" رَشحَ " جَبينُه " كمنَع : عَرِقَ " والرَّشْحُ : نَدَى العرَقِ على الجسدِ " كأَرْشَحَ " عرقاً وتَرَشَّحَ عَرَقاً قاله الفرَّاءُ . وقد رَشح بالكسر يرْشَحُ رشْحاً ورَشَحَاناً : نَدِيَ بالعَرَق . رَشَحَ " الظَّبْيُ " : إِذا " قَفَزَ وأَشِر . و " تقول : " لم يرْشَح له بشيْءٍ " : إِذا " لم يُعْطِه " . " والمِرْشَح والمِرْشَحَة بكسرهما " البِطانَةُ الّتي تحت لِبْدِ السَّرْجِ سُمِّيَتْ بذلك لأَنها تُنَشِّف الرَّشْحَ يعنِي العَرَق . وقيل : هي " ما تحت المِيثَرَةِ " . " والرَّشِيحُ " كأَمِيرٍ : " العرَقُ " نفسُه ؛ عن عمْرٍو . الرَّشيحُ " نَبْتٌ " . والّذي في اللّسان : الرَّشيحُ ما عَلَى وجْهِ الأَرضِ من النَّباتِ . " والَّترْشِيحُ : التَّرْبِيَةُ " والتَّهْيِئةُ للشَّيْءِ . من المجاز : التَّرْشيحُ : " حُسْنُ القِيَامِ على المالِ " . وفي حديث ظَبْيَانَ : " يَأْكلون حَصِيدَها ويَرَشِّحون خَضِيدَهَا " . ترْشِيحهم له : قيامُهم عليه وإِصلاحُهم له إِلى أَن تَعود ثَمَرتُه تَطْلُعُ كما يُفْعَل بشَجرِ الأَعناب والنَّخِيلِ . من المجاز : التَّرَشَّح والتَّرْشيح : " لَحْسُ الظَّبْيَةِ " ما على " وَلَدها من النُّدُوَّة " بالضّمّ " ساعةَ تَلِدُه " قال :
" أُمُّ تُرشِّح الأَطْفالاَ ورَشَّحَت الأُمُّ ولَدَهَا باللَّبَن القليلِ إِذا جَعَلتْه في فيه شيئاً بعدَ شيْءٍ حتّى يَقْوى على المصّ وهو التَّرْشيح . " وتَرَشَّحَ الفَصِيلُ " إِذا " قَوِيَ على المَشْي " مع أُمِّه . وأَرْشَحَت النَّاقةُ والمَرْأَةُ وهي مُرْشِحٌ : إِذا خَالَطها وَلدُهَا ومَشَى معَها وسَعَى خَلْفَها ولم يُعِيِها . وقيل إِذا قَوِيَ وَلَدُ الناقَةِ " فهو راشحٌ وأُمُّه مُرْشِحٌ " وقد رَشَحَ رُشُوحاً . قال أَبو ذُؤَيب واستعاره لصِغار السَّحَاب :
ثلاثاً فلمَّا اسْتُجِيلَ الجَها ... مُ واسْتَجْمَع الطِّفلُ فيه رُشوحَا والجمع رُشَّحٌ . قال :
فلمَّا انتَهَى نِيُّ المراَبِيعِ أَزْمَعَتْ ... حُفوفاً وأَولادُ المَصايِيف رُشَّحُ وقال الأَصمعيّ : إِذا وَضَعتِ النَّاقَةُ وَلدَهَا فهو سَليلٌ فإِذا قَوِيَ ومَشَى فهو راشحٌ وأُمُّه مُرْشِحٌ فإِذا ارتَفَع الرَّشحُ فهو خَالٌ . وقيل : رَشَّحتِ الأُمُّ وَلدَها باللَّبَنِ القَلِيلِ إِذا جعلَتْه في فيهِ شيئاً بعد شَيْءٍ حتَّى يَقْوَى على المَصّ وهو التَّرْشِيح . ورَشَحَت النّاقَةُ وَلَدَهَا ورَشَّحَتْه وأَرْشَحَته : وهو أَن تَحُكَّ أَصْلَ ذَنَبِه وتَدْفَعَه برأْسِها وتُقَدِّمَه وتَقِفَ عليه حتّى يَلْحَقَهَا . وتَزَجِّيه أَحياناً أَي تُقَدِّمه وتَتْبَعه وهي راشِحٌ ومُرَشِحٌ ؛ كلّ ذلك على النَّسب . من المجاز : " الرّاشِح : ما دَبَّ على الأَرضِ من خَشَاشِها وأَحْنَاشِها . " الرَّشحُ : " الجَبَلُ يَنْدَى أَصْلُه " فرُبَّما اجتَمع فيه ماءٌ قليل فإِنْ كَثُرَ سُمِّيَ وَشَلاً " ج رَوَاشِحُ . و " الرَّاشِحُ أَيضاً : ما رأَيْتَه " كالعَرَقِ يَجْرِي خِلالَ الحِجَارةِ " . وتقول : كم بين الفُرَات الطافِح والوَشَلِ الراشِح . " والرَّواشِحُ : ثُعْلُ الشَّاة خاصَّةً " وفي أَطْباؤُهَا . من المجاز : " هو أَرْشَحُ فُؤَاداً " أَي " أَذْكَى " كأَنه يَرْشَحُ ذَكَاءً . من المَجاز : ينو فُلانٍ " يَسْتَرْشِحوه البَقْلَ " هكذا في سائر النُّسخ وفي بعضِها : النّفل " أَي يَنتظرون أَن يَطُولَ فيَرْعَوْه . و " يَسْترشِحونَ " البَهْمَ : يُرَبُّونَه ليَكْبَر " . وفي غالب النُّسخ : البُهْمَى ذلك " المَوضِعُ مُسْتَرْشَحٌ " بضمّ الميم وفتح الشِّين . " واسْتَرْشَحَ البُهْمَي " : إِذا " عَلاَ وارتفعَ " . قال ذو الرُّمّة :
يُقَلِّب أَشْباهاً كأَنَّ ظُهورَهَا ... بمُسْتَرْشِحِ البُهْمَى من الصَّخْرِ صَرْدَحٌيعنِي بحيث رَشَّحَت " الأَرْضُ " البُهْمَي يعني رَبَّتْها . من المجاز : " هو يُرَشَّحُ للمُلْكِ " - وفي الصّحاح وللسَان : للوِزَارَة - أَي " يُرَبَّى ويُؤَهَّلُ له " . ورُشِّحَ للأَمْرِ : رُبِّىَ له وأُهِّلَ . وفلانٌ يُرَشَّحُ للخِلافة إِذا جُعِل وَلِيَّ العَهْدِ . وفي حديث خالدِ ابنِ الوَليد " أَنّه رَشَّحَ وَلَدَه لِوِلاَيةِ العَهْد " أَي أَهَّلَه لها . وفي الأَساس : وأَصلُه تَرْشِيحُ الظَّبْيَةِ وَلَدَها تُعَوِّده المَشْيَ فتَرَشّحَ وغزالٌ راشِحٌ ورَشَحَ : مَشَى . ورُشِّحَ فلانٌ كذا وتَرَشَّح وكلّ ذلك مَجاز . ومما يستدرك عليه : الرَّشِح ككَتِفٍ : وهو العَرَق . وبِئْرٌ رَشوحٌ : قليلةُ الماءِ . ورَشَحَ النِّحْيُ بما فيه كذلك . ورَشَّحَ الغَيْثُ النَّبَاتَ : رَبَّاه . وعبارةَ الأَساس : ورَشَّحَ النَّدَى النَّبَاتَ وهو مجازٌ . قال كُثيِّر :
