الجَمْر النار
المتقدة واحدته جَمْرَةٌ فإِذا بَرَدَ فهو فَحْمٌ والمِجْمَرُ والمِجْمَرَةُ التي
يوضع فيها الجَمْرُ مع الدُّخْنَةِ وقد اجْتَمَرَ بها وفي التهذيب المِجْمَرُ قد
تؤنث وهي التي تُدَخَّنْ بها الثيابُ قال الأَزهري من أَنثه ذهب به إِلى النار ومن
الجَمْر النار
المتقدة واحدته جَمْرَةٌ فإِذا بَرَدَ فهو فَحْمٌ والمِجْمَرُ والمِجْمَرَةُ التي
يوضع فيها الجَمْرُ مع الدُّخْنَةِ وقد اجْتَمَرَ بها وفي التهذيب المِجْمَرُ قد
تؤنث وهي التي تُدَخَّنْ بها الثيابُ قال الأَزهري من أَنثه ذهب به إِلى النار ومن
ذكَّره عنى به الموضع وأَنشد ابن السكيت لا يَصْطَلي النَّارَ إِلا مِجْمَراً
أَرِجا أَراد إِلا عُوداً أَرِجاً على النار ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم
ومَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ وبَخُورُهُمُ العُودُ الهِنْدِيُّ غَيْرَ مُطَرًّى
وقال أَبو حنيفة المِجْمَرُ نفس العود واسْتَجْمَرَ بالمِجْمَرِ إِذا تبخر بالعود
الجوهري المِجْمَرَةُ واحدةُ المَجَامِرِ يقال أَجْمَرْتُ النار مِجْمَراً إِذا
هَيَّأْتَ الجَمْرَ قال وينشد هذا البيت بالوجهين مُجْمِراً ومِجْمَراً وهو لحميد
بن ثور الهلالي يصف امرأَة ملازمة للطيب لا تَصْطَلي النَّارَ إلاَّ مُجْمِراً
أَرِجاً قدْ كَسَّرَت مِنْ يَلَنْجُوجٍ لَه وَقَصَا واليلنجوج العود والوَقَصُ
كِسَارُ العيدان وفي الحديث إِذا أَجْمَرْتُمْ الميت فَجَمِّرُوه ثلاثاً أَي إِذا
بخرتموه بالطيب ويقال ثوب مُجْمَرٌ ومُجَمَّرٌ وأَجْمَرْتُ الثوبَ وَجَمَّرْتُه
إِذا بخرته بالطيب والذي يتولى ذلك مُجْمِرٌ ومُجَمِّرٌ ومنه نُعَيْمٌ المُجْمِرُ
الذي كان يلي إِجْمَارَ مسجد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمَجَامِر جمع
مِجْمَرٍ ومُجْمِرٍ فبالكسر هو الذي يوضع فيه النار والبخور وبالضم الذي يتبخر به
وأُعِدَّ له الجَمْرُ قال وهو المراد في الحديث الذي ذكر فيه بَخُورُهم
الأَلُوَّةُ وهو العود وثوب مُجَمَّرٌ مُكَبًّى إِذا دُخِّنَ عليه والجامِرُ الذي
يلي ذلك من غير فعل إِنما هو على النسب قال وَرِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكيِّهِ
جَامِرُهْ وفي حديث عمر رضي الله عنه لا تُجَمِّروا
( * قوله « وفي حديث عمر لا تجمروا » عبارة النهاية لا تجمروا الجيش فتفتنوهم
تجمير الجيش جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إِلى أَهليهم ) وجَمَّرَ ثَوْبَهُ
إِذا بخره والجَمْرَةُ القبيلة لا تتضم إِلى أَحد وقيل هي القبيلة تقاتل جماعةَ
قَبائلَ وقيل هي القبيلة يكون فيها ثلثمائة فارس أَو نحوها والجَمْرَةُ أَلف فارس
يقال جَمْرَة كالجَمْرَةِ وكل قبيل انضموا فصاروا يداً واحدة ولم يُحَالِفوا غيرهم
فهم جَمْرَةٌ الليث الجَمْرَةُ كل قوم يصبرون لقتال من قاتلهم لا يحالفون أَحداً
ولا ينضمون إِلى أَحد تكون القبيلة نفسها جَمْرَة تصبر لقراع القبائل كما صبرت
عَبْسٌ لقبائل قيس وفي الحديث عن عمر أَنه سأَل الحُطَيْئَةَ عن عَبْسٍ ومقاومتها
قبائل قيس فقال يا أَمير المؤمنين كنا أَلف فارس كأَننا ذَهَبَةٌ حمراء لا
نَسْتَجْمِرُ ولا نحالف أَي لا نسأَل غيرنا أَن يجتمعوا إِلينا لاستغنائنا عنهم
والجَمْرَةُ اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها من سائر القبائل ومن هذا قيل
لمواضع الجِمَارِ التي ترمى بِمِنًى جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى منها
جَمْرَةٌ وهي ثلاث جَمَراتٍ وقال عَمْرُو بن بَحْرٍ يقال لعَبْسٍ وضَبَّةَ ونُمير
