الكَثْرَةُ
والكِثْرَةُ والكُثْرُ نقيض القلة التهذيب ولا تقل الكِثْرَةُ بالكسر فإِنها لغة
رديئة وقوم كثير وهم كثيرون الليث الكَثْرَة نماء العدد يقال كَثُرَ الشيءُ
يَكْثُر كَثْرَةً فهو كَثِيرٌ وكُثْرُ الشيء أَكْثَرُه وقُلُّه أَقله والكُثْرُ
بالضم من ال
الكَثْرَةُ
والكِثْرَةُ والكُثْرُ نقيض القلة التهذيب ولا تقل الكِثْرَةُ بالكسر فإِنها لغة
رديئة وقوم كثير وهم كثيرون الليث الكَثْرَة نماء العدد يقال كَثُرَ الشيءُ
يَكْثُر كَثْرَةً فهو كَثِيرٌ وكُثْرُ الشيء أَكْثَرُه وقُلُّه أَقله والكُثْرُ
بالضم من المال الكثيرُ يقال ما له قُلٌّ ولا كُثْرٌ وأَنشد أَبو عمرو لرجل من
ربيعة فإِنَّ الكُثْرَ أَعياني قديماً ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أَنِّي غُلامُ قال ابن
بري الشعر لعمرو بن حَسَّان من بني الحرث ابن هَمَّام يقول أَعياني طلبُ الكثرة من
المال وإِن كنتُ غيرَ مُقْتِرٍ من صِغَرِي إِلى كِبَرِي فلست من المُكْثِرِين ولا
المُقْتِرِين قال وهذا يقوله لامرأَته وكانت لامته في نابين عقرهما لضيف نزل به
يقال له إِساف فقال أَفي نابين نالهما إِسافٌ تَأَوَّهُ طَلَّتي ما أَن تَنامُ ؟
أَجَدَّكِ هل رأَيتِ أَبا قُبَيْسٍ أَطالَ حَياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ ؟ بَنى
بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرًّا تَغَنَّى في طوئقِه الحَمامُ تَمَخَّضَت
المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى ولكلِّ حامِلَةٍ تَمامُ وكِسْرى إِذ تَقَسَّمَهُ
بَنُوهُ بأَسيافٍ كما اقْتُسِمَ اللِّحامُ قوله أَبا قبيس يعني به النعمان بن
المنذر وكنيته أَبو قابوس فصغره تصغير الترخيم والركام الكثير يقول لو كانت كثرة
المال تُخْلِدُ أَحداً لأَخْلَدَتْ أَبا قابوس والطوائق الأَبنية التي تعقد
بالآجُرِّ وشيء كَثِير وكُثارٌ مثل طَويل وطُوال ويقال الحمد على القُلِّ
والكُثْرِ والقِلِّ والكِثْرِ وفي الحديث نعم المالُ أَربعون والكُثْرُ سِتُّون
الكُثْرُ بالضم الكثير كالقُلِّ في القليل والكُثْرُ معظم الشيء وأَكْثَرُه كَثُرَ
الشيءُ كَثارَةً فهو كَثِير وكُثارٌ وكَثْرٌ وقوله تعالى والْعَنْهم لَعْناً
كثيراً قال ثعلب معناه دُمْ عليه وهو راجع إِلى هذا لأَنه إِذا دام عليه كَثُرَ
وكَثَّر الشيءَ جعله كثيراً وأَكْثَر أَتى بكَثِير وقيل كَثَّرَ الشيء وأَكْثَره
جعله كَثيراً وأَكْثَر اللهُ فينا مِثْلَكَ أَدْخَلَ حكاه سيبويه وأَكثَر الرجلُ
أَي كَثُر مالُه وفي حديث الإِفْك ولها ضَرائِرُ إِلا كَثَّرْنَ فيها أَي كَثَّرْنَ
القولَ فيها والعَنَتَ لها وفيه أَيضاً وكان حسانُ ممن كَثَّرَ عليها ويروى بالباء
الموحدة وقد تقدّم ورجل مُكْثِرٌ ذو كُثْرٍ من المال ومِكْثارٌ ومِكْثير كثير
الكلام وكذلك الأُنثى بغير هاء قال سيبويه ولا يجمع بالواو والنون لأَن مؤنثه لا