يُرَشِّحُ نَبْتاً ناعِماً ويَزِينُه ... نَدىً وليَالٍ بعدَ ذاكَ طَوالٍقُ ورَشَحَت القِرْبَةُ بالماءِ ؛ والكوزُ . وكُلُّ إِناءٍ يَرْشَحُ بما فيه . وأَصابَني بنَفْحَة من عَطائِه ورَشْحَة من سَمائه . وتَرْشِيحُ الاستعارةِ : مأْخوذٌ من يُرَشَّح للمُلْكِ خِلافاً لبعضهم
الفِرْشاحُ بالمعجمة هي الفِرْساح بالمهملة وهي الأَرض العريضة الواسعة . والفِرْشاح من النّساءِ : المرأَةُ السَّمِجة الكبيرةُ وكذَا النَّاقةُ . قال :
سَقَيتكُمُ الفِرْشاحَ نَأْياً لأُمِّكمْ ... تَدِبُّون للموْلَى دَبِيبَ العقاربِ والفِرْشاح : المُنبسِطُ المُنبطِحُ من الحوافرِ . قال أَبو النّجْم في صِفة الحافرِ :
بكلِّ وَأْبٍ للحصى رَضّاحِ ... ليس بمُصْطرٍّ ولا فرِشاحِ
والفِرْشَاح : سَحابٌ لا مَطَرَ فيه . والفِرْشَاح : الأَرْض الواسعةُ العرِيضةُ وقد تقدّم ذلك في أَوّل المادّة فهو تكرار كما لا يخفى . وتَفَرْشَحَت النّاقَةُ هكذا في النسخ وفي بعضها : وفَرَشَحَت الناقة ومثله في الصّحاح : تَفحَّجتْ للحَلْب وفَرطَشتْ للْبَول . وفَرشَحَ الرّجلُ فَرْشَحةً وفَرْشَحَي : وَثَبَ وثْباً متقارِباً وقد تقدّم في الحاءِ أَيضاً . أَو فَرشَحَ إِذا قَعدَ مُسْتَرْخِياً فأَلصقَ فَخذيْهِ بالأَرْض كالفَرْشَطةِ سَوَاءً . أَو فَرشَحَ إِذا قَعَد وفَتَحَ ما بينَ رِجْلَيْه قاله اللِّحْياَنّي . وقال أَبو عُبيد : الفَرْشَحة : أَن يَفْرِش بين رِجْلَيْه ويُباعِدَ إِحداهما من الأُخرَى . وقال الكسائيّ : فَرشَحَ الرَّجلُ في صَلاته وهو أَن يُفحِّجَ بين رِجْلَيه جِدّاً وهو قائم ومنه حَديث ابن عُمر أَنّه كان لا يُفرْشِح رِجْلَيْه في الصّلاة ولا يُلْصِقهما ولكن بين ذلك . والفرْشح بالكسر : الذّكر وهو مَجاز
العَهْدُ : الوَصِيَّةُ والأَمر قال اللهُ عز وجلّ : " أَلَمْ أَعْهَدْ إليكُمْ يا بَنِي آدَمَ " وكذا قوله تعالى " وعَهِدْنَا إلى إِبراهيمَ وإِسماعيلَ " وقال البيضاويُّ أَي أَمرناهما لكونِ التوصيةِ بطريقِ الأمر . وقال شيخُنا : وجعل بعضُهُم العَهْدَ بمعنَى المَوْثِقِ إلا إذا عُدِّيَ بإِلى فهو حينئذٍ بمعنى الوصية . قلت : وفي حديث عليٍّ كرمَ الله وجهه . " عَهِدَ إِليَّ النبيُّ الاُمّيُّ صلى الله عليه وسلم " أَي أَوصَى . والعَهْدُ : التَّقَدُّمُ إلى المَرْءِ في الشيء . والعَهْدُ المَوْثِقُ واليَمِينُ يَحْلُِ بها الرجُلُ والجمع : عُهُودٌ تقول : عليَّ عَهْدُ اللهِ ومِيثاقُه لأَفْعلَنَّ كذا وقِيلَ : ولِيُّ العَهْدِ لأَنَّهُ وَلِي المِيثَاقَ الذي يُؤْخَذُ على من بايعَ الخَلِيفَة وقد عاهَدَهُ . ومنه قولُ الله تعالى : " وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عَاهَدْتُم " وقال بعض المفسرين : العَهْد كُلُّ ما عُوهِد اللهُ عليهِ وكل ما بينَ العِبَادِ من المَوَاثِيقِ فهو عَهْدٌ . وأََمْرُ اليَتِيمِ من العَهْدِ . وقال أبو الهيثم : العَهْدُ جمع العَهْدَةِ وهو الميثاقُ واليَمِينُ التي تَسْتَوثِقُ بها ممن يُعاهِدُكَ . والعَهْدُ : الذي يُكْتَبُ للوُلاةِ : مُشْتَقٌّ مِن عَهِدَ إليه عَهْداً إذا أَوَصاهُ والجمع كالجَمْع . والعَهْد : الحِفَاظُ ورِعَايَةُ الحُرْمَةِ وفي الحديث : أَنّ عَجُوزاً دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فسأل بها وأَحْفَى وقال : إنها كانت تأْتِينَأ أَيَّامَ خَدِيجَةَ وإِن حُسْنَ العهدِ من الإِيمان . وقال شَمِرٌ : العَهْد : الأَمَانُ وكذلك الذِّمَّة وفي التنزيل العزيز " لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالمينَ " وإنما سُمِّيَ اليَهودُ والنَّصَارَى أَهلَ العَهْدِ للذِّمّة التي أُعطُوهَا فإذا أَسْلموا سَقَطَ عنهم اسمُ العَهْد . وفي الحديث : " لا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بكافِرٍ ولا ذو عَهْدٍ في عَهْدِه " أَي ذو أَمانٍ وذِمَّةٍ ما دام على عَهْده الذي عُوهِدَ عليه ولهذا الحديثِ تأْوِيلانِ بمقتضَى مَذْهَبَيِ الشافعي وأبي حنيفة راجعه في لانهاية لابن الأَثير . والعَهْدُ : الالْتِقَاءُ والمَعْرِفَةُ وعَهِدَ الشيء عَهْداً عَرَفَه ومن العَهْد أَن تَعْهَد الرَّجلَ على حالٍ أَو في مكانٍ . ومِنْهُ أَي من مَعْنَى المعرفةِ كما هو الظاهر أَو مِمَّا ذُكِر من المَعْنَيَين قولهم عَهْدِي به بمَوْضِعِ كذا وفي حالِ كذا أَي لَقِيتُهُ وأَدْرَكْتُهُ وعَهْدِي به قَرِيبٌ . وقولُ أَبي خِراش الهُذَلِيّ :
فَلَيْسَ كَعَهْدِ الدَّارِ يا أُمَّ مالِكٍ ... ولكنْ أَحاطَتْ بالرِّقَابِ السَّلاسِلُ أي ليس الأمر كما عَهِدْت ولكن جاءَِ الإِسلامُ فهَدَمَ ذلك . وفي حديث أُمِّ زَرْع : " ولا يَسأَلُ عَمَّا عَهِدَ " أَي عَمَّا كان يَعْرِفُه في البَيْتِ من طعامٍ وشرابٍ ونحوهما لِسَخائِه وسَعَةِ نفسهِ . ويقال : متى عَهْدُكَ بفلانٍ أَي متى رُؤيتُك إِيّاه . والعَهْد : المَنْزِلُ المَعْهُودُ بهِ الشيءُ سُمِّيَ بالمَصْدَرِ قال ذو الرُّمَّة :