الجَمَرات وأَنشد لأَبي حَيَّةَ النُّمَيري لَنَا جَمَراتٌ ليس في الأَرض مِثْلُها
كِرامٌ وقد جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ نُمَيْرٌ وعبْسٌ يُتَّقَى نَفَيَانُها
وضَبَّةُ قَوْمٌ بَأْسُهُمْ غَيْرُ كاذِبِ
( * قوله « يتقى نفيانها » النفيان ما تنفيه الريح في أصول الشجر من التراب ونحوه
ويشبه به ما يتطرف من معظم الجيش كما في الصحاح )
وجَمَرَات العرب بنو الحرث بن كعب وبنو نُمير ابن عامر وبنو عبس وكان أَبو عبيدة
يقول هي أَربع جمرات ويزيد فيها بني ضبة بن أُدٍّ وكان يقول ضبة أَشبه بالجمرة من
بني نمير ثم قال فَطَفِئتْ منهم جمرتان وبقيت واحدة طَفِئتْ بنو الحرث لمحالفتهم
نَهْداً وطفئت بنو عبس لانتقالهم إِلى بني عامر بن صَعْصَعَةَ يوم جَبَلَةَ وقيل
جَمَراتُ مَعَدٍّ ضَبَّةُ وعبس والحرثُ ويَرْبُوع سموا بذلك لجمعهم أَبو عبيدة
جمرات العرب ثلاث بنو ضبة بن أُد وبنو الحرث بن كعب وبنو نمير بن عامر وطفئت منهم
جمرتان طفئت ضبة لأَنها حالفت الرِّبابَ وطفئت بن الحرث لأَنها حالفت مَذْحِجَ
وبقيت نُمير لم تُطْفَأْ لأَنها لم تُخالِفْ ويقال الجمرات عبس والحرث وضبة وهم
إِخوة لأُم وذلك أَن امرأَة من اليمن رأَت في المنام أَنه يخرج من فرجها ثلاث
جمرات فتزوجها كعب بن عبد المَدَانِ فولدت له الحرث بن كعب ابن عبد المدان وهم
أَشراف اليمن ثم تزوّجها بَغِيضُ ابن رَيْثٍ فولدت له عَبْساً وهم فُرْسَان العرب
ثم تزوّجها أُدّ فولدت له ضبة فجمرتان في مضر وجمرة في اليمن وفي حديث عمر
لأُلْحِقَنَّ كُلُّ قوم بِجَمْرَتهِم أَي بجماعتهم التي هم منها وأَجْمَرُوا على
الأَمر وتَجَمَّرُوا تَجَمَّعُوا عليه وانضموا وجَمَّرَهُمُ الأَمر أَحوجهم إِلى
ذلك وجَمَّرَ الشَّيءَ جَمَعَهُ وفي حديث أَبي إِدريس دخلت المسجد والناسُ
أَجْمَرُ ما كانوا أَي أَجمع ما كانوا وجَمَّرَتِ المرأَةُ شعرها وأَجْمَرَتْهُ
جمعته وعقدته في قفاها ولم ترسله وفي التهذيب إِذا ضَفَرَتْهُ جَمائِرَ واحدتُها
جَمِيرَةٌ وهي الضفائر والضَّمائِرُ والجَمَائِرُ وتَجْمِيرُ المرأَة شعرها
ضَفْرُه والجَميرَةُ الخُصْلَةُ من الشعر وفي الحديث عن النخعي الضَّافِرُ
والمُلَبِّدُ والمُجْمِرُ عليهم الحَلْقُ أَي الذي يَضْفِرُ رأْسه وهو محرم يجب
عليه حلقه ورواه الزمخشري بالتشديد وقال هو الذي يجمع شَعْرَهُ ويَعْقِدُهُ في
قفاه وفي حديث عائشة أَجْمَرْتُ رأْسي إِجْماراً أَي جمعته وضفرته يقال أَجْمَرَ
شعرَه إِذا جعله ذُؤابَةً والذؤابَةُ الجَمِيرَةُ لأَنها جُمِّرَتْ أَي جمعت
وجَمِيرُ الشَّعَرِ ما جُمِّرَ منه أَنشد ابن الأَعرابي كَأَنَّ جَمِيرَ قُصَّتِها
إِذا ما حَمِسْنَا والوقَايَةُ بالخِناق والجَمِيرُ مُجْتَمَعُ القوم وجَمَّرَ
الجُنْدَ أَبقاهم في ثَغْرِ العدوّ ولم يُقْفِلْهم وقد نهي عن ذلك وتَجْمِيرُ
الجُنْد أَن يحبسهم في أَرض العدوّ ولا يُقْفِلَهُمْ من الثَّغْرِ وتَجَمَّرُوا
هُمْ أَي تحبسوا ومنه التَّجْمِيرُ في الشَعَرِ الأَصمعي وغيره جَمَّرَ الأَميرُ
الجيشَ إِذا أَطال حبسهم بالثغر ولم يأْذن لهم في القَفْلِ إِلى أَهليهم وهو
التَّجْمِيرُ وروى الربيع أَن الشافعي أَنشده وجَمَّرْتَنَا تَجْمِيرَ كِسْرى
جُنُودَهُ ومَنَّيْتَنا حتى نَسينَا الأَمَانِيا وفي حديث عمر رضي الله عنه لا
تُجَمِّرُوا الجيش فَتَفْتِنُوهم تَجْمِيرُ الجيش جَمْعُهم في الثُّغور وجَبْسُهم
عن العود إِلى أَهليهم ومنه حديث الهُرْمُزانِ أَن كِسْرى جَمَّرَ بُعُوثَ فارِسَ
