فصل الذال المُعجَمة مع العين ذرع
الذِّراع بالكَسْر : من طَرَفِ المِرْفَقِ إلى طرَفِ الإصْبَعِ الوُسطى كذا في المُحكَم . قال الليثُ : الذِّراعُ والساعِدُ واحدٌ . قلتُ : وفي حديث عائشةَ وزَينَب قالت زَيْنَبُ لرسولِ الله صلّى الله عليه وسلَّم : حَسْبُكَ إذْ قَلَبَتْ لكَ ابنَةُ أبي قُحافَةَ ذُرَيِّعَتَيْها " أرادَتْ ساعِدَيْها والذُّرَيِّعَةُ تصغيرُ الذِّراع ولُحوقُ الهاءِ فيها لكَوْنِها مُؤَنَّثة ثمّ ثَنَّتْها مُصغَّرةً وقد تُذَكَّرُ فيهما . قال الجَوْهَرِيّ : ذِراعُ اليدِ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث . قال : وقولُهم : الثَّوبُ سَبْعٌ في ثمانيَة إنّما قالوا : سَبْعٌ على تأنيثِ الذِّراع وج : أَذْرُعٌ وذُرْعانٌ بالضَّمّ وإنّما قالوا : ثَمانِيَة لأنّ الشِّبْرَ مُذَكَّر . وقال سيبويه : الذِّراعُ مؤنّثةٌ وجَمْعُها أَذْرُعٌ لا غير ولم يَعْرِفِ الأَصْمَعِيّ التَّذكيرَ في الذِّراع . قال الشاعرُ بصفُ قَوْسَاً عربيّةً :
أَرْمِي عَلَيْها وَهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ ... وَهْيَ ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصْبَعُ وقال سيبويه : كَسَّروه على هذا البِناءِ حين كان مُؤنّثاً يعني أنّ فَعالاً وفِعالاً وفَعِيلاً من المؤنّث حُكمُه أن يُكَسَّرَ على أَفْعُلٍ ولم يُكَسِّروا ذِراعاً على غَيْرِ أَفْعُلٍ كما فعلوا ذلك في الأَكُفِّ . وقال ابنُ بَرِّيّ : الذِّراعُ عندَ سيبويه مُؤنّثةٌ لا غَيْرُ وأنشدَ لمِرداسِ بنِ حُصَيْنٍ :
قَصَرْتُ له القَبيلةَ إذ تَجِهْنا ... وما دانَتْ بشِدَّتِها ذِراعي قلتُ : والتذكيرُ الذي أشارَ إليه المُصَنِّف هو قَوْلُ الخليل . قال سيبويه : سَأَلْتُ الخليلَ عن ذِراعٍ فقال : ذِراعٌ كثيرٌ في تَسْمِيتِهم به المُذَكَّر ويُمَكَّنُ في المُذكّر فصارَ في أسمائِه خاصةً عندَهم ومع هذا فإنّهم يصفون به المُذكّرَ فيقولون : هذا ثَوْبٌ ذِراعٌ فقد يُمَكَّنُ هذا الاسمُ في المُذكَّر ولهذا إذا سُمّي الرجلُ بذِراعٍ صُرِفَ في المَعرفةِ والنَّكرةِ لأنّه مُذَكّرٌ سُمِّي به مُذكَّرٌ . الذِّراع من يديِ البقرِ والغنَم : فَوْقَ الكُراع . ومن يديِ البعير : فَوْقَ الوَظيف وكذلك من الخَيلِ والبغالِ والحمير . وقال الليثُ : الذِّراعُ : اسمٌ جامعٌ في كلِّ ما يُسمّى يَدَاً من الرُّوحانِيِّينَ ذوي الأبدان . قولُهم : لا تُطعِمِ العَبدَ الكُراعَ فَيَطْمعَ في الذِّراعِ سيأتي ذِكرُه في طوق . يقال : ذَرَعَ الثوبَ وغيرَه كما في الصحاح بذِراعِه كَمَنَعَ : قاسَه بها . قال الزَّمَخْشَرِيّ : هذا هو الأصل ثمّ سُمّي به ما يُقاسُ به كما سيأتي . ذَرَعَ القَيءُ فلاناً ذَرْعَاً : غَلَبَه وسَبَقَه أي في الخروج إلى فيه ومنه الحديث : " مَن ذَرَعَهُ القَيءُ فلا قِضاءَ عليه " . قال ابنُ عَبّاد : ذَرَعَ عنده ذَرْعَاً : شَفَعَ فهو ذَرِيعٌ شَفيعٌ . ويقال : ذَرَعْتُ لفلان عندَ الأمير أي شَفَعْتُ له وهو مَجاز نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ . ذَرَعَ البعيرَ يَذْرَعُه ذَرْعَاً : وَطِئَ على ذِراعِهِ ليَركبَه أحَدٌ . قال ابنُ عَبّاد : ذَرَعَ فلاناً : إذا خَنَقَه مِن ورائه بالذِّراعِ يقال : أَسْرَطْتُه ذِراعي إذا وَضَعْتَ ذِراعَكَ على حَلْقِه لتَخنُقَه كذَّرَعَه تَذْرِيعاً نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . وفي اللِّسان : ذَرَّعَه تَذْرِيعاً وذَرَّعَ له : جعلَ عُنقَه بينَ ذِراعِه وعُنُقِه وعَضُدِه فَخَنَقه ثمّ استُعمِلَ في غيرِ ذلك ممّا يُخنَقُ به . يقال : رَجُلٌ واسِعُ الذِّراعِ بالكسر واسعُ الذَّرْعِ بالفتحِ أَي واسع الخُلُقِ بضَمَّتين على المثَل . الذَّرْعُ والذِّراعُ : الطَّاقةُ ومنه قولُهم : ضاقَ بالأَمْرِ ذَرْعُهُ وذِراعُه وضاقَ به ذَرْعاً وإنَّما نُصِبَ لأَنَّه خرجَ مُفَسِّراً مُحَوِّلاً لأَنَّه كان في الأَصلِ ضاقَ ذَرْعي به فلمَّا حُوِّلَ الفِعْلُ خرجَ قولُه : ذَرْعاً مُفَسِّراً ومثلُه : طِبْتُ به نَفْساً وقَرَرْتُ به عَيْناً وربَّما قالوا : ضاقَ به ذِراعاً وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ لحُمَيد بن ثورٍ يَصِفُ ذِئباً :
وإن باتَ وَحْشٌ ليلَةً لمْ يَضِقْ بها ... ذِراعاً ولم يُصْبِحْ لَها وهو خاشِعُأَي ضَعُفَت طاقَتُهُ ولم يَجِدْ من المَكروهِ فيه مَخْلَصاً . قال الجَوْهَرِيُّ : وأَصْلُ الذَّرْعِ إنَّما هو بَسْطُ اليَدِ فكأَنَّكَ تريدُ : مَدَدْتُ يَدي إليه فلم تَنَلْهُ . وقال غيرُه : وَجْهُ التَّمثيل أَنَّ القصيرَ الذِّراع لا يَنالُ ما ينالُه الطَّويلُ الذِّراع ولا يُطِيقُ طاقتَهُ فضُرِبَ مَثلاً لِلَّذي سقطَتْ قوَّتُهُ دونَ بُلوغِ الأَمرِ والاقتدارِ عليه . الذِّراعُ ككِتابٍ : سِمَةٌ في مَوضِعِ ذِراعِ البَعيرِ وهي سِمَةُ بني ثَعلبَةَ لِقَوْمٍ باليَمَن وأَيضاً سِمَةُ ناسٍ من بني مالكِ ابنِ سعدٍ من أَهل الرِّمال . الذِّراعان : هَضْبَتان في بلاد عَمرو بن كِلابٍ . ومنه قولُ امْرأَةٍ من بني عامِرِ بن صعصَعَةَ :
يا حَبَّذا طارقٌ وَهْناً أَلَمَّ بنا ... وَهْنَ الذِّراعينِ والأَخرابِ مَنْ كَانا وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ قولَ الشَّاعر :
" إلى مَشْرَبٍ بَيْن الذِّراعَيْنِ بارِدِ الذِّراعُ : صَدْرُ القَناةِ وإنَّما سُمِّيَ به لِتَقَدُّمِه كتَقَدُّمِ الذِّراع . ويُقال له أَيضاً : ذِراعُ العامل يقالُ : اسْتَوَى كَذِراعِ العامِل وإنَّما يَعْنُونَ صَدْرَ القَناةِ . وهو مَجازٌ . الذِّراعُ : ما يُذْرَعُ به كما في الصِّحاح أَي يُقاسُ زادَ في العُبابِ : حَديداً أَو قَضيباً . والذِّراعُ : نَجْمٌ من نُجومِ الجَوْزاءِ على شَكْل الذِّراعِ . قال غَيلانُ الرَّبَعِيّ :
غَيَّرها بَعْدِيَ مَرُّ الأَنْواءْ ... نَوءِ الذِّراعِ أَو ذِراعِ الجَوْزاءْ الذِّراعُ أَيضاً : مَنْزِلٌ للقمَر وهو ذِراع الأَسد المَبسوطَةُ كذا في النُّسَخِ والّذي في العُبابِ : ذِراعُ الأَسَدِ المَقبوضَةُ . قالَ : وللأَسَدِ ذِراعان : مَبسوطَةٌ ومَقبوضَةٌ وهي التي تَلي الشّامَ والقمرُ يَنزِلُ بها والمَبسوطَةُ : التي تلي اليَمَنَ . وهما كَوكبان بينَهما قَيْدُ سَوطٍ وهي أَرْفَعُ في السَّماءِ . سُمِّيَتْ مَبسوطَةً لأَنَّها أَمَدُّ من الأُخرى ورُبَّما عَدَلَ القَمَرُ فنزَلَ بها . ويقول ساجِعُ العَرَبِ : إذا طَلَعَتِ الذِّراع حَسَرَتِ الشَّمْس القِناع وأَشْعَلَت في الأُفقِ الشُّعاع وتَرقْرَقَ السَّرابُ في كلِّ قاع تَطْلُعُ لأَربع لَيالٍ يَخْلُونَ منْ تَمُّوزَ الرُّومِيّ وتَسْقُط لأَربَعِ لَيالٍ يَخلونَ من كانون الأَوَّل . وفي العُبابِ : من كانون الآخرِ : هذا قولُ ابن قتيبَة . وقال إبراهيم الحَرْبِيّ رحمه الله تعالى : تَطلُعُ في سَبْعٍ من تَمُّوزَ وتَسقطُ في سِتٍّ من كانون الآخرِ وتَزعُم العرَبُ أَنَّه إذا لم يكُن في السَّنةِ مَطَرٌ لَمْ تُخلِف الذِّراع ولم يَكُنْ إلاّ بَغْشَةٌ قال ذو الرُّمَّة :
