جَيْرِ بكسر الراءِ كأمْسِ على أصْلِ التقاء الساكِنَيْنِ وهو الأشهر فيه وقال سِيبوَيْهِ : حَرَّكوه لالتقاءِ الساكِنَيْن وإلا فحُكمُه السُّكون لأنَّه كالصَّوْتِ وقد يُنَوَّن نقلَهَ الصّغانِيُّ وقال إنه لغَة في جيَرْ ِ بكسرِ الراءِ ومَنَعَه ابن هِشَامٍ وغيرُه ويقال فيه أيضاً : جَيْرَ كأيْنَ مبينّاً على الفتح نقلَه الصغانيُّ أيضاً : يَمِين أي حَقّاً . وقال ابن الأنبارِيِّ : جَيْرِ يُوضَع مَوضعَ اليَمِين . وفي الصّحاح : وقولهم : جَيْرِ لا آتِيكَ : يَمِينٌ للعربِ ومعناها حَقّاً قال الشاعر :
وقُلْنَ على الفْرَدْوسِ أوَّلَ مَشْرَبٍ ... أجَل جَيْرِ أن كانت أُبِيحَت دَعَاثِرُه . جَوابٌ بمعنى نَعَمْ لا اسمٌ بمعنى حَقّاً فيكون مصدراً ولا أَبَداً فيكون ظَرفاً وإلا لأُعْرِبَت ودَخَلَت عليها ال قالَه ابن هشامٍ في المُغنِي . وقال أبو حَيّان في شَرْح التَّسْهيل : جَيْرِ مِن حُرُوف الجَوَاب فيها خِلاف أهي اسمٌ أو حرفٌ ؟ أو بمعنى أجل قال بعض الأغفال :
قالتْ أرَاكَ هَارِباً للجَوْرِ ... مِن هَدَّةِ السُّلطانِ قلْتُ جَيْرِ . ويقال : جَيْرِ لا أَفعلُ ذلك ولا جَيْرَ لا أفعلُ أي لاحقاً قاله شَمِر . وقال شيخُنَا : وحَكَى ابنُ الرَّبيع أن جَيْرِ اسمُ فِعْلٍ ونَقَلَه الرّضيّ عن عبد القاهِرِ وقال : معناه أعْرِفُ . وأغفَلَ ذلك ابن هِشَامٍ وغيرُهُ . والجَيَرُ محرَّكةً : القِصَرُ والقَمَاءَةُ وقد جَيِرَ كفَرِحَ نَقَلَه الصغانيُّ . والجَيّارُ مشددةً : الصّارُوجُ وقد جَيَّرَ الحوْض . وعن ابن الأعرابيّ : إذا خُلِطَ الرَّمَادُ بالنُّورةِ والجِصِّ فهو الجَيّارُ . وقال الأخْطَلُ يصفُ ناقةً :
" شَبَّهَهَا بالبُرْج في صَلابَتِهَا وقُوَّتِهَا
" كأنَّهَا بُرْجُ رُومِيٍّ يُشَيِّدُه
" لُزَّ بِطِينٍ وآجُرُ وجَيّارِ . وإذا لم يُخْلَط بالنُّورة فهو الجِيرُ بالكسر . وقيل : الجَيّار : النُّورَةُ وَحدَها . الجَيَّارُ : حَرَارةٌ هكذا في النُّسَخ بالراءِ وضُبِطَ في غالب الأُصول بالزّاي في الصَّدْر والحَلق غَيْظاً أو جُوعاً قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ وقيل هو لأبي ذُؤَيْبٍ :
كأنَّما بين لَحْيَيْه وَلَّبتِه ... مِن جُلْبَةِ الجُوعِ جَيّار وإرْزِيزُ . كالجائِرِ قال الشاعر :
