المعاجم اللغوية العربية
المعاجم العربية
لا يمكن تصور أي لغة بدون معجم يجمع موروثها اللغوي ويحفظه من الضياع، ويجعلها في متناول كل من أراد التعرف على هذه اللغة، من هذا المنطلق عمل اللغويون العرب على بناء معاجم اللغة العربية من أجل حفظ الموروث العربي والتعريف بمعاني كلمات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ونظرا لغنى اللغة العربية بالمفردات، فقد تعددت المعاجم وتنوعت في مناهج تأليفها، ويمكن تقسيمها إلى ثلاث مدارس رئيسية ضمت كل منها مجموعة من المعاجم.
تعريف المعجم
المعجم لغة:
كلمة معجم اشتقت من الجذر "ع ج م" وقد تعددت تعاريف المعجم في المعاجم العربية نأخذ من بينها ما جاء في معجم اللغة العربية المعاصرة لأحمد مختار عمر: "عجم يعجم، عجمة، فهو أعجم عجم الشخص: كانت في لسانه لكنة وعدم إفصاح في الكلام لم يستطع التعبير عن نفسه بسبب عجمته - عجم لسانه بعد أن أقام مدة طويلة في بلاد أجنبية"
المعجم اصطلاحا:
المعجم هو مؤلف يضم بين دفتيه كلمات لغة قوم مقرونة بشرحها وتأصيلها وسرد أمثلة وردت فيها تلك الكلمة، ومرتبة وفق منهج من اختيار المُعجمي، وهو ما أشار إليه العديد من الدارسين نأخذ من بينهم علي القاسمي نقلا عن "كلارنس لويس برنهارت" ( Clarence Lewis Barnhart) حيث قال: "المعجم هو كتاب يحتوي على كلمات منتقاة، ترتب عادة ترتيبا هجائيا، مع شرح لمعانيها ومعلومات أخرى ذات علاقة بها، سواء أعطيت تلك الشروح والمعلومات باللغة ذاتها أم بلغة أخرى".
تزخر اللغة العربية بالعديد من أصناف المعاجم منذ بداية التأليف المعجمي؛ والمتتبع للدراسات المعجمية سيجد بأن اللغويين العرب أولوا اهتمامهم في البداية بمفردات القرآن الكريم، ويعدّ غريب القرآن أول مؤلف اهتم بمعاني كلمات القرآن الكريم، لكن سرعان ما انتشرت المعاجم التي صنفت فيما بعد إلى العديد من الأصناف شملت:
معاجم الألفاظ.
معاجم المعاني.
معاجم المعرّب والدخيل.
معاجم المفردات.
معاجم الأمثال.
معاجم المصطلحات المتخصصة مثل العلمية أو الفنية أو الطبية
وتعتبر معاجم الألفاظ أو المعاجم العامة أهم المعاجم باعتبارها تركز على تقديم شرح "الألفاظ اللغوية من حيث معانيها وبيان دلالاتها واستعمالاتها، مشتملة على الشواهد من القرآن الكريم، والكلام العربي، والأحاديث النبوية. مع الإشارة إلى قياس أو قواعد نحوية، أو صرفية، واختلاف اللهجات أو القراءات وغيرها" متبعا في ذلك طرقا مختلفة في ترتيبها لكلمات اللغة العربية.
وقد نتج عن اختلاف ترتيب الكلمات في المعاجم العربية العامة تأسيس مدارس مختلفة، اختلف تصنيفها في العديد من الدراسات، أشهرها ثلاث مدارس وهي:
المدرسة الصوتية.
مدرسة الترتيب الألف بائي اعتماد الحرف الأخير للكلمة.
مدرسة الترتيب الألف بائي اعتماد الحرف الأول للكلمة.
جمع كلمة معجم:
لقد دار نقاش كبير بين الباحثين اللغويين حول جمع كلمة معجم؛ إذ أن الشائع منها هو "معاجم"، في حين يرى البعض أن الجمع الصحيح هو "مُعجمات"، وسنحاول في هذه الفقرة المصغرة تقديم الدوافع الصرفية التي استدل بها المذهبين.
مذهب "معاجم":
يمثل هذا المذهب غير المتشددين من اللغويين يمثلهم مجمع اللغة العربية بالقاهرة؛ إذ أجازوا الجمعيين معاً إلا أنهم أجمعوا على جواز استعمال جمع "معاجم" ودليلهم على ذلك هو وجود كلمات جمع على هذا النحو من قبيل "محارم ومساند" باعتبارها جموع تكسير.
