معنى سأفعله نعم و نعم عين في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
: العَيْنُ :
حاسة البصر والرؤية أُنثى تكون للإِنسان وغيره من الحيوان . قال ابن السكيت :
العَينُ التي يبصر بها الناظر والجمع أَعْيان و أَعْيُن و أَعْيُنات الأَخيرة جمع
الجمع والكثير عُيون قال يزيد بن عبد المَدان : ولكِنَّني أَغْدُو عَليَّ
مُفاضةٌدِلاص
: العَيْنُ :
حاسة البصر والرؤية أُنثى تكون للإِنسان وغيره من الحيوان . قال ابن السكيت :
العَينُ التي يبصر بها الناظر والجمع أَعْيان و أَعْيُن و أَعْيُنات الأَخيرة جمع
الجمع والكثير عُيون قال يزيد بن عبد المَدان : ولكِنَّني أَغْدُو عَليَّ
مُفاضةٌدِلاصٌ كأَعْيانِ الجراد المُنظَّمِوأَنشد ابن بري : بأَعْيُنات لم
يُخالِطْها القَذى وتصغير العين عُيَيْنةٌ ومنه قيل ذو العُيَيْنَتَين للجاسوس ولا
تقل ذو العُوَيْنَتين . قال ابن سيده : و العَيْنُ الذي يُبْعث ليَتجسَّس الخبرَ
ويسمى ذا العَيْنَين ويقال تسميه العرب ذا العينين و ذا العُوَينتين كله بمعنى
واحد . وزعم اللحياني أَن أَعْيُناً قد يكون جمع الكثير أَيضاً قال الله عز وجل :
{ أَم لهُمْ أَعْيُنٌ يبْصِرون بها } وإِنما أَراد الكثير . وقولهم : بعَيْن ما
أَرَيَنَّك معناه عَجِّل حتى أَكون كأَني أَنظر إِليك بعَيْني . وفي الحديث : أَن
موسى عليه السلام فَقَأَ عينَ مَلَك الموتِ بصكَّةٍ صكه قيل : أَراد أَنه أَغلظ له
في القول يقال : أَتيته فلَطَمَ وجهي بكلام غليظ والكلام الذي قاله له موسى قال :
أُحَرِّجُ عليك أَن تدْنوَ مني فإِني أُحَرِّجُ داري ومنزلي فجعل هذا تغليظاً من
موسى له تشبيهاً بفَقْءِ العين وقيل : هذا الحديث مما يُؤمَنُ به وبأَمثاله ولا
يُدخَل في كيفيته . وقول العرب : إِذا سَقطت الجبْهةُ نظرتِ الأَرضَ بإِحدى
عَيْنَيْها فإِذا سقطت الصَّرْفةُ نظرت بهما جميعاً إِنما جعلوا لها عَيْنين على
المثل . وقوله تعالى : { ولِتُصْنع على عَيْني } فسره ثعلب فقال : لتُرَبَّى من
حيث أَراك . وفي التنزيل : { واصْنَع الفُلك بأَعْيُنِنا } قال ابن الأَنباري قال
أَصحاب النقل والأَخذ بالأَثر الأَعْيُنُ يريد به العَينَ قال : وعَينُ الله لا
تفسر بأَكثر من ظاهرها ولا يسع أَحداً أَن يقول : كيف هي أَو ما صفتها وقال بعض
المفسرين : بأَعيننا بإِبصارنا إِليك وقال غيره : بإِشفاقنا عليك واحتج بقوله : {
ولِتُصْنَع على عَيْني } أَي لِتُغذَّى بإِشفاقي . وتقول العرب : على عَيْني
قصدْتُ زيداً يريدون الإِشفاق . و العَيْنُ : أَن تصِيبَ الإِنسانَ بعينٍ . و عانَ
الرجلَ يَعِينُه عَيْناً فهو عائن والمصاب مَعِينٌ على النقص و مَعْيونٌ على
التمام : أَصابه بالعين . قال الزجاج : المَعِينُ المُصابُ بالعين و المعْيون الذي
فيه عينٌ قال عباس بن مِرداس : قد كان قوْمُكَ يحْسَبونك سيِّداً وإِخالُ أَنك
سَيِّدٌ مَعْيونُ وحكى اللحياني : إِنك لجميل ولا أَعِنْكَ ولا أَعِينُك الجزم على
الدعاء والرفع على الإِخبار أَي لا أُصيبك بعين . ورجل مِعْيانٌ و عَيونٌ : شديد
الإِصابة بالعين والجمع عُيُنٌ و عِينٌ وما أَعْيَنه . وفي الحديث : العين حق
وإِذا اسْتُغْسِلتم فاغْسِلوا . يقال : أَصابت فلاناً عينٌ إِذا نظر إِليه عدو أَو
حسود فأَثرت فيه فمرض بسببها . وفي الحديث : كان يُؤمَرُ العائنُ فيتوضأُ ثم
يَغْتَسِل منه المَعِين . وفي الحديث : لا رُقْيَة إِلاَّ منْ عَينٍ أَو حُمَةٍ
تخصيصه العين والحمة لا يمنع جواز الرقية في غيرهما من الأَمراض لأَنه أَمر
بالرقية مطلقاً ورَقى بعض أَصحابه من غيرهما وإِنما معناه لا رُقْية أَولى وأَنفعُ
من رُقية العين والحُمَة . و تعَيَّنَ الإِبلَ واعْتانها : اسْتَشْرَفها ليَعِينها
وأَنشد ابن الأَعرابي : يَزِينُها للناظِرِ المُعْتانِ خَيْفٌ قريبُ العهْدِ
بالحَيْرانِ أَي إِذا كان عهدها قريباً بالولادة كان أَضخم لضرعها وأَحسن وأَشدّ
امتلاء . و تَعَيَّنَ الرجلُ إِذا تَشَوَّهَ وتأَنى ليصيب شيئاً بعينه . و أَعانها
كاعْتانها . ورجل عَيونٌ إِذا كان نَجيءَ العَين يقال : أَتيت فلاناً فما عَيَّنَ
لي بشيء وما عَيَّنَني بشيء أَي ما أَعطاني شيئاً . و العَيْنُ و المُعاينة :
النَّظَرُ وقد عايَنُه مُعاينة و عِياناً . ورآه عِياناً : لم يشك في رؤيته إِياه
. ورأَيت فلاناً عِياناً أَي مواجهة . قال ابن سيده : ولقيه عِياناً أَي مُعاينة
وليس في كل شيء قيل مثل هذا لو قلت لَقِيْتُهُ لحاظاً لم يجز إِنما يُحكى من ذلك
ما سُمِع . و تَعَيَّنْتُ الشيءَ : أَبصرته قال ذو الرمة : تُخَلَّى فلا تَنْبُو
إِذا ما تعَيَّنَتْ بها شَبَحاً أَعْناقُها كالسَّبائك ورأَيتُ عائنة من أَصحابه
أَي قوماً عايَنوني . وهو عبدُ عَيْنٍ أَي ما دمت تراه فهو كالعَبد لك وقيل : أَي
ما دام مولاه يراه فهو فارِهٌ وأَما بعده فلا عن اللحياني قال : وكذلك تُصَرِّفه
في كل شيءٍ من هذا كقولك هو صديقُ عَيْنٍ . ويقال للرجل يُظهِر لك من نفسه ما لا
يَفِي به إِذا غاب : هو عَبْد عَينٍ وصديقُ عين قال الشاعر : ومَنْ هو عَبْدُ
العَينِ أَما لِقاؤُه فَحُلْوٌ وأَما غَيْبُه فظَنُونُ ونَعِمَ اللَّهُ بك عَيْناً
أَي أَنْعَمها . ولقيته أَدْنَى عائنةٍ أَي أَدْنى شيءٍ تدْركه العينُ . و
العَيَنُ : عِظَمُ سوادِ العين وسَعَتُها . عَينَ يَعْيَنُ عَيَناً و عِيْنَةً
حسنة الأَخيرة عن اللحياني وهو أَعْيَنُ وإِنه لَبَيِّنُ العِينةِ عن اللحياني
وإِنه لأَعْيَنُ إِذا كان ضخم العين واسعَها والأُنثى عَيْناء والجمع منها عِينٌ
وأَصله فُعْل بالضم ومنه قيل لبقر الوحش عِينٌ صفة غالبة . قال الله عز وجل : {
وحُورٌ عِينٌ } . ورجل أَعْيَنُ : واسع العَين بَيِّنُ العَيَنِ و العِينُ : جمع
عَيْناء وهي الواسعة العين . وفي الحديث : إِن في الجنة لمُجْتَمَعاً للحور العين
. وفي الحديث : أَن رسولُا أَمر بقتل الكلاب العِينِ هي جمع أَعْيَنَ . وحديث
اللِّعَان : إِن جاءت به أَعْيَنَ أَدْعَجَ . والثورُ أَعْيَنُ والبقرة عَيْناء .
قال ابن سيده : ولا يقال ثور أَعْيَنُ ولكن يقال الأَعْيَنُ غير موصوف به كأَنه
نقل إِلى حدّ الاسمية . وقال ابن بري : يقال عَيِنَ الرجلُ يَعْيَنُ عَيَناً و
عِينةً وهو أَعْيَنُ . و عُيُون البقر : ضرب من العنب بالشام ومنهم من لم يَخُصَّ
بالشام ولا بغيره على التشبيه بعُيون البقر من الحيوان وقال أَبو حنيفة : هو عنب
أَسود ليس بالحالِكِ عِظامُ الحَبِّ مُدَحْرَجٌ يُزَبَّبُ وليس بصادق الحلاوة .