فلمّا رأيتُ القَوْمَ نادَوُا مُقَاعِساً ... تَعَرَّضَ لِي دُونَ التَّرائِبِ جائِرُ . وقال ابن جِنِّي : الظاهِرُ في جَيّارٍ أن يكونَ فَعّالاً كالكَلاّءِ والجَبّانِ قال : ويُحْتَمَلُ أن يكونَ فَيْعالاً كخَيْتامٍ وأن يكونَ فَوْعالاً كتَوْاربٍ . الجَيّارُ : ع بنَواحِي البَحْرَينِ وثم كان مَقْتَلُ الحُطَمِ القَيْسِيِّ لما ارتدَّتْ بكرُ بنُ وائلٍ . وجَيَّرُ : كبَقَّم : كُورة بمصر َمن كُوَرِهَا الجنوبيّة نقلَه الصغانيُّ . قال شيخُنا : هذا مّما يُستدرَك به على ما مَرَّ في تَوَّج وَبذَّر فاعرفْه في نَظَائرِه فإنه من الأَشباه . وجَيَّرَةُ ككيَسِّةَ : ع بالحِجاز لكِنَانَةَ بنِ مالكٍ قيل : هو على ساحلِ مكّةَ
ويُوسُفُ بنُ جِيرَوَيْهِ الطَّيَالِسِيُّ كِنفْطَوَيْهِ : مُحَدِّث عن ابن قُوهى وعنه أبو الحَسَن النُّعَيْمِيُّ . وحَوْضٌ مُجَيَّر كمُعَظَّمٍ : مصغَّر من الجِير محرَّكةً أو مُقَعَّر أو مُجَصَّص من الجِير بالكسر وهو الجِص . وجِيرانُ بالكسر مُعَرَّب كيران وضَبَطَه السَّمْعانِيُّ بالفتح ة بأَصْفَهَانَ على فَرْسَخَيْنِ منها منها : أبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ إبراهيمَ رَوَى عن بكرِ بنِ بَكّار وآخِرُ مَن حَدَّثَ عنه أَبو بكرٍ القبّاب . وأبو العَبّاسِ أحمدُ بنُ محمّدِ بن سَهْلِ بنِ المُباركِ المعدّل البَزّاز ثِقَة من أَهل أصْبَهانَ دارُه بفِرْسَان يَرْوِي عن لُوَيْن وغيرِه . والهُذَيْلُ بنُ عبدِ الله وفي كتاب السَّمْعَانِيِّ : عبدُ الله بنُ قُدامةَ بنِ عامرِ بنِ حَشْرَجِ بنِ خَوَليّ الضَّبِّيُّ كان سَكَنَ قريَةَ جِيرَانَ يَرْوِي عن أحمدَ بن يُونُسَ الضَّبِّيِّ وغيرِه الجِيرانِيُّون المُحَدِّثُون
وفاته : أبو بكرٍ عُمَرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ الجِيرانِيُّ حَدَّثَ عن أبي بِشْرٍ المَرْوَزِيُّ وأبو محمودِ بنُ الجِيرانِيَّ حدَّث بفرودادان إحدى قُرَى أَصْبَهَانَ كَتَبَ عنه السَّمْعَانِيُّ بإفادَةِ معمرِ بنِ الفاخِر
جِيرانُ : صُقْع بين سِيرافَ وعُمَان ويُعَدُّ من أعمال سِيرافَ . وجِيرانُ أيضاً : جزيرة بَحريَّة بين البَصْرَةِ وسِيرافَ قَدْرُهَا نصفُ مِيلٍ في مثلهِ فارسِيَّة مُعَرَّبَة . وجَيْرُونُ بالفتح ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدرك : دِمَشْقُ نفسُهَا أبو بابُها الذي بقُرْبِ الجامعِ الكبيرِ الأُمَوِيِّ عن الإِمام المُطَرِّزِيِّ أو أنّ بابَ جَيْرُونَ منسوبٌ إلى المَلِكِ جَيْرونَ لأنه كان حِصْناً له وبابُ الحِصْنِ باقٍ إلى الآن هائِلٌ . والصَّحِيحُ أن الذي بَناه اسمهُ جَيْرُونُ وهو مِن الشَّياطِين لسَيِّدنا سُليمانَ عليه السلامُ فسُمِّيَ به . قال السَّمْعَانيُّ : وهذا الموضعُ من مُنْتَزَّهَاتِ دمشق حتى قال أبو بكرٍ الصَّنَوبَرِيّ :
