الجَمْرَةُُ بفتحٍ فسكونٍ النارُ المُتَّقِدَةُ وإذا بَرَدَ فهو فَحْمٌ ج جَمْرٌ . الجَمْرَةُ : ألْفث فارِسٍ يقال : جَمْرَةٌ كالجَمْرَةِ الجَمْرَةُ : القَبيلَةُ انضمَّتْ فصارتْ يداً واحدةً لا تِنْضِمُّ إلى أحَد ولا تُخَالِفُ غيرَها . وقال اللَّيْث : الجَمْرَةُ : كُلُّ قومٍ يَصْبِرُون لقتالِ من قاتلَهم لا يُخَالِفُون أحداً ولا ينضمُّون إلى أَحد تكونُ القبيلَةُ نفسُها جَمْرَةً تَصْبِرُ لقِرَاعِ القَبَائِلِ كما صَبَرَتْ عَبْسٌ لقبائل قَيْس . وهكذا أَوْرَدَه الثَّعَالبيُّ في المُضاف والمَنْسُوب وعَزَاه للخَلِيل . وفي الحديث عن عُمَرَ : " أنه سَأَلَ الحُطَيْئَةَ عن عَبْسٍ ومُقَاوَمتِها قبائلَ قَيْسٍ فقال : يا أميرَ المؤمنين كنَّا ألْفَ فارِسٍ كأنّنا ذَهَبَةٌ حمراءُ لا نَسْتَجْمِرُ ولا نُخَالِفُ " أي لا نسأَلُ غيرَنا أن يَجْتَمِعُوا إلينا لاستغائنا عنهم . أو هي القبيلَةُ التي يكونُ فيها ثَلاثُمِائَةِ فارِسٍ أو نحوُهَا . وقيل : هي القبيلَةُ تُقاتِلُ جماعةَ قَبائِلَ
الجَمْرَةُ : الحَصَاةُ واحدةُ الجِمَار . وفي التَّوْشِيح : والعَرَبُ تُسَمِّي صغار الحَصَى جِمَاراً
الجَمْرَةُ : واحدةُ جَمراتِ المَنَاسِكِ وجِمارُ المَناسِكِ وجَمَراتُها : الحَصيَاتُ التي يُرْمَي بها في مكَّة . والتَّجْمِيرُ : رَمْيُ الجِمَارِ . ومَوْضِعُ الجِمَارِ بمِنىً سُمِّيَ جَمْرَةً لأنها تُرْمَي بالجِمَار وقيل : لأنها مَجْمعُ الحَصَى التي يُرْمَي بها من الجَمْرَة وهي اجتماعُ القبيلةِ على من ناوأَها . وسيأْتي في كلام المصنّف آخر المادَّة . وهي جَمَرَاتٌ ثلاثٌ : الجَمْرَةُ الأُولَى والجَمْرةُ الوُسْطَى وجَمْرَةُ العَقَبَةِ يُرْميْن بالجِمَار وهي الحَصَيَاتُ الصِّغارُ هكذا في النُّسخ وفي بعضها تُرْمَي بَدَل يُرْمَيْن والأوَّلُ أوْفقُ . وجَمَرَاتُ العَرَب : ثلاثٌ كجَمَرَات المناسِك : بَنُو ضَبَّةَ بن أُدِّ بن طابخةَ بن الياس بن مُضرَ وبنو الحارثِ بنِ كعبٍ وبنو نُمَيْرِ بنِ عامِرٍ فطُفِئَتْ منهم جَمْرَتانِ طُفْئَتْ ضَبَّةُ لأنها حالَفَتِ الرِّبَاب وطُفِئَتْ بنو الحارِث لأنها حالفَتِ مذْحج وبَقِيَتْ نُمَيْرٌ لم تُطْفَأْ لأنها لم تُحالِف . هذا قولُ أبي عُبَيْد ونقلَهَ عنه الجوهريُ في الصّحاح
أو الجَمَراتُ : عبْسُ بنُ ذُبيان بن بَغِيض بنِ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ والحارِثُ بنُ كَعْب وضَبَّةُ بنُ أُدٍّ وهم أَخْوةٌ لأُمٍّ لأن أُمَّهم وهي امرأَةٌ من اليمن رَأَتء في المَنَام أنه خَرَجَ وفي بعض النُّسخ : يخرجُ مِن فَرْجِها ثَلاثُ جَمَرَات . فَتَزَوَّجَها كَعْبُ بنُ عبدِ المَدَانِ بن يَزِيد بن قَطَن فَولَدَتْ له الحارثَ وهم أَشرافُ اليمنِ منهم : شُريْحُ بنُ هانئ الحارثيُّ وابنهُ المِقْدَامُ ومُطرفُ بنُ طَرِيف ويحيى بنُ عربيٍّ وغيرُهم ثم تَزَوَّجَهَا بَغِيضُ بنُ رَيْث بنِ غطَفَانَ فَوَلَدَتْ له عَبْساً وهم فُرْسَانُ العَربِ ووقائعُهم مشهورةٌ : ثم تَزَوَّجَها أُدٌّ فَوَلَدتْ له ضَبَّةَ . فَجَمْرتَانِ في مُضَرَ وهما عَبْسٌ وَضبَّةٌ وجمْرَةٌ في اليمن وهم بَنُو الحَارِثِ بنِ كَعءب . وكان أبو عُبَيْدَةَ يقول : ضَبَّةُ أَشْبَهُ بالجمْرَة مَن بَنِي نُمَيْر . وفي حديث عُمرَ رضي اللهُ عنه : " لأُلْحِقَنَّ كلَّ قَوم بجَمْرَتِهم " أي بجَماعَتِهم التي هم منها
وقال الجاحظُ : يُقَال لعَبْس وضَبَّةَ ونُمَيْرٍ : الجَمَرَاتُ وأنشدَ لأبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ :
لنا جَمَرَاتٌ ليس في الأرض مثلُها ... كِرَامٌ وقد جُرِّبْنَ كلَّ التَّجَارِبِ
نُمَيْرٌ وعَبْسٌ تُتَّقَي بفِنائِها ... وضَبَّةٌ قَومٌ بَأْسُهمْ غيرُ كاذِبِ . ثم قال : فطُفِئَتْ منهم جمْرتان وبقِيَتْ واحدةٌ طُفِئَتْ بَنُو عَبْسٍ لانتقالهم إلى بني عامرِ بن صَعْصَعَةَ يوم جَبَلةَ وقيل : جمَرَاتُ معدٍّ : ضَبَّةُ وقيل : جمَرَاتُ معدٍّ : ضَبَّةُ وعبْسٌ والحارثُ ويَرْبُوعٌ سُمُّوا بذلك لتجَمعهم
ونقل شيخُنا عن أبي العَبّاس المبرّد في الكامل : جَمَرَاتُ العَرَب : بنو نُمَيْر بن عامر بن صَعْصَعَة وبنو الحارث بن كعْب بن عُلَةَ بن جَلْد وبنو ضَبَّة بن بَغيضِ بن رَيْثٍ لأنهم تجَمَّعُوا في أنفسهم ولم يُدْخِلُوا معهم غيرَهم . وأبو عُبَيْدٍ لم يَعُدَّ فيهم عَبْساً في كتاب الدِّيباج ولكنه قال : فطُفِئَتْ جَمْرَتان وهما بَنُو ضَبَّة لأنها صارَتْ إلى الرِّباب فحالفتْ وبنو الحارث لأنها صارت إلى مَذْحِج وَبَقِيَتْ بنو نمير إلى الساعة لأنها لم تُحَالف وقال النُميْريُّ يُجيبُ جَريراً :
نُمَيْرٌ جَمْرةُ العربِ الَّتي لمْ ... تَزَلْ في الحَرْب تَلْتهبُ الْتِهَابَا
وإنّي إذْ أَسُبُّ بها كُلَيْباً ... فَتحْتُ عليْهمُ للخَسْفِ بَابَا . وقال في هذا الشعر :
ولولا أن يُقال هَجَا نُمَيْراً ... ولم نَسْمَعْ لشاعِرها جوابَا
رَغِبْنا عن هجَاءِ بني كُليْبٍ ... وكيف يُشاتِمُ الناسُ الكِلابَا . وقال الثَّعالبيُّ في ثمار القُلُوب : جَمَرَاتُ العرب : بَنُو ضَبَّةَ وبنو الحارث بنِ كَعْبٍ وبنو نُمَيْر بن عامر وبنو عَبْس بنِ بَغيض وبنو يَرْبُوعِ بنِ حَنْظَلَةَقلتُ : فإذا تَأَمَّلْتَ كلامَهم تَجدُهُ مُصادَماً بعضُهُ مع بعض فإنِ الجوهريَّ نَقَلَ عن أَبي عُبَيْد أن جَمَرَاتِ العَرَبِ ثلاثٌ ونَقَلَ عنه الجاحظُ أنهنَّ أربعٌ وقال : وزادَ ضَبَّةَ بدَلَ نُمَيْرٍ . وفي كلام الثَّعالِبِيِّ أنهنَّ خَمْسٌ وزادَ بني يَرْبُوع . ونَقَلَ الجوهَرِيُّ عن أبي عُبَيْد أنه طَفِئَ منهم جَمْرتَان : ضَبَّةَ والحارثُ وَبَقِيَتْ نُمَيْرٌ . ونَقَلَ الأزهريُّ والجاحظ عن أبي عبيد أنّها طُفِئَتِ الحارثُ وعَبْسٌ وبَقِيَتْ ضَبَّةُ وأن الحارثَ حالفتْ نَهْداً . وقالوا : الحارث هو ابن كعْب بن عبدِ المَدَان والذي في الكامل أنهم بنو كَعْب بن عُلَة بن جَلْد وفيه أيضاً أنه طُفِئَتْ ضَبَّةُ لأنها حالفت الرِّبابَ وَبَقيَتْ بنو نُمَير إلى الساعة لأنها لم تُحَالف . فإذا عَرَفْت ذلك فقول شيخِنا : وإذا تأَمَّلْت كلامَهم علمْت أنه لا مُخَالفةَ ولا مُنافاة إلاّ أن البَعض فصَّل والبعض أجْمَل محَلُّ تأمُّل وجَمْرَة بنت أبي قُحَافةَ هكذا في النُّسَخ ومثله التَّبصير للحافظ وقال بعضهم : إنها جمْرَة بنتُ قُحافةَ . صحا بيَّةٌ هي الكِنْدِيَّةُ كانت بالكُوفة رَوَى عنها شبيبُ بنُ غَرْقَدةَ ذكره الذَّهبيُّ وابن فهْد . وأبو جَمْرَة الضُّبَعِيُّ واسمُه نَصْرُ بنُ عِمرانَ بن عاصمٍ عن ابن عَبّاس وعنه شُعْبَةُ وهو من ضُبَيعة بن قَيْس بن ثعْلبَة وَوَلدُه عِمْرانُ بنُ أبي جَمْرَةَ رَوَى عن حَمّادِ بن زيْد وأَخوه عَلْقمَةُ بنُ أَبي جَمْرَة عن أبيه كذا في التَّكْمِلة . وعامِرُ بنُ شَقِيق بن جَمْرَة الأسَدِيُّ الكُوفِيُّ من السّادسة وأبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ أَحمد بن أسعدَ أبي جَمْرَةَ الأنْدَلُسِيُّ راوي التَّيْسير : عُلمَاءُ مُحَدِّثُون . ولم يَسْتَوْفِهم كلَّهم مع أَن شَأْنَ البحر الإحاطَةُ وقد يَتَعَيَّنُ استيعابُ ما جاءَ بالجيم فمنهم : جمرة بن النعمان بن هوْذَةَ العُذْريُّ له وِفَادةٌ . وجَمْرَةُ بنتُ النُّعْمان العُذْريَّةُ هي أُخْتُه لها صُحْبَةٌ . وجَمْرَةُ بنتُ عَبْدِ اللهِ اليرْبُوعِيَّةُ لها صُحْبَةٌ وكانتْ بالكُوفَةِ . وجَمْرَةُ السَّدُوسِيَّةُ عن عائشةَ . ومالكُ بنُ نُوَيْرَةَ بنِ جَمْرَةَ بن شَداد التَّمِيمِيُّ أخو مُتَمِّمِ بن نُوَيْرةَ مَشْهُوران . وجَمْرَةُ بنُ حِمْيَريٍّ التَّيْمِيُّ شاعِرٌ فارس . وفي الأَزْد : جَمْرَةُ بنُ عُبَيد . وفي بني سامَةَ بن لُؤَيٍّ : جَمْرةُ بنُ عَمْرِو بنِ سَعْدِ بنِ عَمْرِو بنِ الحارث بن سامةَ وجمْرةُ بنُ سعد بن عمرو بن الحارثِ بن سامةِ وموسى بنُ عبدِ المَلكِ بنِ مَرْوَانَ بن خَطَّابِ بنِ أبي جَمْرَةَ وفي غيرهما شهاب ُبنُ جمْرَةَ بن ضِرَامَ بنِ مالكٍ الجُهَنيُّ الذي وَفَدَ على عُمَرَ رَضي الله عنه فقال له : ما اسمُكَ ؟ فقال : شهابٌ قال : ابنُ مَن ؟ قال : ابنُ جَمْرَةَ قال : مِمَّن أنتَ ؟ قال : مِن الحُرَقَة قال : مِن أيّهم قال : من بني ضِرَامِ . قال : فما مَسْكَنُكَ ؟ قال : حرَّةُ النّارِ . قال : أين أهلُك منها ؟ قال : لَظىً . فقال عُمرُ : أدْرِكْ أهلَكَ فقد احترقوا فرجعَ فوجَدَ النار قد أحَاطَتْ بأهْلِه فأطْفَأَها . ذَكَره ابنُ الكَلْبِيِّ . وذَكَرَ أبو بكرٍ المقيِّد في تَسْمِيتِه أزواجَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال له أبوها : إن بها سوءاً ولم يكن بها فرَجعَ فوجدهَا برصاءَ وهي أمُّ شَبِيبِ ابن البَرْصاءَ الشاعِرِ . وجَمْرَةُ بنُ عَوْف يُكْنَى أبا يَزِيدَ يُعَدُّ من أهل فِلَسْطِينَ ذُكِرِ في الصَّحابة . والشيخ أبو محمّدٍ عبدُ الله بنُ أبي جَمْرَةَ المَغْربي نَزيلُ مصر كان عالماً عابداً خَيِّراً شَهِيرَ الذِّكْرِ شَرَحَ مُنْتَخَباً له من البُخَارِيِّ نَفَعَ الله ببَرَكَتِه وهو من بيت كبير بالمغرِب شهير الذِّكْرِ . قلتُ : وقَبْرُه بقَرَافَةِ مصرَ مشهورٌ يُسْتَجَابُ عنده الدُّعاءُ وقد زُرْتُه مِراراً . وجَمْرَةُ بنتُ نَوْفَل التي قال فيها النَّمْرُ بنُ تَوْلَب :
جَزَى اللهُ عنّا جَمْرةَ ابْنَةَ نَوْفَلٍ ... جزاءَ مُغلٍّ بالأمانةِ كاذِبِوجَمَّرَه أي الشيءَ تَجْمِيراً : جمَعَه . جَمَّرَ القومُ على الأمر تَجْمِيراً : تَجَمَّعُوا عليه وانْضَمُّوا كجَمَرُوا وأجْمَرُوا واسْتَجمَرُوا . وفي حديث أبي إدْرِيسَ : دَخلتُ المسجدَ والناسُ أَجْمَرُ ما كانُوا أي أجْمَعُ ما كانُوا . وقال الأصمعيّ : جمَّرَ بنو فُلانٍ إذا اجْتَمَعُوا وصارُوا ألْباًَ واحداً . وبنوا فلانٍ جَمْرَةٌ إذا كانوا أَهلَ مَنَعَة وشِدَّةٍ . وتَجَمَّرَتِ القَبَائِلُ : إذا تَجَمَّعَتْ . جَمَّرَتِ المرأَةُ تَجْمِيراً جَمَعَتْ شَعرَها وعقَدتْه في قَفاها ولم تُرْسِلْه كأجمرت . وفي التَّهْذِيب : إذا ضَفَرَتْه جَمَائِرَ . وفي الحديث عن النِّخَعِيِّ : " الضَّافِرث والمُلَبِّدُ والمُجْمِرُ عليهم الحَلْقُ : أي الذي يَضْفِرُ رأسَه وهو مُحْرِمٌ يَجبُ عليه حلْقُه . ورواه الزَّمخْشَرِيُّ بالتشديد . وقال : هو الذي يَجْمَعُ شعره ويعقدهُ في قَفَاه . وفي حديث عائشةَ : " أجْمَرْتُ رأَسِي إجْمَاراً " أي جَمعْتُه وضَفَرْتُه يقال : أجْمر إذا جعلَه ذُؤَابةً . جَمَّرَ فلانٌ تَجْمِيراً : قَطَعَ جُمّار النَّخْلِ وهو قَلْبُه وشَحْمُه والواحدُ جُمّارَةٌ ومنه قولُهم : ولها ساقٌ كالجُمَارةِ
جَمَّر الجيشَ تَجْمِيراً وفي بعض الأُصُول : الجُنْد : حَبَسهم وأبْقاهم في أرضِ وفي بعض الأُصول : في ثَغْر العَدُوِّ ولم يُقْفِلْهم من الإقفال وهو الإرْجاعُ وقد نُهِي عن ذلك . وقال الأصمعيُّ : جَمَّر الأميرُ الجيش إذا أطالَ حبْسهم بالثَّغْر ولم يأْذَن لهم في القَفْل إلى أهالِيهم وهو التَّجْمِيرُ ورَوَى الرَّبِيعُ أن الشافِعِيَّ أنشدَه :
وجمَّرْتَنَا تَجْمِيرَ كِسْرَى جُنُودَهُ ... ومنَّيْتَنا حتى نَسِينا الأمانِيَا . وفي حديث عُمر رضيَ الله عنه : " لا تُجمِّرُوا الجيشَ فتَفْتِنُوهم " . قالوا : تَجْمِيرُ الجيشِ : جَمْعُهم في الثُّغُور وحًبْسُهم عن العوْد إلى أًهْلِيهم . ومنه حديثُ الهُرْمُزانِ : " إنّ كِسْرَى جَمَّرَ بُعُوثَ فارِسَ " . وفي بعض النُّسخ : ولم يَنْقُلْهم من النَّقْل بالنون والقاف وفي أُخرى : ولم يُغفلهم مِن الغّفْلة . وكله تحريف والصّوابُ ما تَقَدَّمَ . وقد تَجَمَّروا واسْتَجْمرُوا أي تَحَبَّسُوا . والمِجْمَرُ كمِنْبَر : الذي يُوضَعُ فيه الجَمْرُ بالدُّخْنَةِ . وفي التَّهذِيب : قد يُؤَنَّثُ كالمِجْمَرَةِ قال : مَن أَنَّثَه ذَهَب به إلى النار ومَن ذَكَّرَه عنَى به المَوْضِعَ . جَمْعُهما مجامِرُ . قال أبو حنيفة : المِجْمَرُ : العُودُ نَفْسُه وأنشدَ ابنُ السِّكِّيتِ :
لا تَصْطَلِي النّارَ إلا مِجْمراً أَرِجا ... قد كَسَّرَتْ مِن يَلَنْجُوجِ له وَقَصَا . البيتُ لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ الهِلاليِّ يصفُ امرأةً ملازِمة للطِّيب كالمُجْمَرِ بالضمّ فيهما . قال الجوهريُّ : وبُنْشَدُ البيتُ بالوَجْهَيْن . وقد اجْتَمرَ بها أي بالمِجْمَر . الجُمّارُ كرُمانٍ : شَحْمُ النَّخْلَةِ الذي في قِمَّةِ رَأْسِها تُقْطَعُ قِمَّتُهَا ثم يُكْشَطُ عن جُمّارةٍ في جوْفها بيضاءَ كأنها قطعةُ سنام ضخمةٌ وهي رَخْصةٌ تُؤْكَلُ بالعَسَل والكافُور يُخْرَجُ مِن الجُمّارَةِ بين مَشَقِّ السَّعفَتَيْنِ كالجَامُورِ وهذه عن الصَّغانيِّ . وقد جَمَّرَ النخلَةَ : قَطَعَ جُمّارَهَا أو جامُورَهَا وقد تَقَدَّمَ في كلام المصنِّف . الجَمَارُ كسَحَابٍ : الجَمُاعة . والجَمار : القَومُ المُجْتَمِعُون . وقال الأصمعيُّ : عَدَّ فلانٌ إبلَه جَمَاراً إذا عَدَّها ضَرْبَة واحدةً ومنه قول ابنِ أحمرَ :
وظَلَّ رِعَاؤُها يَلْقَوْن منْها ... إذا عُدَّتْ نَظائِرَ أو جمَارَا . قال : والنَّظَائر : أَن تُعَدَّ مثْنَى مثْنَى والجَمار : أن تُعَدَّ جماعةً ورَوَى ثعلبٌ عن ابن الأعرابيِّ عن المُفَضَّل :
ألَمْ تَر أنَّنِي لاقَيْتُ يوماً ... مَعاشِرَ فيهمُ رَجثل جَمَارَا
فَقيرُ اللَّيْلِ تَلْقَاه غَنِيّاً ... إذا ما آنَسَ اللَّيْلُ النَّهَارا . قال : يقال : فلانٌ غَنِي الَّلْيُلِ إذا كانت له إبلٌ سُودٌ تَرْعَى باللَّيْل . كذا في اللِّسَانقد جاءُوا جُمَارَى ويُنّوَّنُ وهذا عن ثعلبٍ أي بأَجْمَعهِم . وإنكارُ شيخِنا التنوينَ وأنه لا يَعْضُده سَماعٌ ولا قِياسٌ محَلُّ تَأَمُّلٍ . وأنشدَ ثعلَبٌ :
فمنْ مُبْلِغٌ وَائِلاً قَوْمَنَا ... وأَعْنِي بذلك بَكْراً جُمَارا . والجَمْيرُ كأَمِير مُجْتَمعُ القومِ . الجَمِيرةُ بهاءٍ : الضَّفِيرةُ والذُّؤَابَةُ لأنها جُمِّرَتْ أي جُمِعتْ وفي التَّهْذِيب : وجَمَّرَتِ المرأَةُ شَعْرَها إذا ضَفَرتْه جمائِر واحدتُها جميرَةٌ وهي الضَّفائِرُ والضمائرُ والجمَائرُ . وابْنا جَمِيرٍ كأمِيرٍ : الليلُ والنهارُ سُمِّيَا بذلك للاجتماعِ كما سُمِّيَا ابْنَيْ سَمِير لأنه يُسْمَرُ فيهما قالَه الجوهريُّ . وقال غيرُه : وابْنَا جَمِيرٍ : اللَّيْلَتَان يَسْتَسِرُّ فيهما القَمَرُ . وأَجْمَرَتِ الليلَةُ : اسْتَسَرَّ فيها الهِلال . وابنُ جَمِيرٍ : هِلالُ تلك الليلةِ قال كعبُ بنُ زُهَيْرٍ في صِفَة ذِئْبٍ :
وإن أطافَ ولم يَظْفَرْ بطائِلَةٍ ... في ظُلْمَةِ ابنِ جمِير ساوَرَ الفُطُمَا . وحُكِىَ عن ثعلبٍ : ابنُ جُميْرٍ على لَفْظ التصغيرِ في كلِّ ذلك قال : يقال : جاءَنَا فَحْمَةُ بنُ جُميْرٍ وأنشدَ :
عند دَيْجُورِ فَحْمَةِ بنِ جُميْرٍ ... طَرقَتْنَا والليلُ داجٍ بهِيمُ . وقيل : ظُلْمةُ بنُ جمِير : آخِرُ الشَّهْرِ كأنَّه سَمَّوْه ظُلْمَة ثم نَسَبُوه إلى جَمِير . والعربُ تقول : لا أفعلُ ذلك ما جَمرَ ابنُ جَميرٍ عن اللِّحْيَانيِّ . وقيل : ابنُ جَمِير : الليلةُ التي لا يَطْلُعُ فيها القَمَرُ في أُولاها ولا أُخراها . وقال أبو عَمْرٍو الزاهدُ : هو آخرُ ليلة من الشهر وقال :
وكأنِّي في فَحْمَةِ بنِ جَمِيرٍ ... في نِقابِ الأُسامَةِ السِّرْداحِ . وقال ابنُ الأعرابيِّ : يُقال للقَمرِ في آخِر الشَّهْرِ : ابنُ جمِير لأن الشمسَ تَجْمُرُه أي تُوارِيه وإذا عرفتَ ذلك ظَهَرَ لك قُصُورُ المصنِّفِ . وكزُبَيْرٍ : خارَجَةُ بنُ الجُمَيْرِ الأشجَعِيُّ بَدْرِيٌّ حَلِيفُ الأنصارِ أو هو بالخاءِ المعجَمة قالَه موسى بنُ عُقْبَةَ أبو بالمهملَة كحِمْيَرَ أَعْنِي القبيلةَ المشهورةَ أو حُمَيِّر كتصغير حِمَارٍ قاله ابنُ إسحاقَ أيضاً أو هو حُمْرَةُ بضم الحاء المُهْملَةِ وسكونِ الميم بن الجُمَيِّر مصغَّراً وفي بعض نُسَخ التجريدِ : مكبَّراً أو هو جارِيَةُ بن جَمِيل قاله موسى بنُ عُقْبَةَ . أو أَبو خارِجَة . أقوالٌ مختلفةٌ ذَكَرَ غالِبَها الذَّهبِيُّ في التَّجْرِيد مُفَرَّقاً . وكذا ابنُ فَهْد في المُعْجم والحافظُ ابنُ حجَر في الإصابة والتَّبْصِير . رحَمِهم اللهُ تعالَى وَشكَر سعْيهم . والمُجَيْمِرُ : جَبلٌ وقيل : اسمُ مَوضعٍ . وجُمْرانُ : بالضمّ : د وهو جَبَلٌ أسودُ بين اليَمامَةش وفَيْد من ديار بني تَمِيم أو بني نُمَيْر . خُفٌّ مُجْمَرٌ : صُلْبٌ شديدٌ مُجْتمِعٌ وقيل : هو الذي نَكَبتْه الحِجَارةُ وصَلُب . وقال أبو عَمرو : حافِرٌ مُجْمِرٌ بكسرِ الميمِ الثانيةِ وفتحِها وهذه عن الفَرّاء ولا يخْفَى لو قال : كمُحْسِنٍ ومُكْرَمٍ كان أَوْفَقَ لصناعتِه : وَقَاحٌ صُلْبٌ والمُفِجُّ المُقَبَّبُ مِن الحَوافِرِ وهو محْمُودٌ . ونُعَيْمُُ بنُ عبدِ الله مَوْلَى عُمَر رضيَ اللهُ عنه المُجْمِرُ بكسرها أي الميم الثانيةِ لأنه كان يُجْمِرُ المَسْجِد أي يَلِي إجمارَ مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلّم وربَّما شُدِّد الميم كما في شُروح البخَارِيّ . وأَجْمَرَ الرجلُ والبَعِيرُ : أَسْرَعَ في السَّيْر وعَدَا ولاَ تَقُل : أجْمَزَ بالزّاي قال لَبيد :
