معنى يد واحدة لا تصفق في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الصَّفْق الضرب
الذي يسمع له صوت وكذلك التَّصْفِيقُ ويقال صَفَّقَ بيديه وصفَّح سواء وفي الحديث
التسبيحُ للرجال والتَّصْفِيقُ للنساء المعنى إِذا ناب المصلي شيء في صلاته فأَراد
تنبيه مَنْ بحذائه صَفَّقَت المرأَة بيديها وسبَّح الرجل بلسانه وصفَقَ رأْسَه
الصَّفْق الضرب
الذي يسمع له صوت وكذلك التَّصْفِيقُ ويقال صَفَّقَ بيديه وصفَّح سواء وفي الحديث
التسبيحُ للرجال والتَّصْفِيقُ للنساء المعنى إِذا ناب المصلي شيء في صلاته فأَراد
تنبيه مَنْ بحذائه صَفَّقَت المرأَة بيديها وسبَّح الرجل بلسانه وصفَقَ رأْسَه
يَصفِقه صفْقاً ضربه وصَفَقَ عينه كذلك أَي ردَّها وغمَّضها وصفَقه بالسيف إِذا
ضربه قال الراجز كأَنها بَصْرِية صوافق واصْطَفَقَ القومُ اضطربوا وتصافَقُوا
تبايعوا وصَفَقَ يَده بالبيعة والبيع وعلى يده صَفْقاً ضرب بيده على يده وذلك عند
وجوب البيع والاسم منها الصَّفْقُ والصِّفِقَّى حكاه سيبويه اسْماً قال السيرافي
يجوز أَن يكون من صَفْقِ الكفِّ على الأُخرى وهو التَّصْفاقُ يذهب به إِلى التكثير
قال سيبويه هذا باب ما يكثر فيه المصدر من فَعَلْت فتُلْحِق الزوائد وتَبْنيه بناء
آخر كما أَنك قلت في فَعَلت فَعَّلت حين كثَّرت الفعل ثم ذكرت المصادر التي جاءت
على التَّفْعال كالتَّصْفاقِ وأَخواتها قال وليس هو مصدر فَعَلْت ولكن لما أَردت
التكثير بنيت المصدر على هذا كما بنيت فَعَلت على فَعَّلت وتَصافَقَ القومُ عند
البَيعة ويقال رَبِحَت صَفْقَتُك للشِّراء وصَفْقةٌ رابحةٌ وصَفْقةٌ خاسِرةٌ
وصَفَقْت له بالبيع والبيعة صَفْقاً أَي ضربت يدي على يده وفي حديث ابن مسعود
صَفْقَتانِ في صَفْقةٍ رِباً أَراد بَيْعتانِ في بيعة وهو مثل حديث بيعتين في بيعة
وهو مذكور في موضعه وهو على وجهين أَحدهما أَن يقول البائع للمشتري بِعْتُك عبدي
هذا بمائة درهم على أَن تشتري مني هذا الثوبَ بعشرة دراهم والوجه الثاني أَن يقول
بِعْتُك هذا الثوبَ بعشرين درْهَماً على أَن تَبِيعني سِلعة بعينها بكذا وكذا
درهماً وإِنما قيل للبيعة صفقة لأَنهم كانوا إِذا تبايَعوا تَصافَقُوا بالأَيدي
ويقال إِنه لَمُبارَكُ الصَّفْقةِ أَي لا يشتري شيئاً إِلاَّ رَبِحَ فيه وققد
اشتريت اليوم صَفْقةً صالحة والصَّفْقةُ تكون للبائع والمشتري وفي حديث أَبي هريرة
أَلْهاهُم الصَّفْقُ بالأَسواق أَي التبايُعُ وفي الحديث إِن أَكْبَرَ الكبائِر
أَن تقاتِلَ أَهلَ صَفْقَتِكَ هو أَن يُعْطِيَ الرجلَ عهدَه وميثاقَه ثم يقاتله
لأَن المتعاهدين يضع أَحدهما يده في يد الآخر كما يفعل المتبايعان وهي المرَّة من
التَّصْفِيق باليدين ومنه حديث ابن عمر أَعْطاه صَفْقَة يدِه وثمرةَ قَلَبه
والتَّصْفِيقُ باليد التصويت بها وفي الحديث أَنه نهى عن الصَّفْقِ والصفير كأَنه
أَراد معنى قوله تعالى وما كان صَلاتُهم عند البيت إِلاَّ مُكاءً وتَصْدِيةً كانوا
يُصَفِّقونَ ويُصفِّرونَ ليَشْغَلوا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في
القراءة والصلاة ويجوز أَن يكون أَراد الصَّفْقَ على وجه اللهو واللعب وأَصْفَقَتْ
يدُه بكذا أَي صادَقَتْه ووافَقَتْه قال النمر بن تولب يصف جزّاراً حتى إِذا
طُرِحَ النَّصِيبُ وأَصْفَقَتْ يدُه بِجِلْدةِ ضَرْعِها وحُوارِها وأَنشد أَبو
عمرو يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرّى نَضْحَ الأَداوَى الصَّفَقَ المُصْفَرّا
أَي كأَنّ عَرَقَها الصَّفَقُ المُسَرّى المنضوحُ يقال هو يُسَرِّي العَرَقَ عن
نفسه وقال أَبو كبير الهذلي أَحَلا وإِن يُصْفَقْ لأَهل حَظِيرة فيها المُجَهْجهُ
والمنَارةُ تُرزِمُ إِن يُصْفَق أَي يُقْدَر ويُتاح يقال أُصْفِقَ لي أَي أُتِيحَ
لي يقول إِن قُدِرَ لأَهل حَظِيرة متَحَرِّزين الأَسد كان المقدور كائناً وأَراد
بالمنارة تَوَقُّد عيني الأَسد كالنار أَراد وذو المنارة يُرْزِمُ وصَفَق الطائرُ
بجناحيه يَصْفِقُ وصَفَّق ضرب بهما وانْصَفَقَ الثوبُ ضربَتْه الريح فَنَاسَ الليث
يقال الثوب المعلق تُصَفِّقه الريح كل مُصَفَّق فيَنْصَفِقُ وأَنشد وأُخْرَى
تُصَفِّقُها كلُّ رِيحٍ سَرِيعٍ لدَى الجَوْرِ إِرْغانُها والصَّفْقةُ الاجتماعُ
عى الشيء وأَصْفَقُوا على الأَمر اجتمعوا عليه وأَصْفَقُوا على الرجلِ كذلك قال
زهير رأَيت بني آلِ امرِئِ القَيْس أَصْفَقُوا علينا وقالوا إِنَّنا نَحْنُ أَكثرُ
وفي حديث عائشة رضوان الله عليها فأَصْفَقَتْ له نِسْوانُ مكة أَي اجتمعت إِليه
وروي فانْصَفَقَتْ له وفي حديث جابر فنَزَعْنا في الحَوْضِ حتى أَصْفَقْناه أَي
جَمَعْناه فيه الماء هكذا جاء في رواية والمحفوظ أَفْهَقْناه أَي ملأْناه
وأَصْفَقُوا له حَشَدُوا وصَفَقَتْ علينا صافِقةٌ من الناس أَي قومٌ وانْصَفَقوا
عليه يميناً وشمالاً أَقبلوا وأَصْفَقُوا على كذا أَي أَطبقوا عليه قال يزيد بن
الطَّثَرِيّة أَثِيبي أَخا ضارُورة أَصْفَقَ العِدى عليه وقَلَّتْ في الصَّديقِ
أَواصِرُهْ ويقال اصْفِقْهُم عنك أَي اصْرِفْهُم عنك وقال رؤبة فما اشْتَلاها
صَفْقَةً في المُنْصَفَق حتى تردَّى أَربعٌ في المُنْعَفَق وانصَفَقُوا رجعوا
ويقال صَفَق ماشيتَه يَصْفِقُها صَفْقاً إِذا صرفها والصَّفْقُ والصَّفَقُ الجانبُ
والناحية قال لا يَكْدَحُ الناسُ لهنَّ صَفْقا وجاء أَهل ذلك الصَّفَق أَي أَهل
ذلك الجانب وصَفْقُ الجبلِ صَفْحُه وناحِيَتُه قال أَبو صَعْترةَ البَوْلاني وما
نُطْفَةٌ في رأْسِ نيقٍ تمنَّعتْ بعَنْقاءَ من صَعْب حَمَتْها صُفُوقُها وصَفَقَ
عينَه أَي ردَّها وغمضها وصافَقَت الناقةُ نامت على جانب مرة وعلى جانب أُخرى
فاعَلَتْ من الصفْق الذي هو الجانب وتَصَفَّقَ الرجلُ تقلَّب وتردد من جانب إِلى
جانب قال القطامي وأَبَيْنَ شَيْمَتَهُنَّ أَولَ مَرّةٍ وأَبَى تَقَلُّبُ دهرِك
المُتَصَفِّقَ وتَصَفَّقَتِ الناقة إِذا انقلبت ظهراً لبطن عن المخاض وتَصَفَّقَ
فلان للأَمر أَي تعرض له قال رؤبة لَمّا رأَيْتُ الشَّعرَّ قد تَأَلَّقا وفِتْنَةً
تَرْمي بِمَنْ تَصَفَّقَا هَنَّا وهَنَّا عن قِذافٍ أَخْلَقا قال شمر تصفَّق أَي
