عَقَدَ الحَبْلَ والبَيْعَ والعَهْدَ يَعْقِدُهُ عَقْداً فانعقَدَ : شَدَّهُ . والذي صَرَّحَ به أَئِمَّةُ الاشتِقَاقِ : أَنَّ أَصلَ العَقْدِ نَقِيض الحَلِّ عَقَدَه يَعْقِده عَقْداً وتَعْقَاداً وعَقَّده وقد انْعَقد وتَعَقَّدَ ثم استُعمل في انواعِ العُقُودِ من البيوعاتِ والعُقُود وغيرها ثم استُعْمِل في التصميم والاعتقادِ الجَازمِ . وفي اللِّسَان : ويقال عَقَدْتُ الحَبْلَ فهو مَعْقُود وكذلك العَهْد ومنه عُقْدةُ النِّكَاح وانقعَد الحَبْلُ انعقاداً . ومَوْضِعُ العَقْدِ من الحَبْل : مَعْقَد وجَمْعُه : المَعَاقِدُ . وعَقَدَ العَهْدَ واليَمِينَ يَعْقِدُهما عَقْداً وعَقَّدهما : أَكَّدَهما . قال أَبو زَيْدٍ في قوله تعالى : " والذِنيَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ " وعَاقَدَت أَيمانُكُم وقد قُرِئ : عَقَّدت بالتشديد معناه التَّوكِيدُ والتَّغلِيظُ كقولهِ تعالى " ولا تَنْقُضُوا الأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها " وقال إِسحاقُ بن فَرج : سَمِعت أَعرابِيّاً يقول : عَقَدَ فُلانٌ عُنُقَهُ إِليه أَي إلى فُلان إِذا لَجَأَ إليه وعَكَدَها كذلك . وعَقَدَ الحاسِبُ يَعْقِد عَقْداً : حَسَبَ . والعَقْدُ بفَتح فسكونٍ : الضَّمَانُ والعَهْدُ جمْعُه : العُقُود . وقوله تعالى " يا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا أَوفُوا بالعُقُودِ " قيل : هي العُهُودُ وقيل : هي الفَرائِضُ التي أُلزِمُوها وقال الزَّجاج أَوفوا بالعُقُود خاطَبَ اللهُ المؤمنين بالوفاءِ بالعُقُودِ التي عَقَدَهَا الله تعالى عليهم والعُقُودِ التي يَعْقِدُهَأ بعضهم على بعضٍ على ما يُوجِبُه الدِّينُ . والعَقْدُ : الجَمَلُ المُوَثَّقُ الظَّهْرِ قال النابغة :
فكيف مَزَارُهَا إلاَّ بعَقْدٍ ... مُمَرٍّ ليس يَنْقُضُه الخَؤُونُ والعَقَدُ بالتَّحريكِ قبيلةٌ من بَجِيلَةَ أَو اليَمَنِ يَعْنِ قيساً ذَكَرَهَأ ابنُ الأَثِير منها بِشْرُ بنُ مُعَاذٍ العَقَدِيّ . وأبو عامرٍ عبدُ الملك ابن عمرو بن قيس البصريُّ . قال الحاكم : يُنْسَب إلى العَقَد مَولَى الحارِث بن عُبَادِ بن قَيْس بن ثَعْلَبةَ ابن بَكْرِ بن وائِلٍ وومثله قال ابنُ عبد البّرِّ والرّشاطيّ وأَبو عليّ الغَسَّاني وكلُّهم اتَّفَقُوا على أَنه عَقَدِيٌّ وأَنَّه من قَيْسٍ فتحصَّلَ من أَقوالِهِم تَرْجِيحُ القَوْلِ الأَخِيرِ . والله أعلم . والعَقَد : عُقْدَةٌ في اللِّسَانِ وهو الالْتِواءُ والرَّتَجُ . وعَقِدَ الرَّجلُ كفَرِحَ فهو اَعْقَدُ وعَقِدٌ : في لِسَانِه عُقْدَة وَعقِدَ لسانُه يَعْقَدُ عَقَداً . وقال ابن الأَعرابيِّ : العَقَد تَشَبُّثُ ظَبْيَةِ اللَّعْوَةِ بِبُسْرَةِ قَضِيبِ الثَّمْثَمِ هكذا أَورَدَه في نوادِرِه . وقد فَسَّرَه الصاغانيُّ وقلَّدَه المصنِّف بقوله : أَي تَشَبُّثُ حَيَائِ الكَلْبةِ بِرأْسِ قَضِيبِ الكَلْبِ فإِنَّ الثَّمْثم كلْبُ الصَّيْدِ واللَّعْوة : الأُنثَى وظَبْيَتُها : حَياؤُها . والعَقَدَة بهاءٍ : أَصْلُ اللِّسانِ وهو ما غَلُظَ منه . وكذلك العَكَدَةُ . والعَقِدُ ككَتِقٍ وجَبَلٍ : ما تَعقَّدَ من الرَّمْلِ وتَرَاكَمَ واحدُهما بهاءٍ والجمع أَعقادٌ وقيل : العَقَدُ تَرَطُّب الرَّمْلِ من كثْرة المَطَرِ . والعَقِد كَكَتِفٍ : الجَمَلُ القَصِيرُ الصَّبُورُ على العَمَلِ عن ابن الأَعْرَابيِّ . وقال غيره : جَمَلٌ عَقِدٌ : قَويٌّ . والعَقِدُ : شَجَرٌ وَرَقُهُ يُلْحِم الجِرَاحَ لخاصِّيَّةٍ فيه . والعِقْدُ بالكسر : القِلادَةُ وهي الخَيْطُ يُنْظَمُ فيه الخَرَزُ ج : عُقُودٌ وقد اعتقَدَ الدُّرَّ والخَرَزَ وغيره إذا اتَّخَذَ منه عِقْداً قال عَدِيُّ بن الرِّقاعِ :
وما حُسَيْنَةُ إِذْ قامتْ تُوَدِّعُنا ... لِلْبَيْنِ واعتَقَدَتْ شَذْراً ومَرْجَاناوعن سيبويه : يقال هومنِّي وفي الأَساس : هي مني مَعْقشدَ الإِزارِ مَقْعَدَ القابِلَةِ أَي قريبُ المنزلةِ أَي بتلكَ المَنْزِلةِ في القُرْبِ فحَذَف وأَوْصَلَ ومن الظُّرْوفِ المُخْتَصَّةِ التي أجريتْ مُجْرَى غيرِ المُخْتَصَّةِ كالمكانِ وإن لم يكن مكاناً وإنما هو كالمثلِ . والعَاقِدُ : حريمُ البِئرِ وما حَوْلَهَا . أَي البئرِ وفي المحكم : وما حَوْلَه أَي الحَريمِ وهو الصّوابُ . وظَبْيٌ عاقدٌك ثَنَآ عُنُقَهُ للنَّوْمِ أَو وَضَعَ عُنُقَهُ على عَجُزِهِ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ :
وكأَنَّمَا وافاكَ يومَ لَقِيتَها ... مِنْ وَحْشِ مَكَّةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ والجمع : العَوَاقِدُ قال النَّابِغَةُ الذُّبيانِيُّ :
" حِسانِ الوُجُوهِ كالظِّباءِ العَوَاقِدِ والعاقِدُ وفي التكملة : العاقِدةُ : الناقةُ التي أَرْتَجَتْ على ماءِ الفَحْلِ وذلك حِينَ تَعْقِدُ بِذَنَبِها فَيُعْلَمُ أَنها قد حَمَلَت وأَقَرَّتْ باللِّقَاحِ أَنشد ابنُ الأَعرابيِّ :
جِمَالٌ ذاتُ مَعْجَمَةٍ وبُزْلٌ ... عَوَاقِدُ أَمْسَكتْ لَقَحاً وحُولُ والعَقْدَاءُ : الأَمَةُ والشاةُ التي ذَنَبُهَا كأَنَّه مَعْقُودٌ وذلك الالتواءُ فيه يُسَمَّى : العَقَدَ محركةً . والعُقْدَةُ بالضّمّ الوِلايةُ على البَلَدِ ج : العُقَدُ كَصُرَدٍ وفي حديث قيس بن عباد قال : كنْتُ آتِي المدينَةَ فأَلقى أَصحابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأَحَبُّهم إلى عمرُ بنُ الخطابِ وأُقِيمَتْ صلاة الصُّبْحِ فخرجَ عُمَرُ وبينَ يَدَيْهِ رَجُلٌ فنظَرَ في وُجُوهِ القَوم فعرَفَهُم غَيْري فدفَعَنِي من الصَّفِّ وقام مَقَامِي ثم قَعَد يُحَدِّثنا فما رأَيتُ الرِّجالَ مَدَّت أَعناقَها مُتَوجِّهة إليه فقال : هَلَكَ أَهْلُ العُقَدِ ورَبِّ الكَعْبَةِ قالها ثلاثاً ولا آسَى عليهم إِنما آسَى على من يَهْلِكون من الناسِ . وفسره أَبو منصورٍ بما قاله المصنِّفُ . والعُقْدَة : الضَّيْعَةُ والعَقَارُ الذي اعتَقَدَهُ صاحِبُهُ مِلْكاً وأَنشد أَبو عليِّ :
ولَمَّا رأَيتُ الدَّهْرَ أَنْحَتْ صُرُوفُهُ ... عَليَّ وأَوْدَتْ بالذَّخَائرِ والعُقَدْ
حَذَفْتُ فُضُولَ العَيْشِ حتّآ رَدَدْتُهَا ... إلى القُوتِ خَوفاً أَن أُجاءَ إلى أَحدْواعتَقَدها أَيضاً : اشْتَرَاهَا . وفي الحديث فإِنّه لأَوّلُ مال اعتَقَدتُه ويروى : تَأَثَّلْتُه . والعُقْدة : مَوْضِعُ العَقْدِ وهو ما عُقِدَ عليهِ وفي حديث أُبَيّ : هَلَك أَهلُ العُقْدَةِ وَرَبِّ الكَعْبَةِ يُرِيد البَيْعة المَعْقُودَة لهم أَي لِولا يَتِهم . ويقال : في أَرْضِ بَنٍ فُلانٍ عُقْدَةٌ تَكْفِيهِم سَنَتَهم أَي المكان الكَثِيرُ الشَّجَرِ يَرْعَوْنَه من الرِّمْث والعَرْفَجِ . وأَنكَرَها بعضهم في العَرْفَجِ . وقال ابن الأنباري في قولهم : عُقْدَةٌ : العُقْدَةُ عند العَرَب : الحائطُ الكثيرُ النَّخْلِ ويقالُ لِلقَرية الكثيرة النَّخْلِ : عُقْدَةٌ . وكانَّ الرجلَ إذا اتَّخَذَ ذلك فقد أًَحْكَمَ أَمْرَه عِنْدَ نَفْسهِ واستَوْثَقَ منه ثم صَيَّرُوا كُلَّ شَيءٍ يَسْتَوثقُ الرجُلُ به لِنَفْسِهِ ويَعْتَمِدُ عليه : عُقْدة . والعُقْدَةُ أيضاً : المكان الكثير الكَلإِ الكافِي للإِبلِ وفي الأُمهات اللُّغوية : الماشِية . والعُقْدَةُ : ما فيه بَلاغُ الرَّجُلِ وكِفايَتُهُ وجَمْعُه : عُقَدٌ . والعُقْدَةُ من الكَلْبِ : قَضِيبُهُ وإِنَّمَا قِيلَ له عُقْدَةٌ إذا عَقَدَت عليه الكَلْبَةُ فانْتَفَخَ طَرَفُه عن ابنِ الأَعرابيِّ . وكلُّ أَرضٍ مُخْصِبةٍ كثيرةِ الشَّجَرِ فهي عُقْدَةٌ . والعُقْدَاةُ من النِّكاحِ وكُلِّ شَيءٍ كالبَيْعِ ونحْوه : وجوبهُ قال الفارسيُّ : هو من الشَّدِّ والرَّبْطِ ولذلك قالوا : إِملاكُ المَرْأَةِ لأن أَصل هذه الكلمةِ أَيضاً : العَقْدُ فقيل : إِملاكُ المرأَةِ كما قيل : عُقْدَةُ النِّكَاحِ وانعَقَدَ النِّكَأحُ بَيْنَ الزَوْجَيْنِ والبَيْعُ بينَ المُتَبايِعَيْنِ . والعُقْدَة : الجَنْبَةُ من المَرْعَى ما كان فيها من عامٍ أَوَّلَ وتسمى عُرْوَةً أيضاً . والمالُ المُضْطَرُّ إلى أَكلِ الشَّجَرِ هكذا في سائر النُّسَخ . والذي في اللسان : وقد يُضْطَرُّ المالُ إلى الشَّجَرِ ويُسَمَّى عُقْدَةً وعُرْوَةً فإذا كانت الجَنْبَةُ لم يُقَل للشَّجر : عُقْدَةٌ ولا عُرْوَةٌ قا لعَدِيُّ بن الرقاعِ يصفُ ظَبْيَةً أَكلَت الرَّبِيعَ فحَسُنَ لَوْنُها :