أمُرُّ بدَيْرِ مُرّانٍ فأَحْيَا ... وأَجْعَلُ بيتَ لَهْوِي بَيْتَ لَهْيَاولي في باب جَيْرُونٍ ظباءٌ ... أُعاطِيها الهَوَى ظَبْياً فظَبْيَا . ثم قال : ومِن هذه المَحَلَّةِ شيخُنَا أبو محمّدٍ هِبَةُ الله بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ عليِّ بنِ طاووس المقرئ الجَيْرُونِيُّ إمامُ جامعِ دمشقَ كان يسكنُ بابَ جَيْرُونَ ثِقَةٌ صَدُوقٌ مُكْثِرٌ له رحلةٌ إلى العراق وأصْبَهَانَ توفيِّ سنة 536
والجَيَّار : الشِّدَّةُ وبه فَسَّرَ ثعلبٌ قولَ المُنْتَخِّلِ الهُذَليِّ السابقَ . ومُجَيرةُ بضمٍّ ففتحٍ : هضبةٌ قِبَلَ شَمَامِ في ديار باهِلةَ . والمُجِيريّة : قريةٌ بمصرَ
فصل الحاء المهملة مع الراء
السَّنَدُ مَحَرَّكَةً ما قابَلَكَ من الجَبَلِ وعَلاَ عن السَّفْحِ هذا نص عبارة الصحاح . وفي التهذيب : والمحكم السَّنَدُ : ما ارتفعَ من الأَرض في قُبُل الجَبَلِ أَو الوادي . والجع أسنادٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك . والسندُ : مُعْتَمَدُ الإنسان كالمُسْتَنَدِ . وهو مَجاز . ويقال : سَيِّدٌ سَنَدٌ . وعن ابن الأعرابي : السَّنَد : ضَرْبٌ من البُرودِ اليَمانِية وفي الحديث أنه رأى على عائشة رضي الله عنها أربعةَ أُثْوابٍ سَنَدٍ ج : أَسْنَاد وقال ابن بُزُرْج : السَّنَدُ : واحدُ الأَسْنَادِ من الثِّيَاب وهي من البُرودِ وأنشد
جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِيٌّ لونُها ... لم يَضْرِب الخَيَّاطُ فيها بالإِبَرْ قال : وهي الحَمْراءُ من جِبَابِ البُرُود . وقال الليث : السَّنَدُ : ضرْبٌ من الثيابِ قَمِيَصٌ ثم فَوْقَه قميصٌ أَقصرُ منه . وكذلك قُمُصٌ قِصَارٌ من خِرَقٍ مُغَيَّبٍ بعضُها تحتَ بعض . وكلُّ ما ظَهَرَ من ذلك يُسَمَّى سِمْطاً . قال العجاج يصف ثَوْراً وَحْشِياً :
" كأَنَّ من سَبَائبِ الخَيَّاطِ
" كَتَّانها أَو سَنَدٍ أَسْماطِ
أَو الجمعُ كالواحِدِ قاله ابن الأعرابي . وعنه أيضاً : سَنَّدَ الرَّجلُ تَسْنيداً : لَبِسَهُ أَي السَّنَدَ . وسَنَدَ إِليه يَسْنُد سُنُوداً بالضم وتَسانَد وأَسْنَد : استَنَد وأَسنَدَ غيرَه . وقال الزجاج : سَنَدَ في الجَبَلِ يَسْنُد سُنوداً : صَعِدَ ورَقِيَ . وفي حديث أُحُدٍ : رأَيتُ النساءَ يَسْنُدْنَ في الجَبَلِ أَي يُصَعِّدن . كأَسْنَد وفي حديث عب الله بن أنيس : ثم أَسنَدُوا إليه في مَشْرُبة أَي صَعِدُوا . وهو مَجَاز وأَسْنَدتُه أَنا فيهما أَي في الرُّ قِيِّ والاستناد . ومن المجاز : سَنَدَ لِلخَمْسينَ وفي بعض النسخ : في الخَمْسِين والأُولَى : الصوابُ إذا قارَبَ لهَأ مثِّل بِسُنودِ الجَبَلِ أَي رَقِيَ . وسنَدَ ذَنَبُ الناقَة : خَطَرَ فضَرَب قَطَاتَها يَمْنَةً ويَسْرَةً نقله الصاغانيّ . ومن المَجَاز : حَدِيثٌ مُسنْنَدٌ وحديث قَوِيُّ السَنَدِ . والأَسَانِيدُ : قوائِمُ الأَحاديثِ : المسند كمكرم من الحديث ما أُسْنِدَ إلى قائلهِ أَي اتَّصَلَ إِسنادُه حتَّى يُسْنَد إلى النبي صلى الله عليه وسلم والمُرْسَل والمُنْقَطِعُ : ما لم يَتَّصِل . والإِسناد في الحديث : رَفْعُه إلى قائِلهِ ج : مَسانِدُ على القياس ومَسَانِيد بزيادة التحتيّة إشباعاً وقد قيل إِنه لُغة . وحكَى بعضُهم في مثلِه القياسَ أَيضاً . كذا قاله شيخُنا عن الإِمام مُحمدِ بنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ المُطَّلبيّ رضي الله عنه . ويقال : لا أفْعَلُه آخِرَ المُسْنَدِ أي الدَّهْرِ وعن ابن الأَعْرَابيّ : لا آتيه يَدَ الدَّهْرِ ويَدَ المُسْنَدِ أَي لا آتِيهِ أَبداً . والمُسْنَدُ : الدَّعِيُّ كالسَّنِيدِ كأَمِيرٍ وهذه عن الصاغانيِّ . قال لبيد :
وجَدِّى فارسُ الرَّعْشَاءِ منهمْ ... كَرِيمٌ لا أَجَدُّ ولا سَنِيدُ ويروى : رئيسٌ لا أَلَفُّ ولا سَنيدُ ويُروَى أَيضاً : لا أَسَرُّ ولا سَنِيدُ . ويقال : رأَيْتُ بالمُسْنَد مَكتوباً كذا وهو خَطٌ بالحِمْيَرِيِّ مُخَالِفٌ لِخَطِّنا هذا كانوا يَكْتبونَه أَيّام مُلْكِهم فيما بينهم . قال أَبو حاتم : هو في أَيْدِيهِم إلى اليومِ باليَمَنِ وفي حديث عبد الملك : أَنَّ حَجَراً وُجِدَ عليه كِتَابٌ بالمُسْنَدِ قال : هي كِتابةٌ قَديمةٌ . وقيل هو خطُّ حِمْيَر . قال أبو العبَّاس : المُسْنَد : كَلامُ أَولادِ شيث . ومثله في سِرّ الصناعة لابن جِنّي . والمُسْنَدُ : جَبَلٌ م معروف وعبدُ الله بن محمد المُسْنَدٍُّ الجُعْفِيّ البُخاريّ وهو شيخُ البُخَارِيّ إِنَّما لُقِّب به لِتَتَبُّعِهِ المَسَانِدَ أَي الأَحاديثَ المُسْنَدَةَ دُونَ المَرَاسيلِ والمَقَاطِيعِ منها في حَدَاثَتِهِ وأَوّلِ أَمْرِه . ماتَ يومَ الخميس لستِّ ليالٍ بَقِينَ من ذي القعْدة سنةَ تِسع وعشرين ومائتين . ومن المُحدِّثين مَن يكسر النون . وسُنَيْدٌ كَزُبَيْرٍ لقبُ الحُسَيْن ابن داوودَ المَصِيصِيّ مُحَدِّثٌ روى عنه البُخَارِيُّ وله تفسير مُسْنَد مشهور وولده جَعفَرُ بن سُنَيْد حدث عن أبيه
ومن المَجَاز : هُم مُتَسانِدُون أَى تَحتَ راياتٍ شَتَّى كلٌّ على حياله وإذا خَرَجَ كلُّ بني أَبي على راية لا تَجْمَعُهُم رايةُ أمير واحدٍ . والسِّنَادُ بالكسر : الناقَةُ القَوِيَّةُ الشديدةُ الخلق قال ذو الرمة :
جُمَاليَّةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّها ... وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوَقُقاله أَبو عمرو . وقيل : ناقَةٌ سِنَادٌ : طَوِيلةُ القوائمِ مُسْنَدةُ السَّنَامِ . وقيل : ضامرةٌ . وعن أبي عُبَيْدة : هي الهَبِيطُ الضَّامِرَةُ وأَنكَرهَ شَمِرٌ . وقال أَبو عبيدة : من عيوب الشعر السِّنَادُ وهو اخِتلاف الرِّدْفَيْنِ وفي بعض الأُمَّهات : الأَردافِ في الشِّعْر قال الدّمَامِينِيُّ : وأَحسنُ ما قيل في وَجْخِ تَسمِيَتهِ سِنَاداً أنهم يقولون : خَرَجَ بنو فلانٍ مُتَسَانِدين أَي خرجوا على راياتٍ شَتَّى فهم مُخْتَلِفُون غيرُ مُتَّفِقِينَ . فكذلك قَوَافِي الشِّعْرِ المُشْتَملِ على السِّنادِ اختَلَفَتْ ولم تأْتَلِف بحَسب مَجارِي العادةِ في انْتِظَامِ القوافي . قال شيخُنا : وهذا نقله في الكافي عن قُدَامَةَ وقال هو صادقٌ في جميع وجوه السِّنَادِ ثم إِن السِّنَادَ كونه اختلافَ الأَردافِ فقط هو قولُ أَبي عُبيدَةَ وقيل : هو كلُّ عَيْبٍ قبلَ الرَّوِيّ وهذا قول الأكثر
وفي شرح الحاجبية : السِّنادُ أَحَدُ عيوب القوافي . وفي شرح الدّمَاميني على الخَزرَجِية قيل : السِّنَاد : كُلُّ عَيْبٍ يلحق القافيةَ أي عيب كان . وقيل هو كل عيب سوى الإِقواءِ والإِكفاءِ والإيطاءِ وبه قال الزَّجَّاجُ . وقيل : هو اختلاف ما قَبْلَ الرَّاويِّ وما بَعْدَه من حركة أو حرف وبه قال الرُّمانِيُّ وغَلِطَ الجوهريُّ في المِثالِ والرِّوايةِ الصحيحةِ في قول عَبيدِ بن الأَبرص :
فقد أَلجُ الخُدُورَ على العَذَارَى ... كَأَنَّ عُيُونَهُنَّ عُيونُ عِينِ ثم قال :
فإن يَكُ فاتَنِي أَسَفاً شَبَابي ... وأَصْبَحَ رَأْسُهُ مِثلَ اللَّجِينِ اللَّجِينُ بفتح اللام لا بِضَمّه كما ضَبَطَه الجَوهَريُّ فلا إسِنادَ حينئذ واللجين هو الخِطمِيُّ المُوخَفُ وهو يُرْغِي وَيشهَأبُّ عند الوَخْفِ وسيأْتي الوَخْفُ . والذي ذكَرَه المُصنِّف من التصويب للخُرُوجِ من السِّنَادِ هو زَعمُ جماعة . والعرب لا تَتحاشَآ عن مِثله فلا يكون غلطاً منه والرِّواية لا تُعَأرَضُ بالرواية . وفي اللسان بعدَ ذِكرِ البيتين : وهذا العَجُز الأَخير غيره الجوهريُّ فقال :
" وأَصبَحَ رأْسُهُ مِثْلَ اللُّجَيْنِ والصحيح الثابت