تعرَّض وتردَّد والمُصَافِقُ من الإِبل الذي ينام على جنبه مرة وعلى الآخر مرة
وإِذا مخَضَت الناقة صافَقَت قال الشاعر يصف الدجاجة وبيضها وحامِلة حَياًًّ
ولَيْسَتْ بِحيَّةٍ إِذا مخَضَتْ يوماً به لم تُصَافِق وصَفْقَا العُنُقِ ناحيتاه
وصفقا الفرس خدّاه وصَفْقُ الجبل وجهه في أَعلاه وهو فوق الحضيض وصَفَّقَ الشرابَ
مزجَه فهو مُصَفَّقٌ وصَفَقَه وصَفَّقَه وأَصْفَقَه حوَّله من إِناء إِلى إِناء
لِيَصْفُو قال حسان يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عَلَيْهِمُ بَرَدَى يُصَفَّقُ
بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ وقال الأَعشى وشَمول تَحْسَبُ العَيْنُ إِذا صُفِّقَتْ
وَرْدَتَها نَوْرَ الذُّبَحْ الفراء صَفَقْتُ القدحَ وصَفَّقْتُه وأَصْفَقْتُه
إِذا مَلأْته والتَّصْفِيقُ تحويلُ الشراب من دَنٍّ إِلى دَنٍّ في قول الأَصمعي
وأَنشد إِذا صُفِّقَتْ بَعْدَ إِزْبادِها وصَفَقَت الريحُ الماءَ ضرَبَتْه
فصَفَّتْه والرِّيحُ تَصْفِقُ الأَشجارَ فتَصْطَفِقُ أَي تضطرب وصَفَّقَت الرِّيحُ
الشيء إِذا قَلَبَتْه يميناً وشمالاً وردَّدَتْه يقال صَفَقَتْه الريحُ
وصَفَّقَتْه وصَفَّقَت الريحُ السحابَ إِذا صَرَمَتْه واختلفت عليه قال ابن مقبل
وكأَنما اعْتَنَقَتْ صَبِيرَ غَمامةٍ بُعْدَى تُصَفِّقُه الرِّياحُ زُلالِ قال ابن
بري وهذا البيت في آخر كتاب سيبويه من باب الإِدغام بنصب زُلال وهو غلط لأَن
القصيدة مخفوضة الروي وفي حديث أَبي هريرة إِذا اصْطَفَقَ الآفاقُ بالبيَاضِ أَي
اضطرب وانْتَشَر الضَّوءُ وهو افْتَعَل من الصَّفْق كما تقول اضطرب المجلس بالقوم
وصِفاقُ البطنِ الجلدةُ الباطنة التي تلي السواد سوادَ البطن وهو حيث ينقب البيطار
من الدابة قال زهير أَمين صَفاة لم يُخَرَّق صِفاقه بِمِنْقَبِه ولم تُقَطَّعْ
أَباجِلُهْ والجمع صُفُقٌ لا يُكسَّر على غير ذلك قال زهير حتى يَؤُوبَ بها عُوجاً
مُعَطَّلةً تَشْكُو الدَّوابرَ والأَنْساءَ والصُّفُقا وبعض يقول جلد البطن كله
صِفاقٌ ابن شميل الصِّفاقُ ما بين الجلد والمُصْرانِ ومَراقُّ البطن صفاقٌ أَجمع
ما تحت الجلد نمه إِلى سواد البطن قال ومَراقُّ البطن كل ما لم ينحن عليه عظم وقال
الأَصمعي الصِّفاقُ الجلد الأَسْفل الذي دون الجلد الذي يُسْلخ فإِذا سلخ المَسْك
بقي ذلك مُمْسِكَ البطن وهو الذي إِذا انْشَقَّ كان منه الفَتْقُِ وقال أَبو عمرو الصِّفاقُ
ما حول السرّة حيث يَنْقُبُ البَيْطارُ وقال بشر مُذَكَّرة كأَنّ الرَّحْلَ منها
على ذي عانةٍ وافي الصِّفاقِ وافي الصفاق أَراد أَن ضلوعَه طِوالٌ وقال الأَصمعي
في كتاب الفرس الصِّفاقُ الجلد الأَسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر وأَنشد
للجعدي لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَديدِ الصِّفا ق من خَشَبِ الجَوْزِ لم يُثْقَب يقول
ذلك الموضع منه كأَنه تُرْس وهو شديد الصِّفاق وفي حديث عمر أَنه سئل عن امرأَة
أَخذَت بأُنْثَيَيْ زَوْجِها فَخَرَقَتِ الجِلْدَ ولم تَخْرِقِ الصِّفاقَ فقضى
بنصف ثلث الدية الصِّفاقُ جِلدة رقيقة تحت الجلد الأَعلى وفوق اللحم والصَّفَقُ
الأَدِيمُ الجديد يُصَبُّ عليه الماء فيخرج منه ماء أَصفر واسم ذلك الماء
الصَّفْقُ والصَّفَقُ والصَّفَقُ بالتحريك الماء الذي يُصَبُّ في القربة الجديدة
فيحرك فيها فيصفرّ قال ابن بري شاهده قول أَبي محمد الفقعسي يَنْضَحْنَ ماءَ
البَدَنِ ا لمُسَرَّى نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا والمُسَرّى
المُسْتَسِرُّ في البدن ويقال وردنا ماءَ كأَنَّه صَفَقٌ وهو أَول ما يُصَبُّ في
القربة الجديدة فيخرج الماء أَصفر وصَفَّق القربة فعل بها ذلك وقال أَبو حنيفة
الصَّفَقُ رِيحُ الدباغ وطعمه وصَفَقَ الكأْسَ وأَصْفَقَها ملأَها عن اللحياني
وصَفَقَ البابَ يَصْفِقْه صَفْقاً وأَصْفَقَه كلاهما أَغْلَقَه وردّه مثل
بَلَقْتُه وأَبْلَقْتُه قال عدي بن زيد متَّكِئاً تُصْفَقُ أَبْوابُه يسْعَى عليه
العبْدُ بالكُوبِ قال أَبو منصور وهما بمعنى الفتح وقال النضر سَفَقْت الباب
وصَفَقْته قال وقال أَبو الدقيش صَفَقْت البابَ أَصْفِقُه صَفْقاً إِذا فتحته
وتركت بابَه مَصْفوقاً أَي مفتوحاً قال والناس يقولون صَفَقْت البَاب وأَصْفَقْته
أَي رَدَدْته قال وقال أَبو الخطاب يقال هذا كله وباب مَبْلوقٌ أَي مفتوح وروى
أَبو تراب عن بعض الأَعراب أَصْفَقْتُ البابَ وأَصْمَقْته بمعنى أَغْلَقْته وقال
غيره هي الإِجافةُ دون الإغْلاق الأَصمعي صَفَقْت الباب أَصْفِقُه صَفْقاً ولم
يذكر أَصْفَقْته ومِصْراعا الباب صَفْقاه والصَّفْقُ الرَّدُّ والصَّرْفُ وقد
صَفَقْته فانْصَفَقَ وفي كتاب معاوية إِلى ملك الروم لأَنْزِعَنَّكَ من المُلْكِ
نَزْعَ الأَصْفَقانِيّة هم الخَولُ بلغة اليمن يقال صَفَقَهم من بلد إِلى بلد أَي
أَخرجهم منه قَهْراً وذُلاً وصَفَقَهم عن كذا أَي صرَفَهم والتَّصْفيق أَن يكون
نوى نِيَّة عزم عليها ثم ردّ نيّته ومنه قوله وزَللِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ وفي
النوادر والصَّفُوق الحجاب الممتنع من الجِبال والصُّفُقُ الجمع والخَريقُ من
الوادي شاطئُه والجمع خُرُقٌ وناقة خَرِيقٌ غزيرة وثوب صَفِيق مَتِين بيّن
الصَّفاقة وقد صَفُقَ صَقاقةً كثُف نسجه وأَصْفَقَه الحائك وثوب صَفِيق وسَفِيق
جيّدُ النسج والصَّفِيقُ الجَلْدُ والصَّفُوق الصَّعُود المُنْكرة وجمعها صَفائِقُ
وصُفُقٌ وصافَقَ بين قميصين لَبِس أَحدَهما فوق الآخر والدِّيكُ الصَّفّاقُ الذي
يضرب بجناحيه إِذا صوّت وصَفَقَ ماشِيَته صَفْقاً صرَفها وصَفَقَ الرجلُ صَفْقاً
ذهب وفي حديث لقمان بن عاد أَنه قال خذِي منّي أَخِي ذا العِفاقِ صَفّاقاً
أَفّاقاً قال الأَصمعي الصَّفّاق الذي يَصْفِقُ على الأَمر العظيم والأَفّاق الذي
يتصرف ويضرِب إِلى الآفاق قال أَبو منصور روى هذا ابن قتيبة عن أَبي سفيان عن
الأَصمعي قال والذي أَراه في تفسير الأَفّاق الصّفّاقِ غيرُ ما حكاه إِنَّما
الصَّفّاق الكثير الأَسفار والتصرّف في التجارات والصَّفْقُ والأَفْقُ قريبان من