وإذا حَرَّكْتُ غَزْرِي أَجْمَرضتْ ... أو قِرَابِى عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْأَجْمَرَ الفَرَسُ : وَثَبَ في القَيْد كجَمَرَ من حَدِّ ضَرَبَ كلاهما عن الزَّجّاج . أجْمَرَ ثَوْبَه : بَخَّرَه بالطِّيب كجَمَّرَه تَجْمِيراً . وفي الحديث : " إذا أجْمَرْتُم المَيِّتَ فجَمِّروه ثلاثاً " أي إذا بخَّرْتُموه بالطِّيب . ويقال : ثَوبٌ مُجْمَرٌ ومُجَمِّرٌ . والذي يَتولَّى ذلك : مُجْمِرٌ ومُجَمِّر . أَجمَرَ النّارَ مُجْمراً بضمّ الميمِ الأُولَى وفتحِ الثانية : هَيَّأَهَا وأنشدَ الجوهريُّ هنا قولَ حُمَيْد بنِ ثورٍ الهِلاَليِّ السابِقَ ذِكْرُه
أَجْمَرَ البَعِيرُ : اسْتَوَى خُفُّه فلا خَطَّ بين سُلامَيَيْه وذلك إذا نَكَبَتْه الجِمَارُ وصَلُبَ
أَجْمَرَ النَّخْلَ : خَرَصَهَا ثم حَسَبَ فجَمَعَ خَرْصَها وذلك الخارِص مُجْمِرٌ
أَجْمَرَتِ اللَّيْلةُ : اسْتَتَر هكذا في النُّسَخ وصَوَابُه اسْتَسَرَّ فيها الهلال وقد تقدَّم
أَجْمَرَ الأَمْرُ بنِي فلانٍ : عَمَّهم جميعاً . أَجْمَر الخَيْلَ : أَضْمَرهَا وجَمَعَهَا . واسْتَجْمَرَ : اسْتَنْحَى بالجِمَار وهي الأحجارُ الصِّغارُ . وفي الحديث : " إذا تَوَضَّأْتَ فانْثُرْ وإذا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ " . قال أبو زيد : هو الاستنجاءُ بالحجارةِ قيل : ومنه سُمِّيِتْ جِمَارُ الحَجِّ للحَصَى التي يُرْمَى بها . وجَمَرَه : أَعطاه جَمْراً . جمَرَ فُلاناً وذَمَره : نَحّاه قيل : ومنه الجِمارُ بمِنىً كذا أَجابَ به أبو العَبّاسِ ثعلبٌ حين سُئِلَ . أو من قولِهم : أجْمر إذا أَسْرعَ لأن آدَمَ عليه السلامُ رمَى إبليسَ عليه اللَّعَنةُ بمِنىً فَأجْمر بين يَديْه أي أَسْرعَ كما وَرد في الحديث وأَوْرَده ابن الأثِير وغيرُه . وتقدَّمَ أيضاً في كلام المصنِّف : أجْمر : أسْرعَ فذِكْرُه هنا تكرارٌ مع ما قبلَه مع تَفْرِيقِ مقصودٍ واحد في محلِّيْن وكان الأَلْيَقُ أن يذْكُرَه عند الجَمَرات ثم يَستطرد وُجُوهَ الاختلافِ
ومّما يُستدرك عليه : اسْتَجمَر بالمِجْمَرِ إذا تَبَخَّرَ بالعُود عن أَبي حنيفة . وثَوْبٌ مُجمِّرٌ مُكَبّىً إذا دُخِّنَ عليه
والجامِرُ : الذي يَلِي ذلك من غيرِ فِعْلٍ إِنما هو على النَّسَب قال :
" ورِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكِّيه جامِرُهْ . وجمَّرَهم الأَمْرُ : أَحَوْجهم إلى الانضمام . والجُمْرَةُ : الخُصْلَةُ من الشَّعر . وجَمِيرُ الشَّعْرِ : ما جُمِّرَ منه أنشدَ ابن الأعرابيِّ :
كأنَّ جمِيرَ قُصَّتِها إذا ما ... حمِسْنَا والوِقايةُ بالخِنَاقِ . والمُجمَّرُ : موْضِعُ رمْيِ الجِمار . هنالك قال حُذَيْفَةُ بنُ أنَسٍ الهُذَلِيُّ :
لأَدْرَكَهُمُ شُعْثُ النَّوَاصِي كأَنَّهمْ ... سَوَايِقُ حُجّاجٍ تُوَافِي المُجَمَّرَا . والجُمْرةُ : الظُّلْمةُ الشَّدِيدةُ . وذَبَحُوا فَجَمَّروا أي وَضَعُوا اللَّحْمَ على الجَمْر ولَحْمٌ مُجَمَّرٌ . وجَمَّر الحاجُّ وهو يومُ التَّجْمِير . وبنُو جَمْرَةَ : حَيٌّ من العَربِ . قال ابن الكَلْبِيِّ : الجِمَارُ : طُهَيَّةُ وبلْعَدَوِيَّة وهو مِن بَنِي يَربُوع بنِ حنْظَلَة . والجامُورُ : القَبْرُ . والجامُورُ مِن السَّفِينَةِ مَعْروفٌ . والجامُورُ : الرَّأْسُ تَشْبِيهاً بجامُور السفينةِ قال كُراع : إنما تُسمِّيه بذلك العامَّةُ . وفلانٌ لا يعْرِفُ الجَمْرَةَ مِن التَّمْرةِ . ويقال : كان ذلك عند سُقُوطِ الجمْرَةِ وهُنَّ ثلاثُ جَمَراتٍ : الأُولَى في الهواءِ والثانيةُ في التُّرَاب والثالثةُ في الماءِ وذلك حين اشتداد الحرّ . وقولُ ابنِ الأَنباريِّ :
ورُكُوبُ الخَيْلِ تَعْدُو المَرَطَى ... قَد علاَها نَجَدٌ فيه اجْمرارْ . هكذا رَواه أبو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ بالجيم قال : لأنه يصفُ تَجَعُّدَ عرقِها وتَجَمُّعَه . وروَاه يعقوبُ بالحاءِ . وفي الأساس : مِن مَجازِ المجازِ قول أبي صَخْر الهُذَلِيِّ :
إذا عُطِفَتْ خَلاخِلُهُنَّ عَضَّتْ ... بجُمّارَاتِ بِرْدِىً خِدَالِشَبَّه أسْوُقَ البَرْدِيِّ الغَضَّةَ بشَحْمِ النَّخْلِ فَسمّاهَا جُمّاراً ثم استعارَه لأسْوُق النِّساءَ . وشِعْبُ جِمارٍ : مَوضع بالمغرب . وجامُورُ الدِّقَلِ : الخَشَبَةُ المَثْقُوبَةُ في رأْس دَقَلِ السَّفِينَةِ المُرَكَّبَةُ فيه . وقال المُفَضَّل : يقال : عَدَّ إبلَه جِمَاراً إذا عَدَّهَا ضَرْبَةً واحدةً والنَّظَائِرُ أن يَعُدَّ مَثْنَى مَثْنَى . قال ابن أحمر :
يَظَلُّ رِعَاؤُهَا يَلْقَوْنَ منها ... إذا عُدَّتْ نَظَائِرَ أو جَمَارَا . والجُمْرَةُ بالضمّ : الظُّلْمَةُ وأيضاً الضَّفِيرَةُ . والجامِرُ : هو المُجَمِّرُ قالَه اللَّيْثُ وأنشدَ :
" ورِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكِّيه جامِرُه . وأَخْفافٌ جُمُرٌ بضمتين إذا كانت صُلْبَةً قال بَشِيرُ بنُ النِّكْثِ :
فَوَردَتْ عند هَجِيرِ المُهْتَجَرْ ... والظِّلُّ مَحْفُوفٌ بأَخْفافٍ جُمُرْ . وحافِرٌ مُجْمِرٌ كمُحْسِنٍ : صُلْبٌ لغة في مُجْمَرٌ بفتح الميم عن الفَرّاءِ
