : " نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ " وقولُهُ " كِتَابَ اللهِ " : جائزٌ أَنْ يكونَ التَّوْراةَ وأَن يكونَ القُرآنَ . الكِتَابُ : الصَّحِيفَةُ يُكْتَبُ فيها . الكِتابُ يُوضَعُ مَوْضِعَ الفَرْضِ قال اللهُ تَعَالَى : " كُتِبَ عَلَيْكُم القِصَاصُ " وقال عَزّ وجَلَّ " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ " مَعْنَاهُ : فُرِضَ . قال : " وكَتَبْنَا عَلَيْهِم فيها " أَي : فَرَضْنا . مِنْ هذا : الكِتَابُ يأْتي بمعنى الحُكْمِ وفي الحديثِ : " لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بكِتَابِ اللهِ " أَي : بحُكْمِ اللهِ الّذي أَنزلَ في كِتابه وكَتَبَه على عِباده ولم يُرِدِ القُرْآنَ لأَنَّ النَّفْيَ والرَّجْمَ لا ذِكْرَ لهما فيه ؛ قال الجَعْدِيُّ :
" يا بِنَت عَمِّي كِتَابُ اللهِ أَخْرَجَنِيعَنْكُمْ وهَلْ أَمْنَعَنَّ اللهَ ما فَعَلا وفي حَدِيثِ بَريرَةَ : " من اشْتَرَطَ شَرْطاً ليس في كِتَابِ اللهِ " أَي : ليس في حُكْمِهِ . في الأَساس : ومِن المجاز : كُتِبَ عليه كذا : قُضِيَ . وكِتَابُ اللهِ : قدَرُهُ قال : وسَأَلَنِي بعضُ المَغَاربةِ ونحنُ بالطَّوافِ عن القَدر فقلت : هو في السَّمَاءِ مكتوبٌ وفي الأَرِضْ مكسوبٌ . من المَجَاز أَيضاً عن اللِّحْيَانّي الكُتْبَةُ بالضَّمِّ : السَّيْرُ الَّذِي يُخْرَزُ به المَزَادَةُ والقِرْبَة وجَمْعُهَا كُتَبٌ . قال ذُو الرُّمَّةِ :
وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوَارِزَها ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْهُ بَيْنَها الكُتَبُالوفْراءَ : الوافِرَةُ . والغَرْفِيَّةُ : المَدْبُوغة بالغَرْفِ شَجرةٍ . وأَثأَى : أَفسدَ . الخَوَارِز : جَمْعُ خارِزِةَ . الكَتْب : الجَمْعُ تقولُ منه : كَتْبتُ البَغْلَةَ . إِذا جَمَعْتَ بيْن شُفْرَيْها بحَلْقَة أَو سَيْرٍ . وفي الأَساس : وكَذَا : كَتَبْتُ عليها وبَغْلَةٌ مٌكتوبة ومكتوبٌ عليها . والكُتْبَةُ : ما يُكْتَبُ به أَيْ يُشَدّ حَياءُ البَغلةِ أَو النَّاقَةِ لئلا يُنْزَى عليها والجَمْعُ كالجَمْعِ . عن اللَّيْثِ : الكُتْبَةُ : الخُرْزَةُ المضمومةُ بالسّيْرِ . وقال ابْنُ سِيدَهْ : هي الَّتِي ضَمَّ السَّيْرُ كِلاَ وَجْهَيْها الكْتبَةُ بالكسر : اكْتِتَابُكَ كِتَاباً تَنْسَخُهُ . والكِتْبَةُ أَيضاً : الحالَةُ . والكِتْبَةُ أَيضاً : الاكْتِتابُ في الفَرْضِ والرِّزْقِ . وكَتَبَ السِّقاءَ والمَزَادَةَ والقِرْبَةَ يَكْتُبُه كَتْباً : خَرَزَةُ بسَيْرَيْنِ فهو كَتِيبٌ . وقيلَ هو أَن يَشُدَّ فَمَهُ حتَّى لا يَقْطُرَ منه شَيءٌ كَاكْتَتَبَهُ : إِذا شَدَّه الوِكاءَ فهو مُكْتَتب . وعن ابْنِ الأَعْرَابيّ : سَمِعْتُ أَعْرَابِياً يقول : أَكْتَبْتُ فَمَ السِّقاءِ فلَمْ يَسْتَكْتِبْ . أَي : لَمْ يَسْتَوْكِ لجفائِه وغِلَظِه . وقال اللِّحْيَانِيّ : اكْتُبْ قِرْبَتَك : اخْرُزْهَا . وأَكْتِبْهَا : أَوْكِها يعني : شُدَّ رَأْسَها . كَتَبَ النَّاقَةَ يَكْتِبُهَا ويَكْتُبُها بالكَسْرِ والضَّمّ كَتْباً وكَتَبَ عليها : خَتَمَ حَيَاءَهَا وخَزَمَ عليه أَو خَزَمَ بحَلْقَةٍ منْ حَدِيدٍ ونَحْوِه كالصُّفْرِ تَضُمّ شُفْرَيْ حَيائِها لئلاَّ يُنْزَي عليها . قال :
لا تَأْمننَّ فَزارِياً خَلَوْتَ بِه ... على بَعِيرِك واكْتُبْها بِأَسْيارِ وذلكِ لأَنَّ بَنِي فَزَارَةَ يُرْمَوْنَ بِغِشْيَانِ الإِبل . كَتَبَ النَّاقَةَ يكْتُبُهَا : ظَأَرَهَا فَخَزَم منْخَرَيْهَا بِشيءٍ لئلاَّ تَشَمَّ البَوْلَ . هكذا في نُسْخَتِنَا وهو خَطَأَ وصوابُهُ " البَوَّ " أَيْ : فلا تَرْأَمُهُ
والكاتِبُ عندَهُمُ : العَالِمُ نقلَه الجَوْهَرِيُّ عن ابْن الأَعْرَابيّ قال اللهُ تَعَالَى : " أَمْ عِنْدَهُمُ الغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ " وفي كِتابِهِ صلَّى الله عليه وسلَّم إِلى أَهْل اليَمَنِ " قد بَعَثْتُ إِلَيْكُم كاتِباً من أَصحابي " أَرَاد : عالِماً سُمِّى به لأِنّ الغالِبَ على مَنْ كان يَعْرِفُ الكِتابَة أَنَّ عندَهُ العِلمَ والمعرفةَ وكان الكاتِبُ عندهم عَزيزاً وفيهم قليلاً . والإِكْتابُ : تَعْلِيمُ الكِتَابِ والكِتَابَةِ كالتَّكْتَيبِ . والمُكْتِبُ : المُعلِّمُ وقال اللِّحْيَانيّ : هو المكَتِّبُ الَّذِي يُعَلِّم الكِتَابَةَ . قال الحَسنُ : وكان الحَجَّاجُ مُكْتِباً بالطّائِفِ يعني : مُعَلِّماً ومنه قيل : عُبَيْدٌ المُكْتِبُ لأِنَّه كانَ مُعَلِّماً . ونصُّ الصَّاغانيِّ : كَتَّبْتُ الغُلامَ تَكْتِيباً : إِذا عَلَّمتَهُ الكِتَابةَ مثل اكْتَتَبْتُه : الإِكْتابُ : الإِمْلاَءُ تَقُولُ : أَكْتبنْي هذه القصيدةَ أَيْ : أَمْلِها علىَّ . الإِكْتابُ : شَدَّ رَأْسِ القِرْبَةِ يقَال : أَكْتَبَ سِقَاءَهُ إذا أَوْكأَهُ وهو مَجَاز وقد تقدَّمَ . رَجُلٌ كاتِبٌ والكُتَّابُ كُرَّمانٍ : الكاتِبُون وهم الكَتَبَةُ وحِرْفَتُهُم : الكِتَابَةُ قاله ابْنُ الأَعْرَابيّ . يقال : سَلَّمَ وَلَدَهُ إِلى المَكْتَبِ كمَقعَد أَيْ : مَوْضِعِ الكِتَابِ والتَّعْلِيمِ أَيْ : تعليمِه