السَّواء وكذلك الصَّفّاقُ والأَفّاقُ معناهما متقارب وقيل الأَفّاقُ من أُفُقِ
الأَرض أَي ناحيتها وانْصَفَقَ القومُ إِذا انصرفوا وصَفَقَ القومُ في البلاد إِذا
أَبْعَدُوا في طلب المرعى وبه فسر ابن الأَعرابي قول أَبي محمد الحَذلِمِيّ إِنّ
لها في العامِ ذي الفُتُوقِ وزَلَلِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ رِعْيةَ مَوْلىً
ناصِحٍ شَفيقِ وتَصفِيقُ الإِبل أَن تحوْلَها مِن مرعى قد رَعَتْه إِلى مكان فيه
مَرْعىً وأَصْفَقَ الغَنَمَ إِصْفاقاً حلبها في اليوم مرّة قال أَوْدَى بنو غَنْمٍ
بأَلْبانِ العُصُمْ بالمُصْفقاتِ ورَضوعاتِ البَهَمْ وأَنشد ابن الأَعرابي وقالوا
عليكم عاصِماً يُعْتَصَمْ به رُوَيْدَك حتى يُصْفِقَ البَهْمَ عاصِمُ أَراد أَنه
لا خير عنده وأَنه مشغول بغنمه والأِصْفاق أَن يحلُبَها مرّة واحدة في اليوم
والليلة وفي الصحاح أَصْفَقْتُ الغنمَ إِذا لم تَحْلُبْها في اليوم إِلا مرة
والصافِقةُ الداهيةُ قال أَبو الرُّبَيْس التَّغْلبِي قِفِي تُخْبِرينا أَو
تَعُلِّي تَحِيّةً لنا أَو تُشِيبي قَبْلَ إحْدَى الصَّوافق والصَّفائِقُ صَوارِفُ
الخطوب وحوادثها الواحدة صَفيقة وقال كثيِّر وأَنْتِ المُنَى يا أُمَّ عَمْروا لو
انَّنا نَنالُك أَو تُدْنِي نَواكِ الصَّفائِقُ وهي الصَّوافِقُ أَيضاً قال أَبو
ذؤيب أَخ لكَ مَأْمون السَّجِيّاتِ خِضْرِم إِذا صَفَقَتْه في الحُروب الصَّوافِقُ
وصَفَقْتُ العود إِذا حرّكت أَوْتارَه فاصْطَفَقَ واصْطَفَقَت المَزاهِرُ إِذا
أَجابَ بعضها بعضاً قال ابن الطَّثَرِيّة ويوم كظِلِّ الرُّمْحِ قَصَّرَ طُولَه
دَمُ الزِّقِّ عنّا واصْطفاقُ المَزاهِرِ قال ابن بري نسب الجوهري هذا البيت ليزيد
بن الطَّثريّة وصوابه لِشُبْرُمة بن الطفيل
معنى
في قاموس معاجم
الليث لا حَرْفٌ
يُنْفَى به ويُجْحَد به وقد تجيء زائدة مع اليمين كقولك لا أُقْسِمُ بالله قال
أَبو إِسحق في قول الله عز وجل لا أُقْسِمُ بيومِ القيامة وأَشْكالِها في القرآن
لا اختلاف بين الناس أَن معناه أُقْسِمُ بيوم القيامة واختلفوا في تفسير لا فقال
بع
الليث لا حَرْفٌ
يُنْفَى به ويُجْحَد به وقد تجيء زائدة مع اليمين كقولك لا أُقْسِمُ بالله قال
أَبو إِسحق في قول الله عز وجل لا أُقْسِمُ بيومِ القيامة وأَشْكالِها في القرآن
لا اختلاف بين الناس أَن معناه أُقْسِمُ بيوم القيامة واختلفوا في تفسير لا فقال
بعضهم لا لَغْوٌ وإِن كانت في أَوَّل السُّورة لأَن القرآن كله كالسورة الواحدة
لأَنه متصل بعضه ببعض وقال الفرّاء لا ردٌّ لكلام تقدَّم كأَنه قيل ليس الأَمر كما
ذكرتم قال الفراء وكان كثير من النحويين يقولون لا صِلةٌ قال ولا يبتدأُ بجحد ثم
يجعل صلة يراد به الطرح لأَنَّ هذا لو جاز لم يُعْرف خَبر فيه جَحْد من خبر لا
جَحْد فيه ولكن القرآن العزيز نزل بالردّ على الذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنةَ
والنار فجاء الإِقْسامُ بالردّ عليهم في كثير من الكلام المُبْتدإ منه وغير
المبتدإ كقولك في الكلام لا واللهِ لا أَفعل ذلك جعلوا لا وإِن رأَيتَها مُبتدأَةً
ردًّا لكلامٍ قد مَضَى فلو أُلْغِيَتْ لا مِمّا يُنْوَى به الجوابُ لم يكن بين
اليمين التي تكون جواباً واليمين التي تستأْنف فرق وقال الليث العرب تَطرح لا وهي
مَنْوِيّة كقولك واللهِ أضْرِبُكَ تُريد والله لا أَضْرِبُكَ وأَنشد وآلَيْتُ آسَى
على هالِكِ وأَسْأَلُ نائحةً ما لَها أَراد لا آسَى ولا أَسأَلُ قال أَبو منصور
وأَفادَنِي المُنْذري عن اليزِيدي عن أَبي زيد في قول الله عز وجل يُبَيِّن اللهُ
لكم أَن تَضِلُّوا قال مَخافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارَ أَن تَضِلوا ولو كان
يُبَيّنُ الله لكم أَنْ لا تَضِلوا لكان صواباً قال أَبو منصور وكذلك أَنْ لا
تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعنى واحد قال ومما جاء في القرآن العزيز مِن هذا قوله عز
وجل إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السمواتِ والأَرضَ أَنْ تَزُولا يريد أَن لا تزولا وكذلك
قوله عز وجل أَن تَحْبَطَ أَعمالُكم وأَنتم لا تَشْعُرون أَي أَن لا تَحْبَطَ
وقوله تعالى أَن تقولوا إِنما أُنْزِلَ الكتابُ على طائفَتَيْنِ مِن قَبْلنا معناه
أَن لا تقولوا قال وقولك أَسأَلُك بالله أَنْ لا تقولَه وأَنْ تَقُولَه فأَمَّا
أَنْ لا تقولَه فجاءَت لا لأَنك لم تُرد أَن يَقُوله وقولك أَسأَلك بالله أَن
تقوله سأَلتك هذا فيها معنى النَّهْي أَلا ترى أَنك تقول في الكلام والله أَقول
ذلك أَبداً والله لا أَقول ذلك أَبداً ؟ لا ههنا طَرْحُها وإِدْخالُها سواء وذلك
أَن الكلام له إِباء وإِنْعامٌ فإِذا كان من الكلام ما يجيء من باب الإِنعام
موافقاً للإٍباء كان سَواء وما لم يكن لم يكن أَلا ترى أَنك تقول آتِيكَ غَداً
وأَقومُ معك فلا يكون إِلا على معنى الإِنعام ؟ فإذا قلت واللهِ أَقولُ ذلك على
معنى واللهِ لا أَقول ذلك صَلَحَ وذلك لأَنَّ الإِنْعام واللهِ لأَقُولَنَّه
واللهِ لأَذْهَبَنَّ معك لا يكون واللهِ أَذهب معك وأَنت تريد أَن تفعل قال واعلم
أَنَّ لا لا تكون صِلةً إِلاَّ في معنى الإِباء ولا تكون في معنى الإِنعام التهذيب
قال الفراء والعرب تجعل لا صلة إِذا اتصلت بجَحْدٍ قبلَها قال الشاعر ما كانَ
يَرْضَى رسولُ اللهِ دِيْنَهُمُ والأَطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ ولا عُمَر أَرادَ
والطَّيِّبانِ أَبو بكر وعمر وقال في قوله تعالى لِئلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكتابِ
أَنْ لا يَقْدِرُونَ على شيء من فَضْلِ اللهِ قال العرب تقول لا صِلةً في كلّ كلام
دخَل في أَوَّله جَحْدٌ أَو في آخره جحد غير مُصرَّح فهذا مما دخَل آخِرَه
الجَحْدُ فجُعلت لا في أَوَّله صِلةً قال وأَما الجَحْدُ السابق الذي لم يصرَّحْ
به فقولك ما مَنَعَكَ أَن لا تَسْجُد وقوله وما يُشْعِرُكُمْ أَنها إِذا جاءت لا
يُؤْمِنون وقوله عز وجل وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنهم لا يَرْجِعُون وفي