السَّقْلَبَةُ أَهْمَلَه الجوهريّ . وقال ابنُ دُرَيْد : هو مَصْدَر سَقْلَبَه إِذَا صَرَعَه . والسَّقْلَبُ : اسْمٌ . وجِيلٌ من النَّاسِ وهو سَقْلَبِيٌّ ج : سَقَالِبَةٌ والمشهورُ على الأَلْسِنَة في الجِيلِ بالصَّاد . وسِقْلاَبٌ : والد المُوَفَّق يَعْقُوبَ النَّصْرَانِيِّ الطَّبِيب وجَدّ السَّدِيد أَبِي مَنُصور . ولَقَب أَبي بكر مُحمَّد بْنِ يُوسفَ بْنِ ديرويه بن سبخت الدينوريّ سكب
قَلَبَه يَقْلِبُهُ قَلْباً من بابِ ضَرَب : حَوَّلَهُ عن وَجهِهِ كأَقْلَبَهُ . وهذا عن اللِّحْيَانِيّ وهي ضعيفةُ . وقد انْقَلَبَ . وقَلَّبهُ مُضَعَّفاً
وقَلَبَه : أَصابَ قَلْبَه أَي فُؤادَهُ ومثلُهُ عبارةُ غيره يَقْلُبُه ويَقْلِبُهُ الضَّمّ عن اللِّحْيَانيّ فهو مَقْلُوبٌ . وقَلَبَ الشْيءَ : حَوَّلَه ظَهْراً لِبَطْنٍ اللامُ فيه بمعنى على ونَصَبَ ظَهْراً على البَدَل أَي : قَلَبَ ظَهْرُ الأَمْرِ عَلَى بَطنه حَتَّى عَلِمَ ما فِيه كَقلَّبَه مُضَعَّفاً . وتَقَلَّب الشَّيْءُ ظَهْراً لِبَطْنٍ كالحَيَّة تَتقلَّبُ على الرَّمْضاءِ . وقَلَبَه عن وَجْههِ : صَرفَه . وحكى اللحيانيّ : أَقْلَبَهُ قال : هي مرغوبُ عنها . وقَلَبَ الثَّوْبَ والحَدِيثَ وكُلَّ شَيْءٍ : حَوَّلَه ؛ وحكى اللِّحْيَانيُّ فيهما أَقْلَبَه والمختارُ عندَه في جميع ذلك : قَلَبْتُ والانْقِلابُ إلِى اللهِ عَزّ وجلّ : المَصِيرُ إِليه والتَّحوُّلُ . وقد قَلَبَ اللهُ فُلاناً إِليه توَفَّاه هذا كلام العربِ وقولُه كأَقْلَبَه حكاه اللِّحْيَانِيّ وقال أَبُو ثَرْوَان أَقْلَبَكُمُ اللّهُ مَقْلَبَ أَوْلِيائِهِ ومُقْلَبَ أَوْليِائِهِ فقالها بالأَلف . وقالَ الفَرَّاءُ قد سَمِعْتُ أَقْلَبَكُم اللهُ مُقْلَبَ أَولِيائِهِ وأَهْلِ طاعتِهِ . وقَلَبَ النَّخْلَةَ : نَزَعَ قَلْبَها وهو مَجازٌ وسيأتِي أَن فيه لُغَاتٍ ثلاثةً . قَلَبَتِ البُسْرَةُ تَقْلِبُ : إِذَا احْمَرَّت . عن ابْنِ سِيدَه : القَلْبُ : القُؤادُ مذكَّرُ صرّح به اللِّحْيَانُّي ؛ أَو مُضْغَةُ من الفُؤادِ مُعلَّقَةٌ بالنِّيَاطِ . ثُمَّ إِنّ الكلامَ المُصَنِّف يشُيرُ إِلى تَرادُفِهِما وعليه اقتصر الفَيُّومِيّ والجوْهرِيُّ وابْنُ فارِسٍ وغيرُهُمْ أَوْ أَنَّ القَلْبَ أَخصُّ منه أَي : من الفُؤَاد في الاستعمالِ . لأَنّه معنىً من المعاني يَتعلَّق به . ويَشهَدُ له حديثُ : " أَتَاكُم أَهْلُ اليَمَنِ هُمْ أَرَقُّ قُلُوباً وأَلْيَنُ أَفْئدَةً " ووصَفَ القُلُوبَ بالرِّقَّةِ والأَفئدَةَ باللِّينِ لأَنَّهُ أَخصُّ من الفُؤادِ ولذلك قالوا : أَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهِ وسُوَيْدَاءَ قَلْبِه . وقيل القُلُوبُ والأَفْئدةُ قريبانِ من السَّواءِ وكَرَّرَ ذِكْرَهُمَا لاختلاف اللّفظينِ تأْكيداً . وقال بعضُهُم : سُمّىَ القَلْبُ قَلباً لِتَقَلُّبِه وأَنشد :
ما سُمِّىَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِه ... والرَّأْيُ يَصْرِفَ بالإِنسانِ أَطْوارَا قال الأَزهريُّ : ورأَيتُ بعضَ العربِ يُسمِّى لحمةَ القلْبِ كُلَّها شَحْمَها وحِجابَها قَلْباً وفُؤاداً . قال : ولم أَرَهُم يَفْرِقُون بينَهمَا . قال : ولا أُنْكِرُ أَنْ يكونَ القلبُ هي العَلَقَةَ السَّوْداءَ في جوفه . قال شيخُنا : وقيلَ : الفُؤَادُ وعِاءُ القَلْبِ وقيلَ : داخِلُهً : غِشاؤُهُ . انتهى . وقد يُعَبَّرُ بالقَلْبِ عن العَقْلِ قال الفَرّاءُ في قوله تَعالى : " إِنَّ في ذلكَ لذِكْرَى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ " أَي : عَقْلُ قال : وجائزُ في العربية أَنْ يقولَ : مالكَ قَلْبُ وما قَلْبُكَ مَعَكَ يقول : ما عَقْلُكَ معك . وأَيْنَ ذَهَب قَلْبُك ؟ أَي : عَقْلُك : وقال غيرُه : لمنْ كانَ لَهُ قَلْب أَي : تَفَهُّمُ وتَدَبُّرُ . وعَدَّ ابْنُ هِشَامٍ في شرحِ الكَعْبِيَّةِ من معاني القَلْبِ أَربعةً : الفُؤادَ والعَقْلَ ومَحْض أَي : خلاصة كُلِّ شْيءٍ وخِياره وفي لسان العرب : قَلْبُ كُلِّ شَيْءٍ : لُبُّه وخالِصُهُ ومَحْضُه . تقول : جئتُك بهذا الأَمرِ قَلْباً : أَي مَحضاً لا يَشُوبُه شَيْءُ . وفي الحديثِ : وإِنّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْباً وقَلْبُ القُرآنِ يس . ومن المَجاز : هو عَرَبِيُّ قَلْبُ وَعَرَبيَّةُ قَلْبَةُ وقَلْبُ : أَي خالِصُ . قال أَبو وَجْزَةَ يَصِفُ امْرَأَةً :
قَلْبُ عَقِيلَةُ أَقْوَامٍ ذَوِي حَسَبٍ ... يُرْمَى الْمَقَانِبُ عنها والأَرَاجِيلُقال سِيبَوَيْه : وقالُوا : هذا عَرَبِيُّ قَلْبُ وقَلْباً على الصِّفَة والمَصْدَر والصِّفَةُ أَكْثَرُ ؛ وفي الحديث : " كانَ عَلِىّ قُرَشِيًّا قَلْباً " أَي : خالصاً من صَمِيم قُرَيْشٍ . وقيل : أَرادَ فَهِماً فَطِناً من قوله تعالَى " لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبُ " كذا في لسان العرب وسيأْتي . القَلْبُ : مَاءُ بِحَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ عندَ حاذَةَ . وأَيضاً : جَبَلُ وفي بعض النُّسَخ هنا زيادة م أَي معروف . ومن المَجَاز : وفي يَدِهَا قُلْبُ فِضَّةٍ وهو بالضَّمِّ من الأَسْوِرَةِ : ما كان قَلْداً واحِداً ويقولون : سِوارٌ قُلْبٌ . وقيل : سِوارُ المَرْأَةِ على التَّشْبِيه بقَلْبِ النَّخْلِ في بياضه . وفي الكفاية : هو السِّوارُ يكونُ من عاجٍ أَو نحوِه . وفي المِصباحِ : قُلْبُ الفِضَّة : سِوَارُ غيرُ مَلْوِىّ . وفي حديثِ ثَوْبانَ : " أَنّ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عنها حَلَّتِ الحَسَنَ والحُسَيْنَ رَضِيَ اللهُ عنهُما بقُلْبَيْن مِن فِضَّة " : وفي آخَرَ : " أَنَّه رأَى في يَدِ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قُلْبَيْنِ " وفي حديثها أَيضاً في قوله تَعَالى : " وَلاَ يُبْديِنَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْهَا " قالَتْ : القُلْبَ والفَتَخَةَ . من المجاز : القُلْبَ : الحَيَّةُ البَيْضَاءُ على التَّشبيهِ بالقُلْبِ من الأَسْوِرَةِ . القُلْبُ : شَحْمَةُ النَّخْلِ ولُبُّهُ وهي هَنَةٌ رَخْصَةُ بَيْضَاءُ تُؤْكَلُ وهي الجُمّار أوَ أَجْوَدُ خُوصِها أَي : النَّخْلةِ وأَشَدّه بَياضاً وهو : الخُوصُ الّذي يَلِي أَعلاها واحِدَتُه قُلْبَةٌ بضمٍّ فسكون ؛ كُلُّ ذلك قولُ أَبي حنيفةَ . وفي التّهذيب : القُلْبُ بالضَّمّ : السَّعَفُ الَّذي يَطْلُعُ من القَلْب ويُثَلَّثُ أَيْ : فِي المعنيَيْنِ الأَخيرَيْنِ أَي : وفيه ثلاثُ لُغاتٍ : قَلْبُ وقُلْبُ وقِلْبُ و ج : أَقْلاَبُ وقُلُوبُ . وقُلُوبُ الشَّجَرِ : ما رَخُصَ من أَجوافِها وعُرُوقها الّتي تقودُهَا . وفي الحديث . أَنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عليهما السلام كانَ يَأْكُلُ الجَرَادَ وقُلُوبَ الشَّجَرِ " يَعْنِي : الَّذِي يَنْبُتُ في وَسَطِهَا غَضًّا طَرِيًّا فكان رَخْصاً من البُقُولِ الرَّطْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَقوَى وتَصْلُبَ واحدُهَا قُلْبٌ بالضَّمِّ لِلفَرْق . وقَلْبُ النَّخْلَةِ : جُمّارُها وهي شَطْبَةُ بيضاءُ رَخْصَةُ في وَسَطِها عندَ أَعلاها كأَنَّهَا قُلْبُ فِضَّةٍ رَخْصُ طيّب يُسَمَّى قَلْباً لِبَياضِه . وعن شَمِرٍ : يقالُ : قَلْبُ وقُلْبُ لقلب النَّخلة يجمع على قِلَبَةٍ أَي : كَعِنَبَةٍ . والقُلْبَةُ بالضَّمّ : الحُمْرَةُ قالَه ابْنُ الأَعْرَابيِّ . عَرَبِيَّةُ قُلْبَةُ وهي الخَالِصَةُ النَّسَبِ ؛ وَعَرَبِيُّ قُلْبُ بالضَّمِ : خالِصُ مثلُ قَلْبِ . عن ابْنِ دُرَيْدٍ كما تقدَّمتِ الإِشارةُ إِليه وهو مجازُ . والقَليبُ : البئُرُ ما كانت . والقَلِيبُ : البِئرُ قَبْلَ أَنْ تُطْوَى فإِذا طُوِيَتْ فهي الطَّوِىُّ أَوِ العادِيَّةُ القَدِيمَةُ منها الَّتي لا يُعْلَمُ بها لا رَبٌّ ولا حافِرُ يكون في البَرَارِيِّ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ . و قيل : هي البِئرُ القَدِيمة مَطْويَّةً كانت أَو غيرَ مَطْوِيَّةٍ . وعن ابنِ شُمَيْلٍ : القَلِيبُ : اسْمُ من أَسماءِ الرَّكِيّ مَطْوِيَّة أَو غَيْرُ مَطْوِيّة ذات ماءٍ أَو غَيْرُ ذاتِ ماءٍ جَفْرُ أَو غَيْرُ جَفْرٍ . وقال شَمِرُ : القَلِيبُ اسْمُ من أَسماءِ البئرِ البَدِيءِ والعادِيَّةِ ولا تُخَصُّ بها العادِيَّةُ . قال : وسُمِّيَتْ قَليباً لأَنّه قُلِب تُرابهُا . وقال ابْنُ الأَعرابيّ القَلِيبُ : ما كان فيه عينُ وإِلاَّ فلا ج أَقْلِبَةُ قال عَنْتَرَةُ يصف جُعَلاً :
كَأَن مُؤشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً ... هَدُوجاً بيْنَ أَقْلِبَةٍ مِلاحِ وجمع الكثيرِ قُلُبُ بضمّ الأَوَّلِ والثّانِي قال كُثَيّرُ :
وما دامَ غَيْثُ منْ تِهامَةَ طَيِّب ... بها قُلُبُ عادِيَّةٌ وكِرَارُ الكِرار : جمعُ كَرٍّ للحَسْيِ ؛ والعادِيَّةُ : القَديمةُ وقد شَبَّه العَجّاجُ بها الجِراحاتِ فقال :
" عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرَّى مَنْ سَبَرْوقيل : الجمعُ قُلُبُ في لغة من أَنَّث وأَقْلِبَةُ وقُلْبُ أَي : بضمٍّ فسُكُونٍ جميعاً في لُغَة من ذَكَّرَ ؛ وقد قُلِبَتْ تُقْلَبُ هكذا وفي غير نُسَخٍ وفي نسختِنا تقديمُ هذا الأَخِيرِ على الثاني واقتصرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّلَيْنِ وهما من جُموعِ الكَثْرَة . وأمَاّ بسكون الَّلامِ فليس بوزْنٍ مُستَقِلٍّ بل هو مُخَفَّفُ من المضموم كما قالُوا في : رُسُلٍ بضمَّتَيْنِ ورُسْلٍ بسكونها أَشار له شيخُنا . وقال الأَمَوِيُّ : في لغةِ بَلْحَارِثِ ابْنِ كَعْبٍ : القالِبُ بالكسر : البُسْرُ الأَحمَرُ يقال منه : قَلَبَتِ البُسْرَةُ تَقِلبُ إِذا احْمَرَّتْ . وقد تقدَّم . وقال أَبو حنيفَةَ : إِذا تَغَيَّرتِ البُسْرَةُ كلُّهَا فهي القالِبُ والقالِبُ بالكَسْر : كالْمِثالِ وهو الشَّيْءُ يُفْرَغُ فيهِ الجَوَاهِرُ لِيَكُونَ مِثَالاً لِما يُصاغُ منها . وكذلك قالِبُ الخُفِّ ونحوِه دَخِيلُ وفتَحْ لاُمِه أَي في الأَخيرة أَكْثَرُ . وأَمّا القالِبُ الّذي هو البُسر فليس فيه إِلاّ الكسرُ ولا يجوز فيه غيرُهُ . قال شيخُنا : والصَّوَابُ أَنَّهُ مُعَرَّبُ وأَصلُه كالَبُ ؛ لأَنَّ هذَا الوَزْنَ ليس من أَوزان العرب كالطَّابَق ونحْوِه وإِنْ رَدَّهُ الشِّهابُ في شرح الشِّفاءِ بأنَّهُ غيرُ صحيح فإِنَّها دعوَي خاليةٌ عن الدَّليلِ وصِيغَتُهُ أُقوَى دليلٍ على أَنَّهُ غيرُ عربِيٍّ إِذْ فاعَلُ بفتح العين ليس من أَوزانِ العرَبِ ولا من استعمالاتها . انتهى
وشاةُ قالِبُ لَوْنٍ : إِذا كانت على غَيْرِ لَوْنِ أُمِّها وفي الحديث : " أَنَّ مُوسَى لَمَّا آجَرَ نَفْسَهُ مِنْ شُعَيبٍ قال لِمُوسَى عليهِما الصَّلاةُ والسّلامُ : لَكَ من غَنَمِي ما جاءَت به قالِبَ لَوْنٍ . فجاءَت به كُلِّهِ قَالِبَ لَوْنٍ " تفسيرُهُ في الحديث : أَنَّها جاءَت على غيرِ أَلْوانِ أُمَّهاتِها كأَنَّ لَوْنَها قد انْقلب . وفي حديثِ عليٍّ رضيَ اللهُ عنه في صفةِ الطُّيُورِ : " فمِنْهَا مَغْموس في قالِب لَوْنٍ لا يَشُوبُه غَيْرُ لَوْنِ ما غُمِسَ فيه " . والقِلِّيب : كسِكِّيتٍ وتَنُّورٍ وسِنَّوْرٍ وقَبُولٍ وكِتابٍ : الذِّئْبُ يَمَانِيَةُ . قال شاعرُهم :
