المكانز اللّغويّة والأرصدة اللّغويّة
1- الأرصدة اللّغويّة العربيّة :
اقتُبِست فكرة الرّصيد اللّغوي العربيّ من الرّصيد اللّغويّ الإنكليزيّ ( The basic english ) والرّصيد اللّغويّ الفرنسيّ (Le français fondamental ). والمقصود به هو مجموعة المفردات والتّراكيب التي ينبغي أن يتعلّمها الطّفل و أيّ متعلّم للغة مّا حتّى يكتسب القدرة على التّعبير عمّا يخامر ذهنه من أفكار وما يختلج في نفسه من أحاسيس في كلّ مرحلة من مراحل نموّه إذا كان طفلا أو من مراحل مزاولته لدروس اللّغة إذا كان أجنبيّا أو كهلا أميّا أو مَعُوقا لغويّا أو مصابا باضطراب لغويّ. ومزيّة الرّصيد اللّغويّ الكبرى هي أنّها تساعد مصمّمي البرامج ومؤلّفي الكتب التّعليميّة على معرفة الحاجات اللّغويّة لكلّ صنف من أصناف المتعلّمين وتزويدهم بما يستجيب لها من الموادّ اللّغويّة على نحو يكفل تحقيق الأهداف المنشودة بأسرع وقت ممكن. وللتّاريخ تجدر الإشارة إلى أنّ أوّل محاولة عربيّة في هذا الباب هي الرّصيد اللّغويّ الوظيفيّ للمرحلة الأولى من التّعليم الابتدائيّ الذي أعدّه فريق سُمّي "اللّجنة الدائمة للرّصيد الوظيفيّ" وتألف من باحثين ينتمون إلى معهد الدّراسات والأبحاث للتّعريب بجامعة محمّد الخامس و معهد العلوم اللّسانيّة والصّوتيّة بجامعة الجزائر و قسم اللّسانيات بمركز الدّراسات والأبحاث الاقتصاديّة والاجتماعيّة بتونس . وقد صدر ذلك الرّصيد بتونس سنة 1976. وفي سنة 1981 تلا هذه المحاولةَ التي أُنجزت ونُشِرت مشروعٌ أوسعُ نطاقا هو مشروع الرّصيد اللّغويّ العربيّ الذي عزمت على إنجازه المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم . لكنّه ظلّ حبرا على ورق. وهناك مشروعات أخرى جارية في بعض الأقطار العربيّة منها خاصّة المملكة العربيّة السّعوديّة.
2- المكانز اللّغوية العربيّة :
المَكْنَز هو عبارة عن فهرست ألفبائيّ يضمّ قائمة من المصطلحات والكلمات المفاتيح التّقنية تُستخدم في ترتيب الوثائق. وبلغة أدقّ هو قائمة منظَّمة ومُرَاقَبة من المصطلحات المُقَيَّسَة تؤدّي مفاهيمَ تتّصل بميدان معيّن، الغرض منها فهرسة الوثّائق والبحث عن موارد وثائقيّة مّا في إطار تطبيقات إعلاميّة متخصّصة. وصاحب الفكرة التّأسيسيّة لهذه الأداة هو بيتر مارك روجت (Peter Mark Roget 1779 – 1869). وذلك سنة 1852 في قاموس وسمه بمكنز الألفاظ والتراكيب الإنكليزيّة ( Thesaurus of English words and phrases ). أمّا أوّل محاولة في إنشاء مكنز باللّغة العربيّة فهي ترجمة المكنز الضّخم ( Macrothésaurus) التي قام بها مركز التّنمية الصّناعية للدّول العربيّة في سبعينات القرن العشرين ، تلتها في الفترة نفسها ترجمة مكنز علم المكتبات والمعلومات التي بادرت بها المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم. ومنذ بداية الثّمانينات تكاثرت المكانز في القطاعات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثّقافيّة العربيّة . لكن ما خُصّص منها للّغة العربيّة لا يزال قليلا جدّا منها المكنز العربيّ لعلوم اللّغات ( 1988 ) ومشروع الموارد اللّسانيّة العربيّة الذي يُعنى بنشر روابط المكانز (المدوّنات العربيّة) المفتوحة، تسهيلا لعمل اللّسانيّين الحاسوبيّين.ومن المكانز التي شملها هذا المشروع مدوّنة أحمد عبد العالي ( 13 مليون كلمة ) والمدوّنة العربيّة المفتوحة المصدر ( 20 مليون كلمة ).