الحَرام معنى جَحْدٍ ومَنْعٍ وفي قوله وما يُشْعركم مثله فلذلك جُعِلت لا بعده
صِلةً معناها السُّقوط من الكلام قال وقد قال بعضُ مَن لا يَعرف العربية قال
وأُراه عَرْضَ بأَبِي عُبيدة إِن معنى غير في قول الله عز وجل غير المغضوب عليهم
معنى سِوَى وإِنَّ لا صلةٌ في الكلام واحتج بقوله في بئْرِ لا حُورٍ سرى وما
شَعَرْ بإِفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْ قال وهذا جائز لأَن المعنى وقَعَ
فيما لا يتبيَّنْ فيه عَمَلَه فهو جَحْدُ محض لأَنه أَراد في بئرِ ما لا يُحِيرُ
عليه شيئاً كأَنك قلت إِلى غير رُشْد توجَّه وما يَدْرِي وقال الفراء معنى غير في
قوله غير المغضوب معنى لا ولذلك زِدْتَ عليها لا كما تقول فلان غيرُ مُحْسِنٍ ولا
مُجْمِلٍ فإِذا كانت غير بمعنى سِوَى لم يجز أَن تَكُرّ عليه أَلا ترَى أَنه لا
يجوز أَن تقول عندي سِوَى عبدِ الله ولا زيدٍ ؟ وروي عن ثعلب أَنه سمع ابن
الأَعرابي قال في قوله في بئر لا حُورٍ سرى وما شَعَر أَراد حُؤُورٍ أَي رُجُوع
المعنى أَنه وقع في بئرِ هَلَكةٍ لا رُجُوعَ فيها وما شَعَرَ بذلك كقولك وَقع في
هَلَكَةٍ وما شَعَرَ بذلك قال ويجيء لا بمعنى غير قال الله عز وجل وقِفُوهُمْ
إِنَّهم مسؤُولون ما لكم لا تَناصَرُون في موضع نصب على الحال المعنى ما لكم غيرَ
مُتناصِرين قاله الزجاج وقال أَبو عبيد أَنشد الأَصمعي لساعدة الهذلي أَفَعَنْك لا
بَرْقٌ كأَنَّ وَمِيضَه غابٌ تَسَنَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ قال يريد أَمِنك بَرْقٌ
ولا صلة قال أَبو منصور وهذا يخالف ما قاله الفراء إِن لا لا تكون صلة إِلا مع حرف
نفي تقدَّمه وأَنشد الباهلي للشماخ إِذا ما أَدْلَجْتْ وضَعَتْ يَداها لَها
الإِدْلاج لَيْلَه لا هُجُوعِ أَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ التي لا
يُهْجَعُ فيها يعني الناقة ونَفَى بلا الهُجُوعَ ولم يُعْمِلْ وترك هُجُوع مجروراً
على ما كان عليه من الإِضافة قال ومثله قول رؤبة لقد عرَفْتُ حِينَ لا اعْتِرافِ
نَفى بلا وترَكَه مجروراً ومثله أَمْسَى بِبَلْدَةِ لا عَمٍّ ولا خال وقال المبرد
في قوله عز وجل غَيْرِ المَغْضوبِ عليهم ولا الضالِّين إِنما جاز أَن تقع لا في
قوله ولا الضَّالين لأَن معنى غير متضمن معنى النَّفْي والنحويون يُجيزون أَنتَ
زيداً غَيْرُ ضارِبٍ لأَنه في معنى قولك أَنتَ زيداً لا ضارِبٌ ولا يجيزون أَنت
زيداً مِثْلُ ضارِب لأَن زيداً من صلة ضارِبٍ فلا تتقدَّم عليه قال فجاءت لا
تُشَدِّد من هذا النفي الذي تضمنه غيرُ لأَنها تُقارِبُ الداخلة أَلا ترى أَنك
تقول جاءَني زيد وعمرو فيقول السامع ما جاءَك زيد وعَمرو ؟ فجائز أَن يكون جاءَه
أَحدُهما فإِذا قال ما جاءَني زيد ولا عمرو فقد تَبَيَّن أَنه لم يأْت واحد منهما
وقوله تعالى ولا تَسْتَوي الحَسَنةُ ولا السَّيِّئةُ يقارب ما ذكرناه وإِن لم
يَكُنْه غيره لا حرفُ جَحْد وأَصل ألفها ياء عند قطرب حكاية عن بعضهم أَنه قال لا
أَفعل ذلك فأَمال لا الجوهري لا حرف نفي لقولك يَفْعَل ولم يقع الفعل إِذا قال هو
يَفْعَلُ غَداً قلت لا يَفْعَلُ غداً وقد يكون ضدّاً لبَلَى ونَعَمْ وقد يكون
للنَّهْي كقولك لا تَقُمْ ولا يَقُمْ زيد يُنهى به كلُّ مَنْهِيٍّ من غائب وحاضِر
وقد يكون لَغْواً قال العجاج في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ وفي التنزيل
العزيز ما مَنَعَك أَن لا تَسْجُد أَي ما منعك أَن تسْجُد وقد يكون حرفَ عطف
لإِخراج الثاني مما دخل فيه الأَول كقولك رأَيت زيداً لا عَمراً فإَن أَدْخَلْتَ
عليها الواو خَرَجَتْ من أَن تكون حَرْفَ عطفٍ كقولك لم يقم زيد ولا عمرو لأَن
حُروف النسق لا يَدخل بعضُها على بعض فتكون الواو للعطف ولا إِنما هي لتأْكيد
النفي وقد تُزاد فيها التاء فيقال لاتَ قال أَبو زبيد طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ
أَوانٍ وإِذا استقبلها الأَلف واللام ذهبت أَلفه كما قال أَبَى جُودُه لا البُخْلَ
واستَعْجلتْ نَعَمْ بهِ مِنْ فَتًى لا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْ قال وذكر يونس
أَن أَبا عمرو بن العلاء كان يجرّ البُخل ويجعل لا مُضافة إِليه لأَنَّ لا قد تكون
للجُود والبُخْلِ أَلا ترى أَنه لو قيل له امْنَعِ الحَقَّ فقال لا كان جُوداً منه
؟ فأَمَّا إِنْ جَعَلْتَها لغواً نصَبْتَ البُخل بالفعل وإِن شئت نصَبْتَه على
البدل قال أَبو عمرو أَراد أَبَى جُودُه لا التي تُبَخِّلُ الإِنسان كأَنه إِذا
قيل له لا تُسْرِفُ ولا تُبَذِّرْ أَبَى جُوده قولَ لا هذه واستعجلت نعم فقال
نَغَم أَفْعلُ ولا أَترك الجُودَ قال حكى ذلك الزجاج لأَبي عمرو ثم قال وفيه قولان
آخران على رواية مَن روى أَبَى جُودُه لا البُخْل أَحدهما معناه أَبَى جُوده
البُخْلَ وتَجعل لا صِلةً كقوله تعالى ما منَعك أَن لا تَسْجُدَ ومعناه ما منعكَ
أَن تسجُدَ قال والقول الثاني وهو حَسَن قال أرى أَن يكون لا غيرَ لَغْوٍ وأَن
يكون البُخل منصوباً بدلاً من لا المعنى أبي جُودُه لا التي هي للبُخْل فكأَنك قلت
أَبَى جُوده البُخْلَ وعَجَّلَتْ به نَعَمْ قال ابن بري في معنى البيت أَي لا
يَمْنَعُ الجُوعَ الطُّعْمَ الذي يَقْتُله قال ومن خفض البُخْلَ فعلى الإِضافةِ
ومَن نصب جَعَله نعتاً للا ولا في البيت اسمٌ وهو مفعول لأَبَى وإِنما أَضاف لا
إِلى البُخل لأَنَّ لا قد تكون للجُود كقول القائل أَتَمْنَعُني من عَطائك فيقول
المسؤول لا ولا هنا جُودٌ قال وقوله وإِن شئت نصبته على البدل قال يعني البخل
تنصبه على البدل من لا لأَن لا هي البُخل في المعنى فلا يكون لَغْواً على هذا
القول( لا ) التي تكون للتبرئة النحويون يجعلون لها وجوهاً في
نصب المُفرد والمُكَرَّر وتنوين ما يُنوَّنُ وما لا يُنوَّن والاخْتِيارُ عند
جميعهم أَن يُنصَب بها ما لا تُعادُ فيه كقوله عز وجل أَلم ذلك الكتابُ لا رَيْبَ
فيه أَجمع القراء على نصبه وقال ابن بُزرْج لا صلاةَ لا رُكُوعَ فيها جاء بالتبرئة
مرتين وإِذا أَعَدْتَ لا كقوله لابَيْعَ لا بَيْعَ فيه ولا خُلَّة ولا شفاعة
فأَنتَ بالخيار إِن شئت نصبت بلا تنوين وإِن شئت رَفَعْتَ ونوَّنْتَ وفيها لُغاتٌ