مذهب "مُعجمات":
يمثل هذا المذهب المتشددين من اللغويين دافعوا عن رأيهم من خلال ما جاء في كتاب سيبويه الذي أقر على أنه لا يصح أن يجمع جمع التكسير كل ما بُدِئَ بميم زائدة من أسماء الفاعلين والمفعولين.
اللغة العربية والتأليف المعجمي:
نظرا لما يزخر به الموروث العربي فقد لقي اهتماما كبيرا من طرف اللغويين تجلى ذلك في محاولة الحفاظ عليه قصد ضمان استمراريته، ويتجسد الموروث العربي في اللغة العربية باعتبارها لغة لها عزتها التي منحها الله لها باعتبارها لغة القرآن الكريم المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، مما دفع باللغويين العرب إلى مضاعفة الجهود بالاهتمام باللغة العربية خاصة بعد انتشار القرآن الكريم في مجموعة من البلدان بفضل الفتوحات الإسلامية، مما تطلب من اللغويين تدوين اللغة لتمكين غير العرب من تعلمها، والتمكن من فهم كلام الله المنزل على رسوله.
ويعتبر التأليف المعجمي إحدى أهم الجهود التي لا يمكن الاستهانة به نظرا لما يؤديه من دور في إفهام معاني ودلالات الكلمات؛ إذ كان العرب قديما يعتمدون على الرواية والمشافهة في حفظ اللغة العربية، لكن بعد انتشار الإسلام في العديد من المناطق كانت الحاجة ماسة للتدوين الموروث الثقافي والحضاري العربي، كما كان للتأليف المعجمي دورا كبيرا في تحقيق هذا المبتغى، وهذا ما عبر عنه ابن خلدون بقوله: "فاحتيج إلى حفظ الموضوعات اللغوية بالكتابة والتدوين خشية الدروس* وما ينشأ عنه من الجهل بالقرآن والحديث فشمر كثير من أئمة اللسان لذلك وأملوا فيه الدواوين".
ونظرا لدخول غير العرب إلى الإسلام كان مفروضا على اللغويين العرب تبيين الكلام العربي من غيره الدخيل على اللغة العربية، فبدأ اللغويون بجمع مجموعة من القبائل العربية باعتبارهم قبائل ثقات لهم لسان عربي فصيح خالي من الدخيل، فكثر استعمال العربية وانتشرت حتى أصبحت لغة لها مكانة مرموقة وسط العالم أجمع.
وقد أثبتت الدراسات إلى أن اللغة العربية من بين اللغات الأكثر استعمالا في العالم، إذ لقيت اللغة العربية أو لغة الضاد عناية فاقت عناية اللغات الأخرى، فقد سعى أبناؤها إلى جمعها وتدوينها، ثم التعريف بكلماتها، والتفصيل في ذلك أشد تفصيل، كما حاولوا تعقب اختلاف دلالات الكلمة حسب الانتماء الجغرافي.
لقي المعجم العربي عناية من طرف مستشرقين عدة من بينهم جون هيورد وهو أحد أستاذة الدراسات العربية في جامعة درهام الإنكليزية، إذ أشار إلى القيمة التي تحظى بها الدراسات المعجمية العربية ضمن كتابه "صناعة المعاجم في العربية" حيث قال: "وكان لدى العرب معجم شامل هو "لسان العرب" كانت دونه دقة وشمولا معاجم سائر اللغات قبل القرن التاسع عشر".
وقد نتج عن جمع كلام العرب ظهور عدة مناهج في عملية الجمع تحولت بعد ذلك لمدارس عرفت برواد تلك المعاجم، وقد استمدت كل المعاجم اللغوية العربية موادها من مجموعة من المصادر أهمها:
القرآن الكريم.
السنة النبوية.
أشعار العرب؛ وشملت الشعر الجاهلي، والشعر الإسلامي.
كلام العرب والفصحاء، خاصة سكان البوادي.
أقوال أئمة اللغة العربية المتقدمين بالرواية عنهم مشافهة، أو النقل من مؤلفاتهم.
