معنى تخلف عقليا في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الليث الخَلْفُ
ضدّ قُدّام قال ابن سيده خَلْفٌ نَقِيضُ قُدَّام مؤنثة وهي تكون اسماً وظَرفاً
فإذا كانت اسماً جَرت بوجوه الإعراب وإذا كانت ظرفاً لم تزل نصباً على حالها وقوله
تعالى يعلم ما بينَ أَيديهم وما خَلْفَهم قال الزجاج خلفهم ما قد وقع من أَعمالهم
الليث الخَلْفُ
ضدّ قُدّام قال ابن سيده خَلْفٌ نَقِيضُ قُدَّام مؤنثة وهي تكون اسماً وظَرفاً
فإذا كانت اسماً جَرت بوجوه الإعراب وإذا كانت ظرفاً لم تزل نصباً على حالها وقوله
تعالى يعلم ما بينَ أَيديهم وما خَلْفَهم قال الزجاج خلفهم ما قد وقع من أَعمالهم
وما بين أَيديهم من أَمرِ القيامة وجميع ما يكون وقوله تعالى وإذا قيل لهم
اتَّقُوا ما بين أَيديكم وما خَلْفكم ما بين أَيديكم ما أَسْلَفْتُم من ذُنوبكم
وما خلفكم ما تستعملونه فيما تستقبلون وقيل ما بين أَيديكم ما نزل بالأُمم قبلكم
من العذاب وما خَلْفكم عذابُ الآخرة وخَلَفَه يَخْلُفه صار خَلْفَه واخْتَلَفَه
أَخذَه من خَلْفِه واخْتَلَفَه وخَلَّفَه وأَخْلَفه جعله خَلْفَه قال النابغة حتى
إذا عَزَلَ التَّوائمَ مُقْصِراً ذاتَ العِشاء وأَخْلَفَ الأَرْكاحا وجَلَسْتُ
خَلْفَ فلان أَي بعدَه والخَلْفُ الظَهْر وفي حديث عبد اللّه بن عتبة قال جئتُ في
الهاجرة فوجدْتُ عمرَ بن الخطاب رضي اللّه عنه يصلي فقمت عن يساره فأَخْلَفَني
فجعلني عن يمينه فجاء يَرْفَأُ فتأَخَّرْتُ فصيلتُ خَلْفُه قال أَبو منصور قوله
فأَخلفني أَي رَدَّني إلى خَلْفِه فجعلني عن يمينه بعد ذلك أَو جعلني خَلْفَه
بحِذاء يمينه يقال أَخْلَفَ الرجلُ يدَه أَي رَدَّها إلى خَلْفِه ابن السكيت
أَلْحَحْتُ على فلان في الاتِّباع حتى اخْتَلَفْتُه أَي جعلته خَلْفي قال اللحياني
هو يَخْتَلِفُني النصيحةَ أَي يخْلُفني وفي حديث سعد أَتَخَلَّفُ عن هِجْرتي يريد
خَوْفَ الموت بمكة لأَنها دار تركوها للّه تعالى وهاجَرُوا إلى المدينة فلم
يُحِبُّوا أَن يكون موتهم بها وكان يومئذ مريضاً والتخلُّفُ التأَخُّرُ وفي حديث
سعد فخَلَّفَنا فكُنّا آخِر الأَربع أَي أَخَّرَنا ولم يُقَدِّمْنا والحديث الآخر
حتى إنّ الطائر ليَمُرُّ بجَنَباتهم فما يُخَلِّفُهم أَي يتقدَّم عليهم ويتركهم
وراءه ومنه الحديث سَوُّوا صُفوفَكم ولا تَخْتَلِفوا فتَخْتَلِفَ قلوبُكم أَي إذا
تقدَّم بعضُهم على بعض في الصُّفوف تأَثَّرَت قُلوبهم ونشأَ بينهم الخُلْفُ وفي
الحديث لَتُسَوُّنَّ صُفوفَكم أَو لَيُخالِفَنَّ اللّهُ بين وُجُوهِكم يريد أَنَّ
كلاًّ منهم يَصْرِفُ وجهَه عن الآخر ويُوقَعُ بينهم التباغُضُ فإنَّ إقْبالَ
الوجْهِ على الوجهِ من أَثَرِ المَوَدَّةٍ والأُلْفةِ وقيل أَراد بها تحويلَها إلى
الأَدْبارِ وقيل تغيير صُوَرِها إلى صُوَرٍ أُخرى وفي حديث الصلاة ثم أُخالِفَ إلى
رجال فأُحَرِّقَ عليهم بيوتَهم أَي آتِيَهم من خلفهم أَو أُخالف ما أَظْهَرْتُ من
إقامةِ الصلاةِ وأَرجع إليهم فآخُذهم على غَفْلةٍ ويكون بمعنى أَتَخَلَّفُ عن
الصلاة بمُعاقبتهم وفي حديث السَّقِيفةِ وخالَف عَنّا عليٌّ والزُّبَيْرُ أَي
تَخَلَّفا والخَلْفُ المِرْبَدُ يكون خَلْفَ البيت يقال وراء بيتك خَلْفُ جيّد وهو
المِرْبَدُ وهو مَحْبِسُ الإبل قال الشاعر وجِيئا مِنَ البابِ المُجافِ تَواتُراً
ولا تَقْعُدا بالخَلْفِ فالخَلْفُ واسِعُ
( * قوله « وجيئا إلخ » تقدم انشاده للمؤلف وشارح القاموس في مادّة جوف
وجئنا من الباب المجاف تواتراً ... وان تقعدا بالخلف
فالخلف واسع )
وأَخْلَفَ يدَه إلى السيفِ إذا كان مُعَلَّقاً خَلْفَه فهوى إليه وجاء خِلافَه أَي
بعده وقرئ وإذاً لا يَلْبَثُون خَلفَكَ إلا قليلاً وخِلافك والخِلْفةُ ما عُلِّقَ
خَلْفَ الرَّاكِبِ وقال كما عُلِّقَتْ خِلْفَةُ المَحْمِلِ وأَخْلَف الرجلُ أهْوَى
بيدِه إلى خَلْفِه ليأْخُذَ من رَحْلِه سيفاً أَو غيرَه وأَخْلَفَ بيدِه وأَخْلفَ
يدَه كذلك والإخْلافُ أَن يَضْرِبَ الرجُل يده إلى قِرابِ سيفِه ليأْخُذَ سيفَه
إذا رأَى عدوًّا الجوهري أَخْلَفَ الرجلُ إذا أَهْوَى بيده إلى سيفه ليَسُلَّه وفي
حديث عبد الرحمن بن عوف أَن رجلاً أَخْلَفَ السيف يوم بدر
( * قوله « اخلف السيف يوم إلخ » كذا بالأصل والذي في النهاية مع اصلاح فيها وفي
حديث عبدالرحمن بن عوف فأحاطوا بنا وأنا أذب عنه فأخلف رجل بالسيف يوم بدر يقال
إلخ ) يقال أَخْلَفَ يده إذا أَراد سيفه وأخْلفَ يدَه إلى الكنانةِ ويقال خَلَفَ
له بالسيفِ إذا جاء من وَرائه فضرَبه وفي الحديث فأَخْلَفَ بيده وأَخذ يدفع
الفَضْلَ واسْتَخْلَفَ فلاناً من فلان جعله مكانه وخَلَفَ فلان فلاناً إذا كان
خَلِيفَتَه يقال خَلَفه في قومه خِلافةً وفي التنزيل العزيز وقال موسى لأَخِيه
هرون اخْلُفْني في قَوْمي وخَلَفْتُه أَيضاً إذا جئت بعده ويقال خَلَّفْتُ فلاناً
أُخَلِّفُه تَخْلِيفاً واسْتَخْلفْتُه أَنا جَعَلتُه خَليفَتي واسْتَخْلفه جعله
خليفة والخَلِيفةُ الذي يُسْتخْلَفُ ممن قبله والجمع خلائف جاؤوا به على الأصل مثل
كريمةٍ وكرائِمَ وهو الخَلِيفُ والجمع خُلَفاء وأَما سيبويه فقال خَلِيفةٌ
وخُلَفاء كَسَّروه تكسير فَعِيلٍ لأَنه لا يكون إلا للمذكر هذا نقل ابن سيده وقال
غيره فَعِيلة بالهاء لا تجمع على فُعَلاء قال ابن سيده وأَما خَلائِفُ فعلى لفظ
خَلِيفةٍ ولم يعرف خليفاً وقد حكاه أَبو حاتم وأَنشد لأَوْس بن حَجَر إنَّ مِنَ
الحيّ موجوداً خَلِيفَتُهُ وما خَلِيفُ أبي وَهْبٍ بمَوْجُودِ والخِلافةٌ الإمارةُ
وهي الخِلِّيفَى وإنه لخَلِيفةٌ بَيِّنُ الخِلافةِ والخِلِّيفى وفي حديث عمر رضي
الله عنه لولا الخِلِّيفَى لأَذَّنْتُ وفي رواية لو أَطَقْتُ الأَذَان مع
الخِلّيفى بالكسر والتشديد والقَصْر الخِلافةِ وهو وأَمثاله من الأَبْنِيَةِ
كالرِّمِّيَّا والدِّلِّيلَى مصدر يدل على معنى الكثرة يريد به كثرة اجتِهاده في
ضَبْطِ أُمورِ الخِلافَةِ وتَصْرِيفِ أَعِنَّتِها ابن سيده قال الزجاج جاز أن يقال
للأَئمة خُلفاء الله في أَرْضِه بقوله عز وجل يا داودُ إنَّا جَعَلْناك خَلِيفةً
في الأرض وقال غيره الخَليفةُ السلطانُ الأَعظم وقد يؤنَّثُ وأَنشد الفراء أَبوكَ
خَلِيفةٌ وَلَدَتْه أُخْرَى وأَنتَ خَليفةٌ ذاكَ الكَمالُ قال ولدته أُخْرَى
لتأْنيث اسم الخليفة والوجه أَن يكون ولده آخَرُ وقال الفراء في قوله تعالى هو
الذي جعلكم خلائِفَ في الأرض قال جعل أُمة محمد خَلائفَ كلِّ الأُمم قال وقيل
خَلائفَ في الأرض يَخْلُفُ بعضكم بعضاً ابن السكيت فإنه وقَعَ للرجال خاصّة
والأجْوَدُ أَن يُحْمَل على معناه فإنه ربما يقع للرجال وإن كانت فيه الهاء أَلا
تَرَى أَنهم قد جمعوه خُلفاء ؟ قالوا ثلاثةُ خُلفاء لا غير وقد جُمعَ خَلائفَ فمن
قال خلائفَ قال ثلاثَ خلائفَ وثلاثة خلائفَ فمرَّة يَذْهَب به إلى المعنى ومرَة
يذهب به إلى اللفظ قال وقالوا خُلفاء من أَجل أَنه لا يقع إلا على مذكر وفيه الهاء
جمعوه على إسقاط الهاء فصار مثل ظَرِيفٍ وظُرَفاء لأَن فَعِيلة بالهاء لا تُجمَعُ
على فُعلاء ومِخْلافُ البلدِ سُلطانُه ابن سيده والمِخْلافُ الكُورةُ يَقْدَمُ
عليها الإنسان وهو عند أَهل اليمن واحِدُ المَخالِيفُ وهي كُوَرُها ولكلِّ
مِخْلافٍ منها اسم يعرف به وهي كالرُسْتاقِ قال ابن بري المَخالِيفُ لأَهل اليمن
كالأَجْنادِ لأَهل الشامِ والكورِ لأَهل العِراقِ والرَّساتِيقِ لأَهل الجِبالِ
والطّساسِيج لأَهْلِ الأهْوازِ والخَلَفُ ما اسْتَخْلَفْتَه من شيء تقول أَعطاك
اللّه خَلَفاً مما ذهب لك ولا يقال خَلْفاً وأَنتَ خَلْفُ سُوءٍ من أَبيك وخَلفَه
يَخْلُفُه خَلَفاً صار مكانه والخَلَفُ الولد الصالح يَبْقَى بعد الإنسان
والخَلْفُ والخالِفةُ الطَّالِحُ وقال الزجاج وقد يسمى خلَفاً بفتح اللام في
الطَّلاحِ وخَلْفاً بْسكانها في الصّلاحِ والأوّلُ أَعْرَفُ يقال إنه لخالِفٌ
بَيِّنُ الخَلافةِ قال ابن سيده وأَرى اللحياني حكى الكسْر وفي هؤلاء القَوْمِ
خَلَفٌ ممن مَضى أَي يقومون مَقامهم وفي فلان خلَفٌ من فلان إذا كان صالحاً أَو
طالحاً فهو خَلَفٌ ويقال بئسَ الخَلَفُ هُمْ أَي بئس البَدَلُ والخَلْفُ القَرْن
يأْتي بعد القَرْن وقد خلَفوا بعدهم يخلُفون وفي التنزيل العزيز فخَلَفَ من بعدهم
خلْفٌ أَضاعوا الصلاةَ بدلاً من ذلك لأَنهم إذا أَضاعوا الصلاةَ فهم خَلْفُ سُوء
لا مَحالةَ ولا يكونُ الخَلَفُ إلاَّ من الأَخْيارِ قَرْناً كان أَو ولَداً ولا
يكونُ الخَلْفُ إلا من الأَشرارِ وقال الفراء فَخَلَفَ من بعدهم خَلْفٌ ورثُوا
الكتاب قال قَرْنٌ ابن شميل الخَلَفُ يكون في الخَير والشرّ وكذلك الخَلْفُ وقيل
الخَلْفُ الأَرْدِياء الأَخِسَّاء يقال هؤلاء خَلْفُ سوءٍ لناسٍ لاحِقِينَ بناس
أَكثر منهم وهذا خَلْف سَوْء قال لبيد ذَهَبَ الذينَ يُعاشُ في أَكنافِهمْ
وبَقِيتُ في خَلْفٍ كجِلْدِ الأَجربِ قال ابن سيده وهذا يحتمل أَن يكون منهما
جميعاً والجمع فيهما أَخْلافٌ وخُلُوفٌ وقال اللحياني بقِينا في خَلْفِ سَوْءٍ أَي
بقيّة سَوْء وبذلك فُسِّرَ قوله تعالى فَخَلَفَ من بعدهم خَلْفٌ أَي بَقِيّة أَبو
الدُّقَيْشِ يقال مضى خَلْفٌ من الناس وجاء خَلْفٌ من الناس وجاء خَلْفٌ لا خيرَ
فيه وخلفٌ صالح خفَّفهما جميعاً ابن السكيت قال هذا خَلْف بإِسكان اللام للرَّديء
والخَلْفُ الرَّديء من القول يقال هذا خَلْفٌ من القولِ أَي رَديء ويقال في مَثَلٍ
سَكَتَ أَلفاً ونَطَقَ خَلْفاً للرجل يُطيل الصَّمْتَ فإذا تكلم تكلم بالخَطإ أَي
سكت عن أَلف كلمة ثم تكلم بخطإٍ وحكي عن يعقوب قال إن أَعرابيّاً ضَرطَ فتَشَوَّر
فأَشار بإبهامه نحو اسْتِه فقال إنها خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً عنى بالنُّطْق ههنا
الضَّرْطَ والخَلَف مَثَقَّل إذا كان خَلفاً من شيء وفي حديث مرفوع يَحْمِلُ هذا
العِلْمَ من كلّ خَلَفٍ عُدُولُه يَنْفُون عنه تَحْريفَ الغالِينَ وانْتِحالَ المُبْطِلينَ
وتأويلَ الجاهِلينَ قال القعنبي سمعت رجلاً يحدّث مالكَ ابن أَنس بهذا الحديث
فأَعجبه قال ابن الأَثير الخَلَفُ بالتحريك والسكون كل من يجيء بعد من مضى إلا
أَنه بالتحريك في الخير وبالتسكين في الشر يقال خَلَفُ صِدْقٍ وخَلْفُ سوء
ومعناهما جميعاً القَرْن من الناس قال والمراد في هذا الحديث المَفْتُوحُ ومن
السكون الحديث سيكُونُ بعد ستّين سنة خَلْفٌ أَضاعُوا الصلاةَ وفي حديث ابن مسعود
ثم إنها تَخْلُفُ من بعدهم
( * قوله « تخلف من بعدهم » في النهاية تختلف من بعده ) خُلوفٌ هي جمع خَلْفٍ وفي
الحديث فَلْيَنْفُضْ فِراشَه فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه أَي لعل هامَّة دَبَّتْ
فصارت فيه بعده وخِلافُ الشيء بعدَه وفي الحديث فدخَل ابنُ الزبير خِلافَه وحديث
الدَّجّال قد خَلَفَهم في ذَرارِيِّهم
( * قوله « ذراريهم » في النهاية ذريتهم ) وحديث أَبي اليَسَرِ أَخْلَفْتَ غازِياً
في سبيل اللّه في أَهلِه بمثل هذا ؟ يقال خَلَفْتُ الرجلَ في أَهله إذا أَقمتَ
بعدَه فيهم وقمت عنه بما كان يفعله والهمزة فيه للاستفهام وفي حديث ماعزٍ كلَّما
نَفَرْنا في سبيلِ اللّه خَلَفَ أَحدُهم له نَبيبٌ كنَبِيبِ التَّيْسِ وفي حديث
الأَعشى الحِرْمازِي فَخَلَفَتْني بنِزاعٍ وحَرَبْ أَي بَقِيَتْ بعدي قال ابن
الأَثير ولو روي بالتشديد لكان بمعنى تَرَكَتْني خَلْفها والحَرَبُ الغضب
وأَخْلَفَ فلان خَلَفَ صِدْقٍ في قومه أَي ترَكَ فيهم عَقِباً وأَعْطِه هذا
خَلَفاً من هذا أَي بدلاً والخالِفةُ الأُمّةُ الباقيةُ بعد الأُمة السالِفةِ
لأَنها بدل ممن قبلها وأَنشد كذلك تَلْقاه القُرون الخَوالِفُ وخلَفَ فلان مكانَ
أَبيه يَخْلُف خِلافةً إذا كان في مكانه ولم يَصِرْ فيه غيرُه وخَلَفَه رَبُّه في
أَهلِه وولدِه أَحْسَنَ الخِلافةَ وخَلَفَه في أَهله وولدِه ومكانِه يَخْلُفُه
خِلافةً حسَنةً كان خَلِيفةً عليهم منه يكون في الخير والشر ولذلك قيل أَوْصى له
بالخِلافةِ وقد خَلَّف فلان فلاناً يُخَلِّفُه تَخْلِيفاً وخَلَف بعده يَخْلُفُ
خُلوفاً وقد خالَفَه إليهم واخْتَلَفه وهي الخِلْفةُ وأَخْلَفَ النباتُ أَخرج
الخِلْفةَ وأخْلَفَتِ الأَرضُ إذا أَصابَها بَرْد آخِر الصيف فيَخْضَرُّ بعضُ
شَجرِها والخِلْفة زِراعةُ الحبوب لأَنها تُسْتَخْلَفُ من البر والشعير والخِلْفةُ
نَبْتٌ يَنْبُتُ بعد النبات الذي يَتَهَشَّم والخِلْفةُ ما أَنبت الصَّيْفُ من
العُشْبِ بعدما يَبِسَ العُشْبُ الرِّيفِيُّ وقد اسْتخلفت الأرض وكذلك ما زُرع من
الحُبوب بعد إِدراك الأُولى خِلْفةٌ لأَنها تُسْتَخْلَفُ وفي حديث جرير خيرُ
المَرْعى الأَراكُ والسَّلَمُ إِذا أَخْلَفَ كان لَجِيناً أَي إِذا أَخرج الخِلْفة
وهو الورق الذي يخرج بعد الورَق الأَوَّل في الصيف وفي حديث خُزيمةَ السُّلمي حتى آلَ
السُّلامى وأَخْلَفَ الخُزامى أَي طَلَعَتْ خِلْفَتُه من أُصولِه بالمطر
والخِلْفةُ الرّيحةُ وهي ما يَنْفَطِرُ عنه الشجر في أَوَّل البرد وهو من
الصَّفَرِيَّةِ والخِلْفةُ نباتُ ورَقٍ دون ورق والخِلْفةُ شيء يَحْمِلُه الكَرْمُ
بعدما يَسْوَدُّ العِنَبُ فيُقْطَفُ العنب وهو غَضٌّ أَخْضَرُ ثم يُدْرِك وكذلك هو
من سائر الثَّمر والخِلفةُ أَيضاً أَن يأْتيَ الكَرْمُ بحِصْرِمٍ جديدٍ حكاه أَبو
حنيفة وخِلْفةُ الثَّمر الشيء بعد الشيء والإخْلافُ أَن يكون في الشجر ثَمَر فيذهب
فالذي يعُود فيه خِلْفةٌ ويقال قد أَخْلَفَ الشجرُ فهو يُخْلِفُ إخْلافاً إذا
أَخرج ورقاً بعد ورق قد تناثر وخِلْفة الشجر ثمر يخرج بعد الثمر الكثير وأَخْلَفَ
الشجرُ خرجت له ثمرة بعد ثمرة وأَخْلَفَ الطائر خرج له ريشٌ بعد ريش وخَلَفَتِ
الفاكهةُ بعضُها بعضاً خَلَفاً وخِلْفةً إذا صارت خَلَفاً من الأُولى ورجلان خِلْفةٌ
يَخْلُفُ أَحدُهما الآخر والخِلْفةُ اختلاف الليلِ والنهار وفي التنزيل العزيز وهو
الذي جعَلَ الليلَ والنهارَ خلِفة أَي هذا خَلَفٌ من هذا يذهَب هذا ويجيء هذا
وأَنشد لزهير بها العِينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلْفةً وأَطْلاؤُها يَنْهَضْنَ من
كلِّ مَجْثَمِ وقيل معنى قول زهير يمشين خِلْفةً مُخْتَلِفاتٌ في أَنها ضَرْبان في
ألوانها وهيئتها وتكون خِلْفة في مِشْيَتِها تذهب كذا وتجيء كذا وقال الفراء يكون
قوله تعالى خِلْفةً أَي مَن فاته عمل في الليل استدركه في النهار فجعل هذا خلَفاً
من هذا ويقال علينا خِلْفةٌ من نهار أَي بَقِيَّةٌ وبَقِيَ في الحَوْضِ خِلْفةٌ من
ماء وكل شيء يجيء بعد شيء فهو خِلْفة ابن الأعرابي الخِلْفة وَقْت بعد وقت
والخَوالِفُ الذين لا يَغْزُون واحدهم خالفةٌ كأَنهم يَخْلُفُون من غزا
والخَوالِفُ أَيضاً الصِّبْيانُ المُتَخَلِّفُون وقَعَدَ خِلافَ أَصحابه لم يخرج
معهم وخَلَفَ عن أَصحابه كذلك والخِلافُ المُخالَفةُ وقال اللحياني سُرِرْتُ
بمَقْعَدي خِلافَ أَصحابي أَي مُخالِفَهم وخَلْفَ أَصحابي أَي بعدَهم وقيل معناه
سُرِرْتُ بمُقامي بعدَهم وبعدَ ذهابهم ابن الأعرابي الخالِفةُ القاعدِةُ من النساء
في الدار وقوله تعالى وإذاً لا يَلْبَثُون خِلافَك إلا قليلاً ويقرأُ خَلْفَك
ومعناهما بعدَك وفي التنزيل العزيز فَرِحَ المُخَلَّفون بمَقْعَدِهم خِلافَ رسولِ