كثيرة سوى ما ذكرتُ جائزةٌ عندهم وقال الليث تقول هذه لاء مَكْتوبةٌ فتَمُدُّها
لتَتِمَّ الكلمة اسماً ولو صغرت لقلت هذه لُوَيَّةٌ مكتوبة إِذا كانت صغيرة
الكِتْبة غيرَ جَليلةٍ وحكى ثعلب لَوَّيْت لاء حَسَنَةً عَمِلْتها ومدَّ لا لأَنه
قد صيَّرَها اسماً والاسمُ لا يكون على حرفين وَضْعاً واخْتارَ الأَلف من بين حروف
المَدِّ واللين لمكان الفَتْحة قال وإِذا نسبت إِليها قلت لَوَوِيٌّ
( * قوله « لووي إلخ » كذا في الأصل وتأمله مع قول ابن مالك
وضاعف الثاني من ثنائي ... ثانيه ذو لين كلا ولائي )
وقصِيدةٌ لَوَوِيَّةٌ قافِيَتُها لا وأَما قول الله عز وجل فلا
اقْتَحَمَ العَقَبةَ فلا بمعنى فَلَمْ كأَنه قال فلم يَقْتَحِمِ العَقَبةَ ومثله
فلا صَدَّقَ ولا صَلَّى إِلاَّ أَنَّ لا بهذا المعنى إِذا كُرِّرَتْ أَسْوَغُ
وأَفْصَحُ منها إِذا لم تُكَرَّرْ وقد قال الشاعر إِنْ تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ
جَمَّا وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا ؟ وقال بعضهم في قوله فلا اقْتَحَمَ
العَقَبةَ معناها فما وقيل فَهَلاَّ وقال الزجاج المعنى فلم يَقْتَحِم العقبةَ كما
قال فلا صَدَّق ولا صَلَّى ولم يذكر لا ههنا إِلاَّ مرة واحدة وقلَّما تتَكَلَّم
العرب في مثل هذا المكان إِلاَّ بلا مَرَّتَيْنِ أَو أَكثر لا تكاد تقول لا
جِئْتَني تُريد ما جِئْتَني ولا نري صلح
( * قوله « نري صلح » كذا في الأصل بلا نقط مرموزاً له في الهامش بعلامة وقفة )
والمعنى في فلا اقْتَحَمَ موجود لأَن لا ثابتة كلها في الكلام لأَن قوله ثم كان من
الذين آمنوا يَدُلُّ على معنى فلا اقْتَحَمَ ولا آمَنَ قال ونحوَ ذلك قال الفراء
قال الليث وقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيقال أَلا لا وأَنشد فقامَ يَذُودُ الناسَ عنها
بسَيْفِه وقال أَلا لا من سَبيلٍ إِلى هِنْدِ ويقال للرجل هل كان كذا وكذا ؟ فيقال
أَلا لا جَعَلَ أَلا تَنْبيهاً ولا نفياً وقال الليث في لي قال هما حَرْفانِ
مُتباينان قُرِنا واللامُ لامُ الملكِ والياء ياء الإضافة وأَما قول الكميت كَلا
وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمُ لَدى حين أَنْ كانُوا إِلى النَّوْمِ أَفْقَرا فيقول
كانَ نَوْمُهم في القِلَّةِ كقول القائل لا وذا والعرب إِذا أَرادوا تَقْلِيل
مُدَّة فِعْلٍ أَو ظهور شيء خَفِيَ قالوا كان فِعْلُه كَلا وربما كَرَّروا فقالوا
كلا ولا ومن ذلك قول ذي الرمة أَصابَ خَصاصةً فبَدا كَليلاً كلا وانْغَلَّ سائرُه
انْغِلالا وقال آخر يكونُ نُزولُ القَوْمِ فيها كَلا ولا
معنى
في قاموس معاجم
الواحدُ أَول
عدد الحساب وقد ثُنِّيَ أَنشد ابن الأَعرابي فلما التَقَيْنا واحِدَيْنِ عَلَوْتُه
بِذي الكَفِّ إِني للكُماةِ ضَرُوبُ وجمع بالواو والنون قال الكميت فَقَدْ
رَجَعُوا كَحَيٍّ واحدِدِينا التهذيب تقول واحد واثنان وثلاثة إِلى عشرة فإِن زاد
قلت أَ
الواحدُ أَول
عدد الحساب وقد ثُنِّيَ أَنشد ابن الأَعرابي فلما التَقَيْنا واحِدَيْنِ عَلَوْتُه
بِذي الكَفِّ إِني للكُماةِ ضَرُوبُ وجمع بالواو والنون قال الكميت فَقَدْ
رَجَعُوا كَحَيٍّ واحدِدِينا التهذيب تقول واحد واثنان وثلاثة إِلى عشرة فإِن زاد
قلت أَحد عشر يجري أَحد في العدد مجرى واحد وإِن شئت قلت في الابتداء واحد اثنان
ثلاثة ولا يقال في أَحد عشر غير أَحد وللتأْنيث واحدة وإِحدى في ابتداء العدد تجري
مجرى واحد في قولك أَحد وعشرون كما يقال واحد وعشرون فأَما إِحدى عشرة فلا يقال
غيرها فإِذا حملوا الأَحد على الفاعل أُجري مجرى الثاني والثالث وقالوا هو حادي
عِشْريهم وهو ثاني عشريهم والليلة الحاديةَ عشْرَةَ واليوم الحادي عشَر قال وهذا
مقلوب كما قالوا جذب وجبذ قال ابن سيده وحادي عشر مقلوبٌ موضِع الفاء إِلى اللام
لا يستعمل إِلا كذلك وهو فاعِل نقل إِلى عالف فانقلبت الواو التي هي الأَصل ياءً
لانكسار ما قبلها وحكى يعقوب معي عشرة فأَحِّدْهُنَّ لِيَهْ أَي صَيِّرْهُنَّ لي
أَحد عشر قال أَبو منصور جعل قوله فأَحِّدْهُنَّ ليه من الحادي لا من أَحد قال ابن
سيده وظاهر ذلك يؤنس بأَن الحادي فاعل قال والوجه إِن كان هذا المروي صحيحاً أَن
يكون الفعل مقلوباً من وحَدْت إِلى حَدَوْت وذلك أَنهم لما رأَوا الحادي في ظاهر
الأَمر على صورة فاعل صار كأَنه جارٍ على حدوث جَرَيانَ غازٍ على غزوت وإِحدى صيغة
مضروبة للتأْنيث على غير بناء الواحد كبنت من ابن وأُخت من أَخ التهذيب
والوُحْدانُ جمع الواحِدِ ويقال الأُحْدانُ في موضع الوُحْدانِ وفي حديث العيد
فصلينا وُحداناً أَي منفردين جمع واحد كراكب ورُكْبان وفي حديث حذيفة أَوْ
لَتُصَلُّنّ وُحْداناً وتقول هو أَحدهم وهي إِحداهنّ فإِن كانت امرأَة مع رجال لم
يستقم أَن تقول هي إِحداهم ولا أَحدهم ولا إِحداهنّ إِلاّ أَن تقول هي كأَحدهم أَو
هي واحدة منهم وتقول الجُلوس والقُعود واحد وأَصحابي وأَصحابك واحد قال
والمُوَحِّدُ كالمُثَنِّي والمُثَلِّث قال ابن السكيت تقول هذا الحاديَ عَشَرَ
وهذا الثانيَ عَشَرَ وهذا الثالثَ عَشَرَ مفتوح كله إِلى العشرين وفي المؤَنث هذه
الحاديةَ عَشْرة والثانيةَ عشرة إِلى العشرين تدخل الهاء فيها جميعاً قال الأَزهري
وما ذكرت في هذا الباب من الأَلفاظ النادرة في الأَحد والواحد والإِحدى والحادي
فإِنه يجري على ما جاء عن العرب ولا يعدّى ما حكي عنهم لقياس متوهّم اطراده فإِن
في كلام العرب النوادر التي لا تنقاس وإِنما يحفظها أَهل المعرفة المعتنون بها ولا
يقيسون عليها قال وما ذكرته فإِنه كله مسموع صحيح ورجل واحد مُتَقَدِّم في بَأْس
أَو علم أَو غير ذلك كأَنه لا مثل له فهو وحده لذلك قال أَبو خراش أَقْبَلْتُ لا
يَشْتَدُّ شَدِّيَ واحِدٌ عِلْجٌ أَقَبُّ مُسَيَّرُ الأَقْرابِ والجمع أُحْدانٌ
ووُحْدانٌ مثل شابٍّ وشُبّانٍ وراع ورُعْيان الأَزهري يقال في جمع الواحد أُحْدانٌ
والأَصل وُحْدان فقلبت الواو همزة لانضمامها قال الهذلي يَحْمِي الصَّريمةَ
أُحْدانُ الرجالِ له صَيْدٌ ومُجْتَرِئٌ بالليلِ هَمّاسُ قال ابن سيده فأَما قوله