وثوب مُعَيَّنٌ : في وَشْيِه ترابيعُ صِغار تُشَبَّه بعُيون الوحش . وثوْرٌ
مُعَيَّنٌ : بين عينيه سواد أَنشد سيبويه : فكأَنَّه لَهِقُ السَّراةِ كأَنه ما
حاجِبَيْهِ مُعَيَّنٌ بسَوَادِ و العِينةُ للشاة : كالمَحْجِرِ للإِنسانِ وهو ما
حول العين . وشاة عَيْناء إِذا اسوَدَّ عِينَتُها وابيضَّ سائرها وقيل : أَو كان
بعكس ذلك . و عَيْنُ الرجل : مَنْظَرُه . و العَيْنُ : الذي ينظر للقوم يذكر ويؤنث
سمّي بذلك لأَنه إِنما ينظر بعينه وكأَنَّ نَقْلَهُ من الجزء إِلى الكل هو الذي
حملهم على تذكيره وإِلا فإِن حكمه التأْنيثُ قال ابن سيده : وقياس هذا عندي أَن من
حمله على الجزء فحكمه أَن يؤنثه ومن حمله على الكل فحكمه أَن يذكره وكلاهما قد
حكاه سيبويه وقول أَبي ذؤيب : ولو أَنَّني استَوْدَعْتُه الشمسَ لارْتقَتْ إِليه
المَنايا عَيْنُها ورَسُولُها أَراد نفسها . وكان يجب أَن يقول أَعينها ورسلها
لأَن المنايا جمع فوضع الواحد موضع الجمع وبيت أَبي ذؤَيب هذا استشهد به الأَزهري
على قوله : العَيْنُ الرَّقيب وقال بعد إِيراد البيت : يريد رقيبها وأَنشد أَيضاً
لجميل : رمَى اللَّهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى وفي الغُرّ من أَنْيابها
بالقَوادح وقال : معناه في رَقيبيها اللذين يَرْقُبانها ويحولان بيني وبينها وهذا
مكان يحتاج إِلى محاقَقة الأَزهري عليه وإِلا فما الجمع بين الدعاء على رقيبيها
وعلى أَنيابها وفيما ذكره تكلف ظاهر . وفلانٌ عَيْنُ الجيش : يريدون رئيسه . و
الاعْتِيانُ : الارْتِياد . وبعثنا عَيْناً أَي طليعة يَعْتانُنا و يَعْتانُ لنا
أَي يأْتينا بالخبر . و المُعْتانُ : الذي يبعثه القوم رائداً . حكى اللحياني :
ذهب فلان فاعْتانَ لنا منْزِلاً مُكْلئِاً فعَدَّاه أَي ارْتادَ لَنا منزلاً ذا
كَلإٍ . و عانَ لهم : كاعْتانَ عن الهَجريّ وأَنشد لناهض ابن ثُومة الكلابي :
يُقاتِلُ مَرَّةً ويَعِينُ أُخْرَى ففَرَّتْ بالصَّغارِ وبالهَوَانِ و اعْتَانَ
لنا فلانٌ أَي صار عَيْناً أَي رَبيئةً وربما قالوا عانَ علينا فلانٌ يَعِينُ عِيانةً
أَي صار لهم عَيناً . وفي الحديث : أَنه بعث بسْبَسَةَ عَيْناً يوم بَدْرٍ أَي
جاسوساً . و اعْتانَ له إِذا أَتاه بالخبر . ومنه حديث الحُدَيْبية : كانَ اللَّهُ
قد قَطَعَ عَيْناً من المشركين أَي كفى الله منهم من كان يَرْصُدُنا ويَتَجَسَّسُ
علينا أَخبارَنا . ويقال : اذْهَبْ و اعْتَنْ لي منزلاً أَي ارْتَدْهُ . و
العَيْنُ : الدَّيْدَبانُ والجاسوسُ . و أَعْيانُ القوم : أَشرافهم وأَفاضلهم على
المَثَل بشَرَفِ العَيْنِ الحاسة . وابْنا عِيانٍ : طائرانِ يَزْجُرُ بهما العربُ
كأَنهم يَرَوْنَ ما يُتَوَقَّع أَو يُنْتَظَرُ بهما عِياناً وقيل : ابْنا عِيانٍ
خَطَّانِ يُخَطَّانِ في الأَرض يزجر بهما الطير وقيل : هما خَطَّانِ يَخُطُّونهما
للعِيافة ثم يقول الذي يَخُطّهما : ابْنَيْ عِيانْ أَسْرِعا البَيان وقال الراعي :
وأَصْفَرَ عَطَّافٍ إِذا راحَ رَبُّه جرى ابْنا عِيانٍ بالشِّواءِ المُضَهَّبِ
وإِنما سمّيا ابني عِيَانٍ لأَنهم يُعاينُونَ الفَوْزَ والطعامَ بهما وقيل : ابنا
عِيانٍ قِدْحانِ معروفان وقيل : هما طائران يزجر بهما يكونان في خط الأَرض وإِذا
علم أَن القامر يَفُوزُ قِدْحُهُ قيل : جَرى ابنا عِيانٍ . و العَيْنُ : عَيْنُ
الماء . و العَيْنُ : التي يخرج منها الماء . و العَيْنُ : يَنْبُوع الماء الذي
يَنْبُع من الأَرض ويجري أُنْثى والجمع أَعْيُنٌ و عُيُونٌ . ويقال : غارَتْ عينُ
الماء . و عَينُ الرَّكِيَّة : مَفْجَرُ مائها ومَنْبَعُها . وفي الحديث : خيرُ
المالِ عَيْنٌ ساهِرَةٌ لعَيْنٍ نائمةٍ أَراد عَين َ الماء التي تجري ولا تنقطع
ليلاً ونهاراً و عَينُ صاحبها نائمة فجعل السهر مثلاً لجريها وقوله أَنشده ثعلب :
أُولئك عَيْنُ الماءِ فيهم وعِنْدَهمْ من الخِيفَةِ المَنْجاةُ والمُتحَوَّلُ
فسّره فقال : عينُ الماء الحياة للناس . وحفَرْتُ حتى عِنْتُ و أَعْيَنْتُ :
بلغْتُ العُيونَ وكذلك أَعانَ و أَعْيَنَ : حفر فبلغ العُيونَ . وقال الأَزهري :
حَفَرَ الحافرُ فأَعْيَنَ و أَعانَ أَي بلغ العُيون . و عَيْنُ القَناةِ : مَصَبُّ
مائها . وماءٌ مَعْيُونٌ : ظاهر تراه العَينُ جارياً على وجه الأَرض وقول بدر بن عامر
الهذلي : ماءٌ يَجِمُّ لحافِرٍ مَعْيُون قال بعضهم : جرَّه على الجِوارِ وإِنما
حكمه مَعْيُونٌ بالرفع لأَنه نعت لماء وقال بعضهم : هو مفعول بمعنى فاعل . وماء
مَعِينٌ : كمَعْيُونٍ وقد اخْتُلِفَ في وزنه فقيل : هو مَفْعُولٌ وإِن لم يكن له
فعل وقيل : هو فَعِيلٌ من المَعْنِ وهو الاستقاء وقد ذكر في الصحيح . أَبو سعيد :
عَيْنٌ مَعْيُونة لها مادّة من الماء وقال الطرماح : ثم آلَتْ وهي مَعْيُونَةٌ من
بَطِيءِ الضَّهْلِ نُكْزِ المَهامي أَراد أَنها طَمَتْ ثم آلت أَي رجعت . و
عَانَتِ البئرُ عَيْناً : كثر ماؤها . و عانَ الماءُ والدَّمْعُ يَعينُ عَيْناً و
عَيَناناً بالتحريك : جَرى وسال . وسِقاء عَيَّنٌ و عَيِّنٌ والكسر أَكثر كلاهما
إِذا سال ماؤه عن اللحياني وقيل : العَيِّنُ و العَيَّنُ الجديد طائية قال الطرماح
: قد اخْضَلَّ منها كلُّ بالٍ وعَيِّنٍ وجَفَّ الرَّوايا بالمَلا المُتَباطِنِ
وكذلك قربة عَيَّنٌ : جديدة طائية أَيضاً قال : ما بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ
العَيَّنِ وحمل سيبويه عَيَّناً على أَنه فَيْعَل مما عينه ياء وقد كان يمكن أَن
يكون فَوْعلاً وفَعْوَلاً من لفظ العين ومعناها ولو حكم بأَحد هذين المثالين لحمل
على مأْلوف غير منكر أَلا ترى أَن فَعْوَلاً وفَوْعلاً لا مانع لكل واحد منهما أَن
يكون في المعتل كما يكون في الصحيح وأَما فيعل بفتح العين مما عينه ياء فعزيز ثم
لم تمنعه عزة ذلك أَن حكم بذلك على عَيَّنٍ وعَدَلَ عن أَن يحمله على أَحد
المثالين اللذين كل واحد منهما لا مانع له من كونه في المعتل العين كونُه في
الصحيحها فلا نظير لعَيَّنٍ والجمع عَيائن همزوا لقربها من الطَّرَف . الأَصمعي :
عَيَّنْتُ القربة إِذا صببت فيها ماء ليخرج من مَخارزها فتنسدّ آثار الخَرْزِ وهي
جديدة وسَرَّبْتُها كذلك . وقال الفراء : التَّعَيُّنُ أَن يكونَ في الجلد دوائر
رقيقة قال القَطاميّ : ولكنَّ الأَدِيمَ إِذا تَفَرَّى بِلىً وتَعَيُّناً غَلَبَ
الصَّناعا الجوهري : عَيَّنْتُ القِرْبةَ صَبَبْتُ فيها ماءً لتتفتح عُيُونُ
الخُرَز فتنسدّ قال جرير : بلى فارْفَضَّ دَمْعُك غيرَ نَزْرٍ كما عَيَّنْتَ
بالسَّرَب الطِّبابا ابن الأَعرابي : تَعَيَّنت أَخْفافُ الإِبل إِذا نَقِبَت مثل
تَعَيُّنِ القِرْبة . و تَعَيَّنْتُ الشخصَ تَعَيُّناً إِذا رأَيته . و عَيْنُ
القِبلة : حقيقتها . و العَيْنُ من السحاب : ما أَقبل من ناحية القِبْلة وعن
يمينها يعني قبلة العراق . يقال : هذا مَطَرُ العَيْنِ ولا يقال مُطِرْنا
بالعَيْنِ . وقال ثعلب : إِذا كان المطر من ناحية القبلة فهو مطر العَيْنِ و
العَيْنُ : اسم لما عن يمين قبلة أَهل العراق وكانت العرب تقول : إِذا نَشَأَتِ
السحابة من قِبَلِ العَين فإِنها لا تكاد تُخْلِفُ أَي من قِبَلِ قبلة أَهل العراق
. وفي الحديث : إِذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تَشاءمت فتِلْك عَيْنٌ غُدَيْقةٌ هو
من ذلك قال : وذلك أَخْلَقُ للمطر في العادة وقال : تقول العرب : مُطِرْنا
بالعَيْنِ وقيل : العَيْنُ من السحاب ما أَقبل عن القِبْلة وذلك الصُّقْعُ يسمى
العَيْنَ وقوله : تشاءمت أَي أَخذت نحو الشأْم والضمير في تشاءمت للسحابة : فتكون
بحرية منصوبة أَو للبحرية فتكون مرفوعة . و العَيْنُ : مطر أَيام لا يُقْلِعُ وقيل
: هو المطر يَدُوم خمسة أَيام أَو ستة أَو أَكثر لا يُقْلِعُ قال الراعي :
وأَنْآءُ حَيَ تحتَ عَيْنٍ مَطِيرَةٍ عِظامِ البُيوتِ يَنْزِلُون الرَّوابِيا يعني
حيث لا تَخْفى بيوتُهم يريدون أَن تأْتيهم الأَضياف . و العَيْن : الناحية . و
العَيْنُ : عَيْنُ الرُّكْبة . و عَيْنُ الركبة : نُقْرة في مُقَدَّمها ولكل ركبة
عينان وهما نقرتان في مُقَدَّمها عند الساق . و العَيْنُ : عَيْنُ الشمس و عَيْنُ
الشمس : شُعاعها الذي لا تثبت عليه العَيْن وقيل : العَينُ الشمس نفسها . يقال :
طلعت العَيْنُ وغابت العَيْن حكاه اللحياني . و العَينُ : المالُ العَتيدُ الحاضر
الناضُّ . ومن كلامهم : عَيْنٌ غير دَيْنٍ . و العَيْن : النَّقْدُ يقال : اشتريت
العبد بالدين أَو بالعَيْن و العَيْنُ الدينار كقول أَبي المِقْدام : حَبَشيٌّ له
ثَمانون عَينا ... بين عَيْنَيْهِ قد يَسُوق إِفالا أَراد عبداً حبشيَّاً له
ثمانون ديناراً بين عينيه : بين عيني رأْسه . و العَيْنُ : الذَّهَبُ عامَّةً .
قال سيبويه : وقالوا عليه مائةٌ عَيْناً والرفع الوجه لأَنه يكون من اسم ما قبله
وهو هو . الأَزهري : و العَيْنُ الدينار . و العَيْنُ في الميزان : المَيْلُ قيل :
هو أَن تَرْجَحَ إِحدى كفَّتيه على الأُخْرى وهي أُنثى . يقال : ما في الميزان
عَيْنٌ والعرب تقول : في هذا الميزان عين أَي في لسانه مَيْلٌ قليل أَو لم يكن
مستوياً . ويقولون : هذا دينارٌ عَيْنٌ إِذا كان مَيَّالاً أَرْجَحَ بمقدار ما
يميل به لسان الميزان . قال الأَزهري : و عَيْنُ سبعةِ دنانيرَ نِصفُ دانِقٍ . و
العَيْنُ عند العرب : حقيقة الشيء . يقال : جاء بالأَمر من عَيْن صافِيةٍ أَي من
فَصِّه وحقيقته . وجاء بالحق بعَيْنه أَي خالصاً واضحاً . و عَيْنُ كل شيء : خياره
. و عَيْنُ المتاع والمال و عِينَتُه : خِيارُه وقد اعْتانَهُ . وخَرجَ في عِينَة
ثيابِهِ أَي في خيارها . قال الجوهري : و عِينَةُ المالِ خيارُه مثل العِيمَةِ .