الله ويقرأُ خَلْفَ رسولِ الله أَي مُخالَفةَ رسولِ الله قال ابن بري خِلافَ في
الآية بمعنى بعد وأَنشد للحرِثِ بن خالِدٍ المخزومي عَقَبَ الرَّبيعُ خِلافَهم
فكأَنَّما نَشَطَ الشَّواطِبُ بَيْنَهُنَّ حَصِيرا قال ومثله لمُزاحِمٍ
العُقَيْلِي وقد يَفْرُطُ الجَهْل الفَتى ثم يَرْعَوِي خِلافَ الصِّبا للجاهلينَ
حُلوم قال ومثله للبريق الهذلي وما كنتُ أَخْشى أَن أَعِيشَ خِلافَهم بسِتَّةِ
أَبْياتٍ كما نَبَتَ العِتْرُ وأَنشد لأَبي ذؤيب فأَصْبَحْتُ أَمْشِي في دِيارٍ
كأَنَّها خِلافَ دِيارِ الكاهِلِيّةِ عُورُ وأَنشد لآخر فقُلْ للذي يَبْقَى خِلافَ
الذي مضَى تَهَيّأْ لأُخْرى مِثْلِها فكأَنْ قَدِ
( * قوله « يبقى » في شرح القاموس يبغي )
وأَنشد لأَوْس لَقِحَتْ به لِحَياً خِلافَ حِيالِ أَي بَعدَ حِيالِ وأَنشد
لمُتَمِّم وفَقْدَ بَني آمٍ تَداعَوْا فلم أَكُنْ خِلافَهُمُ أَن أَسْتَكِينَ
وأَضْرَعا وتقول خَلَّفْتُ فلاناً ورائي فَتَخَلَّفَ عني أَي تأَخَّر والخُلُوفُ
الحُضَّرُ والغُيَّبُ ضِدٌّ ويقال الحيُّ خُلوفٌ أَي غُيَّبٌ والخُلوفُ الحُضُورُ
المُتَخَلِّفُون قال أَبو زبيد لطائي أَصْبَحَ البَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيانٍ
مُقْشَعِرًّا والحيُّ حَيٌّ خُلوفُ أَي لم يَبْقَ منهم أَحد قال ابن بري صواب
إنشاده أَصْبَحَ البيْتُ بَيْتُ آلِ إياسٍ لأَن أَبا زبيد رَثَى في هذه القصيدة
فَرْوَة بن إياسِ ابن قَبيصةَ وكان منزله بالحيرة والخَلِيفُ المتَخَلِّفُ عن
المِيعاد قال أَبو ذؤيب تَواعَدْنا الرُّبَيْقَ لنَنْزِلَنْهُ ولم تَشْعُرْ إذاً
أَني خَلِيفُ والخَلْفُ والخِلْفةُ الاسْتِقاء وهو اسم من الإخْلافِ والإخْلافُ
الاسْتِقاء والخالِفُ المُسْتَقِي والمُسْتَخْلِفُ المُسْتَسْقِي قال ذو الرمة
ومُسْتَخْلِفاتٍ من بلادِ تَنُوفةٍ لِمُصْفَرَّةِ الأشْداقِ حُمْرِ الحَواصِلِ
وقال الحطيئة لِزُغْبٍ كأَوْلادِ القَطا راثَ خَلْفُها على عاجِزاتِ النَّهْضِ
حُمْرٍ حَواصلُهْ يعني راثَ مُخْلِفُها فوضَع المَصْدَرَ موضعه وقوله حواصِلُه قال
الكسائي أَراد حواصل ما ذكرنا وقال الفراء الهاء ترجع إلى الزُّغْبِ دُون
العاجِزاتِ التي فيه علامة الجمع لأَن كل جمع بُني على صورة الواحد ساغ فيه
تَوَهُّم الواحد كقول الشاعر مِثْل الفِراخِ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ لأَن الفراخ ليس
فيه علامة الجمع وهو على صورة الواحد كالكِتاب والحِجاب ويقال الهاء ترجع إلى
النَّهْضِ وهو موضع في كَتِف البعير فاستعاره للقطا وروى أَبو عبيد هذا الحرف بكسر
الخاء وقال الخِلْفُ الاسْتِقاءُ قال أَبو منصور والصواب عندي ما قال أَبو عمرو
إنه الخَلْف بفتح الخاء قال ولم يَعْزُ أَبو عبيد ما قال في الخِلف إلى أَحد
واسْتَخْلَفَ المُسْتَسْقي والخَلْفُ الاسم منه يقال أَخْلَفَ واسْتَخْلَف
والخَلْفُ الحَيُّ الذين ذهَبوا يَسْتَقُون وخَلَّفُوا أَثقالهم وفي التهذيب
الخَلْفُ القوم الذين ذهبوا من الحيّ يستقون وخلَّفوا أَثقالهم واستخلف الرجلُ
اسْتَعْذَب الماء واستخلَف واخْتَلَفَ وأَخْلفَ سقاه قال الحطيئة سَقلها فَروّاها
من الماء مُخْلِفُ ويقال من أَين خِلْفَتُكم ؟ أَي من أَين تستقون وأَخلف واستخلف
استقى وقال ابن الأعرابي أَخْلَفْتُ القَومَ حَمَلت إليهم الماء العَذْب وهم في ربيع
ليس معهم ماء عذب أَو يكونون على ماء ملح ولا يكون الإخْلافُ إلا في الربيع وهو في
غيره مستعار منه قال أَبو عبيد الخِلْفُ والخِلْفَةُ من ذلك الاسم والخَلْفُ
المصدر لم يَحْكِ ذلك غير أَبي عبيد قال ابن سيده وأَراه منه غلطاً وقال اللحياني
ذهب المُسْتَخْلِفُونَ يسْتَقُون أَي المتقدمون والخَلَفُ العِوَضُ والبَدَلُ مما
أُخذ أَو ذهَب وأََحْلَفَ فلان لنفسه إذا كان قد ذهب له شيء فجعل مكانه آخر قال
ابن مقبل فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إنما المالُ عارةٌ وكُلْه مع الدهْرِ الذي هو آكِلُه
يقال اسْتَفِدْ خَلَفَ ما أَتْلَفْتَ ويقال لمن هلك له من لا يُعْتاضُ منه كالأَب
والأَمّ والعمّ خلَف الله عليك أَي كان الله عليك خليفةً وخَلف عليك خيراً وبخير
وأَخْلَفَ الله عليك خيراً وأَخْلف لك خيراً ولمن هَلَك له ما يُعْتاض منه أَو
ذهَب من ولد أَو مال أَخْلَفَ الله لك وخَلَف لك الجوهري يقال لمن ذهب له مال أَو
ولد أَو شيء يُسْتَعاضُ أَخلف الله عليك أَي ردَّ عليك مثلَ ما ذهب فإن كان قد هلك
له والد أَو عمّ أَو أَخ قلت خلف الله عليك بغير أَلف أَي كان الله خليفةَ والدِك
أَو مَنْ فَقَدتَه عليك ويقال خلفَ الله لك خَلَفاً بخَيْرٍ وأَخْلَفَ عليك خيراً
أَي أَبْدَلَك بما ذهب منك وعَوّضك عنه وقيل يقال خلَف الله عليك إذا مات لك ميّت
أَي كان الله خَليفَتَه عليك وأَخلف الله عليك أَي أَبْدَلك ومنه الحديث تَكَفَّل
الله للغازِي أَن يُخْلِفَ نَفَقَتَه وفي حديث أَبي الدرداء في الدعاء للميت
اخْلُفْه في عَقِبِه أَي كُنْ لهم بعده وحديث أُم سلمة اللهم اخْلُفْ لي خيراً منه
اليزِيدِيُّ خلَف الله عليك بخير خِلافة الأَصمعي خلف الله عليك بخير إذا أَدخلت
الباء أَلْقَيْتَ الأَلف وأَخلف الله عليك أَي أَبدل لك ما ذهب وخَلَفَ الله عليك
أَي كان الله خَلِيفَةَ والدِك عليك والإخْلافُ أَن يُهْلِكَ الرجلُ شيئاً لنفسه
أَو لغيره ثم يُحْدِث مثلَه والخَلْفُ النَّسْلُ والخَلَفُ والخَلْفُ ما جاء من
بعدُ يقال هو خَلْفُ سَوء من أَبيه وخَلَفُ صِدْقٍ من أَبيه بالتحريك إذا قام
مَقامِه وقال الأخفش هما سواء منهم مَن يُحرّك ومنهم من يسكن فيهما جميعاً إذا
أَضاف ومن حرك في خَلَف صدْق وسكن في الآخر فإنما أَراد الفرق بينهما قال الراجز
إنَّا وجدْنا خَلَفاً بئسَ الخَلَفْ عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ قال ابن
بري أَنشدهما الرِّياشِيُّ لأَعرابي يذُمُّ رجلاً اتخذ وليمة قال والصحيح في هذا
وهو المختار أَن الخَلَف خَلَفُ الإنسان الذي يَخْلُفُه من بعده يأْتي بمعنى البدل
فيكون خلَفاً منه أَي بدلاً ومنه قولهم هذا خَلَفٌ مما أُخذ لك أَي بَدَلٌ منه
ولهذا جاء مفتوح الأَوسط ليكون على مِثال البدل وعلى مثال ضِدّه أَيضاً وهو العدم
والتَّلَفُ ومنه الحديث اللهم أَعْطِ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً ولِمُمْسِكٍ تَلَفاً أَي
عِوَضاً يقال في الفعل منه خَلَفَه في قومه وفي أَهله يَخْلُفُه خَلَفاُ وخِلافةً
وخَلَفَني فكان نعم الخَلَفُ أَو بئس الخلَفُ ومنه خَلَف الله عليك بخير خلَفاً
وخِلافةً والفاعل منه خَلِيفٌ وخَلِيفَةٌ والجمع خُلفاء وخَلائفُ فالخَلَفُ في
قولهم نعم الخَلَف وبئس الخلف وخلَفُ صِدْقٍ وخلَفُ سَوء وخلَفٌ صالحٌ وخلَفٌ
طالحٌ هو في الأَصل مصدر سمي به من يكون خليفةً والجمع أَخْلافٌ كما تقول بدَلٌ
وأَبْدالٌ لأَنه بمعناه قال وحكى أَبو زيد هم أَخْلافُ سَوْء جمع خلَفٍ قال وشاهد
الضم في مُسْتَقْبل فِعْلِه قولُ الشمَّاخ تُصِيبُهُمُ وتُخْطِينا المَنايا
وأَخْلُفُ في رُبُوعٍ عن رُبُوعِ قال وأَما الخَلْفُ ساكِنَ الأَوسَط فهو الذي
يَجيء بعد يقال خَلَفَ قومٌ بعد قوم وسلطانٌ بعد سلطانٍ يَخْلُفُون خَلْفاً فهم
خالِفون تقول أَنا خالِفُه وخالِفتُه أَي جئت بعده وفي حديث ابن عباس أَن
أَعرابيّاً سأَل أَبا بكر رضي الله عنه فقال له أَنتَ خَلِيفَةُ رسولِ الله صلى
الله عليه وسلم ؟ فقال لا قال فما أَنت ؟ قال أَنا الخالِفةُ بعدَه قال ابن
الأَثير الخَلِيفةُ مَن يقوم مَقام الذاهب ويَسُدُّ مَسَدَّه والهاء فيه للمبالغة
وجمعه الخُلَفاء على معنى التذكير لا على اللفظ مثل ظَريفٍ وظُرَفاء ويجمع على