طارُوا إِليه زَرافاتٍ وأُحْدانا فقد يجوز أَن يُعْنى أَفراداً وهو أَجود لقوله
زرافات وقد يجوز أَن يعنى به الشجعان الذين لا نظير لهم في البأْس وأَما قوله
لِيَهْنِئ تُراثي لامْرئٍ غيرِ ذِلّةٍ صَنابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ سَريعاتُ
مَوتٍ رَيِّثاتُ إِفاقةٍ إِذا ما حُمِلْنَ حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ فإِنه عنى
بالأُحْدانِ السهام الأَفْراد التي لا نظائر لها وأَراد لامْرئٍ غير ذي ذِلّةٍ أَو
غير ذليل والصَّنابِرُ السِّهامُ الرِّقاقُ والحَفِيف الصوتُ والرَّيِّثاتُ
البِطاءُ وقوله سَرِيعاتُ موت رَيِّثاتُ إِفاقة يقول يُمِتْنَ مَن رُميَ بهن لا
يُفيق منهن سريعاً وحملهن خفيف على من يَحْمِلُهُنَّ وحكى اللحياني عددت الدراهم
أَفْراداً ووِحاداً قال وقال بعضهم أَعددت الدراهم أَفراداً ووِحاداً ثم قال لا
أَدري أَعْدَدْتُ أَمن العَدَد أَم من العُدّة والوَحَدُ والأَحَدُ كالواحد همزته
أَيضاً بدل من واو والأَحَدُ أَصله الواو وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سئل
عن الآحاد أَهي جمع الأَحَدِ ؟ فقال معاذ الله ليس للأَحد جمع ولكن إِن جُعلت جمعَ
الواحد فهو محتمل مثل شاهِد وأَشْهاد قال وليس للواحد تثنية ولا لللاثنين واحد من
جنسه وقال أَبو إِسحق النحوي الأَحَد أَن الأَحد شيء بني لنفي ما يذكر معه من
العدد والواحد اسم لمفتتح العدد وأَحد يصلح في الكلام في موضع الجحود وواحد في
موضع الإِثبات يقال ما أَتاني منهم أَحد فمعناه لا واحد أَتاني ولا اثنان وإِذا
قلت جاءني منهم واحد فمعناه أَنه لم يأْتني منهم اثنان فهذا حدُّ الأَحَد ما لم
يضف فإِذا أُضيف قرب من معنى الواحد وذلك أَنك تقول قال أَحد الثلاثة كذا وكذا
وأَنت تريد واحداً من الثلاثة والواحدُ بني على انقطاع النظير وعَوَزِ المثل
والوحِيدُ بني على الوَحْدة والانفراد عن الأَصحاب من طريق بَيْنُونته عنهم وقولهم
لست في هذا الأَمر بأَوْحَد أَي لست بعادم فيه مثلاً أَو عِدْلاً الأَصمعي تقول
العرب ما جاءَني من أَحد ولا تقول قد جاءَني من أَحد ولا يقال إِذا قيل لك ما يقول
ذلك أَحد بَلى يقول ذلك أَحد قال ويقال ما في الدّار عَريبٌ ولا يقال بلى فيها
عريب الفراء قال أَحد يكون للجمع والواحد في النفي ومنه قول الله عز وجل فما منكم
من أَحد عنه حاجزين جُعِل أَحد في موضع جمع وكذلك قوله لا نفرّق بين أَحد من رسله
فهذا جمع لأَن بين لا تقع إِلا على اثنين فما زاد قال والعرب تقول أَنتم حَيّ واحد
وحي واحِدون قال ومعنى واحدين واحد الجوهري العرب تقول أَنتم حيّ واحد وحيّ واحدون
كما يقال شِرْذِمةٌ قليلون وأَنشد للكميت فَضَمَّ قَواصِيَ الأَحْياءِ منهم فَقَدْ
رَجَعوا كَحَيٍّ واحِدينا ويقال وحَّدَه وأَحَّدَه كما يقال ثَنَّاه وثَلَّثه ابن
سيده ورجل أَحَدٌ ووَحَدٌ ووَحِدٌ ووَحْدٌ ووَحِيدٌ ومُتَوَحِّد أَي مُنْفَرِدٌ
والأُنثى وَحِدةٌ حكاه أَبو علي في التذكرة وأَنشد كالبَيْدانةِ الوَحِدهْ
الأَزهري وكذلك فَريدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ ورجل وحِيدٌ لا أَحَدَ معه يُؤنِسُه وقد
وَحِدَ يَوْحَدُ وَحادةً ووَحْدةً وَوَحْداً وتقول بقيت وَحيداً فَريداً حَريداً
بمعنى واحد ولا يقال بقيت أَوْحَدَ وأَنت تريد فَرْداً وكلام العرب يجيء على ما
بني عليه وأُخذ عنهم ولا يُعَدّى به موضعُه ولا يجوز أَن يتكلم فيه غير أَهل
المعرفة الراسخين فيه الذين أَخذوه عن العرب أَو عمن أَخذ عنهم من ذوي التمييز
والثقة وواحدٌ ووَحَد وأَحَد بمعنى وقال فلَمَّا التَقَيْنا واحدَيْن عَلَوْتُهُ
اللحياني يقال وَحِدَ فلان يَوْحَدُ أَي بقي وحده ويقال وَحِدَ وَوَحُدَ وفَرِدَ
وفَرُدَ وفَقِهَ وفَقُهَ وسَفِهَ وسَفُهَ وسَقِمَ وسَقُمَ وفَرِعَ وفَرُعَ وحَرِضَ
وحَرُضَ ابن سيده وحِدَ ووحُدَ وحادةً وحِدةً ووَحْداً وتَوَحَّدَ بقي وحده
يَطَّرد إِلى العشرة عن الشيباني وفي حديث ابن الحنظلية وكان رجلا مُتوحّداً أَي
مُنْفرداً لا يُخالِط الناس ولا يُجالِسهم وأَوحد الله جانبه أَي بُقِّي وَحْدَه
وأَوْحَدَه للأَعْداء تركه وحكى سيبويه الوَحْدة في معنى التوَحُّد وتَوَحَّدَ
برأْيه تفرّد به ودخل القوم مَوْحَدَ مَوْحَدَ وأُحادَ أُحادَ أَي فُرادى واحداً
واحداً معدول عن ذلك قال سيبويه فتحوا مَوْحَد إِذ كان اسماً موضوعاً ليس بمصدر
ولا مكان ويقال جاؤوا مَثْنَى مَثنى ومَوْحَدَ مَوْحد وكذلك جاؤوا ثُلاثَ وثُناءَ
وأُحادَ الجوهري وقولهم أُحادَ وَوُحادَ ومَوْحَد غير مصروفات للتعليل المذكور في
ثُلاثَ ابن سيده مررت به وحْدَه مصدر لا يثنى ولا يجمع ولا يُغَيّر عن المصدر وهو
بمنزلة قولك إِفْراداً وإِن لم يتكلم به وأَصله أَوْحَدْتُه بِمُروري إِيحاداً ثم
حُذِفت زياداته فجاءَ على الفعل ومثله قولهم عَمْرَكَ اللَّهَ إِلاَّ فعلت أَي
عَمَّرتُك الله تعميراً وقالوا هو نسيجُ وحْدِه وعُيَبْرُ وحْدِه وجْحَيْشُ وحْدِه
فأَضافوا إِليه في هذه الثلاثة وهو شاذّ وأَما ابن الأَعرابي فجعل وحْدَه اسماً
ومكنه فقال جلس وحْدَه وعلا وحْدَه وجلَسا على وحْدَيْهِما وعلى وحْدِهما وجلسوا
على وَحْدِهم وقال الليث الوَحْد في كل شيء منصوب جرى مجرى المصدر خارجاً من الوصف
ليس بنعت فيتبع الاسم ولا بخبر فيقصد إِليه فكان النصب أَولى به إِلا أَن العرب
أَضافت إِليه فقالت هو نَسيجُ وحْدِه وهما نَسِيجا وحْدِهما وهم نُسَجاءُ وحدِهم
وهي نَسِيجةُ وحدِها وهنَّ نسائج وحْدِهنَّ وهو الرجل المصيب الرأْي قال وكذلك
قَريعُ وحْدِه وكذلك صَرْفُه وهو الذي لا يقارعه في الفضل أَحد قال أَبو بكر وحده
منصوب في جميع كلام العرب إِلا في ثلاثة مواضع تقول لا إِله إِلا الله وحده لا
شريك له ومررت بزيد وحده وبالقوم وحدي قال وفي نصب وحده ثلاثة أَقوال قال جماعة من
البصريين هو منصوب على الحال وقال يونس وحده هو بمنزلة عنده وقال هشام وحده منصوب
على المصدر وحكى وَحَدَ يَحِدُ صَدَر وَحْدَه على هذا الفعل وقال هشام والفراء
نَسِيجُ وحدِه وعُيَيْرُ وحدِه وواحدُ أُمّه نكرات الدليل على هذا أَن العرب تقول