تدخله الهاء والكاثِرُ الكَثِير وعَدَدٌ كاثِرٌ كَثِير قال الأَعشى ولَسْتُ
بالأَكْثَرِ منهم حَصًى وإِنما العِزَّةُ للكاثِرِ الأَكثر ههنا بمعنى الكثير
وليست للتفضيل لأَن الأَلف واللام ومن يتعاقبان في مثل هذا قال ابن سيده وقد يجوز
أَن تكون للتفضيل وتكون من غير متعلقة بالأَكثر ولكن على قول أَوْسِ بن حَجَرٍ
فإِنَّا رَأَيْنا العِرْضَ أَحْوَجَ ساعةً إِلى الصِّدْقِ من رَيْطٍ يَمانٍ
مُسَهَّمِ ورجل كَثِيرٌ يعني به كَثْرَة آبائه وضُرُوبَ عَلْيائة ابن شميل عن يونس
رِجالٌ كَثير ونساء كَثِير ورجال كَثيرة ونساء كَثِيرة والكُثارُ بالضم الكَثِيرُ
وفي الدار كُثار وكِثارٌ من الناس أَي جماعات ولا يكون إِلا من الحيوانات
وكاثَرْناهم فَكَثَرناهم أَي غلبناهم بالكَثْرَةِ وكاثَرُوهم فَكَثَرُوهُمْ
يَكْثُرونَهُمْ كانوا أَكْثَرَ منهم ومنه قول الكُمَيْتِ يصف الثور والكلاب وعاثَ
في غابِرٍ منها بعَثْعَثَةٍ نَحْرَ المُكافئِ والمَكْثورُ يَهْتَبِلُ العَثْعَثَة
اللَّيِّنْ من الأَرض والمُكافئُ الذي يَذْبَحُ شاتين إِحداهما مقابلة الأُخرى
للعقيقة ويَهْتَبِلُ يَفْتَرِصُ ويَحْتال والتَّكاثُر المُكاثَرة وفي الحديث إِنكم
لمع خَلِيقَتَيْنِ ما كانتا مع شيء إِلا كَثَّرتاه أَي غَلَبناه بالكَثْرَةِ
وكانَتا أَكْثَر منه الفراء في قوله تعالى أَلهاكم التكاثر حتى زُرْتُم المقابر
نزلت في حَيَّيْنِ تَفاخَرُوا أَيُّهم أَكْثَرُ عَدداً وهم بنو عبد مناف وبنو
سَهْم فكَثَرَتْ بنو عبد مناف بني سهم فقالت بنو سهم إِن البَغْيَ أَهلكنا في الجاهلية
فعادُّونا بالأَحياء والأَموات فكَثَرَتْهم بنو سَهْم فأَنزل الله تعالى أَلهاكم
التكاثر حتى زرتم المقابر أَي حتى زرتم الأَموات وقال غيره أَلهاكم التفاخر بكثرة
العدد والمال حتى زرتم المقابر أَي حتى متم قال جرير للأَخطل زَارَ القُبورَ أَبو
مالكٍ فأَصْبَحَ أَلأَمَ زُوَّارِها
( * وفي رواية أخرى فكان كأَلأَمِ زُوّارِها )
فجعل زيارةَ القبور بالموت وفلان يَتَكَثَّرُ بمال غيره وكاثَره الماءَ
واسْتَكْثَره إِياه إِذا أَراد لنفسه منه كثيراً ليشرب منه وإِن كان الماء قليلاً
واستكثر من الشيء رغب في الكثير منه وأَكثر منه أَيضاً ورجل مَكْثُورٌ عليه إِذا
كَثُرَ عليه من يطلب منه المعروفَ وفي الصحاح إِذا نَفِدَ ما عنده وكَثُرَتْ عليه
الحُقوقُ مِثْل مَثْمُودٍ ومَشْفوهٍ ومَضْفوفٍ وفي حديث قَزَعَةَ أَتيتُ أَبا سعيد
وهو مَكْثُور عليه يقال رجل مكثور عليه إِذا كَثُرَتْ عليه الحقوقُ والمطالَباتُ
أَراد أَنه كان عنده جمع من الناس يسأَلونه عن أَشياء فكأَنهم كان لهم عليه حقوق
فهم يطلبونها وفي حديث مقتل الحسين عليه السلام ما رأَينا مَكْثُوراً أَجْرَأَ
مَقْدَماً منه المكثور المغلوب وهو الذي تكاثر عليه الناس فقهروه أَي ما رأَينا
مقهوراً أَجْرَأَ إِقْداماً منه والكَوْثَر الكثير من كل شيء والكَوْثَر الكثير
الملتف من الغبار إِذا سطع وكَثُرَ هُذَليةٌ قال أُمَيَّةُ يصف حماراً وعانته