اللفظ خَلائفَ كظرِيفةٍ وظرائِفَ فأَما الخالِفةُ فهو الذي لا غَناء عنده ولا خير
فيه وكذلك الخالف وقيل هو الكثير الخِلافِ وهو بَيِّنُ الخَلافةِ بالفتح وإنما قال
ذلك تواضُعاً وهَضماً من نفسه حِين قال له أَنتَ خليفةُ رسولِ الله وسمع الأَزهري
بعض العرب وهو صادِرٌ عن ماء وقد سأَله إنسان عن رَفيق له فقال هو خالِفتي أَي
وارِدٌ بعدي قال وقد يكون الخالِفُ المُتَخَلِّف عن القوم في الغَزْوِ وغيره كقوله
تعالى رَضُوا بأَن يكونوا مع الخَوالِفِ قال فعلى هذا الخَلْفُ الذي يجيء بعد
الأَوّل بمنزلة القَرْنِ بعد القَرْن والخَلْفُ المتخلف عن الأَول هالكاً كان أَو
حيّاً والخَلْفُ الباقي بعد الهالك والتابع له هو في الأَصل أَيضاً من خَلَفَ
يخْلُفُ خَلْفاً سمي به المتخلّف والخالِفُ لا على جهة البدل وجمعه خُلُوفٌ
كقَرْنٍ وقرون قال ويكون محْمُودا ومَذْموماً فشاهدُ المحمود قولُ حسانَ بن ثابت
الأَنصاري لَنا القَدَمُ الأُولى إليك وخَلْفُنا لأَوَّلِنا في طاعةِ الله تابِعُ
فالخَلْف ههنا هو التابعُ لمَن مضَى وليس من معنى الخلَفِ الذي هو البدَلُ قال
وقيل الخَلْفُ هنا المتخلِّفُون عن الأَوّلين أَي الباقون وعليه قوله عز وجل
فَخَلَفَ من بعدِهم خَلْفٌ فسمي بالمصدر فهذا قول ثعلب قال وهو الصحيح وحكى أَبو
الحسن الأَخفش في خلَفِ صِدْق وخلَفِ سَوء التحريكَ والإسكان قال والصحيح قول ثعلب
إِن الخلَف يجيء بمعنى البدَل والخِلافةِ والخَلْفُ يجيء بمعنى التخلّف عمن تقدم
قال وشاهد المذموم قول لبيد وبَقِيتُ في خَلْفٍ كجِلْدٍ الأَجْرَبِ قال ويستعار
الخَلْفُ لما لا خير فيه وكلاهما سمي بالمصدر أَعني المحمود والمذموم فقد صار على
هذا للفِعْل معنيان خَلَفْتُه خَلَفاً كنت بعده خَلَفاً منه وبدلاً وخَلَفْتُه
خَلْفاً جئت بعده واسم الفاعل من الأَول خَليفة وخَلِيفٌ ومن الثاني خالِفةٌ
وخالِفٌ ومنه قوله تعالى فاقعُدوا مع الخالفين قال وقد صح الفَرْقُ بينهما على ما
بَيَّنّاه وهو من أَبيه خَلَف أَي بدلٌ والبدلُ من كل شيء خلَفٌ منه والخِلافُ
المُضادّةُ وقد خالَفه مُخالَفة وخِلافاً وفي المثل إنما أَنتَ خِلافَ الضَّبُعِ
الراكبَ أَي تخالِفُ خِلافَ الضَّبُعِ لأَنَّ الضَّبُعَ إذا رأَت الراكِبَ
هَرَبَتْ منه حكاه ابن الأَعرابي وفسّره بذلك وقولهم هو يخالِفُ إلى امرأَة فلان
أَي يأَْتيها إذا غاب عنها وخَلَفَ فلان بعَقِبِ فلان إذا خالفَه إلى أَهله ويقال
خلَف فلان بعَقبِي إذا فارقه على أَمر فصنع شيئاً آخر قال أَبو منصور وهذا أَصح من
قولهم إنه يخالفه إلى أَهله ويقال إن امرأَة فلان تَخْلُفُ زوجَها بالنزاع إلى
غيره إذا غاب عنها وقدمَ أَعْشَى مازِنٍ على النبي صلى اللّه عليه وسلم فأَنشده
هذا الرجز إليكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ خَرَجْتُ أَبْغِيها الطَّعامَ في
رَجَبْ فَخَلَفَتْني بِنزاعٍ وحَرَبْ أَخْلَفَتِ العَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ
وأَخْلَفَ الغُلامُ فهو مُخْلِفٌ إذا راهَقَ الحُلُم ذكره الأَزهري وقول أَبي ذؤيب
إذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَها وخالَفَها في بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِ
( * قوله « في بيت نوب إلخ » تقدّم ضبطه في مادة دبر لا على هذا الوجه ولعل الصواب
في الضبط ما هنا )
معناه دخَل عليها وأَخَذ عَسَلها وهي ترعى فكأَنه خالَفَ هَواها بذلك ومن رواه وحالَفَها
فمعناه لزِمَها والأَخْلَفُ الأَعْسَرُ ومنه قول أَبي كبير الهُذلي زَقَبٌ يَظَلُّ
الذئبُ يَتْبَعُ ظِلَّه من ضِيقِ مَوْرِدِه اسْتِنانَ الأَخْلَفِ قال السكري
الأَخْلَفُ المُخالِفُ العَسِرُ الذي كأَنه يَمشي على أَحد شِقَّيْه وقيل
الأَخْلَفُ الأَحْوَلُ وخالفه إلى الشي عَصاه إليه أَو قصَده بعدما نهاه عنه وهو
من ذلك وفي التنزيل العزيز وما أُريد أَن أُخالِفَكم إلى ما أَنْهاكم عنه الأَصمعي
خَلَفَ فلان بعَقِبي وذلك إذا ما فارَقَه على أَمْر ثم جاء من ورائه فجعَل شيئاً
آخر بعد فِراقِه وخَلَفَ له بالسيف إذا جاءه من خَلْفِه فضَرب عُنقه والخِلافُ
الخُلْفُ وسُمع غير واحد من العرب يقول إذا سُئل وهو مُقبل على ماء أَو بلد
أَحَسْتَ فلاناً ؟ فيُجِيبُه خالِفَتي يريد أَنه ورَدَ الماء وأَنا صادِرٌ عنه
الليث رجل خالِفٌ وخالِفةٌ أَيّ يُخالِفُ كثيرُ الخِلافِ ويقال بعير أَخْلَفُ بيًّنُ
الخَلَفِ إذا كان مائلاً على شِقّ الأَصمعي الخَلَفُ في البعير أَن يكون مائلاً في
شق ابن سيده وفي خُلُقِه خالِفٌ وخالِفةٌ وخُلْفةٌ وخِلْفةٌ وخِلَفْنة وخِلَفْناةٌ
أَي خِلافٌ ورجل خِلَفْناة مُخالِفٌ وقال اللحياني هذا رجل خِلَفْناة وامرأَة
خِلَفْناة قال وكذلك الاثنان والجمع وقال بعضهم الجمع خِلَفْنَياتٌ في الذكور
والإناث ويقال في خُلُق فلان خلَفْنةٌ مثل دِرَفْسةٍ أَي الخِلافُ والنون زائدة
وذلك إِذا كان مُخالِفاً وتَخالَفَ الأَمْران واخْتَلَفا لم يَتَّفِقا وكلُّ ما لم
يَتَساوَ فقد تَخالف واخْتَلَفَ وقوله عز وجل والنخلَ والزرْعَ مُخْتَلِفاً
أُكُلُه أَي في حال اخْتِلافِ أُكُلِه إِن قال قائل كيف يكون أَنْشأَه في حال
اخْتِلافِ أُُكُلُه وهو قد نَشأَ من قبل وقُوع أُكُلِه ؟ فالجواب في ذلك أَنه قد
ذكر انشاء بقوله خالِقُ كلِّ شيء فأَعلم جل ثناؤه أَن المُنْشئ له في حال
اخْتِلافِ أُكُلِه هو ويجوز أَن يكون أَنشأَه ولا أُكُلَ فيه مختلفاً أُكُله لأَن
المعنى مُقَدَّراً ذلك فيه كما تقول لتَدْخُلَنَّ منزل زيد آكلاً شارباً أَي
مُقَدِّراً ذلك كما حكى سسيبويه في قوله مررتُ برجل معه صَقْر صائداً به غداً أَي
مُقَدِّراً به الصيدَ والاسم الخِلْفةُ ويقال القوم خِلْفةٌ أَي مُخْتَلِفون وهما
خِلْفان أَي مختلفان وكذلك الأُنثى قال دَلْوايَ خِلْفانِ وساقِياهُما أَي إحداهما
مُصْعِدةٌ مَلأَى والأُخرى مُنْحَدِرةٌ فارِغةٌ أَو إِحداهما جديدة والأُخرى
خَلَقٌ قال الحياني يقال لكل شيئين اختلفا هما خِلْفان قال وقال الكسائي هما
خِلْفَتانِ وحكي لها ولَدانِ خِلْفانِ وخِلْفتانِ وله عَبدان خِلْفان إذا كان
أَحدهما طويلاً والآخر قصيراً أَو كان أَحدهما أَبيضَ والآخر أَسود وله أَمتان
خِلْفان والجمع من كل ذلك أَخْلافٌ وخِلْفةٌ ونِتاجُ فلان خِلْفة أَي عاماً ذكراً
وعاماً أُنثى وولدت الناقة خِلْفَيْنِ أَي عاماً ذكراً وعاما أَنثى ويقال بنو فلان
خِلْفةٌ أَي شِطْرةٌ نِصف ذكور ونصف إِناث والتَّخاليف الأَلوان المختلفةُ
والخِلْفةُ الهَيْضةُ يقال أَخَذَتْه خِلْفةٌ إذا اخْتَلَفَ إلى المُتَوَضَّإِ
ويقال به خِلفة أَي بَطنٌ وهو الاختلاف وقد اخْتَلَف الرجلُ وأَخْلَفَه الدَّواء
والمَخْلُوفُ الذي أَصابته خِلفة ورِقَّةُ بَطْنٍ وأَصبح خالفاً أَي ضعيفاً لا
يشتهي الطعام وخَلَفَ عن الطعام يَخْلُف خُلوفاً ولا يكون إلا عن مرَض الليث يقال
اخْتَلَفْتُ إليه اخْتِلافةً واحدة والخَلْفُ والخالِف والخالِفةُ الفاسِدُ من
الناس الهاء للمبالغة والخَوالِفُ النساء المُتَخَلِّفاتُ في البيوت ابن الأَعرابي
الخُلوفُ الحيّ إذا خرج الرجالُ وبقي النساء والخُلُوفُ إذا كان الرجال والنساء
مجتمعين في الحيّ وهو من الأَضداد وقوله عز وجل رضوا بأن يكونوا مع الخَوالِف قيل
مع النساء وقيل مع الفاسد من الناس وجُمِع على فَواعِلَ كفوارِسَ هذا عن الزجاج
وقال عَبد خالِفٌ وصاحِب خالِفٌ إذا كان مُخالفاً ورَجل خالِفٌ وامرأة خالِفةٌ إذا
كانت فاسِدةً ومتخلِّفة في منزلها وقال بعض النحويين لم يجئْ فاعل مجموعاً على