خَضَبَتْ لها عُقَدُ البِرَاقِ جَبِينَها ... من عَلْكِهَا عَلَجَانَهَا وعَرَادَهَا والعُقْدَة العَثْمُ في اليَدِ وهو شبْهُ الكَسْرِ . وعُقْدةُ : د قُرْبَ يَزْدَ في طَرَفِ المَفَازةِ . نقله الصاغانيُّ . وفي طَيّئٍ عُقْدَُ بنتُ مُعْتَزِّ بن بُولانَ بن عَمرِو بن الغَوْثِ بن طَيِّيئٍ كانت تحتَ عَمْرِو بن سِنْبِيِس بن مُعاوية بن جَرْوَل بن ثُعَلَ بن عَمرو بن الغَوث . وإليها نُسبَ العُقْدِيُّون وهم وَلَد عَمْرِو بن سِنْبِس ومنهم الطِّرِمَّأحُ بنُ الجَهْم العُقْدِيُّ لاشاعرُ السِّنبِسِيِّ ذكره الآمِدِيُّ . وعُقْدةُ : اسمُ رَجُلٍ به هو لَقبُ والدِ أَبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن المعروف بابن عُقْدَةَ الحافظ الكوفيّ . وقولهم آنَفُ من غُرَابِ عُقْدَة قال ابن حَبِيب : هي أَرضٌ كثيرةُ النَّخِيلِ لا يَطِيرُ غُرَابُها . وفي الصحاح : لأَنَّهُ لا يُطَيَّرُ غُرابُها لكثرةِ شَجَرِهَا . وتُصْرَفُ عُقْدَة لأَنَّها اسم كُلِّ أَرض مُخْصِبَةٍ كما تقدم وتُمْنعُ لأَنَّهَا علمُ أرض بِعَيْنِها كما قالهُ ابنُ حَبيب . وعُقْدَةُ الجَوْفِ وعُقْدَةُ الأَنصابِ وبخطِّ الصاغانيِّ : الأَنصافِ : موضِعانِ . والعقد كَصُرَدٍ أو كَتِفٍ : ع بين البَصْرَةِ وضَرِيَّةَ نقله الصاغانيُّ . وبنو عُقَيْدةَ : كَجُهَيْنَةَ : قَبِيلَةٌ من قُرَيْش . والعَقَدانُ محركةً : تمرٌ أي ضربٌ منه كالعقَدِ . الأعْقَد : الكَلبُ لالْتِوَاءِ في ذَنَبِه جَعَلُوه اسماً له مَعْرُوفاً وقيل كَلْبٌ أعْقَدُ وهو الذي في قَضِيبه كالعُقْدة . والاَعقد : الذِّئْبُ المُلْتَوِي الذنب وكل ملتوي الذنب أَعْقَدُ . وقال جَرِيرٌ :
تَبولُ على القَتَأدِ بناتُ تَيْمٍ ... مع العُقْدِ النَّوابِحِ في الدِّياروليس شيءٌ أَحَبَّ إلى الكَلْبِ من أن يبول على قَتادةٍ أو على شُجَيرةٍ صَغِيرةٍ غيرها . والبِناءُ المَعْقودُ هل البناءُ الذي جُعِلَت له عقودٌ عُطِفت كالأَبواب . والعَقْدُ عَقْدُ طاقِ البناءِ وعقَدَ البِناءَ بالجِصِّ يَعْقِدُهُ عَقْداً : أَلزقَهُ . وجَمْعُ العَقْدِ : عُقُودٌ وأَعْقَادٌ . واليَعْقِيدُ : عَسَلٌ يُعقَدُ بالنَّارِ حتَّى يَخْثُرَ وقيل : اليَعْقِيدُ : طَعامٌ يُعْقَدُ بالعَسَلِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : وزَعَمَ بعضُ أَهْلِ اللُّغةِ أن ليس في كلام العَربِ يَفْعِيلٌ إلا يَعْقِيد ويَعْضِيد قال : وهذا مَرْدُودٌ عليه . والعَقِيدُ كأمير : المُعاقِدُ وهو الحَلِيفُ قال أَبو خِرَاشٍ الهُذَلِيُّ :
كَمْ مِن عَقِيدٍ وجارٍ حَلَّ عِنْدَهُمُ ... ومِنْ مُجَأرٍ بعَهْدِ الله قد قَتَلُوا والعِنْقادُ بالكسر والعُنْقودُ من العِنَبِ والأَراكِ والبُطْمِ ونَحْوِهِ : م أَي معروف والأَوّل لُغَةٌ في الثاني قال الراجز :
" إِذْ لِمِّتِي سَوْدَاءُ كالعِنْقادِ وجمعُ العُنْقُودِ : عَنَاقِيدُ . وعَقَّدته أَي العسلَ تَعْقِيداً أَغلَيْتُه حتى غَلُظَ رواه بعضهم كأَعْقَدتُهُ فهو مُعْقَد . قال الكِسائيّ : ويقال للقَطِران والرُّبِّ ونحوِه : أَعقَدْتُه حتى تَعَقَّدَ . وفي المحكم : عَقَدَ العَسَلُ والرُّبُّ ونحوهما يَعْقِدُ وانعَقَدَ وأعقَدْتُه فهو مُعْقَدٌ وعَقِيدٌ : غَلُظَ . وعَقَّدْت البِنَاءَ تَعقيداً : جَعلْتُ له عُقُوداً أَي طاقاتٍ مَعْقُودةً كالأبواب . واستَعْقَدَت الخِنْزِيرَةُ اسْتَحْرَمَتْ . وأَعوذُ بالله من المُعَقِّدِ المُعَقِّدُ كمُحَدِّثٍ : الساحِرُ . وفي كلامِهِ تَعْقِيدٌ وهو مُعَقَّد كمُعَظَّمٍ : الغامِضُ من الكلامِ وعَقَّدَ كلامَه : أَعْوَصَه وعَمَّأه . وتَعَقَّدَ الدِّبْسُ : غَلُظَ وقد أَعْقَدَه . وتَعَقَّدَت قَوْسُ قُزَحَ في السماءِ : صارَتْ كَعَقْدٍ مَبْنِيٍّ وكذا تَعَقَّدَ السَّحَابُ إذا صارَ كالعَقِد المَبْنِيِّ . واعتَقَدَ الرَّجُلُ مثل اعتَفَدَ بالفاءِ هكذا رواه ابنُ بُزُرْج بالقاف وقد تقدم قريباً وفي اعتقَدَ ضَيْعَةً ومالاً : اقْتَنَاهما . وفي الأساس : اعتقَدَ فُلانٌ عُقْدةً : اشترى ضَيْعَةً أَو اتَّخَذَ مالاً من عَقَارٍ أَو غَيْرِه . وتَعَاقَدُوا : تَعَاهَدُوا من العَقْدِ وهو العَهْدُ . وتعاقَدَت الكِلابُ : تَعَاظَلَت . ويقال : مالهُ مَعْقُودٌ أَي عَقْدُ رَأيٍ وفي الحديث : أَنَّ رجُلاً كان يُبايِعُ وفي عُقْدَتِه ضَعْفٌ أَي في رَأْيِهِ ونَظَرِه في مَصالِحِ نفْسِهِ . والعَقِيدُ والمُعَاقِدُ : المُعَأهِدُ وقد عاقَدَه إذا عاهَد ويقال : عَهِدْت إلى فُلانٍ في كذا وكذا وتأْوِيلُه : أَلزمْتُه ذلكَ فإذا قُلت : عاقَدْتُه أَو عَقَّدْت عليه فتأْوِيله أَنَّك ألزمته ذلك باسيثاقٍ وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى : " والذينَ عَاقَدَتْ أَيمانُكُم " : المُعَاقدة : المعاهَدةُ والمِيثاقُ والأَيْمانُ جَمْعُ يَمِينِ القَسَمِ أَو اليَدِ . ويقال : هو عَقِيدُ الكَرَمِ وعَقِيدُ اللُّؤْمِ . ويقال : تَحَلَّلَتْ عُقَدُهُ إذا سَكَن غَضَبُهُ وهو مجازٌ والمِعْقَادُ : خيطٌ ينظمُ فيه خَرَزَاتٌ تُعلقُ في عُنُقِ الصبِيِّ نقله الصاغاني كالعقْدِ بالكسر . وعُقْدَانُ بالضَّمّ : لقبُ الفرزدق الشاعرِ لَقَّبه به جريرٌ إما على التشبيه له بالكلبِ الأَعْقَدِ الذَّنْبِ وإما على التشبيهِ بالكلبِ المُتَعَقِّد مع الكَلْبَةِ إذا عاظَلَها فقال :
وما زِلْتَ يا عُقْدَانُ صاحِبَ سَؤْءَةٍ ... يُناجِي بها نَفْساً لَئيماً ضَمِيرُها وقال أبو منصور : لَقَّبه عُقْدَان لِقصَرِهِ وفيه يقول :
يا لَيْثَ شِعْرِي ما تَمَنَّى مُجاشِعٌ ... ولم يَتَّرِكْ عُقْدَانُ للقَوْسِ مَنْزَعَا أَي أَعْرَق في النزعِ ولم يدع للصلحِ موضعاً . والتَّعَقُّدُ في البِئْرِ : أن يخرجَ أَسْفَلُ الطَّيِّ ويدخُلَ أَعلاه إلى جِرَابِهَان أَي اتساعِ البِئْرِ قاله الأحمر
ومما يستدرك عليه : التَّعْقادُ : العَقْدُ وأَنشد ثَعلبٌ :
لا يَمْنَعَنَّكَ مِنْ بُغا ... ءِ الخير تَعْقادُ التَّمَائِمْ واعْتَقَده كعَقَدَه قال جرير :أَسِيلةُ مَعْقِدِ السِّمْطَيْنِ منها ... ورَيَّا حَيْثُ تَعتَقِدُ الحِقَابَأ وقد انْعَقَد وتَعَقَّدَ . والمَعَأقِدُ : مواضِعُ العَقْدِ . وقالوا للرَّجُلِ إذا لم يكن عنده غَناءٌ : فُلانٌ لا يَعْقِدُ الحَبْلَ أَي أَنه يَعْجِزُ عن هذا على هَوانِهِ وخِفّتِه قال :
" فإِن تَقُلْ يا ظَبْيُ حَلاًّ حلاَّ
" تَعْلَقْ وتَعْقِدْ حَبْلَها المُنْحَلاَّ أَي تجدَّ وتَتَشَمَّرْ لإِغضابه وإِرغامِهِ حتى كأَنَّها تَعْقِدُ على نَفْسِه الحَبْل . والعُقْدةُ : حجمُ العَقْدِ والجَمع : عُقَدٌ وخيوط مُعَقَّدة شدِّد للكَثْرةِ . وفي حديث الدُّعاءِ . أَسأَلُكَ بِمَعَاقِدِ العِزِّ من عَرْشِكَ أَي بالخصال التي استحقَّ بها العَرْشُ العِزَّ أَو بمواضِعِ انعقادِهَا منه وحقيقة معناه : بِعِزِّ عَرْشِكَ قال ابن الاَثيرِ : وأَصحابُ أَبي حَنِيفَةَ يَكْرَهُون هذا اللَّفْظَ من الدُّعاءِ . ويقال : جَبَرَ عَظْمُهُ على عُقْدٍة إذا لم يَسْتَوِ وعَقَدَ التاجَ فَوْقَ رَأْسِهِ واعتَقَده : عَصَبه به أَنشد ثعلب لابن قيسِ الرُّقَيّاتِ :
يَعْتَقِدُ التاجَ فوقَ مَفْرقِهِ ... على جَبِينٍ كأَنَّهُ الذَّهَبُ واعتَقَدَ الدُّرَّ والخَرَزَ وغيرهن اتَّخَذَ منه عِقْداً وأَعقادُ السّحَابِ : ما تَعَتَّقد منه عِقْداً . وأَعقادُ السَّحَأبِ : ما تَعَقَّد منه واحدها : عَقْدٌ . والمَعْقدُ : المَفْصِلُ والأَعقَدُ من التُّيوسِ : الذي في قرنِهِ عُقْدةٌ . وفَحْلٌ أَعْقَدُ إذا رَفعَ ذنبه وِإِنما يَفْعَل ذلك من النشاطِ . وظَبْيَةٌ عاقِدٌ : رفعتْ رأْسَها حَذَراً على نفسها وعلى ولدها وجاء عاقِداً عُنُقَه أَي لاوِياً لها من الكِبْرِ . وفي الحديث : من عَقَد لِحْيَتَهُ فإن محمداً برٍيءٌ منه قيل : هو مُعَالَجَتُها حتى تَنْعَقِدَ وتَتَجَعَّدَ . وقيل : كانوا يَعْقِدُنها في الحرب فأَمَرهم بإِرسالها كانوا يَفْعَلُون ذلك تكبُّراً وعُجْباً . وعَقَدَ قلبه على الشيءِ : لزِمَه والعربُ تقول : عَقَدَ فلانٌ ناصِيَتَه إذا غَضِبَ وتَهَيَّأَ للشَّرِّ وقال ابنُ مُقْبِلٍ :
