دَخَلَ يدخلُ دُخُولاً بالضمّ ومَدْخَلاً مَصدرٌ مِيمِيٌّ . وَتَدخَّلَ وانْدَخَلَ وادَّخَلَ كافْتَعَل كلّ ذلك نَقِيضُ خَرَجَ . وفي العُباب : تَدَخَّل الشيء : دَخَلَ قليلاً قليلاً ومِن ادَّخَلَ كافْتَعَل قولُه تعالى : " أَوْ مُدّخَلاً " أصلُه : مُتْدَخَلٌ وقد جاء في الشِّعر انْدَخَل وليس بالفَصِيح قال الكُمَيت :
لا خَطْوَتِي تَتَعاطَى غيرَ مَوْضِعِها ... ولا يَدِي في حَمِيتِ السَّكْنِ تَنْدَخِلُ
ودَخَلْتُ به دُخُولاً وأدْخَلْتُه إِدْخالاً ومُدْخَلاً بضمّ المِيم ومنه قولُه تعالى : " رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ " . وفي العُباب : يقال : دَخَلْتُ البيتَ والصَّحيح : فيه أن تُرِيدَ : دَخَلْتُ إلى البيت وحَذفْتَ حرف الجَرِّ فانتصبَ انتصابَ المفعولِ به لأنّ الأمكنةَ على ضَرْبَين : مُبهَمٍ ومَحْدُودٍ فالمُبهَم الجِهاتُ السِّتُّ وما جَرى مَجْرَى ذلك نحو : أمام ووَراء وأعْلَى وأسْفَل وعِندَ ولَدُنْ ووَسْط بمَعْنَى بَين وقُبالة . فهذا وما أشبهه مِن الأمكنة يكون ظَرْفاً لأنه غيرُ مَحدُود ألا تَرى أن خَلْفَك قد يكون قُدَّاماً فأمّا المَحدُود الذي له خِلْقَةٌ وشَخْصٌ وأَقْطارٌ تَحُوزه نحو الجَبَل والوادِي والسّوق والدار والمَسجِد فلا يكون ظَزفاً ؛ لأنك لا تقولُ : قَعدتُ الدّارَ ولا صَلَّيتُ المسجدَ ولا نِمْتُ الجَبَلَ ولا قُمت الوادِيَ وما جاء من ذلك فإنما هو بحَذْف حرفِ الجَرِّ نحو : دخلتُ البيتَ ونزلتُ الوادِيَ وصَعدتُ الجَبلَ . انتهى . وفي المحكَم : داخِلُ كلِّ شيء : باطِنُه الدّاخِلُ . قال سِيبَويه : وهو مِن الظروفِ التي لا تُستَعمَلُ إلّا بالحرف يعني لا يكون إلّا اسماً كأنه مُختَصٌّ كاليَدِ والرِّجل . وداخِلَة الإزارِ : طَرَفُه الداخِلُ الذي يَلِي الجَسَدَ ويَلِي الجانِبَ الأيمَنَ مِن الرَّجُل إذا ائْتَزَر ومنه الحديث : " فَلْيَنْزِعْ داخِلَةَ إزارِه ولْيَنفُضْ بها فِراشَه " وفي حديثِ العائِن : " يَغْسِل داخِلَةَ إزارِه " أي مَوْضِعَه مِن جسدِه لا الإزارَ . وقال ابنُ الأنبارِيّ : قال بعضهم : داخِلَةُ الإِزارِ : مَذاكِيرُه كَنَى عنها كما يُكْنَى عن الفَرج بالسَّراوِيل فيقال : فُلانٌ نَظِيفُ السَّراوِيل . وقال بعضُهم : داخِلَةُ إزارِه : الوَرِكُ . وداخِلَةُ الأرضِ : خَمَرُها وغامِضُها يقال : ما في أرضِهم داخِلَةٌ مِن خَمَرٍ . ج : دَواخِلُ كما في التهذيب . ودَخْلَةُ الرجُلِ مُثَلَّثةً عن ابنِ سيِدَه ودَخِيلَتُه ودَخِيلُه ودُخْلُلُه بضمّ اللامِ وفتحِها ودُخَيلاؤُه بالضمّ والمَدّ وداخِلَتُه ودُخَّلُه كسُكَّرٍ ودِخالُه ككِتابٍ . وقال اللَّيثُ : هو بالضمّ ودُخَّيلاهُ كسُمَّيهى ودِخْلُه بالكسرِ والفتح فهي أرْبَعَ عشرةَ لُغَةً والمعنى : نِيَّتُه ومَذْهَبُه وجَمِيعُ أمرِه وخَلَدُه وبطانَتُه لأنّ ذلك كلَّه يُداخِلُه وقد يُضافُ كلُّ ذلك إلى الأَمر فيقال : دَخْلَةُ أمرِه ومعنى الكُلِّ : عرفتُ جَمِيعَ أمرِه . والدَّخِيلُ والدُّخْلُلُ كقُنْفُذٍ ودِرْهَم : المُداخِلُ المُباطِنُ وبَينَهما دُخْلُلٌ ودِخْلَلٌ : أي خاصٌّ يُداخِلُهم قاله اللِّحْياني . قال ابنُ سِيدَه : ولا أعرِفُ ما هو وفي التهذيب : قال أبو عبيدة : بَينَهُم دُخلُلٌ ودِخلَلٌ : أي إِخاءٌ ومَوَدةٌ . وداخِلُ الحُبِّ ودُخْلَله كجُنْدَبٍ وقُنْفُذٍ : صَفاءُ داخِلِه عن ابنِ سِيدَه . والدَّخَلُ مُحَرَّكةً : ما داخَلَكَ مِن فَسادٍ في عَقْلٍ أو جِسمٍ وقد دَخِلَ كفَرِح وعُنيَ دَخْلاً بالفتح ودَخَلاً بالتَّحريك فهو مَدْخُولٌ . الدَّخَلُ : الغَدْرُ والمَكْرُ والداءُ والخَدِيعَةُ يقال : هذا أَمرٌ فيه دَخَلٌ ودَغَلٌ . وقوله تعالى : " ولاَ تتخِذُوا أيمَانَكُم دَخَلاً بينَكُم " أي مَكراً وخَدِيعةً ودَغَلاً وغِشّاً وخِيانةً . الدَّخَلُ : العَيبُ الداخِلُ في الحَسَبِ ويُفتَح عن الأزهريّ . الدَّخَلُ : الشَّجَرُ المْلْتَفُّ كالدَّغَل بالغين كما سيأتي . الدَّخَلُ : القومُ الذين يَنْتسِبون إلى مَن ليسوا مِنهُم قال ابن سِيدَه : وأرى الدَّخَلَ هنا اسماً للجَمْع كالرَّوَحِ والخَوَلِ . وداءٌ دَخِيلٌ وحُبٌّ دَخِيلٌ : أي داخِلٌ . ودَخِلَ أمرُه كفَرِح دَخَلاً : فَسَد داخِلُه وقول الشاعر :
غَيْبِي له وشَهادَتِي أَبَداً ... كالشَّمْسِ لا دَخِنٌ ولا دَخْلُيجوز أن يريد : ولا دَخِلُ : أي ولا فاسِدٌ فَخفَّف لأن الضَّربَ من هذه القصيدة فَعْلُن بسكون العين ويجوز أن يريد : ولا ذو دَخْل فأقامَ المُضافَ إليه مُقامَ المُضاف . وهو دَخِيلٌ فيهم : أي مِن غيرِهم ويَدْخُلُ فيهم هكذا في النّسخ وفي المحكَم : فتَدَخَّلَ فيهم والأُنثى : دَخِيلٌ أيضاً . والدَّخِيلُ : كل كلمةٍ أُدخِلَت في كلام العَربِ وليست منه أكثَرَ منها ابنُ دُرَيد في الجَمهرة . الدَّخِيلُ : الحرفُ الذي بينَ حرفِ الرَّوِيِّ وألفِ التأسيس كالصادِ من قوله :
" كِلِيني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ سُمِّيَ به لأنه كأنه دَخِيلٌ في القافية ألا تراه يجيء مختلِفاً بعدَ الحرفِ الذي لا يجوز اختلافُه أعني ألف التأْسيس . الدَّخِيلُ : الفَرَسُ الذي يُخَصُّ بالعَلَفِ وهذا غَلَطٌ فإنّ الذي صَرحَ به الأئمّة أنه الدَّخِيلِيّ وهو قولُ أبي نَصْر وبه فَسَّر قولَ الشاعر وهو الراعِي :
كأنّ مَناطَ الوَدْعِ حيثُ عَقَدْنَهُ ... لَبانُ دَخِيلِيٍّ أَسِيلِ المُقَلَّدِ وهناك قولٌ آخَرُ لابنِ الأعرابي سيأتي قريباً فتأمَّلْ ذلك . الدَّخِيلُ : فَرَسُ الكَلَجِ الضَّبّيِّ نقله الصاغانيّ . المُدْخَلُ كمُكْرَم : اللَّئيمُ الدَّعِيُّ في النَّسَب لأنه أدْخِلَ في القَوم . وهُم في بني فُلانٍ دَخَلٌ مُحرَّكةً : إذا كانوا يَنتسبُون معهم وليسوا مِنهم وهذا قد تقدَّم فهوَ تكرار . والدَّخْلُ بالفتح : الدّاءُ والعَيبُ والرِّيبَةُ قالت عَثْمَةُ بنتُ مَطْرُود :
تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْلِ ... وما يُدْرِيك بالدَّخْلِ يُضْرَبُ في ذي مَنْظَرٍ لا خَيرَ عندَه وله قِصَّةٌ ساقها الصاغاني في العُباب عن المُفَضَّل تركتُها لِطُولِها . ويُحرَّك عن الأزهريّ . الدَّخْلُ : ما دَخَلَ عليكَ مِن ضَيعَتِك زاد الأزهريّ : مِن المَنَالةِ . الدُّخَّل كسُكَّرٍ : الرجُلُ الغَلِيظُ الجِسم المُتَداخِلُه دَخَل بعضُه في بَعض . الدُّخَّل : ما دَخَلَ وفي المحكَم : ما داخَلَ العَصَبَ من الخَصائِل وقيل في قولِ الراعِي :
" يَنْمازُ عنه دُخَّلٌ عن دُخَّلِ دُخَّلٌ : لَحْمٌ دُوخِلَ بَعضُه في بَعْض . ويقال : لَحمُه مِثلُ الدُّخَّل . وفي التهذيب : دُخَّلُ اللَّحمِ : ما عاذَ بالعَظْم وهو أطْيَبُ اللَّحم . الدُّخَّلُ : ما دَخَلَ مِن الكَلإِ في أُصُولِ أغصانِ الشَّجَرِ كما في المحكَم وأنشد الصاغانِيُّ لِمُزاحِمٍ العُقَيلِي :
أطاعَ له بالأَخْرَمَيْنِ وكُتْمَةٍ ... نَصِيٌّ وأَحْوَى دُخَّلٌ وجَمِيمُ وفي التهذيب : الدُّخَّلُ مِن الكَلَإِ : ما دَخَل في أغصانِ الشَّجَرِ ومَنَعَهُ التِفافُه عن أن يُرعَى وهو العُوَّذُ . الدّخَّلُ : ما دَخَل بينَ الظُّهْرانِ والبُطْنانِ مِن الرِّيش وهو أجْوَدُه لأنه لا تُصِيبُه الشَّمسُ . الدُّخَّلُ : طائِرٌ صَغِيرٌ أَغْبَرُ يسقُط على رؤوسِ الشَّجَر والنَّخل فيدخلُ بينَها واحِدتُها : دُخَّلَةٌ . وفي التهذيب : طَيرٌ صِغارٌ أمثالُ العَصافيرِ تأوِي الغِيرانَ والشَّجَرَ المُلْتفَّ . وقال أبو حاتم في كتاب الطَّير : الدُّخَّلَةُ : طائِرةٌ تكون في الغِيرانِ وتدخُلُ البيوتَ وتَتصَّيدُها الصِّبيانُ فإذا كان الشتاءُ انتشرَتْ وخَرَجَتْ بَعْضُهُنَّ كَدْراءُ ودَهْساءُ وزَرْقاءُ وفي بعضِهنّ رَقْشٌ بسَوادٍ وحُمْرةٍ كلّ ذلك يكون وبالبَياض وهي بعِظَم القُنْبُرَة والقُنْبُرَةُ أعظَمُ رأساً منها لا قَصِيرةُ الذّنابَي ولا طَوِيلتُها قَصِيرةُ الرِّجلَين نحو رِجْل القُنْبُرَة . والجِماع : الدُّخَّلُ قال أبو النَّجم يَصفُ راعِىَ إبلٍ حافِياً :
" كالصَّقْرِ يَجْفُو عن طِرادِ الدُّخَّلِكالدُّخْلَلِ كجُنْدَبٍ وقُنْفُذٍ . قال ابنُ سِيدَه : وهو طائرٌ مُتَدخِّلٌ أصغَرُ مِن العُصفُور يكون بالحِجاز . ج : دَخاخِيلُ ثبتَتْ فيه الياءُ على غيرِ قِياس قاله ابنُ سِيدَه . ووقَع في التهذيب : دَخالِيلُ . دُخَّلٌ : ع قُربَ المَدينةِ على ساكِنها أفضلُ الصَّلاةِ والسلام قاله نَصْرِّ بينَ ظَلِمٍ ومِلْحَتَيْنِ . الدِّخالُ ككِتابٍ في الوِرْدِ : أن تُدْخِلَ بَعيراً قد شَرِب بينَ بَعِيرَيْن لم يشرَبا ليشرَبَ ما عَساهُ لم يكن شَرِبَ . وقيل : هو أن تَحمِلَها على الحَوضِ بمَرَّة عِراكاً قال أُمَيَّةُ الهُذَلِي :
وتُلْقِى البَلاعِيمَ في جَردِهِ ... وتُوفي الدُّفُوفَ بِشُرْبٍ دِخالِ وقال لَبِيدٌ رضي اللّه تعالى عنه :
فأَوْرَدَها العِراكَ ولم يَذُدْها ... ولم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدِّخالِ وفي التهذيب : وإذا وَرَدت الإِبلُ أَرْسالاً فشَرِبَ منها رَسَلٌ ثم وَرَد رَسَلٌ آخَرُ الحوضَ فأدخِلَ بعير قد شَرِب بينَ بَعيرَيْن لم يشرَبا فذلك الدِّخالُ وإنما يُفْعلُ ذلك في قِلَّةِ الماءِ قاله الأصمَعيُّ . وقال اللَّيث : الدِّخالُ في وِرْدِ الإِبِل : إذا سُقِيَتْ قَطِيعاً قَطِيعاً حتّى إذا ما شَرِبَتْ جميعاً حُمِلَتْ على الحوضِ ثانيةً لتَستَوفي شُربَها . والقولُ ما قاله الأصمَعِيّ . الدِّخالُ : ذَوائِبُ الفَرَسِ لتَداخُلِها ويُضَم كما في المحكَم . الدِّخالُ مِن المَفاصِلِ : دُخولُ بعضِها في بعضٍ قال العَجّاج :
" وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دِخالاً مُدْرَجَا كالدَّخِيلِ كذا في النسَخ . وفي المحكَم : تَداخُلُ المَفاصِلِ ودِخالُها ولم يذكر الدَّخِيلَ فتأمَّل . والدِّخْلَةُ بالكسر : تَخْلِيطُ ألوانٍ في لَونٍ كذا نَصُّ المحكَم ونَصُّ التهذيب : الدِّخْلَةُ في اللَّون : تَخلِيطٌ مِن ألوانٍ في لَونٍ . قلت : وهكذا هو في العَينْ . قال ابنُ درَيد : هو حَسَنُ الدِّخْلَةِ والمَدْخَلِ : أي حَسَنُ المَذْهَب في أُمورِه وهو مَجازٌ . قال ابنُ السِّكِّيت : الدَّوْخَلَّةُ بالتشديد وتُخَفَّف : سَفِيفَةٌ تُنْسَج من خُوصٍ يُوضَعُ فيها التَّمرُ . ونَصُّ ابنِ السِّكِّيت : يُجْعَلُ فيه الرُّطَبُ والجَمْع : الدَّواخِيلُ قال عَدِيُّ ابن زَيد :
بَيتَ جُلُوفٍ بارِدٌ ظِلُّهُ ... فِيه ظِباءٌ ودَواخِيلُ خُوصْ الدَّخُولُ كقَبُولٍ : ع في دِيار بني أبي بكر بن كِلاب يُذكَر مع حَومَل قال امرؤ القَيس :
" بِسَقْطِ اللِّوَى بينَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ والداخِلُ : لَقَبُ زُهَير بنِ حَرامٍ الشاعرِ الهُذَلِي أخي بني سَهْم بن معاويةَ بن تَمِيم . وابنه عَمرو بن الداخِل شاعرٌ أيضاً . والدَّخِيلِيُّ كأَمِيرِيِّ : الظَّبيُ الرَّبيبُ وكذلك الأَهِيلِيُّ عن ابنِ الأعرابيّ وأنشد قولَ الراعِي الذي قدَّمناه سابقاً فقال : الدَّخِيلِيُّ : الظَّبيُ الرَّبيبُ يُعلَّقُ في عُنقِه الوَدَعُ فشُبهه الوَدعُ في الرَّحْل بالوَدَع في عُنُقِ الظَّبي . يقول : جَعَلْنَ الوَدْعَ مُقَدَّمَ الرَّحْل . وهناك قولٌ ىخَرُ لأبي نصر تقدَّم ذكرُه وقد غَلِط المصنِّف فيه . دَخْلَةُ كحَمزَةَ : ة كثيرةُ التَّمْرِ قال نَصرٌ : أظنُّها بالبَحْرَين . قال أبو عمرو : الدَّخْلَةُ : مَعْسَلَةُ النَّحْلِ الوَحْشِيَّة . وهَضْبُ مَداخِلَ وفي العُباب : هَضْبُ المَداخِل : مُشْرِفٌ على الرَّيّانِ شَرْقِيَّه . قال ابنُ عَبّاد : الدِّخْلِلُ كزِبْرِجٍ : ما دَخَلَ مِن اللَّحم بينَ اللَّحم . وفي بعض النسَخ : ما دَخَل مِن الشَّحْم ونَصُّ المُحِيط ما قدَّمْناه . والدُّخَيلِياءُ بالضمّ مَمدُوداً : لُعبَةٌ لَهُم أي للعَرب كما في العُباب . والمُتَدَخِّلُ في الأُمورِ : مَن يَتكلَّفُ الدُّخولَ فيها وهو القِياسُ في باب التَّفَعُّل . الدُّخَّلَة كقُبَّرةٍ : كُل لَحْمةٍ مُجتَمِعةٍ نقله الصاغاني . ونَخْلَةٌ مَدْخولَةٌ : عَفِنةُ الجَوفِ قد أصابها دَخَلٌ . والمَدْخُولُ : المَهْزُولُ والداخِلُ في جَوفِه الهُزال يقال : بَعِيرٌ مَدْخُولٌ وفيه دَخَلٌ بَيِّنٌ مِن الهُزال . المَدْخُولُ : مَن في عَقْلِه دَخَلٌ أو في حَسَبِه . وقد دُخِلَ كعُنىَ وقد تقَدّم
ومما يُسْتَدرَك عليه :الدُّخْلُ بالضَّمِّ والدُّخْنُ : الجاوَرْسُ . وفُلانٌ حَسَنُ المَدْخَلِ والمَخْرَج : أي حَسَنُ الطَّرِيقةِ مَحمودُها . والدَّخِيلُ : فَرَسٌ بينَ فَرسيْن في الرِّهان كما في العُباب . والدَّخِيلُ : الضَّيفُ لدُخولِه على المَضِيفِ كما في المحكَم ومنه قول العامَّة : أنا دَخِيلُ فُلانٍ . وقال ابنُ الأعرابيّ : الدخْلُلُ والدُّخَّالُ والدَّاخِلُ : كُلُّه دُخَّالُ الأذنِ قال الأزهريّ : وهو الهِرْنِصانُ . وقال السُكّريُّ في شَرح قول الراعِي السابقِ : دَخِيلِيٌّ : خَيلٌ كان يُقال لها : بَناتُ دَخِيلٍ . وبعضُهم يَروِيه : دَخُولِي أي : مِن ظَبيٍ مِن الدَّخُول . وتَداخُلُ الأُمورِ ودِخالُها : تَشابُهُها والتِباسُها ودُخولُ بعضِها في بَعض . وإذا ائتُكِل الطَّعامُ سُمِّيَ مَدخُولاً ومَسْرُوفاً . وناقَةٌ مُداخَلَةُ الخَلْقِ : إذا تَلاحَكَتْ واكْتَنَزَتْ واشتدَّ أسْرُها . وقولُ ابنِ الرَّقاع :
فرَمَى به أدْبارَهُنَّ غُلامُنا ... لمّا اسْتَتَبَّ به ولم يَستَدْخِلِ يقول : لم يَدخُلِ الخَمَرَ فيَخْتِلِ الصَّيدَ ولكنه جاهَرها . والدُّخْلَلُون : الأَخِلاَّءُ والأَصْفِياءُ ومنه قولُ امرئ القَيس :
" ضَيَّعَهُ الدُّخْلَلُونَ إذ غَدَرُوا هم الخاصَّةُ هنا وأيضاً : الحُشْوَةُ الذين يدخُلون في قَومٍ وليسوا منهم فهو من الأضداد قاله الأزهريّ . ودَخَّلَ التَّمرَ تَدْخِيلاً : جَعَله في الدَّوْخَلَّة . وتَداخَلَنى منه شيء . وذاتُ الدّخُولِ كصَبُورٍ : هَضبة في ديارسُلَيم . ومَحلَّةُ الداخِلِ بالغَربيَّة مِن مِصْرَ وقد ذُكِرت في ح - ل - ل " . والمَدْخُولُ : الدَّخْل . والمُداخِلُ : هو الدُّخْلَلُ في الأُمور . والدَّخَّالُ كشَدَّادٍ : الكثيرُ الدُّخُولِ . والداخِلُ : لَقَبُ عبد الرحمن بن معاوِيةَ بن هِشام لأنه دخَل الأندَلُسَ وتملَّك ولدُه بها . وأبو يعقوب يوسفُ بن أحمد بن الدَّخِيلِ كأَمِيرٍ مُحدِّثٌ . ودَخِيلُ بنُ إياس بن نُوح بن مُجَّاعَةَ بن مُرارَةَ الحَنَفِي مِن أتباع التابِعين ثِقَةٌ بن أهلِ اليَمامَةِ . ودَخِيلُ بن أبي الخَليل صالحِ بن أبي مريم يَروِي عن يَحيى بنِ مَعِين ويقال فيه : دُخَيلٌ كزُبَيرٍ كما في العُباب . قلت : وهو تابِعِيٌّ ضُبَعِيٌّ من أهل البَصرة روى عن أبي هُرَيرة وعنه مَطَرٌ الوَرَّاقُ ذكره ابن حِبّان . ففي كَلامِ الصاغاني نَظَر ظاهِرٌ . ودخَلَ بامرأته : كِنايَةٌ عن الجِماع وغَلَب استعمالُه في الوَطْء الحَلال والمرأةُ مَدْخُولٌ بها . قلت : ومنه الدخْلَةُ : للَيلةِ الزِّفافِ