فَواعِلَ إلا قولهم إنه لخالِفٌ من الخَوالِف وهالِكٌ من الهَوالِكِ وفارِسٌ من
الفَوارِس ويقال خَلَفَ فلان عن أَصحابه إذا لم يخرج معهم وفي الحديث أَن اليهود
قالت لقد علمنا أَن محمداً لم يترك أَهلَه خُلوفاً أَي لم يتركهن سُدًى لا راعِيَ
لهنَّ ولا حامِيَ يقال حيٌّ خُلوفٌ إذا غاب الرجال وأَقام النساء ويطلق على
المقيمين والظَّاعِنين ومنه حديث المرأَة والمَزادَتَيْنِ ونَفَرُنا خُلُوفٌ أَي
رجالنا غُيَّبٌ وفي حديث الخُدْريِّ فأَتينا القوم خُلوفاً والخَلْفُ حَدُّ
الفَأْسِ ابن سيده الخَلْفُ الفَأْس العظيمة وقيل هي الفأْس برأْس واحد وقيل هو
رأْس الفأْس والمُوسى والجمع خُلوفٌ وفأْسٌ ذاتُ خِلْفَيْنِ
( * قوله « ذات خلفين » قال في القاموس ويفتح ) أَي لها رأْسان وفأَسٌ ذاتُ خِلْفٍ
والخَلْفُ المِنْقارُ الذي يُنْقَرُ به الخشب والخَلِيفان القُصْرَيانِ والخِلْفُ
القُصَيْرى من الأَضْلاعِ بكسر الخاء
( * قوله « بكسر الخاء » أَي وتفتح وعلى الفتح اقتصر المجد ) وضِلَعُ الخِلْفِ
أَقصى الأَضْلاعِ وأَرَقُّها والخِلْفُ بالكسر واحد أَخْلافِ الضَّرْع وهو طرَفُه
الجوهري الخِلْفُ أَقصر أَضلاع الجنب والجمع خلوف ومنه قول طرفةَ بن العبد وطَيُّ
مَحالٍ كالحَنِيِّ خُلوفُه وأَجْرِنةٌ لُزَّتْ بدَأْيٍ مُنَضَّدِ والخلْفُ
الطُّبْيُ المؤَخَّرُ وقيل هو الضَّرْعُ نفْسُه وخص بعضهم به ضرع الناقة وقال
الخِلف بالكسر حلَمةُ ضَرْعِ الناقة القادِمان والآخِران وقال اللحياني الخِلْفُ
في الخُفِّ والظِّلْفِ والطُّبْيُ في الحافِر والظُّفُر وجمع الخِلْف أَخْلافٌ
وخُلوفٌ قال وأَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِيلَ وأَمْتَري خُلوفَ المَنايا حِينَ
فَرَّ المُغامِسُ وتقول خَلَّفَ بناقته تَخْلِيفاً أَي صَرَّ خِلْفاً واحداً من
أَخْلافِها عن يعقوب وأَنشد لطرفة وطَيُّ مَحالٍ كالحنيّ خُلُوفُه قال الليث
الخُلوفُ جمع الخِلْفِ هو الضَّرْعُ نفْسُه وقال الراجز كأَنَّ خِلْفَيها إذا ما
دَرَّا يريد طُبْيَيْ ضَرْعِها وفي الحديث دَعْ داعِيَ اللَّبَنِ قال فتركت
أَخْلافَها قائمة الأَخْلافُ جمع خِلف بالكسر وهو الضرع لكل ذات خُفّ وظِلْفٍ وقيل
هو مَقْبِضُ يد الحالب من الضرع أَبو عبيد الخَلِيفُ من الجسد ما تحت الإبط
والخَلِيفانِ من الإبل كالإبْطين من الإنسان وخَليفا الناقةِ إبْطاها قال كثير
كأَنَّ خَلِيفَيْ زَوْرها ورَحاهُما بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّما بعدَ صَيْدنِ المكا
جُحْرُ الثَّعْلَبِ والأَرْنبِ ونحوه والرَّحى الكِرْكِرةُ وبُنَى جمع بُنْيةٍ
والصَّيْدن هنا الثعلب وقيل دُوَيْبَّةٌ تعمل لها بيتاً في الأَرض وتُخْفيه وحلَبَ
الناقة خَلِيفَ لِبَئِها يعني الحلْبة التي بعد ذَهاب اللِّبا وخلَفَ اللبنُ وغيره
وخلُفَ يَخْلُفُ خُلوفاً فيهما تغَيَّر طَعْمُه وريحه وخلَفَ اللبنُ يَخْلُفُ
خُلوفاً إذا أُطيل إنْقاعُه حتى يَفْسُدَ وخَلَفَ النبيذُ إذا فسَد وبعضهم يقول
أَخْلَفَ إذا حَمُضَ وإنه لطَيِّبُ الخُلْفةِ أَي طيِّبُ آخِر الطعْم الليث
الخالِفُ اللحم الذي تَجِدُ منه رُوَيحةً ولا بأْسَ بمَضْغِه وخَلَفَ فُوه
يَخْلُفُ خُلوفاً وخُلوفة وأَخْلَفَ تغَيَّر لغة في خَلَفَ ومنه ونَوْم الضُّحى
مَخْلَفةٌ للفم أَي يُغَيِّرُه وقال اللحياني خَلَف الطعامُ والفم وما أَشبههما
يَخْلُفُ خُلوفاً إذا تغيَّر وأَكل طعاماً فَبَقِيَتْ في فيه خِلْفةٌ فتغير فُوه
وهو الذي يَبْقى بين الأسنان وخلَفَ فَمُ الصائم خُلوفاً أَي تغيرت رائحتُه وروي
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ولَخُلُوفُ فم الصائم وفي رواية خِلْفةُ فمِ الصائم
أَطيبُ عندَ اللّه مِن رِيحِ المِسْكِ الخِلْفةُ بالكسر تغَيُّرُ ريحِ الفم قال
وأَصلها في النبات أَن ينبت الشيء بعد الشيء لأَنها رائحةٌ حديثةٌ بعد الرائحة الأُولى
وخلَف فمُه يخلُفُ خِلْفةً وخُلوفاً قال أَبو عبيد الخُلوف تغير طعم الفم
لتأَخُّرِ الطعام ومنه حديث عليّ عليه السلام حين سُئل عن القُبْلة للصائم فقال
وما أَرَبُك إلى خُلوف فيها ويقال خَلَفَتْ نفْسه عن الطعام فهي تَخْلُفُ خُلوفاً
إذا أَضرَبَت عن الطعام من مرض ويقال خلَفَ الرجل عن خُلُق أَبيه يَخْلُف خُلوفاً
إذا تغَيَّر عنه ويقال أَبيعُكَ هذا العَبْدَ وأَبْرَأُ إليك من خُلْفَتِه أَي
فَسادِه ورجُل ذو خُلْفةٍ وقال ابن بُزرج خُلْفَةُ العبدِ أَن يكون أَحْمَقَ
مَعْتُوهاً اللحياني هذا رجل خَلَفٌ إذا اعتزل أَهلَه وعبد خالِفٌ قد اعتزل أَهلَ
بيته وفلان خالِفُ أَهلِ بيته وخالِفَتُهم أَي أَحمقهم أَو لا خَيْرَ فيه وقد
خَلَفَ يَخْلُفُ خَلافة وخُلوفاً والخالفةُ الأَحْمَقُ القليلُ العقْلِ ورجل
أَخْلَفُ وخُلْفُفٌ مَخْرَجَ قُعْدُدٍ وامرأة خالفةٌ وخَلْفاء وخُلْفُفة وخُلْفُفٌ
بغير هاء وهي الحَمْقاء وخلَفَ فلان أَي فسَد وخلَفَ فلان عن كلّ خير أَي لم
يُفْلِح فهو خالِفٌ وهي خالِفة وقال اللحياني الخالِفةُ العَمودُ الذي يكون
قُدَّامَ البيتِ وخلَفَ بيتَه يَخْلُفُه خَلْفاً جعل له خالِفةً وقيل الخالِفةُ
عَمُودٌ من أَعْمِدة الخِباء والخَوالِفُ العُمُد التي في مُؤَخَّر البيت واحدتها
خالِفةٌ وخالِفٌ وهي الخَلِيفُ اللحياني تكون الخالِفةُ آخِرَ البيت يقال بيت ذو
خالِفَتَيْن والخَوالِفُ زَوايا البيت وهو من ذلك واحدتها خالِفةٌ أَبو زيد
خالِفةُ البيتِ تحتَ الأَطناب في الكِسْر وهي الخَصاصةُ أَيضاً وهي الفَرْجة وجمع
الخالفة خَوالِفُ وهي الزَّوايا وأَنشد فأَخفت حتى هتكوا الخَوالِفا وفي حديث
عائشة رضي اللّه عنها في بِناء الكعبة قال لها لَوْلا حِدْثان قَوْمِك بالكفر
بَنَيْتُها على أَساس إبراهيمَ وجعلت لها خَلْفَيْن فإن قُريشاً اسْتَقْصَرَتْ من بِنائها
الخَلْفُ الظَّهرُ كأَنه أَراد أَن يجعل لها بابين والجِهةُ التي تُقابِل البابَ
من البيت ظهرُه فإذا كان لها بابان فقد صار لها ظَهْرانِ ويروى بكسر الخاء أَي
زِيادَتَيْن كالثَّدْيَيْنِ والأَول الوجه أَبو مالك الخالِفةُ الشُّقّةُ
المؤخَّرةُ التي تكون تحت الكِفاء تحتَها طرَفُها مما يلي الأَرض من كِلا
الشِّقَّين والإخْلافُ أَن يُحَوَّلَ الحَقَبُ فيجعل مما يَلي خُصْيَيِ البعير
لئلا يُصيبَ ثِيله فيَحْتَبِسَ بولُه وقد أَخْلَفَه وأَخْلَفَ عنه وقال اللحياني
إنما يقال أَخْلِفِ الحَقَبَ أَي نَحِّه عن الثِّيلِ وحاذِ به الحَقَبَ لأَنه يقال
حَقِبَ بولُ الجملِ أَي احْتَبَسَ يعني أَن الحَقَب وقَع على مَبالِه ولا يقال ذلك
في الناقة لأَن بولها من حَيائها ولا يبلغ الحقَبُ الحَياء وبعير مَخْلوفٌ قد
شُقَّ عن ثِيله من خَلْفِه إذا حَقِبَ والإخْلافُ أَن يُصَيَّرَ الحَقَبُ وراء الثِّيلِ
لئلا يَقْطَعَه يقال أَخْلِفْ عن بعيرك فيصير الحقب وراء الثيل والأَخْلَفُ من
الإبل المشقوقُ الثيل الذي لا يستقرّ وجَعاً الأَصمعي أَخْلَفْتَ عن البعير إذا
أَصابَ حَقَبُه ثِيلَه فيَحْقَبُ أَي يَحْتَبِسُ بولُه فتحَوِّلُ الحَقَبَ فتجعلُه
مما يلي خُصْيَي البعير والخُلْفُ والخُلُفُ نقِيضُ الوَفاء بالوعْد وقيل أَصله
التَّثْقِيلُ ثم يُخَفَّفُ والخُلْفُ بالضم الاسم من الإخلاف وهو في المستقبل
كالكذب في الماضي ويقال أَخْلَفه ما وَعَده وهو أَن يقول شيئاً ولا يفْعَله على
الاستقبال والخُلُوفُ كالخُلْفِ قال شُبْرمةُ بن الطُّفَيْل أَقِيمُوا صُدُورَ
الخَيْلِ إنَّ نُفُوسَكُمْ لَمِيقاتُ يَومٍ ما لَهُنَّ خُلُوفُ وقد أَخْلَفَه
ووعَده فأَخْلفَه وجَده قد أَخْلَفَه وأَخْلَفَه وجدَ مَوْعِدَه خُلْفاً قال
الأَعشى أَثْوى وقَصَّرَ لَيْلَةً ليُزَوَّدا فمَضَتْ وأَخْلَفَ مِنْ قُتَيلة
مَوْعِدا أَي مضت الليلة قال ابن بري ويروى فمضى قال وقوله فمضى الضمير يعود على
العاشق وقال اللحياني الإخْلافُ أَن لا يَفي بالعهد وأَن يَعِدَ الرجلُ الرجلَ
العِدةَ فلا يُنجزها ورجل مُخْلِفٌ أَي كثير الإخْلافِ لوَعْدِه والإخْلافُ أَن
يطلب الرجلُ الحاجة أَو الماء فلا يجد ما طلب اللحياني رُجِيَ فلان فأَخْلَفَ
والخُلْفُ اسم وضِعَ موضِع الإخْلافِ ويقال للذي لا يكاد يَفِي إذا وعد إنه
لمِخْلافٌ وفي الحديث إذا وعَدَ أَخْلف أَي لم يفِ بعهده ولم يَصْدُقْ والاسم منه
الخُلْفُ بالضم ورجل مُخالِفٌ لا يكاد يُوفي والخِلافُ المُضادَّة وفي الحديث
لمَّا أَسْلمَ سعيد بن زيد قال له بعض أَهله إني لأُحْسَبُكَ خالِفةَ بني عَدِيٍّ
أَي الكثيرَ الخِلافِ لهم وقال الزمخشري إنَّ الخطَّاب أَبا عُمر قاله لزَيْد بن
عَمْرو أَبي سعيد بن زيد لمَّا خالَفَ دِينَ قومه ويجوز أَن يُرِيدَ به الذي لا
خير عنده ومنه الحديث أَيُّما مُسلمٍ خَلَفَ غازِياً في خالِفَتِه أَي فيمن أَقامَ
بعدَه من أَهله وتخلَّف عنه وأَخْلَفَتِ النجومُ أَمْحَلَتْ ولم تُمْطِرْ ولم يكن
لِنَوْئِها مطر وأَخْلَفَتْ عن أَنْوائها كذلك قال الأَسودُ بن يَعْفُرَ بِيض
مَساميح في الشّتاء وإن أَخْلَفَ نَجْمٌ عن نَوئِه وبَلُوا والخالِفةُ اللَّجوجُ
من الرجال والإخْلاف في النخلة إذا لم تحمل سنة والخَلِفَةُ الناقةُ الحامِلُ
وجمعها خَلِفٌ بكسر اللام وقيل جمعها مَخاضٌ على غير قياس كما قالوا لواحدة النساء
امرأة قال ابن بري شاهده قول الراجز ما لَكِ تَرْغِينَ ولا تَرْغُو الخَلِفْ وقيل
هي التي اسْتَكْمَلت سنة بعد النِّتاج ثم حُمِل عليها فلَقِحَتْ وقال ابن
الأَعرابي إذا استبان حَمْلُها فهي خَلِفةٌ حتى تُعْشِرَ وخَلَفَت العامَ الناقةُ
إذا ردَّها إلى خَلِفة وخَلِفَت الناقةُ تَخْلَفُ خَلَفاً حَمَلتْ هذه عن اللحياني
والإخْلافُ أَن تُعِيد عليها فلا تَحْمِل وهي المُخْلِفةُ من النوق وهي الرَّاجع
التي توهَّموا أَنَّ بها حمَلاً ثم لم تَلْقَحْ وفي الصحاح التي ظهر لهم أَنها
لَقِحَتْ ثم لم تكن كذلك والإخلافُ أَن يُحْمَلَ على الدابّة فلا تَلْقَحَ
والإخْلافُ أَن يأْتيَ على البعير البازل سنةٌ بعد بُزُوله يقال بَعِير مُخْلِفٌ
والمُخْلِف من الإبل الذي جاز البازِلَ وفي المحكم بعد البازِل وليس بعده سِنّ
ولكن يقال مُخْلِفُ عامٍ أَو عامين وكذلك ما زاد والأَنثى بالهاء وقيل الذكر
والأُنثى فيه سواء قال الجعدي أَيِّدِ الكاهلِ جَلْدٍ بازِلٍ أَخْلَفَ البازِلَ
عاماً أَو بَزَلْ وكان أَبو زيد يقول لا تكون الناقة بازلاً ولكن إذا أَتى عليها
حول بعد البزُول فهي بَزُول إلى أَن تُنيِّبَ فتُدْعَى ناباً وقيل الإخْلافُ آخِرُ
الأَسنان من جميع الدوابّ وفي حديث الدِّيةِ كذا وكذا خَلِفةً الخَلِفةُ بفتح
الخاء وكسر اللام الحامل من النوق وتجمع على خَلِفاتٍ وخلائِفَ وقد خلِفَت إذا
حَمَلَتْ وأَخْلَفَتْ إذا حالَتْ وفي الحديث ثلاثُ آَياتٍ يَقْرؤهنَّ أَحدُكم خير
له من ثلاثِ خَلِفاتٍ سِمانٍ عظامٍ وفي حديث هدم الكعبة لما هدموها ظهر فيها
مِثْلُ خَلائفِ الإبل أَراد بها صُخوراً عِظاماً في أَساسها بقدْر النوق الحوامل
والخَلِيفُ من السِّهام الحديدُ كالطَّرِيرِ عن أَبي حنيفة وأَنشد لساعِدةَ بن
جُؤيَّةَ
( * قوله « جؤية » صوابه العجلان كما هو هكذا في الديوان كتبه محمد مرتضى ا ه من
هامش الأصل بتصرف )
ولَحَفْته منها خَليفاً نَصْلُه حَدٌّ كَحَدِّ الرُّمْحِ لَيْسَ بِمِنزَعِ
والخَلِيفُ مَدْفَعُ الماء وقيل الوادي بين الجبَلين قال خَلِيف بَين قُنّة
أَبْرَق والخَليفُ فَرْج بين قُنَّتَيْنِ مُتدانٍ قليل العرض والطُّول والخلِيفُ
تَدافُع
( * قوله « والخليف تدافع إلخ » كذا بالأصل وعبارة القاموس وشرحه أو الخليف مدفع
الماء بين الجبلين وقيل مدفعه بين الواديين وأنما ينتهي إلى آخر ما هنا وتأمل
العبارتين ) الأَوْدية وإنما يَنتهي المَدْفَعُ إلى خَلِيفٍ ليُفْضِيَ إلى سَعَةٍ
والخلِيفُ الطَّريقُ بين الجبلين قال صخر الغي فلما جَزَمْتُ بِها قِرْبَتي
تَيَمَّمْتُ أَطْرِقةً أَو خَلِيفَا جَزَمتُ ملأْت وأَطْرقة جمع طَريق مثل رغيفٍ
وأَرْغِفَةٍ ومنه قولهم ذِيخُ الخَلِيفِ كما يقال ذِئبُ غَضاً قال كثِّير وذِفْرَى
ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف أَصابَ فَرِيقَةَ لَيْلٍ فَعاثَا قال ابن بري صواب إنشاده
بِذِفْرَى وقيل هو الطريق في أَصل الجبل وقيل هو الطريق وراء الجبل وقيل وراء
الوادي وقيل الخَلِيفُ الطريق في الجبل أَيّاً كان وقيل الطريق فقط والجمع من كل
ذلك خُلُفٌ أَنشد ثعلب في خُلُفٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرامِها والمَخْلَفَةُ
الطَّريقُ كالخَلِيفِ قال أَبو ذؤيب تُؤمِّلُ أَن تُلاقيَ أُمَّ وَهْبٍ
بمَخْلَفَةٍ إذا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ ويقال عليك المَخْلَفة الوُسْطَى أَي الطريق
الوسطى وفي الحديث ذكْرُ خَلِيفةَ بفتح الخاء وكسر اللام قال ابن الأَثير جبل بمكة
يُشْرِفُ على أَجْيادٍ وقول الهُذلي وإِنَّا نَحْنُ أَقْدَمُ مِنْكَ عِزّاً إذا
بُنِيَتْ لِمَخْلفةَ البُيوتُ مَخْلَفَةُ مِنًى حيث يَنْزل الناس ومَخْلَفة بني
فلان مَنْزِلُهم والمَخْلَفُ بِمنًى أَيضاً طُرُقُهم حيث يَمُرُّون وفي حديث معاذ
من تخلّف
( * قوله « تخلف » كذا بالأصل والذي في النهاية تحوّل وقوله « مخلاف عشيرته » كذا
به أَيضاً والذي فيها مخلافه ) من مخْلافٍ إلى مِخْلافٍ فَعُشْرُه وصَدَقتُه إلى
مِخْلافِ عَشِيرَتِه الأَوّل إذا حالَ عليه الحَوْل أَراد أَنه يؤَدِّي صدَقَته
إلى عَشيرته التي كان يؤدي إليها وقال أَبو عمرو يقال اسْتُعْمِلَ فلان على
مَخالِيفِ الطَّائفِ وهي الأَطراف والنَّواحُ وقال خالد بن جَنْبَة في كل بلد
مِخْلافٌ بمكة والمدينة والبصرة والكوفة وقال كنا نَلْقَى بني نُمَير ونحن في
مِخْلافِ المدينة وهم في مِخلاف اليمامة وقال أَبو معاذ المِخْلافُ البَنْكَرْدُ
وهو أَن يكون لكل قوم صَدقةٌ على حِدة فذلك بَنْكَرْدُه يُؤدِّي إلى عشيرته التي
كان يُؤدِّي إليها وقال الليث يقال فلان من مِخْلافِ كذا وكذا وهو عند اليمن
كالرُّستاق والجمع مخالِيفُ اليزيدِيّ يقال إنما أَنتم في خَوالفَ من الأرض أَي في
أَرَضِينَ لا تُنْبِت إلا في آخر الأَرضِين نباتاً وفي حديث ذي المِشْعارِ
معنى
في قاموس معاجم
العَقْلُ
الحِجْر والنُّهى ضِدُّ الحُمْق والجمع عُقولٌ وفي حديث عمرو بن العاص تِلْك
عُقولٌ كادَها بارِئُها أَي أَرادها بسُوءٍ عَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً ومَعْقُولاً
وهو مصدر قال سيبويه هو صفة وكان يقول إِن المصدر لا يأْتي على وزن مفعول البَتَّةَ
ويَتأَوَّ
العَقْلُ
الحِجْر والنُّهى ضِدُّ الحُمْق والجمع عُقولٌ وفي حديث عمرو بن العاص تِلْك
عُقولٌ كادَها بارِئُها أَي أَرادها بسُوءٍ عَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً ومَعْقُولاً
وهو مصدر قال سيبويه هو صفة وكان يقول إِن المصدر لا يأْتي على وزن مفعول البَتَّةَ
ويَتأَوَّل المَعْقُول فيقول كأَنه عُقِلَ له شيءٌ أَي حُبسَ عليه عَقْلُه وأُيِّد
وشُدِّد قال ويُسْتَغْنى بهذا عن المَفْعَل الذي يكون مصدراً وأَنشد ابن بري
فَقَدْ أَفادَتْ لَهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً لِمَنْ يَكُون له إِرْبٌ ومَعْقول
وعَقَل فهو عاقِلٌ وعَقُولٌ من قوم عُقَلاء ابن الأَنباري رَجُل عاقِلٌ وهو الجامع
لأَمره ورَأْيه مأْخوذ من عَقَلْتُ البَعيرَ إِذا جَمَعْتَ قوائمه وقيل العاقِلُ