" وأَضْحَى الرَّأْسُ مِنّي كاللَّجِينِ والصواب في إنشادهما تقديم البيت الثاني على الأول وقد أَغفلَ ذلك المصنِّفُ . ورُوِيَ عن ابن سَلاَّمٍ أنه قال : السِّنَاد في القوافي مثل : شَيْبٍ وشِيبٍ وسانَدَ فلانٌ في شعرِه . ومن هذا يقال : خَرَجَ القَوْمُ مُتَسَانِديِنَ . وقال ابن بُزُرْج : أَسْنَدَ في الشِّعْر إِسناداً بمعنى سَاندَ الشاعِرُ إذا نَظَم كذلكَ وعن ابن سيده : سانَدَ شِعْرَه سِنَاداً وسانَدَ فيه كلاهما خَالَفَ بين الحَرَكَاتِ التي تَلي الأَرْدافَ
قال شيخُنَا : وقد اتَّفَقُوا على أَنَّ أَنواعَ السِّنَادِ خمسةٌ : أَحدُها : سِنَادُ الإِشباعِ وهو اختلافُ حرَكةِ الدَّخِيل كقول أَبي فِراس :
لَعَلَّ خَيالَ العامِرِيَّةِ زائِرُ ... فَيُسْعَدَ مَهْجُورٌ ويُسْعَدَ هاجِرُ ثم قال :
ِذا سَلَّ سَيْفُ الدَّوْلةِ السَّيْفَ مُصْلَتاً ... تَحَكَّمَ في الآجالِ يَنْهَى ويامُرُ فحركة الدَّخِيل في هاجِر : كسرة
وفي يامُرُ : ضَمّة . وهذا مَنعَه الأَخفَشُ وأَجازه الخليلُ واختاره ابنُ القَطَّاع
وثانيها : سِنَادُ التَّأْسيس وهو تَرْكُه في بيتٍ دونَ آخَرَ كقول الشاعِرِ الحَمَاسِيّ :
لوَ أنَّ صُدُورَ الأَمْر يَبْدُونَ للفَتَى ... كأَعْقَابِهِ لم تُلْفِهِ يَتَنَدَّمُ
إِذا الأَرْضُ لم تَجْهَل عليَّ فُرُوجُها ... وإِذْ لِيَ عن دَأرِ الهَوان مُرَاغَمُ وثالثها : سِنَاد الحَذْوِ وهو اختلافُ حَركةِ ما قبلَ الرِّدْف كقوله :
كأَنَّ سُيوفَنا مِنَّ ومِنْهُمْ ... مَخَارِيقٌ بأَيْدِي اللاَّعِبِينا مع قوله :
كأَنَّ مُتُونَهُنَّ مُتونَ غُدْرِ ... تُصَفِّقُها الرياحُ إذا جَرَيْنا ورابعها : سِنَاد الرِّدْف وهو تَرْكُه في بيت دُونَ آخَرَ كقوله :
إِذا كُنْتَ في حاجَة مُرْسِلاً ... فأَرْسِلْ لَبِيباً ولا تُوصِهوإِنْ بابُ أَمر عليكَ الْتَوَى ... فشاوِرْ حكيماً ولا تَعْصِهِ وخامسها . سِنادُ التَّوْجٍيه وهو تَغَيَّر حَرَكَةِ ما قبْلَ الرَّوِيّ المُقَيَّدِ أَي السّاكن بفتحةٍ مع غيرهَأ وهو أَقبحُ الأَنواعِ عند الخَليل كقول امرئ القيس :
فلا وأَبيكٍِ ابنةَ العامِريّ ... لا يَدَّعِي القَوْمُ أَنِّي أَفِرُّ
تميمُ بنُ مُرٍّ وأَشياعُها ... وكِنْدَةُ حَوْلى جَميعاً صُبُرْ
إِذا رَكِبوا الخيلَ واسْتَلأَمُوا ... تَحَرَّقَتِ الأَرضُ واليومُ قَرّ ويقال : سانَدتُه إلى الشيءِ فهو يَتسانَدُ إِليه أَي أَسْنَدتُه إِليه : قال أَبو زيد . وسانَدَ فلاناً : عاضَدَهُ وكانَفَه وسُونِدَ المَرِيضُ وقال : سانِدُوني
وسانَدَه على العَمَلِ : كافأَه وجازَاه . وَسِنْدَادُ بالكسر على الأَصل والفتح فتكون النون حينئذ زائدةً إذ ليس في الكلام فَعْلاَل بالفتح : نهرٌ م معروف ومنه قولُ الأَسودِ بن يَعْفُرَ :
ماذا أُؤَمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرَّقٍ ... تَرَكُوا منازِلَهُم وَبعدَ إيادِ