وهذا ثوبُ عِينَةٍ إِذا كان حَسَناً في مَرْآةِ العَيْن . و اعْتانَ فلانٌ الشيءَ
إِذا أَخذ عِينَتَه وخِيارَه . و العِينَةُ : خيار الشيء جمعها عِيَنٌ قال الراجز
: فاعْتانَ منها عِينَةً فاخْتارَها حتى اشْتَرى بعَيْنِه خِيارَها و اعْتانَ
الرجلُ إِذا اشترى الشيء بنَسِيئة . و عِينةُ الخيل : جِيادُها عن اللحياني . و
عَيْنُ الشيء : نفسه وشخصه وأَصله والجمع أَعْيانٌ . و عَيْنُ كل شيءٍ : نفسه
وحاضره وشاهده . وفي الحديث : أَوَّهْ عَيْنُ الرِّبا أَي ذاته ونفسه . ويقال : هو
هو عَيناً وهو هو بِعَيْنِه وهذه أَعْيانُ دراهمِك ودراهِمُك بأَعْيانِها عن اللحياني
ولا يقال فيها أَعْيُنٌ ولا عُيُون . ويقال : لا أَقبل إِلا درهمي بعَيْنِه وهؤلاء
إِخوتك بأَعيانهم ولا يقال فيه بأَعينهم ولا عُيونهم . و عَيْنُ الرجل : شاهِدُه
ومنه قولهم : الفَرَسُ الجوَاد عَيْنُه فُرارُه وفُرارُه إِذا رأَيته تَفرَّسْتَ
فيه الجَوْدة من غير أَن تَفِرَّه عن عَدْوٍ أَو غير ذلك . وفي المثل : إِن
الجوادَ عَيْنُه فُرارُه . ويقال : إِن فلاناً لكريمٌ عَيْنُ الكرم . ولا أَطلُبُ
أَثراً بعد عَيْن أَي بعد مُعاينة معناه أَي لا أَترك الشيء وأَنا أُعاينه وأَطلب
أَثره بعد أَن يغيب عني وأَصله أَن رجلاً رأَى قاتلَ أَخيه فلما أَراد قتله قال
أَفْتَدِي بمائة ناقة فقال : لست أَطلب أَثراً بعد عَيْنٍ وقتله . وما بها عَيْنٌ
و عَيَنٌ بنصب الياء و العين و عائنٌ و عائِنةٌ أَي أَحد وقيل : العَيَنُ أَهل
الدار قال أَبو النجم : تَشْرَبُ ما في وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ تُعارِضُ الكلبَ
إِذا الكلبُ رَشَنْ و الأَعيانُ : الإِخوة يكونون لأَب وأُم ولهم إِخْوَة
لعَلاَّتٍ . وفي حديث عليّ كرَّم الله وجهه : أَن أَعيان بني الأُمِّ يتوارثون دون
بني العَلاَّتِ قال : الأَعيانُ ولد الرجل من امرأَة واحدة مأْخوذ من عَيْنِ الشيء
وهو النفيس منه قال الجوهري : وهذه الأُخوَّة تسمى المُعايَنة . والأَقْرانُ : بنو
أُمَ من رجالٍ شَتَّى وبنو العَلاَّتِ : بنو رَجُل من أُمهات شَتَّى وفي النهاية :
فإِذا كانوا لأُم واحدة وآباءٍ شَتى فهم الأَخْياف ومعنى الحديث : أَن الإِخوة من
الأَب والأُم يتوارثون دون الإِخوة للأَب . و عَيْنُ القوس : التي يقع فيها
البُنْدُقُ . و عَيَّنَ عليه : أَخبر السلطانَ بمسَاويه شاهداً كان أَو غائباً . و
عَيَّنَ فلاناً : أَخبره بمساويه في وجهه عن اللحياني . و العَيْنُ و العِينةُ :
الرِّبا . و عَيَّنَ التاجرُ : أَخذ بالعينةِ أَو أَعطى بها . و العينةُ :
السَّلَفُ تَعَيَّنَ عِينةً و عَيَّنه إِياها . و العَيَنُ : الجماعة قال جندلُ بن
المُثنَّى : إِذا رآني واحداً أَو في عَيَنْ يَعْرِفُني أَطرَق إِطراقَ الطُّحَنْ
الأَزهري : يقال عَيَّنَ التاجرُ يُعَيِّنُ تَعْييناً و عِينةً قَبيحة وهي الاسم
وذلك إِذا باع من رجل سِلعةً بثمن معلوم إِلى أَجل معلوم ثم اشتراها منه بأَقل من
الثمن الذي باعها به وقد كره العِينةَ أَكثر الفقهاء ورُويَ فيها النهيُ عن عائشة
وابن عباس . وفي حديث ابن عباس : أَنه كره العِينةَ قال : فإِن اشترى التاجر
بحَضْرةِ طالبِ العِينةِ سِلْعة من آخر بثمن معلوم وقبضها ثم باعها من طالب
العِينة بثمن أَكثر مما اشتراه إِلى أَجل مسمّى ثم باعها المشتري من البائع الأَول
بالنَّقد بأَقل من الثمن الذي اشتراها به فهذه أَيضاً عِينةٌ وهي أَهون من الأُولى
وأَكثر الفقهاء على إِجازتها على كراهة من بعضهم لها وجملة القول فيها أَنها إِذا
تَعَرَّت من شرط يفسدها فهي جائزة وإِن اشتراها المُتَعَيِّنُ بشرط أَن يبيعها من
بائعها الأَول فالبيع فاسد عند جميعهم وسميت عِينةً لحصول النَّقدُ لِطالب العينةِ
وذلك أن العِينة اشتقاقها من العين وهو النَّقْد الحاضر ويحْصُلُ له من فَوْرِهِ
والمشتري إِنما يشتريها ليبيعها بعَيْنٍ حاضرة تصل إِليه مُعَجَّلة وقال الراجز :
وعَيْنُه كالْكَالِئِ الضِّمَارِ يريد بعَيْنه حاضِرَ عَطِيَّتِه يقول : فهو
كالضمار وهو الغائب الذي لا يُرْجَى . وصَنع ذلك على عَيْنٍ وعلى عَيْنَينِ وعلى
عَمْدِ عَينٍ وعلى عَمْدِ عَيْنين كل ذلك بمعنى واحد أَي عَمْداً عن اللحياني .
ولقيته قبلَ كلِّ عائِنةٍ و عَيْنٍ أَي قبل كل شيء . ولقيته أَولَ ذي عَيْنٍ و
عائنةٍ وأَوَّلَ عينٍ وأَوَّلَ عائنةٍ وأَدْنى عائِنةٍ أَي قبل كل شيء أَو أَول كل
شيء . ولقيته مُعاينةً ولقيته عينَ عُنَّةَ ومُعاينةٍ كل ذلك بمعنى أَي مواجهةً
وقيل : لقيته عَينَ عُنَّةٍ إِذا رأَيته عِياناً ولم يَرَك . وأَعطاه ذلك عَينَ
عُنَّةٍ أَي خاصةً من بين أَصحابه . وفعلت ذلك عَمْدَ عَيْنٍ إِذا تعمَّدْته بجدَ
ويقِين قال امرؤ القيس : أَبْلِغا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني عَمْدَ عَينٍ
قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيما قال ابن بري : الشُّوَيْعِرُ يعني به محمد بن حُمْرانَ
وكذلك فعلته عمداً على عَيْنٍ قال خُفَافُ بن نُدْبة السُّلميّ : فإِن تَكُ خَيْلي
قد أُصِيبَ صميمُها فعمداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا و العَينُ : طائر أَصفر البطن
أَخضر الظهر بعِظَم القُمْرِيِّ . و العِيانُ : حَلْقةُ السِّنَّة وجمعها عُيُنٌ .
قال ابن سيده : و العِيانُ حَلْقة على طَرَف اللُّومَة والسِّلْب والدُّجْرِين
والجمع أَعْينةٌ و عُيُنٌ سيبويه : ثقلوا لأَن الياء أَخف عليهم من الواو يعني
أَنه لا يُحْمَلُ باب عُيُنٍ على باب خُونٍ بالإِجماع لخفَّة الياء وثقل الواو ومن
قال أُزْرٌ فخفّف وهي التميمية لزمه أَن يقول عِينٌ فيكسر فتصح الياء ولم يقولوا
عُيْنٌ كراهية الياء الساكنة بعد الضمة . قال الجوهري : و العِيَانُ حديدة تكون في
مَتاعِ الفَدَّانِ والجمع عِينٌ وهو فُعْلٌ فنقلوا لأَن الياء أَخف من الواو . قال
أَبو عمرو : اللُّومَةُ السِّنَّةُ التي تحارث بها الأَرض فإِذا كانت على
الفَدَّان فهي العِيانُ وجمعه عُيُنٌ لا غير قال ابن بري : تكون في مَتاعِ
الفَدَانِ بالتخفيف والجمع عُيُنٌ بضمتين وإِن أَسكنت قلت عُيْنٌ مثل رُسْلٍ قال :
وقال أَبو الحسن الصِّقليِّ الفَدَانُ بالتخفيف الآلة التي يحرث بها والفَدَّانُ
بالتشديد المَبْلَغُ المعروف . ويقال : عَيَّنَ فلانٌ الحربَ بيننا إِذا أَدَرَّها
. و عِينةُ الحرب : مادَّتُها قال ابن مقبل : لا تَحْلُبُ الحربُ مِني بعد
عِينتِها إِلاَّ عُلالَةَ سِيدٍ ماردٍ سَدِمِ ورأَيته بعائنة العَدُوِّ أَي بحيث
تراه عُيُونُ العَدُوِّ . وما رأَيت ثَمَّ عائنةً أَي إِنساناً . ورجل عَيِّنٌ :
سريع البكاء . و المَعانُ : المَنْزِل يقال : الكوفة مَعانٌ منا أَي منزل ومَعْلَم
قال ابن سيده : وقد ذكر في الصحيح لأَنه يكون فَعَالاً ومَفْعَلاً . و تَعيَّنَ
السِّقاءُ : رَقَّ من القِدَم وقيل : التَّعَيُّنُ في الجلد أَن يكون فيه دوائر
رقيقة مثل الأَعْيُن وليس ذلك بقوي . وسِقاءٌ عَيِّنٌ و مُتَعَيِّنٌ إِذا رَقَّ
فلم يُمْسك الماءَ . يقال : بالجلد عَيَنٌ وهو عيب فيه تقول منه : تَعَيَّنَ الجلد
وأَنشد لرؤبة : ما بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ العَيَّنِ وبعضُ أَعراضِ الشُّجونِ
الشُّجَّنِ دارٌ كرَقْمِ الكاتبِ المُرَقِّنِ وشَعِيبٌ عَيِّنٌ و عَيَّنٌ : يسيل
منها الماء وقد تقدم ذلك في السقاء . و المُعَيَّنُ من الجراد : الذي يُسْلخ فتراه
أَبيض وأَحمر وذكر الأَزهري في ترجمة ينع قال : قال أَبو الدُّقيش ضُرُوبُ الجَراد
الحَرْشَفُ و المُعَيَّنُ والمُرَجَّلُ والخَيْفانُ قال : فالمُعَيَّنُ الذي
يَنسَلخُ فيكون أَبيض وأَحمر والخَيْفانُ نحوه والمُرَجَّل الذي تُرَى آثارُ
أَجنحته قال : وغَزَالُ شَعْبانَ وراعِيةُ الأُتْنِ والكُدَمُ من ضروب الجراد
ويقال له كُدَمُ السَّمُرِ وهو الحَجَلُ والسُّرْمانُ والشُّقَيْرُ واليَعْسوب وهو
حَجَلٌ أَحمر عظيم . وأَتيت فلاناً وما عَيَّن لي بشيء وما عَيَّنَني بشيء أَي ما
أَعطاني شيئاً عن اللحياني وقيل : معناه لم يدُلَّني على شيء . و عَيْنٌ : موضع
قال ساعدة بن جُؤَيّة : فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِرَ طافِياً ما بَينَ عَيْنَ
إِلى نَباتَى الأَثْأَبُ و عَيْنُونة : موضع . وروى بعضهم في الحديث : عِينَيْنِ