الذي يَحْبِس نفسه ويَرُدُّها عن هَواها أُخِذَ من قولهم قد اعْتُقِل لِسانُه إِذا
حُبِسَ ومُنِع الكلامَ والمَعْقُول ما تَعْقِله بقلبك والمَعْقُول العَقْلُ يقال
ما لَهُ مَعْقُولٌ أَي عَقْلٌ وهو أَحد المصادر التي جاءت على مفعول كالمَيْسور
والمَعْسُور وعاقَلَهُ فعَقَلَه يَعْقُلُه بالضم كان أَعْقَلَ منه والعَقْلُ
التَّثَبُّت في الأُمور والعَقْلُ القَلْبُ والقَلْبُ العَقْلُ وسُمِّي العَقْلُ
عَقْلاً لأَنه يَعْقِل صاحبَه عن التَّوَرُّط في المَهالِك أَي يَحْبِسه وقيل
العَقْلُ هو التمييز الذي به يتميز الإِنسان من سائر الحيوان ويقال لِفُلان قَلْبٌ
عَقُول ولِسانٌ سَؤُول وقَلْبٌ عَقُولٌ فَهِمٌ وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً
فَهِمه ويقال أَعْقَلْتُ فلاناً أَي أَلْفَيْته عاقِلاً وعَقَّلْتُه أَي صَيَّرته
عاقِلاً وتَعَقَّل تكَلَّف العَقْلَ كما يقال تَحَلَّم وتَكَيَّس وتَعاقَل أَظْهَر
أَنه عاقِلٌ فَهِمٌ وليس بذاك وفي حديث الزِّبْرِقانِ أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا
الأَبْلَهُ العَقُول قال ابن الأَثير هو الذي يُظَنُّ به الحُمْقُ فإِذا فُتِّش
وُجِد عاقلاً والعَقُول فَعُولٌ منه للمبالغة وعَقَلَ الدواءُ بَطْنَه يَعْقِلُه
ويَعْقُلُه عَقْلاً أَمْسَكَه وقيل أَمسكه بعد اسْتِطْلاقِهِ واسْمُ الدواء
العَقُولُ ابن الأَعرابي يقال عَقَلَ بطنُه واعْتَقَلَ ويقال أَعْطِيني عَقُولاً
فيُعْطِيه ما يُمْسِك بطنَه ابن شميل إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُ الإِنسان ثم
اسْتَمْسَك فقد عَقَلَ بطنُه وقد عَقَلَ الدواءُ بطنَه سواءً واعْتَقَلَ لِسانُه
( * قوله « واعتقل لسانه إلخ » عبارة المصباح واعتقل لسانه بالبناء للفاعل
والمفعول إذا حبس عن الكلام أي منع فلم يقدر عليه )
امْتَسَكَ الأَصمعي مَرِضَ فلان فاعْتُقِل لسانُه إِذا لم يَقْدِرْ على الكلام قال
ذو الرمة ومُعْتَقَل اللِّسانِ بغَيْر خَبْلٍ يَميد كأَنَّه رَجُلٌ أَمِيم
واعْتُقِل حُبِس وعَقَلَه عن حاجته يَعْقِله وعَقَّله وتَعَقَّلَهُ واعتَقَلَه
حَبَسَه وعَقَلَ البعيرَ يَعْقِلُه عَقْلاً وعَقَّلَه واعْتَقَله ثَنى وَظِيفَه مع
ذراعه وشَدَّهما جميعاً في وسط الذراع وكذلك الناقة وذلك الحَبْلُ هو العِقالُ
والجمع عُقُلٌ وعَقَّلْتُ الإِبلَ من العَقْل شُدِّد للكثرة وقال بُقَيْلة
( * قوله « وقال بقيلة » تقدم في ترجمة أزر رسمه بلفظ نفيلة بالنون والفاء والصواب
ما هنا ) الأَكبر وكنيته أَبو المِنْهال يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ شَيظَميٌّ وبِئْسَ
مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ وفي الحديث القُرْآنُ كالإِبِلِ المُعَقَّلة أَي
المشدودة بالعِقال والتشديد فيه للتكثير وفي حديث عمر كُتِب إِليه أَبياتٌ في
صحيفة منها فَما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ قَفا سَلْعٍ بمُخْتَلَفِ التِّجار
( * قوله « بمختلف التجار » كذا ضبط في التكملة بالتاء المثناة والجيم جمع تجر
كسهم وسهام فما سبق في ترجمة أزر بلفظ النجار بالنون والجيم فهو خطأ )
يعني نِساءً مُعَقَّلات لأَزواجهن كما تُعَقَّل النوقُ عند الضِّراب ومن الأَبيات
أَيضاً يُعَقِّلُهنَّ جَعْدَة من سُلَيْم أَراد أَنه يَتَعرَّض لهن فكَنى
بالعَقْلِ عن الجماع أَي أَن أَزواجهن يُعَقِّلُونَهُنَّ وهو يُعَقِّلهن أَيضاً
كأَنَّ البَدْء للأَزواج والإِعادة له وقد يُعْقَل العُرْقوبانِ والعِقالُ
الرِّباط الذي يُعْقَل به وجمعه عُقُلٌ قال أَبو سعيد ويقال عَقَلَ فلان فلاناً
وعَكَلَه إِذا أَقامه على إِحدى رجليه وهو مَعْقُولٌ مُنْذُ اليومِ وكل عَقْلٍ
رَفْعٌ والعَقْلُ في العَروض إِسقاط الياء
( * قوله « اسقاط الياء » كذا في الأصل ومثله في المحكم والمشهور في العروض ان
العقل اسقاط الخامس المحرك وهو اللام من مفاعلتن ) من مَفاعِيلُنْ بعد إِسكانها في
مُفاعَلَتُنْ فيصير مَفاعِلُنْ وبيته مَنازِلٌ لفَرْتَنى قِفارٌ كأَنَّما رسُومُها
سُطور والعَقْلُ الديَة وعَقَلَ القَتيلَ يَعْقِله عَقْلاً وَدَاهُ وعَقَل عنه
أَدَّى جِنايَته وذلك إِذا لَزِمَتْه دِيةٌ فأَعطاها عنه وهذا هو الفرق
( * قوله « وهذا هو الفرق إلخ » هذه عبارة الجوهري بعد أن ذكر معنى عقله وعقل عنه
وعقل له فلعل قوله الآتي وعقلت له دم فلان مع شاهده مؤخر عن محله فان الفرق المشار
إليه لا يتم الا بذلك وهو بقية عبارة الجوهري )
بين عَقَلْته وعَقَلْت عنه وعَقَلْتُ له فأَما قوله فإِنْ كان عَقْل فاعْقِلا عن
أَخيكما بَناتِ المَخاضِ والفِصَالَ المَقَاحِما فإِنما عَدَّاه لأَن في قوله
اعْقِلوا
( * قوله « اعقلوا إلخ » كذا في الأصل تبعً للمحكم والذي في البيت اعقلات بأمر
الاثنين ) معنى أَدُّوا وأَعْطُوا حتى كأَنه قال فأَدِّيا وأَعْطِيا عن أَخيكما
ويقال اعْتَقَل فلان من دم صاحبه ومن طائلته إِذ أَخَذَ العَقْلَ وعَقَلْت له دمَ
فلان إِذا تَرَكْت القَوَد للدِّية قالت كَبْشَة أُخت عمرو بن مَعْدِيكرِب
وأَرْسَلَ عبدُ الله إِذْ حانَ يومُه إِلى قَوْمِه لا تَعْقِلُوا لَهُمُ دَمِي
والمرأَة تُعاقِلُ الرجلَ إِلى ثلث الدية أَي تُوازِيه معناه أَن مُوضِحتها
ومُوضِحته سواءٌ فإِذا بَلَغَ العَقْلُ إِلى ثلث الدية صارت دية المرأَة على النصف
من دية الرجل وفي حديث ابن المسيب المرأَة تُعاقِل الرجل إِلى ثُلُث ديتها فإِن
جاوزت الثلث رُدَّت إِلى نصف دية الرجل ومعناه أَن دية المرأَة في الأَصل على
النصف من دية الرجل كما أَنها تَرِث نصف ما يَرِث ما يَرِث الذَّكَرُ فجَعَلَها
سعيدُ بن المسيب تُساوي الرجلَ فيما يكون دون ثلث الدية تأْخذ كما يأْخذ الرجل
إِذا جُني عليها فَلها في إِصبَع من أَصابعها عَشْرٌ من الإِبل كإِصبع الرجل وفي
إِصْبَعَيْن من أَصابعها عشرون من الإِبل وفي ثلاث من أَصابعها ثلاثون كالرجل فإِن
أُصِيب أَربعٌ من أَصابعها رُدَّت إِلى عشرين لأَنه جاوزت الثُّلُث فَرُدَّت إِلى
النصف مما للرجل وأَما الشافعي وأَهل الكوفة فإِنهم جعلوا في إِصْبَع المرأَة
خَمْساً من الإِبل وفي إِصبعين لها عشراً ولم يعتبروا الثلث كما فعله ابن المسيب
وفي حديث جرير فاعْتَصَم ناس منهم بالسجود فأَسْرَع فيهم القتلَ فبلغ ذلك النبيَّ
صلى الله عليه وسلم فأَمَر لهم بنصفِ العَقْل إِنما أَمر لهم بالنصف بعد علمه
بإِسلامهم لأَنهم قد أَعانوا على أَنفسهم بمُقامهم بين ظَهْراني الكفار فكانوا كمن
هَلَك بجناية نفسه وجناية غيره فتسقط حِصَّة جنايته من الدية وإِنما قيل للدية
عَقْلٌ لأَنهم كانوا يأْتون بالإِبل فيَعْقِلونها بفِناء وَلِيِّ المقتول ثم كثُر
ذلك حتى قيل لكل دية عَقْلٌ وإِن كانت دنانير أَو دراهم وفي الحديث إِن امرأَتين
من هُذَيْل اقْتَتَلَتا فَرَمَتْ إِحداهما الأُخرى بحجر فأَصاب بطنَها فَقَتَلَها
فقَضَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بديتها على عاقلة الأُخرى وفي الحديث قَضَى
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بدية شِبْه العَمْد والخَطإِ المَحْض على العاقِلة
يُؤدُّونها في ثلاث سنين إِلى ورَثَة المقتول العاقلة هُم العَصَبة وهم القرابة من
قِبَل الأَب الذين يُعْطُون دية قَتْل الخَطَإِ وهي صفةُ جماعة عاقلةٍ وأَصلها اسم
فاعلةٍ من العَقْل وهي من الصفات الغالبة قال ومعرفة العاقِلة أَن يُنْظَر إِلى
إِخوة الجاني من قِبَل الأَب فيُحَمَّلون ما تُحَمَّل العاقِلة فإِن حْتَمَلوها
أَدَّوْها في ثلاث سنين وإِن لم يحتملوها رفِعَتْ إِلى بَني جدّه فإِن لم يحتملوها