فَأَرْدَفَتِ الذِّراعُ لها بغَيْثٍ ... سَجُومِ الماءِ فانْسَحَلَ انْسِحالا وذو الذِّراعَيْن : المُنْبَهِرُ واسمُه مالك بن الحارثِ بنِ هلالِ بنِ تَيْمِ اللهِ بنِ ثعْلَبَةَ الحِصْنِ بنِ عُكابَةَ شاعِرٌ غَزَّاءٌ . الذَّراع كسَحابٍ المَرأَةُ الخفيفةُ اليَدينِ بالغَزْلِ وقيل : الكَثيرَةُ الغَزْلِ القَوِيَّةُ عليه . ومن الحديث : " خَيْرُكُنَّ أَذْْرَعُكُنَّ للمِغْزَلِ " أَي أَخَفُّكُنَّ يَداً به . ويُقال : أَقدَركُنَّ عليه ويُكْسَرُ نقله ابنُ سِيدَه واقتصَرَ الجَوْهَرِيّ على الفَتحِ . ويَسارٌ وبَشَّارٌ ابْنا ذِراع القِياسِ كانا زَمَنَ وَكِيعٍ روَى بَشَّارٌ عن جابِرٍ الجُعْفِيِّ . وأَبو ذِراعٍ : سُهَيْلُ بنُ ذِراعٍ تابِعِيٌّ حدَّثَ عنه عاصم بنُ كُلَيْبٍ . قال ابنُ عبّاد : الذَّرَّاع كشَدَّادٍ : الجَمَل الذي يُسانُّ النَّاقةَ بذِراعِه فيَتَنَوَّخُها . والذَّارِعُ : لقَبُ إسماعيلَ بنِ صَديقٍ المُحَدِّث شَيخ لإبراهيم بنِ عرْعَرَةَ . أَيضاً : لَقَبُ أَحمدَ بنِ نَصْرِ بن عَبْد الله وهو ضعيفٌ قال الدَّارَ قُطْنِيّ : دَجَّالٌ . وفاتَهُ : إسماعيلُ بنُ أَبي عَبّادٍ أُمَيَّةَ الذَّرّاعُ البَصْرِيُّ تُكُلِّمَ فيه أَيضاً . الذَّارِعُ : الزِّقُّ الصَّغيرُ يُسلَخُ من قِبَلِ الذِّراع والجَمْعُ ذَوارِعُ وهي للشَّرابِ . قالَ الأَعشَى :
والشَّارِبونَ إذا الذَّوارِعُ أُغْلِيَتْ ... صَفْوَ الفِضالِ بطَارِفٍ وتِلادِويُقال : زِقٌّ ذارِعٌ : كثيرُ الأَخْذِ للماءِ . قال ثعلبَةُ بنُ صُعَيْرٍ المازِنيّ :
باكَرْتُهُمْ بِسِباءِ جَوْنٍ ذَارِعٍ ... قبلَ الصَّباحِ وقبلَ لَغْوِ الطَّائرِ وقال عَبْدُ بني الحَسْحاسِ :
سُلافَةُ دارٍ لا سُلافَةُ ذارِعٍ ... إذا صُبَّ منهُ في الزُّجاجَةِ أَزْبَدا ذَرِعَ كفَرِحَ : شَرِبَ به أَي بالذِّراعِ . قال ابنُ عبّادٍ : ذَرِعَ إليه : تَشَفَّعَ ونَصُّ العُبابِ : ذَرِعَ به : شَفَع . قال : ذَرِعَتْ رِجلاهُ : أَعْيَتا . والأَذْرَعُ : المُقْرِفُ أَو ابنُ العَرَبيِّ للمَولاةِ والأَوَّل أَصحّ . الأَذْرَعُ : الأَفْصَحُ يُقال : هو أَذْرَعُ أَي أَفْصَحُ . وأَذْرِعاتُ بكسْرِ الرَّاءِ وعليه اقتصَرَ الجَوْهَرِيُّ وتُفتَحُ وقد خطَّأَهُ بعضُهم : د بالشّام قُربَ البَلقاءِ من أَرضِ عمّانَ تُنْسَبُ إليه الخَمْرُ وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ لأَبي ذُؤَيْبٍ :
فَما إنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجا ... رُ مِنْ أَذْرِعاتٍ فوادِي جَدَرْ قالَ : وهي مَعرِفَةٌ مَصروفَةٌ مِثلَ عرفات . قال سيبويه : فمِنَ العَرَب مَنْ لا يُنَوِّنُ أَذْرِعات يقولُ : هذه أَذْرِعاتُ . ورأَيتُ أَذْرِعاتِ بكسرِ التاءِ بغير تَنوينٍ . وحَكَى يعقوبُ في المُبدَلِ : يَذْرِعات بالياءِ لُغَة . قال امْرؤُ القَيْسِ :
تَنَوَّرْتُها مِنْ أَذْرِعاتِ وأَهلُها ... بيَثْرِبَ أَدنَى دارِها نَظَرٌ عالِي والنِّسْبَةُ أَذْرَعِيٌّ بالفتح أَي بفتح الرَّاءِ فِراراً من تَوالي الكَسراتِِ كتَغْلِبِيّ ويَثرِبيّ وشَقَرِيّ ونَمَرِيّ . وأَولادُ ذارِع أو ذِراعٍ بالكَسْرِ : الكِلابُ والحَميرُ أَخذَه من قولِ ابنِ دُرَيدٍ . وفيه مُخالَفَةٌ لِنَصِّ الجَمْهَرَةِ في مَوضِعَيْن وأَنا أَسوقُ لكَ نَصَّها لِيَظهَر لكَ ذلكَ قال : يُقال للكلابِ : أَولادُ ذارِع وأَولادُ زارِع وأَولادُ وازِع بالذَّال والزَّاي والواو وسيأْتي ذلك في موضِعه وهكذا نقله عنه الصَّاغانِيّ في كتابيه وصاحبُ اللِّسان . والذَّرَعُ مُحَرَّكَةً : الطَّمَعُ نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشدَ قولَ الرَّاجِز :
" وقَدْ يَقودُ الذَّرَعُ الوَحْشِيَّا قال : الذَّرَعُ أَيْضاً : ولَدُ البقرَةِ الوَحْشِيَّةِ زاد الصَّاغانِيّ : ج ذِرْعانٌ بالكَسْرِ مثالُ شَبَثٍ وشِبْثانٍ . قال الأَعشى يصِفُ ناقتَه :
كأَنَّها بعدَ ما جَدَّ النَّجاءُ بها ... بالشَّيِّطَيْنِ مَهاةٌ تَبتَغي ذَرَعا وقيلَ : إنَّما يكونُ ذَرَعاً إذا قَوِيَ على المَشْيِ عن ابن الأَعرابيّ . الذَّرَعُ : النّاقةُ التي يستَتِرُ بها رامِي الصَّيْدِ وذلكَ أَن يَمشيَ بجَنبِها فيرميَه إذا أَمْكنَه وتلكَ النّاقةُ تَسيبُ أَوّلاً معَ الوَحْشِ حتَّى تأْلَفَها كالذَّريعة والجَمْعُ ذُرُعٌ بضَمَّتين . قال ابن الأَعرابيّ : سُمِّيَ هذا البعيرُ الدَّريئَةَ والذَّريعَةَ ثمَّ جُعِلَت الذَّريعَةُ مَثلاً لكُلِّ شيءٍ أَدنى من شيءٍ وقَرَّبَ منه وأَنشدَ :
ولِلمَنِيَّةِ أَسْبابٌ تُقَرِّبُها ... كما تُقَرِّبُ للوَحشِيَّةِ الذُّرُعُ الذَّرُوعُ كصَبورٍ وأَميرٍ : الخفيفُ السَّيرِ الواسِعُ الخَطْوِ البَعيدُهُ من الخَيْلِ يُقال : فرَسٌ ذَروعٌ وذَريعٌ بَيِّنُ الذَّراعَةِ . وعبارَةُ الجَوْهَرِيّ : فرَسٌ ذَريعٌ : واسِعُ الخَطْوِ بَيِّنُ الذَّراعَةِ . وقال ابنُ عَبّادٍ : الذَّرُوعُ : الخفيفُ السَّيْرِ وجَمَعَ بينهما ابنُ سِيدَه . الذَّرُوعُ : البَعيرُ هكذا هو في النُّسخِ وهو السَّريعُ السَّيْرِ : فلذا لو قالَ بعدَ قولِه من الخَيل : ومِنَ الإبِلِ لكانَ أَشْمَلَ . منَ المَجاز : الذَّريعَةُ كسَفينَةٍ : الوَسيلَةُ والسَّبَبُ إلى شيءٍ . يُقال : فلانٌ ذَريعَتي إليكَ أَي سبَبي ووُصْلَتي الّذي أَتَسَبَّبُ به إليكَ قال أَبو وَجْزَةَ يصفُ امرأَةً :
طافَتْ بها ذاتُ أَلْوانٍ مُشَبَّهَة ... ذَريعَةُ الجِنِّ لا تُعطِي ولا تَدَعُأَرادَ كأَنَّها جِنِّيَّةٌ لا يطمَع فيها ولا يَعلمها في نَفْسِها . كالذُّرْعَةِ بالضَّمِّ وهذه عن ابن عبّادٍ . والمَذارِعُ من الأَرضِ : النَّواحِي ومن الوادي : أَضْواجُه قاله الخليلُ . قال ابنُ دُريد : ولمْ يَجِئْ بها البَصرِيُّون . المَذارِع : المَزالِفُ والبَراغيلُ وهي القُرى التي بين الرِّيف والبَرِّ كالقادسيَّة والأَنبار نقله الجَوْهَرِيّ . وقال الحسَنُ البَصريُّ في قوله تعالى : " إنَّ الَّذينَ فَتَنوا المؤمنينَ والمُؤْمِناتِ " قالَ : قوماً كانوا بمَذارِع اليَمَنِ . كالمَذاريع على القِياس كمِخلافٍ ومَخالِيفَ نقله الصَّاغانِيّ . وقالَ : كان القِياسُ هكذا . المَذارِعُ : قَوائِمُ الدَّابَّةِ نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشدَ للأخطل :
وبالهَدايا إذا احْمَرَّتْ مَذارِعُها ... في يومِ ذَبْحٍ وتَشريقٍ وتَنْحارِ كالمَذاريعِ وإنَّما سُمِّيَت قائمةُ الدَّابَّة مِذراعاً لأنها تَذْرَع بها الأَرضّ وقيل : مِذْرَعُها : ما بين رُكْبَتِها إلى إبْطِها . المَذارِعُ : النَّخيلُ القَريبَةُ من البيوتِ نقله الجَوْهَرِيُّ . واحِدُ الكُلِّ مِذْراعٌ كمِحرابٍ . قال ابنُ عَبّادٍ : الذَّرِيعُ كأَمير : الشَّفيعُ . الذَّريع : السَّريعُ . يُقالُ : رَجُلٌ ذَريعٌ بالكتابَةِ أَي سَريعٌ وقَتْلٌ ذَريعٌ أَي سريعٌ وأَكَلَ أَكْلاً ذَريعاً أَي سريعاً كثيراً . الذَّريعُ من الأُمورِ : الواسِعُ . وفي الحديث : كان النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم ذَريعَ المَشْيِ أَي سريعَه واسِعَ الخَطْوِ . منَ المَجاز : المَوتُ الذَّريعُ هو السَّريع الفاشي الذي لا يكادُ النّاسُ يتدافَنون . الذَّرِعُ ككَتِفٍ : الطَّويلُ اللسان بالشَّرِّ . هو أَيضاً : السَّيَّارُ ليلاً ونَهاراً . الذَّرِعُ اًيْضاً : الحَسَنُ العِشْرَةِ والمُخالَطَةِ ومنه قول الخَنساءِ :
" جَلْدٌ جَميلٌ مُخيلٌ بارِعٌ ذَرِعٌوفي الحُروبِ إذا لاقَيْتَ مِسْعارُ والذَّرِعاتُ كفَرِحاتٍ : السَّريعاتُ من القَوائم نقله الجَوْهَرِيّ . ويُقالُ : ذَرِعاتُ الدَّابَّةِ : قَوائمُها قال يزيد بنُ خَذّاقٍ العَبْدِيُّ :