" هَلْ تَعْرِفُ العَهْدَ المُحِيلَ رَسْمُهُ كالمَعْهَدِ وهو المَنْزلُ الذي لا يَزَالُ القَوْم إذا تَنَاءَوْا عنه رَجَعُوا إليه وهو أَيضاً المنزل الذي كنْتَ تَعْهَدُ به هَوى لك ويقال : استوقَفَ الرّكْبَ على عَهْدِ الأَحِبَّةِ ومَعْهَدِهم وهذه مَعاهِدُهم . والعَهْد : أَوَّل مطرِ والوَليُّ الذي يَليها من الأَمطارِ أَي يَتَّصِلُ بها . وفي المحكم : العَهْد أَوّلُ المطر الوَسْمِيّ عن ابن الأَعرابيِّ والجمع العِهَاد كالعَهْدَةِ بالفتح والعِهْدَةِ والعِهَادَةِ بكسرهما وفي بعض النّسخ : العِهاد بحذْف الهاءِ . عُهِدَ المكانُ كَعُنِيَ فهو مَعْهُودٌ : عَمَّه الممَطَرُ وكذا عُهِدَت الروضةُ : سَقَتْها العَهْدَةُ فهي مَعْهُودَةٌ وأَرضٌ مَعْهُودَةٌ . والعَهْدُ والعَهْدَةُ والعِهْدة : مَطَرٌ بعدَ مَطرٍ يُدْرِكُ آخِرهُ بلَلَ أَوَّلِه وقيل : هو كلُّ مَطَرٍ بَعْدَ مَطَرٍ وقيل : هو المَطْرة التي تكون أَوَّلاً لما يأْتيء بَعْدَهَا وجمْعها : عِهادٌ وعُهُود قال :
أَراقَتْ نُجومُ الصَّيْفِ فيها سِجَالَها ... عِهَاداً لِنَجْمِ المَرْبَعِ المُتَقَدِّمِ قال أبو حَنِيفَةَ : إذا أَصاب الأَرضَ مَطَرٌ بعدَ مطرٍ وندى الأَوّلِ باقٍ فذلك العَهْدُ لأن الأول عُهِدَ بالثاني قال : وقال بعضهم : العِهَادُ : الحَدِيثةُ من الأمطارِ قال : وأَحْسَبه ذَهَبَ فيه إلى قول السَّاجِع في وصف الغَيْثِ : أَصابَتْنَأ دِيمةٌ بعد دِيمَةٍ على عِهَادٍ غيرِ قَدِيمةٍ . وقال ثعلبٌ : على عِهَادٍ قَدِيمة تَشْبَع منها النّابُ قَبْلَ الفَطِيمة . وقال ابنُ الأعرابي مرَّةً : العِهَادُ : ضَعِيفُ مَطَرِ الوَسْمِيِّ ورِكَاكُه . وعُهِدَت الرَّوْضةُ : سَقَتْها العِهْدةُ فهي مَعْهُودةٌ . ويقال : مَطَرُ العُهُودِ أَحِسَنُ ما يكون لِقِلَّةِ غُبَارِ الآفاقِ . وقيل : عامُ العُهُودِ عامُ قِلَّةِ الأمطار . وفي الأَساس : والعِهَاد : أَمطار الربيع بعد الوَسْمِيّ ونزلنا في دماثه محمودة ورياضٍ معهودة . والعَهْدُ : الزَّمَانُ كالعِهْدَان بالكسر . وفي الأَساس : وهذا حِينُ ذلك وعِهْدَانُهُ أَي وَقتُهُ . والعَهْد : الوفاءُ والحِفاظُ قال الله تعالى : " وما وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ من عَهْدٍ " أَي من وفاءٍ والعَهْد : توحيدُ الله تعالى ومنه قوله جل وعزّ " إلاَّ مَن اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً " ومنه اَيضاً حديثُ الدُّعَاءِ : وأَنَأ على عَهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ " أَي أَنا مُقِيمٌ على ما عاهَدْتُك عليه من الإِيمان بك والإقراء بوحدانِيَّتِك لا أَزول عنه . والعَهْدُ : الضَّمانُ كالعُهَّيْدَى والعِهْدَانِ كَسُمَّيْهَى بضم السين المُهملة وتشديد الميم المفتوحة وعِمْران أَي بالكسر وفي حديث أُمّ سَلَمَة قالت لعائِشةَ : وتَرَكْتِ عُهَّيْدَى وهو بالتشديد والقصر : فُعَّيْلَى من العَهْد كالجُهَّيْدَى من الجَهْد والعُجَّيْلَى من العَجَلَة وهو بخطّ الصاغانيِّ بالتخفيف في الكلّ أَي في العُهَيْدَى والعُجَيْلَى والجُهَيْدَى . ويقال : تَعَهَّدَه وتَعاهَدَه واعْتَهَدَه إذا تَفَقَّدَه وأَحدَثَ العَهْدَ بهِ ويقال للمحافِظ على العَهْد : مُتَعَهِّدٌ ومنه قول أَبي عَطاءٍ السِّنْديّ وكان فَصيحاُ يَرْثِي ابنَ هُبَيْرةَ :
وإِنْ تُمْسِ مَهْجُورَ الفِنَاءِ فرُبَّما ... أَقَامَ بهِ بعْدَ الوُفُودِ وُفُودُ
فإِنَّكَ لم تَبْعُدْ علَي مُتَعَهِّدٍ ... بَلَى كُلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرَابِ بَعِيدُ أَراد : مُحَافِظٌ على عَهْدِكَ بذِكْرِه إِيَّاي . وفي اللسان : والمُعَاهَدة والاعْتهاد والتَّعاهُد والتَّعَهُّد واحدٌ وهو إحداث العَهْدِ بما عَهِدْته قال الطِّرِمَّاحُ :
ويُضِيع الذي قدَ أوجَبَهُ اللّ ... هُ عليه وليس يَعْتَهِدُهْ وتعهَّدت ضَيْعَتي وكل شيءٍ وهو أَفصحُ من قَولك تَعَاهَدْته لأن التَّعَاهُدَ إِنما يكون بين اثنينِ . وفي التهذيب : ولا يقال تعاهَدْته . قال وأجازهما الفَرَّاءُ . انتهىوفي فصيح ثعلب . يقال : يَتَعَهَّدُ ضَيْعَته ولا يقال يَتعَاهَد . قال ابن دُرُسْتُوَيْهِ : أَي يُجَدِّدُ بها عَهْدَه ويتَفَقَّد مَصْلحَتها . وقال التَّدْمُرٍيّ : هو تَفَعُّل من العَهْد أَي يُكْثِرُ التَّرَدُّدَ عليها وأَصلُه من العَهْد الذي هو المَطَرُ بعد المَطرِ أو من العَهْد وهو المَنْزِل الذي عَهِدْت به الشيء أَي عَرَفْتَه . وقال ابن التّيانيّ في شرح الفصيح عن أَبي حاتِمٍ : تقولُ العربُ : تَعَهَّدْت ضَيْعتِي ولا يقال : تَعَاهَدْتُ . وقال لي أَبو زَيْد : سَأَلَني الحَكَم بن قنْبَر عن هذا