الكِتَابة . والمُكْتِبُ : المُعَلِّمُ والكُتَّابُ : الصِّبيان قاله المُبِّردُ . وقَوْلُ اللَّيْثِ وتَبِعَهُ الجَوْهَرِيّ : إِنّ الكُتَّابَ بوزن رُمَّان والمَكْتَبَ كمَقْعَدٍ واحِدٌ وهما مَوضعُ تعليمِ الكِتابِ غَلَطٌ : وهو قولُ المُبَرِّدِ لأَنّه قال : ومَن جعَلَ الموضِعَ الكُتّابِ فقد أَخْطَأَ . وفي الأَساس : وقيل الكُتَّابُ : الصِّبْيانُ لا المَكَانُ . ونقل شيخُنا عن الشِّهابِ في شرح الشِّفاءِ : أَنَّ الكُتَّابَ للمَكْتَبِ وارِدٌ في كلامهم كما في الأَساس وغيرِهِ ولا عِبرة بمن قالَ إِنه مُوَلَّدٌ . وفي العِنَايَة : أَنَّه أَثْبَته الجوهريّ واستفاضَ استعمالُه بهذا المعنى كقوله :
وأَتَى بكُتَّابٍ لَو انْبَسَطَتْ يَدِي ... فيهِمْ رَدَدْتُهُمُ إِلى الكتابوأَوّلُهُ :
تَبًّا لِدَهْرٍ أَتَى بِعُجابِ ... ومَحَا فنُونَ العِلْمَ والآداب والأَبيات في تاريخ ابْنِ خِلِّكان . وأَصلُه جمع كاتِبٍ مثل كَتَبَة فأُطْلِقَ على مَحَلِّه مَجازاً للمجاورة وليس موضوعاً ابتداءً كما قال . وقال الأزْهَريُّ عن اللَّيْثِ : إِنّه لُغَةٌ . وفي الكَشْف : الاعتمادُ على قول الليث ونَقَلَهُ الصاغاني أيضاً وسَلَّمَه ؛ ونقلَه ابْنُ حَجَرٍ في شرح المِنْهَاجِ عن الإِمامِ الشّافِعيّ وصَحَّحَهُ البَيْهَقِيُّ وغيرُه ووفقه الجماهيرُ كصاحب التَّهْذيب والمُغْرِبِ والعُبابِ . انتهى الحاصِلُ من عبارته . ولكنّ عَزْوَهُ إِلى الأَساس ولسان العرب وغيرِهِما مَحَلُّ نَظَرٍ فإِنّهما نَقَلا عبَارَةَ المُبَرِّدِ ولم يُرَجِّحا قَولَ اللَّيْثِ حتى يُسْتَدَلٌ بمرجوحيّة قولِ المُبَرِّدِ كما لا يَخْفَى . ج كَتَاتِيبُ ومكاتيب . وهذا من تَتِمَّة عِبارة الجَوْهَرِيُّ فالأَوّل جَمْعُ كُتّابٍ والثّاني جَمْعُ مَكْتَبٍ . وقد أَخلّ المُصَنِّفُ بذكر الثّاني وذَكَرَه غيرُ واحدٍ قال شيخنا : وفي عبارة المُصَنِّفِ قَلَقٌ . قلت : وذلك لأَنّ كتاتِيبَ إِنّمَا هو جَمْعُ كُتَّابٍ على رأْي الجَوْهَرِيّ واللَّيْثِ وهو قد جعله خطأَ فما معنى ذِكْرِه فيما بَعْدُ ؟ نَعَمِ لم قَدَّمَ ذِكْرَهُ قبل قوله " خطأَ " لَسَلِمَ من ذلك فتأَمّلْ . الكُتَّابُ : سَهْمٌ صَغِيرٌ مُدَوَّرُ الرَّأَسِ يَتَعَلَّمُ بهِ الصَّبِيُّ الرَّمْيَ وبالثاءِ أَيضاً والثّاء المُثَلَّثة في هذا الحرفِ أَعلَى من التّاءِ الفَوْقِيّة كما سيأْتي . وفي عبارةِ شيخِنا هنا قلَقٌ عجيبٌ . الكُتّابُ أَيضاً : جَمْعُ كاتِبٍ مثل كَتَبة وقد تقدّمتِ الإِشارة إِليه . واكْتَتَبَ الرَّجُلُ : إِذا كَتَبَ نَفْسَهُ في دِيوانِ السُّلْطَانِ وفي الحَدِيثِ " قالَ له رَجُلٌ : إِنّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حاجَّةً وإِنِّي اكْتَتَبْتُ في غَزْوَةِ كذا وكذا " أَي : كَتَبْتُ اسْمِي في جُمْلَةِ الغُزَاةِ . وفي حديث ابْنِ عُمَرَ : " من اكْتَتَبَ زَمِناً بَعَثَهُ اللهُ زَمِناً يَوْمَ القِيَامةِ " . من المجاز : اكْتَتَبَ هو : أَسِرَ . واكْتَتَبَ بَطْنُه : حُصِرَ وأَمْسَكَ فهو مُكْتَتِبٌ ومُكْتَتَبٌ عليه ومكتوبٌ عليه نَقله الصاغانيُّ . والمُكْتَوْتِبُ : المُنْتَفِخُ المُمْتَلِئُ ممّا كان : نقله الصّاغانيّ . من المجاز : كَتَّبَ الكَتِيبَةَ جَمَعَها وهي الجَيْشُ : وَتَكَتَّبَ الجَيْشُ تَجمَّعَ . وكَتَّبَ الجَيَّشَ : جَعَلَهُ كَتائِبَ . أَو هِي الجَمَاعَةُ المُسْتَحِيزَةُ مِن الخَيْلِ أَوْ هي جَمَاعَةُ الخَيْلِ إِذَا أَغارَتْ على العَدُوِّ من المِائَةِ إِلَى الأَلْفِ . وكَتَّبَها تَكْتِيباً وكَتَبَها : هَيَأَهَا قال ساعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ :
لا يُكْتَبُونَ ولا يُكَتُّ عَدِيدهُم ... حَفَلَتْ بِساحَتِهِمْ كَتَائِبُ أَوْعَبُواأَي : لا يُهَيَّؤُونَ . وتَكَتَّبُوا : تَجَمَّعُوا ومنه : تَكَتَّبَ الرَّجُلُ : تَحَزَّمَ وجَمَعَ عليه ثِيَابَه . وهو مجاز . وبَنُو كَتْبٍ بالفَتْح : بَطْنٌ من العرب . والمُكَتَّبُ كمُعَظَّمٍ : العُنْقُودُ من العِنَبِ ونحوِه أُكِلَ بعضُ ما فِيهِ وتُرِكَ بعضُهُ . والمُكَاتَبَةُ بمعنى التَّكاتُب يُقَال : كاتَبَ صدِيقَهُ وتَكاتَبا . من المجاز المُكَاتَبة وهو أَنْ يُكَاتِبَكَ عَبْدُكَ على نَفْسِه بثَمَنِه . فإِذا سَعَى وأَدَّاهُ عَتَقَ . وهي لَفْظَةٌ إِسْلاميّة صرّح به الدَّمِيريّ . والسَّيِّدُ مُكَاتِبٌ والعَبْدُ مُكاتَبٌ إِذا عقَدَ عليه ما فارَقَه عليه من أَداءِ المالِ سُمِّيَتْ مُكَاتَبَةً لِمَا يَكْتُبُ العَبْدُ على السَّيِّد من العِتْقِ إِذا أَدَّى ما فُورِقَ عليه ولِمَا يَكْتُبُ السَّيِّدُ على العَبْدِ من النُّجُومِ الَّتي يُؤَدِّيها في مَحلِّها وأَنَّ له تَعجيزَهُ إِذا عَجَزَ عن أَداءِ نَجْم يَحِلُّ عليه . وأَحكامُ المُكَاتَبَة مُصرَّحَةٌ في فُروع الفِقْهِ . ومِمّا لم يذكُرْهُ المُؤَلِّفُ : الكُتَيْبَةُ مصغَّرةً اسمٌ لبعضِ قُرَى خَيْبَرَ . ومنه حديثُ الزُّهْرِيِّ : " الكُتَيْبةُ أَكثرُهَا عَنْوَةٌ " يعني " أَنّه فتَحَهَا قَهْراً لا عن صُلْحٍ . والمَكْتَبُ : من قُرَى ابْنِ جِبْلَةَ في اليَمَن نقلْتُهُ عن المُعْجَم