فآضَتْ كتَيْسِ الرَّمْلِ تَنْزو إذا نَزَت ... علَى ذَرِعاتٍ يَعتَلينَ خُنوسا ويُروَى رَبِذاتٍ أَي على قوائمَ يعتلِينَ مَنْ جاراهُنَّ وهُنَّ يَخْنِسْنَ بعضَ جَريِهِنَّ أَي يُبقِينَ منهُ يقول : لمْ يَبْذُلْنَ جميعَ ما عِندَهُنَّ من السَّيْرِ . وفي العُبابِ : الذَّرِعات : الواسِعات الخَطْوِ البعيداتُ الأَخْذِ من الأَرضِ . وأَذْرَعَت البقرَةُ فهي مُذْرِعٌ كما في الصِّحاح : صارت ذاتَ ذَرَعٍ أَي ولَدٍ . قال الليث : هُنَّ المُذْرِعات أَي ذَواتُ ذِرْعانٍ . أَذْرَعَ في الكلامِ : أَفْرَطَ وأَكثرَ فيه كتَذَرَّعَ وهو مَجازٌ . قال الجَوْهَرِيّ : وأُرَى أَصلَهُ من مَدِّ الذِّراعِ لأَنَّ المُكْثِرَ قدْ يَفعَلُ ذلك ومِثلُه قولُ ابنُ سِيدَه . أَذْرَعَ : قَبَضَ بالذِّراعِ . يُقالُ : أَذْرَعَ ذِراعَيْهِ من تَحتِ الجُبَّةِ أَي أَخرجَهما ومَدَّهما كادَّرَعَهُما على افْتَعَلَ كادَّكَرَ من الذِّكْرِ . قال ابنُ شُمَيْلٍ : ورُويَ في الحديث بالوَجْهَيْنِ . ونصّ الحديث " أَنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم أَذْرَعَ ذِراعَيه من أَسْفل الجُبَّةِ إذْراعاً " وفي حديثٍ آخرَ : " وعليه جُمَّازَةٌ فأَذْرَعَ منها يدَهُ " أَي أَخرجَها . المُذَرَّعُ كمُعَظَّم : الذي وُجِئَ في نَحْرِه فسال الدَّمُ على ذِراعِه . قال عَبْد الله بن سلَمَةَ الغامِديّ :
ولمْ أَرَ مِثلَها بأُنَيْفِ فَرْعٍ ... علَيَّ إذَنْ مُذَرَّعَةٌ خَضِيبُ المُذرَّعُ : الفَرَسُ السَّابِقُ . أَو أَصلُه هو الذي يَلحَقُ الوَحْشِيَّ وفارِسُهُ عليه فيَطْعَنُهُ طَعْنَةً تَفوزُ بالدَّمِ فتلطخ ذراعي الفرس فتكونُ علامةَ سَبْقِهِ . قال ابنُ مُقْبِلٍ :
خلالَ بُيوتِ الحَيِّ مِنها مُذَرَّعٌ ... بطَعْنٍ ومنها عاتِبٌ مُتَسَيِّفُ المُذَرَّعُ من الثِّيرانِ : ما في أَكارِعِهِ لُمَعٌ سودُ . المُذَرَّع من النّاسِ : مَنْ أُمُّه أَشرَفُ من أَبيه والهَجينُ : مَن أَبوهُ عرَبِيٌّ وأُمُّه أَمَةٌ وأَنشد الأَزْهَرِيّ : في التَّهذيب :إذا باهِلِيٌّ عندَه حَنْظَلِيَّةٌ ... لَها ولَدٌ منهُ فذاكَ المُذَرَّعُ قال الجَوْهَرِيّ : كأَنَّه سُمِّيَ مُذَرَّعاً بالرَّقْمَتَيْنِ في ذِراعِ البَغْل لأَنَّهما أَتتاهُ من ناحِية الحِمارِ . وفي اللسان : إنَّما سُمِّيَ مُذَرَّعاً تَشبيهاً بالبغْلِ لأَنَّ في ذراعيه رَقمتَيْنِ كرَقْمَتي ذِراع الحِمارِ نَزَع بهما إلى الحِمارِ في الشَّبَه وأُمُّ البَغْلِ أَكْرَمُ من أَبيه هكذا ذكرَه الأَزْهَرِيُّ شَرْحاً للبيتِ المُتَقَدِّم . المُذَرِّعُ كمُحَدِّثٍ : لَقَبُ رَجُلٍ من بَني خَفاجَةَ بنِ عُقَيْلٍ وكان قتَلَ رَجُلاً من بني عَجلانَ ثمَّ أَقرَّ بقتلِه فأُقِيدَ به فقيلَ له : المُذَرِّعُ . يُقال : ذَرَّعَ فلانٌ بكّذا إذا أَقَرَّ به . المُذَرِّعُ : المَطَرُ الذي يَرْسَخُ في الأَرضِ قدْرَ ذِراعٍ . نقله الجَوْهَرِيّ . المُذَرَّعَةُ كمُعَظَّمَة : الضَّبُعُ في ذِراعِها خُطوطٌ صِفةٌ غالبةٌ . قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة :
وغُودِرَ ثاوِياً وتأَوَّبَتْهُ ... مُذَرَّعَةٌ أُمَيْمَ لها فَلِيلُ وقيل : إنَّما سُمِّيَتْ مُذَرَّعَةً بسَوادٍ في أَذْرُعِها . ذَرَّعَ فلانٌ بكّذا تَذْريعاً : أَقرَّ به وبه لُقِّبَ المُذَرِّعُ الخَفاجِيّ وقد تقدَّم قريباً . منَ المَجاز : سأَلْتُه عن أَمْرِه فذَرَّعَ إلَيَّ شيئاً من خبره أَي خَبَّرَني به . ذَرَّعَ فلانٌ لبَعيرِه : إذا قَيَّدَه بفضْلِ خِطامِه في ذِراعَيْهِ جَميعاً . وقد ذَرَّع البعير وذَرَع له : قيد في ذراعيه . في اللِّسان والمُحيط : ذَرَّعَ الرَّجُلُ في السِّباحة تَذْرِيعاً إذا اتَّسَعَ ومَدَّ ذراعَيْه . ذَرَّعَ بيَديه في السَّقْيِ هكذا بالقاف في سائر النُّسَخ ومثلُه في العُباب والمُحيط والصواب بالعين المُهملَة كما في اللسان وذلك إذا استعانَ بيَدَيْه على السَّقْيِ وحَرَّكَهُما فيه . البَشيرُ إذا أَوْمَأَ بيَده يُقال : قدْ ذَرَّع البشيرُ ومنهم من عَمَّ فقال : ذَرَّعَ الرَّجُلُ إذا رَفَعَ ذِراعَيْه قالَ :
تُؤَمِّلُ أَنْفالَ الخَميسِ وقَدْ رَأَتْ ... سَوابِقَ خَيْلٍ لمْ يُذَرِّعْ بَشيرُها ومنهم مَن عَمَّ فقال : ذَرَّعَ الرَّجُلُ : إذا رفَعَ ذِراعَيْه مُبَشِّراً أَو مُنذِراً . ذَرَّع في المَشْيِ : حرَّكَ ذِراعَيه نقله الجَوْهَرِيّ هكذا . وفرَّق الصَّاغانِيّ بين هذا القول والذي تقدَّمَ وهما واحِدٌ والمُصَنِّفُ تَبِعَ الصَّاغانِيَّ من غير تَنبيهٍ فليُحْذَرْ من ذلكَ . والانْذِراعُ : الاندِفاعُ كالاندراعِ والاندِراءِ . الانْذِراعُ في السَّيْرِ : الانبساطُ فيه . والمُذارَعَةُ : المُخالَطَةُ يُقالُ : ذارَعْتُهُ مُذارَعَةً إذا خالَطْتَهُ . المُذارَعَةُ : البيعُ بالذَّرْعِ يقال : بِعتُه الثَّوْبَ مُذارَعَةً أَي بالذَّرْعِ لا بالعَدد والجُزافِ . التَّذَرُّعُ : كَثرَةُ الكَلامِ والإفراطُ فيه نقله الجَوْهَرِيُّ . وهذا قد تقدَّم له عندَ قوله : أَذْرَعَ في الكلامِ : أَفرَطَ فإعادتُه ثانياً تَكرارٌ . قال ابن عبّادٍ : التَّذَرُّع : تَشَقُّقُ الشيءِ شُقَّةً شُقَّةً على قدْر الذِّراع طُولاً . قال غيرُه : التَّذَرُّع : تقديرُ الشيءِ بذِراعِ اليَد . قال قيس بن الخَطيم الأَنصاريُّ :
تَرى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى كَأَنَّها ... تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيدي الشَّواطِبِقال الأَصمعيّ : تَذَرَّعَ فلانٌ الجَريدَ : إذا وضعه في ذِراعِه فشَطَبَهُ . والخِرْصانُ : أَصلُها القُضْبانُ من الجَريد . والشَّواطِبُ : جَمْعُ شاطِبَةٍ وهي المَرأَةُ التي تَقشِرُ العَسيبَ ثمَّ تُلقيه إلى المُنَقِّيَةِ فتأْخُذُ كلَّ ما عليه بسِكِّينِها حتّى تترُكَه رَقيقاً ثمَّ تُلقيه المُنَقِّيَةُ إلى الشَّاطِبَةِ ثانيةً فتَشْطُبُه على ذِراعِها وتَتَذَرَّعُهُ . منَ المَجاز : تَذَرَّعَ فلانٌ بذَرِيعَةٍ أَي تَوسَّلَ بوَسيلَةٍ وكذلكَ تَذَرَّعَ إليه : إذا تَوَسَّلَ . تَذَرَّعَتِ الإِبِلُ الكَرَعَ أَي الماءَ القليلَ : ورَدَتْهُ فخاضَتْهُ بأَذْرُعِها . قال ابنُ دُرَيدٍ : تَذَرَّعَتِ المَرْأَةُ : إذا شَقَّت الخُوصَ لِتَجْعَلَ مِنه حَصيراً وبه فُسِّرَ قولُ ابنُ الخَطيمِ الأَنصاريّ المُتقدِّم . قال ابنُ عَبّادٍ : اسْتَذْرَعَ به أَي بالشيءِ : اسْتَتَرَ به وجعلَه ذَريعَةً له . ومما يُستدرَك عليه : حِمارٌ مُذَرَّعٌ لِمَكانِ الرَّقْمَةِ في ذِراعِه . وأَسَدٌ مُذَرَّعٌ : على ذِراعَيه دَمُ فرائسِه أَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ :
قَدْ يُهْلَكُ الأَرْقَمُ والفاعُوسُ ... والأَسَدُ المُذَرَّعُ النَّهُوسُ والتَّذْرِيعُ : فَضْلُ حَبْلِ القَيْدِ يُوثَقُ بالذِّراعِ اسمٌ كالتَّنْبيتِ لا مَصدَر . وثَوْبٌ مُوَشَّى الذِّراعِ أَي الكُمِّ ومُوَشَّى المَذَارِعِ كذلك جُمِعَ على غيرِ واحِدِهِ كملامِحَ ومَحاسِنَ . وذَرْعُ كلِّ شيءٍ : قدْرُه مِمّا يُذْرَعُ . ونَخْلَةٌ ذَرْعُ رَجُلٍ أَي قامَتُهُ . وقال ابن الأَعرابيّ : انْذَرَعَ : إذا تقدَّم . وذَرَعَ البعيرُ يدَهُ إذا مَدَّها في السَّيْرِ . وناقَةٌ ذارِعَةٌ : بارِعَةٌ . ويُقالُ : هذه ناقةٌ تُذارِعُ بُعدَ الطَّريقِ أَي تَمُدُّ باعَها وذِراعَها لِتقطعَهُ وهي تُذارِعُ الفَلاةَ وتَذْرَعُها إذا أَسرَعَتْ فيها كأَنَّها تَقيسُها . قال الشاعِرُ يصفُ الإبِلَ :