وجاء القومُ جُمارَى وجُماراً أَي بأَجمعهم حكى الأَخيرة ثعلب وقال الجَمَارُ
المجتمعون وأَنشد بيت الأَعشى فَمَنْ مُبْلِغٌ وائِلاً قَوْمَنَا وأَعْني بذلك
بَكْراً جَمارَا ؟ الأَصمعي جَمَّرَ بنو فلان إِذا اجتمعوا وصاروا أَلْباً واحداً
وبنو فلان جَمْرَةٌ إِذا كانوا أَهل مَنَعَةٍ وشدّة وتَجَمَّرتِ القبائلُ إِذا
تَجَمَّعَتْ وأَنشد إِذا الجَمارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ وخُفٌّ مُجْمِرٌ صُلْبٌ شديد
مجتمع وقيل هو الذي نَكَبَتْهُ الحجارة وصَلُبَ أَبو عمرو حافِرٌ مُجْمِرٌ وقَاحٌ
صُلْبٌ والمُفِجُّ المُقَبَّبُ من الحوافر وهو محمود والجَمَراتُ والجِمارُ
الحَصياتُ التي يرمى بها في مكة واحدتها جَمْرَةٌ والمُجَمَّرُ موضع رمي الجمار
هنالك قال حذيفة بن أَنس الهُذَليُّ لأَدْركُهْم شُعْثَ النَّواصي كَأَنَّهُمْ
سَوابِقُ حُجَّاجٍ تُوافي المُجَمَّرا وسئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًى فقال
أَصْلُها من جَمَرْتُه ودَهَرْتُه إِذا نَحَّيْتَهُ والجَمْرَةُ واحدةُ جَمَراتِ
المناسك وهي ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ والجَمْرَةُ الحصاة والتَّجْمِيرُ
رمْيُ الجِمارِ وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فسمي جَمْرَةً لأَنها تُرْمي
بالجِمارِ وقيل لأَنها مَجْمَعُ الحصى التي ترمي بها من الجَمْرَة وهي اجتماع
القبيلة على من ناوأَها وقيل سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع ومنه الحديث
إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه والاسْتِجْمارُ الاستنجاء بالحجارة
كأَنه منه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم إِذا توضأْتَ فانْثُرْ وإِذا استجمرت
فأَوْتِرْ أَبو زيد الاستنجاء بالحجارة وقيل هو الاستنجاء واستجمر واستنجى واحد
إِذا تمسح بالجمار وهي الأَحجار الصغار ومنه سميت جمار الحج للحصى التي ترمى بها
ويقال للخارص قد أَجْمَرَ النخلَ إِذا خَرَصَها والجُمَّارُ معروف شحم النخل
واحدته جُمَّارَةٌ وجُمَّارَةُ النخل شحمته التي في قِمَّةِ رأْسه تُقْطَعُ
قمَّتُه ثم تُكْشَطُ عن جُمَّارَةٍ في جوفها بيضاء كأَنها قطعةُ سَنَامٍ ضَخْمَةٌ
وهي رَخْصَةٌ تؤكل بالعسل والكافورُ يخرج من الجُمَّارَة بين مَشَقِّ
السَّعَفَتَيْنِ وهي الكُفُِرَّى والجمعُ جمَّارٌ أَيضاً والجَامُورُ كالجُمَّارِ
وجَمَرَ النخلة قطع جُمَّارَها أَو جامُورَها وفي الحديث كأَني أَنظر إِلى ساقه في
غَرْزه كأَنها جُمَّارَةٌ الجُمَّارَةُ قلب النخلة وشحمتها شبه ساقه ببياضها وفي
حديث آخر أَتى بِجُمَّارٍ هُوَ جمعُ جُمَّارة والجَمْرَةُ الظُّلْمة الشديدة وابنُ
جَمِير الظُّلمة وقيل لظُلمة ليلة
( * قوله « لظلمة ليلة إلخ » هكذا بالأصل ولعله ظلمة آخر ليلة إلخ كما يعلم مما
يأتي ) في الشهر وابْنَا جَمِيرٍ الليلتانِ يَسْتَسِرُّ فيهما القَمَرُ
وأَجْمَرَتِ الليلةُ اسْتَسَرَّ فيها الهلالُ وابْنُ جَمِيرٍ هلالُ تلك الليلة قال
كعب بن زهير في صفة ذئب وإِنْ أَطافَ ولم يَظْفَرْ بِطائِلةٍ في ظُلْمة ابنِ
جَمِيرٍ سَاوَرَ الفُطُمَا يقول إِذا لم يصب شاةً ضَخْمَةً أَخذ فقَطِيمَةً
والفُطُمُ السِّخَالُ التي فُطِمَتْ واحدتها فطيمة وحكي عن ثعلب ابنُ جُمَيْرٍ على
لفظ التصغير في كل ذلك قال يقال جاءنا فَحْمَةَ بْنَ جُمَيْرٍ وأَنشد عَنْدَ
دَيْجُورِ فَحْمَةِ بْنِ جُمَيْرٍ طَرَقَتْنا واللَّيْلُ دَاجٍ بَهِيمُ وقيل
ظُلْمَةُ بْنُ جَميرٍ آخرُ الشهر كأَنه سَمَّوْهُ ظلمة ثم نسبوه إِلى جَمِير