المدارس المعجمية:
وفيما يلي تعريف بهذه المدارس:
المدرسة الصوتية:
ارتبطت المدرسة الصوتية بأول من ألف على نهجها وهو الخليل بن أحمد الفراهيدي من خلال كتابه "العين"، وقد عرفت هذه المدرسة بمجموعة من المسميات أهمها:" مدرسة التقاليب، مدرسة الحروف الحلقية، مدرسة التقليبات الصوتية، مدرسة الترتيب الصوتي.... إلى غيرها" وتعتبر المدرسة الصوتية من أصعب المدارس المعجمية، لأنها تعتمد في ترتيب الكلمات على هيكلة الجهاز الصوتي الذي يبدأ من أقصى الحلق وصولا للشفتين، وترتيب الحروف حسب الجهاز الصوتي هو: " ع / ح / هـ / خ / غ / ق / ك / ج / ش / ض / ص / س / ز / ط / د / ت / ظ / ذ / ث / ر / ل / ن / ف / ب / م / و / ا / ي / أ، إلا أنه ترك حرف الهمزة في الأخير ويرجع ذلك لكونها غير ثابتة على صورة واحدة، كما أنه تجنب البدء بحرف الهاء باعتباره حرف قل استعماله في الكلام العربي فجعله في المرتبة الثالثة، فكان الحرف الأول هو حرف العين باعتباره حرفا حلقيا، فاستمر بالترتيب إلى أن وصل إلى الهمزة، وقد وصف مجموعة من الدارسين هذه الطريقة، بالطريقة الرياضية، إذ تعتمد على منطق حساب تقاليب الجذور العربية واحتمال استعمالها.
لقد جعل الخليل ابن أحمد الفراهيدي لكل حرف كتابا بدأ بكتاب العين فعرف معجمه بكتاب العين، وذلك راجع إلى ما كان يتبعه العرب القدماء في تسمية؛ إذ في كثير من الأحيان يسمون "الشيء باسم أوله المستهل به –كتسمية بعض السور القرآنية حسب أولها".
يعتبر التأليف على هذه الطريقة قليل وذلك لصعوبتها، فممن ألف وفق هذه المدرسة نجد:
البارع لأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي ت 356هـ
تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهريّ ت 370هـ
المحيط في اللغة للإمام الصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني، ت 385هـ
مختصر العين – أبو بكر الزُبيديّ ت - 379هـ
المحكم والمحيط الأعظم لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده الأندلسي ت 458هـ
غريب الحديث لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي ت 285.()
ساعدت هذه الطريقة في محاولة حصر جل المواد اللغوية، وقد استفادت الدراسات الحديثة المتمثلة في المعالجة الآلية للغة العربية؛ إذ بفضل هذه المنهج تمكن اللسانيون الحاسوبيون من نمذجة برمجيات الاشتقاق، وبرمجيات التحليل الصرفي وغيرها من البرمجيات.
مدرسة الترتيب الألف بائي اعتماد الحرف الأخير للكلمة.
رتبت مجموعة من المعاجم اعتمادا على الحرف الأخير، وقد اختلف في من أساسها؛ فهناك من قال بأن إسماعيل بن حماد الجوهري في كتابه الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية هو أول من ألف بهذه الطريقة، في حين قال فريق آخر أن أبي إبراهيم اسحاق بن إبراهيم الفارابي صاحب ديوان الأدب هو رائد هذه المدرسة، في حين ذهب فريق ثالث إلى أن أول من ألف على هذه الطريقة هو أبو بشر اليمان بن أبي اليمان البندنيجي صاحب كتاب التقفية.
عرفت هذه المدرسة بمسميات عدة أهمها: "مدرسة القافية، مدرسة التقفية نسبة لكتاب التقفية ... إلى غيرها من الأسماء" وقد جاءت هذه المدرسة تيسيرا للبحث عن الكلمات بالمقارنة مع المدرسة الأولى التي تتطلب معرفة الجهاز الصوتي قصد البحث، كما كان الهدف من هذه المدرسة هو تخصيص البحث بالحرف الأخير أو لام الكلمة باعتباره الحرف الذي لا يلحقه تغيير عكس الحرف الأول الذي يتغير كثيرا بفعل التصريف والقلب والتسهيل وغيرها من القواعد الصوتية التي تؤثر في بداية أو فاء الكلمة، وقد أخذ بعين الاعتبار في هذا الترتيب الحرف الأول ثم الثاني، ثم الثالث، ثم الرابع، كما جاءت هذه الطريقة "لتيسير مهمة الشاعر في نظم القريض، والساجع في تأليف النثر الفني"، باعتبارهم أكثر اهتمام بالحرف الأخير للكلمة، وقد تأسست عملية البحث في هذه المدرسة على النظر في الحرف الأخير ثم النظر في الحرف الأول ليتم الوقوف على الفصل الذي توجد فيه ثم الاتجاه إلى حروف الحشو أو وسط الكلمة.
وقد ألفت العديد من المعاجم حسب هذا المنهج أهمها:
التقفية في اللغة لأبي بشر اليمان بن أبي اليمان البنذنجي ت 284.
تاج اللغة وصحاح العربية الشهير بالصحاح للإمام إسماعيل بن حماد الجوهري، ت 393.
العباب الزاخر واللباب الفاخر للإمام رضي الدين الحسن بن محمد الصغاني ت 650.
لسان العرب للعلامة جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي ت 711.