وهُنَّ يَذْرَعْنَ الرِّقاقَ السَّمْلَقا ... ذَرْعَ النَّواطِي السُّحُلَ المُرَقَّقا والنَّواطِي : النَّواسِج . وأَذْرَعَ الرَّجُلُ قَيْئَهُ : أَخْرَجَهُ . والذَّرْعُ : البَدَنُ . وأَبْطَرَني ذَرْعِي : أَبْلَى بَدَني وقَطَعَ مَعاشي . وأَبْطَرْتُ فلاناً ذَرْعَهُ : كلَّفْتُه أَكْثَرَ من طَوقِهِ . وما لي به ذَرْعٌ ولا ذِراعٌ أَي ما لي به طاقَةٌ . ورَجُلٌ رَحْبُ الذِّراعِ أَي واسِعُ القُوَّةِ والقُدْرَةِ والبَطْش . وكَبُرَ في ذَرعي أَي عَظُمَ وَقْعُه وجَلَّ عندي . وكَسَرَ ذلك من ذَرْعِي أَي ثَبَّطَني عَمَّا أَرَدْتُهُ . ومِنْ أَمثالِهم : هُوَ لكَ على حَبْلِ الذِّراعِ . أي أعْجَلَهُ لَكَ نقْداً وقيلَ : هو مُعَدٌ حاضِرٌ والحبْلُ غِرءقٌ في الذِّراعِ . وتَذَرَّعَ البعيرُ : مَدَّ ذِراعَه في سيره . قال رُؤْبَةُ :
كأَنَّ ضَبْعَيْهِ إذا تَذَرَّعا ... أَبْواعُ مَتَّاحٍ إذا تَبَوَّعا وذَرَّعَه تَذْرِيعاً : قتلَهُ . ويُقالُ : قَتَلوهُم أَذْرَعَ قَتْلٍ أَي أَسْرَعَه . وفي نوادر الأَعرابِ : أَنْتَ ذَرَّعْتَ بيننا هذا وأَنْتَ سَجَلْتَهُ يريدُ سَبَّبْتَه . والذَّريعةُ : حَلْقَةٌ يتعلَّمُ عليها الرَّمْي . وما أَذْرَعَها ! من باب أَحْنَك الشَّاتيْن . والمِذْرَعُ كمِنْبَرٍ : الزِّقُّ الصَّغيرُ . وقولُهم : اقْصِدْ بذَرْعِكَ أَي ارْبَع على نفسِك ولا يَعْدُ بك قَدْرُك . وذَرْعِينَةُ : من قُرى بُخارى . وأَذْرُعُ أَكبادٍ : مَوضِعٌ في قولِ ابنِ مُقبِل :
أَمْسَتْ بِأَذْرُعِ أَكْبادٍ فحُمَّ لها ... رَكْبٌ بِلِينَةَ أَوْ رَكْبٌ بِساوِينا وأَذْرُعُ غيرُ مُضافٍ : مَوضِعٌ نَجْدِيّ في قوله :
" وأَوْقَدْتُ ناراً للرِّعاءِ بأَذْرُعِ ذعذع
العَشَرَة مُحَرَّكة : أَوَّلُ العُقُودِ وإِذَا جُرِّدَت من الهاءِ وعُدَّ بها المؤنَّث فبالفَتْح تقول تقول : عَشْر نِسْوَةٍ وعَشَرَةُ رجَال فإِذا جاوَزْتَ العِشْرِينَ اسْتَوَى المُذَكَّر والمُؤَنَّث فقلتَ : عِشْرُونَ رَجُلاً وعِشْرُونَ امرأَةً . وما كان من الثَّلاَثَة إِلى العَشَرَة فالهاءُ تَلْحَقُه فيما واحِدُهُ مُذَكَّر وتُحْذَف فيها واحِدُه مُؤَنَّث . فإِذا جاوَزْتَ العَشَرَةَ أَنَّثْتَ المُذكَّرَ وذكَّرْتَ المُؤنَّث وحَذَفْتَ الهاءَ في المُذَكَّر في العَشَرَة وأَلْحَقْتَهَا في الصدَّرْ ِفيما بَيْنَ ثَلاثَة عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ وفَتَحْتَ الشِّين وجَعَلْتَ الاسْمَيْنِ اسْماً واحِداً مَبْنِيّاً على الفَتْح . فإِذا صِرْتَ إِلى المُؤَنّث أَلْحَقَتَ الهاءَ في العَجُز وحِذْفْتَها مِن الصدْر وأَسْكَنْتَ الشّين من عَشْرَة وإِنْ شِئْتَ كَسْرَتَها كذا في اللّسان . ومن الشّاذّ في القرَاءَة فانْفَجَرَتْ مِنْه اثْنَتَا عَشرَةَ عَيْناً . بفتح الشِّين . قال ابنُ جِنّى : ووَجْهُ ذلك أَنَّ أَلْفَاظ العَدَد تُغَيَّرُ كثيراً في حدّ التَّرْكِيب أَلا تَرَاهُم قالُوا في البَسِيط واحد وأَحد ثم قالُوا في التركيب : إِحْدَى عَشْرَة وقالُوا عَشْرٌ وعَشَرَة ثم قالُوا في التركيب : عِشْرُون . ومن ذلك قَوْلُهم : ثَلاثُون فما بَعْدَها من العُقُودِ إلى التِّسْعِين فجَمَعُوا بين لَفْظ المُؤَنَّث والمُذَكَّر في التَّرْكيب والوَاوُ للتَّذْكِيرِ وكذلك أُخْتُهَا وسُقُوطُ الهاءِ للتَأْنِيث . وتقولُ : إِحْدَى عَشِرَةَ امْرَأَةً بكَسْرِ الشِّين وإِنْ شِئْتَ سَكَّنْتَ إِلى تِسْعَ عَشْرَةَ والكَسْرُ لأَهْل نَجْد والتَّسْكِينُ لأَهْل الحِجَاز قال الأَزْهرِيّ : وأَهلُ النَّحْوِ واللُّغَةِ لا يَعْرِفُون فَتْح الشِّين في هذا المَوْضع . ورُوِىَ عن الأَعْمَشِ أَنَّه قَرَأَ وقَطَّعْناهُم اثْنَتَيْ عَشرَة . بفتح الشين . قال : وقد قَرَأَ القُرّاءُ بفتح الشِّين وكَسْرِها وأَهْلُ اللّغَة لا يَعْرِفُونه وللمذكَّر أَحَدَ عَشَرَ لا غَيْر . قال ابنُ السِّكّيت : ومِن العَرَبِ من يُسَكِّن العَيْنَ فيقول : أَحَدَ عْشَرَ وكذلك يسَكِّنها إِلى تِسْعَةَ عْشَر إِلا اثْنَيْ عَشَر فإِنّ العَيْن لا تُسَكَّن لسكُون الأَلِف والياءِ قَبْلَها . وقال الأَخْفَشُ : إِنّما سَكَّنُوا العَيْنَ لَمّا طالَ الاسْمُ وكَثُرَت حَرَكاتُه . والعدد مَنْصُوبٌ ما بَيْن أَحََد عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ في الرَّفْع والنَّصْبِ والخَفْضِ إِلاّ اثْنَيْ عَشَر فإِنّ اثْنَْي واثْنَتَيْ يُعْرَبان لأَنهما على هِجَاءَين . وعَشَرَ يَعْشِرُ عَشْراً : أَخَذَ واحِداً من عَشَرَة . أَو عَشَر يَعْشِرُ : زادَ واحِداً على تِسْعَة هكذا في اللّسَان . وعَشَرَ القَوْمَ يَعْشِرُهُم بالكَسْرِ عَشْراً : صارَ عاشِرَهُم وكان عاشِرَ عَشَرَةٍ أَي كَمَّلَهم عَشَرَةً بنَفْسه . وقد خَلَطَ المُصنِّف هُنا بين فِعْلَيِ البَابَيْنِ . والّذِي صَرَّحَ به شُرّاح الفَصيح وغَيْرُهم أَنّ الأَوّل من حَدّ ضرب والذي في كتب الأفعال أنه من حدِ كَتَبَ والثاني من حَدّ ضَرَب قِياساً على نَظائرِه من رَبَعَ وخَمَسَ كما سيأْتي . وقد أَشار لذلك البَدْرُ القَرافِيُّ في حاشِيَته وتَبِعَهُ شَيْخُنا مُنبِّهاً على ذلك مُتَحَامِلاً عليه أَشَدَّ تَحَامُلٍ . وثَوْبٌ عُشَاريٌّ بالضّم : طولُه عَشَرَةُ أَذْرعٍ . والعاشُوراءُ قال شَيْخُنا : قلتُ : المَعروف تَجَرُّدُه من ال والعَشُوراءُ مَمْدُودان ويُقْصَرانِ والعاشُورُ : عاشِرُ المُحَرَّمِ قال الأَزهريّ : ولم أَسمَع في أَمثلة الأَسمَاءِ اسماً على فاعُولاءَ إِلاّ أَحْرُفاً قليلة . قال ابنُ بُزُرْج : الضّارُورَاءُ : الضَّرّاءُ والسّارُورَاءُ : السَّرّاءُ والدَّالُولاءُ : الدَّلاَلُ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : الخَابُورَاءُ : موضعٌ . وقد أُلْحِقَ به تاسُوعاءُ . قلتُ فهذه الأَلْفَاظ يُسْتَدْرَك بها على ابنِ دُرَيْد حيث قال في الجَمْهَرة : ليس لهم فاعُولاءُ غير عاشُوراءَ لا ثانِيَ له قال شيخُنَا : ويُسْتَدْرَك عليهم حاضُوراءُ وزاد ابنُ خالَوَيْهِ سامُوعاءَ . أَو تاسِعُه وبه أَوَّلَ المُزَنيّ الحديثَ لأَصُومَنَّ التاسعَ فقال :يحتمل أَنْ يكونَ التاسِعُ هو العاشَِر قال الأزهريّ : كأَنّه تَأَوَّلَ فيه عِشْر الوِرْد أَنَّهَا تسعةُ أَيّام وهو الذي حَكاه اللَّيْثُ عن الخَلِيل وليس بِبَعِيد عن الصَّواب . والعِشْرُون بالكَسْر : عَشَرَتَان أَي عَشَرَةٌ مُضافَة إلى مِثْلها وُضِعت على لفظ الجَمْع وليس بجَمْعِ العَشَرَة لأَنّه لا دَلِيلَ على ذلك وكَسَرُوا أَوَّلَهَا لعِلّة . فإِذا أَضَفْتَ أَسقطتَ النُّون قلتَ : هذه عشْرُوكَ وعِشْرِيَّ بقَلْبِ الواوِ ياءً للَّتِي بعدها فتُدغم . وعَشْرَنَه : جَعَلَه عِشْرينَ نادرٌ للفَرْقِ الذي بَيْنَه وبين عَشَرْتُ . والعَشِير : جُزْءٌ من عَشَرة أَجزاءٍ كالمِعْشَار بالكسر الأَخِيرُ عن قطْرُب نقله الجوهريّ في ر ب ع والعُشْرُ بالضّم والعَشِيرُ والعُشْرُ واحدٌ مِثْلُ الثَّمِينِ والثُّمنِ والسَّدِيسِ والسُّدسِ يَطَّرد هذان البِنَاءاَن في جميع الكُسورِ ج عُشُورٌ وأَعْشارٌ . وأَما العَشِيرُ فجَمْعُه أَعْشِراءُ مثل نَصِيب وأَنْصِباءَ . وفي الحديث : تِسْعَةُ أَعْشراءِ الرِّزْقِ في التِّجَارَة . والعَشِيرُ : القَرِيبُ والصَّدِيقُ ج عُشَراءُ . وعَشِيرُ المَرْأَةِ : الزَّوْج لأَنّه يُعَاشِرُهَا وتُعاشرُه . وبه فُسِّر الحديث : لأَنَّهُنَّ يُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ويَكْفُرْنَ العَشِيرَ . والعَشِيرُ : المُعَاشِرُ كالصَّدِيقِ والمُصادِق . وبه فُسِّر قولُه تعالَى : لَبئْسَ المَوْلَى ولَبئْس العَشِيرُ . والعَشِيرُ في حِسابِ مِسَاحَةِ الأَرْضِ - وفي بعض الأُصُول : الأَرْضِينَ - : عُشْرُ القَفِيزِ والقَفِيزُ : عُشْرُ الجَرِيب . والعَشِيرُ : صَوْتُ الضَّبُعِ . غيرُ مُشْتَقٍّ . وعَشَرَهُمْ يَعْشرُهُمْ مُقْتَضَى اصطلاحه أَن يكونَ من حَدِّ كَتَبَ كما تَقَدَّم آنِفاً عَشْراً بالفَتْح على الصَّواب ورَجَّحَ شيخُنَا الضَّمّ ونَقَلَه عن شُروح الفَصِيح وعُشُوراً كقُعُودٍ وعَشَّرَهُمْ تَعْشيراً : أَخَذ عُشْرَ أَمْوالِهِم وعَشَرَ المَالَ نَفْسَه وعَشَّرَه كذلك . ولا يَخْفَى أَنّ في قوله : عَشَرَهُم يَعْشرُهُم إِلى آخره مع ماسَبَق . وعَشَرَ : أَخَذَ وَاحداً من عَشَرَة تكرارٌ فإِنَّ أَخْذَ وَاحِدٍ من عَشَرَةٍ هو أَخْذُ العُشْرِ بعَيْنِه أَشار لذلك البَدْرُ القَرَافِيّ في حاشيته وتَبِعَهُ شيخُنَا . وهو أَحَدُ المَوَاضِعِ التي لم يُحرِّر فيها المصنِّف تَحْرِيراً شافِياً . والصَّوابُ في العِبَارَة هكذا : والعَشْرُ : أَخْذُكَ واحِداً من عَشَرَة وقد عَشَرَهُ . وعَشَرَهُم عَشْراً : أَخَذَ عُشْرَ أَموالِم وعَشَرَهُمْ يَعْشِرُهُم : كان عاشِرَهُمْ أَو كمَّلَهم عَشَرَةً بنَفْسِه . ولا تَناقُضَ في عِبَارَة المُصَنِّف كما زَعَمُوا . وقَوْلُ البَدِْر في تصويبِ عِبَارَة المُصَنّف - مع أَنّ الأَوّل لازِمٌ والثانِيَ مُتَعَدٍّ ؛ وكذا قولُه : ويُقَالُ : العُشُورُ : نُقْصَانٌ والتَّعْشِير : زيادة وإِتْمَامٌ - مَحَلُّ نَظَر فتَأَمَّل . والعَشّارُ قابِضُه وكذلك العاشِرُ . ومنه قولُ عِيسَى بنِ عُمَرَ لابن هُبَيْرَةَ وهو يُضْرَبُ بين يَدَيْه بالسِّياط : تاللهِ إِنْ كانت إِلاَّ أُثَيَّاباً في أُسَيْفاطٍ قَبَضَها عَشَّارُوك . وفي الحديث : إِنْ لَقِيتُمْ عاشِراً فاقْتُلُوه أَي إِنْ وَجَدْتُم مَنْ يَأْخُذ العُشْرَ على ما كانَ يأْخُذه أَهلُ الجاهِليّة مُقيماً على دينِه فاقْتُلُوه لكُفْرِه أَو لاسْتِحْلاله لذلك إِن كان مُسْلِماً وأَخَذَهُ مُسْتحِلاً وتارِكاً فَرْضَ الله وهو رُبْعُ العُشْرِ فأَمّا مَنْ يَعْشُرُهم على ما فَرَض الله سبحانَه وتعالَى فحَسَنٌ جَمِيلٌ . وقد عَشَرَ جماعَةٌ من الصَّحابَة للنبيّ والخُلَفاءِ بعدَه . فيحوزُ أَنْ يُسَمَّى آخِذُ ذلك عاشِراً لإِضافة ما يَأْخُذُه إِلى العُشْرِ كَيْفَ وهو يَأْخُذُ العُشْرِ جَمِيعَه وهو زكاء ما سَقَتْه السَّمَاءُ وعُشْر أَموالِ أَهْلِ الذِّمَّة في التِّجَارات . يقال : عَشَرْتُ مالَه أَعْشُرُه عُشْراً فأَنا عاشِرٌ وعَشَّرْتُه فأَنا مُعَشِّرٌ وعَشّارٌ : إِذا أَخَذْتَ عُشْرَه . وكلّ ما وَرَدَ في الحديث من عُقُوبَة العَشّار فمَحْمُولٌ على هذا التَأْوِيل . وفي الحديث : النِّسَاءُ لا يُحْشَرْنَ ولا يُعْشَرْن : أَي لا يُؤْخَذ العُشْر من حَلْيِهنَّ . والعِشْر بالكسر :وِرْدُ الإِبِلِ اليَومَ العاشِرَ وهو الذي أَطْبَقُوا عليه أَو العِشْرُ في حِسَابِ العَرَب اليوم التاسع كما في شَمْس العُلُوم نقلاً عن الخّلِيل قال : وذلك أَنَّهم يَحْبِسُونَها عن الماءِ تِسْعَ لَيالٍ وثَمَانِيَةَ أَيّام ثم تُورَدُ في اليَوْمِ التاسعِ وهو اليَوْمُ العَاشِرُ من الوِرْدِ الأَوّل . وفي اللسان : العِشْر : وِرْدُ الإِبلِ اليَوْمَ العَاشِرَ . وفي حِسابهم : العِشْرُ : التاسِعُ . فإِذا جاوَزُوهَا بمِثْلِهَا فظِمْؤُهَا عِشْرَانِ . والإِبِلُ في كلّ ذلك عَواشِرُ أَي تَرِدُ الماءَ عِشْراً وكذلك الثَّوَامِنُ والسَّوابِعُ والخَوامسُ . وقال الأَصمعيّ إِذا وَرَدَتِ الإِبِلُ في كُلِّ يَوم قيل : قد وَرَدتْ رِفْهاً فإِذا وَرَدَتْ يوماً ويَوْماً لا قيل : وَرَدَتْ غِبّاً فإِذا ارْتَفَعَتْ عن الغِبِّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ وليس في الوِرْد ثِلْثٌ ثم الخِمْس إِلى العِشْر فإِذا زادت فليس لها تَسْمِيَةُ وِرْدٍ ولكنْ يُقَال : هي تَرِدُ عِشْراً وغِبّاً وعِشْراً ورِبْعاً إِلى العِشْرِين فيُقالُ حينئذ : ظِمْؤُها عِشْرانِ . فإِذَا جاوَزَتَ العِشْرين فهيَ جَوازِئُ . وفي الصّحاح : والعِشْرُ : ما بَيْن الوِرْدَيْن وهي ثَمَانِيَةُ أَيّام لأَنَّها تَرِدُ اليَوْمَ العاشِرَ . وكذلك الأَظْمَاءُ كلّها بالكسر وليس لها بعد العِشْر اسْمٌ إِلاّ في العِشْرِين فإِذا وَرَدَتْ يَوْمَ العِشْرِينَ قيل : ظِمْؤُهَا عِشْرانِ وهو ثمانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً فإِذا جاوَزَت العِشْرَيْن فليس لها تَسْميَةٌ وهي جَوَازئ . انتهى . ومثله قال أَبو مَنْصُورٍ الثَّعَالِبِيّ وصَرّح به غيرُه ووجدتُ في هَوَامِشِ بعضِ نُسَخِ القَامُوس في هذا الموضِع مُؤاخَذاتٌ للوزير الفاضِل محمّد راغب باشا سامَحَه الله وعَفا عنه منها : ادِّعاؤُه أَنّ الصَّواب في العِشْر هو وُرُودُ الإِبِلِ اليومَ العاشِرَ لأَنّه الأَنْسَبُ بالإشْتِقَاق . والجَوابُ عنه أَنّ الصَّواب أَنَّه لا مُنافاةَ بين القَوْلَيْن لأَنّ الوِرْدَ على ما حَقَّقه الجوهريّ وغيرُه ثَمَانِيَة أَيّام أَو مع لَيْلَة فمَنِ اعْتَبَر الزِّيادةَ أَلْحَقَ اليومَ باللَّيْلَةِ ومن لم يَعْتَبِرْ جَعَلَ اللَّيْلَةَ كالزِّيادَةِ . وبه يُجَابُ عن الجوهريّ أَيضاً حيث لم يَذْكُر القَوْلَ الثَّانِيّ فكأَنَّه اكْتَفَى بالأَوّل لعَدَمِ مُنافاتِه مع الثَّانِي . فتأَمَّل . وكنت في سابِقِ الأَمْرِ حِينَ اطّلعتُ على مُؤاخَذَاتِه كتبتُ رسالةً صغيرةً تَتَضَمَّن الأَجْوِبَةَ عنها ليس هذا محلَّ سَرْدِهَا . ولِهذَا قال شَيْخُنَا : الإِشارة تعودُ لأَقْرَبِ مذكور أَي ولكَوْنِ العِشْرِ التاسِعَ لم يُقَل : عِشْرِيْنِ أَي مُثَنَّىً فلو كان العِشْرُ العاشِرَ لقالوا : عِشْرَانِ مُثَنّىً لأَنّ فيه عِشْرِيْنِ لا ثَلاَثَة هكذا في النُّسَخ المُتَدَاوَلَة . وقال بعضُ الأَفاضِل : ولعلّ الصَّوابَ : ولِهذا لم يَقُولُوا . وقالوا : عِشْرينَ بلَفْظِ الجَمْع فليس اسْماً للعاشِرِ بل للتاسع جَعَلُوا ثَمانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً عِشْرِينَ تَحْقِيقاً والتاسِعَةَ عَشَرَ والعِشْرِينَ طائفةً من الوِرْد أَي العِشْر الثالث فقالُوا بهذا الاعْتِبَار : عِشْرِينَ جَمَعُوه بذلك وإِنْ لم يكن فيه ثلاثة . وإِطْلاق الجَمْع على الاثْنَيْنِ وبَعْض الثالثِ سائغٌ شائعٌ كقوله تعالى : الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ . فلفظ العِشْرين في العَدَدِ مأَخوذ من العِشْر الذي هو وِرْدِ الإِبِل خاصَّة واستعماله في مطلق العَدَد فَرْعٌ عنه فهو من اسْتِعْمَال المُقَيَّد في المُطْلَق بلا قَيْد ؛ حَقَّقَه شيخُنَا . وفي جَمْهَرة ابنِ دُرَيْد : وأَمّا قولُهم عِشْرُونَ فمأْخُوذٌ من أَظْماءِ الإِبِلِ أَرادوا عِشْراً وعِشْراً وبَعْضَ عِشْرٍ ثالثٍ . فلمّا جاءَ البَعْضُ جَعَلُوها ثَلاثَةَ أَعْشَار فجَمَعُوا وذلك أَن الإِبِلَ تضرْعَى سِتَةَّ أَيّام وتقرب يَومَيْن وتَرِدُ في التاسعِ وكذا العِشْر الثاني فهُمَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً وبَقِيَ يَوْمَانِ من الثالِث فأَقامُوهما مُقَامَ عِشْر ؛ والعِشْرُ : آخِرُ الأَظْمَاءِ . انتهى . وفي اللسان : قال الليث : قلتُ للخَلِيل : مَا مَعْنَى العِشْرين ؟ قال : جماعة عِشْر قلتُ : فالعِشْر كم يكون ؟ قال :تِسْعَةُ أَيّام . قُلْتُ : فعِشْرُون ليس بتَمَامِ إِنَّمَا هو عِشْرَانِ ويَوْمَان . قال : لمّا كان من العِشْر الثَّالِث يَوْمان جَمَعْتَه بالعِشْرِينَ . قلتُ : وإِنْ لم يَسْتَوْعِب الجِزْءَ الثالثَ ؟ قال : نَعَمْ أَلا تَرَى قولَ أَبي حَنيفَة : إِذا طَلَّقها تَطْلِيقَتَيْن وعُشْرَ تَطْلِيقَة فإِنّه يَجْعَلُهَا ثَلاثاً وإِنّما من الطَّلْقَةِ الثَالِثَةِ فيه جزءٌ فالعِشْرُونَ هذا قِيَاسُه . قلتُ : لا يُشْبهُ العِشْرُ التطليقةَ لأَنّ بعضَ التطليقةِ تطليقةٌ تامّة ولا يكونُ بَعْضُ العِشْر عِشْراً كامِلاً أَلا تَرَى أَنّه لو قال لامْرَأَته : أَنْت طالشقٌ نِصْفَ تَطْلِيقَةً أَو جُزْءاً من مائة تَطْلِيقَة كانت تَطْلِيقَةً تامَّةً ولا يكونُ نِصْفُ العِشْر وثُلثُ العِشْرِ عشْراً كاملاً . انتهى . قال شَيْخُنا : هذا الَّذِي أَوْرَده اللَّيْثُ على شَيِْخه ظاهرٌ في القَدْحِ في القيَاسِ بهذا الفَرْقِ الذِي أَشارَ إِلَيْه بَيْنَ المَقِيس والمَقِيسِ عَلَيْه وهو يرجه إِلى المُعَارَضَة في الأَصْلِ أَو الفَرْع أَو إِلَيْهِمَا . والأَصَحّ أَنّه قادحُ عند أَرْبابِ الأُصول . أَمّا أَهْلُ العَرَبِيّة فلَهُم فيه كَلامٌ . والصَحِيح أَنَّ القيَاسَ عندهم لا يَدْخُلُ اللُّغَةَ أَي لا تُوْضَع قِياساً كما حققته في شَرْح الاقْتِراح وغَيْرِه من أُصولِ العَرَبِيَّة . أَما ذِكْرُ مِثْلِ هذا لِمُجَرَّدِ البَيَانِ والإِيضاح كما فعلَ الخَليلُ فلا يَضُرّ اتّفاقاً . وتَسْمِيَةُ جُزءِ التّطْليقة تَطْلِيَقةً ليس من اللّغَة في شيْءٍ إِنّمَا هو اصْطِلاحُ الفقهاءِ وإِجماعُهم عليه لا خُصُوصِيَّةٌ للإِمام أَبِي حَنيفَةَ وَحْدَهُ . وإِنّمَا حَكَمُوا بذلك لَمّا عُلمَ أَنّ الطَّلاقَ لا يَتَجَزَّأُ كالعِتْقِ ونَحْوِه فكلُّ فَرْدِ من أَجْزائه أَو أَجزاءِ مُفْرَدِه عامِلٌ مُعْتَبَرٌ للاحْتِياط كما حُرِّرَ في مُصَنَّفَاتِ الفقْه . وأَما جُزْءٌ من الوِرْد فهو مُتَصَوَّر ظاهِرٌ كجزءِ ما يَقْبَلُ التَّجْزِئَةَ كجُزْءٍ من عَشَرَة ومنْ أَرْبَعَة ومِنْ عشْرِينَ مَثَلاً ومن كُلّ عَدَد . فمُرادُ الخَلِيلِ أَنَّهم أَطْلَقُوا الكُلَّ على الجُزْءِ ك الحَجُّ أَشْهُر مَعْلُوماتٌ . كما أَنَّ الفُقَهَاءَ في إِطْلاق نصْفِ التَّطْلِيقَة على التَّطْلِيقَة يُرِيدُون مِثْلَ ذلك لأَنّ بعض التَّطْليقة جُزْءٌ منها فمهما حَصَلَ أُرِيدَ به التَّطْلِيقة الكاملَة وإِنْ كان في التَّطْلِيقَةِ لازماً وفي غَيْرها لَيْس كذلك فلا يَلْزَم ما فَهِمَه اللَّيْثُ وعارَضَ به من القَدْح في المِقْيَاس مُطْلَقاً كما لا يَخْفَى . وإِلاّ فَأَيْن وَضْعُ اللُّغَةِ وأَحْكَامُها من أَوْضاعِ الفِقْهِ لأَئِمَّته ؟ والله أَعلم . انتهى . وفي شَمْسِ العُلُوم : ويقال إِنّمَا كُسِرَت العَيْنُ في عِشْرينَ وفُتِح أَوَّلُ باقي الأَعْدادِ مثل ثَلاثِينَ وأَرْبَعِين ونَحْوِه إِلى الثمانين لأَنَّ عِشْرينَ من عَشَرَة بمنزلة اثْنَيْنِ من واحِد فدَلّ على ذلك كَسْرُ أَوّل ستّينَ وتسْعينَ لأَنّه يقال سِتَّةٌ وتِسْعَة . قلتُ : وهكذا صرَّح به ابنُ دريد . قال شيخُنا : ثمّ كلامُ ابنِ دريد وغيرِه صَرِيحٌ في أَنّ العشْرِينَ الَّذي هو العَدَدُ المُعَيَّنُ مأْخوذٌ من عِشْرِ الإِبِل بَعْدَ جَمْعِه بما ذَكَرُوه من التَّأْوِيلات وكلامُ الجَوْهَرِيّ والمُصَنّف والفَيُّومِيّ وأَكثرِ أَهْلِ اللُّغَة أَنَّ العِشْرينَ اسمٌ موضوعٌ لهذا العَدَدِ وليس بجَمْعٍ لَعَشَرَةٍ ولا لِعشْرٍ ولا لَغْير ذلك فتَأَمَّلْ ذلك فإِنّه عندي الصَّوابُ الجَارِي على قَوَاعِدِ بَقِيّة العُقُود فلا يُخْرَجُ به وَحْدَه عن نَظَائره . ووَجْهُ كَسْرِ أَوَّلِه ومُخَالَفَتُه لأَنْظَارِه مَرَّ شَرْحُه . وكأَنَّهُم استعملوا العِشْرِين في الأَظْمَاءِ اسْتِعْمَالاً آخَرَ جَمَعُوه ونَقَلُوه لِلْعَدَدِ المَذْكُور . يَبْقَى ما وَجْهُ جَمْعِه جَمْعَ سَلاَمَةِ ؟ وقد يقال : إِلْحَاقُه بالعِشْرِينَ الموضوع للعَدَد المذكور والله أَعْلَم . والإِبلُ : عَوَاشرُ يُقَال : أَعْشَرَ الرَّجلُ : إِذا وَرَدَتْ إِبلِهُ عِشْراً . وهذه إِبلٌ عَوَاشِرُ . وعَوَاشرُ القُرْآنِ : الآيُ التي يَتِمُّ بها العَشْرُ . وعُشَارُ بالضَّمِّ :مَعْدُولٌ من عَشَرَةٍ وجاؤُوا عُشَارَ عُشَارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ وعُشَارَ ومَعْشَرَ أَي عَشَرَةً عَشَرَةً كما تقول : جَاؤُوا أُحَادَ أُحادَ وثُنَاءَ ثُنَاءَ ومَثْنَى مَثْنَى . قال أَبو عُبَيْد : ولم يُسْمَعْ أَكْثَر مِنْ أُحادَ وثُنَاءَ وثُلاَثَ ورُبَاعَ إِلاّ في قَوْل الكمَيَتْ : رَةٍ وجاؤُوا عُشَارَ عُشَارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ وعُشَارَ ومَعْشَرَ أَي عَشَرَةً عَشَرَةً كما تقول : جَاؤُوا أُحَادَ أُحادَ وثُنَاءَ ثُنَاءَ ومَثْنَى مَثْنَى . قال أَبو عُبَيْد : ولم يُسْمَعْ أَكْثَر مِنْ أُحادَ وثُنَاءَ وثُلاَثَ ورُبَاعَ إِلاّ في قَوْل الكمَيَتْ :
فَلَمْ يَسْتَرِيثُوكَ حَتَّى رَمَيْ ... تَ فَوْقَ الرِّجَالِ خِصَالاً عُشَارَا كذا في الصحاح . وقال الصاغانيّ : والرّجال بالّلام تصحيفٌ والرواية فوقَ الرَّجاءِ ويُرْوَى : خِلالاً . قال شيخُنَا : تَكْرار عُشَارَ ومَعْشَرَ غَلَطٌ وَاضِحٌ كما يُعْلَمُ من مبادي العَربِيّة لأَنّ عُشَارَ مُفْرَدٌ معناه عَشَرَة عَشَرَة ومَعْشَرَ كذلك مثْل مَثْنَى ؛ وقد أَغْفَل ضَبْطَه اعْتماداً على الشُّهْرَة وغَلِطَ في الإِتْيَانِ به مُكَرَّراً كمُفَسِّره . قلتُ : الذي ذكره المُصَنف بعَيْنه عِبارَةُ المُحْكَم واللّسان وفيهما جَوازُ الوَجْهَيْن . وفي التكملة : جاءَ القَوْمُ مَعْشَرَ مَعْشَرَ أَي عَشَرَةً عَشَرَةً كما تقول : مَوْحَدَ مَوْحَدَ ومَثْنَى مَثْنَى ؛ وكَفَى لِلمُصَنّف قُدْوة بهَؤلاءِ فَتَأَمَّل وعَشَّرَ الحِمَارُ تَعْشيراً : تابَعَ النَّهِيقَ عَشْراً ووَالى بين عشْرِ تَرْجِيعَات في نَهِيقه فهو مُعشِّرٌ ونَهِيقُه يُقال له التَّعْشيرُ . قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْد :
وإِنّي وإِنْ عَشَرْتُ منْ خَشْيَةِ الرَّدَى ... نُهَاقَ حِمَارٍ إِنَّني لَجَزُوعُ ومعناه : أَنَّهُم يَزْعُمُونَ أَن الرَّجُلَ إِذا وَرَدَ أَرْضَ وَبَاءٍ ووَضَع يَدَه خَلْفَ أُذُنِه فَنَهَقَ عَشْرَ نَهَقَات نَهِيقَ الحِمَار ثم دَخَلَها أَمِنَ من الوَبَاءِ . ويُرْوَى : وإِنّي وإِنْ عَشَّرْتُ في أَرْض مالِكٍ . وعَشَّرَ الغُرَابُ تَعْشِيراً : نَعَقَ كذلك أَي عَشْرَ نَعْقَات من غَيْرِ أَن يُشْتَقّ من العَشَرة وكذلك عَشَّرَ الحمَارُ . والعُشَرَاءُ بضم العَين وفَتْح الشين مَمْدُودَة من النُّوق : التي مَضَى لِحَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشْهُرٍ بعد طُرُوقِ الفَحْلِ كما في العِناية أَو ثمانِيَةٌ والأَوَّلُ أَوْلَى لمَكَان لَفْظه ولا يَزالُ ذلك اسْمَها حَتّى تَضَعَ فإِذَا وَضَعَتْ لِتَمَامِ سَنَةٍ فهي عُشَرَاءُ أَيضاً على ذلك وقِيلَ : إِذَا وَضَعَتْ فهي عائِذٌ : وجَمْعُها عُوذٌ أَوْ هِيَ من الإِبِلِ كالنُّفَسَاءِ من النِّسَاءِ . قال شيخُنَا : والعُشَرَاءُ نظير أَوزانِ الجُمُوعِ ولا نَظِيرَ لَهَا في المُفْرَداتِ إِلاّ قولُهُم : امْرَأَةٌ نُفَساءُ انتهى . وفي اللسان : ويقال : ناقَتانِ عُشْرَاوَانِ . وفي الحديث قال صَعْصَعَة بنُ ناجِيَةَ : اشتريتُ مَوْءُودَةً بناقَتَيْنِ عُشَرَاوَيْنِ . قال ابنُ الأَثير : قد اتُّسِعَ في هذا حتَّى قِيلَ لِكُلّ حامِل عُشْرَاءُ وأَكْثَرُ ما يُطْلَق على الخَيْلِ والإِبل . ج عُشَرَاوَاتٌ يُبْدِلُون من هَمْزَةِ التَّأْنِيث واَواً . قال شيخُنَا : وقد أَنْكَرَه بعضٌ ومُرادُه جَمْعُ السَّلاَمة . وعِشَارٌ بالكسر كَسَّروه على ذلك كما قالُوا : رُبَعَةٌ ورُبَعَاتٌ ورِبَاعٌ أَجْرَوْا فُعَلاءَ مُجْرَى فُعَلَة شَبَّهوها بها لأَنّ البِنَاءَ واحدٌ ولأَنّ آخِرَه علامةُ التَأْنِيث . وفي المصْباح : والجَمْعُ عِشَارٌ ومِثْلُه نُفَسَاءُ ونفَاسٌ ولا ثالِثَ لهما . انتهى . وقال ثَعْلَب : العِشَار من الإِبِل الَّتي قد أَتَى عليها عَشَرَةُ أَشْهَرٍ . وبه فُسِّر قولُه تعالى : وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ قال الفَرّاءُ : لُقَّحُ الإبِلِ عَطَّلَتَها أَهْلُها لاشْتِغالهم بأَنْفُسِهم ولا يُعَطِّلُها قَوْمُهَا إِلاّ في حالِ القِيَامَة . أَو العِشَارُ : اسمٌ يَقَعُ على النُّوقِ حَتَّى يُنْتَجَ بَعْضُها وبَعْضُها يُنْتَظَر نِتَاجُهَا قال الفَرَزْدَق :كَمْ عَمّةٍ لكَ يا جَرِيرُ وخَالَةٍ ... فَدْعاءَ قَدْ حَلَبَتْ عَلَىَّ عِشَارِي قال بعضُهم : وليس للعِشَارِ لَبَنٌ وإِنّمَا سَمّاهَا عِشَاراً لأَنّهَا حديثةُ العَهْدِ بالنِّتَاج وقد وَضَعَتْ أَوْلادَهَا . وأَحْسَنُ ما تكونُ الإِبِل وأَنْفَسُهَا عند أَهْلِها إِذا كانت عِشَاراً . وعَشَّرَت الناقةُ تَعْشِيراً وأَعْشَرَتْ : صارَت عُشَراءَ . وعلى الأَوّل اقتصر صاحِبُ المِصْباح . وأَعْشَرَتْ أَيضاً : أَتَى عليها عَشْرُ أَشْهُرٍ من نِتاجِها . وناقَةٌ مِعْشَارٌ : يَغْزُرُ لَبَنُهَا لَياليَ تُنْتَج . ونَعَتَ أَعْرَابيٌّ ناقةً فقال : إِنَّهَا مِعْشَارٌ مِشْكَارٌ مِغْبَارٌ . وقَلْبٌ أَعْشَارٌ جاءَ على بِنَاءِ الجَمْع كما قالوا : رُمْحٌ أَقْصَادٌ . قال امْرُؤ القَيس في عَشِيقَته :
وما ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إِلاّ لتَقْدَحي ... بسَهْمَيْك في أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقْتَّلِ أَراد أَنَّ قَلْبَه كُسِّرَ ثُمّ شُعِبَ كما تُشْعَبُ القُدُورُ . وذكرَ فيه ثعلب قَوْلاً آخَرَ قال الأزهريّ : وهو أَعْجَبُ إِلىّ من هذا القَوْل وذلك أَنه أَراد بقوله : سَهْمَيْك هنا سَهْمَيْ قِداحِ المَيْسر وهما المُعلَّى والرَّقِيبُ فلِلْمُعَلَّى سبعةُ أَنْصباءَ وللرَّقيب ثَلاثَةٌ فإِذَا فازَ الرَّجُلُ بهما غَلَب على جَزُورِ المَيْسِر كُلّهَا ولم يَطْمَعْ غَيْرُه في شيْءٍ منها . وهي تَنْقَسِمُ على عَشَرَةِ أَجزاءٍ فالمَعْنَى أَنّهَا ضَرَبَتْ بسِهامِها عَلَى قَلْبِه فخَرَج لها السَّهْمَانِ فغَلَبَتْه على قَلْبِه كُلِّه وفَتنَتْه فَمَلَكَتْه . وقَدَحٌ أَعْشَارٌ وقِدْرٌ أَعْشَارٌ وقُدُورٌ أَعَاشيرُ : مُكَسَّرَةٌ على عَشْرِ قِطَعٍ . وعَشَّرْتُ القَدَحَ تَعْشِيراً إِذا كَسّرْتَه فصَيَّرْتَه أَعْشَاراً . أَو قِدْرٌ أَعْشَارٌ : عَظِيمَةٌ لا يَحْمِلُهَا إِلاّ عَشَرَةٌ أَو عَشْرٌ . وقيلَ : قِدْرٌ أَعْشَارٌ : مُتَكَسِّرَة فلم يشْتَقّ من شيْءٍ وقال اللَّحْيَانِيّ : قِدْرٌ أَعْشَار من الوَاحد الذي فُرِّق ثم جُمِع كأَنّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ منه عُشْراً . والعِشْر بالكَسْر : قِطْعَةٌ تَنْكَسِر منها أَي من القِدْر ومِنَ القَدَح ومِنْ كُلِّ شيْءٍ كأَنَّها قطْعَةٌ من عَشْرِ قِطَع والجَمْعُ أَعْشَارٌ كالعُشَارَة بالضَّمّ : وهي القِطْعَةُ من كلِّ شيْءٍ والجَمْعُ عُشَارَاتٌ . وقال حاتمٌ يَذْكُر طَيِّئاً وتَفَرُّقَهُمْ : فصُارُوا عُشَارَاتٍ بكُلِّ مَكانِ . قال الصاغانيّ : هكذا رواه لحاتِمٍ ولم أَجِدْه في ديوَانِ شِعْره . والعِشْرَةُ بهاءٍ : المُخَالطةَ يقال : عاشَرَه مُعَاشَرَةً وتَعَاشَرُوا واعْتَشَرُوا : تَخالَطُوا قال طَرَفَةُ :
ولَئِنْ شَطَّتْ نَوَاها مَرَّةً ... لَعَلَى عَهْدِ حَبِيبٍ مُعْتَشِرجَعلَ الحَبيبَ جَمْعاً كالخَلِيطِ والفَرِيق . وعَشِيرَةُ الرَّجُل : بَنُو أَبيه الأَدْنَوْن أَو قَبِيلَتُه كالعَشِيرِ بلا هاءٍ ج عَشائِرُ قال أَبو عليّ : قال أَبو الحَسَنِ : ولم يُجْمَع جَمْعَ السّلامة . قال ابنُ شُمَيْل : العَشِيرَةُ : العامَّة مثلُ بنِي تَمِيمٍ وبَني عَمْرِو بنِ تَمِيم . وفي المِصْباح أَنَّ العَشِيرَة الجَمَاعَةُ مِن الناس واخْتُلِفَ في مَأْخَذِه فقيل : من العِشْرَة أَي المُعَاشَرَة لأَنها من شَأْنِهم أَو من العَشَرَة : الذي هو العددُ لِكَمالِهم لأَنّها عَدَدٌ كامِلٌ أَو لأَنّ عَقْدَ نَسبِهم كعَقْدِ العَشَرَة قاله شَيخُنا . والمَعْشَرُ كمَسْكَن : الجَمَاعَةُ وقَيَّدَه بعضُهُم بأَنّه الجَمَاعَةُ العَظِيمَةُ سُمِّيَتْ لِبُلُوغها غايَةَ الكَثْرَةِ لأَنّ العَشَرَةَ هو العَدَدُ الكاملُ الكَثِيرُ الذي لا عددَ بَعْدَه إِلاّ وهُوَ مُرَكَّبٌ مِمّا فيه من الآحاد كَأَحَدَ عَشَرَ وكذا عِشْرُونَ وثَلاثُونَ : أَي عَشَرَتان وثَلاَثَةٌ فكأَنَّ المَعْشَرَ مَحَلّ العَشَرَة الذي هو الكَثْرَةُ الكاملَة فَتَأَمّل ؛ قاله شيخُنَا . وقِيل : المَعْشَرُ : أَهْلُ الرَّجُلِ . وقال الأَزْهَريّ : المَعْشَرُ والنَّفَرُ والقَوْمُ والرَّهْطُ : معناه الجَمْعُ لا واحِدَ لهم من لَفْظِهم للرّجالِ دُونَ النساءِ والعَشِيرَة أَيضاً للرّجالِ والعالَمُ أَيضاً للرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ . وقال اللَّيْثُ : المَعْشَرُ : كلّ جَماعَةٍ أَمْرُهُم واحِدٌ نحو مَعْشَر المُسْلِمينَ ومَعْشَر المُشْرِكينَ . والجَمْعُ المَعَاشِرُ وقيل : المَعْشَرُ : الجِنُّ والإِنْسُ وفي التنزيل يَا مَعْشَرَ الجِنِّ والإِنْسِ قال شيخُنَا : ولَكِنَّ الإِضافَةَ تَقْتَضِي المُغَايَرَة وفيه أَنَّ التقدير يا مَعْشَراً هُمُ الجنّ والإِنْسُ فتَأَمَّلْ . ويَبْقَى النَّظَرُ في : يا مَعْشَرَ الجِنّ دُونَ إِنْس فتَدبَّر . قلتُ : وهو من تَحْقِيقات القَرافِيّ في الحاشِيَة . وفي حَديث مَرْحَب أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ مَسْلَمَةَ بارَزَه فدخلَتْ بينهما شَجَرَةٌ من شَجَر العُشَر كصُرَد شَجَرٌ فيه حُرّاقٌ مثل القُطْنِ لم يَقْتَدِح الناسُ في أَجْوَدَ منه ويُحْشَى في المَخادّ لنُعُومَته . وقال أَبو حَنيفَة : العُشَر : من العِضَاه وهو من كِبَارِ الشَّجَرِ وله صَمْغٌ حُلْوٌ وهو عَرِيضُ الوَرَق يَنْبُت صُعُداً في السَّماءِ ويَخْرُج من زَهْرِه وشُعَبه سُكَّرٌ م أَي مَعْرُوفٌ يُقَال له : سُكَّرُ العُشَر وفيه أَي في سُكَّرِهِ شَيءٌ من مَرَارَة ويَخْرُجُ له نُفّاخٌ كَأَنّها شَقَائقُ الجِمَال التي تَهْدِرُ فيها وله نَوْرٌ مثل نَوْر الدِّفْلَى مُشْرَبٌ مُشْرِقٌ حَسَنُ المَنْظَر وله ثَمَرٌ . وفي حديث ابن عُمَير : قُرْصٌ بُرِّيٌّ بلَبَنٍ عُشَرِيٍّ : أَي لَبَنُ إِبلٍ تُرْعى العُشَرَ وهو هذا الشَجَر . قال ذو الرُّمَّةِ يَصف الظَّليم :
كأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْمَاكانِ من عُشَرٍ ... صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُالواحِدَة عُشَرَة ولا يُكسَّر إِلاَّ أَنْ يُجْمَعَ بالتَّاءِ لقلّة فُعَلة في الأَسْمَاءِ . وبنو العُشَراءِ : قَوْمٌ من فَزَارَةَ وهُمْ من بَني مازِن بن فَزَارَةَ واسمهُ عَمْرُو بنُ جابر وإِنَّمَا سُمِّىَ بالعُشَرَاءِ مَنْظورُ بنُ زَبّانَ بن سَيّار بن العُشَراءِ . وهَرِمُ بنُ قُطْبَةَ بن سَيّار الذي تَحاكَم إِليه عامرُ بنُ الطُّفَيْل وعَلْقَمَةُ بن عُلاثَةَ . ومنهم حَلْحَلَةُ بنُ قَيْس بن الأَشْيَمِ بنِ سَيَّار وغَيْرُهم . وأَبو العُشَرَاءِ : أُسَامَةُ بنُ مالك ويُقَال : عُطَارِدُ بنُ بِلِزٍ الدّارِميّ : تابِعِيّ مشهور . قال البُخَاريّ : في حَدِيثهِ وسَماعه من أَبيه واسْمه نَظَرٌ ؛ قاله الذَّهبيّ في الدِّيوان . وزَبّانُ بالمُوَحَّدَةِ ككَتّان ابنُ سَيّارِ بنِ العُشَرَاءِ : شاعِرٌ وهو أَبو مَنْظُور الذي تَقَدَّمَ ذشكْرُه . فلو قالَ : ومنهم زَبّانُ كان أَحْسنَ كما لا يَخْفَى . والعُشَرَاءُ : القُلَةُ بالضم وتَخْفِيف اللام المفتوحَة . وعَشُورَاءُ بالمَدّ وعِشَارٌ وتِعْشَارٌ بكَسْرِهِما أَسماءُ مَوَاضعَ الأَخِيرُ بالدَّهْناء . وقيلَ : هو ماءٌ . قال النابِغَة : غَلَبُوا على خَبْتٍ إِلى تِعْشَارِ . وقال الشاعرُ :
لَنا إِبِلٌ لم تَعْرِف الذُّعْرَ بينَها ... بتِعْشارَ مَرْعَاها قَساً فَصَرَائِمُهْ وقال بدْرُ بن حَمْرَاءَ الضَّبِّىُّ :
وَفَيْتُ وَفَاءً لم يَرَ الناسُ مثْلَه ... بتِعْشَارَ إِذ تَحْبُو إِلَىَّ الأَكَابرُ وذُو العُشَيْرَة : ع بالصَّمَّانِ مَعْرُوفٌ فيه عُشَرَةٌ نابِتَةٌ قال عَنْتَرَةُ في وَصْفِ الظَّلِيم :
صَعْلٍ يَعُودُ بذِي العُشَيْرَةِ بَيْضَهُ ... كالعَبْد ذي الفَرْوِ الطَوِيلِ الأَصْلمِ وذو العُشَيْرَة : ع بناحيَةِ يَنْبُعَ من مَنازل الحاجّ غَزْوَتُها م أَي معروفَةٌ ويقال فيه العُشَيرُ بغير هاءٍ أَيضاً وضُبطَ بالسّين المُهْمَلَة أَيضاً وقد تَقَدّم . والعُشَيْرَةُ مُصَغّراً : ة باليَمَامَةِ . وعاشِرَةُ : عَلَمٌ للضَّبُع ج عاشِرَاتٌ قاله الصاغانيّ . والمُعَشَّر كمُحَدِّث : من أُنْتِجَتْ إِبِلُه ومن صارَتْ إِبلُه عِشَاراً أَوْرَدَهُمَا الصاغانيّ واستشهد للثانِي بقَوْلِ مَقّاسِ بن عَمْرو :
حَلَفْتُ لَهُم بالله حَلْفَةَ صادِقٍ ... يَمِيناً ومَنْ لا يَتَّقِ الله يَفْجُرِ
لَيَخْتَلِطَنَّ العَامَ رَاعٍ مُجَنِّبٌ ... إِذا ما تَلاقَيْنَا براعٍ مُعَشِّرِ قال : المُجنِّب : الذي لَيْسَ في إِبِلِه لَبَنٌ . يقول : ليس لَنا لَبَنٌ فنحن نُغِيرُ عليكم فنَأْخُذُ إِبِلَكُم فيَخْتَلِط بَعْضُها ببَعْض . وعن ابن شُمَيْل : الأَعْشَرُ : الأَحْمَقُ قال الأَزْهَريّ : لم يَرْوِه لي ثِقَةٌ أَعْتَمده . والعُوَيْشِرَاءُ : القُلَةُ ولا يَخْفَى لو قال فيما تَقَدَّم : والعُشَراءُ : القُلَةُ كالعُوَيْشِراءِ كان أَخْصَرَ . وقال ابنُ السِّكِّيت : يقال : ذَهَبُوا عُشَارَيَاتٍ وعُسَارَيَاتٍ بالشِّينِ والسِّين إِذا ذَهَبُوا أَيَادِيَ سَبَا مُتفرِّقِينَ في كُلّ وَجْهٍ . وواحِدُ العُشَارَيَات عُشَارَى مثل حُبَارَى وحُبَارَيَات . والعَاشِرَةُ : حَلْقَة التَّعْشِير من عَوَاشِرِ المُصحَفِ وهي لَفْظَةٌ مُوَلَّدَة صَرّح به ابنُ مَنْظُور والصَّاغَانِيّ . والعُشْرُ بالضّمّ : النُّوقُ التي تُنْزِلُ الدِّرَّةَ القَلِيلَةَ من غير أَنْ تَجْتَمِعَ قال الشاعر :
" حَلُوبٌ لعُشْرِ الشَّوْلِ في لَيْلَةِ الصَّبَاسَريعٌ إِلى الأَضْيافِ قَبْلَ التَّأَمُّلِوأَعْشَارُ الجَزُورِ : الأَنْصِباءُ وهي تَنْقَسِم على سَبْعَةِ أَجْزاءٍ كما هو مُفَصَّلٌ في مَحَلِّه . وممّا يُسْتَدْرك عليه : غُلامٌ عُشَارشيٌّ بالضمّ : ابنُ عَشْرِ سِنِينَ والأُنْثَى بالهَاءِ . والعُشُرُ بضَمّتين : لغةٌ في العُشْرِ . وجمع العُشْرِ العُشُورُ والأَعْشَار . وقِيلَ : المِعْشَارُ : عُشْرُ العُشْرِ . وقيل : إِنّ المِعْشارَ جَمْعُ العَشِيرِ والعَشِيرُ جَمْعُ العُشْر وعَلَى هذا فيكونُ المِعْشَارُ واحداً من الأَلْف لأَنّه عُشْرُ عُشْرِ العُشْرِ ؛ قاله شيخُنَا . والعاشِرُ : قَابِضُ العُشْرِ . وأَعْشَرَ الرَّجُلُ : وَرَدَتْ إِبِلُه العِشْر . وأَعْشَرُوا : صارُوا عَشَرةً . وأَعْشَرْتُ العَدَدَ : جَعَلْتُه عَشَرَةً . وأَعْشَرُوا : صارُوا في عَشْر ذي الحِجَّة كذا في التَّهْذِيب لابنِ القَطّاع . وفي اللّسَان : ويُقَال : أَعْشَرْنا مُنْذُ لم نَلْتَقِ أَي أَتَى عَلَيْنَا عَشْرُ لَيالٍ . زادَ في الأَساسِ : كما يُقَال : أَشْهَرْنا . وحَكَى اللِّحْيَانِيّ : اللّهُمَّ عَشِّرْ خُطَايَ : أَي اكتُبْ لِكُلِّ خَطْوَةٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ . ومثلُه في الأَساس . وامْرَأَةٌ مُعْشرٌ : مُتِمٌّ على الاستعارَة . والعَشَائِرُ : الظِّبَاءُ الحَدِيثاتُ العَهْد بالنَّتَاج . قال لَبِيدٌ يَذْكُر مَرْتَعاً :
هَمَلٌ عَشَائِرُه عَلَى أَولاَدِها ... من راشِحٍ مُتَقَوِّبٍ وفَطِيمِ قال الأزهريّ : كأَنّ العَشَائِرَ هُنَا في هذا المَعْنَى جَمْعُ عِشَارٍ وعَشَائِرُ هو جَمْعُ الجَمْعِ كما يُقَال : جِمَالٌ وجَمَائِلُ وحِبَالٌ وحَبَائِلُ . وعَشَّرَ الحُبُّ قَلْبَه إِذَا أَضْنَاهُ . والعَوَاشِرُ : قَوَادِمُ رِيشِ الطائِرِ وكذلك الأَعْشَارُ قال الأَعشى :
وإِذَا ما طَغَى بِها الجَرْيُ فالعِقْ ... بانُ تَهْوِي كَوَاسشرَ الأَعْشَارِويقال لِثَلاَث من لَيَالِي الشَّهْر : عُشَرُ وهي بعد التُّسَعِ . وكان أَبو عُبَيْدَةَ يُبْطِل التُّسَعَ والعُشَرَ إِلاّ أَشياءَ منه معروفة حكَى ذلك عنه أَبو عُبَيْد ؛ كذا في اللّسَان . وعَشَّرْتُ القَومَ تَعْشِيراً إِذا كانُوا تِسْعَةً وزِدْتَ واحِداً حتى تَمَّت العَشَرَةُ . والطّائِفِيّون يقولون : مِن أَلْوَانَ البَقَرِ الأَهْلِيّ أَحْمَرُ وأَصْفَرُ وأَغْبَرُ وأَسْوَدُ وأَصْدَأُ وأَبْرَقُ وأَمْشَرُ وأَبْيَضُ وأَعْرَمُ وأَحْقَبُ وأَكْلَفُ وعُشَرُ وعِرْسِىٌّ وذُو الشّرَرِ والأَعْصَمُ والأَوْشَحُ فالأَصْدَأُ : الأَسْوَدُ العَيْنِ والعُنُقِ والظّهْرِ وسائرُ جَسَده أَحْمَرُ : والعُشَرُ : المُرقَّعُ بالبَيَاض والحُمْرَة . والعِرْسِىُّ : الأَخْضَرَ . وأَما ذُو الشّرَرِ فالّذِي على لَوءنٍ واحِدٍ في صَدْرِه وعُنُقه لُمَعٌ على غَيْر لَوْنه . وسَعْدُ العَشِيرَةِ أَبو قَبِيلَةٍ من اليمَن وهو سَعْدُ بن مَذْحِج . قلتُ : وقال ابنُ الكَلْبِيّ في أَنْسَاب العَرَب : إِنَّمَا سُمِّىَ سَعْدَ العَشِيرَةِ لأَنّه لم يَمُتْ حتَّى رَكِبَ مَعَهُ من وَلَدِ وَلَدِ وَلَدِه ثَلاثُمائة رَجُلٍ . وعَشَائِرُ وعِشْرُونَ وعَشِيرَةُ وعَشُورَى مَواضِعُ . وعَشَرُ : حِصْنٌ بالأَنْدَلُس . وعُشَرُ كزُفَرَ : وَادٍ بالحِجَاز وقيل : شِعْبٌ لهُذيل قُرْبَ مَكَّة عند نَخْلَةَ اليَمَانِيَةِ . وذو عُشَرَ : وَادٍ بين البَصْرَة ومَكَّة من دِيَارِ تَميم ثُمّ لبَني مازِنِ بن مَالِك بن عَمْرو وأَيضاً وادٍ في نَجْد . وأَبو طالِبٍ العُشَارِيُّ بالضَّمّ مُحَدِّثٌ مشهور . وأَبو مَعْشَرٍ البَلْخِيّ فَلَكِيٌّ مَعْرُوف ونِظَامُ الدِّين عاشُورُ بنُ حَسَنِ بنِ عَلِيّ المُوسَوِيّ بَطْنٌ كَبِيرٌ بأَذْرَبيجانَ . وأَبو السُّعُود بن أَبي العَشائر الباذبينيّ الواسِطِيّ أَحدُ مَشايخ مِصْرَ أَخذ عن دَاوُودَ بنِ مُرْهَف القُرَشيّ التَّفِهْنِيّ المَعْرُوف بالأَعْزَب . وأَبو مُحَمّد عاشرُ بنُ مُحَمّد بن عاشِرٍ حَدَّث عن أَبِي عَلِيّ الصّدَفِيّ وعنهُ الإِمامُ الشّاطِبِيّ المُقرِي . والفَقِيهُ النَّظَّارُ أَبُو مُحَمّدٍ عبدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عاشِرٍ الأَنْدَلُسِيّ حَدّث عن أَبي عَبْدِ الله مُحَمّدِ بنِ أَحْمَدَ التُّجِيبيّ وأَبي العَبّاسِ أَحْمَدَ ابنِ مُحَمَّدِ بنِ القاضِي وأَبِي جُمْعَةَ سَعِيدِ بنِ مَسْعُودٍ الماغُوشِيّ وعن القَصَّار وابْنِ أَبي النّعيم وأَبِي النَّجاءِ السَّنْهُورِيّ وعبدِ الله الدَّنوشَرِيّ ومُحَمّد بن يَحْيَى الغَزِّيّ وغَيْرِهم حَدّث عنه شيخُ مَشايخِ شُيوخِنَا إِمام المَغْرِب أَبو البَرَكات عَبْدُ القادِر بن عَلِيّ الفاسِيّ رَضِيَ الله عنهم