بكسر الأَول جبل بأُحُد وروي عَينَين بفتحه وهو الجبل الذي قام عليه إِبليس يوم
أُحُد فنادى أَن النبي قد قتل . وفي حديث عثمان رضي الله عنه قال له عبد الرحمن بن
عوف يُعَرِّض به : إِني لم أَفِرَّ يوم عَيْنَين قال عثمان : فلِمَ تُعَيِّرني
بذنب قد عفا الله عنه حكى الحديثَ الهَرَوِيُّ في الغريبين . ويقال ليوم أُحُد :
يوم عَيْنَين وهو الجبل الذي أَقام عليه الرُّماة يومئذ قال الأَزهري : وبالبحرين
قرية تعرف بعَيْنَين قال : وقد دخلتها أَنا وإِليها ينسب خُلَيْد عَيْنَين وهو رجل
يُهاجي جريراً وأَنشد ابن بري : ونْحْنُ مَنَعْنا يومَ عَيْنينِ مِنْقَراً ويومَ
جَدُودٍ لم نُواكِلْ عن الأَصْلِ و عَيْنُ التمر : موضع . ورأْسُ عَينٍ ورأْس
العَين : موضع بين حَرَّانَ ونَصِيبين وقيل : بين ربيعة ومُضَرَ قال المُخَبَّلُ :
وأَنكحْتَ هَزَّالاً خُلَيْدة بعدما زَعمْتَ برأْسِ العَينِ أَنك قاتِلُهْ ابن
السكيت : يقال قَدِمَ فلانٌ من رأْسِ عَيْن ولا يقال من رأْس العَيْنِ . وحكى ابن
بري عن ابن دَرَسْتَوَيْه : رأْس عَينِ قرية فوق نَصِيبين وأَنشد : نَصِيبينُ بها
إِخْوانُ صِدْقٍ ولم أَنْسَ الذين برأْسِ عَيْنِ وقال ابن حمزة : لا يقال فيها
إِلاَّ رأْس العَين بالأَلف واللام وأَنشد بيت المُخبَّل وقد تقدم آنفاً وأَنشد
أَيضاً لامرأَة قتل الزِّبْرقانُ زوجَها : تَجَلَّلَ خِزْيَها عوفُ بن كعبٍ فليس
لخُلْفِها منه اعْتِذارُ برأْس العَينِ قاتل من أَجَرْتم من الخابُورِ مَرْتَعُه
السِّرارُ و عُيَيْنةُ : اسم موضع . و عَيْنان : اسم موضع بشِقِّ البحرين كثير
النخل قال الراعي : يَحُثُّ بهنّ الحادِيانِ كأَنَّما يَحُثَّانِ جَبّاراً
بعَيْنَينِ مُكْرَعا و العَيْنُ : حرف هجاء وهو حرف مجهور يكون أَصلاً ويكون بدلاً
كقول ذي الرمة : أَعَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنزِلَةً ماءُ الصَّبابةِ من
عَيْنَيْكَ مَسْجُومُ يريد : أَأَنْ قال ابن جني : وزن عين فَعْل ولا يجوز أَن
يكون فَيْعِلاً كميت وهَيِّنٍ ولَيِّنٍ ثم حذفت عين الفعل منه لأَن ذلك هنا لا
يَحْسُن من قِبَلِ أَن هذه حروف جوامد بعيدة عن الحذف والتصرف وكذلك الغين . و
عَيَّنَ عَيْناً حسنة : عملها عن ثعلب . و عائنةُ بني فلان : أَموالُهم
ورُعْيانُهم . وبلد قليل العَيْن أَي قليل الناس . وأَسْوَدُ العَيْنِ : جبل قال
الفرزدق : إِذا زَالَ عنكم أَسْوَدُ العين كنتُمُ كِراماً وأَنتم ما أَقامَ
أَلائمُ وفي حديث الحجاج : قال للحسن وا لعَيْنُك أَكبر من أَمَدِك يعني شاهدُك
ومَنْظَرُكَ أَكبر من سِنِّك وأَكثر في أَمد عمرك . و عَينُ كل شيء : شاهده وحاضره
. ويقال : أَنت على عَيْني في الإِكرام والحفظ جميعاً قال تعالى : { ولِتُصْنَع
على عَيْني } . وروى المُنْذِرِيُّ عن أَحمد بن يحيى قال : يقال أَصابته من الله
عَيْنٌ . وفي حديث عمر رضي الله عنه : أَن رجلاً كان ينظر في الطواف إِلى حُرَم
المسلمين فلَطَمَه عليّ رضي الله عنه فاسْتَعْدَى عليه عُمرَ فقال : ضرَبك بحق
أَصابته عَينٌ من عُيون الله عز وجل أَراد خاصة من خواص الله ووليَّاً من أَوليائه
وأَنشدنا : فما الناسُ أَرْدَوْهُ ولكنْ أَصابه يَدُ ااِ والمُسْتَنْصِرُ اللَّهَ
غالِبُ وأَما حديث عائشة رضي الله عنها : اللهم عَيِّنْ على سارقِ أَبي بكر أَي
أَظْهِرْ عليه سَرِقَته . يقال : عَيَّنْتُ على السارق تَعْيِيناً إِذا خَصَصْتُه
من بين المُتَّهَمين من عَيْنِ الشيء نفْسِه وذاته وأَما حديث علي كرَّم الله وجهه
: أَنه قاس العَيْنَ ببيضة جعل عليها خُطوطاً وأَراها إِياه وذلك في العين تضرب
بشيء يَضْعُفُ منه بَصَرُها فيُعْرَف ما نقص منها ببيضة تُخَطُّ عليها خُطوط سود
أَو غيرها وتُنْصَبُ على مسافة تدركها العين الصحيحة ثم تُنْصَبُ على مسافة تدركها
العَيْنُ العليلة ويعرف ما بين المسافتين فيكون ما يلزم الجاني بنسبة ذلك من الدية
وقال ابن عباس : لا تُقاس العَينُ في يوم غيم لأَن الضوء يختلف يوم الغيم في
الساعة الواحدة ولا يصح القياس . و تَعَيَّنَ عليه الشيء : لزمه بعَيْنه . وشِرْبٌ
من عائنٍ أَي من ماء سائل . و تَعْيينُ الشيء : تخصيصه من الجُمْلة . و المُعَيَّنُ
: فحلُ ثَوْر قال جابر بن حُرَيْشٍ : ومُعَيَّناً يَحْوِي الصِّوَارَ كأَنه
مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ إِذا ما بَرْبَرا و عَيَّنْتُ اللؤلؤة ثَقَبْتُها والله تعالى
أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
النَّعِيمُ
والنُّعْمى والنَّعْماء والنِّعْمة كله الخَفْض والدَّعةُ والمالُ وهو ضد
البَأْساء والبُؤْسى وقوله عز وجل ومَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ الله من بَعْدِ ما
جاءته يعني في هذا الموضع حُجَجَ الله الدالَّةَ على أَمر النبي صلى الله عليه
وسلم وقوله تعالى
النَّعِيمُ
والنُّعْمى والنَّعْماء والنِّعْمة كله الخَفْض والدَّعةُ والمالُ وهو ضد
البَأْساء والبُؤْسى وقوله عز وجل ومَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ الله من بَعْدِ ما
جاءته يعني في هذا الموضع حُجَجَ الله الدالَّةَ على أَمر النبي صلى الله عليه
وسلم وقوله تعالى ثم لَتُسْأَلُنَّ يومئذ عن النعيم أي تُسْأَلون يوم القيامة عن
كل ما استمتعتم به في الدنيا وجمعُ النِّعْمةِ نِعَمٌ وأََنْعُمٌ كشِدَّةٍ
وأَشُدٍّ حكاه سيبويه وقال النابغة فلن أَذْكُرَ النُّعْمان إلا بصالحٍ فإنَّ له
عندي يُدِيّاً وأَنْعُما والنُّعْم بالضم خلافُ البُؤْس يقال يومٌ نُعْمٌ ويومٌ
بؤُْْسٌ والجمع أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ ونَعُم الشيءُ نُعومةً أي صار ناعِما لَيِّناً
وكذلك نَعِمَ يَنْعَم مثل حَذِرَ يَحْذَر وفيه لغة ثالثة مركبة بينهما نَعِمَ
يَنْعُمُ مثل فَضِلَ يَفْضُلُ ولغة رابعة نَعِمَ يَنْعِم بالكسر فيهما وهو شاذ
والتنَعُّم الترفُّه والاسم النِّعْمة ونَعِمَ الرجل يَنْعَم نَعْمةً فهو نَعِمٌ
بيّن المَنْعَم ويجوز تَنَعَّم فهو ناعِمٌ ونَعِمَ يَنْعُم قال ابن جني نَعِمَ في
الأصل ماضي يَنْعَمُ ويَنْعُم في الأصل مضارعُ نَعُم ثم تداخلت اللغتان فاستضاف من
يقول نَعِمَ لغة من يقول يَنْعُم فحدث هنالك لغةٌ ثالثة فإن قلت فكان يجب على هذا
أَن يستضيف من يقول نَعُم مضارعَ من يقول نَعِم فيتركب من هذا لغةٌ ثالثة وهي
نَعُم يَنْعَم قيل منع من هذا أَن فَعُل لا يختلف مضارعُه أَبداً وليس كذلك نَعِمَ
فإن نَعِمَ قد يأَْتي فيه يَنْعِمُ ويَنعَم فاحتمل خِلاف مضارعِه وفَعُل لا يحتمل
مضارعُه الخلافَ فإن قلت فما بالهُم كسروا عينَ يَنْعِم وليس في ماضيه إلا نَعِمَ
ونَعُم وكلُّ واحدٍ مِنْ فَعِل وفَعُل ليس له حَظٌّ في باب يَفْعِل ؟ قيل هذا
طريقُه غير طريق ما قبله فإما أن يكون يَنْعِم بكسر العين جاء على ماضٍ وزنه فعَل
غير أَنهم لم يَنْطِقوا به استغناءٍ عنه بنَعِم ونَعُم كما اسْتَغْنَوْا بتَرَك عن
وَذَرَ ووَدَعَ وكما استغنَوْا بمَلامِحَ عن تكسير لَمْحةٍ أَو يكون فَعِل في هذا
داخلاً على فَعُل أَعني أَن تُكسَر عينُ مضارع نَعُم كما ضُمَّت عينُ مضارع فَعِل
وكذلك تَنَعَّم وتَناعَم وناعَم ونَعَّمه وناعَمَه ونَعَّمَ أَولادَه رَفَّهَهم
والنَّعْمةُ بالفتح التَّنْعِيمُ يقال نَعَّمَه الله وناعَمه فتَنَعَّم وفي الحديث
كيف أَنْعَمُ وصاحبُ القَرْنِ قد الْتَقَمه ؟ أي كيف أَتَنَعَّم من النَّعْمة
بالفتح وهي المسرّة والفرح والترفُّه وفي حديث أَبي مريم دخلتُ على معاوية فقال ما
أَنْعَمَنا بك ؟ أَي ما الذي أَعْمَلَكَ إلينا وأَقْدَمَك علينا وإنما يقال ذلك
لمن يُفرَح بلقائه كأنه قال ما الذي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ أَعيُنَنا بلقائك
ورؤيتك والناعِمةُ والمُناعِمةُ والمُنَعَّمةُ الحَسنةُ العيشِ والغِذاءِ
المُتْرَفةُ ومنه الحديث إنها لَطَيْرٌ ناعِمةٌ أي سِمانٌ مُتْرَفةٌ قال وقوله ما
أَنْعَمَ العَيْشَ لو أَنَّ الفَتى حَجَرٌ تنْبُو الحوادِثُ عنه وهو مَلْمومُ إنما
هو على النسب لأَنا لم نسمعهم قالوا نَعِم العيشُ ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم
هو أَحْنكُ الشاتين وأَحْنَكُ البَعيرين في أَنه استعمل منه فعل التعجب وإن لم يك
منه فِعْلٌ فتَفهَّمْ ورجل مِنْعامٌ أي مِفْضالٌ ونَبْتٌ ناعِمٌ ومُناعِمٌ
ومُتناعِمٌ سواء قال الأَعشى وتَضْحَك عن غُرِّ الثَّنايا كأَنه ذرى أُقْحُوانٍ
نَبْتُه مُتناعِمُ والتَّنْعيمةُ شجرةٌ ناعمةُ الورَق ورقُها كوَرَق السِّلْق ولا
تنبت إلى على ماء ولا ثمرَ لها وهي خضراء غليظةُ الساقِ وثوبٌ ناعِمٌ ليِّنٌ ومنه
قول بعض الوُصَّاف وعليهم الثيابُ الناعمةُ وقال ونَحْمي بها حَوْماً رُكاماً
ونِسْوَةً عليهنَّ قَزٌّ ناعِمٌ وحَريرُ وكلامٌ مُنَعَّمٌ كذلك والنِّعْمةُ اليدُ
البَيْضاء الصاحلة والصَّنيعةُ والمِنَّة وما أُنْعِم به عليك ونِعْمةُ الله بكسر
النون مَنُّه وما أَعطاه الله العبدَ مما لا يُمْكن غيره أَن يُعْطيَه إياه
كالسَّمْع والبصَر والجمعُ منهما نِعَمٌ وأَنْعُمٌ قال ابن جني جاء ذلك على حذف
التاء فصار كقولهم ذِئْبٌ وأَذْؤب ونِطْع وأَنْطُع ومثله كثير ونِعِماتٌ ونِعَماتٌ
الإتباعُ لأَهل الحجاز وحكاه اللحياني قال وقرأَ بعضهم أَن الفُلْكَ تجرِي في
البَحْرِ بنِعَمات الله بفتح العين وكسرِها قال ويجوز بِنِعْمات الله بإسكان العين
فأَما الكسرُ
( * قوله « فأما الكسر إلخ » عبارة التهذيب فأما الكسر فعلى من جمع كسرة كسرات ومن
أسكن فهو أجود الأوجه على من جمع الكسرة كسات ومن قرأ إلخ ) فعلى مَنْ جمعَ
كِسْرَةً كِسِرات ومَنْ قرأَ بِنِعَمات فإن الفتح أخفُّ الحركات وهو أَكثر في
الكلام من نِعِمات الله بالكسر وقوله عز وجل وأَسْبَغَ عليكم نِعَمَه ظاهرةً
وباطنةً
( * قوله وقوله عز وجل وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة إلى قوله وقرأ بعضهم » هكذا
في الأصل بتوسيط عبارة الجوهري بينهما ) قال الجوهري والنُّعْمى كالنِّعْمة فإن
فتحتَ النون مددتَ فقلت النَّعْماء والنَّعيمُ مثلُه وفلانٌ واسعُ النِّعْمةِ أي
واسعُ المالِ وقرأَ بعضهم وأَسْبَغَ عليكم نِعْمَةً فمن قرأَ نِعَمَه أَراد جميعَ
ما أَنعم به عليهم قال الفراء قرأَها ابن عباس
( * قوله « قرأها ابن عباس إلخ » كذا بالأصل ) نِعَمَه وهو وَجْهٌ جيِّد لأَنه قد
قال شاكراً لأَنعُمِه فهذا جمع النِّعْم وهو دليل على أَن نِعَمَه جائز ومَنْ قرأَ
نِعْمةً أَراد ما أُعطوه من توحيده هذا قول الزجاج وأَنْعَمها اللهُ عليه وأَنْعَم
بها عليه قال ابن عباس النِّعمةُ الظاهرةُ الإسلامُ والباطنةُ سَتْرُ الذنوب وقوله
تعالى وإذْ تقولُ للذي أَنْعَم اللهُ عليه وأَنْعَمْت عليه أَمْسِكْ عليكَ زوْجَك
قال الزجاج معنى إنْعامِ الله عليه هِدايتُه إلى الإسلام ومعنى إنْعام النبي صلى
الله عليه وسلم عليه إعْتاقُه إياه من الرِّقِّ وقوله تعالى وأَمّا بِنِعْمةِ
ربِّك فحدِّثْ فسره ثعلب فقال اذْكُر الإسلامَ واذكر ما أَبْلاكَ به ربُّك وقوله
تعالى ما أَنتَ بِنِعْمةِ ربِّك بمَجْنونٍ يقول ما أَنت بإنْعامِ الله عليك
وحَمْدِكَ إياه على نِعْمتِه بمجنون وقوله تعالى يَعْرِفون نِعمةَ الله ثم
يُنْكِرونها قال الزجاج معناه يعرفون أَن أمرَ النبي صلى الله عليه وسلم حقٌّ ثم
يُنْكِرون ذلك والنِّعمةُ بالكسر اسمٌ من أَنْعَم اللهُ عليه يُنْعِمُ إنعاماً
ونِعْمةً أُقيم الاسمُ مُقامَ الإنْعام كقولك أَنْفَقْتُ عليه إنْفاقاً ونَفَقَةً
بمعنى واحد وأَنْعَم أَفْضل وزاد وفي الحديث إن أَهلَ الجنة ليَتراءوْنَ أَهلَ
عِلِّيِّين كما تَرَوْنَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ في أُفُقِ السماء وإنَّ أبا بكر
وعُمَر منهم وأَنْعَما أي زادا وفَضَلا رضي الله عنهما ويقال قد أَحْسَنْتَ إليَّ
وأَنْعَمْتَ أي زدت عليَّ الإحسانَ وقيل معناه صارا إلى النعيم ودخَلا فيه كما
يقال أَشْمَلَ إذا ذخل في الشِّمالِ ومعنى قولهم أَنْعَمْتَ على فلانٍ أي أَصَرْتَ
إليه نِعْمةً وتقول أَنْعَم اللهُ عليك من النِّعْمة وأَنْعَمَ اللهُ صَباحَك من
النُّعُومةِ وقولهُم عِمْ صباحاً كلمةُ تحيّةٍ كأَنه محذوف من نَعِم يَنْعِم
بالكسر كما تقول كُلْ من أَكلَ يأْكلُ فحذف منه الألف والنونَ استخفافاً ونَعِمَ
اللهُ بك عَيْناً ونَعَم ونَعِمَك اللهُ عَيْناً وأَنْعَم اللهُ بك عَيْناً أَقرَّ
بك عينَ من تحبّه وفي الصحاح أي أَقرَّ اللهُ عينَك بمن تحبُّه أَنشد ثعلب أَنْعَم
اللهُ بالرسولِ وبالمُرْ سِلِ والحاملِ الرسالَة عَيْنا الرسولُ هنا الرسالةُ ولا
يكون الرسولَ لأَنه قد قال والحامل الرسالة وحاملُ الرسالةِ هو الرسولُ فإن لم
يُقَل هذا دخل في القسمة تداخُلٌ وهو عيب قال الجوهري ونَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً
نُعْمةً مثل نَزِهَ نُزْهةً وفي حديث مطرّف لا تقُلْ نَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً فإن
الله لا يَنْعَم بأَحدٍ عَيْناً ولكن قال أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً قال الزمخشري
الذي منَع منه مُطرّفٌ صحيحٌ فصيحٌ في كلامهم وعَيْناً نصبٌ على التمييز من الكاف
والباء للتعدية والمعنى نَعَّمَكَ اللهُ عَيْناً أي نَعَّم عينَك وأَقَرَّها وقد
يحذفون الجارّ ويُوصِلون الفعل فيقولون نَعِمَك اللهُ عَيْناً وأَمَّا أَنْعَمَ
اللهُ بك عَيْناً فالباء فيه زائدة لأَن الهمزة كافية في التعدية تقول نَعِمَ زيدٌ
عيناً وأَنْعَمه اللهُ عيناً ويجوز أَن يكون من أَنْعَمَ إذا دخل في النَّعيم
فيُعدَّى بالباء قال ولعل مُطرِّفاً خُيِّلَ إليه أَنَّ انتصاب المميِّز في هذا
الكلام عن الفاعل فاستعظمه تعالى اللهُ أن يوصف بالحواس علوّاً كبيراً كما يقولون
نَعِمْتُ بهذا الأمرِ عَيْناً والباء للتعدية فحَسِبَ أن الأَمر في نَعِمَ اللهُ
بك عيناً كذلك ونزلوا منزلاً يَنْعِمُهم ويَنْعَمُهم بمعنى واحد عن ثعلب أي
يُقِرُّ أَعْيُنَهم ويَحْمَدونه وزاد اللحياني ويَنْعُمُهم عيناً وزاد الأَزهري
ويُنْعمُهم وقال أَربع لغات ونُعْمةُ العين قُرَّتُها والعرب تقول نَعْمَ ونُعْمَ
عينٍ ونُعْمةَ عينٍ ونَعْمةَ عينٍ ونِعْمةَ عينٍ ونُعْمى عينٍ ونَعامَ عينٍ
ونُعامَ عينٍ ونَعامةَ عينٍ ونَعِيمَ عينٍ ونُعامى عينٍ أي أفعلُ ذلك كرامةً لك
وإنْعاماً بعَينِك وما أَشبهه قال سيبويه نصبوا كلَّ ذلك على إضمار الفعل المتروك
إظهارهُ وفي الحديث إذا سَمِعتَ قولاً حسَناً فَرُوَيْداً بصاحبه فإن وافقَ قولٌ
عَملاً فنَعْمَ ونُعْمةَ عينٍ آخِه وأَوْدِدْه أي إذا سمعت رجُلاً يتكلّم في العلم
بما تستحسنه فهو كالداعي لك إلى مودّتِه وإخائه فلا تَعْجَلْ حتى تختبر فعلَه فإن
رأَيته حسنَ العمل فأَجِبْه إلى إخائه ومودّتهِ وقل له نَعْمَ ونُعْمة عين أَي
قُرَّةَ عينٍ يعني أُقِرُّ عينَك بطاعتك واتّباع أمرك ونَعِمَ العُودُ اخضرَّ
ونَضَرَ أنشد سيبويه واعْوَجَّ عُودُك من لَحْوٍ ومن قِدَمٍ لا يَنْعَمُ العُودُ
حتى يَنْعَم الورَقُ
( * قوله « من لحو » في المحكم من لحق واللحق الضمر )
وقال الفرزدق وكُوم تَنْعَمُ الأَضيْاف عَيْناً وتُصْبِحُ في مَبارِكِها ثِقالا
يُرْوَى الأَضيافُ والأَضيافَ فمن قال الأَضيافُ بالرفع أراد تَنْعَم الأَضيافُ
عيناً بهن لأَنهم يشربون من أَلبانِها ومن قال تَنْعَم الأَضيافَ فمعناه تَنْعَم
هذه الكُومُ بالأَضيافِ عيناً فحذفَ وأَوصل فنَصب الأَضيافَ أي أن هذه الكومَ
تُسَرُّ بالأَضيافِ كسُرورِ الأَضيافِ بها لأنها قد جرت منهم على عادة مأَلوفة
معروفة فهي تأْنَسُ بالعادة وقيل إنما تأْنس بهم لكثرة الأَلبان فهي لذلك لا تخاف
أن تُعْقَر ولا تُنْحَر ولو كانت قليلة الأَلبان لما نَعِمَت بهم عيناً لأنها كانت
تخاف العَقْرَ والنحر وحكى اللحياني يا نُعْمَ عَيْني أَي يا قُرَّة عيني وأَنشد
عن الكسائي صَبَّحكَ اللهُ بخَيْرٍ باكرِ بنُعْمِ عينٍ وشَبابٍ فاخِرِ قال
ونَعْمةُ العيش حُسْنُه وغَضارَتُه والمذكر منه نَعْمٌ ويجمع أَنْعُماً
والنَّعامةُ معروفةٌ هذا الطائرُ تكون للذكر والأُنثى والجمع نَعاماتٌ ونَعائمُ
ونَعامٌ وقد يقع النَّعامُ على الواحد قال أبو كَثْوة ولَّى نَعامُ بني صَفْوانَ
زَوْزَأَةً لَمَّا رأَى أَسَداً بالغابِ قد وَثَبَا والنَّعامُ أَيضاً بغير هاء
الذكرُ منها الظليمُ والنعامةُ الأُنثى قال الأَزهري وجائز أَن يقال للذكر نَعامة
بالهاء وقيل النَّعام اسمُ جنس مثل حَمامٍ وحَمامةٍ وجرادٍ وجرادةٍ والعرب تقول
أَصَمُّ مِن نَعامةٍ وذلك أنها لا تَلْوي على شيء إذا جفَلت ويقولون أَشمُّ مِن