أَيا جَحْمَتَا بَكِّى على أُمِّ واهِب ... أَكِيلَةِ قِلَّوْب ببَعْضِ المَذانِبِ ذكرَه الجَوْهَرِيُّ والصَّغانيّ في كتاب له في أَسماءِ الذِّئب وأَغفله الدَّمِيرِيُّ في الحياة
ومن الأَمثال : مابِهِ أَي : العَليلِ قَلَبَةُ مُحَرَّكَةً أَي : ما به شَيْءُ لا يُسْتعملُ إِلاَّ في النَّفْي قال الفَرّاءُ : هو مأْخوذُ من القُلاَب : داءٍ يأْخُذُ الإِبلَ فِي رُؤُوسها فيَقْلِبُها إِلى فوق ؛ قال النَّمِرُ بْنُ تَوْلبٍ :
" أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخالَةِ الخَلِبَهْوقد بَرِئْتُ فما بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ أَي بَرِئْتُ من داءِ الحُبّ . وقال ابْنُ الأَعْرَابيّ . معناه ليست به عِلّة يُقَلَّبُ لها فيُنْظَرُ إِليه . تقولُ : ما بالبَعِير قَلَبَةُ أَي : ليس به داءُ يُقْلَب له فيُنْظَرُ إِليه . وقال الطّائيُّ : معناهُ : ما به شَيْءُ يُقْلِقُهُ فَيَتَقَلَّب من أَجْلِهِ على فِراشه . قال اللَّيْثُ : ما به قَلَبَةُ أَي لا داءَ ولا غائلةَ ولا تَعَب . وفي الحديث : " فانْطَلَق يَمْشِي ما بِهِ قَلَبَةُ " أَي : أَلَمُ وعِلّةُ : وقال الفَرّاءُ : معناه ما به عِلَّةُ يُخْشَي عليه منها وهو مأْخوذ من قَوْلِهم : قُلِبَ الرَّجُلُ إِذا أَصابَهُ وَجَعُ في قَلْبِه وليس يكاد يُفْلِتُ منه . وقال ابْن الأَعْرَابيِّ : أَصلُ ذلك في الدَّوابّ أَي : ما بِهِ داءٌ يُقْلَبُ به حافِرُهُ . قال حُمَيْدُ الأَرْقَطُ يَصِفُ فَرَساً :
ولَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ ... ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبارُأَي : لم يَقْلِبْ قوائمَها من عِلّة بها . وما بالمَرِيض قَلَبَةٌ : أَي عِلَّةٌ يُقَلَّبُ منها كذا في لسان العرب . وأَقْلَبَ العِنَبُ : يَبِسَ ظاهِرُهُ فَحُوِّلَ . قَلَبَ الخُبْزَ ونَحْوَهُ يَقْلِبُه قَلْباً إِذا نَضِجَ ظاهِرُهُ فَحَوَّلَه لِيَنْضَجَ باطنُه . وأَقْلَبَهَا لُغَةٌ عن اللِّحْيانيّ ضعيفةٌ . وأَقْلَبَ الخُبْزُ : حانَ له أَنْ يُقلَبَ وقَلَبْتُ الشَّيْءَ فانْقَلَبَ : أَي انْكَبَّ . وقَلَّبْتُهُ بيَدِي تَقْلِيباً . وكلام مقلوبٌ وقد قَلَبْتُهُ فانْقَلَبَ وقَلَّبْتُهُ فتَقَلَّبَ . وقَلَّبَ الأُمورَ : بَحَثَها ونظر في عَوَاقِبِها . و تَقَلَّبَ في الأُمورِ وفي البِلادِ : تَصَّرَفَ فيها كَيْلإَ شاءَ وفي التَّنْزِيل العزيز : فلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ في البِلادِ معناه . فلا يَغْرُرْكَ سَلامتُهم في تَصرُّفهِم فيها فإِنَّ عاقبةَ أَمرِهم الهلاكُ . ورَجُلٌ قُلَّبٌ : يَتَقَلَّبٌ كيفَ يَشاءُ . من المجاز : رَجُلٌ حُوَّلٌ قُلَّبٌ كلاهُما على وزن سُكَّرٍ وكذلك حُوَّلِىٌّ قُلَّبٌ بزيادة الياءِ فيهما و كذلك حُوَّلِىٌّ قُلَّبٌ بحذف الياءِ في الأَخِيرِ أَي مُحْتَالٌ بَصِيرُ بتَقْلِيبِ وفي نسخة : بتَقَلُّبِ الأُمُورِ . ورُوِىَ عن مُعاوِيَةَ لمّا احْتُضِرَ أَنَّه كان يُقَلَّبُ على فِراشِه في مَرضِه الذي مات فيه فقال : إِنَّكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً لَوْ وُقِيَ هَوْلِ المُطَّلَعِ . وفي النِّهاية : إِنْ وُقِىَ كَبَّةَ النّارِ أَي : رَجُلاً عارفاً بالأُمور قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُولَ وقَلَّبَهُما ظَهْراً لِبَطْنٍ وكان مُحْتالاً في أُموره حَسَنَ التَّقَلُّب . وقوله تعالى " تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ والأَبْصَارُ " قال الزَّجّاجُ : معناهُ تَرْجُفُ وتَخِفّ من الجَزْعِ والخَوفِ . والمِلْقَبُ كمِنْبَرٍ : حَدِيدَةٌ تُقَلَّبُ بِها الأَرْض لأَجْلِ الزِّرَاعَةِ والمَقلوبة : الأُذُنُ نقله الصّاغانيّ . والقَلَبُ مُحَرَّكةً : انْقِلابٌ في الشَّفَةِ العُلْيَا واسْتِرْخَاءٌ وفي الصَّحِاح : انْقِلابُ الشَّفَةِ ولم يُقَيِّدْ بالعُلْيَا كما للمؤلِّف . رَجُلٌ أَقْلَبُ وَشَفَةٌ قَلْباءُ بَيِّنَةُ القَلَبِ . والقَلُوبُ كَصبُورٍ : الرجل المُتَقَلِّبُ ؛ قالَ الأَعْشَي :
أَلَمْ تَرْوَا لِلْعَجَبِ العَجِيبِ ... أَن بَنِي قِلاَبَةَ القَلُوبِ
أُنُوفُهُمْ مِلْفَخْرِ في أُسْلُوبِ ... وشَعَرُالأَسْتاهِ في الجَبُوبِوقُلُبٌ بضمَّتَيْن : مِياهٌ لِبَنِي عامرِ ابْنِ عُقَيْلٍ . وقُلَيْبٌ كَزُبَيْرٍ : ماءٌ بنَجْدٍ لربِيعةَ وجَبَلٌ لِبَنِي عامرٍ وفي نسحةٍ : هُنا زيادةُ قولِه : وقدْ يُفْتَح وضَبطَهُ الصّاغانّي كَحُمَيْرٍ في الأول . وأَبو بَطْنٍ من تَمِيم . وفي نسخة وبَنَو القُلَيْبِ : بَطْنٌ من تَمِيمٍ وهو القُلَيْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ . قلتُ : وفي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ : القُلَيْبُ بن عَمْرِو بْنِ أَسَدٍ منهم : أَيْمَنُ بنُ خُرَيْمِ بْنِ الأَخْرَمِ بْنِ شَدّادِ بْنُ عَمْرو بْنِ الفَاتِكِ بنِ القُلَيْبِ الشّاعرُ الفارسُ . و القُلَيْبُ : خَرَزةٌ لِلتَّأْخِيذِ يُؤَخَّذُ بِها هذهِ عن اللِّحْيانِيِّ . وذُو القَلْبَيْنِ : لَقَبُ أَبي مَعْمَرْ جمِيلِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبٍ الجُمَحِيّ وقيل : هو جَميلُ بْنُ أَسَدٍ الفِهْرِيُّ . كان من أَحفظِ العربِ فقيلَ له : ذُو القَلْبَيْنِ أَشار له الزَّمَخْشَرِيُّ : يُقَالُ : إِنَّهُ فيه نَزَلَتْ هذه الآية " ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ " وله ذكرٌ في إِسلامِ عُمَرَ رَضِيَ اللّه عنه كانت قُرَيْشٌ تُسَمِّيه هكذا . ورَجُلٌ قَلْبٌ بفتح فسكون وقُلْبٌ بضَمّ فسُكون : مَحْضُ النَّسَبِ خالِصُه يستوي فيه المُؤَنثُ والمُذَكَّرُ والجَمْعُ وإِن شِئتَ ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ وإِن شِئتَ تَركتَه في حال التَّثْنِيَةِ والجمعِ بلفظٍ واحد وقد قدّمتُ الإِشارَةَ إِليه فيما تقدَّمَ . وأَبُو قِلابَةَ ككِتابَة : عبدُ اللّهِ بْنُ زَيْدٍ الجَرْمِىُّ تابِعيٌّ جليل ومُحَدِّثٌ مشهورٌ