أَثابُوا أَخاهُمْ إذْ أَرادوا زِيَالَهُ ... بأَسْواطِ قِدٍّ عاقِدِينَ النَّواصِيَا وفي حديث : الخَيْلُ : معقودٌ في نواصِيها الخَيْرُ أَي ملازِمٌ لها كَأَنَّه مَعْقُود فيها . وفي حديث الدُّعاءِ : لكَ من قُلوبِنَا عُقْدَةُ النَّدَمِ . يريد عَقْدَ العزْمِ على النَّدَامةِ وهو تحقيقُ التَّوْبةِ وعُقْدةُ كل شيء : إِبْرَامُه . وفي الحديث : من عَقَدَ الجِزْيَةَ في عُنُقِه فقد بَرِئَ مما جاءَبه رسول الله صلى الله عليه وسلم . عَقْدُ الجِزْيةِ كِنَايةٌ عن تقريرها على نفْسِه كما تُعْقَدُ الذِمّةُ للكتابيِّ عليها . واعتَقَدَ الشيءُ : صَلُبَ واشْتَدَّ ومنه : اعتَقَدَ بينَهما الإِخاءُ : صَدَقَ وثَبَتَ . وتَعَقَّدَ الإِخاءُ : استَحْكَم وتَعَقَّد الثَّرَى جَعُدَ . وثرى عَقِدٌ على النَسَبِ : مُتَجَعِّدٌ . وعَقَدَ الشَّحْمُ يَعْقِدُ : انْبَنَى وظَهَرَ . والعَقَدُ محركةً : تَرطُّبُ الرَّمْلِ من كثرةِ المَطرِ . ولَئِيمٌ أَعْقَدُ : عسر الخلق لي بسهلٍ . والعَقَدُ في الأَسْنانِ كالقادِح . وناقةٌ مَعْقُودةُ القَرَا : مُوَثَّقَةُ الظهرِ . والعُقْدة : بقيةُ المَرْعَى والجمع : عُقَدٌ وعِقادٌ . واعتَقد كذا بِقَلْبِه . وعُقِدَت السِّباعُ يعني مُنِعَتْ أن تَضُرَّ البهائِمَ أَي عُولِجَت بالأُخَذِ والطِّلَّسْمَاتِ . وفي حديث أَبي موسى : أَنه كَسَا في كَفَّارةِ اليمينِ ثَوْبَيْن ظَهْرَانِيّا ومُعَقَّداً المُعَقَّدُ ضَرْبٌ من بُرُودِ هَجَرَ . وفي الأساس : مَسَحَ كاتِبٌ قَلَمَه بِكُمِّه فقيل له . فقال : إنما اعتَقَدْنا ذا بِذَا . والعَاقِدَاتُ : السَّواحِرُ . وعُقْدَة : قَرْيَة بمصر . والمُعْقَد كمُكْرَمٍ : اسم رجلٍ نبالٍ كان يَرِيش السِّهامَ وبه فُسِّر قُوْلُ عاصِمِ بن ثابتِ بن أَبي الأَقْلح الأَنصاريِّ حين قَتَله المشركون
" أَبو سليمانَ ورِيشُ المُعْقَدِ هكذا يُروَآ ويُروَى بتقديم القاف . وسيأتي في : ق ع د
الفصل : الحاجِزُ بينَ الشيئينِ كما في المُحكَمِ والمُصَنِّفونَ يُتَرجِمونَ به أَثناءَ الأَبوابِ إمّا لأَنَّه نوعٌ من المسائلِ مَفصولٌ عن غَيرِه أَو لأَنَّه ترجَمَةٌ فاصلَةٌ بينَه وبينَ غيره فهو بمعنى مَفعولٍ أَو فاعِلٍ قاله شيخُنا . الفَصْلُ : كُلُّ مُلْتَقى عَظْمَيْنِ من الجَسَدِ كالمَفْصِلِ كمَجلِس . الفَصْلُ : الحَقُّ من القَولِ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " إنَّه لَقولٌ فَصْلٌ " أَي حَقٌّ وقيل : فاصِلٌ قاطِعٌ . قال الليثُ : الفَصْلُ من الجَسَدِ : مَوضِعُ المَفصِلِ وبينَ كلِّ فصلَينِ وصْلٌ وأَنشدَ :
وَصْلاً وفَصْلاً وتَجميعاً ومُفترقاً ... فَتقاً ورَتْقاً وتأْلِيفاً لإنسانِ
الفَصْلُ عند البَصرِيّينَ كالعِمادِ عندَ الكُوفِيّينَ كقوله تعالى : " إنْ كانَ هذا هو الحَقَّ من عِندِكَ " فقولُهُ : هو فَصْلٌ وعِمادٌ ونصَبَ الحَقَّ لأَنَّه خبرُ كانَ ودخلَت هو للفصْلِ . الفصلُ : القضاءُ بينَ الحَقِّ والباطِلِ كالفَيْصَلِ كحَيدَرٍ هذا هو الأَصلُ وقيل : الفيصَلُ : اسمُ ذلك القضاءِ . الفَصْلُ : فَطْمُ المَولودِ كالافْتِصالِ يُقال : فصَلَ المَولودَ عن الرَّضاعِ وافْتَصَلَه : إذا فطَمَه . والاسمُ الفِصالُ ككِتابٍ ومنه قوله تعالى : " وحَمْلُهُ وفِصالُه ثلاثونَ شَهراً " المَعنى : ومَدى حَمْلِ المَرأَةِ إلى مُنْتَهى الوَقْتِ الذي يُفصَلُ فيه الولَدُ عن رَضاعِها ثلاثونَ شَهراً . الفَصْلُ : الحَجْزُ بين الشَّيئينِ إشْعاراً بانتهاءِ ما قبلَه قاله الراغبُ وفي بعض النُّسخ الحَجْرُ بالرّاءِ . الفصْلُ : القَطْعُ وإبانَةُ أَحَدِ الشيئين عن الآخَر وقال الحَرالِّي : هو اقتِطاعُ بعضٍ من كُلٍّ . فَصَلَ بينهما يَفصِلُ بالكَسرِ فَصلاً في الكُلِّ ممّا ذُكِر . والفاصِلَةُ : الخَرَزَةُ التي تفصِلُ بينَ الخَرَزَتينِ في النِّظامِ وقد فصَلَ النَّظْمَ ظاهرُه أَنَّه من حَدِّ نَصَرَ والصحيح وقد فصَّلَ بالتَّشديدِ فإنَّ الجَوْهَرِيّ قال بعدَه : وعِقدٌ مُفَصَّلٌ أَي جُعِلَ بينَ كُلِّ لؤلُؤَتينِ خَرَزَةٌ وفي التَّهذيبِ : فَصَّلْتُ الوِشاحَ : إذا كانَ نَظمُه مُفَصَّلاً بأَن يُجعَلَ بينَ كلِّ لؤلؤَتَيْنِ مَرجانَةٌ أَو شَذَرَةٌ من لونٍ واحِدٍ . وأواخِرُ آياتِ التَّنزيلِ العزيزِ فواصِلُ بمَنزِلَةِ قوافي الشِّعْرِ جَلَّ كِتابُ الله عزَّ وجَلَّ الواحِدَةُ فاصِلَةٌ . وحُكْمٌ فاصِلٌ وفَيْصَلٌ : أَي ماضٍ وحُكومَةٌ فَيْصَلٌ كذلك . وطَعنَةٌ فَيْصَلٌ : تَفصِلُ بينَ القِرنَينِ أَي تُفَرِّقُ بينَهُما . والفَصيلُ كأَميرٍ : حائطٌ قصيرٌ دونَ الحِصْنِ أَو دونَ سورِ البلَدِ . يقال : وَثَّقوا سورَ المدينَةِ بكِباشٍ وفَصيلٍ . الفَصيلُ : ولَدُ النّاقَةِ إذا فُصِلَ عن أُمِّه وقد يُقال في البقر أَيضاً ومنه حديثُ أَصحابِ الغارِ : فاشترَيْتُ به فَصيلاً من البقَرِ ج : فُصْلانٌ بالضَّمِّ والكَسْرِ وهذه عن الفرَّاءِ شبَّهوهُ بغُرابٍِ وغِرْبانٍ يعني أَنَّ حُكمَ فَعيلٍ أَنْ يُكَسَّرَ على فُعلانَ بالضَّمِّ وحُكمُ فُعالٍ أَن يُكَسَّرَ على فِعْلانٍ لكنَّهُم قد أَدخَلوا عليه فَعيلاً لمُساواتِه في العِدَّةِ وحُروفِ اللِّينِ . مَنْ قال : فِصالٌ ككِتابٍ فعلى الصِّفَةِ كقولِهِم : الحارِثُ والعَبّاسُ . والفَصيلَةُ : أُنثاه . والفَصيلَةٌ من الرَّجُلِ : عَشيرَتُه ورَهطُه الأَدْنَونَ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " وفَصيلَتِه الّتي تؤْوِيهِ " أَو أَقرَبُ آبائه إليه عن ثعلَبٍ وكان يُقال للعَبّاس رضي الله عنه فَصيلَةُ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم وهي بمَنزلَةِ المَفصِلِ من القَدَمِ . قال ابنُ الأَثير : الفَصيلَةُ من أَقرَبِ عَشيرَةِ الإنسانِ وأَصلُها القِطْعَةُ من لَحْمِ الفَخِذِ حكاه عن الهرَوِيّ . قال ثعلَبٌ : الفَصيلَةُ : القِطْعَةُ من أَعضاءِ الجَسَدِ وهي دونَ القبيلةِ . وفَصَلَ من البلَدِ فُصولاً : خرجَ منه قال أَبو ذؤَيبٍ :
وَشِيكَ الفُصولِ بعيدَ الغُفُو ... لِ إلاّ مُشاحاً به أَو مُشيحاويقال : فصل فلان من عندي فصولا : إذا خرج . وفصل مني إليه كتاب : إذا نفذ قال الله عز وجل : " ولما فصلت العير " أي خرجت ففصل يكون لازما وواقعا وإذا كان واقعا فمصدره الفصل وإذا كان لازما فمصدره الفصول . فصل الكرم : خرج حبه صغيرا أمثال البلسن . والفصلة : النخلة المنقولة المحولة وقد افتصلها عن موضعها وهذه عن أبي حنيفة . وقال هجري : خير النخل ما حول فسيله عن منبته والفسيلة المحولة تسمى الفصلة وهي الفصلات . والمفاصل : مفاصل الأعضاء الواحد مفصل كمنزل وهو كل ملتقى عظمين من الجسد وفي حديث النخعي : في كل مفصل من الإنسان ثلث دية الإصبع يريد مفصل الأصابع وهو ما بين كل أنملتين . والمفاصل : الحجارة الصلبة المتراكمة المتراصفة . قيل : المفاصل : ما بين الجبلين وقيل : هي منفصل الجبل يكون بينهما من رمل ورضراض وحصى صغار فيرق ويصفو ماؤه وبه فسر الأصمعي قول أبي ذؤيب :
مطافيل أبكار حديث نتاجها ... يشاب بماء مثل ماء المفاصل وأراد صفاء الماء لانحداره من الجبال لا يمر بتراب ولا بطين وقال أبو عبيدة : مفاصل الوادي : المسايل وقال أبو عمرو : المفاصل في البيت : مفاصل العظام شبه ذلك الماء بماء اللحم كذا في العباب ونقل السكري عن ابن الأعرابي ما يقرب من ذلك قال : هو ماء اللحم الذي يقطر منه فشبه حمرة الخمر بذلك وفي التهذيب : المفصل : كل مكان في الجبل لا تطلع عليه الشمس وأنشد بيت الهذلي وقال أبو العميثل : المفاصل : صدوع في الجبال يسيل منها الماء وإنما يقال لما بين الجبلين الشعب . والمفصل كمنبر : اللسان قال حسان رضي الله عنه :
كلتاهما حلب العصير فعاطني ... بزجاجة أرخاهما للمفصلوالفيصل كحيدر والفيصلي بزيادة الياء وهذه عن ابن عباد : الحاكم لفصله بين الحق والباطل قال شيخنا : وفي شرح المفتاح للسيد ما يقتضي أنه أطلق عليه مجازا مبالغة وأصله القضاء الفاصل بين الحق والباطل . رجل فصال كشداد : مداح الناس ليصلوه وهو دخيل كما في العباب . وسموا فصلا منهم فصل بن القاسم عن سفيان عن زبيد عن مرة وعنه يعقوب بن يعقوب . وفصيلا كأمير وسيأتي في آخر الحرف من تسمى كذلك . وأبو الفصل البهراني : شاعر له ذكر كما في العباب والتبصير . الفصل كزفر : واحد أي فرد في الأسماء والصواب أنه بالقاف إجماعا وبالفاء غلط صريح وما أدري من ضبطه بالفاء وهو رجل من جهينة ابن عم عمير بن جندب له خبر وذكر في كتاب من عاش بعد الموت كما سيأتي ذلك للمصنف في قصل روينا بالسند المتصل عن إسماعيل بن أبي خالد الكوفي الحفظ الطحان المتوفى سنة 146 ، روى عن ابن أبي أوفى وأبي جحيفة وقيس وعنه شعبة وعبيد الله وخلق كذا في الكاشف للذهبي وقال ابن حبان : كنيته أبو عبد الله كوفي واسم أبي خالد سعد البجلي وقيل : هرمز مولى بجيلة يروي عن ابن أبي أوفى وعمرو بن حريث وأنس بن مالك وكان شيخا صالحا قال : مات عمير بن جندب رجل من جهينة وهو ابن عم له قبيل الإسلام فجهزوه بجهازه إذ كشف القناع عن رأسه فقال : أين القصل ؟ والقصل : أحد بني عمه قالوا : سبحان الله مر آنفا فما حاجتك إليه ؟ فقال : أتيت فقيل لي : لأمك الهبل ألا ترى إلى حفرتك تنثل وقد كادت أمك تثكل أرأيت إن حولناك إلى محول ثم غيب في حفرتك القصل الذي مشى فاحزأل يقال : احزأل البعير في السير : إذا ارتفع ثم ملأناها من الجندل أتعبد ربك وتصل وتترك سبيل من أشرك وأضل فقلت : نعم قال : فأفاق ونكح النساء وولد له أولاد ولبث القصل ثلاثا ثم مات ودفن في قبر عمير . وهذا الخبر قد رواه الشعبي بسنده : أغمي على رجل من جهينة فلما أفاق قال : ما فعل القصل ؟ وحكاه غيره وفي السياق بعض اختلاف وذكر المصنف هذا لغرابته وكان الأولى ذكره في قصل . وممن تكلم بعد الموت زيد بن خارجة الأنصاري كما في شروح المواهب والموطأ وكذلك ربعي بن حراش وقد ذكر في ربع . والمفصل كمعظم من القرآن : اختلف فيه فقيل : من سورة الحجرات إلى آخره في الأصح من الأقوال أو من الجاثية أو من القتال أو من قاف وهذا عن الإمام محيي الدين النواوي أو من الصافات أو من الصف أو من تبارك وهذا يروى عن محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف اليماني أو من إنا فتحنا عن أحمد بن كشاشب الفقيه الشافعي الدزماري أو من سبح اسم ربك عن الفركاح فقيه الشام أو من الضحى عن الإمام أبي سليمان الخطابي رحمهم الله تعالى وسمي مفصلا لكثرة الفصول بين سوره أو لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة وقيل : لقصر أعداد سوره من الآي أو لقلة المنسوخ فيه وقيل غير ذلك وفي الأساس : المفصل : ما يلي المثاني من قصار السور الطوال ثم المثاني ثم المفصل قال شيخنا : وقد بسطه الجلال في الإتقان في الفن الثامن عشر منه . وفصل الخطاب في كلام الله عز وجل قيل : هو كلمة أما بعد لأنها تفصل بين الكلامين أو هو البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه أو هو أن يفصل بين الحق والباطل أو هو ما فيه قطع الحكم قاله الراغبوالتفصيل : التبيين ومنه قوله تعالى : " آيات مفصلات " وقوله تعالى : " وكل شيء فصلناه تفصيلا " وقوله تعالى : " أحكمت آياته ثم فصلت " وقيل في قوله تعالى آيات مفصلات أي بين كل اثنتين فصل تمضي هذه وتأتي هذه بين كل اثنتين مهلة وقوله تعالى : " بكتاب فصلناه " أي بيناه وقيل : فصلنا آياته بالفواصل . وفاصل شريكه مفاصلة : باينه . والفاصلة الصغرى في العروض هي السببان المقرونان وهو ثلاث متحركات قبل ساكن نحو ضربت ومتفا من متفاعلن وعلتن من مفاعلتن . والفاصلة الكبرى أربع حركات بعدها ساكن نحو ضربتا وفعلتن وقال الخليل : الفاصلة في العروض : أن تجتمع ثلاثة أحرف متحركة والرابع ساكن قال : فإن اجتمعت أربعة أحرف متحركة فهي الفاضلة بالضاد معجمة وسيأتي في فضل . والنفقة الفاصلة : التي جاء ذكرها في الحديث أنها بسبعمائة ضعف وهو قوله صلى الله عليه وسلم : " من أنفق نفقة فاصلة في سبيل الله فبسبعمائة " وفي رواية : " فله من الأجر كذا " تفسيره في الحديث : هي التي تفصل بين إيمانه وكفره وقيل : يقطعها من ماله ويفصل بينها وبين مال نفسه . والفصل في القوافي : كل تغيير اختص بالعروض ولم يجز مثله في حشو البيت وهذا إنما يكون بإسقاط حرف متحرك فصاعدا فإذا كان كذلك سمي فصلا وإذا وجب مثل هذا في العروض لم يجز أن يقع معها في القصيدة عروض يخالفها ويجب أن يكون عروض أبيات القصيدة كلها على ذلك المثال وبيان هذا أن كل عروض تثبت أصلا أو اعتلالا على ما يكون في الحشو نحو مفاعلن عروض الطويل لأنها تلزم في الحشو وفاعلن في عروض المديد وفعلن في عروض البسيط فكل عروض جاز أن يدخلها هذا التغيير سميت باسم ذلك التغيير وهو الفصل ومتى لم يدخلها ذلك