والعرب تقول لا أَفعل ذلك ما جَمَرَ ابْنُ جَمير عن اللحياني وفي التهذيب لا أَفعل
ذاك ما أَجْمَرَ ابْنُ جَمِيرٍ وما أَسْمَرَ ابْنُ سَمِير الجوهري وابنا جمير
الليل والنهار سميا بذلك للاجتماع كما سميا ابْنَيْ سَمِير لأَنه يُسْمَرُ فيهما
قال والجَمِيرُ الليل المظلم وابنُ جَمِيرٍ الليل المظلم وأَنشد لعمرو بن أَحمر
الباهلي نَهارُهُمُ ظَمْآنُ ضَاحٍ ولَيْلُهُمْ وإِن كَانَ بَدْراً ظُلْمَةُ ابْنِ
جَمِيرِ ويروىي نهارُهُمُ ليلٌ بَهِيمٌ ولَيْلُهُمْ ابْنُ جَمِيرٍ الليلة التي لا
يطلع فيها القمر في أُولاها ولا في أُخراها قال أَبو عمر الزاهد هو آخر ليلة من
الشهر وقال وكأَنّي في فَحْمَةِ ابنِ جَمِيرٍ في نِقابِ الأُسَامَةِ السِّرْداحِ
قال السرداح القوي الشديد التام نقاب جلد والأُسامة الأَسد وقال ثعلب ابْنُ جَمِير
الهلالُ ابن الأَعرابي يقال للقمر في آخر الشهر ابْنُ جَمِيرٍ لأَن الشمس
تَجْمُرُه أَي تواريه وأَجْمَرَ الرجلُ والبعيرُ أَسرع وعدا ولا تقل أَجمز بالزاي
قال لبيد وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرَتْ أَوْ قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ
أَبَلْ وأَجْمَرْنا الخيل أَي ضَمَّرْناها وجمعناها وبنو جَمْرَةَ حَيُّ من العرب
ابن الكلبي الجِمارُ طُهَيَّةُ وبَلْعَدَوِيَّة وهو من بني يربوع بن حنظلة
والجامُور القَبْرُ وجامُورُ السفينة معروف والجامُور الرأْس تشبيهاً بجامور
السفينة قال كراع إِنما تسميه بذلك العامة وفلان لا يعرف الجَمْرَةَ من التمرة
ويقال كان ذلك عند سقوط الجَمْرَةِ والمُجَيْمِرُ موضع وقيل اسم جبل وقول ابن
الأَنباري ورُكوبُ الخَيْلِ تَعْدُو المَرَطَى قد عَلاَها نَجَدُ فيه اجْمِرار قال
رواه يعقوب بالحاء أَي اختلط عرقها بالدم الذي أَصابها في الحرب ورواه أَبو جعفر
اجمرار بالجيم لأَنه يصف تجعد عرقها وتجمعه الأَصمعي عدَّ فلان إِبله جَماراً إِذا
عدها ضربة واحدة ومنه قول ابن أَحمر وظَلَّ رعاؤُها يَلْقَونَ منها إِذا عُدَّتْ
نَظَائِر أَو جَمَارَا والنظائر أَن تعد مثنى مثنى والجَمارُ أَن تُعَدَّ جماعةً
ثعلب عن ابن الأَعرابي عن المفضل في قوله أَلم تَرَ أَنَّني لاقَيْتُ يَومْاً
مَعائِرَ فيهمُ رَجُلاً جَمَارا فَقِيرَ اللْيلِ تَلْقاه غنِيّاً إِذا ما آنَسَ
الليلُ النهارَا هذا مقدّم أُريد به
( * هكذا في الأَصل ) وفلان غني الليل إِذا كانت له إِبل سود ترعى بالليل
معنى
في قاموس معاجم
القَلْبُ
تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه قَلَبه يَقْلِبُه قَلْباً وأَقْلَبه الأَخيرةُ عن
اللحياني وهي ضعيفة وقد انْقَلَب وقَلَبَ الشيءَ وقَلَّبه حَوَّله ظَهْراً لبَطْنٍ
وتَقَلَّبَ الشيءُ ظهراً لبَطْنٍ كالحَيَّةِ تَتَقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ
وقَلَبْتُ الشيءَ ف
القَلْبُ
تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه قَلَبه يَقْلِبُه قَلْباً وأَقْلَبه الأَخيرةُ عن
اللحياني وهي ضعيفة وقد انْقَلَب وقَلَبَ الشيءَ وقَلَّبه حَوَّله ظَهْراً لبَطْنٍ
وتَقَلَّبَ الشيءُ ظهراً لبَطْنٍ كالحَيَّةِ تَتَقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ
وقَلَبْتُ الشيءَ فانْقَلَبَ أَي انْكَبَّ وقَلَّبْتُه بيدي تَقْلِيباً وكلام
مَقْلوبٌ وقد قَلَبْتُه فانْقَلَب وقَلَّبْتُه فَتَقَلَّب والقَلْبُ أَيضاً
صَرْفُكَ إِنْساناً تَقْلِبُه عن وَجْهه الذي يُريده وقَلَّبَ الأُمورَ بَحَثَها
ونَظَر في عَواقبها وفي التنزيل العزيز وقَلَّبُوا لك الأُمور وكُلُّه مَثَلٌ بما