يُحامي الحَقِيقَ إِذا ما احْتَدَمْن وحَمْحَمْنَ في كَوْثَرٍ كالجَلالْ أَراد في
غُبار كأَنه جَلالُ السفينة وقد تَكَوْثَر الغُبار إِذا كثر قال حَسّان بن نُشْبَة
أَبَوْا أَن يُبِيحوا جارَهُمْ لعَدُوِّهِمْ وقد ثارَ نَقْعُ المَوْتِ حتى
تَكَوْثَرا وقد تَكَوْثَرَ ورجل كَوْثَرٌ كثير العطاء والخير والكَوْثَرُ السيد
الكثير لخير قال الكميت وأَنتَ كَثِيرٌ يا ابنَ مَرْوانَ طَيِّبٌ وكان أَبوك ابنُ
العقائِل كَوْثَرا وقال لبيد وعِنْدَ الرِّداعِ بيتُ آخرَكَوْثَرُ والكَوْثَرُ
النهر عن كراع والكوثر نهر في الجنة يتشعب منه جميع أَنهارها وهو للنبي صلى الله
عليه وسلم خاصة وفي حديث مجاهد أُعطِيتُ الكَوْثَر وهو نهر في الجنة وهو فَوْعَل
من الكثرة والواو زائدة ومعناه الخير الكثير وجاء في التفسير أَن الكوثر القرآن
والنبوّة وفي التنزيل العزيز إِنا أَعطيناك الكوثر قيل الكوثر ههنا الخير الكثير
الذي يعطيه الله أُمته يوم القيامة وكله راجع إِلى معنى الكثرة وفي الحديث عن
النبي صلى الله عليه وسلم أَن الكوثر نهر في الجنة أَشد بياضاً من اللبن وأَحلى من
العسل في حافَتَيه قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ وجاء أَيضاً في التفسير أَن الكوثر
الإِسلام والنبوّة وجميع ما جاء في تفسير الكوثر قد أُعطيه النبي صلى الله عليه
وسلم أُعطي النبوّة وإِظهار الدين الذي بعث به على كل دين والنصر على أَعدائه
والشفاعة لأُمته وما لا يحصى من الخير وقد أُعطي من الجنة على قدر فضله على أَهل
الجنة صلى الله عليه وسلم وقال أَبو عبيدة قال عبد الكريم أَبو أُمية قَدِمَ فلانٌ
بكَوْثَرٍ كَثير وهو فوعل من الكثرة أَبو تراب الكَيْثَرُ بمعنى الكَثِير وأَنشد
هَلِ العِزُّ إِلا اللُّهى والثَّرَا ءُ والعَدَدُ الكَيْثَرُ الأَعْظَمُ ؟
فالكَيْثَرُ والكَوْثَرُ واحد والكَثْرُ والكَثَرُ بفتحتين جُمَّار النخل أَنصارية
وهو شحمه الذي في وسط النخلة في كلام الأَنصار وهو الجَذَبُ أَيضاً ويقال الكَثْرُ
طلع النخل ومنه الحديث لا قَطْعَ في ثَمَرٍ ولا كَثَرٍ وقيل الكَثَرُ الجُمَّارُ
عامَّةً واحدته كَثَرَةٌ وقد أَكثر النخلُ أَي أَطْلَعَ وكَثِير اسم رجل ومنه
كُثَيِّرُ بن أَبي جُمْعَةَ وقد غلب عليه لفظ التصغير وكَثِيرَةُ اسم امرأَة
والكَثِيراءُ عِقِّيرٌ معروف
معنى
في قاموس معاجم
النُّكْرُ والنَّكْراءُ
الدَّهاءُ والفِطنة ورجل نَكِرٌ ونَكُرٌ ونُكُرٌ ومُنْكَرٌ من قوم مَناكِير دَاهٍ
فَطِنٌ حكاه سيبويه قال ابن جني قلت لأَبي عليّ في هذا ونحوه أَفتقول إِنّ هذا
لأَنه قد جاء عنهم مُفْعِلٌ ومِفْعالٌ في معنى واحد كثيراً نحو مُذْكِرٍ ومِ
النُّكْرُ والنَّكْراءُ
الدَّهاءُ والفِطنة ورجل نَكِرٌ ونَكُرٌ ونُكُرٌ ومُنْكَرٌ من قوم مَناكِير دَاهٍ
فَطِنٌ حكاه سيبويه قال ابن جني قلت لأَبي عليّ في هذا ونحوه أَفتقول إِنّ هذا