التغيير سميت صحيحة كما في العباب . والحكم بن فصيل كأمير عن خالد الحذاء وابنه محمد بن الحكم يروى عن خالد الطحان كذا في الإكمال . وعدي بن الفصيل عن عمر بن عبد العزيز وعنه الأصمعي ثقة . وبحير بن الفصيل هكذا في النسخ والصواب يحيى بن الفصيل وهما رجلان أحدهما : العنزي البصري الراوي عن أبي عمرو بن العلاء وعنه أبو عبيدة معمر بن المثنى اللغوي والثاني كوفي روى عن الحسن بن صالح بن حي وعنه محمد بن إسماعيل الأحمسي ذكره ابن ماكولا محدثون . وفاته : هياج بن عمران بن الفصيل البرجمي بصري حدث . ومما يستدرك عليه : الانفصال : الانقطاع وهو مطاوع فصله . وذكر الزجاج أن الفاصل صفة من صفات الله عز وجل يفصل القضاء بين الخلق . ويوم الفصل : يوم القيامة . وفي صفة كلامه صلى الله عليه وسلم : فصل لا نزر ولا هذر أي بين ظاهر يفصل بين الحق والباطل . وفصل القصاب الشاة تفصيلا : عضاها . والفيصل : القطيعة التامة ومنه حديث ابن عمر : كانت الفيصل بيني وبينه . وجاءوا بفصيلتهم أي بأجمعهم . وفصيل من حجر : أي قطعة منه فعيل بمعنى مفعول . وفصيلة كجهينة : اسم . والفصل : الطاعون العام . والفصول : واحد الفصل : ربيعية وخريفية وصيفية وشتوية . يل : التبيين ومنه قوله تعالى : " آيات مفصلات " وقوله تعالى : " وكل شيء فصلناه تفصيلا " وقوله تعالى : " أحكمت آياته ثم فصلت " وقيل في قوله تعالى آيات مفصلات أي بين كل اثنتين فصل تمضي هذه وتأتي هذه بين كل اثنتين مهلة وقوله تعالى : " بكتاب فصلناه " أي بيناه وقيل : فصلنا آياته بالفواصل . وفاصل شريكه مفاصلة : باينه . والفاصلة الصغرى في العروض هي السببان المقرونان وهو ثلاث متحركات قبل ساكن نحو ضربت ومتفا من متفاعلن وعلتن من مفاعلتن . والفاصلة الكبرى أربع حركات بعدها ساكن نحو ضربتا وفعلتن وقال الخليل : الفاصلة في العروض : أن تجتمع ثلاثة أحرف متحركة والرابع ساكن قال : فإن اجتمعت أربعة أحرف متحركة فهي الفاضلة بالضاد معجمة وسيأتي في فضل . والنفقة الفاصلة : التي جاء ذكرها في الحديث أنها بسبعمائة ضعف وهو قوله صلى الله عليه وسلم : " من أنفق نفقة فاصلة في سبيل الله فبسبعمائة " وفي رواية : " فله من الأجر كذا " تفسيره في الحديث : هي التي تفصل بين إيمانه وكفره وقيل : يقطعها من ماله ويفصل بينها وبين مال نفسه . والفصل في القوافي : كل تغيير اختص بالعروض ولم يجز مثله في حشو البيت وهذا إنما يكون بإسقاط حرف متحرك فصاعدا فإذا كان كذلك سمي فصلا وإذا وجب مثل هذا في العروض لم يجز أن يقع معها في القصيدة عروض يخالفها ويجب أن يكون عروض أبيات القصيدة كلها على ذلك المثال وبيان هذا أن كل عروض تثبت أصلا أو اعتلالا على ما يكون في الحشو نحو مفاعلن عروض الطويل لأنها تلزم في الحشو وفاعلن في عروض المديد وفعلن في عروض البسيط فكل عروض جاز أن يدخلها هذا التغيير سميت باسم ذلك التغيير وهو الفصل ومتى لم يدخلها ذلك التغيير سميت صحيحة كما في العباب . والحكم بن فصيل كأمير عن خالد الحذاء وابنه محمد بن الحكم يروى عن خالد الطحان كذا في الإكمال . وعدي بن الفصيل عن عمر بن عبد العزيز وعنه الأصمعي ثقة . وبحير بن الفصيل هكذا في النسخ والصواب يحيى بن الفصيل وهما رجلان أحدهما : العنزي البصري الراوي عن أبي عمرو بن العلاء وعنه أبو عبيدة معمر بن المثنى اللغوي والثاني كوفي روى عن الحسن بن صالح بن حي وعنه محمد بن إسماعيل الأحمسي ذكره ابن ماكولا محدثون . وفاته : هياج بن عمران بن الفصيل البرجمي بصري حدث . ومما يستدرك عليه : الانفصال : الانقطاع وهو مطاوع فصله . وذكر الزجاج أن الفاصل صفة من صفات الله عز وجل يفصل القضاء بين الخلق . ويوم الفصل : يوم القيامة . وفي صفة كلامه صلى الله عليه وسلم : فصل لا نزر ولا هذر أي بين ظاهر يفصل بين الحق والباطل . وفصل القصاب الشاة تفصيلا : عضاها . والفيصل : القطيعة التامة ومنه حديث ابن عمر : كانت الفيصل بيني وبينه . وجاءوا بفصيلتهم أي بأجمعهم . وفصيل من حجر : أي قطعة منه فعيل بمعنى مفعول . وفصيلة كجهينة : اسم . والفصل : الطاعون العام . والفصول : واحد الفصل : ربيعية وخريفية وصيفية وشتوية