العَجْبُ بالفَتْح وبِالضَّمِّ مِنْ كُلِّ دَابَّة : مَا انْضَمَّ عَلَيْهِ الوَرِكُ مِنْ أَصْل الذَّنَبِ المَغْرُوزِ في مُؤَخَّرِ العَجُزِ وقِيل هو أَصْلُ الذَّنَبِ كُلِّه . وقال اللِّحْيَانِي : هو أَصْلُ الذَّنَب وَعَظمهُ ؛ وهو العُصْعُصُ أَوْ هُوَ رَأْسُ العُصْعُصِ وفي الحدِيثِ : كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَبْلَى إِلاَّ العَجْبَ وفي رِوَايَةَ إِلاَّ عَجْبَ الذَّنَبِ وهُو العَظْمُ الَّذِي في أَسْفَلِ الصُّلْبِ عِنْدَ العَجُزِ ؛ وَهُوَ العَسِيبُ مِنَ الدَّوَابِّ . ويُقَالُ : هو كَحَبِّ الخَرْدَلِ . وعبارَة الزَّمَخْشَرِيّ في الفَائِقِ : أَنَّه عَظْمٌ بَيْن الأَلْيَتَيْنِ . ونَقَل شَيْخُنَا عَنْ عِنَايَة الخَفَاجِيِّ أَنهُ يُقَالُ فِيهِ : العَجْمُ أَي بِقَلْبِ البَاء مِيماً ويُثَلَّث أَي حِينئذٍ وشَيْخُنَا صَرفَ تَثْلِيثَه حَالَةَ كَوْنهِ وبالبَاء وَلاَ قَائِلَ بِهِ . فتَأَمَّل تَرْشُد . قُلت : وكَوْنُ العَجْبِ بالميم رَوَاهُ اللِّحْيَانِيّ في نَوَادِرِه . قِيلَ : العَجْبُ : مُؤَخَّر كُلِّ شَيْء ومنه عَجْبُ الكَثِيبِ وهو آخِره المُسْتَدِقُّ مِنْهُ والجَمْعُ عُجُوبٌ بالضَّمِّ وهو مَجَازٌ كَمَا فِي الأَسَاسِ . قال لَبِيدٌ يَصِفُ المَطَرَ :
يَجْتَابُ أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّذاً ... بعُجُوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيلُ هَيَامُهَا
بَنُو عَجْبٍ : قَبِيلَةٌ في قَيْسٍ وَهُوَ عَجْبُ بْنُ ثَعْلَبَة بْنِ سَعْدِ ابْنِ ذُبْيَانَ منْ ذُرِّيَّتِه قُطْبَةُ بنُ مَالِكِ الصَّحَابِيُّ وابْنُ أَخِيهِ زيَادُ بْنُ عَلاَقَة . ولَقِيطُ بنُ شَيْبَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جَشْوَرَة ابْنِ عَجْبٍ هَذَا شَاعِرٌ . وعَجَبٌ مُحَرَّكَةً : بَطْنٌ آخر في جُهَيْنَةَ وهو عَجَبُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ . وأَعءجَبُ كَأَفْعَلَ في قُضَاعَةَ وَهُوَ أَعْجَبُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ جَرْك بن رَبَّان الثلاثة ذَكَرَهُم الوَزِيرُ أَبُو القَاسِم المَغْرِبِيّ في الإِينَاس نَقَلَه شَيْخُنا ولم يَضْبُط الثَّانِيَة : العُجْبُ بالضَّمِّ : الزَّهْوُ والكِبْرُ . ورَجُلٌ مُعْجَبٌ : مَزْهُوٌّ بِمَا يَكُونُ مِنْهُ حَسَناً أَو قَبِيحاً وقيل : المُعْجَبُ الإِنْسَانُ المُعْجَب بِنَفْسِه أَوْ بِالشَّيْءِ . وقد أُعْجِبَ فُلاَنٌ بِنَفْسِه فَهو مُعْجَبٌ بِرَأْيِهِ وبِنَفْسِه . والاسْمُ العُجْبُ وِقِيلَ : العُجْبُ : فَضْلَةٌ من الحُمْقِ صَرَفْتَهَا إِلَى العُجْب . ونَقَل شَيْخُنَا عن الرَّاغِبِ في الفَرْقِ بَيْن المُعْجَبِ والتَّائِهِ فَقَالَ : المُعْجَبُ يُصَدِّقُ نَفْسَه فِيمَا يَظُنُّ بِهَا وَهْماً . والتَّائِهُ يُصَدِّقُها قَطْعاً . العُجْبُ : الرَّجُلُ يُحِبُّ مُحَادَثَةَ النِّسَاءِ ولا يَأْتِي الرِّيبَة وقِيلَ . الذِي يُعْجِبُه القُعُوُدُ مَعَ النِّسَاءِ ومَحَادَثَتُهُن ولا يَأْتِي الرِّيبة أَو تُعْجَبُ النِّسَاءُ به ويُثَلَّثُ نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ ولا اعْتِدَادَ بِمَا نَقَلَه شَيْخُنا الإِنْكَارَ عَنِ الْبَعْضِ . العُجْبُ : إِنْكَارُ مَا يَرِدُ عَلَيْكَ لِقِلّة اعْتِيَادِه كالعَجَبِ مُحَرَّكَةً وعَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ : العُجْبُ : النَّظَرُ إِلَى شَيْءٍ غَيْرِ مَأْلُوفٍ ولا مُعْتَاد وجَمْعُهَا هَكَذَا في نُسْخَتِنَا ولَعَلَّه المُرَادُ بِهِ جَمْعُ الثَّلاَثَة وهو عَجْبُ الذَّنَب والعُجْب بلُغَتَيْهِ أَعْجَابٌ أَو الصَّوَابُ تَذْكِيرُ الضَّمِيرِ كَمَا فِي غَيْرِ كِتَاب قال :
" يا عَجَباً للدَّهْرِ ذِي الأَعْجَابِ
" الأَحْدَبِ البُرْغُوثِ ذِي الأَنْيَابِيُقَال جَمْع عَجيب عَجَائِبُ مِثْلُ أَفِيلٍ وأَفَائلَ وتَبِيعٍ وتَبَائعَ . أَوْ لاَ يُجْمَعَانِ قَالَهُ الجَوْهَرِيّ . فَقَوْلُ شَيْخِنا : ولم يَذْكُر عَدَمَ جَمْعِيَّتِه - أَي عَجِيبٍ - غيرُ المُصَنِّف غَيْرُ سَدِيدٍ بل مُعَارَضَة سَمَاع بعقل والعَجَبُ أَنَّه نَقَلَ كَلاَم الجَوْهَرِيِّ فِيمَا بَعْ عِنْدَ مَا رَدَّ عَلَى صَاحِبِ النَّامُوسِ ولَمْ يَتَنَبَّه لَهُ وسَدَّد سَهْم المَلاَمِ عَلَى المُؤَلِّف وَجَدَلَهُ . وقد عَجِبَ منْه يَعْجَبُ عَجَباً والاسْمُ العَجِيبَةُ والأُعْجُوبَةُ بالضَّمِّ وتَعَجَّبْتُ مِنْهُ واسْتَعْجَبْتُ مِنْه كعَجِبْتُ مِنْه أَي ثُلاَثِيّاً . في لِسَانِ العَرَبِ : التَّعَجُّب مِمّا خَفِيَ سَبَبُه ولم يُعْلَم . وقَالَ أَيْضاً : التَّعَجُّب : أَنْ تَرَى الشيءَ يُعْجِبُك تَظُنُّ أَنَّكَ لَمْ تَرَ مِثْلَه . ونَقَل شَيْخُنَا مِنْ حَوَاشِي القَامُوسِ القَدِيمَة حَاصِل ما ذَكَرَه أَهْلُ اللُّغَةِ في هَذَا المَعْنَى : أَنَّ التَّعَجُّبَ حَيْرَةٌ تَعْرِض لِلإِنْسَانِ عِنْد سَبَبِ جَهْلِ الشَّيْء ولَيْسَ هُوَ سَبَاً لَه في ذَاتِه بَلْ هُوَ حَالَة بحَسَبِ الإِضَافَة إِلَى مَنْ يَعْرِف السَّبَبَ وَمَنْ لا يَعْرفُه ولِهَذَا قَالَ قومٌ : كُلُّ شَيْءٍ عَجَبٌ . وقَال قَوْمٌ : لاَ شَيْءَ عَجَبٌ قَالَه الرَّاغِبُ : وَبَعْضُهُم خَصَّ التَّعَجُّبَ بالحَسَنِ فَقَط وقَال بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَة : يُقَالُ أُعْجِبَ فلانٌ وبِرَأْيه فهو مُعْجَبٌ بِهِمَا والاسْمُ العَجَبُ ولا يَكُونُ إِلاّ في المُسْتَحْسَن وتَعَجَّبَ مِنْ كَذَا والاسْمُ العَجَب وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ فِي المُسْتَحْسَنِ . واسْتَعْجَبَ مِنْ كَذَا والاسْمُ العَجَبُ مُحَرَّكَه وَيَكُونُ في الحَسَنِ وغَيْرِه . قُلْتُ : هَذَا التَّفْصِيلُ حَسَنٌ إِلاَّ أَنَّ العُجْبَ بالضَّمِّ الَّذِي في الوَجْهِ الأَوّلِ إِنَّمَا هُوَ بمَعْنَى الزَّهْوِ والتَّكَبُّرِ وَهُوَ غَيْرُ مُسْتَحْسَنٍ في نَفْسِه كما عَرّفْنَاه آنفاً . ونَقَلَ شَيْخُنَا أَيَضاً عَن بَعْضِ أَئِمَّةِ النُّحَاةِ : التَّعَجُّب : انْفِعَالُ النَّفْسِ لزِيَادَة وَصْفٍ في المُتَعَجَّبٍ مِنْه نَحْو : ما أَشْجَعَه . قال : وما وَرَدَ في القرآنِ مِنْ ذَلِك نَحْو أَسْمِعْ بِهِم وأَبْصِرْ فإِنَّما هُوَ بالنَّظَر إِلَى السَّامِع والمَعْنَى : لو شَاهَدْتَهم لَقُلْتَ ذلك مُتَعَجِّباً مِنْهم . انتهى . وَعَجَّبْتُه بالشَّيْءِ تَعْجِيباً أَي نَبّهْتُه عَلَى التَّعَجُّبِ منه . والاسْتِعْجَاب : شِدَّةُ التَّعَجُّبِ كذا في الأَسَاسِ ولِسَان العَرَبِ قال :
ومُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يَرَى مِنْ أَنَاتِنَا ... ولو زَبَنَتْهُ الحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ قولهم : مَا أَعْجَبَه بِرَأْيِه شَاذٌّ لا يُقَاسُ عَلَيْه أَي لِبِنَائِه مِنَ المَجْهُول كَمَا أَزْهَاهُ وما أَشْغَلَه والأَصْلُ في التَّعَجُّب أَن لا يُبْنَى إِلاَّ مِنَ المَعْلُومِ . والتَّعَاجِيبُ : العَجَائِبُ لا وَاحِدَ لَهَا من لَفْظِهَا . وفي النَّاموس : الأَظْهَرُ أَنَّهَا الأَعَاجِيبُ وَهَذَا يَدُلُ على قِلَّة اطِّلاعِه على النَّقْل وقد أَسْبَقْنَا في المَطَايِب ما يُفْضِي إِلَى العَجَائِب وقد نَبَّه عَلَى ذَلِكَ شَيْخُنَا في حَاشِيتَه وكَفَانا مَؤونَةَ الرَّجِّ عَليْهِ عَفَا اللهُ عَنْهُمَا وأَنْشَدَ في الصَّحَاحِ وغَيْره :
وَمِنْ تَعَاجِيب خَلْقِ اللهِ غَاطِيَةٌ ... يُعْصَرُ مِنْهَا مُلاَحِيٌّ وغِرْبِيبُ الغَاطِيَة : الكَرْمُ . وأَعْجَبَه الأَمْرُ : حَمَلَه عَلَى العَجِبِ مِنْهُ أَنْشَدَ ثَعْلَب :
" يَا رُبَّ بَيْضَاءَ عَلَى مُهَشَّمَهْ
" أَعجبهَا أَكْلُ البَعِيرِ اليَنَمَهْ هذه امرأَةٌ رَأَتِ الإِبِلَ تَأْكُلُ فأَعْجَبَهَا ذَلِكَ أَي كَسَبَهَا عَجَباً . وكَذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ :
رَأَتْ فِي الرَّأْس مِنِّي شَيْ ... بَةً لَسْتُ أُغَيِّبُهَا
فَقَالَت لِي ابْنُ قَيْسٍ ذَا ... وبَعْضُ الشَّيْب يُعْجِبُهاأَي يَكْسِبُهَا التَّعَجُّب . وأُعْجِبَ بِهِ مَبْنِيّاً للمَفْعُول : عَجِبَ وسُرَّ بِالضَّمِّ من السُّرور كَأَعْجَبَه الأَمْرُ إِذَا سَرَّه . يُقَالُ : أَمْرٌ عَجَبٌ مُحَرَّكَةً وعَجِيبٌ كَأَمِيرٍ وعُجَابٌ كغُرَابٍ وعُجَّابٌ كرُمَّانٍ أَي يُتَعَجَّبُ مِنْه وأَمْرٌ عَجِيبٌ أَي مُعْجِب وفي التَّنْزِيل : إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وقَرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن السُّلَمِي إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَّابٌ بالتَّشْدِيدِ . قال الفَرَّاءُ : هو مِثْلُ قَوْلِهِم : رَجُلٌ كَرِيمٌ وكُرَامٌ وكُرَّامٌ وكَبِيرٌ وكُبَارٌ وكُبَّارٌ . وعُجَّابٌ بالتَّشْدِيدِ أَكْثَرُ مِنْ عُجَابٍ . قَوْلُهُم : عَجَبٌ عَاجِبٌ كَليْلٍ لاَئِلٍ عَجَبٌ عُجَابٌ على المُبَالَغَةِ كلاَهُمَا يُؤَكِّدُ بِهِمَا أَو العَجِيبُ كالعَجَبِ أَي يَكُونُ مِثْلَه أَمَّا العُجَاب فَإِنَّه مَا جَاوَزَ كَذَا في نُسْخَةِ العَيْنِ ويُوجَدُ في بَعْضِ نُسَخ الكِتَاب مَا تَجَاوَزَ حَدَّ العَجَبِ وهَذَا الفَرْقُ نَصُّ كِتَابِ العَيْنِ . والعَجْبَاءُ : الَّتِي يُتَعَجَّبُ مِنْ حُسْنِهَا و الّتي يُتَعَجَّبُ من قُبْحِهَا نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ . قَال شَيْخُنَا : وإِذَا كَانَ مُتَعَلَّقُ التَّعَجُّبِ في حَالَتِي الحُسْنِ والقُبْحِ وَاحِداً وَهُوَ بُلُوغُ النِّهَايَةِ في كِلْتَا الحَالَتَيْن فَقَوْلُ المُؤَلِّف وهو ضِدٌّ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ . ويَدُلُّ عَلَى العُمُوم مَا نَقَلَه سَابِقاً إِنْكَارُ ما يَرِدُ عَلَيْكَ كَمَا هُوَ ظَاهِر . اقْتَصَر في لِسَان الْعَرَب عَلَى أَنَّ العَج ] بَاءَ هِيَ النَّاقَةُ الَّتِي دَقَّ أَعْلَى مُؤَخَّرِهَا وأَشْرَفَ كَذَا في النُّسَخِ وصَوَابُه أَشْرَفَت جَاعِرَتَاهَا وهِي خِلْقَةٌ قَبِيحَةٌ فِيمَن كَانَت . ويُقَال : لَشَدَّ مَا عَجُبَت النَّاقَةُ إِذَا كَانَتْ كَذَلكَ وقَد عَجِبَتْ عَجَباً . نَاقَةٌ عَجْبَاءُ : بَيِّنَةُ العَجَبِ أَي الغَلِيظَة عَجْبِ الذَّنَب وجَمْلٌ أَعْجَبُ إِذَا كَانَ غَلِيظاً . يُقَالُ : رَجُلٌ تعْجَابَة بالكَسْر أَي ذُو أَعَاجِيبَ وَهِيَ جَمْعُ أُعْجُوبَة وقَدْ تَقَدَّم في التَنزيل بَلْ عَجِبْت ويَسْخَرُونَ قَرَأَ حَمْزَةُ والكِسَائِيُّ بضَمِّ التَّاءِ وَكَذَا قِرَاءة عَلِيّ بْنِ أَبي طَالب وابْنِ عَبَّاس وقَرَأَ ابْنُ كَثير ونَافِع وابْنُ عَامِر وعَاصِم وأَبُو عَمْرو بنَصْب التَّاءِ . والعَجَبُ وإِنْ أُسْندَ إِلَى اللهِ تَعَالَى فلَيْسَ مَعْنَاه مِنَ اللهِ كمَعْناه مِنَ العِبَاد . وقَال الزَّجَّاجُ : وأَصْلُ العَجَب في اللُّغَة أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا رَأَى مَا يُنْكِرهُ ويَقِلُّ مِثْلُه قَالَ : قَد عَجِبْتُ مِنْ كَذَا وعلى هَذَا مَعْنَى قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ بِضَمِّ التَّاءِ لأَن الآدَمِيَّ إِذَا فَعَل مَا يُنْكِرُه اللهُ تَعَالَى جَاز أَنْ يَقُولَ فِيهِ : عَجِبْتُ والله عَزَّ وَجَلَّ قَدْ عَلِمَ ما أَنْكَرَه قَبْلَ كَوْنِه ولكنَّ الإِنْكار والعَجَبَ الَّذِي تَلْزَم بِهِ الحُجَّة عِنْدَ وُقُوعِ الشَّيْء . وقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ : أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِه بالعَجَب وَهُوَ يُرِيدُ : بل جَازَيْتُهُم على عَجَبِهِم مِنَ الحَقّ فَسَمَّى فِعْلَه باسْم فِعْلِهم . وقيل : بَلْ عَجِبْتَ مَعْنَاه بل عَطُم فِعْلُهم عِنْدَكَ . وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ في قَوْله تَعَالَى وإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ الخِطَابُ للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَي هَذَا مَوْضِعُ عَجَبٍ حَيْثُ أَنْكَرُوا البَعْثَ وقَدْ تَبَيَّن لَهُم مِنْ خَلْقِ السَّموَات والأَرْضِ ما دَلَّهُم عَلَى البَعْثِ والبَعْثُ أَسْهَلُ في القُدْرَةِ ممَّا قَدْ تَبَيَّنُوا . وفي النِّهَايَة وَفِي الحَديثِ : عَجِبَ رَبُّكَ منْ قَوْمٍ يُقَادُون إِلَى الجَنَّة في السَّلاَسِلِ : أَي عَظُم ذَلِك عِنْدَه وكَبُر لَدَيْه أَعْلَم اللهُ أَنّهُ إِنَّمَا يَتَعَجَّبُ الآدَمِيُّ من الشَّيْءِ إِذَا عَظُم مَوْقِعُه عنْدَه وَخفِيَ عَلَيْه سَبَبُه فأَخْبَرَهم بِمَا يَعْرِفُون ليَعْلَمُوا مَوْقعَ هَذِه الأَشْيَاءِ عنْدَه . وقِيلَ العَجَبُ من اللهِ : الرِّضَا فمَعْنَاه أَي عَجِبَ رَبُّك وأَثَابَ فسَمَّاه عَجَباً مَجَازاً وليسبِعَجَبٍ في الحَقيقَة . والأَوّل الوَجْهُ كَمَا قَالَ : وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ مَعْنَاه ويُجَازِيهم اللهُ عَلَى مَكْرِهِم . وفي الحَدِيثِ : عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ شَابٍّ لَيْسَت لَهُ صَبْوَةٌ وفي آخرَ : عَجِب رَبُّكُم مِنْ إِلِّكم وقُنُوطكم . قَال ابْنُ الأَثِير : إِطْلاَقُ العَجَبِ عَلَى اللهِ تَعَالَى مَجَاز لأَنه لا يَخْفَى عَلَيْه أَسْبَابُ الأَشْيَاءِ . كُلُّ ذلِك في لِسَان الْعَرَبِ . عَجَبٌ مُحَرَّكة أَخُو القَاضي شُرَيْح وفيه المَثَل : أَعْذرْ عَجَبُ يَضْرِبُه المُعْتَذر عندَ وُضُوح عُذْرِه كَذَا في المُسْتَقْصَى . وأَحْمَدُ بْنُ سِعِيدٍ البَكْرِيُّ شُهِرَ بابْن عَجَبٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَجَب مُحَرَّكَتَيْنِ مُحَدَثَانِ هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخ ومِثْلُه للصَّاغَانِيّ وَهُوَ غَلَطٌ قَلَّدَ فِيهِ الصَّاغَانِيّ والصَّوابُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ سَعيد الَّذِي ذَكَرَه وَالِدُه هُوَ سَعِيدُ بْنُ عَجَبٍ الَّذِي تَلاَهُ فيمَا بَعْد . وتَحْقِيقُ المَقَام أَنَّ سَعِيدَ بْنَ عَجَبٍ مُحَرَّكَة لَهُ ذِكْرٌ في المَغَارِبَة وابْنُه أَحْمَدُ تَفَقَّه عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ ذَرْب وابنُه عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَحْمَد بْنِ سَعِيد بْنِ عَجَبٍ ذَكَرَه ابْنُ بَشْكُوَال فَتَأَمَّل . ومُنْيَةُ بالضَّم عَجَبٍ مُحَرَّكَةً : د بالمَغْرِبِ الأَقْصَى وَهِي جِهَةٌ بالأَنْدَلُسِ . في النَّوَادِر : تَعَجَّبَنِي فُلاَنٌ وَتَفَتَّنَنِي أَيْ تَصَبَّانِي . عُجَيْبَةُ كَجُهَيْنَةَ : رَجُلٌ وهو عُجَيْبَةُ بْنُ عَبْد الحَميد مِنْ أَهْلِ اليَمَامة . وحَكِيمُ بْنُ عُجَيْبَة كُوفِيٌّ ضَعِيفٌ غَالٍ في التَّشَيُّع قَالَه العِجْلِيّ . وأَعْجَبَ جَاهِلاً : لَقَبُ رَجُل كتأَبَّطَ شَرّاً . وهو شَيْءٌ مُعْجبٌ إِذَا كَانَ حَسَناً جِدّاً . وَقَوْلُهم : لِلّه زَيْدٌ كأَنَّه جَاءَ بِهِ اللهُ مِنْ أَمْر عَجِيبٍ وكَذلِكَ قَوْلُهُم : لِلّه دَرُّه أَي جَاءَ اللهُ بِدَرِّه مِنْ أَمْرٍ عَجِيبٍ لكَثْرَتِه . وفي الأَسَاسِ : أَبُو العَجَب : الشَّعْوَذِيُّ وكُلُّ مَنْ يَأْتِي بالأَعَاجِيبِ . وَمَا فُلاَنٌ إِلاَ عَجَبَةٌ مِنَ العَجَب . قُلْتُ : وأَبُو العَجَب مِنْ كُنَى الدَّهْرِ رَاجِعْه في شَرْحِ المَقَامَات . وعَجِبَ إِلَيْهِ : أَحَبَّه . أَنْشَدَ ثَعْلَب : جَبٍ في الحَقيقَة . والأَوّل الوَجْهُ كَمَا قَالَ : وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ مَعْنَاه ويُجَازِيهم اللهُ عَلَى مَكْرِهِم . وفي الحَدِيثِ : عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ شَابٍّ لَيْسَت لَهُ صَبْوَةٌ وفي آخرَ : عَجِب رَبُّكُم مِنْ إِلِّكم وقُنُوطكم . قَال ابْنُ الأَثِير : إِطْلاَقُ العَجَبِ عَلَى اللهِ تَعَالَى مَجَاز لأَنه لا يَخْفَى عَلَيْه أَسْبَابُ الأَشْيَاءِ . كُلُّ ذلِك في لِسَان الْعَرَبِ . عَجَبٌ مُحَرَّكة أَخُو القَاضي شُرَيْح وفيه المَثَل : أَعْذرْ عَجَبُ يَضْرِبُه المُعْتَذر عندَ وُضُوح عُذْرِه كَذَا في المُسْتَقْصَى . وأَحْمَدُ بْنُ سِعِيدٍ البَكْرِيُّ شُهِرَ بابْن عَجَبٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَجَب مُحَرَّكَتَيْنِ مُحَدَثَانِ هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخ ومِثْلُه للصَّاغَانِيّ وَهُوَ غَلَطٌ قَلَّدَ فِيهِ الصَّاغَانِيّ والصَّوابُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ سَعيد الَّذِي ذَكَرَه وَالِدُه هُوَ سَعِيدُ بْنُ عَجَبٍ الَّذِي تَلاَهُ فيمَا بَعْد . وتَحْقِيقُ المَقَام أَنَّ سَعِيدَ بْنَ عَجَبٍ مُحَرَّكَة لَهُ ذِكْرٌ في المَغَارِبَة وابْنُه أَحْمَدُ تَفَقَّه عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ ذَرْب وابنُه عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَحْمَد بْنِ سَعِيد بْنِ عَجَبٍ ذَكَرَه ابْنُ بَشْكُوَال فَتَأَمَّل . ومُنْيَةُ بالضَّم عَجَبٍ مُحَرَّكَةً : د بالمَغْرِبِ الأَقْصَى وَهِي جِهَةٌ بالأَنْدَلُسِ . في النَّوَادِر : تَعَجَّبَنِي فُلاَنٌ وَتَفَتَّنَنِي أَيْ تَصَبَّانِي . عُجَيْبَةُ كَجُهَيْنَةَ : رَجُلٌ وهو عُجَيْبَةُ بْنُ عَبْد الحَميد مِنْ أَهْلِ اليَمَامة . وحَكِيمُ بْنُ عُجَيْبَة كُوفِيٌّ ضَعِيفٌ غَالٍ في التَّشَيُّع قَالَه العِجْلِيّ . وأَعْجَبَ جَاهِلاً : لَقَبُ رَجُل كتأَبَّطَ شَرّاً . وهو شَيْءٌ مُعْجبٌ إِذَا كَانَ حَسَناً جِدّاً . وَقَوْلُهم : لِلّه زَيْدٌ كأَنَّه جَاءَ بِهِ اللهُ مِنْ أَمْر عَجِيبٍ وكَذلِكَ قَوْلُهُم : لِلّه دَرُّه أَي جَاءَ اللهُ بِدَرِّه مِنْ أَمْرٍ عَجِيبٍ لكَثْرَتِه . وفي الأَسَاسِ : أَبُو العَجَب : الشَّعْوَذِيُّ وكُلُّ مَنْ يَأْتِي بالأَعَاجِيبِ . وَمَا فُلاَنٌ إِلاَ عَجَبَةٌ مِنَ العَجَب . قُلْتُ : وأَبُو العَجَب مِنْ كُنَى الدَّهْرِ رَاجِعْه في شَرْحِ المَقَامَات . وعَجِبَ إِلَيْهِ : أَحَبَّه . أَنْشَدَ ثَعْلَب :وما البُخْلُ يَنْهَانِي وَلاَ الجُودُ قَادَنِي ... وَلَكِنَّها ضَرْبٌ إِلَيَّ عَجِيبُ أَي حَبِيبٌ وأَرَادَ يَنْهَانِي وَيُودُني كَذَا في لِسَان العَرَبِ . وأَبُو عَجِيبَة : كُنْيَةُ الحَسَنِ ابْنِ مُوسَى الحَضْرَمِيّ رَوَى عَنْه عَبْدُ الوَهَّاب بْنُ سَعِيدِ بْن عُثْمَان الحَمْرَاوِيُّ كَذَا في كِتَابِ النُّورِ المَاحِي لِلظَّلاَم لأَبِي مُحَمَّد جَبْرِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ جَبْرِ بْنِ هِشَامٍ القُرْطُبِيّ قُدِّسَ سِرُّه وضَبَطَه الحَافِظُ بالنُّونِ بَدَلَ المُوَحَّدَة وسَيَأْتِي . وبَنُو عَجِيبٍ كأَمِيرٍ : بَطْنٌ مِنَ العَرَب
" الكِبْرِيتُ " بالكسر أَهمله الجوهريّ هنا وأَورده في - ك ب ر - وذكره هنا بناءً على أَصالَةِ التَّاءِ وصَرَّح غيرُ واحدٍ بزيادتها فموضِعه الرّاءُ كعِفْرِيتٍ وهو " من الحِجَارة المُوقَدِ بِهَا " قال ابنُ دريد : لا أَحْسَبُهُ عَرَبِيّاً صَحِيحاً ومثْلُه في شِفَاءِ الغَلِيل . الكِبْرِيتُ : " : اليَاقُوتُ الأَحْمَرُ " قاله ابنُ دُرَيْدٍ وجعَلَ شيخُنَا استعمالَه فيه من المَجَازِ . الكِبْرِيتُ " : الذَّهَبُ " الأَحْمَرُ قال رُؤبَة :
هل يَعْصِمَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ ... أَو فِضَّةٌ أَو ذَهَبٌ كِبْرِيتُ
قال ابن الأَعْرَابيّ : ظَنّ رُؤبةُ أَن الكِبرِيتَ ذَهَبٌ قال شيخُنا : وخَطِىء فيه ؛ لأَنَّ العَرَبَ القدماءَ يُخْطِئون في المَعَانِي دونَ الأَلفاظِ . الكبريتُ الأَحْمَرُ - عن الليث - يقال : هو " جَوْهَرٌ " و " مَعْدِنُه خَلْفَ " بلادِ " التُّبَّتِ بوادِي النَّمْلِ " الذي مَرَّ عليه سيِّدُنَا سليمانُ عليه وعلى نبيِّنَا أَفضلُ الصلاةِ والسلام كذا في التهذيب وعن الليث : الكِبْرِيتُ : عَيْنٌ تَجْرِى فإِذا جَمَدَ ماؤُهَا صار كِبْرِيتاً أَبيضَ وأَصْفَرَ وأَكْدَرَ وقال شيخُنَا : وقد شَاهَدْتُه في مواضِعَ : منها هذا الذي قَرِيبٌ مِن الملاَلِيحِ ما بين فَاس ومِكْنَاسَةَ يُتَدَاوَى بالعَوْمِ فيه من الحَبِّ الإِفْرِنْجِيّ وغيره ومنها مَعْدِنٌ في أَثناءِ إِفْرِيقِيَّة في وَسَطِ بَرْقَةَ يُقَال له : البُرْجُ وغير ذلك واستعماله في الذَّهَبِ كأَنَّهُ مَجَازٌ لقولهم : الكِبْرِيتُ الأَحْمَرُ ؛ لأَنَّه يُصْنَعُ منه ويَصْلُح لأَنواعٍ من الكِيمياءِ ويكونُ من أَجْزَائِها . انتهى . وفي اللسان : يُقَال : في كلِّ شيْءٍ كِبْرِيتٌ وهو يُبْسُه ما خلا الذَّهَبَ والفِضَّةَ فإِنَّهُ لا يَنْكَسِر فإِذا صُعِّدَ أَي أُذِيبَ ذَهَبَ كِبْرِيتُه . قال أَبو منصور : ويقال : " كَبْرَتَ بَعِيرَهُ " إِذا " طَلاهُ بِه " أَي بالكِبْرِيتِ مَخْلُوطاً بالدَّسَمِ والخَضْخَاض وهو ضَرْبٌ من النِّفْطِ أَسودُ رقيقٌ لا خُثُورَةَ فيه وليس بالقَطِرَانِ ؛ لأَنَّهُ عُصَارَةُ شَجرٍ أَسودُ خَاثِر كذا في التّكملة وهو للتَّداوِي من الجَرَبِ ؛ لأَنَّه صالحٌ لرَفْعِه جِدّاً . ونقل القزوينيّ - في عَجَائبه عن أُرسطو - الكِبْرِيتُ أَصناف : الأَحمرُ الجَيِّدُ اللونِ والأَبيُض اللّونِ هو كالغُبَارِ ومنه الأَصفَرُ فمَعْدِنُه بالمَغْرِب لا بأْس في موضعه بقُرْبِ بحر أَوْقيَانُوسَ على فراسِخَ منه وهو نافعٌ من الصَّرَع والسَّكَتاتِ والشَّقِيقَةِ ويَدْخُل في أَعمالِ الذّهَب وأَمّا الأَبيضُ فيُسوِّدُ الأَجسامَ البِيضَ وقد يكونُ كامِنُه في العُيُونِ التي يَجْرِي منها الماءُ الجاري مَشُوباً به ويُوجَد لتلكِ المياهِ رائحةٌ مُنِتنَةٌ فمَن اغْتَمَسَ في هذه العيونِ في أَيّامٍ معتَدِلَةِ الهواءِ أَبرأَه من الجِرَاحَاتِ والأَوْرَامِ والجَرَب والسّلَعِ التي تكون من المِرَّةِ السَّوْدَاءِ . وقال ابنُ سِيناءَ : إِنَّ الكِبْرِيتَ من أَدْوِيَةِ البَرَصِ ما لم تَمَسَّه النارُ وإِذَا خُلِطَ بصَمْغِ البُطْمِ قَلَعَ الآثارَ التي تكون علَى الأَظْفَارِ وبالخلِّ على البَهَقِ ويَجْلُو القُوَبَاءَ وهو طِلاءٌ للنِّقْرِسِ مع النَّطْرُونِ والماءِ ويَحْبِسُ الزُّكامَ بَخُوراً . وفيه خواصُّ غيرُ ذلك ومَحلُّه المُطَوَّلاتُ من كتب الطِّبِّ
كبُرَ الرَّجُل ككَرُم يَكْبُر كِبَراً كَعِنَبٍ وكُبْراً بالضَّم وكَبارةً بالفتح : نَقيضُ صَغُرَ فهو كَبيرٌ وكُبَّارٌ كرُمَّان إذا أَفْرَط ويُخَفَّف وهي بهاءٍ ج كِبارٌ بالكسر وكُبَّارون مُشَدَّدة أي مع ضمِّ الكافِ ومَكْبُوراء كمَعْيوراءَ ومَشْيوخاء . والكابِر : الكَبيرُ ومنه قولُهم : سادوكَ كابِراً عن كابِرٍ أي كَبيراً عن كَبيرٍ في المجْد والشَّرَف . وكَبَّرَ تَكْبِيراً وكِبَّاراً بالكَسْر مشدَّدةً - وهي لُغة بَلْحَارِث بن كَعْبٍ وكَثير من اليمن كما نَقَلَه الصاغاني . - : قال : الله أَكْبَرُ قال الأزهريُّ : وفيه قولان : أحدُهُما أنَّ معناه الله كَبيرٌ فَوَضَع أَفْعَلَ مَوْضِع فَعيل كقوله تعالى : " هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه " أي هو هَيِّن عليه والقولُ الآخَر : أنَّ فيه ضَميراً : المَعْنى : اللهُ أَكْبَرُ كَبيرٍ . وكذلك الله الأعَزُّ : أي أَعَزُّ عزيزٍ . وقيل : معناه : الله أَكْبَرُ من كلِّ شيءٍ أي أَعْظَم فحُذِف لوضوح معناه . وأَكْبَرُ خبرٌ والأَخبارُ لا يُنْكَر حَذْفُها . وقيل : معناه : اللهُ أَكْبَرُ من أنْ يُعرَف كُنْهُ كِبْريائِه وعَظَمَتِه وإنما قُدِّرَ له ذلك وأُوِّلَ لأنَّ أَفْعَل فَعْلَى يَلْزَمهُ الألفُ واللامُ أو الإضافةُ كالأَكْبَرِ وأَكْبَر القَوْمِ . وقولُهم : اللهُ أَكْبَرُ كَبيراً مَنْصُوبٌ بإضمارِ فِعْلٍ كأنَّه قال : أُكَبِّرُ تَكْبِيراً فقوله كَبيراً بمعنى : تَكْبِيراً فأَقامَ الاسمَ مُقامَ المَصْدَرِ الحقيقي . كَبَّرَ الشَّيْءَ : جَعَلَهُ كَبيراً . واسْتَكْبَرَه وأَكْبَره : رآه كَبيراً وعَظُمَ عِندَه عن ابن جنِّي . وكَبِرَ الرجلُ كفَرِحَ يَكْبَرُ كِبَراً كَعِنَب ومَكْبِراً كَمَنْزِلٍ فهو كَبيرٌ : طَعَنَ في السِّنِّ من الناسِ والدَّوابِّ . فعُرِف من هذا أنَّ فِعْلَ الكِبَرِ بمَعْنى العَظَمة ككَرُمَ وبِمَعنى الطَّعْنِ في السِّنِّ كفَرِح ولا يجوزُ استِعمالُ أحدِهما في الآخَرِ اتفاقاً وهذا قد يَغْلَطُ فيه الخاصَّةُ فضلاً عن العامَّة . وَكَبَرَه بسَنَةٍ كنَصَرَ : زادَ عَلَيْه وفي النّوادرِ لابنِ الأَعرابيِّ : ما كَبَرَني إلاَّ بسَنَة أي ما زاد عَلَيَّ إلاَّ ذلك . يقال : عَلَتْهُ كَبْرَةٌ بالفتح ومَكْبَرَةٌ وتُضَمُّ باؤُها ومَكْبِرٌ كَمَنْزِلٍ وكِبَرٌ كَعِنَب إذا أسَنَّ ومنه قولهم : الكِبَرُ عِبَرٌ . وهو كُبْرُهُم بالضَّمِّ وكِبْرَتُهم بالكَسْر وإِكْبِرَّتُهم بِكَسْرِ الهَمْزة والباءِ وفَتْحِ الرَّاءِ مُشَدَّدة وقد تُفْتَحُ الهمزةُ وكُبُرُّهُم وكُبُرُّتُهم بالضَّمَّات مُشَدَّدتَيْن الأَخير قال الأزهريُّ : هكذا قَيَّدَه أبو الهَيْثَم بخطِّه . أي أَكْبَرُهم في السِّنِّ أو الرِّياسَة أو أَقْعَدُهُم بالنَّسَب وهو أن يَنْتَسِبَ إلى جَدِّه الأكبر بآباءَ أقلَّ عَدَدَاً من باقي عَشيرتِه . وفي الصحاح : كِبْرَةُ وَلدِ أَبَوَيْه إذا كان آخِرَهُم يستوي فيه الواحدُ والجمعُ والمذكَّرُ والمؤنث في ذلك سواءٌ فإذا كان أقعدَهم في النَّسَب قيل : هو أَكْبَرُ قَوْمِهِ وإكْبِرَّةُ قَوْمِه بوزْن إِفْعِلَّة والمرأةُ في ذلك كالرَّجلِ وقال الكسائيُّ : هو عِجْزَةُ وَلَد أَبَوَيْه : آخِرُهم وكذلك كِبْرة وَلَدِ أَبَوَيه أي أَكْبَرهُم وروى الإياديّ عن شَمِر قال : هذا كِبْرَةُ ولدِ أَبَوَيهِ للذَّكَر والأُنثى وهو آخِرُ ولد الرجل ثم قال : كِبْرَةُ ولدِ أبيه مثل عِجْزَة . قال الأزهريّ : والصواب أنَّ كِبْرَةَ ولدِ أبيه أَكْبَرهُم وأمّا آخِرُ ولدِ أبيه فهو العِجْزَة . وفي الحديث : " الوَلاءُ للكُبْرِ " أي لأَكْبَرِ ذُرَّيَّةِ الرّجل وفي حديث آخَر : " أنَّ العبَّاسَ كان كُبْرَ قَوْمِه " لأنَّه لم يَبْقَ من بني هاشِم أَقْرَب منه إليه وفي حديث الدَّفْن : " ويُجعَلُ الأَكْبَرُ ممَّا يلي القِبْلَة " أي الأَفْضَل " فإنْ استَوَوْا فالأَسَنّ " وأمّا حديثُ ابنِ الزُّبَيْر . وهَدْمِه الكَعبة : " فلمَّا أبرزَ عن رَبَضِه دعا بكُبْرِه " فهو جمع أَكْبَر كأَحْمَر وحُمْر أي بمشايخه وكُبَرائه . وكَبُرَ الأَمرُ كصَغُرَ كِبَراً وكَبَاَرةً : عَظُمّ وكلُّ ما جَسُمَ فقد كَبُرَ . والكِبْرُ بالكَسْر : مُعْظَم الشَّيء وبه فسَّر ثعلبٌ قولَه تعالى : " والذيتَوَلَّى كِبْرَهُ مِنهُم لهُ عذابٌ عَظيم " يعني مُعظَم الإِفك . وقال ابن السِّكِّيت : كِبْرُ الشَّيءِ : مُعظَمُه بالكَسْر وأنشد قولَ قَيْسِ بنِ الخَطيم : كِبْرَهُ مِنهُم لهُ عذابٌ عَظيم " يعني مُعظَم الإِفك . وقال ابن السِّكِّيت : كِبْرُ الشَّيءِ : مُعظَمُه بالكَسْر وأنشد قولَ قَيْسِ بنِ الخَطيم :