والمُنْقَلَبُ : يستعملُ لِلمَصْدَرِ ولِلْمَكانِ كالمُنْصَرَف وهو مَصِيرُ العِبَادِ إِلى الآخِرَة وفي حديثِ دُُعاءِ السَّفَر : " أَعُوذُ بك من كَآبَةِ المُنْقَلَبِ أَي : الانقلابِ من السَّفَر والعَوْدِ إلى الوَطَن يعني : أنّه يعودُ إِلى بيته فيَرى ما يَحْزنُهُ : والانقلاب : الرُّجُوعُ مُطْلَقاً . والقُلاَبُ : كغُرابٍ : جَبَلٌ بدِيارِ أسَدٍ ؛ ودَاءٌ للْقَلْبِ . وعِبارَةُ اللِّحْيَانيِّ : داءٌ يأْخُذُ في القَلْب . القُلاَبُ : داءٌ لِلْبَعِيرِ فيَشتكى منه قْلبَه ويُمِيتُهُ مِنْ يَوْمِهِ وقيل : منه أُخِذَ المَثَلُ الماضي ذكرُه : ما به قَلَبةٌ يُقَالُ : بَعِيرٌ مَقلوبٌ وناقةٌ مَقلوبةٌ . قال كُرَاع : وليس في الكلام اسْمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسم العُضْوِ إلا القُلابُ من القَلْبِ والكُبادُ من الكَبِدِ والنُّكَافُ من النَّكَفتَيْنِ وهما غُدَّتَانِ تَكْتَنِفَانِ الحُلْقُومَ من أصْلِ اللَّحْىِ . وقَدْ قُلِبَ بالضَّمّ قُلاَباً فهو مقْلُوبٌ ؛ وقيل : قَلِبَ البَعِيرُ قُلاَباً : عاجَلَتْهُ الغُدَّةُ فمات عنِ الأَصْمَعيِّ . وأَقْلَبُوا : أَصابَ إِبِلَهُمُ القُلابُ هذا الدّاءُ بعَيْنِهِ . وقُلْبَيْنُ بالضَّمّ فسكون ففتح الْمُوَحَّدَة : ة بدِمَشْقَ وقد يُكْسَرُ ثالثُهُ وهي المُوَحَّدَةُ . ومما بقي على المؤلِّف من ضروريّات المادة : قَلَب عَيْنَهُ وحِمْلاقَهُ عندَ الوَعِيدِ والغَضَب وأنشدَ :
" قالِبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنّْوفي المَثَل : " اقْلِبِي قَلاَبِ " يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَقْلِبُ لِسانَهُ فيضَعُهُ حيثُ شَاءَ . وفي حديث عُمَرَ رَضِيَ اللّه عنه : " بَيْنَا يُكَلِّمُ إِنساناً إذا انْدَفَعَ جَرِيرٌ يُطْرِيهِ ويُطْنِبُ فأَقبلَ عليه فقال : ما تقولُ يا جَرِيرُ ؟ : وعَرف الغضبَ في وجهِه فقال : ذَكَرْتُ أَبا بكرٍ وفَضْلَهُ فقال عُمَرُ : اقْلِبْ قَلاَّبُ " . وسكت . قال ابن الأَثيرِ : هذا مَثَلٌ يُضْرَب لِمَنْ يكون منه السَّقْطَةُ فيتداركُها بأَنْ يَقْلِبها عن جِهتها ويَصْرِفَهَا إِلى غيرِ معناها يريد : اقْلِبْ يا قَلاَّب فأسْقَطَ حرفَ النِّداءِ وهو غريبٌ ؛ لأَنّه إنّما يُحْذَفُ مع الأعْلاَمِ . ومثلُه في المُسْتَقْصَى ومَجْمَعِ الأَمْثالِ لِلمَيْدَانِيِّ . ومن المَجاز : قَلَبَ المُعَلِّمُ الصِّبْيانُ : صَرَفَهم إلى بُيُوتِهم عن ثعلب . وقال غيره . أَرسلَهم ورَجَعَهُمْ إِلى منازلِهم . وأَقْلَبَهم لغةٌ ضعيفةٌ عن اللِّحْيَانيّ . على أَنّه قد قال : إنَّ كلامَ العربِ في كلِّ ذلك إِنّما هو : قَلَبْتُهُ بغيرِ أَلِفٍ : وقد تقدّمتِ الإشارةُ إليهِ . وفي حديثِ أَبي هُريْرَةَ : أَنه كان يُقَالُ لِمُعَلِّمِ الصِّبْيَانِ : اقْلِبْهُمْ أي : اصْرِفْهُمْ إلى منازلهم . وفي حديث المُنْذِرِ فاقْلِبُوهُ . فقالوا : أقْلَبْناهُ يا رَسُولَ اللّهِ " قال ابْنُ الأثِيرِ : هكذا جاءَ في صحيح مسلم وصوابه : قَلَبْنَاهُ ويَأْتِي القَلْبُ بمعنى الرُّوحِ . وقَلْبُ العَقْرَبِ : مَنْزِلٌ من منازلِ القمرِ وهو كَوكبٌ نَيِّرٌ وبجانِبَيْهِ كوكبانِ . قال شيخُنا : سُمِّىَ به لأَنّه . في قلْب العقْرب . قالوا : والقُلُوبُ أَربعة : قَلْبُ العقْرب وقلْبُ الأَسَدِ وقلبُ الثَّوْرِ وهو الدَّبَرانُ وقلْبُ الحُوتِ وهو الرِّشاد ذَكرَهُ الإمامُ المَرْزُوقيُّ في كتابِ الأَمطنة والأزمنة ونقله الطِّيبِيُّ في حواشي الكَشّافِ أثناءَ يس وَنَبَّه عليهِ سَعْدِي جَلَبِي هُنَاك وأَشارَ إِليه الجَوْهَرِيُّ مختصراً انتهى . ومن المَجَازِ : قَلَبَ التّاجِرُ السِّلْعَةَ وقَلَّبَهَا : فَتَّشَ عن حَالِهَا . وقَلَبْتُ المملوكَ عندَ الشِّراءِ أَقْلِبُه قَلْباً : إذا كشفْتَهُ لتَنْظُرَ إلى عَيُوبِه . وعن أَبي زيدٍ : يُقَالُ للبلِيغ من الرِّجالِ : قد رَدَّ قالِبَ الكلامِ وقد طَبَّقَ المَفْصِلَ ووضَعَ الهِناءَ مَوَاضِعَ النُّقْب . وفي حديثٍ : كان نساءُ بني إ سرائيلَ يَلْبَسْن القَوالِبَ جمعُ قالِبٍ وهو نَعْلٌ من خَشَبٍ كالقَبْقابِ وتُكْسَرُ لامهُ وتُفْتَح . وقيل : إِنَّه مُعَرَّبٌ وفي حديث ابْنِ مسعودٍ : " كانت المرأَة'ُ تَلْبَسُ القَالِبَيْنِ تَطَاوَلُ بهما " كذا في لِسان العرب
وقَلِيبٌ كأمير : قريةٌ بمِصْرَ منها الشّيخُ عبدُ السَّلامِ القَلِيبِيُّ أَحَدُ من أَخَذَ عن أَبِي الفَتْحِ الوَاسِطِيّ وحفِيدُهُ الشَّمْسُ محمّدُ بْنُ أَحمدَ بْنِ عبد الواحدِ بْنِ عبدِ السَّلامِ كتب عنه الحافِظُ رضْوانُ العقبِيّ شيئاً من شِعْرهِ
وقَلْيُوبُ بالفتح : قريةٌ أٌخرَى بمِصْرَ تضافُ إليها الكُورَةُ . وهَضْبُ القَلِيبِ كأميرٍ بِنجْدٍ . وقُلَّبٌ كسُكَّر : وادٍ آخَرُ نَجْدِيٌّ . وبنو قِلاَبَةَ بالكسر : بطْنٌ
والقِلَّوْبُ والقِلِّيبُ كسِنَّوْرٍ وسِكِّيت : الأَسَدُ كما يُقالُ له السِّرْحانُ . نقله الصّاغانيُّ
ومَعَادِنُ القِلَبَةِ كعِنَبة : موضعٌ قُرْبَ المدينةِ نقله ابْنُ الأَثيرِ عن بعضهم : وسيأْتي في ق ب ل . والإقْلابِيَّةُ : نوعٌ من الرِّيحِ يَتضَرَّر منها أَهلُ البحر خوفاً على المَرَاكِب