فقُلتُ : لا يُقال تَعاهَدت فقال لي : أَثْبِت لي على هذا لأَني سأَلْت يونُس فقال : تَعاهَدْت فلما اجتمعنا عِند يُونُس قال الحَكَم : إِن أَبا زيد يَ . ْعُم أَنه لا يُقَال : تَعاهَدْت ضَيْعَتي إِنَّما يقال تَعهَّدْت . واتَّفق عِنْدَ يُونُسَ سِتَّةٌ من الأَعرابِ الفُصحاءِ فقلت : سَلْ هؤلاءِ فبدَأَ بالأَقْرَبِ فالأَقْرَب فسَأَلهم واحداً واحداً فكلّهُم قال : تَعَهَّدت . وقال يُونس : يا أَبا زيدٍ كم من علمٍ اسْتَفَدناه كنتَ سَبَبه . أَو شيئاً نحْوَ هذا . وأَجازَهما ابنُ السّكّيت في الإصلاح . قال شيخُنا : وما في الفَصِيح هو الفَصِيحُ وتغليطُ ابن دُرُستُويْه لثَعْلَبٍ لا مُعَوَّلَ عليهِ لأَنَّ القِيَاسَ لا يَدْخُل اللُّغَةَ كما هو مشهور . والعُهْدَةُ بالضّمّ : كِتَابُ الحِلْفِ وكِتَابُ الشِّراءِ . والعُهْدَة : الضَّعْفُ في الخَطِّ وفي الأَساس : الرَّدَاءةُ وفي اللسان : إذا لم يُقِمْ حُروفُه . والعُهْدَة أَيضاً : الضَّعفُ في العَقْلِ ويقال أَيضاً : فيه عُهْدَة إذا لم يُحْكَمْ أَي عيبٌ وفي الأَمر عُهْدةٌ إذا لم يُحْكَم بَعْدُ . والعُهْدَة الرَّجْعَةُ ومنه تقول : لا عُهْدَةَ لي أَي لا رَجْعَةَ وفي حديث عُقْبَة بنِ عامرٍ : عُهْدَةُ الرَّقِيقِ ثلاثةُ أَيّامٍ هو أن يَشْتَرِيَ الرَّقيقَ ولا يَشْتَرِطَ البائِعُ البَراءَةَ من العَيْب فما أَصَابَ المُشْتَرِي من عَيْبٍ في الأَيامِ الثلاثةِ فهو من مالِ البائع ويَرُدُّ إن شاءَ بالا بَيِّنةٍ فإن وَجَدَ به عَيْباً بعد الثَّلاثةِ فلا يُرَدُّ إلا بِبَيِّنَةٍ . والعَهْدُ والعُهْدَة واحد تقول : بَرِئْت إِليك من عُهْدةِ هذا العَبْدِ أَي مِمَّا يُدْرِكُك فيه من عَيْبٍ كان مَعْهُوداً فيه عِندي . ويقال : عُهْدَتُه على فُلانٍ أَي ما أُدرِكَ فيه من دَرَكٍ أَي عَيْبٍ فإِصلاحُهُ عَلَيْهِ . ويقال : استَعْهَدَ من صاحِبِهِ إذا وَصَّاه واشتَرطَ عليه وكَتَبَ عليه عُهْدَةً وهو من باب العَهْد والعُهْدة لأن الشَّرط عَهْدٌ في الحقيقةِ قال جَرِير يهجُو الفرزدقَ :
" وما اسْتَعْهَدَ الأَقوامُ من ذي خُتُونَةٍمِنَ النَّاسِ إِلاَّ مِنْكَ أَو مِن مُحَارِبِ واستعهدَ فُلاناً من نَفْسِهِ ضَمَّنَهُ حوَادِثَ نَفْسِهِ . والعَهِدُ ككَتِفٍ : مَنْ يَتَعَاهَدُ الأُمورَ ويُحِبُ الولاياتِ والعُهودَ قال الكَمَيْتُ يَمْدحُ قُتَيْبَةَ بن مُسْلِمٍ الباهِليّ ويّذْكُر فُتُوحَه :
نامَ المُهَلَّب عنها في إِمارَتِهِ ... حتَّى مَضَتْ سَنَةٌ لم يَقْضِها العَهِدُ وكان المهلَّب يُحِبّ العُهودَ . والعَهِيدُ : المُعَاهِدُ لكَ يُعاهِدُك وتُعَاهِدُه وقد عاهَدَه قال :
فَلَلتُّرْكُ أَوفى مِنْ نِزَارٍ وعَهْدِهَا ... فلا يَأْمَنَنَّ الغَدْرَ يوماً عَهِيدُهاوالمُعَاهَد من كان بينَك : وبينه عَهْدٌ وأَكثَرُ ما يُطْلَق في الحديثِ على أَهْلِ الذِّمَّةِ وقد يُطْلَق على غَيْرِهم من الكُفَّار إذا صُولِحوا على تَرْك الحَرْب مُدَّةً ما . ومنه الحديث : " لا يَحِلُّ لكم كذا وكذا ولا لُقَطَةُ مُعَأهَدٍ أَي لا يجوز أَن تُتَمَلَّك لُقَطَتُهُ الموجودَةُ من مالِه لأنه معصومُ المالِ يَجْرِي حُكْمُه مَجْرَى حُكْم الذِّمِّي . كذا في اللسان . والعَهِيدُ : القَدِيمُ العَتِيقُ الذي مَرَّ عليه العَهْدُ . وبَنُو عُهَادَةَ بالضَّمّ : بَطْنٌ صغيرٌ من العرب . وقال شَمِرٌ : العَهْد : الأَمان والذِّمَّة تقول : أَنا أُعْهِدُكَ من هذا الأَمرِ أَي أُؤَمِّنُك منه وكذلك إذا اشترَى غَلاماً فقال : أَنا أُعْهِدُك من إِباقِهِ إِعهاداً فمعناه : أُبَرِّئُكَ من إِباقِهِ وأُؤَمِّنُكَ منه ومنه اشتقاق العُهْدَة . ويقال أيضاً : أُعْهِدُكَ من هذا الأمرِ أي أَكْفُلُكَ أو أنا كَفِيلُك كما لِشَمِرٍ . وأَرْضٌ مُعَهَّدَةٌ كَمُعَظَّمةٍ : أَصابَتْهَا النُّفْضَةُ من المَطَرِ عن أبي زَيدِ والنُّفْضَةُ : المطْرةُ تُصِيب القِطْعَةَ من الأَرضِ وتُخْطِئُ القطْعَةَ
ومما يستدرك عليه : العِهَاد بالكسر : مَواقِعُ الوَسْمِيِّ من الأَرض وأَنشد أَبو زيد :
فَهُنَّ مُنَاخَاتٌ يُجَلَّلْنَ زِينَةً ... كما اقْتَانَ بالنَّبْتِ العِهَادُ المُحَوَّفُ والمُحَوَّف : الذي قد نَبَتَت حافَتَاه واستَدَارَ به النَّبَاتُ . وقال الخليل : فِعْلٌ له مَعْهُودٌ ومَشْهُودٌ ومَوعودٌ . قال : مشهودٌ : هو الساعَةَ والمَعهُود : ما كانَ أَمسِ والمَوْعُودُ : ما يَكُون غداً . ومن أَمثالِهم في كَرَاهة المَعايب : المَلَسَى لا عُهْدَةَ له والمَلَسَى : ذَهَابٌ في خِفْيةٍ ومعناه أَنه خَرَجَ من الأَمرِ سالماً فانقَضَى عنه لا له ولا عَلَيْه . وقيل : المَلَسَى : أَن يَبِيعَ الرَّجلُ سِلْعَةً يكونُ قد سَرَقَهَا فيَمَّلسُ وَيَغِيبُ بَعْدَ قَبْضِ الثَّمَنِ وإِنْ استُحِقَّت في يَدَي المشتري لم يَتَهَيَّأْ له أَن يَبِيعَ البائِعُ بضَمانِ عُهْدتِها لأَنه امَّلَسَ هارباً وعُهْدتُها : أَن يَبِيعَهَا وبها عَيْب أَو فيها استحقاقٌ لمالِكها تقول : أَبِيعُك المَلَسَى لا عُهْدةَ أَي تَنْمَلِسُ وتَنْفَلِتُ فلا تَرْجِعُ إِليَّ . ويقال : عليكَ في هذه عُهْدَةٌ لا تَتقصَّى منها أَي تَبِعَةٌ . ويقال في المثلِ : متى عَهْدُكَ بأَسفَلِ فِيك . وذلك إذا سأَلْته عن أَمْرٍ قَدِيمٍ لا عهْدَ له به . ومثله عَهْدُك بالفَاليَاتِ قَدِيمٌ يُضربُ مثلاً للأَمرِ الذي قد فَاتَ ولا يُطْمَعُ فيه . ومثله . هَيْهَاتَ طَار غُرابُها بِجَرَادَتِك . وأنشد أبو الهيثم :