تَنامُ عَن كِبْرِ شَأْنِها فإذا ... قامَتْ رُوَيْداً تكادُ تَنْغَرِفُالكِبْرُ : الرِّفْعَة والشَّرَفُ ويُضَمُّ فيهما قال الفرَّاء : اجتمع القُرّاء على كسر الكاف في " كِبْرَهُ " وقرأها حُميْدٌ الأعرَج وَحْدَه " كُبْرَه " بالضَّمِّ وهو وَجْهٌ جيِّد في النّحو لأنَّ العرب تقول : فلانٌ تَولَّى عُظْمَ الأمر يريدون أَكْثَره . وقال ابنُ اليَزيديّ : أظنُّها لُغةً . وقال الأزهريُّ : قاس الفَرَّاء الكُبْر على العُظْم وكلامُ العربِ على غَيْرِه . وقال الصاغاني : وكُبْرُ الشَّيءِ بالضمِّ مُعظَمُه . ومنه قراءةُ يعقوب وحُميْد الأعرج " والذي تَوَلَّى كُبْرَه " وعلى هذه اللغة أنشد أبو عَمْرو قَوْلَ قَيْسِ بن الخَطيم السّابق . الكِبْرُ : الإثْم وهو من الكَبيرة كالخِطْءِ من الخَطيئة . وفي المُحكَم : الكِبْر : الإثْم الكَبير كالكِبْرَة بالكَسْر التأنيث على المُبالَغة . الكِبْر : الرِّفْعَة في الشَّرَف . الكِبْر : العَظَمَة والتَّجَبُّر كالكِبْرِياء قال كُراع : ولا نَظير له إلاَّ السِّسيمياء : العلامة والجِرْبِياء : الرِّيح التي بين الصَّبا والجَنوب قال : فأمَّا الكيمياءُ فكلمة أحسبها أعجميّة . وقال ابنُ الأنباري : الكِبْرِياء : المُلْك في قوله تعالى : " وتَكونَ لكُما الكِبْرِياءُ في الأرضِ " أي المُلْك . وقد تَكَبَّر واسْتَكْبَر وتَكابَر وقيل : تَكَبَّر من الكِبْرِ وتَكابَر من السِّنِّ . والتَّكَبُّر والاسْتِكْبار : التَّعَظُّم . وقوله تعالى : " سَأَصْرِفُ عنْ آياتيَ الذينَ يَتَكَبَّرونَ في الأَرْض بِغَيْرِ الحقِّ " . قال الزَّجَّاج : معنى يتكبَّرون أنَّهم يَرَوْن أنَّهم أفضلُ الخَلْق وأنّ لهم منَ الحقِّ ما ليس لغيرهم وهذه لا تكون إلا لله خاصَّة لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي له القُدْرَة والفَضل الذي ليس لأحد مثله وذلك الذي يَستحِقُّ أن يُقال له المُتَكَبِّر وليس لأحدٍ أن يتَكَبَّر لأنَّ الناس في الحقوق سواءٌ فليس لأحد ما ليس لغيره وقيل : إنَّ يتَكَبَّرون هنا من الكِبَرِ لا من الكِبْرِ أي يَتَفَضَّلون ويَرَوْن أنّهم أفضلُ الخَلْق . وفي البصائر للمصنّف : الكِبْر والتَّكَبُّر والاسْتِكْبار متقاربة فالكِبْرُ : حالةٌ يتخصّص بها الإنسان من إعجابه بنفسه وأن يرى نفسَه أَكْبَر من غيره وأعظم الكِبْر التَّكَبُّر على الله بالامتناع عن قبول الحقّ . والاسْتِكْبار على وَجْهَيْن : أحدهما : أن يَتَحَرَّى الإنسانُ ويَطْلُبُ أن يكونَ كبيراً وذلك متى كان على ما يَجِب وفي المكان الذي يَجِبْ وفي الوقت الذي يَجِبْ فهو محمود والثاني : أن يَتَشَبَّع فيُظهِر من نَفْسِه ما ليس له فهذا هو المَذْموم وعليه وَرَدَ القرآن وهو قوله تعالى " أبى واسْتَكْبَر " وأما التَّكَبُّر فعلى وَجْهَيْن : أحدهما : أن تكونَ الأَفعالُ الحسَنةُ كَبيرةً في الحقيقة وزائدةً على محاسن غَيْرِه وعلى هذا قولُه تعالى : " العَزيزُ الجبَّارُ المُتَكَبِّر " والثاني : أن يكون مُتَكَلِّفاً لذلك مُتَشَبِّعاً وذلك في عامّة الناس نحو قوله تعالى " يَطْبَعُ اللهُ على كلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّار " وكل من وُصِف بالتكبُّر على الوجه الأول فمحمود دون الثاني ويدلُّ على صحة وَصف الإنسان به قوله تعالى : " سَأَصْرِفُ عن آياتي الذين يَتَكْبِرونَ في الأرضِ بِغَيْرِ الحقِّ " والتَّكَبُّر على المُتَكَبِّر صدقة . والكِبْرِياء : التَّرَفُّع عن الانْقِياد ولا يَسْتَحِقُّهُ إلاَّ اللهُ تعالى قال تعالى : " الكِبْرِياءُ رِدائي والعَظَمَةُ إزاري فَمَنْ نازَعَني في شيءٍ منهما قَصَمْتهُ ولا أُبالي " . قولُه تعالى : " إنَّها لإحْدى الكُبَر " كصُرَد جَمْعُ الكُبْرى تأنيثُ الأَكْبَر وجمع الأَكْبر الأكابِر والأَكْبَرون قال : ولا يُقال كُبْر لأنَّ هذه البِنْيَة جُعِلت للصِّفَة خاصةً مثل الأحمر والأَسْود . وأنت لا تَصف بأَكْبر كما تصف بأَحْمَر ولا تقول هذا رجلٌ أكبرُ حتى تَصلَه بمِنْ أو تُدخِل عليه الألِف واللام . وأمّا حديثُ مازِنٍ : " بُعِثَ نَبيٌّ من مُضَرَ بدِين اللهِ الكُبَر " فعلى حذف مُضافٍ تَقْدِيرهُ بشَرائع دينِ اللهِ الكُبَر . الكَبَرُ بالتَّحْريك : الأَصَف فارسيٌّ مُعَرَّب وهو نَباتٌ له شَوْكٌ والعامةُ تقول : كُبَّارٌ كرُمَّان . الكَبَرُ : الطَّبْل وبه فُسِّر حديثُ عبدِ الله بنِ زيد صاحبِ الأذان : " أنَّه أَخَذَ عوداً في منامِهليتَّخِذ منه كَبَرَاً " رواه شَمِرٌ في كتابه قال : الكَبَر : الطَّبْل فيما بَلَغَنا وقيل : هو الطَّبْل ذو الرَّأْسَيْن وقيل : الطَّبْلُ الذي له وَجْهٌ واحدٌ بِلُغَة أهل الكوفة قاله الليث ؛ وفي حديث عَطاءٍ : " أنَّه سُئلَ عن التَّعْويذ يُعَلَّقُ على الحائض فقال : إنْ كان في كَبَرٍ فلا بَأْس " أي في طَبْل صغير وفي رواية : إنْ كان في قَصَبَة . ج كِبارٌ وأَكْبَارٌ كَجَمَل وجِمال وَسَبَب وأَسْبَاب . الكَبَرُ : جبلٌ عظيمٌ والمضْبوطُ في التَّكْمِلَة الكُبَر بالضَّمِّ ومثلُه في مختصر البُلدان . كَبَرُ : ناحيةٌ بخوزِسْتان نقله الصاغاني . قلتُ : وهو من أعمال الباسِيان من خُوزسِتان وباؤه فارسيَّة . من المجاز : أَكْبَرَ الصَّبِيُّ إذا تَغَوَّطَ وأَكْبَرَت المرأةُ : حاضَتْ وبه فَسَّر مُجاهدٌ قولَه تعالى : " فلمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرنَهُ " قال : أي حِضْن وليس ذلك بالمعروف في اللغة وأنشد بعضُهم : َخِذ منه كَبَرَاً " رواه شَمِرٌ في كتابه قال : الكَبَر : الطَّبْل فيما بَلَغَنا وقيل : هو الطَّبْل ذو الرَّأْسَيْن وقيل : الطَّبْلُ الذي له وَجْهٌ واحدٌ بِلُغَة أهل الكوفة قاله الليث ؛ وفي حديث عَطاءٍ : " أنَّه سُئلَ عن التَّعْويذ يُعَلَّقُ على الحائض فقال : إنْ كان في كَبَرٍ فلا بَأْس " أي في طَبْل صغير وفي رواية : إنْ كان في قَصَبَة . ج كِبارٌ وأَكْبَارٌ كَجَمَل وجِمال وَسَبَب وأَسْبَاب . الكَبَرُ : جبلٌ عظيمٌ والمضْبوطُ في التَّكْمِلَة الكُبَر بالضَّمِّ ومثلُه في مختصر البُلدان . كَبَرُ : ناحيةٌ بخوزِسْتان نقله الصاغاني . قلتُ : وهو من أعمال الباسِيان من خُوزسِتان وباؤه فارسيَّة . من المجاز : أَكْبَرَ الصَّبِيُّ إذا تَغَوَّطَ وأَكْبَرَت المرأةُ : حاضَتْ وبه فَسَّر مُجاهدٌ قولَه تعالى : " فلمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرنَهُ " قال : أي حِضْن وليس ذلك بالمعروف في اللغة وأنشد بعضُهم :
نَأْتِي النِّساءَ على أَطْهَارِهِنَّ ولا ... نَأْتِي النِّساءَ إذا أَكْبَرْنَ إكْباراقال الأزْهريُّ : فإنْ صَحَّتْ هذه اللَّفْظَة في اللُّغة بمعنى الحَيْض فلها مَخْرَجٌ حَسَنٌ وذلك أنَّ المرأةَ إذا حاضَتْ أوَّل ما تَحيضُ فقد خَرَجَتْ من حَدِّ الصِّغَرِ إلى حَدِّ الكِبَر : فقيل لها : أَكْبَرَتْ أي حاضَتْ فدخلت في حدِّ الكِبَر الموجِب عليها الأمرَ والنَّهْيَ . ورُوي عن أبي الهَيْثم أنَّه قال : سَأَلْتُ رجلاً من طَيِّئٍ فقلتُ : يا أخا طَيِّئٍ أَلَكَ زَوْجَة ؟ قال : لا واللهِ ما تَزَوَّجْتُ وقد وُعِدتُ في بنتِ عمٍّ لي ؛ قلتُ : وما سِنُّها ؟ قال : قد أَكْبَرَتْ أو كَرَبَت . قلت : ما أَكْبَرَت ؟ قال : حاضَتْ . قال الأَزْهَرِيّ : فلُغة الطَّائيّ تُصحّح أنَّ إكبارَ المرأةِ أوَّلُ حَيْضِها إلاَّ أنَّ هاءَ الكِنايةِ في قول اللهِ تعالى " " أَكْبَرْنهُ " تَنْفَى هذا المعنى . ورُوي عن ابن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما أنَّه قال : " أَكْبَرْنهُ " : حِضْن فإنْ صحَّت الرِّواية عن ابن عبّاس سلَّمْنا له وجعلْنا الهاءَ هاءَ وَقْفَة لا هاءَ كناية والله أعلم بما أراد . أَكْبَرَ الرجلُ : أَمْذَى وأَمْنَى نقله الصاغانيُّ . وذو كُبَارٍ كغُراب : مُحَدِّثٌ اسمُه شَراحيل الحِمْيَريُّ . ذو كِبارٍ بِكَسْرِ الكاف : قَيْلٌ من أَقْيَالِ اليمن واسمُه عَمْرُو كما نقله الصاغانيّ قلتُ : ومن ذُرِّيَته : الشَّعْبِيّ عامرُ بن شَراحيل بنِ عبد ذي كِبَارٍ . في حديث أبي هريرة رضي الله عنه : " سجدَ أحدُ الأَكْبَرَيْن في " إذا السَّماءُ انْشَقَّت " الأَكْبران : الشَّيْخان أبو بكر وعُمرُ رضي الله عنهما " . والكَبيرة : الفَعْلَة القَبيحة من الذُّنوب المَنْهِيّ عنها شَرْعَاً العَظيم أَمْرُها كالقَتْلِ والزِّنا والفِرار من الزَّحْفِ وغير ذلك وهي من الصِّفات الغالِبَة وجَمْعُها الكَبائر . وفي الحديث عن ابن عبَّاسٍ أن رجلاً سَأَلَهُ عن الكَبائر أَسَبْعٌ هي ؟ فقال : هن من السَّبْعمائةِ أَقْرَبُ إلاَّ أنَّه لا كَبيرةَ مع الاستِغْفار ولا صَغيرةَ مع الإصرار " . والكَبيرة : صلى الله عليه وسلم قُرْب جَيْحُونَ نقله الصَّاغانِيّ . قلت : ومنها إسْحاق بن إبراهيم بن مُسلِمٍ الكَبيريّ روى عنه محمد بن نَصْرٍ وغيره . قال الحافظ . والأكْبر كإثْمِد وأَحْمَد : شيءٌ كأنَّه خَبيصٌ يابِسٌ فيه بعض اللِّين لَيْسَ بشَمعٍ ولا عَسَلٍ وليس بشَديد الحَلاوَة ولا عَذْب يجيءُ به النَّحْلُ كما يَجيءُ بالشَّمْعِ . إكْبِرَة وأَكْبَرَة بهاء : ع من بلاد بني أسد قال المَرَّارُ الفَقْعسِيّ :
فَما شَهِدَتْ كَوادِسُ إذْ رَحَلْنا ... ولا عَتَبَتْ بأَكْبَرةَ الوُعولُ وفي مختصر البُلدان أنَّه من أَوْدِيةِ سَلْمَى الجبلِ المعروفِ به نخلٌ وآبارٌ مَطْوِيَّة سَكَنَها بنو حُداد . ومما يُستدرك عليه : المُتَكَبِّر والكَبير في أَسْمَاءِ الله تعالى : العَظيم ذو الكِبْرِياء وقيل : المُتعالي عن صِفات الخَلْق ؛ وقيل : المُتَكَبِّر على عُتاةِ خَلْقِه والتاء فيه للتفرُّد والتَّخَصُّص لا تاءُ التَّعاطي والتَّكَلُّف . والكِبْرِياء بالكَسْر : عِبارةٌ عن كَمال الذَّاتِ وكَمالِ الوُجوبِ ولا يُوصف بها إلاَّ اللهُ تعالى . واستعملَ أبو حَنيفةَ الكِبَرَ في البُسْرِ ونَحْوِه من التَّمْرِ . ويُقال : علاه المَكْبَرُ والاسم الكَبْرَةُ . وقال ابنُ بُزُرْج : هذه الجاريةُ من كُبْرى بَناتِ فُلان : يريدون من كِبارِ بناتهِ . ويُقال للسَّيْفِ والنَّصْلِ العَتيقِ الذي قدُم : عَلَتْهُ كَبْرَةٌ وهو مَجاز ومنه قولُه :
سَلاجِمُ يَثْرِبَ اللاتي عَلَتْها ... بِيَثْرِبَ كَبْرَةٌ بَعْدَ المُرونِوفي المُحْكَم : يُقال للنَّصْل العَتيق الذي قد علاه صَدَأٌ فَأَفْسده : عَلَتَهُ كَبْرَةٌ . وكَبُرَ عليه الأمرُ ككَرُمَ : شَقَّ واشْتَدَّ وثَقُلَ ومنه قوله تعالى : " إنْ كانَ كَبُرَ عليكُم " وقَوْلُهُ تَعالى : " أوْ خَلْقَاً ممَّا يَكْبُرُ في صُدوركم " وقَوْلُهُ تَعالى : " وإنَّها لكَبيرةٌ " وفي الحديث : " وما يُعَذَّبانِ في كَبيرٍ " أي أمرٍ كان يَكْبُرُ عليهما ويَشقُّ فِعلُه لو أراداه لا أنَّه في نَفْسِه غَيْرُ كَبير . والكِبْرُ بالكَسْر : الكُفْرُ والشِّرك ومنه الحديث : " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ منْ في قَلْبِه مِثْقالُ حبَّة خَرْدَلٍ منْ كِبْرٍ " . وعن أبي عَمْرُو : الكابِرُ : السَّيِّد . والكابِر : الجَدُّ الأَكْبَر . وَيَوْمُ الحجِّ الأَكْبَر قيل : هو يَوْمُ النَّحْرِ وقيل : يومُ عَرَفَةَ وقيل غير ذلك . وفي الحديث : " لا تُكابِروا الصَّلاةَ " أي لا تُغالِبوها . وقال شَمِرٌ : يُقال : أتاني فُلانٌ أَكْبَرَ النَّهارِ وشبابَ النَّهارِ أي حينَ ارْتَفَعَ النَّهارُ . قال الأعشى :
ساعةً أَكْبَرَ النَّهارِ كما شَدَّ ... مُحيلٌ لبُونَه إعْتاما وهو مَجازٌ يقول : قَتَلْناهُم أوَّلَ النّهار في ساعةٍ قَدْرَ ما يَشُدُّ المُحيلُ أخلافَ إبلِهِ لئلاَّ يَرْضَعها الفُصْلان . والكِبْريت فِعْليتٌ على قَوْلِ بعض فهذا محلُّ ذِكْره يُقال : ذهبٌ كِبْريتٌ أي خالِصٌ وقد تَقَدَّم ذكرُه في التَّاء . وقَوْلُهُ تَعالى : " قال كَبيرُهم أَلَمْ تَعْلَموا أنَّ أباكُم " قال مجاهدٌ : أي أَعْلَمُهم كأنَّه كان رئيسَهم . وأمّا أَكْبَرُهُم في السِّنِّ فرُبيل . والرَّئيسُ كان شَمعون . وقال الكَسائيُّ في روايته : كَبيرُهم يَهوذا . وقَوْلُهُ تَعالى : " إنَّه لكَبيرُكُم الذي علَّمَكُم السِّحْر " أي مُعَلِّمُكُم ورئيسُكم . والصَّبيُّ بالحجاز إذا جاءَ من عند مُعلِّمه قال : جئتُ من عند كَبيري . والأَكابِر : أَحْيَاءٌ من بَكْرِ بن وائل وهم : شَيْبَان وعامرٌ وجُلَيْحَةُ من بني تَيْم الله بن ثَعْلَبةَ بنِ عُكابَة أصابتْهُم سنَةٌ فانْتَجَعوا بلادَ تَميم وضَبَّةَ ونزلوا على بَدْرِ بن حَمْرَاءَ الضَّبِّيِّ فأجارَهُم وَوَفَى لهم وفي ذلك يقول بَدْرٌ :
وَفَيْتُ وَفاءً لمْ يرَ الناسُ مِثْلَهُ ... بتِعْشارَ إذْ تَحْبُو إليَّ الأَكابِرُ والكُبُر بضَمَّتَيْن : الرِّفْعَةُ في الشَّرف قال المَرَّار :
وليَ الأَعْظَمُ من سُلاَّفِها ... وليَ الهامةُ فيها والكُبُرْوكِبيرٌ بكسرِ الكاف لُغةٌ في فتحها صرَّح به النَّوَويُّ في تَحْرِيره وغيره . وكابرهُ على حقِّه : جاحَدَهُ وغالَبَهُ عَلَيْه وكُوبِرَ على ماله وإنَّه لمُكابَرٌ عَلَيْه إذا أُخِذ منه عَنْوَةً وقَهْرَاً . وأُرْتِجَ على رجل فقال : إنَّ القولَ يجيءُ أحياناً ويذهبُ أحياناً فيعَزُّ عند عُزوبه طَلَبُه وربَّما كُوبِر فَأَبَى وعُولِج فَقَسَا . كذا في الأساس . وما بها مَكْبَرٌ ولا مَخْبَرٌ أي أحدٌ . وتَكابَر فلانٌ : أَرَىَ من نَفْسِه أنَّه كَبيرُ القَدْرِ أو السِّنِّ . وأَكْبَرَتْ الواضِعُ : وَلَدَت وَلَدَاً كَبيراً وهذه عن ابن القَطَّاع . وكَبْرٌ بالفتح : لَقَبُ حَفْص بن عُمر بن حَبيب وباؤُهُ فارسيَّة . وسَمَّوْا أَكْبَرَ وكَبيراً ومُكَبِّراً كمُحَدِّث . وكُبَرُ كزُفَرَ : جبلٌ متَّصلٌ بالصَّيْمَرة يُرى من مَسافةِ عشرين فَرْسَخاً أو أكثر . وأَحْمَدُ بنُ كُبَيْرَةَ بن مقلد الخرَّاز كجُهَيْنَة عن أبي القاسم بن بيان مات سنة 556 . وأبو كَبير الهُذَليّ شاعرٌ مشهور وهو بكسر الكاف . وكَبيرُ بنُ عبد الله بن زَمْعَة بن الأسود جدُّ أبي البَخْتَريّ القاضي . وكَبير بن تَيْم بن غالب جدّ هِلال بن خَطَل المقْتول تحت أستار الكعبة . وفي هُذَيْل : كَبيرُ بن هِنْد ؛ وفي أَسَد بن خُزَيْمة كَبيرُ بن غَنْم بن دُودانَ بن أَسَد وَعَمْرو بن شِهاب بن كَبير الخَوْلاني شَهِدَ فَتْحَ مصر . وفي بني حَنيفة كَبيرُ بنُ حَبيب بن الحارث وهو جدُّ مُسَيْلَمَة الكَذَّاب بن ثُمامَةَ بن كَبير . وضِرار بن الخطَّاب بن مِرْداس بن كَبير الفِهْريّ شاعرٌ صحابي ؛ وكَبيرُ بنُ مالك ذَكَرَه ابنُ دُرَيْد . وأحمدُ بنُ أبي الفائز الشّروطيّ بن الكُبْريّ بالضمّ سَمِعَ من ابن الحُصَيْن . وإبراهيم بن عَقيل الكُبْريّ من شيوخ الخطيب . وبفتح الراءِ المُمالة الشيخ أو الجَنَّاب أحمدُ الخِيوقيّ يُلَقَّبُ نَجْمُ الدِّين الكُبْرَى وقد تقدم في جنب . وأبو الفَرَج عبدُ الرحمن بن عَبْدِ اللَّطيف المُكَبِّر كمُحَدِّث البغداديّ حدَّث عن أبي سُكَيْنَة أجاز العِزَّ بن جَماعة . ومُكَبِّرُ بنُ عثمان التَّنُوخيّ كمُحَدِّث عن الوَضين بن عَطاء . وأَيْفَع بنُ شَراحيل الكُباريّ بالضمّ والدُ العالية زَوْجَة أبي إسْحاقَ السَّبيعيّ . وأبو كَبير : قريةٌ بمصْر وأبو القاسِم الكَبّارى بالتشديد هو القبّاريّ بالقاف وقد تقدّم ذكرُه