لأَنه قد جاء عنهم مُفْعِلٌ ومِفْعالٌ في معنى واحد كثيراً نحو مُذْكِرٍ ومِذْكارٍ
ومُؤْنِثٍ ومِئْناثٍ ومُحْمِق ومِحْماقٍ وغير ذلك فصار جمع أَحدهما كجمع صاحبه
فإِذا جَمَعَ مُحْمِقاً فكأَنه جمع مِحْماقاً وكذلك مَسَمٌّ ومَسامّ كما أَن قولهم
دِرْعٌ دِلاصٌ وأَدْرُعٌ دِلاصٌ وناقة هِجانٌ ونوقٌ هِجانٌ كُسِّرَ فيه فِعالٌ على
فِعالٍ من حيث كان فِعالٌ وفَعِيلٌ أُختين كلتاهما من ذوات الثلاثة وفيه زائدة
مَدَّة ثالثة فكما كَسَّرُوا فَعِيلاً على فِعالٍ نحو ظريف وظراف وشريف وشراف كذلك
كَسَّرُوا فِعالاً على فِعال فقالوا درع دِلاصٌ وأَدْرُعٌ دِلاصٌ وكذلك نظائره ؟
فقال أَبو عليّ فلست أَدفع ذلك ولا آباه وامرأَة نَكرٌ ولم يقولوا مُنْكَرَةٌ ولا
غيرها من تلك اللغات التهذيب امرأَة نَكْراء ورجل مُنْكرٌ دَاهٍ ولا يقال للرجل
أَنْكَرُ بهذا المعنى قال أَبو منصور ويقال فلان ذو نَكْراءَ إِذا كان داهِياً
عاقلاً وجماعة المُنْكَرِ من الرجال مُنْكَرُونَ ومن غير ذلك يجمع أَيضاً
بالمناكير وقال الأُقيبل القيني مُسْتَقْبِلاً صُحُفاً تدْمى طَوابِعُها وفي
الصَّحائِفِ حَيَّاتٌ مَناكِيرُ والإِنْكارُ الجُحُودُ والمُناكَرَةُ المُحارَبَةُ
وناكَرَهُ أَي قاتَلَهُ لأَن كل واحد من المتحاربين يُناكِرُ الآخر أَي يُداهِيه
ويُخادِعُه يقال فلان يُناكِرُ فلاناً وبينهما مُناكَرَةٌ أَي مُعاداة وقِتالٌ
وقال أَبو سفيان بن حرب إِن محمداً لم يُناكِرْ أَحداً إِلا كانت معه الأَهوالُ
أَي لم يحارب إِلا كان منصوراً بالرُّعْبِ وقوله تعالى أَنْكَرَ الأَصواتِ
لَصَوْتُ الحمير قال أَقبح الأَصوات ابن سيده والنُّكْرُ والنُّكُرُ الأَمر الشديد
الليث الدَّهاءُ والنُّكْرُ نعت للأَمر الشديد والرجل الداهي تقول فَعَلَه من
نُكْرِه ونَكارَتِه وفي حديث معاوية رضي الله عنه إِني لأَكْرَهُ النَّكارَةَ في
الرجل يعني الدَّهاءَ والنَّكارَةُ الدَّهاء وكذلك النُّكْرُ بالضم يقال للرجل
إِذا كان فَطِناً مُنْكَراً ما أَشدّ نُكْرَه ونَكْرَه أَيضاً بالفتح وقد نَكُرَ
الأَمر بالضم أَي صَعُبَ واشتَدَّ وفي حديث أَبي وائل وذكر أَبا موسى فقال ما كان
أَنْكَرَه أَي أَدْهاهُ من النُّكْرِ بالضم وهو الدَّهاءُ والأَمر المُنْكَرُ وفي
حديث بعضهم
( * قوله « وفي حديث بعضهم » عبارة النهاية وفي حديث عمر بن عبد العزيز ) كنتَ لي
أَشَدَّ نَكَرَةٍ النكرة بالتحريك الاسم من الإِنْكارِ كالنَّفَقَةِ من الإِنفاق
قال والنَّكِرَةُ إِنكارك الشيء وهو نقيض المعرفة والنَّكِرَةُ خلاف المعرفة
ونَكِرَ الأَمرَ نَكِيراً وأَنْكَرَه إِنْكاراً ونُكْراً جهله عن كراع قال ابن
سيده والصحيح أَن الإِنكار المصدر والنُّكْر الاسم ويقال أَنْكَرْتُ الشيء وأَنا
أُنْكِرُه إِنكاراً ونَكِرْتُه مثله قال الأَعشى وأَنْكَرَتْني وما كان الذي
نَكِرَتْ من الحوادثِ إِلا الشَّيْبَ والصَّلَعا وفي التنزيل العزيز نَكِرَهُمْ