تَقَدَّم وتَقَلَّبَ في الأُمور وفي البلاد تَصَرَّف فيها كيف شاءَ وفي التنزيل
العزيز فلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبهم في البلاد معناه فلا يَغْرُرْكَ سَلامَتُهم في
تَصَرُّفِهم فيها فإِنَّ عاقبة أَمْرهم الهلاكُ ورجل قُلَّبٌ يَتَقَلَّبُ كيف شاءَ
وتَقَلَّبَ ظهراً لبطْنٍ وجَنْباً لجَنْبٍ تَحَوَّل وقولُهم هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ
أَي مُحتالٌ بصير بتَقْليبِ الأُمور والقُلَّبُ الحُوَّلُ الذي يُقَلِّبُ
الأُمُورَ ويحْتال لها وروي عن مُعاوية لما احْتُضِرَ أَنه كان يُقَلَّبُ على
فراشه في مَرَضه الذي مات فيه فقال إِنكم لتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً لو
وُقيَ هَوْلَ المُطَّلَعِ وفي النهاية إِن وُقيَ كُبَّةَ النار أَي رجلاً عارفاً
بالأُمور قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُول وقَلَّبهما ظَهْراً لبَطْنٍ وكان
مُحْتالاً في أُموره حَسَنَ التَّقَلُّبِ وقوله تعالى تَتَقَلَّبُ فيه القُلُوبُ
والأَبصار قال الزجاج معناه تَرْجُف وتَخِفُّ من الجَزَع والخَوْفِ قال ومعناه أَن
من كانَ قَلْبُه مُؤْمِناً بالبَعْثِ والقيامة ازدادَ بصيرة ورأَى ما وُعِدَ به
ومن كانَ قلبه على غير ذلك رأَى ما يُوقِنُ معه أَمْرَ القيامة والبَعْث فعَلِم
ذلك بقلبه [ ص 686 ] وشاهَدَه ببصره فذلك تَقَلُّبُ القُلُوب والأَبصار ويقال
قَلَبَ عَيْنَه وحِمْلاقَه عند الوَعيدِ والغَضَبِ وأَنشد قالبُ حِمْلاقَيْهِ قد
كادَ يُجَنّ وقَلَب الخُبْزَ ونحوَه يَقْلِبه قَلْباً إِذا نَضِج ظاهرُه فَحَوَّله
ليَنْضَجَ باطنُه وأَقْلَبها لغة عن اللحياني وهي ضعيفة وأَقْلَبَتِ الخُبْزَةُ
حان لها أَن تُقْلَبَ وأَقْلَبَ العِنَبُ يَبِسَ ظاهرُه فَحُوِّلَ والقَلَبُ
بالتحريك انْقِلابٌ في الشفة العُلْيا واسْتِرخاءٌ وفي الصحاح انْقِلابُ الشَّفَةِ
ولم يُقَيِّدْ بالعُلْيا وشَفَة قَلْباءُ بَيِّنَةُ القَلَب ورجل أَقْلَبُ وفي
المثل اقْلِبي قَلابِ يُضْرَب للرجل يَقْلِبُ لسانَه فيَضَعُه حيث شاءَ وفي حديث
عمر رضي اللّه عنه بَيْنا يُكَلِّمُ إِنساناً إِذ اندفَعَ جرير يُطْرِيه ويُطْنِبُ
فأَقْبَلَ عليه فقال ما تقول ياجرير ؟ وعَرَفَ الغَضَبَ في وجهه فقال ذكرتُ أَبا
بكر وفضله فقال عمر اقْلِبْ قَلاَّبُ وسكتَ قال ابن الأَثير هذا مثل يُضْرَب لمن
تكون منه السَّقْطة فيتداركها بأَن يَقْلِبَها عن جِهتها ويَصْرِفَها إِلى غير
معناها يريد اقْلِبْ يا قَلاَّبُ فأَسْقَطَ حرفَ النداءِ وهو غريب لأَنه إِنما
يحذف مع الأَعْلام وقَلَبْتُ القومَ كما تقولُ صَرَفْتُ الصبيانَ عن ثعلب وقَلَبَ
المُعَلِّم الصبيان يَقْلِبُهم أَرسَلَهم ورَجَعَهُم إِلى منازلهم وأَقْلَبَهم
لغةٌ ضعيفةٌ عن اللحياني على أَنه قد قال إِن كلام العرب في كل ذلك إِنما هو
قَلَبْتُه بغير أَلف وفي حديث أَبي هريرة أَنه كان يقالُ لمُعَلِّم الصبيان
اقْلِبْهم أَي اصْرفْهُمْ إِلى منازلهم والانْقِلابُ إِلى اللّه عز وجل المصيرُ
إِليه والتَّحَوُّلُ وقد قَلَبه اللّهُ إِليه هذا كلامُ العرب وحكى اللحياني
أَقْلَبه قال وقال أَبو ثَرْوانَ أَقْلَبَكُم اللّهُ مَقْلَب أَوليائه ومُقْلَبَ
أَوليائه فقالها بالأَلف والمُنْقَلَبُ يكون مكاناً ويكون مصدراً مثل المُنْصَرَف
والمُنْقَلَبُ مَصِيرُ العِبادِ إِلى الآخرة وفي حديث دعاءِ السفر أَعوذُ بِكَ من
كآبة المُنْقَلَب أَي الانْقِلابِ من السفر والعَوْدِ إِلى الوَطَن يعني أَنه يعود
إِلى بيته فَيرى فيه ما يَحْزُنه والانْقِلابُ الرجوعُ مطلقاً ومنه حديث المنذر