القاموس المحيط لأبي طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب بن عمر الشيرازي الفيروزآبادي ت 817 هـــــ.
المعجم الفيصل لأحمد قبِّش.
عملت هذه المدرسة على محاولة تسهيل عملية البحث - بالمقارنة مع المدرسة الصوتية – وتيسير الوقوع على المعاني الأصلية والفرعية للفظة ومشتقاتها، فبدأ باستعمال هذه المعاجم أكثر من المعاجم السابقة، إلا أنها لم تسلم من بعض العيوب المتمثلة في كون عملية البحث تجعل دهن الباحث مشتت، كما أن البحث على منهج هذه المدرسة قد يضيع وقت الباحث، كما أن أصحاب هذه المدرسة لم يستطيعوا التخلص من مشكلة الترتيب على الحروف الأصلية بتجريدها من اللواصق.
مدرسة الترتيب الألف بائي اعتماد الحرف الأول للكلمة
لقد جاءت هذه المدرسة لتيسر البحث عن معاني الكلمات ومحاولة تجاوز العيوب التي اعترت المدرسة السابقة، وقد أصبحت هذه المدرسة الأكثر انتشارا في التأليف المعجمي، لسهولة البحث في معاجمها لحفظ الحروف الهجائية، حتى قال فيها ابن دريد: "إذ كانت الحروف الهجائية بالقلوب أعبق، وفي الأَسْماع أنفذ، وكان علم العامة بها كعلم الخاصة، وطالبها من هذه الجهة بعيد من الحيرة".
ومن بين المساميات التي عرفت بها هذه المدرسة نجد: " مدرسة الأبجدية العربية، مدرسة الحروف الهجائية، مدرسة الهجائية العادية، ... إلى غيرها من المسميات"
وقد لقيت هذه المدرسة إقبالا كبيرا من لدن الباحثين والمؤلفين، نظراً لعدم تعقيدها في عملية البحث؛ إذ ألفت العديد من المعاجم باتباع منهج هذه المدرسة نعرض من بينها:
أساس البلاغة - محمود بن عمر الزمخشري ت 538 هـ
مختار الصحاح – محمد بن أبي بكر الرازيّ ت 666 هـ
المصباح المنير – أحمد بن محمد المُقْري الفيّوميّ ت 770 هـ
محيط المحيط – بطرس البستانيّ
المنجد: للأب لويس المعلوف
أقرب الموارد في فصح العربية والشوارد – سعيد الخوريّ الشرتونيّ
متن اللغة ـ أحمد رضا العاملي
المعجم الوسيط - مجمع اللغة العربية بالقاهرة
المعجم اللغويّ التاريخيّ – المستشرق الألماني فيشر
المعجم الكبيرـ مجمع اللغة العربية بالقاهرة
خاتمة:
لعبت المعاجم العربية دورا كبيرا في حفظ اللغة العربية، ويبدوا ذلك جليا من خلال تعدد مناهج ترتيب المعاجم وكثرة تأليفها، وقد تزامن مع تأليف المعاجم العامة تأليف المعاجم الخاصة، التي اعتمد في ترتيب موادها على المواضيع مثل الألفاظ الكتابية للهمداني، وستأتي بعد هذا الجهد الكبير بناء المعاجم الالكترونية اعتمادا على ما جاء من تطور في الدراسات الحديثة أو ما عرف باللسانيات الحاسوبية.
المراجع:
ابن خلدون، عبد الرحمان ولي الدين، "مقدمة العلامة ابن خلدون، المسمى ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، دار الفكر، بيروت، لبنان، 2004
أحمد بن عبد الله الباتلي، "المعاجم اللغوية وطرق ترتيبها"، دار الراية، الطبعة الأولى، 1993
أحمد مختار عمر، "معجم اللغة العربية المعاصرة"، عالم الكتب – القاهرة 1429 – 2008 الطبعة: الأولى
سامي عوض، معجمات الترتيب الصوتي، مجلة مجمع اللغة العربية، الجزء: 4، المجلد: 78، دمشق.
الدكتور صالح راوي، "المدارس المعجمية العربية: نشأتها – تطورها – مناهجها"، دار الثقافة العربية، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1990
الدكتور محمد حسن محمد، نظام وترتيب معاجم الألفاظ العربية: معجم العين للخليل نموذجا، 2016، Journal of Education and Social Sciences, Vol. 4, (June.)
عدنان الخطيب:"المعجم العربي: بين الماضي والحاضر"، مكتبة لبنان ناشرون، الطبعة الأولى، 1994، بيروت، لبنان
علي القاسم، علم اللغة وصناعة المعجم، مطابع جامعة الملك سعود، الرياض، السعودية، الطبعة الأولى، 1975