هَيْق لأَنه يَشُمّ الريح قال الراجز أَشمُّ من هَيْقٍ وأَهْدَى من جَمَلْ ويقولون
أَمْوَقُ من نعامةٍ وأَشْرَدُ من نَعامةٍ ومُوقها تركُها بيضَها وحَضْنُها بيضَ
غيرها ويقولون أَجبن من نَعامةٍ وأَعْدى من نَعامةٍ ويقال ركب فلانٌ جَناحَيْ
نَعامةٍ إذا جدَّ في أَمره ويقال للمُنْهزِمين أَضْحَوْا نَعاماً ومنه قول بشر
فأَما بنو عامرٍ بالنِّسار فكانوا غَداةَ لَقُونا نَعامَا وتقول العرب للقوم إذا
ظَعَنوا مسرعين خَفَّتْ نَعامَتُهم وشالَتْ نَعامَتُهم وخَفَّتْ نَعامَتُهم أَي
استَمر بهم السيرُ ويقال للعَذارَى كأنهن بَيْضُ نَعامٍ ويقال للفَرَس له ساقا
نَعامةٍ لِقِصَرِ ساقَيْه وله جُؤجُؤُ نَعامةٍ لارتفاع جُؤْجُؤها ومن أَمثالهم مَن
يَجْمع بين الأَرْوَى والنَّعام ؟ وذلك أن مَساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الجبال ومساكن
النعام السُّهولةُ فهما لا يجتمعان أَبداً ويقال لمن يُكْثِرُ عِلَلَه عليك ما
أَنت إلا نَعامةٌ يَعْنون قوله ومِثْلُ نَعامةٍ تُدْعَى بعيراً تُعاظِمُه إذا ما
قيل طِيري وإنْ قيل احْمِلي قالت فإنِّي من الطَّيْر المُرِبَّة بالوُكور ويقولون
للذي يَرْجِع خائباً جاء كالنَّعامة لأَن الأَعراب يقولون إن النعامة ذهَبَتْ
تَطْلُبُ قَرْنَينِ فقطعوا أُذُنيها فجاءت بلا أُذُنين وفي ذلك يقول بعضهم أو
كالنَّعامةِ إذ غَدَتْ من بَيْتِها لتُصاغَ أُذْناها بغير أَذِينِ فاجْتُثَّتِ
الأُذُنان منها فانْتَهَتْ هَيْماءَ لَيْسَتْ من ذوات قُرونِ ومن أَمثالهم أنْتَ
كصاحبة النَّعامة وكان من قصتها أَنها وجَدتْ نَعامةً قد غَصَّتْ بصُعْرورٍ
فأَخذتْها وربَطتْها بخِمارِها إلى شجرة ثم دنَتْ من الحيّ فهتَفَتْ من كان
يحُفُّنا ويَرُفُّنا فلْيَتَّرِكْ وقَوَّضَتْ بَيْتَها لتَحْمِل على النَّعامةِ
فانتَهتْ إليها وقد أَساغَتْ غُصَّتَها وأَفْلَتَتْ وبَقِيَت المرأَةُ لا صَيْدَها
أَحْرَزَتْ ولا نصيبَها من الحيّ حَفِظتْ يقال ذلك عند المَزْريَةِ على من يَثق
بغير الثِّقةِ والنَّعامة الخشبة المعترضة على الزُّرنُوقَيْنِ تُعَلَّق منهما
القامة وهي البَكَرة فإن كان الزَّرانيق من خَشَبٍ فهي دِعَمٌ وقال أَبو الوليد
الكِلابي إذا كانتا من خَشَب فهما النَّعامتان قال والمعترضة عليهما هي العَجَلة
والغَرْب مُعَلَّقٌ بها قال الأزهري وتكون النَّعامتانِ خَشَبتين يُضَمُّ طرَفاهما
الأَعْليان ويُرْكَز طرفاهما الأَسفلان في الأرض أحدهما من هذا الجانب والآخر من
ذاك الجنب يُصْقَعان بحَبْل يُمدّ طرفا الحبل إلى وتِدَيْنِ مُثْبَتيْنِ في الأرض
أو حجرين ضخمين وتُعَلَّقُ القامة بين شُعْبتي النَّعامتين والنَّعامتانِ
المَنارتانِ اللتان عليهما الخشبة المعترِضة وقال اللحياني النَّعامتان الخشبتان
اللتان على زُرْنوقَي البئر الواحدة نَعامة وقيل النَّعامة خشبة تجعل على فم البئر
تَقوم عليها السَّواقي والنَّعامة صخرة ناشزة في البئر والنَّعامة كلُّ بناء
كالظُّلَّة أو عَلَم يُهْتَدَى به من أَعلام المفاوز وقيل كل بناء على الجبل
كالظُّلَّة والعَلَم والجمع نَعامٌ قال أَبو ذؤيب يصف طرق المفازة بِهنَّ نَعامٌ
بَناها الرجا لُ تَحْسَب آرامَهُن الصُّروحا
( * قوله « بناها » هكذا بتأنيث الضمير في الأصل ومثله في المحكم هنا والذي في
مادة نفض تذكيره ومثله في الصحاح في هذه المادة وتلك )
وروى الجوهري عجزه تُلْقِي النَّقائِضُ فيه السَّريحا قال والنَّفائضُ من الإبل
وقال آخر لا شيءَ في رَيْدِها إلا نَعامَتُها منها هَزِيمٌ ومنها قائمٌ باقِي
والمشهور من شعره لا ظِلَّ في رَيْدِها وشرحه ابن بري فقال النَّعامة ما نُصب من
خشب يَسْتَظِلُّ به الربيئة والهَزيم المتكسر وبعد هذا البيت بادَرْتُ قُلَّتَها
صَحْبي وما كَسِلوا حتى نَمَيْتُ إليها قَبْلَ إشْراق والنَّعامة الجِلْدة التي
تغطي الدماغ والنَّعامة من الفرس دماغُه والنَّعامة باطن القدم والنَّعامة الطريق
والنَّعامة جماعة القوم وشالَتْ نَعامَتُهم تفرقت كَلِمَتُهم وذهب عزُّهم
ودَرَسَتْ طريقتُهم وولَّوْا وقيل تَحَوَّلوا عن دارهم وقيل قَلَّ خَيْرُهم
وولَّتْ أُمورُهم قال ذو الإصْبَع العَدْوانيّ أَزْرَى بنا أَننا شالَتْ نَعامتُنا
فخالني دونه بل خِلْتُه دوني ويقال للقوم إذا ارْتَحَلوا عن منزلهم أو تَفَرَّقوا
قد شالت نعامتهم وفي حديث ابن ذي يَزَنَ أتى هِرَقْلاً وقد شالَتْ نَعامَتُهم
النعامة الجماعة أَي تفرقوا وأَنشد ابن بري لأبي الصَّلْت الثَّقَفِيِّ اشْرَبْ
هنِيئاً فقد شالَتْ نَعامتُهم وأَسْبِلِ اليَوْمَ في بُرْدَيْكَ إسْبالا وأَنشد
لآخر إني قَضَيْتُ قضاءً غيرَ ذي جَنَفٍ لَمَّا سَمِعْتُ ولمّا جاءَني الخَبَرُ
أَنَّ الفَرَزْدَق قد شالَتْ نعامَتُه وعَضَّه حَيَّةٌ من قَومِهَِ ذَكَرُ
والنَّعامة الظُّلْمة والنَّعامة الجهل يقال سكَنَتْ نَعامتُه قال المَرّار
الفَقْعَسِيّ ولو أَنيّ حَدَوْتُ به ارْفَأَنَّتْ نَعامتُه وأَبْغَضَ ما أَقولُ
اللحياني يقال للإنسان إنه لخَفيفُ النعامة إذا كان ضعيف العقل وأَراكةٌ نَعامةٌ
طويلة وابن النعامة الطريق وقيل عِرْقٌ في الرِّجْل قال الأَزهري قال الفراء سمعته
من العرب وقيل ابن النَّعامة عَظْم الساق وقيل صدر القدم وقيل ما تحت القدم قال
عنترة فيكونُ مَرْكبَكِ القَعودُ ورَحْلُه وابنُ النَّعامةِ عند ذلك مَرْكَبِي
فُسِّر بكل ذلك وقيل ابن النَّعامة فَرَسُه وقيل رِجْلاه قال الأزهري زعموا أَن
ابن النعامة من الطرق كأَنه مركب النَّعامة من قوله وابن النعامة يوم ذلك مَرْكَبي
وابن النَعامة الساقي الذي يكون على البئر والنعامة الرجْل والنعامة الساق والنَّعامة
الفَيْجُ المستعجِل والنَّعامة الفَرَح والنَّعامة الإكرام والنَّعامة المحَجَّة
الواضحة قال أَبو عبيدة في قوله وابن النعامة عند ذلك مركبي قال هو اسم لشدة
الحَرْب وليس ثَمَّ امرأَة وإنما ذلك كقولهم به داء الظَّبْي وجاؤوا على بَكْرة
أَبيهم وليس ثم داء ولا بَكرة قال ابن بري وهذا البيت أَعني فيكون مركبكِ لِخُزَزَ
بن لَوْذان السَّدوسيّ وقبله كذَبَ العَتيقُ وماءُ شَنٍّ بارِدٍ إنْ كنتِ شائلَتي
غَبُوقاً فاذْهَبي لا تَذْكُرِي مُهْرِي وما أَطعَمْتُه فيكونَ لَوْنُكِ مِثلَ
لَوْنِ الأَجْرَبِ إني لأَخْشَى أن تقولَ حَليلَتي هذا غُبارٌ ساطِعٌ فَتَلَبَّبِ
إن الرجالَ لَهمْ إلَيْكِ وسيلَةٌ إنْ يأْخذوكِ تَكَحِّلي وتَخَضِّبي ويكون
مَرْكَبَكِ القَلوصُ ورَحلهُ وابنُ النَّعامة يوم ذلك مَرْكَبِي وقال هكذا ذكره
ابن خالويه وأَبو محمد الأَسود وقال ابنُ النَّعامة فرس خُزَزَ بن لَوْذان
السَّدوسي والنعامة أُمُّه فرس الحرث بن عَبَّاد قال وتروى الأبيات أَيضا لعنترة
قال والنَّعامة خَطٌّ في باطن الرِّجْل ورأَيت أبا الفرج الأَصبهاني قد شرح هذا
البيت في كتابه
( * قوله « في كتابه » هو الأغاني كما بهامش الأصل ) وإن لم يكن الغرض في هذا
الكتاب النقل عنه لكنه أَقرب إلى الصحة لأنه قال إن نهاية غرض الرجال منكِ إذا
أَخذوك الكُحْل والخِضابُ للتمتع بك ومتى أَخذوك أَنت حملوك على الرحل والقَعود
وأَسَروني أَنا فيكون القَعود مَرْكَبك ويكون ابن النعامة مَرْكَبي أَنا وقال ابنُ
النَّعامة رِجْلاه أو ظلُّه الذي يمشي فيه وهذا أَقرب إلى التفسير من كونه يصف
المرأَة برُكوب القَعود ويصف نفسه بركوب الفرس اللهم إلا أَن يكون راكب الفرس
منهزماً مولياً هارباً وليس في ذلك من الفخر ما يقوله عن نفسه فأَيُّ حالة أَسوأُ
من إسلام حليلته وهرَبه عنها راكباً أو راجلاً ؟ فكونُه يَسْتَهوِل أَخْذَها
وحملَها وأَسْرَه هو ومشيَه هو الأمر الذي يَحْذَرُه ويَسْتهوِله والنَّعَم واحد
الأَنعْام وهي المال الراعية قال ابن سيده النَّعَم الإبل والشاء يذكر ويؤنث
والنَّعْم لغة فيه عن ثعلب وأَنشد وأَشْطانُ النَّعامِ مُرَكَّزاتٌ وحَوْمُ
النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلول والجمع أَنعامٌ وأَناعيمُ جمع الجمع قال ذو الرمة
دانى له القيدُ في دَيْمومةٍ قُذُفٍ قَيْنَيْهِ وانْحَسَرَتْ عنه الأَناعِيمُ وقال
ابن الأَعرابي النعم الإبل خاصة والأَنعام الإبل والبقر والغنم وقوله تعالى
فجَزاءٌ مثْلُ ما قَتَلَ من النَّعَم يحكم به ذَوَا عَدْلٍ منكم قال ينظر إلى الذي
قُتل ما هو فتؤخذ قيمته دارهم فيُتصدق بها قال الأَزهري دخل في النعم ههنا الإبلُ
والبقرُ والغنم وقوله عز وجل والذين كفروا يتمتعون ويأْكلون كما تأْكل الأَنْعامُ
قال ثعلب لا يذكرون الله تعالى على طعامهم ولا يُسمُّون كما أَن الأَنْعام لا تفعل
ذلك وأما قول الله عز وجَل وإنَّ لكم في الأَنعام لَعِبْرةً نُسْقِيكم مما في
بطونه فإن الفراء قال الأَنْعام ههنا بمعنى النَّعَم والنَّعَم تذكر وتؤنث ولذلك
قال الله عز وجل مما في بطونه وقال في موضع آخر مما في بطونها وقال الفراء النَّعَم
ذكر لا يؤَنث ويجمع على نُعْمانٍ مثل حَمَل وحُمْلانٍ والعرب إذا أَفردت النَّعَم
لم يريدوا بها إلا الإبل فإذا قالوا الأنعام أَرادوا بها الإبل والبقر والغنم قال
الله عز وجل ومن الأَنْعام حَمولةً وفَرْشاً كلوا مما رزقكم الله ( الآية ) ثم قال
ثمانية أَزواج أي خلق منها ثمانية أَزواج وكان الكسائي يقول في قوله تعالى نسقيكم
مما في بطونه قال أَراد في بطون ما ذكرنا ومثله قوله مِثْل الفراخ نُتِفَتْ
حَواصِلُهْ أي حواصل ما ذكرنا وقال آخر في تذكير النَّعَم في كلّ عامٍ نَعَمٌ
يَحْوونَهُ يُلْقِحُه قَوْمٌ ويَنْتِجونَهُ ومن العرب من يقول للإبل إذا ذُكِرت
( * قوله « إذا ذكرت » الذي في التهذيب كثرت ) الأَنعام والأَناعيم والنُّعامى
بالضم على فُعالى من أَسماء ريح الجنوب لأَنها أَبلُّ الرياح وأَرْطَبُها قال أَبو
ذؤيب مَرَتْه النُّعامى فلم يَعْتَرِفْ خِلافَ النُّعامى من الشَّأْمِ ريحا وروى
اللحياني عن أَبي صَفْوان قال هي ريح تجيء بين الجنوب والصَّبا والنَّعامُ
والنَّعائمُ من منازل القمر ثمانيةُ كواكبَ أَربعة صادرٌ وأَربعة واردٌ قال
الجوهري كأنها سرير مُعْوجّ قال ابن سيده أَربعةٌ في المجرّة وتسمى الواردةَ
وأَربعة خارجة تسمَّى الصادرةَ قال الأَزهري النعائمُ منزلةٌ من منازل القمر
والعرب تسمّيها النَّعامَ الصادرَ وهي أَربعة كواكب مُربَّعة في طرف المَجَرَّة
وهي شاميّة ويقال لها النَّعام أَنشد ثعلب باضَ النَّعامُ به فنَفَّر أَهلَه إلا
المُقِيمَ على الدّوَى المُتَأَفِّنِ النَّعامُ ههنا النَّعائمُ من النجوم وقد ذكر
مستوفى في ترجمة بيض ونُعاماكَ بمعنى قُصاراكَ وأَنْعَم أن يُحْسِنَ أَو يُسِيءَ
زاد وأَنْعَم فيه بالَغ قال سَمِين الضَّواحي لم تَُؤَرِّقْه لَيْلةً وأَنْعَمَ
أبكارُ الهُمومِ وعُونُها الضَّواحي ما بدا من جَسدِه لم تُؤرّقْه ليلةً أَبكارُ
الهموم وعُونُها وأَنْعَمَ أي وزاد على هذه الصفة وأَبكار الهموم ما فجَأَك
وعُونُها ما كان هَمّاً بعدَ هَمّ وحَرْبٌ عَوانٌ إذا كانت بعد حَرْب كانت قبلها
وفَعَل كذا وأَنْعَمَ أي زاد وفي حديث صلاة الظهر فأَبردَ بالظُّهْرِ وأَنْعَمَ أي
أَطال الإبْرادَ وأَخَّر الصلاة ومنه قولهم أَنْعَمَ النظرَ في الشيءِ إذا أَطالَ
الفِكْرةَ فيه وقوله فوَرَدَتْ والشمسُ لمَّا تُنْعِمِ من ذلك أَيضاً أَي لم
تُبالِغْ في الطلوع ونِعْمَ ضدُّ بِئْسَ ولا تَعْمَل من الأَسماء إلا فيما فيه
الألفُ واللام أو ما أُضيف إلى ما فيه الأَلف واللام وهو مع ذلك دالٌّ على معنى
الجنس قال أَبو إسحق إذا قلت نِعْمَ الرجلُ زيدٌ أو نِعْمَ رجلاً زيدٌ فقد قلتَ
استحقّ زيدٌ المدحَ الذي يكون في سائر جنسه فلم يجُزْ إذا كانت تَسْتَوْفي مَدْحَ
الأَجْناسِ أن تعمل في غير لفظ جنسٍ وحكى سيبويه أَن من العرب من يقول نَعْمَ
الرجلُ في نِعْمَ كان أصله نَعِم ثم خفَّف بإسكان الكسرة على لغة بكر من وائل ولا
تدخل عند سيبويه إلا على ما فيه الأَلف واللام مُظَهَراً أو مضمراً كقولك نِعْم
الرجل زيد فهذا هو المُظهَر ونِعْمَ رجلاً زيدٌ فهذا هو المضمر وقال ثعلب حكايةً
عن العرب نِعْم بزيدٍ رجلاً ونِعْمَ زيدٌ رجلاً وحكى أَيضاً مررْت بقومٍ نِعْم
قوماً ونِعْمَ بهم قوماً ونَعِمُوا قوماً ولا يتصل بها الضمير عند سيبويه أَعني
أَنَّك لا تقول الزيدان نِعْما رجلين ولا الزيدون نِعْموا رجالاً قال الأزهري إذا
كان مع نِعْم وبِئْسَ اسمُ جنس بغير أَلف ولام فهو نصبٌ أَبداً وإن كانت فيه
الأَلفُ واللامُ فهو رفعٌ أَبداً وذلك قولك نِعْم رجلاً زيدٌ ونِعْم الرجلُ زيدٌ
ونَصَبتَ رجلاً على التمييز ولا تَعْملُ نِعْم وبئْس في اسمٍ علمٍ إنما تَعْمَلانِ
في اسم منكورٍ دالٍّ على جنس أو اسم فيه أَلف ولامٌ تدلّ على جنس الجوهري نِعْم
وبئس فِعْلان ماضيان لا يتصرَّفان تصرُّفَ سائر الأَفعال لأَنهما استُعملا للحال
بمعنى الماضي فنِعْم مدحٌ وبئسَ ذمٌّ وفيهما أَربع لغات نَعِمَ بفتح أَوله وكسر
ثانيه ثم تقول نِعِمَ فتُتْبع الكسرة الكسرةَ ثم تطرح الكسرة الثانية فتقول نِعْمَ
بكسر النون وسكون العين ولك أَن تطرح الكسرة من الثاني وتترك الأَوَّل مفتوحاً
فتقول نَعْم الرجلُ بفتح النون وسكون العين وتقول نِعْمَ الرجلُ زيدٌ ونِعم
المرأَةُ هندٌ وإن شئت قلت نِعْمتِ المرأَةُ هند فالرجل فاعلُ نِعْمَ وزيدٌ يرتفع
من وجهين أَحدهما أَن يكون مبتدأ قدِّم عليه خبرُه والثاني أن يكون خبر مبتدإِ
محذوفٍ وذلك أَنَّك لمّا قلت نِعْم الرجل قيل لك مَنْ هو ؟ أو قدَّرت أَنه قيل لك
ذلك فقلت هو زيد وحذفت هو على عادة العرب في حذف المبتدإ والخبر إذا عرف المحذوف
هو زيد وإذا قلت نِعْم رجلاً فقد أَضمرت في نِعْمَ الرجلَ بالأَلف واللام مرفوعاً
وفسّرته بقولك رجلاً لأن فاعِلَ نِعْم وبِئْسَ لا يكون إلا معرفة بالأَلف واللام
أو ما يضاف إلى ما فيه الأَلف واللام ويراد به تعريف الجنس لا تعريفُ العهد أو
نكرةً منصوبة ولا يليها علَمٌ ولا غيره ولا يتصل بهما الضميرُ لا تقول نِعْمَ زيدٌ
ولا الزيدون نِعْموا وإن أَدخلت على نِعْم ما قلت نِعْمَّا يَعِظكم به تجمع بين
الساكنين وإن شئت حركت العين بالكسر وإن شئت فتحت النون مع كسر العين وتقول
غَسَلْت غَسْلاً نِعِمّا تكتفي بما مع نِعْم عن صلته أي نِعْم ما غَسَلْته وقالوا
إن فعلتَ ذلك فَبِها ونِعْمَتْ بتاءٍ ساكنة في الوقف والوصل لأَنها تاء تأْنيث
كأَنَّهم أَرادوا نِعْمَت الفَعْلةُ أو الخَصْلة وفي الحديث مَن توضَّأَ يومَ
الجمعة فبها ونِعْمَت ومَن اغْتَسل فالغُسْل أَفضل قال ابن الأثير أَي ونِعْمَت
الفَعْلةُ والخَصْلةُ هي فحذف المخصوص بالمدح والباء في فبها متعلقة بفعل مضمر أي
فبهذه الخَصْلةِ أو الفَعْلة يعني الوضوءَ يُنالُ الفضلُ وقيل هو راجع إلى
السُّنَّة أي فبالسَّنَّة أَخَذ فأَضمر ذلك قال الجوهري تاءُ نِعْمَت ثابتةٌ في
الوقف قال ذو الرمة أَو حُرَّة عَيْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة دَعائمَ الزَّوْرِ
نِعْمَت زَوْرَقُ البَلدِ وقالوا نَعِم القومُ كقولك نِعْم القومُ قال طرفة ما
أَقَلَّتْ قَدَمايَ إنَّهُمُ نَعِمَ السَّاعون في الأَمْرِ المُبِرّْ هكذا أَنشدوه
نَعِمَ بفتم النون وكسر العين جاؤوا به على الأَصل ولم يكثر استعماله عليه وقد روي
نِعِمَ بكسرتين على الإتباع ودقَقْتُه دَقّاً نِعِمّا أي نِعْمَ الدقُّ قال
الأَزهري ودقَقْت دواءً فأَنْعَمْت دَقَّه أي بالَغْت وزِدت ويقال ناعِمْ حَبْلَك
وغيرهَ أَي أَحكمِه ويقال إنه رجل نِعِمّا الرجلُ وإنه لَنَعِيمٌ وتَنَعَّمَه
بالمكان طلَبه ويقال أَتيتُ أَرضاً فتَنَعَّمَتْني أي وافقتني وأَقمتُ بها
وتَنَعَّمَ مَشَى حافياً قيل هو مشتق من النَّعامة التي هي الطريق وليس بقويّ وقال
اللحياني تَنَعَّمَ الرجلُ قدميه أي ابتذَلَهما وأَنْعَمَ القومَ ونَعَّمهم أتاهم
مُتَنَعِّماً على قدميه حافياً على غير دابّة قال تَنَعَّمها من بَعْدِ يومٍ
وليلةٍ فأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وهو بَطِينُ وأَنْعَمَ الرجلُ إذا شيَّع صَديقَه
حافياً خطوات وقوله تعالى إن تُبْدوا الصَّدَقاتِ فنِعِمَّا هي ومثلُه إنَّ الله
نِعِمّا يَعِظكم به قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمرو فنِعْمّا بكسر
النون وجزم العين وتشديد الميم وقرأَ حمزة والكسائي فنَعِمّا بفتح النون وكسر
العين وذكر أَبو عبيدة
( * قوله « وذكر أَبو عبيدة » هكذا في الأصل بالتاء وفي التهذيب وزاده على
البيضاوي أبو عبيد بدونها ) حديث النبي صلى عليه وسلم حين قال لعمرو بن العاص
نِعْمّا بالمالِ الصالح للرجل الصالِح وأَنه يختار هذه القراءة لأَجل هذه الرواية
قال ابن الأَثير أَصله نِعْمَ ما فأَدْغم وشدَّد وما غيرُ موصوفةٍ ولا موصولةٍ