" وإِنِّي لأَطْوِي السِّرَّ في مُضْمَرِ الحَشَاكُمُونَ الثَّرَى في عَهْدَةٍ ما يَرِيمُها أَراد بالعَهْد : مَقْنوءةً لا تَطْلُع عليها الشَّمْسُ فلا يَرِيمهُا الثَّرَى . وقَرْيَةٌ عَهِيدةٌ أَي قديمةٌ أَتى عليها عَهْد طويلٌ
الوَلَدُ محركةً والوُلْد بالضمّ واحِدٌ مِثْل العَرَبِ والعَجَمِ والعُجْم ونحو ذلك قاله الزَّجَّاج وأَنشَدَ الفَرَّاءُ :
وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَاشِراً ... قَدْ ثَمَّرُوا مَالاً وَوُلْدَا الوِلْد بالكَسْرِ لُغَة كذا الفتح مع السكون واحدٌ وجَمعٌ قال ابنُ سِيده : وهو يَقَع على الوَاحِد والجَمِيع والذَّكرِ والأُنْثَى وقد يُجْمَع أَي الوَلَدُ محركةً كما صَرَّح به غيرُ واحد على أَوْلاَدٍ كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ ووِلْدَةٍ بالكسر وإِلْدَةٍ بِقَلْب الواوِ هَمزةً ووُلْدٍ بالضَّم وهذَا الأَخيرُ نَقَلهُ ابنُ سِيدَهْ بِصيغَةِ التَّمْرِيض فقال : وقد يَجُوز أَن يَكون الوُلْد جَمْعَ وَلَدٍ كوُثْنٍ ووَثُنٍ فإِن هذا مما يُكَسَّرُ على هذا المِثَال لاعْتِقاب المِثَالَيْنِ عَلَى الكَلَمةِ ثم قَال : والوِلْدُ بالكَسْر كالوُلْدِ لُغَةٌ وليس بجَمْعٍ لأَن فَعَلاً ليس مما يُكَسَّر على فِعْلٍ . وفي اللسان : والوِلْدَةُ جَمْعُ الأَوْلاَدِ قال رُؤْبَة :
" سِمْطاً يُرَبِّي وِلْدَةً زَعَابِلاَ
قال الفَرَّاءُ : قرأَ إِبراهِيمُ " مَالُه ووُلْدُه " وهو اخْتِيَار أَبي عَمْرٍ, وكذلك قَرأَ ابنُ كَثِيرٍ وحَمْزَةُ وروى خارِجةُ عن نافِعٍ : وَوُلْدُه . أَيضاً . وقرأَ ابنُ إِسحاقَ : مالَه وَوِلْدُه وقال : هما لغتانِ وُلْد ووِلْد في التهذيب : ومن أمثال العرب وفي الصحاح : من أَمثال بني أَسَد : وُلْدُكِ مَنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ هكذا مُحَرَّكة وكسر الكاف فيهما بناءً عَلَى أَنه خِطابٌ للأُنثى أَي مَنْ نُفِسْتِ به وصَيَّر عَقِبَيْكِ مُلْطَّخَيْنِ بالدَّمِ فهو ابنُكِ حَقِيقةً لا مَن اتَّخَذْتِه وَتَبَنَّيْتِه وهو مِن غَيرِك كذا في سائر النُّسخ والمضبوط في نثسخ الصحاح وُلْدُكَ وبالذَمّ وفَتح الكافِ قال شَيْخُنا : والتَّدْمِيَةُ للذَكَر . على المَجَاز ثم أِنشدَ الجَوْهَرِيّ :
فَلَيْتَ فُلاَناً كَانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ... وَلَيْتَ فُلاناً كَانَ وُلْدَ حِمَارَ ثم قال : فهذا واحِدٌ . قال : وقَيْسٌ تَجْعَل الوُلْدَ حَمْعاً والوَلَدَ وَاحِداً . وقال ابنُ السِّكّيت : يقال في الوَلَدِ الوِلْدُ والوُلْدُ قال : وقد يكون الوُلْدُ واحِداً وجَمْعاً قال : وقد يكون الوُلْدُ جمْعَ الوَلَدِ مثْل أَسَدٍ وأُسْدٍ . والوَلِيدُ : المَوْلُود حِين يُولَد فهو فَعِيلٌ بمعنى المفْعُولِ . وصَرِيحُ كَلاَمِه أَنه لا يُؤَنَّث وقال بَعْضُهم بل هو للذَّكَر دُونَ الأُنْثَى . الوَلِيدُ : الصَّبِيُّ ما دَامَ صَغِيراً لِقُرْبِ عَهْدِه مِن الوِلاَدَة ولا يقال ذلك للكَبِير لِبُعْدِ عَهْدِه مِنها وهذا كما يقال : لَبَنٌ حَلِيبٌ وجُبْنٌ طَرِيٌّ للطَّرِيّ منهما دون الذي بَعُدَ عن الطَّرَاوَةِ كذا في المِصْبَاح : الوَلِيد : العبْدُ وَقَيَّدَه بعضُهم بمن يُولَدُ في الرِّقّ وأُنْثَاهما بهاءٍ وَلِيدَة الوَلائِدُ مَقِيسٌ مَشهور والوِلْدَانُ الكَسْر جَمْع وَلِيدٍ كما أَن الأَول جمْع وَليدة كما في الأَساس . وفي التهذيب : والوَلِيد : المَوْلُود حين يُولَد والجَمْع وِلْدَانق والإسمُ الوِلاَدَة والوُلُودِيَّة عن ابن الأَعرابيّ . قال ثعلبٌ : الأَصل الوَلِيدِيَّة كأَنَّه بَنَاهُ على لَفْظِ الوَلِيد وهي من المصادر التي لا أَفْعَالَ لها والأُنْثَى وَلِيدَة والجَمْعُ وِلْدَانٌ ووَلائدُ . وفي الحَدِيث وَاقِيَةً كوَاقِيَةِ الوَلِيدِ هو الطِّفل فَعيل بمعنى مفعول أَي كِلاَءَةً وحِفْظاً كما يُحْفَظ الطِّفْل وقيل : أَرَادَ بالوَلِيد مُوسَى عَلَى نَبِيِّنا وعَلَيْه الصَّلاَةُ والسلامُ . وفي الحديث الوَلِيدُ فِي الجَنِّةِ أَي الذي ماتَ وهو طِفْلٌ أَو سَقَطٌ قال : وقد