رُبَّ نَسِيجِ وحدِه قد رأَيت وربّ واحد أُمّه قد أَسَرْتُ وقال حاتم أَماوِيّ
إِني رُبَّ واحِدِ أُمِّه أَخَذْتُ فلا قَتْلٌ عليه ولا أَسْرُ وقال أَبو عبيد في
قول عائشة رضي الله عنها ووصْفِها عمر رحمه الله كان واللهِ أَحْوذِيّاً نَسِيجَ
وحدِه تعني أَنه ليس له شبيه في رأْيه وجميع أُموره وقال جاءَتْ به مُعْتَجِراً
بِبُرْدِه سَفْواءُ تَرْدي بِنَسيجِ وحدِه قال والعرب تنصب وحده في الكلام كله لا
ترفعه ولا تخفضه إِلا في ثلاثة أَحرف نسيج وحده وعُيَيْر وحده وجُحَيْش وحده قال
وقال البصريون إِنما نصبوا وحده على مذهب المصدر أَي تَوَحَّد وحدَه قال وقال
أَصحابنا إِنما النصْبُ على مذهب الصفة قال أَبو عبيد وقد يدخل الأَمران فيه
جميعاً وقال شمر أَما نسيج وحده فمدح وأَما جحيش وحده وعيير وحده فموضوعان موضع
الذمّ وهما اللذان لا يُشاوِرانِ أَحداً ولا يُخالِطانِ وفيهما مع ذلك مَهانةٌ
وضَعْفٌ وقال غيره معنى قوله نسيج وحده أَنه لا ثاني له وأَصله الثوب الذي لا
يُسْدى على سَداه لِرِقّة غيره من الثياب ابن الأَعرابي يقال نسيجُ وحده وعيير
وحده ورجلُ وحده ابن السكيت تقول هذا رجل لا واحد له كما تقول هو نسيج وحده وفي
حديث عمر من يَدُلُّني على نسيج وحده ؟ الجوهري الوَحْدةُ الانفراد يقال رأَيته
وحده وجلس وحده أَي منفرداً وهو منصوب عند أَهل الكوفة على الظرف وعند أَهل البصرة
على المصدر في كل حال كأَنك قلت أَوحدته برؤْيتي إِيحاداً أَي لم أَرَ غيره ثم
وضَعْت وحده هذا الموضع قال أَبو العباس ويحتمل وجهاً آخر وهو أَن يكون الرجل
بنفسه منفرداً كأَنك قلت رأَيت رجلاً منفرداً انفراداً ثم وضعت وحده موضعه قال ولا
يضاف إِلا في ثلاثة مواضع هو نسيج وحده وهو مدح وعيير وحده وجحيش وحده وهما ذم
كأَنك قلت نسيج إِفراد فلما وضعت وحده موضع مصدر مجرور جررته وربما قالوا رجيل
وحده قال ابن بري عند قول الجوهري رأَيته وحده منصوب على الظرف عند أَهل الكوفة
وعند أَهل البصرة على المصدر قال أَما أَهل البصرة فينصبونه على الحال وهو عندهم
اسم واقع موقع المصدر المنتصب على الحال مثل جاء زيد رَكْضاً أَي راكضاً قال ومن
البصريين من ينصبه على الظرف قال وهو مذهب يونس قال وليس ذلك مختصاً بالكوفيين كما
زعم الجوهري قال وهذا الفصل له باب في كتب النحويين مُسْتَوْفًى فيه بيان ذلك
التهذيب والوحْد خفِيفٌ حِدةُ كلِّ شيء يقال وَحَدَ الشيءُ فهو يَحِدُ حِدةً وكلُّ
شيء على حِدةٍ فهو ثاني آخَرَ يقال ذلك على حِدَتِه وهما على حِدَتِهما وهم على
حِدَتِهم وفي حديث جابر ودَفْنِ أَبيه فجعله في قبر على حِدةٍ أَي منفرداً وحدَه
وأَصلها من الواو فحذفت من أَولها وعوّضت منها الهاء في آخرها كعِدة وزِنةٍ من
الوعْد والوَزْن والحديث الآخر اجعل كلَّ نوع من تمرك على حِدةٍ قال ابن سيده
وحِدةُ الشيء تَوَحُّدُه وهذا الأَمر على حِدته وعلى وحْدِه وحكى أَبو زيد قلنا
هذا الأَمر وحْدينا وقالتاه وحْدَيْهِما قال وهذا خلاف لما ذكرنا وأَوحده الناس
تركوه وحده وقول أَبي ذؤَيب مُطَأْطَأَة لم يُنْبِطُوها وإِنَّها لَيَرْضَى بها
فُرِّاطُها أُمَّ واحِدِ أَي أَنهم تَقَدَّمُوا يَحْفِرونها يَرْضَوْن بها أَن
تصير أُمّاً لواحد أَي أَن تَضُمَّ واحداً وهي لا تضم أَكثر من واحد قال ابن سيده
هذا قول السكري والوحَدُ من الوَحْش المُتَوَحِّد ومن الرجال الذي لا يعرف نسبه
ولا أَصله الليث الوحَدُ المنفرد رجل وحَدٌ وثَوْر وحَد وتفسير الرجل الوَحَدِ أَن
لا يُعرف له أَصل قال النابغة بِذي الجَلِيلِ على مُسْتَأْنِسٍ وحَدِ والتوحيد
الإِيمان بالله وحده لا شريك له والله الواحِدُ الأَحَدُ ذو الوحدانية والتوحُّدِ
ابن سيده والله الأَوحدُ والمُتَوَحِّدُ وذُو الوحْدانية ومن صفاته الواحد الأَحد
قال أَبو منصور وغيره الفرق بينهما أَن الأَحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد تقول
ما جاءَني أَحد والواحد اسم بني لِمُفْتَتَح العدد تقول جاءني واحد من الناس ولا
تقول جاءني أَحد فالواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير والأَحد منفرد بالمعنى
وقيل الواحد هو الذي لا يتجزأُ ولا يثنى ولا يقبل الانقسام ولا نظير له ولا مثل
ولا يجمع هذين الوصفين إِلا الله عز وجل وقال ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى
الواحد قال هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر قال الأَزهري وأَما اسم
الله عز وجل أَحد فإِنه لا يوصف شيء بالأَحدية غيره لا يقال رجل أَحَد ولا درهم
أَحَد كما يقال رجل وحَدٌ أَي فرد لأَن أَحداً صفة من صفات الله عز وجل التي
استخلصها لنفسه ولا يشركه فيها شيء وليس كقولك الله واحد وهذا شيء واحد ولا يقال
شيء أَحد وإِن كان بعض اللغويين قال إِن الأَصل في الأَحَد وحَد قال اللحياني قال
الكسائي ما أَنت من الأَحد أَي من الناس وأَنشد وليس يَطْلُبُني في أَمرِ غانِيَةٍ
إِلا كَعَمرٍو وما عَمرٌو من الأَحَدِ قال ولو قلت ما هو من الإِنسان تريد ما هو
من الناس أَصبت وأَما قول الله عز وجل قل هو الله أَحد الله الصمَد فإِن أَكثر
القراء على تنوين أَحد وقد قرأَه بعضهم بترك التنوين وقرئَ بإِسكان الدال قل هو
الله أَحَدْ وأَجودها الرفع بإِثبات التنوين في المرور وإِنما كسر التنوين لسكونه
وسكون اللام من الله ومن حذف التنوين فلالتقاء الساكنين أَيضاً وأَما قول الله
تعالى هو الله فهو كناية عن ذكر الله المعلوم قبل نزول القرآن المعنى الذي سأَلتم
تبيين نسبه هو الله وأَحد مرفوع على معنى هو الله أَحد وروي في التفسير أَن
المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم انْسُبْ لنا ربَّك فأَنزل الله عز وجل قل
هو الله أَحد الله الصمد قال الأَزهري وليس معناه أَنّ لله نَسَباً انْتَسَبَ
إِليه ولكن معناه نفي النسب عن اللهِ تعالى الواحدِ لأَن الأَنْسابَ إِنما تكون
للمخلوقين والله تعالى صفته أَنه لم يلد ولداً ينسب إِليه ولم يولد فينتسب إِلى
ولد ولم يكن له مثل ولا يكون فيشبه به تعالى الله عن افتراء المفترين وتقدَّس عن
إِلحادِ المشركين وسبحانه عما يقول الظالمون والجاحدون علوًّا كبيراً قال الأَزهري