كأَنه قال نِعْمَ شيئاً المالُ والباء زائدة مثل زيادتها في كَفَى بالله حسِبياً
حسِيباً ومنه الحديث نِعْمَ المالُ الصالحُ للرجل الصالِح قال ابن الأثير وفي
نِعْمَ لغاتٌ أَشهرُها كسرُ النون وسكون العين ثم فتح النون وكسر العين ثم كسرُهما
وقال الزجاج النحويون لا يجيزون مع إدغام الميم تسكينَ العين ويقولون إن هذه
الرواية في نِعْمّا ليست بمضبوطة وروي عن عاصم أَنه قرأَ فنِعِمَّا بكسر النون
والعين وأَما أَبو عمرو فكأَنَّ مذهَبه في هذا كسرةٌ خفيفةٌ مُخْتَلَسة والأصل في
نِعْمَ نَعِمَ نِعِمَ ثلاث لغات وما في تأْويل الشيء في نِعِمّا المعنى نِعْمَ
الشيءُ قال الأزهري إذا قلت نِعْمَ ما فَعل أو بئس ما فَعل فالمعنى نِعْمَ شيئاً
وبئس شيئاً فعَل وكذلك قوله إنَّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكم به معناه نِعْمَ شيئاً
يَعِظكم به والنُّعْمان الدم ولذلك قيل للشَّقِر شَقائق النُّعْمان وشقائقُ
النُّعْمانِ نباتٌ أَحمرُ يُشبَّه بالدم ونُعْمانُ بنُ المنذر مَلكُ العرب نُسب
إِليه الشَّقيق لأَنه حَماه قال أَبو عبيدة إن العرب كانت تُسَمِّي مُلوكَ الحيرة
النُّعْمانَ لأَنه كان آخِرَهم أَبو عمرو من أَسماء الروضةِ الناعِمةُ والواضِعةُ
والناصِفةُ والغَلْباء واللَّفّاءُ الفراء قالت الدُّبَيْرِيّة حُقْتُ المَشْرَبةَ
ونَعَمْتُها
( * قوله « ونعمتها » كذا بالأصل بالتخفيف وفي الصاغاني بالتشديد ) ومَصَلْتها
( * قوله « ومصلتها » كذا بالأصل والتهذيب ولعلها وصلتها كما يدل عليه قوله بعد
والمصول ) أي كَنسْتها وهي المِحْوَقةُ والمِنْعَمُ والمِصْوَلُ المِكْنَسة
وأُنَيْعِمُ والأُنَيْعِمُ وناعِمةُ ونَعْمانُ كلها مواضع قال ابن بري وقول الراعي
صبا صَبْوةً مَن لَجَّ وهو لَجُوجُ وزايَلَه بالأَنْعَمينِ حُدوجُ الأَنْعَمين اسم
موضع قال ابن سيده والأَنْعمان موضعٌ قال أَبو ذؤيب وأَنشد ما نسبه ابن بري إلى
الراعي صبا صبوةً بَلْ لجَّ وهو لجوجُ وزالت له بالأَنعمين حدوجُ وهما نَعْمانانِ
نَعْمانُ الأَراكِ بمكة وهو نَعْمانُ الأَكبرُ وهو وادي عرفة ونَعْمانُ الغَرْقَد
بالمدينة وهو نَعْمانُ الأَصغرُ ونَعْمانُ اسم جبل بين مكة والطائف وفي حديث ابن
جبير خلقَ اللهُ آدمَ مِن دَحْنا ومَسحَ ظهرَ آدمَ عليه السلام بِنَعْمان
السَّحابِ نَعْمانُ جبل بقرب عرفة وأَضافه إلى السحاب لأَنه رَكَد فوقه لعُلُوِّه
ونَعْمانُ بالفتح وادٍ في طريق الطائف يخرج إلى عرفات قال عبد الله ابن نُمَير
الثَّقَفِيّ تضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ أنْ مَشَتْ به زَيْنَبٌ في نِسْوةٍ
عَطرات ويقال له نَعْمانُ الأَراكِ وقال خُلَيْد أَمَا والرَّاقِصاتِ بذاتِ عِرْقٍ
ومَن صَلَّى بِنَعْمانِ الأَراكِ والتَّنْعيمُ مكانٌ بين مكة والمدينة وفي التهذيب
بقرب من مكة ومُسافِر بن نِعْمة بن كُرَير من شُعرائهم حكاه ابن الأَعرابي وناعِمٌ
ونُعَيْمٌ ومُنَعَّم وأَنْعُمُ ونُعْمِيّ
( * قوله « ومنعم » هكذا ضبط في الأصل والمحكم وقال القاموس كمحدّث وضبط في الصاغاني
كمكرم وقوله « وأنعم » قال في القاموس بضم العين وضبط في المحكم بفتحها وقوله «
ونعمى » قال في القاموس كحبلى وضبط في الأصل والمحكم ككرسي ) ونُعْمانُ ونُعَيمانُ
وتَنْعُمُ كلهن أَسماءٌ والتَّناعِمُ بَطْنٌ من العرب ينسبون إلى تَنْعُم بن
عَتِيك وبَنو نَعامٍ بطنٌ ونَعامٌ موضع يقال فلانٌ من أَهل بِرْكٍ ونَعامٍ وهما
موضعان من أطراف اليَمن والنَّعامةُ فرسٌ مشهورة فارسُها الحرث بن عبّاد وفيها
يقول قَرِّبا مَرْبَِطِ النَّعامةِ مِنّي لَقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عن حِيالِ أي
بَعْدَ حِيالٍ والنَّعامةُ أَيضاً فرسُ مُسافِع ابن عبد العُزّى وناعِمةُ اسمُ
امرأَةٍ طَبَخَت عُشْباً يقال له العُقّارُ رَجاءَ أَن يذهب الطبخ بِغائلتِه
فأَكلته فقَتلَها فسمي العُقّارُ لذلك عُقّار ناعِمةَ رواه ابن سيده عن أبي حنيفة
ويَنْعَمُ حَيٌّ من اليمن ونَعَمْ ونَعِمْ كقولك بَلى إلا أن نَعَمْ في جواب
الواجب وهي موقوفة الآخِر لأنها حرف جاء لمعنى وفي التنزيل هلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ
ربُّكم حَقّاً قالوا نَعَمْ قال الأزهري إنما يُجاب به الاستفهامُ الذي لا جَحْدَ
فيه قال وقد يكون نَعَمْ تَصْديقاً ويكون عِدَةً وربما ناقَضَ بَلى إذا قال ليس لك
عندي ودِيعةٌ فتقول نَعَمْ تَصْديقٌ له وبَلى تكذيبٌ وفي حديث قتادة عن رجل من
خثْعَم قال دَفَعتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بِمِنىً فقلت أنتَ الذي
تزعُم أنك نَبيٌّ ؟ فقال نَعِمْ وكسر العين هي لغة في نَعَمْ وكسر العين وهي لغة
في نَغَمْ بالفتح التي للجواب وقد قرئَ بهما وقال أَبو عثمان النَّهْديّ أمرَنا
أميرُ المؤمنين عمرُ رضي الله عنه بأمر فقلنا نَعَمْ فقال لا تقولوا نَعَمْ وقولوا
نَعِمْ بكسر العين وقال بعضُ ولد الزبير ما كنت أَسمع أشياخَ قرَيش يقولون إلاَّ
نَعِمْ بكسر العين وفي حديث أبي سُفيان حين أَراد الخروج إلى أُحد كتبَ على سَهمٍ
نَعَمْ وعلى آخر لا وأَجالهما عند هُبَل فخرج سهمُ نَعَمْ فخرج إلى أُحُد فلما قال
لِعُمر أُعْلُ هُبَلُ وقال عمر اللهُ أَعلى وأَجلُّ قال أَبو سفيان أنعَمتْ فَعالِ
عنها أي اترك ذِكرَها فقد صدقت في فَتْواها وأَنعَمَتْ أَي أَجابت بنَعَمُْ وقول الطائي
تقول إنْ قلتُمُ لا لا مُسَلِّمةً لأَمرِكُمْ ونَعَمْ إن قلتُمُ نَعَما قال ابن
جني لا عيب فيه كما يَظنُّ قومٌ لأَنه لم يُقِرَّ نَعَمْ على مكانها من الحرفية
لكنه نقَلها فجعلها اسماً فنصَبها فيكون على حد قولك قلتُ خَيراً أو قلت ضَيراً
ويجوز أن يكون قلتم نَعَما على موضعه من الحرفية فيفتح للإطلاق كما حرَّك بعضُهم
لالتقاء الساكنين بالفتح فقال قُمَ الليلَ وبِعَ الثوبَ واشتقَّ ابنُ جني نَعَمْ
من النِّعْمة وذلك أن نعَمْ أَشرفُ الجوابين وأَسرُّهما للنفْس وأَجلَبُهما
للحَمْد ولا بضِدِّها ألا ترى إلى قوله وإذا قلتَ نَعَمْ فاصْبِرْ لها بنَجاحِ
الوَعْد إنَّ الخُلْف ذَمّْ وقول الآخر أَنشده الفارسي أبى جُودُه لا البُخْلِ
واسْتَعْجَلتْ به نَعَمْ من فَتىً لا يَمْنَع الجُوع قاتِله
( * قوله « لا يمنع الجوع قاتله » هكذا في الأصل والصحاح وفي المحكم الجوس قاتله
والجوس الجوع والذي في مغني اللبيب لا يمنع الجود قاتله وكتب عليه الدسوقي ما نصه
قوله لا يمنع الجود فاعل يمنع عائد على الممدوح والجود مفعول ثان وقاتله مفعول أول
ويحتمل أن الجود فاعل يمنع أي جوده لا يحرم قاتله أي فإذا أراد إنسان قتله فجوده
لا يحرم ذلك الشخص بل يصله اه تقرير دردير )
يروى بنصب البخل وجرِّه فمن نصبه فعلى ضربين أحدهما أن يكون بدلاً من لا لأن لا
موضوعُها للبخل فكأَنه قال أَبى جودُه البخلَ والآخر أن تكون لا زائدة والوجه
الأَول أعني البدلَ أَحْسَن لأنه قد ذكر بعدها نَعَمْ ونَعمْ لا تزاد فكذلك ينبغي
أَن تكون لا ههنا غير زائدة والوجه الآخر على الزيادة صحيح ومَن جرَّه فقال لا
البُخْلِ فبإضافة لا إليه لأَنَّ لا كما تكون للبُخْل فقد تكون للجُود أَيضاً ألا
ترى أَنه لو قال لك الإنسان لا تُطْعِمْ ولا تأْتِ المَكارمَ ولا تَقْرِ الضَّيْفَ
فقلتَ أَنت لا لكانت هذه اللفظة هنا للجُود فلما كانت لا قد تصلح للأَمرين جميعاً
أُضيفَت إلى البُخْل لما في ذلك من التخصيص الفاصل بين الضدّين ونَعَّم الرجلَ قال
له نعَمْ فنَعِمَ بذلك بالاً كما قالوا بَجَّلْتُه أي قلت له بَجَلْ أي حَسْبُك
حكاه ابن جني وأَنعَم له أي قال له نعَمْ ونَعامة لَقَبُ بَيْهَسٍ والنعامةُ اسم
فرس في قول لبيد تَكاثرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فيها وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبالُ
( * قوله « وتحجل والخبال » هكذا في الأصل والصحاح وفي القاموس في مادة خبل
بالموحدة وأما اسم فرس لبيد المذكور في قوله
تكاثر قرزل والجون فيها ... وعجلى والنعامة والخيال
فبالمثناة التحتية ووهم الجوهري كما وهم في عجلى وجعلها تحجل )
وأَبو نَعامة كنية قَطَريّ بن الفُجاءةِ ويكنى أَبا محمد أَيضاً قال ابن بري أَبو
نَعامة كُنْيَتُه في الحرب وأَبو محمد كُنيته في السِّلم ونُعْم بالضم اسم امرأَة