تُطْلَقُ الوَلِيدَةُ على الجارِيَةِ والأَمَة وإِن كانَتْ كَبِيرةً وفي الحديث تَصَدَّقَتْ أُمِّي عَلَيَّ بِوَلِيدَةٍ يعني جَارِيَةً . وفي الأَساس : من المَجازِ : رأَيْتُ وَلِيداً ووَلِيدَةً غلاماً وجَارِيَةً اسْتُوصِفَا قَبْلَ أَن يَحْتَلِمَا وفي النِّهَايَة والمُحكم والتهذيب : الوَلِيدَةُ : المَوْلُودَة بين العَرَبِ وغُلامٌ وَلِيدٌ كذلك والوَلِيد : الغُلاَمُ حين يُسْتَوْصَف قَبل أَنْ يَحْتَلِم والجَمْعُ وِلْدَانٌ ووِلْدَة ويقال للأَمةِ وَلِيدَةٌ وإِن كانَتْ مُسِنَّة قال أَبو الهَيْثَم : الوَلِيد : الشَّابُّ . والوَلائِدُ : الشَّوَابُّ منِ الجَوَارِي والوَلِيد مِن حِينِ يُولَد إِلى أَنْ يَبْلُغ قال : والخَادِمُ إِذا كَان شابًّا وَصِيفٌ والوَصِيفَةُ وَلِيدَةُ وأَمْلَحُ الخَدَمِ الوُصَفَاءُ والوَصَائِفُ وخادِمُ أَهْلِ الجَنَّةِ وَلِيدٌ أَبَداً لا يَتَغَيَّر عن سِنِّه كذا في اللسان
وأُمُّ الوَلِيد كُنْيَة الدَّجَاجَة عن الصاغانيّ . ويقال في المثَل : أَمْرٌ وفي كتب الأَمْثَال : هُمْ في أَمْرٍ لا يُنَادَى وَلِيدُه ويُضْرَب في الخَيْرِ والشَّرِّ أَي اشْتَغَلُوا به حتَّى لَوْمَدَّ الوَلِيد يَدَه إِلَى أَعَزِّ الأَشْيَاءِ لا يُنَادَى عليهِ زَجْراً أَي لَم يُزْجَر عَنْه لِكَثْرَةِ الشيْءِ عِنْدهم . قلت : فهو في مَوْضِعِ الكَثْرَةِ والسَّعَةِ وقال ابنُ السِّكّيت في قول مزَرِّدٍ الثَّعلَبِيّ :
" تَبَرَّأْتُ مِنْ شَتْمِ الرِّجَالِ بِتَوْبَةٍإِلَى اللهِ مِنِّي لاَ يُنَادَى وَلِيدُهَاقال : هذا مَثَلٌ ضَرَبَه مَعْنَاه أَي لا أُرَاجَعُ ولا أُكَلَّم فيها كما لا يُكَلَّم الوَلِيدُ في الشيْءِ الذي يُضْرَب له فيه المَثَلُ وقال الأَصمعيّ وأَبو عُبَيْدَةَ في قولهم : هو أَمْرٌ لا يُنَادَى وَلِيدُه . قال أَحدُهما : أَي هو أَمْرٌ جَلِيلٌ شدِيدُ لا يُنَادَى فيه الوَلِيدُ ولكن يُنَادَى فيه الجِلَّةُ وقال آخرُ : أَصلُه من الغَارَة أَي تَذْهَلُ الأُمُّ عنِ ابْنِها أَنْ تُنَادِيَه وتَضُمَّه ولكِنَّهَا تَهْرُبُ عنه ويقال : أَصْلُه مِن جَرْيِ الخَيْلِ لأَن الفَرسَ إِذا كانَ جَوَاداً أَعْطَى مِنْ غَيْرِ أَن يُصاحَ به لاِسْتِزَادَتِه كما قال النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يَصِفُ فَرساً :
وَأَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ العَجَاجَةِ صَدْرَهُ ... وَهَزَّ اللِّجَامَ رَأْسُه فَتَصَلْصَلاَ
أَمَامَ هَوِيٍّ لا يُنَادَى وَلِيدُه ... وشَدٍّ وَأَمْر بِالعِنَانِ لِيُرْسَلاَ ثم قِيل ذلك لكُلّ أَمرٍ عظيمٍ ولكُلِّ شَيْءٍ كثيرٍ قال ابنُ السّكّيت : ويقال : جاءُوا بطعامٍ لا يُنادَى وَلِيدُه . وفي الأَرْض عُشْبٌ لا يُنَادَى وَلِيدُه أَي إِن كان الوَلِيدُ في ماشِيَةٍ لم يَضُرَّه أَيْنَ صَرَفَهَا لأَنها في عُشْب فلا يُقَالُ له اصْرِفْهَا إِلى مَوْضِعِ كذا لأَن الأَرْضَ كُلَّهَا مُخْصِبَةٌ وإِن كان طَعَامٌ أَو لَبَنٌ فمعناه أَنه لا يُبَالَى كيْف أَفْسَد فِيه ولا مَتَى شَرِبَ ولا في أَيِّ نَوَاحِيه أَهْوَى . ووَلَدَت المرأَةُ تَلِدُ وِلاَداً ووِلاَدَةً بكسْرِهما وإِنما أَطْلقَهما أعتماداً على الشُّهْرةِ ولكن في المِصْباح أَن كَسْرَهما أَفْصَحُ مِن فَتْحِهما وهذا يَدُلُّ على أَن الفتحَ قَوْلٌ فيهما وإِلاَدَةً أُبدِلتِ الواوُ همزةً وهو قِيَاسق عند جَمَاعَةٍ في الهَمْزَةِ المَكْسُورة كإِشَاحٍ وإشكافٍ قاله شيخُنَا . ولِدَةً ومَوْلِداً كِعدَةٍ ومَوْعِدٍ أَمَّا الأَوَّل فهو القياسُ في كُلِّ مِثَالٍ كما سبق وأَما الثاني فهو أَيضاً مَقِيسٌ في بابِ المِثَال وما جاءَ بالفَتْح فهو على خِلافِ القِياسِ كمَوْحَدٍ وقد سبق البَحْثُ فيه . في المحكم : وَلَدَتْه أُمُّه وِلاَدَةً وإِلادَةً على البَدَلِ فهي والِدٌ على النَّسب ووَالِدَةٌ على الفِعْلِ حكاه ثَعْلَبٌ في المرْأَةِ وكُلّ حامِلٍ تَلِدُ ويقال لأُمِّ الرجُلِ : هذه والِدَةٌ في الحديث فَأَعْطَى شَاةً وَالِداً قال الليثك شَاةٌ والِدٌ هي الحامِلُ وإِنها لَبَيِّنَةُ الوِلاَدِ . ومعنى الحديثِ أَي عُرِفَ منها كَثْرَةُ النِّتَاجِ كما في النهاية . ومثل ذلك في الصحاح نَقْلاً عن ابنِ السِّكّيت وزاد في المصباح : والوِلاَدُ بغير هاءٍ يُسْتَعْمَل في الحَمْلِ في اللسان وشاةٌ وَالِدَةٌ ووَلُودٌ الأَخير كصَبُورٍ وج وُلَّدٌ بضَمّ فتشديد كسُكَّر وهو المَقِيس في فاعِلٍ كرَاكعٍ ورُكَّع وهكذا هو مضبوط عندنا في سائرِ النُّسخ ووُجِد في نُسخ الصحاح واللسان بضمّ فَسُكونٍ ومثلُه في أَكثرِ الدَّواوين قال شيخُنَا : وكلاهما ثابِتٌ . قد وَلَّدْتُها تَوْلِيداً فأَوْلَدَتْ هي وهي مُولِدٌ كمُحْسِن من غَنمٍ مَوَالِيدَ وَمَوَالِدَ ويقال : وَلَّدَ الرجُلُ عَنَمَهُ تَوْلِيداً كما يقال : نَتَّجَ إِبلَه . وفي حديثِ لقيطٍ ما وَلَّدْتَ يا رَاعي يقال : وَلَّدْت الشَّاةَ تَوْلِيداً . إِذا حَضَرْت وِلادَتَها فَعَالَجْتها حَتَّى يَبِينَ الوَلَدُ مِنها وأَصحابُ الحَدِيث يقولون : مَا وَلَدَتْ . يَعْنُونَ الشَّاةَ والمحفوظُ بِتَشْدِيد اللامِ علَى الخِطَابِ للرَّاعِي ومنه حديثُ الأَعْمَى والأَبرص والأَقْرَع فَأُنْتِجَ هذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا وقال الأُمويّ : إِذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بَعْضُها بعد بَعْضٍ قيل : قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاَءَ ممدودٌ ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً وقول الشاعر :
إِذَا مَا وَلَّدُوا شَاةً تَنَادَوْا ... أَجَدْيٌ تَحْتَ شَاتِك أَمْ غُلاَمُقال ابنُ الأَعْرَابيّ في قولِه وَلَّدُوا شاةً : رَمَاهُم بأَنَّهُم يَأْتُونَ البَهَائِمَ قال أَبو منصور : والعَرب تَقول : نَتَّج فلانٌ ناقَتَه إِذا وَلَدَت وَلَدَها وهو يَلِي ذلك مِنْهَا فهي مُنْتُوجَة والناتِج للإِبل بمنزلة القابِلَة للمرْأَةِ إِذا وَلَدتْ ويقال في الشاءِ وَلَّدْنَاها أَي وَلِينا وِلاَدَتَها ويقال لِذَواتِ الأَظلاف والشاء : والبقرِ : وُلِّدت الشَّاةُ والبَقَرَةُ مضمومة الواوِ مَكْسُورة اللام مشدَّدَة ويقال أَيضاً وَضَعَتْ في موضع وُلِّدَت كذا في اللسان وبعضٌ من ذلك في البصائر والمِصباح والأَفعالِ لابن القَطَّاع . واللِّدَةُ بالكسر : التِّرْبُ وهو الذي يُولَد مَعَك في وَقْتٍ واحِد لِدَاتٌ وهو القياس في كُلّ كَلمة فيها هاءُ تأْنِيثٍ كما جزم به النُّحَاةُ وحكَى الشاطِبيُّ عليه الإجماعَ قاله شيخُنَا ولِدُونَ نقله الجوهريُّ وغيرُه قال أَبو حَيّان وغيرُه من شُرَّاح التَّسهيل : إِن مثْل هذه الأَلفاظِ إِذا صارَتْ عَلَماً صحَّ جَمْعُهَا بالواو والنُّونِ وزعمَ بعضٌ أَن لِدَةً مِن لدى لا من ولد وسيأْتي الكلامُ عليه في المُعْتلّ إِن شاءَ الله تعالى قال الفرزدق :
رَأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤَزَّرَاتٍ ... وَشَرْخَ لِدِيَّ أَسْنَانَ الهِرَامِ وفي الصحاح : ولِدَةُ الرَّجُلِ : تِرْبُه والهاءُ عِوَضٌ من الواو الذاهِبةِ من أَوَّلِه لأَنَّه من الوِلاَدَة وهما لِدَانِ والتَّصغيرُ وُلَيْدَاتٌ ووُلَيْدُونَ لأَنهم قالوا : إِن التصغيرَ والتَّكْسِيرَ يَرُدَّانِ الأَشياءَ إِلى أُصولِها ولا لُدَيّاتٌ ولُدَيُّونَ نظراً إِلى ظاهِرِ اللفْظِ كما غَلِطَ هو الذي مَشى عليه الجوهريُّ وأَكثرُ أَئمَّةِ الصَّرْف وقالوا : مُرَاعَاةُ الأَصلِ ورَدُّه إِليه يُخْرِجه عن مَعْنَاه المُراد لأَن لِدَة إِذا صُغّر وُلَيْد يَبْقَى لا فَرْقَ بينه وبين تصغير وَلَدٍ كما لا يَخْفَى ووَجَّه سَعْدِي وَلَدٍ كما لا يَخْفَى ووَجَّه سَعْدِي جلْبِي في حاشِيتِه أَنه شاذٌّ مُخَالِف للقِيَاسِ ومثلُه لا يُعَدُّ غَلَطاً وسيأْتي البحث في آخر الكتاب إِن شاءَ الله تعالى . واللِّدَة : وَقْتُ الوِلاَدَةِ كالمَوْلِد والمِيلادِ أَما المَوْلد والمِيلاد فقد ذَكرَهما غيرُ واحدٍ من أَئِمّةِ اللُّغَة وأَما اللِّدّة بمعناهما لا يَكَاد يُوجَد في الدواوينِ ولا نَقَلَه أَحَدٌ غيرُ المُصَنّف فينبغِي التَّحَرِّي والمُرَاجَعَة حَتَّى يَظْهَرَ أَيْنَ مَأْخَذُه . ففي اللسانِ والمُحْكَم والتهذيبِ والأَساس : مَوْلِدُ الرَّجُلِ : وَقْتُ وِلاَدَتِه . ومَوْلِده : المَوْضِع الذي وُلِدَ فيه ومثله في الصحاح . وفي المِصْباح : المَوْلِد : المَوْضِع والوَقْتُ والمِيلادُ الوَقْتُ لا غَيْرُوالمُوَلَّدَةُ : الجارية المَولُودةُ بين العرب كالوَلِيدة ومثله في المحكم وقال غيرُه : عَرَبِيَّةٌ مُوَلَّدَة ورجُلٌ مُوَلَّد إِذا كان عَرَبِيًّا غيرَ مَحْضٍ وقال ابنُ شُمَيل : المُوَلَّدَة : التي وُلِدَتْ بأَرْضٍ وليس بها إِلاَّ أَبُوها أَو أُمُّها . والتَّلِيدَةُ : التي أَبوهَا وأَهْلُ بَيْتِها وجَمِيعُ مَن هو بِسَبِيل منها بِأَرْضٍ وهي بأَرْضٍ أُخْرَى . قال : والقِنُّ مِن العَبيد التَّلِيدُ : الذي وُلِدَ عندَك . وجاريَةٌ مُوَلَّدَةٌ : تُولَد بين العَرَبِ وتَنْشَأُ مع أَولادِهم ويَغْذُونَها غِذَاءَ الوَلَدِ ويُعَلِّمونَها مِن الأَدَب مثْل ما يُعَلِّمون أَوْلادَهم وكذلك المُوَلِّد من العَبِيدِ . والوَلِيدة : المَوْلُودَة بين العَرَبِ ومثلُه في الأَساس . والمُوَلَّدَة : المُحَدَثَة من كُلِّ شيْءٍ ومنه المُوَلَّدُون من الشُّعراءِ وإِنما سُمُّوا بذلك لِحُدوثِهِم وقُرْبِ زَمَانِهم وهو مَجازٌ . المولِّدة بِكَسرِ اللامِ : القابِلَةُ وفي حَدِيث مُسافعٍ حَدَّثَتْنِي امرأَةٌ مِنْ بني سُلَيْم قالت : أَنَا وَلَّدْتُ عَامَّةَ أَهْلِ دِيارِنَا أَي كُنْتُ لهم قابِلَةً . والوُلُودِيَّةُ بالضَّم : الصِّغَرُ عن ابنِ الأَعْرَابيّن ويُفٍْتَح قال ثعلبٌ الأَصل الوَلِيدِيَّة كأَنَّه بَنَاه على لفْظِ الوَلِيدِ وهي من المصادِر التي لا أَفْعَال لها . وفي البصائر : يقال فعَل ذلك فِي وَلُدِيَّتِه ووَلُودِيَّتِه أَي في صِغَره وفي اللّسَان : فَعلَ ذلك في وَلِيدِيَّتِه أي في الحالة التي كان فيها وَلِيداً قال ابن بُزُرْج : الوُلُودِيَّة أَيضاً : الجَفَاءُ وقِلَّةُ الرِّفْقِ والعِلْمِ بالأُمورِ وهي الأُمِّيّة . والتَّوْلِيدُ : التَّرْبِيَةُ ومنه قولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لعيسى صلَّى الله عليه وعلى نَبِيِّنَا وسَلَّم : أَنْتَ نَبِيِّ وأَنَا وَلَّدْتُك أَي رَبَّيْتُك فقالت النَّصارَى وقد حَرَّفَتْه في الإِنجيل أَنت بُنَيَّى وأَنَا وَلَدْتُك وخَفَّفُوه وجَعَلُوه له وَلَداً تَعالَى اللهُ عن ذلك عُلُوًّا كَبِيراً هكذا حكاه أَبو عمرٍو عن ثَعْلَبٍ وأَورده المصَنِّف في البصائر . وبنو وِلاَدَةَ ككِتَابَة : بَطْنٌ من العَرَب . وسَمَّوْا وَلِيداً ووَلاَّداً الأَخير ككَتَّانٍ والمُسَمَّون بالوَلِيدِ من الصحابَة أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً راجعْه في التَّجْرِيد ومن التابِعِين ثَلاَثَةٌ وعِشْرُونَ رَجُلاً راجِعْه في الثِّقَات لابنِ حبَّان . يقال : هذه بَيِّنَةٌ مَوْلَّدَةٌ . إِذا كانتْ غَيْر مُحَقَّقةٍ وكذلك قَوْلُهم كِتَابٌ مُوَلِّد أَي مُفْتَعَلٌ وهو مَجازٌ وكذا قولُهم : كَلاَمٌ مُوَلَّدُ وحَدِيث مُوَلَّد أَي ليس من أَصْلِ لُغَتِهِم . وفي اللسان : إِذا اسْتَحْدَثُوه ولم يَكُنْ مِن كلامِهم فيما مَضَى . قال ابنث السِّكّيت : ويقال : ما أَدْرِي أَيّ وَلَدِ الرَّجُلِ هُوَ أَيْ أَيّ الناسِ هو وأَوْرده الجَوْهَرِيّ في الصحاح والمُصنِّف أَيضاً في البصائر هكذا . ومما يستدرك عليه : الوالد : الأَبُ والوَالِدَة : الأُمُّ وهما الوَالِدَنِ أَي تَغليباً كما هو رَأْيُ الجوهرِيّ وغيرِه وكلامُ المُصَنِّف فيما تقَدَّم صَرِيحٌ في أَن الأُمَّ يقال لها الوَالِدُ بغيرِ هَاءٍ على خِلافِ الأَصْلِ ووالِدَةٌ بالهاءِ على الأَصْل فعَلَى قولِ المُصَنّف الوَالِدَانِ تَحْيقاً ووَلَدُ الرَّجُلِ وَلَدُه في مَعْنًى ووَلَدَه رَهْطُه في مَعنًى وبه فُسِّر قولُه تَعالى " مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً " . وتَوَالَدُوا أَي كَثُرُوا ووَلَدَ بَعْضُهُم بَعْضاً وكذا اتَّلَدُوا واسْتَوْلَد جَارِيَةً . وفي حديثِ الاستِعَاذَة ومِن شَرِّ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ يَعْنِي إِبْلِيسَ والشَّيَاطِينَ هكذا فُسِّر وفي البصائرِ : يَعْنِي آدَمَ وما وَلَدَ مِن صِدِّيقٍ ونَبِيٍّ وشَهِيدٍ ومَؤْمِن وتَوَلُّدُ الشَّيْءِ من الشيْءِ : حُصُولِ بِسَببٍ من الأَسباب . ورجُلٌ مُوَلَّد إِذا كان عَرَبيًّا غيرَ مَحْضٍ . والتَّلِيدُ مِن العَبِيد : الذي وُلِد عِنْدَك . والتَّلِيدَةُ مِن الجَوَارِي : هي التي تُولَد في مِلْكِ قَوْمٍ وعِنْدَهم أَبَوَاهَا . وفي الأَفعال لابن القطاع : أَوْلَد القَوْمُ : صارُوا في زَمَنِ الأَوْلاَد . وأَوْلَدَتالماشِيَةُ : حان أَن تَلِدَ . ومن المَجاز : تَوَلَّدَتِ العَصَبِيَّةُ بَيْنَهم . وأَرْضُ البَلْقَاءِ تَلِدُ الزَّعْفَرَانَ . واللَّيَالِي حُبَالَى لَيْس يُدْرَى ما يَلِدْنَ . وصُحْبَةُ فُلانٍ وِلاَدَةٌ للخيرِ . واستدرك شيخُنَا : وَلاَّدَة بِنْت المُسْتَكْفِي الأَدِيبة الشاعِرَة . قلت : والوَلِيدُ حَدُّ الحافِظ أَبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد ابن داوود بن الوَلِيد بن عبدِ الله البَزَّار البُخَارِيّ روَى عن أَبي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ وعنه قُتَيْبة بن محمّد العُثْمَانيّ وغيرُه . ووَلِيدُ أَبَاد : من قُرَى هَمَذَانَ نُسِب إِليها جَماعةٌ من المُحَدِّثِينَ . حان أَن تَلِدَ . ومن المَجاز : تَوَلَّدَتِ العَصَبِيَّةُ بَيْنَهم . وأَرْضُ البَلْقَاءِ تَلِدُ الزَّعْفَرَانَ . واللَّيَالِي حُبَالَى لَيْس يُدْرَى ما يَلِدْنَ . وصُحْبَةُ فُلانٍ وِلاَدَةٌ للخيرِ . واستدرك شيخُنَا : وَلاَّدَة بِنْت المُسْتَكْفِي الأَدِيبة الشاعِرَة . قلت : والوَلِيدُ حَدُّ الحافِظ أَبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد ابن داوود بن الوَلِيد بن عبدِ الله البَزَّار البُخَارِيّ روَى عن أَبي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ وعنه قُتَيْبة بن محمّد العُثْمَانيّ وغيرُه . ووَلِيدُ أَبَاد : من قُرَى هَمَذَانَ نُسِب إِليها جَماعةٌ من المُحَدِّثِينَ