أَهْلِ الخَوَرْنَقِ والسَّدِيرِ وبارِقٍ ... والقصْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِن سِنْدادِ وفي سفر السعادة للعَلَم السَّخَأوِيّ أَنه موضع أَو اسمُ قَصْرٍ بالعُذَيْبِ وبه صَدَّر في المراصد . وقيل : هي من مَنازِلَ لإيادٍ أَسفلَ سَوادِ الكُوفة وكان عليه قَصْرٌ تَحُجُّ العَربُ إِليه
وسَنْدَانُ الحَدَّادِ بالفتح معروف . وكذا سَنْدانُ : وَلَدُ العَبّاس المُحَدِّثِ كذا في النُّسخ . والصّوَاب والِدُ العَبّاس كما هو نصّ الصاغانيّ . روَى العبّأس هذا عن سَلَمَةَ بن وَرْدَانَ بخَبرٍ باطلٍ . قال الحافظ : الآفةُ ممَّن بَعْدَه . والسِّندَان بالكسرِ : التعظيمُ الشَّدِيدُ من الرِّجالِ ومن الذِّئَابِ يقال : رَجُلٌ سنْدانٌ وذِئْب سِنْدانٌ أَي عَظِيمٌ شديدٌ . نقله الصاغاني . والسِّندانةُ بهاءِ هي : الأَتانُ نقله الصاغاني
والسِّنْد بالكسر : بلادٌ م معروفة وعليه الأكثرُ أُو ناسٌ أَو أنَّ أَحدَهما أَصلٌ للآخَر . واقتصر في المراصد على أَنَّه بلادٌ بين الهِند وكِرْمَان وسِجِسْتان والجمع . سُنودٌ وأَسْنَادٌ . الواحد : سِنْدِيٌّ وج : سِنْدٌ مثل زِنْجِيٍّ وزِنْجٍ . والسِّنْد : نَهْرٌ كبيرٌ بالهِنْدِ وهو غير بلاد السِّنْد . نقله الصاغاني والسِّنْد : ناحيةٌ بالأندلس والسِّنْد : د بالمغْرب أيضاً . والسَّنْد بالفتح : د ببَاجَةَ من إِقليمها . نقله الصاغانيّ . والسِّنْدِيُّ بالكسر اسم فَرَسِ هِشَامِ بن عبد الملك بن مَرْوانَ . والسِّنْدِيّ لقَبُ ابن شَاهَكَ صاحب الحَرس ببغدادَ أَيّامَ الرَّشيدِ وهو القائل :
والدَّهْرُ حَرْبٌ لِلْحَيْ ... ىّ وَس لْمُ ذِي الوَجْهِ الوَقاحِ
وعليَّ أَن أَسعَى ولَي ... سَ عليَّ إِدْرَاكُ النَّجَاحِ ومن ولده : أبو عطاءٍ السِّنْديُّ الشاعرُ المشهور ذكرهُ أبو تَمَّام في الحماسة . والسِّنْدِيَّةُ : ماءَةُ غربيَّ المُغِيثة على ضَحْوَةٍ من المُغِيثَة والمُغِيثَة على ثلاثةِ أَميالٍ من حَفِير . والسِّنْدِيَّة : ة ببغدادَ على الفراتِ نُسِبَت إلى السِّنْدِيّ بن شاهَكَ منها المُحَدِّثُ أَبو طاهر محمدُ بن عبد العزيزِ السِّنْدِوَأنِيُّ سكَنَ بغدادَ روى عن أبي الحَسن علي بن محمد القَزْوِينيِّ الزَّاهد وتوفي سنة 503 وإنما غَيَّرُوا النِّسْبَة للفَرْقِ بينِ المنسوب إلى السِّنْد وإلى السِّنْدِيّة
ومن المجاز : ناقَةٌ مُسانِدَةُ القَرَا : صُلْبَتُه مُلاحِكَتُه أنشد ثَعْلَب :
مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا مُسَانِدَةُ القَرَا ... جُمَألِيَّةٌ تَخْتَبُّ ثم تُنِيبُ وقال الأَصمعيُّ : ناقةٌ مَسَانِدةٌ : مُشْرِفةُ الصَّدْرِ والمُقَدَّمِ أَو ناقةٌ مسانِدةٌ : يُسانِدُ بَعضُ خلقِها بعضاً وهو قول شَمِرٍ . وسِنْدَيُونُ بكسر السين وسكون النُّون وفتح الدال وضم المُثَنَّاة التَّحْتِيَّة : قَرْيتانِ بمصر إحداهما بِفُوَّةَ في إِقلِيم المزاحمتين على شَطِّ النِّيلِ والأُخْرَى بالشَّرْقِيَّةِ قَرِيبَة من قَلْيُوبَ . وقد دَخلتُهما
ومما يستدرك عليه :المَسانِدُ جمع مِسْنَد كمِنْبر ويفتح : اسمٌ لما يُسنَد إليه : " وخُشُبٌ مُسَنَّدةٌ " شُدِّد للكَثْرَةِ . وأَسْنَدَ في العَدْوِ : اشتدَّ وجَدَّ . والإِسناد : إِسناد الرَّاحِلةِ في سَيْرِهَا وهو سَيْرٌ بَيْنَ الذَّمِيلِ والهَمْلَجَة . والسَّنَد : أَن يَلْبَس قَمِيصاَ طَوِيلاً تحت قَميص أَقْصَرَ منه . قال اللّيْث : وكذلك قُمُصٌ صِغَارٌ من خِرَق مُغَيَّب بعضُها تحتَ بعض . وكلُّ ما ظَهَرَ من ذلك يُسَمَّى سِمْطاً
وفي حديث أبي هُرَيْرَة : خرجَ ثمامَةُ ابنُ أُثَالٍ وفُلانٌ مُتَسَانِدَيْن أَي مُتَعَاوِنَيْنِ كأَنَّ كُلَّ واحدٍ منهما يُسْنِد على الآخَر وَيَسْتَعِينُ به . وقال الخَلِيل : الكلامُ سَنَدٌ ومُسْنَدٌ إليه فالسَّنَدُ كقولك : عبدُ اللهُ رَجُلٌ صالحٌ : فعبد الله سَنَدٌ ورجل صالح مُسْنَدٌ إليه . وغيره يقول : مُسْنَدٌ ومُسْنَدٌ إليه . وسَنَدٌ محرَّكَةً : ماءُ معروفٌ لبني سَعْدٍ . وسَنْدَة بالفح : قَلْعَةٌ بجبال هَمَذان والسَّنْدَان بالفتح : جَدُّ عبد الله بن أَبي بكر بن طُلَيْب المحدِّث عن عبد الله بن أَحمد بن يوسف
وفي الأَساس : ومن المجاز : أَقبلَ عليه الذِّئبانِ مُتسانِدَيْنِ وغزَأ فُلانُ وفلانٌ مُتَسَانِدَيْنِ . وعن الكسائيّ : رَجُلٌ سِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوَةٌ وهو الخفيف . وقال الفرَّاءُ : هي من النُّوقِ : الجَرِيئةُ . وقال أَبو سَعِيد : السِنْدَأْوَةُ : خِرْقَةٌ تكونُ وِقايَةً تحتَ العِمامَةِ من الدُّهْنِ . والأَسنادُ : شَجَرٌ . قلت : والمعروف : السِّنْدِيانُ . والسَّنْدَان : الصَّلاءَةُ . والمُسَنَّدةُ والمِسْنَدِيَّةُ : ضرْبٌ من الثِّيَاب . وسَنَادِيدُ : قريةٌ بمصر من أَعمال الكُفُورِ الشَّاسِعة . والسَّنَدُ محرّكَةً بلدٌ معروفٌ في البادية ومنه قوله :
يا دارَ مَيَّةَ بالعلياءِ فالسَّنَدِ ... أَقْوَتْ وطالَ عليها سالِفُ الأَمَدِ وسَنْدَانُ بالفتح : قَصَبَةُ بلادِ الهِند مقصودٌ للتجارة . وسِنْدان بالكسر : وادٍ في شِعْر أَبي دُوَاد . كذا في معجم البكريّ