ابن أَبي أَسِيدٍ حين وُلِدَ فاقْلِبُوه فقالوا أَقْلَبْناه يا رسول اللّه قال ابن
الأَثير هكذا جاءَ في صحيح مسلم وصوابه قَلَبْناه أَي رَدَدْناه وقَلَبه عن وجهه
صَرَفَه وحكى اللحيانيُّ أَقْلَبه قال وهي مَرْغُوبٌ عنها وقَلَبَ الثوبَ والحديثَ
وكلَّ شيءٍ حَوَّله وحكى اللحياني فيهما أَقْلَبه وقد تقدم أَن المختار عنده في
جميع ذلك قَلَبْتُ وما بالعليل قَلَبةٌ أَي ما به شيء لا يُسْتَعْمَل إِلا في
النفي قال الفراءُ هو مأْخوذ من القُلابِ داءٍ يأْخذ الإِبل في رؤُوسها
فيَقْلِبُها إِلى فوق قال النمر
أَوْدَى الشَّبابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلِبه ... وقد بَرِئْتُ فما بالقلبِ من
قَلَبَهْ
أَي بَرِئْتُ من داءِ الحُبِّ وقال ابن الأَعرابي [ ص 687 ] معناه ليست به علة
يُقَلَّبُ لها فيُنْظَرُ إِليه تقول ما بالبعير قَلَبة أَي ليس به داءٌ يُقْلَبُ
له فيُنْظَرُ إِليه وقال الطائي معناه ما به شيءٌ يُقْلِقُه فَيَتَقَلَّبُ من
أَجْلِه على فراشه الليث ما به قَلَبة أَي لا داءَ ولا غائلة وفي الحديث فانْطَلَق
يَمشي ما به قَلَبة أَي أَلمٌ وعلة وقال الفراءُ معناه ما بهِ علة يُخْشى عليه
منها وهو مأْخوذ مِن قولهم قُلِبَ الرجلُ إِذا أَصابه وَجَعٌ في قلبه وليس يَكادُ
يُفْلِتُ منه وقال ابن الأَعرابي أَصلُ ذلك في الدَّوابِّ أَي ما به داءٌ يُقْلَبُ
منه حافرُه قال حميدٌ الأَرْقَطُ يصف فرساً
ولم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ ... ولا لِحَبْلَيْه بها حَبارُ
أَي لم يَقْلِبْ قَوائمَها من عِلَّة بها وما بالمريضِ قَلَبَة أَي علة يُقَلَّبُ
منها والقَلْبُ مُضْغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ ابن سيده القَلْبُ
الفُؤَاد مُذَكَّر صَرَّح بذلك اللحياني والجمع أَقْلُبٌ وقُلوبٌ الأُولى عن
اللحياني وقوله تعالى نَزَلَ به الرُّوحُ الأَمِينُ على قَلْبك قال الزجاج معناه
نَزَلَ به جبريلُ عليه السلام عليك فَوَعاه قَلْبُك وثَبَتَ فلا تَنْساه أَبداً
وقد يعبر بالقَلْبِ عن العَقْل قال الفراءُ في قوله تعالى إِن في ذلك لَذِكْرى لمن
كان له قَلْبٌ أَي عَقْلٌ قال الفراءُ وجائزٌ في العربية أَن تقولَ ما لَكَ قَلْبٌ
وما قَلْبُك معك تقول ما عَقْلُكَ معكَ وأَين ذَهَبَ قَلْبُك ؟ أَي أَين ذهب
عَقْلُكَ ؟ وقال غيره لمن كان له قَلْبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ وَرُوي عن النبي
صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال أَتاكم أَهل اليَمن هم أَرَقُّ قلوباً وأَلْيَنُ
أَفْئِدَةً فوَصَفَ القلوبَ بالرِّقة والأَفْئِدَةَ باللِّين وكأَنَّ القَلْبَ
أَخَصُّ من الفؤَاد في الاستعمال ولذلك قالوا أَصَبْتُ حَبَّةَ قلبِه وسُوَيْداءَ
قلبه وأَنشد بعضهم
لَيْتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلْبهِ ... عَمْرٌو بأَسْهُمِه التي لم تُلْغَبِ
وقيل القُلُوبُ والأَفْئِدَةُ قريبانِ من السواءِ وكَرَّرَ ذِكْرَهما لاختلاف
اللفظين تأْكيداً وقال بعضهم سُمِّي القَلْبُ قَلْباً لتَقَلُّبِه وأَنشد
ما سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبه ... والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان
أَطْوارا
وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال سُبْحانَ مُقَلِّب القُلُوب وقال
اللّه تعالى ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهم وأَبصارَهم قال الأَزهري ورأَيت بعضَ العرب
يُسَمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلها شَحْمَها وحِجابَها قَلْباً وفُؤَاداً قال ولم
أَرهم يَفْرِقُونَ بينهما قال ولا أُنْكِر أَن يكون القَلْبُ هي العَلَقة السوداءُ
في جوفه وقَلَبه يَقْلِبُه ويَقْلُبه الضم عن اللحياني وحدَه أَصابَ قَلْبَه فهو
مَقْلُوب وقُلِبَ قَلْباً شَكا قَلْبه والقُلابُ داءٌ يأْخذ في القَلْبِ عن
اللحياني والقُلابُ داءٌ يأْخُذُ البعير فيشتكي منه قَلْبَه فيموتُ مِنْ يومه يقال
بعير مَقْلُوبٌ وناقة مَقْلوبة قال كراع وليس في الكلام اسمُ داءٍ اشْتُقَّ من
اسمِ العِضْو إِلا القُلاب من القَلْب والكُباد من الكَبِدِ والنُّكاف من
النَّكَفَتَيْن وهما غُدَّتانِ تَكْتَنِفانِ الحُلْقُومَ من أَصل اللَّحْي [ ص 688
] وقد قُلِبَ قِلاباً وقيل قُلِبَ البعير قِلاباً عاجَلَتْه الغُدَّة فمات
وأَقْلَبَ القومُ أَصابَ إِبلَهم القُلابُ الأَصمعي إِذا عاجَلَتِ الغُدَّةُ
البعيرَ فهو مَقْلُوب وقد قُلِبَ قِلاباً وقَلْبُ النخلةِ وقُلْبُها وقِلْبُها
لُبُّها وشَحْمَتُها وهي هَنةٌ رَخْصةٌ بَيْضاءُ تُمْتَسخُ فتُؤْكل وفيه ثلاث لغات
قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ وقال أَبو حنيفة مَرَّة القُلْبُ أَجْوَدُ خُوصِ النخلة
وأَشدُّه بياضاً وهو الخُوص الذي يلي أَعلاها واحدته قُلْبة بضم القاف وسكون اللام
والجمع أَقْلابٌ وقُلُوبٌ وقِلَبةٌ وقَلَبَ النخلة نَزَع قُلْبَها وقُلُوبُ الشجر
ما رَخُصَ من أَجوافِها وعُروقها التي تَقُودُها وفي الحديث أَن يحيى بن زكريا
صلوات اللّه على نبينا وعليه كان يأْكل الجرادَ وقُلُوبَ الشجر يعني الذي يَنْبُتُ
في وَسَطها غَضّاً طَريّاً فكان رَخْصاً مِنَ البُقولِ الرَّطْبة قبل أَن يَقْوَى
ويَصْلُبَ واحدُها قُلْبٌ بالضم للفَرْق وقَلْبُ النخلة جُمَّارُها وهي شَطْبة
بيضاءُ رَخْصَة في وَسَطِها عند أَعلاها كأَنها قُلْبُ فضة رَخْصٌ طَيِّبٌ سُمِّيَ
قَلْباً لبياضه شمر يقال قَلْبٌ وقُلْبٌ لقَلْبِ النخلة ويُجْمَع قِلَبةً التهذيب
القُلْبُ بالضم السَّعَفُ الذي يَطْلُع مِنَ القَلْب والقَلْبُ هو الجُمَّارُ
وقَلْبُ كلّ شيءٍ لُبُّه وخالِصُه ومَحْضُه تقول جئْتُك بهذا الأَمرِ قَلْباً أَي
مَحْضاً لا يَشُوبُه شيءٌ وفي الحديث إِن لكلِّ شيءٍ قَلْباً وقلبُ القرآن يس
وقَلْبُ العقْرب منزل من منازل القَمَر وهو كوكبٌ نَيِّرٌ وبجانِبَيْه كوكبان
وقولهم هو عربيّ قَلْبٌ وعربية قَلْبة وقَلْبٌ أَي خالص تقول منه رجل قَلْبٌ وكذلك
هو عربيٌّ مَحْضٌ قال أَبو وجْزَة يصف امرأَة
قَلْبٌ عَقيلةُ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ ... يُرْمَى المَقانبُ عنها والأَراجِيلُ
ورجل قَلْبٌ وقُلْبٌ مَحْضُ النسَبِ يستوي فيه المؤَنث والمذكر والجمع وإِن شئت
ثَنَّيْتَ وجَمَعْتَ وإِن شئت تركته في حال التثنية والجمع بلفظ واحد والأُنثى
قَلْبٌ وقَلْبةٌ قال سيبويه وقالوا هذا عَرَبيٌّ قَلْبٌ وقَلْباً على الصفة
والمصدر والصفة أَكثرُ وفي الحديث كان عليٌّ قُرَشياً قَلْباً أَي خالصاً من صميم
قريش وقيل أَراد فَهِماً فَطِناً من قوله تعالى لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ
والقُلْبُ من الأَسْوِرَة ما كان قَلْداً واحداً ويقولون سِوارٌ قُلْبٌ وقيل
سِوارُ المرأَة والقُلْبُ الحيةُ البيضاءُ على التشبيه بالقُلْب مِنَ الأَسْورة
وفي حديث ثَوْبانَ أَن فاطمة حَلَّتِ الحسنَ والحسين عليهم السلام بقُلْبَيْن من
فضة القُلْبُ السوار ومنه الحديث أَنه رأَى في يد عائشة قُلْبَيْن وفي حديث عائشة