والواحد من صفات الله تعالى معناه أَنه لا ثاني له ويجوز أَن ينعت الشيء بأَنه
واحد فأَما أَحَد فلا ينعت به غير الله تعالى لخلوص هذا الاسم الشريف له جل ثناؤه
وتقول أَحَّدْتُ الله تعالى ووحَّدْته وهو الواحدُ الأَحَد وروي عن النبي صلى الله
عليه وسلم أَنه قال لرجل ذَكَرَ اللَّهَ وأَومَأَ بإِصْبَعَيْهِ فقال له أَحِّدْ
أَحِّدْ أَي أَشِرْ بِإِصْبَعٍ واحدة قال وأَما قول الناس تَوَحَّدَ الله بالأَمر
وتفرّد فإِنه وإِن كان صحيحاً فإِني لا أُحِبُّ أَن أَلْفِظَ به في صفة الله تعالى
في المعنى إِلا بما وصف به نفسه في التنزيل أَو في السُّنَّة ولم أَجد
المُتَوَحِّدَ في صفاته ولا المُتَفَرِّدَ وإِنما نَنْتَهِي في صفاته إِلى ما وصف
به نفسه ولا نُجاوِزُه إِلى غيره لمَجَازه في العربية وفي الحديث أَن الله تعالى
لم يرض بالوَحْدانيَّةِ لأَحَدٍ غيره شَرُّ أُمَّتي الوَحْدانيُّ المُعْجِبُ بدينه
المُرائي بعَمَلِه يريد بالوحْدانيِّ المُفارِقَ للجماعة المُنْفَرِدَ بنفسه وهو
منسوب إِلى الوَحْدةِ والانفرادِ بزيادة الأَلف والنون للمبالغة والمِيحادُ من
الواحدِ كالمِعْشارِ وهو جزء واحد كما أَن المِعْشارَ عُشْرٌ والمَواحِيدُ جماعة
المِيحادِ لو رأَيت أَكَماتٍ مُنْفَرِداتٍ كل واحدة بائنة من الأُخرى كانت
مِيحاداً ومواحِيدَ والمِيحادُ الأَكمة المُفْرَدةُ وذلك أَمر لَسْتُ فيه بأَوْحَد
أَي لا أُخَصُّ به وفي التهذيب أَي لست على حِدةٍ وفلانٌ واحِدُ دَهْرِه أَي لا
نَظِيرَ له وأَوحَدَه اللَّهُ جعله واحد زمانه وفلانٌ أَوْحَدُ أَهل زمانه وفي
حديث عائشة تصف عمر رضي الله تعالى عنهما للهِ أُمٌّ
( * قوله « لله أم إلخ » هذا نص النهاية في وحد ونصها في حفل لله أم حفلت له ودرت
عليه أي جمعت اللبن في ثديها له ) حَفَلَتْ عليه ودَرَّتْ لقد أَوْحَدَت به أَي
ولَدَتْه وحِيداً فَرِيداً لا نظير له والجمع أُحْدان مثل أَسْوَدَ وسُودان قال
الكميت فباكَرَه والشمسُ لم يَبْدُ قَرْنُها بِأُحْدانِه المُسْتَوْلِغاتِ
المُكَلِّبُ يعني كلابَه التي لا مثلها كلاب أَي هي واحدة الكلاب الجوهري ويقال
لست في هذا الأَمر بأَوْحَد ولا يقال للأُنثى وَحْداء ويقال أَعْطِ كل واحد منهم
على حِدَة أَي على حِيالِه والهاء عِوَضٌ من الواو كما قلنا أَبو زيد يقال اقتضيت
كل درهم على وَحْدِه وعلى حِدته تقول فعل ذلك من ذاتِ حدته ومن ذي حدته بمعنى واحد
وتَوَحَّده الله بعِصْمته أَي عَصَمه ولم يَكِلْه إِلى غيره وأَوْحَدَتِ الشاةُ
فهي مُوحِدٌ أَي وَضَعَتْ واحِداً مثل أَفَذَّتْ ويقال أَحَدْتُ إِليه أَي
عَهِدْتُ إِليه وأَنشد الفراء سارَ الأَحِبَّةُ بالأَحْدِ الذي أَحَدُوا يريد
بالعَهْدِ الذي عَهِدُوا وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في قوله لقدْ
بَهَرْتَ فما تَخْفَى على أَحَدٍ قال أَقام أَحداً مقام ما أَو شيءٍ وليس أَحد من
الإِنس ولا من الجن ولا يتكَلَّمُ بأَحَد إِلا في قولك ما رأَيت أَحداً قال ذلك
أَو تكلم بذلك من الجن والإِنس والملائكة وإِن كان النفي في غيرهم قلت ما رأَيت
شيئاً يَعْدِلُ هذا وما رأَيت ما يعدل هذا ثم العَربُ تدخل شيئاً على أَحد وأَحداً
على شيء قال الله تعالى وإِن فاتكم شيء من أَزواجكم ( الآية )
وقرأَ ابن مسعود وإن فاتكم أَحد من أَزواجكم وقال الشاعر وقالتْ فلَوْ شَيءٌ
أَتانا رَسُوله سِواكَ ولكنْ لم نَجِدْ لكَ مَدْفَعا أَقام شيئاً مقام أَحَدٍ أَي
ليس أَحَدٌ مَعْدُولاً بك ابن سيده وفلان لا واحد له أَي لا نظير له ولا يقوم بهذا
الأَمرِ إِلا ابن إِحداها أَي كريم الآباءِ والأُمهاتِ من الرجال والإِبل وقال
أَبو زيد لا يقوم بهذا الأَمرِ إِلا ابن إِحداها أَي الكريم من الرجال وفي النوادر
لا يستطيعها إِلا ابن إِحْداتها يعني إِلا ابن واحدة منها قال ابن سيده وقوله حتى
اسْتثارُوا بيَ إِحْدَى الإِحَدِ لَيْثاً هِزَبْراً ذا سِلاحٍ مُعْتَدِي فسره ابن
الأَعرابي بأَنه واحد لا مثل له يقال هذا إِحْدَى الإِحَدِ وأَحَدُ الأَحَدِين
وواحِدُ الآحادِ وسئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة قال ذلك أَحَدُ الأَحَدِين
قال أَبو الهيثم هذا أَبلغ المدح قال وأَلف الأَحَد مقطوعة وكذلك إِحدى وتصغير
أَحَد أُحَيْدٌ وتصغير إِحْدَى أُحَيدَى وثبوت الأَلِف في أَحَد وإِحْدى دليل على
أَنها مقطوعة وأَما أَلِف اثْنا واثْنَتا فأَلِف وصل وتصغير اثْنا ثُنَيَّا وتصغير
اثْنَتا ثُنَيَّتا وإِحْدَى بناتِ طَبَقٍ الدّاهِيةُ وقيل الحَيَّةُ سميت بذلك
لِتَلَوِّيها حتى تصير كالطَّبَق وبَنُو الوَحَدِ قوم من بني تَغْلِب حكاه ابن
الأَعرابي قال وقوله فَلَوْ كُنتُمُ مِنَّا أَخَذْنا بأَخْذِكم ولكِنَّها
الأَوْحادُ أَسْفَلُ سافِلِ أَراد بني الوَحَد من بني تَغْلِبَ جعل كل واحد منهم
أَحَداً وقوله أَخَذْنا بأَخْذِكم أَي أَدْرَكْنا إِبلكم فرددناها عليكم قال
الجوهري وبَنُو الوَحِيدِ بطْنٌ من العرب من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن
صَعْصَعةَ والوَحِيدُ موضع بعينه عن كراع والوحيد نَقاً من أَنْقاء الدَّهْناءِ
قال الراعي مَهارِيسُ لاقَتْ بالوَحِيدِ سَحابةً إِلى أُمُلِ الغَرّافِ ذاتِ
السَّلاسِلِ والوُحْدانُ رِمال منقطعة قال الراعي حتى إِذا هَبَطَ الوُحْدانُ
وانْكَشَفَتْ مِنْه سَلاسِلُ رَمْلٍ بَيْنَها رُبَدُ وقيل الوُحْدانُ اسم أَرض
والوَحِيدانِ ماءانِ في بلاد قَيْس معروفان قال وآلُ الوَحِيدِ حيٌّ من بني عامر
وفي حديث بلال أَنه رَأَى أُبَيَّ بنَ خَلَفٍ يقول يوم بدر يا حَدْراها قال أَبو
عبيد يقول هل أَحد رأَى مثل هذا ؟ وقوله عز وجل إِنما أَعظُكم بواحدة هي هذه أَنْ
تقوموا لله مَثْنَى وفُرادَى وقيل أَعظُكم أَنْ تُوَحِّدُوا الله تعالى وقوله
ذَرْني ومَن خَلَقْتُ وحِيداً أَي لم يَشْرَكْني في خلقه أَحَدٌ ويكون وحيداً من
صفة المخلوق أَي ومَنْ خَلَقْتُ وحْدَه لا مال له ولا وَلد ثم جَعَلْت له مالاً
وبنين وقوله لَسْتُنَّ كأَحَد من النساءِ لم يقل كَواحِدة لأَن أَحداً نفي عام
للمذكر والمؤنث والواحد والجماعة