وأَوْجَسَ منهم خِيفَةً الليث ولا يستعمل نَكِرَ في غابر ولا أَمْرٍ ولا نهي
الجوهري نَكِرْتُ الرجلَ بالكسر نُكْراً ونُكُوراً وأَنْكَرْتُه واسْتَنْكَرْتُه
كله بمعنى ابن سيده واسْتَنْكَرَه وتَناكَرَه كلاهما كنَكِرَه قال ومن كلام ابن
جني الذي رأَى الأَخفشُ في البَطِيِّ من أَن المُبْقاةَ إِنما هي الياءُ الأُولى
حَسَنٌ لأَنك لا تَتَناكَرُ الياءَ الأُولى إِذا كان الوزن قابلاً لها والإِنْكارُ
الاستفهام عما يُنْكِرُه وذلك إِذا أَنْكَرْتَ أَن تُثْبِتَ رَأْيَ السائل على ما
ذَكَرَ أَو تُنْكِرَ أَن يكون رأْيه على خلاف ما ذكر وذلك كقوله ضربتُ زيداً فتقول
مُنْكِراً لقوله أَزَيْدَنِيهِ ؟ ومررتُ بزيد فتوقل أَزَيْدِنِيهِ ؟ ويقول جاءني
زيد فتقول أَزَيْدُنِيه ؟ قال سيبويه صارت هذه الزيادة عَلَماً لهذا المعنى كعَلمِ
النَّدْبَةِ قال وتحركت النون لأَنها كانت ساكنة ولا يسكن حرفان التهذيب
والاسْتِنْكارُ استفهامك أَمراً تُنْكِرُه واللازمُ من فَعْلِ النُّكْرِ
المُنْكَرِ نَكُرَ نَكارَةً والمُنْكَرُ من الأَمر خلاف المعروف وقد تكرر في
الحديث الإِنْكارُ والمُنْكَرُ وهو ضد المعروف وكلُّ ما قبحه الشرع وحَرَّمَهُ
وكرهه فهو مُنْكَرٌ ونَكِرَه يَنْكَرُه نَكَراً فهو مَنْكُورٌ واسْتَنْكَرَه فهو
مُسْتَنْكَرٌ والجمع مَناكِيرُ عن سيبويه قال أَبو الحسن وإِنما أَذكُرُ مثل هذا
الجمع لأَن حكم مثله أَن الجمع بالواو والنون في المذكر وبالأَلف والتاء في المؤنث
والنُّكْرُ والنَّكْراءُ ممدود المُنْكَرُ وفي التنزيل العزيز لقد جئت شيئاً
نُكْراً قال وقد يحرك مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ قال الشاعر الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ
أَتَوْني فلم أَرْضَ ما بَيَّتُوا وكانوا أَتَوْني بِشيءٍ نُكُرْ ِلأُنْكِحَ
أَيِّمَهُمْ مُنْذِراً وهل يُنْكحُ العبدَ حُرٌّ لِحُرّْ ؟ ورجل نَكُرٌ ونَكِرٌ
أَي داهٍ مُنْكَرٌ وكذلك الذي يُنْكِرُ المُنْكَرَ وجمعهما أَنْكارٌ مثل عَضُدٍ
وأَعْضادٍ وكَبِدٍ وأَكباد والتَّنَكُّرُ التَّغَيُّرُ زاد التهذيب عن حالٍ
تَسُرُّكَ إِلى حال تَكْرَهُها منه والنَّكِيرُ اسم الإِنْكارِ الذي معناه التغيير
وفي التنزيل العزيز فكيف كان نَكِيري أَي إِنكاري وقد نَكَّرَه فتَنَكَّرَ أَي
غَيَّرَه فتَغَيَّرَ إِلى مجهولٍ والنَّكِيرُ والإِنكارُ تغيير المُنْكَرِ
والنَّكِرَةُ ما يخرج من الحُوَلاءِ والخُراجِ من دَمٍ أَو قَيْحٍ كالصَّدِيد
وكذلك من الزَّحِيرِ يقال أُسْهِلَ فلانٌ نَكِرةً ودَماً وليس له فِعْلٌ مشتق
والتَّناكُرُ التَّجاهُلُ وطريقٌ يَنْكُورٌ على غير قَصْدٍ ومُنْكَرٌ ونَكِيرٌ
اسما ملَكَينِ مُفْعَلٌ وفَعيلٌ قال ابن سيده مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ فَتَّانا القبور
وناكُورٌ اسم وابن نُكْرَةَ رجل من تَيْمٍ كان من مُدْرِكي الخيلِ السوابق عن ابن
الأَعرابي وبنو نُكْرَةَ بطن من العرب