رضي اللّه عنها في قوله تعالى ولا يُبْدينَ زينَتَهُنَّ إِلا ما ظَهَر منها قالت
القُلْبُ والفَتَخَةُ والمِقْلَبُ الحديدةُ التي تُقْلَبُ بها الأَرضُ للزراعة
وقَلَبْتُ المَمْلوكَ عند الشراءِ أَقْلِبُه قَلْباً إِذا كَشَفْتَه لتنظر إِلى
عُيوبه والقُلَيْبُ على لفظ تصغير فَعْلٍ خَرَزة يُؤَخَّذُ بها هذه عن اللحياني
والقِلِّيبُ والقَلُّوبُ والقِلَّوْبُ والقَلُوبُ [ ص 689 ] والقِلابُ الذئبُ
يَمانية قال شاعرهم
أَيا جَحْمَتا بَكّي على أُم واهبٍ ... أَكِيلَةِ قِلَّوْبٍ ببعض المَذانبِ
والقَلِيبُ البئرُ ما كانت والقليبُ البئر قبل أَن تُطْوَى فإِذا طُوِيَتْ فهي
الطَّوِيُّ والجمع القُلُبُ وقيل هي البئر العاديَّةُ القديمةُ التي لا يُعْلم لها
رَبٌّ ولا حافِرٌ تكونُ بالبَراري تُذكَّر وتؤَنث وقيل هي البئر القديمة
مَطْويَّةً كانت أَو غير مَطْويَّةٍ ابن شميل القَلِيبُ اسم من أَسماءِ الرَّكِيّ
مَطْويَّةٌ أَو غير مَطْوية ذاتُ ماءٍ أَو غيرُ ذاتِ ماءٍ جَفْرٌ أَو غيرُ جَفْرٍ
وقال شمر القَلِيبُ اسمٌ من أَسماءِ البئر البَديءِ والعادِيَّة ولا يُخَصُّ بها
العاديَّةُ قال وسميت قَليباً لأَنه قُلِبَ تُرابُها وقال ابن الأَعرابي القَلِيبُ
ما كان فيه عَيْنٌ وإِلا فلا والجمع أَقْلِبةٌ قال عنترة يصف جُعَلاً
كأَنَّ مُؤَشَّرَ العضُدَيْنِ حَجْلاً ... هَدُوجاً بينَ أَقْلِبةٍ مِلاحِ
وفي الحديث أَنه وقَفَ على قَلِيبِ بَدْرٍ القَلِيبُ البئر لم تُطْوَ وجمع الكثير
قُلُبٌ قال كثير
وما دامَ غَيْثٌ من تِهامةَ طَيِّبٌ ... بها قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ
والكِرارُ جمعُ كَرٍّ للحِسْيِ والعاديَّة القديمةُ وقد شَبَّه العجاجُ بها
الجِراحاتِ فقال عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ وقيل الجمع قُلُبٌ في لغة
مَنْ أَنَّثَ وأَقْلِبةٌ وقُلُبٌ جميعاً في لغة مَن ذَكَّر وقد قُلِبَتْ تُقْلَبُ
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) قلب القَلْبُ تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه
وقَلَبَتِ البُسْرَةُ إِذا احْمَرَّتْ قال ابن الأَعرابي القُلْبةُ الحُمْرَةُ
الأُمَوِيُّ في لغة بَلْحرث بن كعب القالِبُ بالكسر البُسْرُ الأَحمر يقال منه
قَلَبَتِ البُسْرةُ تَقْلِبُ إِذا احْمَرَّتْ وقال أَبو حنيفة إِذا تَغَيَّرَتِ
البُسْرة كلُّها فهي القالِبُ وشاة قالِبُ لونٍ إِذا كانت على غير لونِ أُمِّها
وفي الحديث أَن موسى لما آجَرَ نَفْسَه من شعيب قال لموسى على نبينا وعليه الصلاة
والسلام لَكَ من غَنَمِي ما جاءَت به قالِبَ لونٍ فجاءَتْ به كُلِّه قالِبَ لونٍ
غيرَ واحدةٍ أَو اثنتين تفسيره في الحديث أَنها جاءَت بها على غير أَلوانِ
أُمَّهاتها كأَنَّ لونَها قد انْقَلَب وفي حديث عليٍّ كرّم اللّه وجهَه في صفة
الطيور فمنها مغموس في قالَِبِ لونٍ لا يَشُوبُه غيرُ لونِ ما غُمِسَ فيه أَبو زيد
يقال للبليغ من الرجال قد رَدَّ قالِبَ الكلامِ وقد طَبَّقَ المَفْصِلَ ووَضَع
الهِناءَ مواضِعَ النَّقْبِ وفي الحديث كان نساءُ بني إِسرائيل يَلْبَسْنَ
القَوالِبَ جمع قالَبٍ وهو نَعْل من خَشَب كالقَبْقابِ وتُكسَر لامه وتفتح وقيل
انه مُعَرَّب وفي حديث ابن مسعود كانت المرأَةُ تَلْبَسُ القالِبَيْنِ تطاولُ بهما
والقالِبُ والقالَبُ الشيءُ الذي تُفْرَغُ فيه الجواهِرُ ليكون مِثالاً لما يُصاغُ
منها وكذلك قالِبُ الخُفِّ ونحوه دَخِيل وبنو القلَيْب بطن من تميم وهو القُلَيْبُ
بنُ عمرو ابن تميم وأَبو قِلابةَ رجلٌ من المحدّثين