رُفِعت إِلى بني جَدِّ أَبيه فإِن لم يحتملوها رُفِعَتْ إِلى بني جَد أَبي جَدِّه
ثم هكذا لا ترفع عن بَني أَب حتى يعجزوا قال ومَنْ في الدِّيوان ومن لا دِيوان له
في العَقْل سواءٌ وقال أَهل العراق هم أَصحاب الدَّواوِين قال إِسحق بن منصور قلت
لأَحمد بن حنبل مَنِ العاقِلَةُ ؟ فقال القَبِيلة إِلا أَنهم يُحَمَّلون بقدر ما
يطيقون قال فإِن لم تكن عاقلة لم تُجْعََل في مال الجاني ولكن تُهْدَر عنه وقال
إِسحق إِذا لم تكن العاقلة أَصْلاً فإِنه يكون في بيت المال ولا تُهْدَر الدية قال
الأَزهري والعَقْل في كلام العرب الدِّيةُ سميت عَقْلاً لأَن الدية كانت عند العرب
في الجاهلية إِبلاً لأَنها كانت أَموالَهم فسميت الدية عَقْلاً لأَن القاتل كان
يُكَلَّف أَن يسوق الدية إِلى فِناء ورثة المقتول فَيَعْقِلُها بالعُقُل
ويُسَلِّمها إِلى أَوليائه وأَصل العَقْل مصدر عَقَلْت البعير بالعِقال أَعْقِله عَقْلاً
وهو حَبْلٌ تُثْنى به يد البعير إِلى ركبته فتُشَدُّ به قل ابن الأَثير وكان أَصل
الدية الإِبل ثم قُوِّمَتْ بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم وغيرها قال
الأَزهري وقَضَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم في دية الخطإِ المَحْض وشِبْه العَمْد
أَن يَغْرَمها عَصَبةُ القاتل ويخرج منها ولدُه وأَبوه فأَما دية الخطإِ المَحْض
فإِنها تُقسم أَخماساً عشرين ابنة مَخَاض وعشرين ابنة لَبُون وعشرين ابن لَبُون
وعشرين حِقَّة وعشرين جَذَعة وأَما دية شِبْه العَمْد فإِنها تُغَلَّظ وهي مائة
بعير أَيضاً منها ثلاثون حِقَّة وثلاثون جَذَعة وأَربعون ما بين ثَنِيَّة إِلى
بازلِ عامِها كُلُّها خَلِفَةٌ فعَصَبة القاتل إِن كان القتل خطأَ مَحْضاً غَرِموا
الدية لأَولياء القتيل أَخماساً كما وصَفْتُ وإِن كان القتل شِبْه العَمْد
غَرِموها مُغَلَّظَة كما وصَفْت في ثلاث سنين وهم العاقِلةُ ابن السكيت يقال
عَقَلْت عن فلان إِذا أَعطيتَ عن القاتل الدية وقد عَقَلْت المقتولَ أَعْقِله
عَقْلاً قال الأَصمعي وأَصله أَن يأْتوا بالإِبل فتُعْقَل بأَفْنِية البيوت ثم
كَثُر استعمالُهم هذا الحرف حتى يقال عَقَلْت المقتولَ إِذا أَعطيت ديته دراهم أَو
دنانير ويقال عَقَلْت فلاناً إِذا أَعطيت ديتَه وَرَثَتَه بعد قَتْله وعَقَلْت عن
فلان إِذا لَزِمَتْه جنايةٌ فغَرِمْت ديتَها عنه وفي الحديث لا تَعقِل العاقِلةُ
عمداً ولا عَبْداً ولا صُلْحاً ولا اعترافاً أَي أَن كل جناية عمد فإِنها في مال
الجاني خاصة ولا يَلْزم العاقِلةَ منها شيء وكذلك ما اصطلحوا عليه من الجنايات في
الخطإِ وكذلك إِذا اعترف الجاني بالجناية من غير بَيِّنة تقوم عليه وإِن ادعى
أَنها خَطأٌ لا يقبل منه ولا يُلْزَم بها العاقلة وروي لا تَعْقِل العاقِلةُ
العَمْدَ ولا العَبْدَ قال ابن الأَثير وأَما العبد فهو أَن يَجْنيَ على حُرٍّ
فليس على عاقِلة مَوْلاه شيء من جناية عبده وإِنما جِنايته في رَقَبته وهو مذهب
أَبي حنيفة وقيل هو أَن يجني حُرٌّ على عبد خَطَأً فليس على عاقِلة الجاني شيء
إِنما جنايته في ماله خاصَّة وهو قول ابن أَبي ليلى وهو موافق لكلام العرب إِذ لو
كان المعنى على الأَوّل لكان الكلامُ لا تَعْقِل العاقِلةُ على عبد ولم يكن لا
تَعْقِل عَبْداً واختاره الأَصمعي وصوّبه وقال كلَّمت أَبا يوسف القاضي في ذلك
بحضرة الرشيد فلم يَفْرُق بين عَقَلْتُه وعَقَلْتُ عنه حتى فَهَّمْته قال ولا
يَعْقِلُ حاضرٌ على بادٍ يعني أَن القَتيل إِذا كان في القرية فإِن أَهلها يلتزمون
بينهم الدّية ولا يُلْزِمون أَهلَ الحَضَر منها شيئاً وفي حديث عمر أَن رجلاً
أَتاه فقال إِنَّ ابن عَمِّي شُجَّ مُوضِحةً فقال أَمِنْ أَهْلِ القُرى أَم من
أَهل البادية ؟ فقال من أَهل البادية فقال عمر رضي الله عنه إِنَّا لا نَتَعاقَلُ
المُضَغَ بيننا معناه أَن أَهل القُرى لا يَعْقِلون عن أَهل البادية ولا أَهلُ
البادية عن أَهل القرى في مثل هذه الأَشياء والعاقلةُ لا تَحْمِل السِّنَّ
والإِصْبَعَ والمُوضِحةَ وأَشباه ذلك ومعنى لا نَتَعاقَل المُضَغَ أَي لا نَعْقِل
بيننا ما سَهُل من الشِّجاج بل نُلْزِمه الجاني وتَعاقَل القومُ دَمَ فلان
عَقَلُوه بينهم والمَعْقُلة الدِّيَة يقال لَنا عند فلان ضَمَدٌ من مَعْقُلة أَي
بَقِيَّةٌ من دية كانت عليه ودَمُه مَعْقُلةٌ على قومه أَي غُرْمٌ يؤدُّونه من
أَموالهم وبَنُو فلان على مَعاقِلِهم الأُولى من الدية أَي على حال الدِّيات التي
كانت في الجاهلية يُؤدُّونها كما كانوا يؤدُّونها في الجاهلية وعلى مَعاقِلهم
أَيضاً أَي على مراتب آبائهم وأَصله من ذلك واحدتها مَعْقُلة وفي الحديث كتب بين
قريش والأَنصار كتاباً فيه المُهاجِرون من قريش على رَباعَتِهم يَتَعاقَلُون بينهم
مَعاقِلَهم الأُولى أَي يكونون على ما كانوا عليه من أَخذ الديات وإِعطائها وهو
تَفاعُلٌ من العَقْل والمَعاقِل الدِّيات جمع مَعْقُلة والمَعاقِل حيث تُعْقَل
الإِبِل ومَعاقِل الإِبل حيث تُعْقَل فيها وفلانٌ عِقالُ المِئِينَ وهو الرجل
لشريف إِذا أُسِرَ فُدِيَ بمئينَ من الإِبل ويقال فلان قَيْدُ مائةٍ وعِقالُ مائةٍ
إِذا كان فِداؤُه إِذا أُسِرَ مائة من الإِبل قال يزيد بن الصَّعِق أُساوِرَ بيضَ
الدَّارِعِينَ وأَبْتَغِي عِقالَ المِئِينَ في الصاع وفي الدَّهْر
( * قوله « الصاع » هكذا في الأصل بدون نقط وفي نسخة من التهذيب الصباح )
واعْتَقَل رُمْحَه جَعَلَه بين ركابه وساقه وفي حديث أُمِّ زَرْع واعْتَقَل
خَطِّيّاً اعْتِقالُ الرُّمْح أَن يجعله الراكب تحت فَخِذه ويَجُرَّ آخرَه على
الأَرض وراءه واعْتَقل شاتَه وَضَعَ رجلها بين ساقه وفخذه فَحَلبها وفي حديث عمر
من اعْتَقَل الشاةَ وحَلَبَها وأَكَلَ مع أَهله فقد بَرِئ من الكِبْر ويقال
اعْتَقَل فلان الرَّحْل إِذا ثَنى رِجْله فَوَضَعها على المَوْرِك قال ذو الرمة
أَطَلْتُ اعْتِقالَ الرَّحْل في مُدْلَهِمَّةٍ إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَوْدى
نِظامُها أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقها ويقال تَعَقَّل فلان قادِمة رَحْله بمعنى
اعْتَقَلها ومنه قول النابغة
( * قوله « قول النابغة » قال الصاغاني هكذا أنشده الازهري والذي في شعره
فليأتينك قصائد وليدفعن ... جيش اليك قوادم الاكوار
وأورد فيه روايات اخر ثم قال وانما هو للمرار بن سعيد الفقعسي وصدره يا ابن الهذيم
اليك اقبل صحبتي )
مُتَعَقِّلينَ قَوادِمَ الأَكْوار قال الأَزهري سمعت أَعرابياً يقول لآخر
تَعَقَّلْ لي بكَفَّيْك حتى أَركب بعيري وذلك أَن البعير كان قائماً مُثْقَلاً ولو
أَناخه لم يَنْهَضْ به وبحِمْله فجمع له يديه وشَبَّك بين أَصابعه حتى وَضَع فيهما
رِجْله وركب والعَقَلُ اصْطِكاك الركبتين وقيل التواء في الرِّجْل وقيل هو أَن
يُفْرِطَ الرَّوَحُ في الرِّجْلَين حتى يَصْطَكَّ العُرْقوبانِ وهو مذموم قال
الجعدي يصف ناقة وحاجةٍ مِثْلِ حَرِّ النارِ داخِلةٍ سَلَّيْتُها بأَمُونٍ
ذُمِّرَتْ جَمَلا مَطْوِيَّةِ الزَّوْر طَيَّ البئر دَوسَرةٍ مَفروشةِ الرِّجل
فَرْشاً لم يَكُنْ عَقَلا وبعير أَعْقَلُ وناقة عَقْلاء بَيِّنة العَقَل وهو
التواء في رجل البعير واتساعٌ وقد عَقِلَ والعُقَّال داء في رجل الدابة إِذا مشى
ظَلَع ساعةً ثم انبسط وأَكْثَرُ ما يعتري في الشتاء وخَصَّ أَبو عبيد بالعُقَّال
الفرسَ وفي الصحاح العُقَّال ظَلْعٌ يأْخذ في قوائم الدابة وقال أُحَيْحة بن
الجُلاح يا بَنِيَّ التُّخُومَ لا تَظْلِموها إِنَّ ظلْم التُّخوم ذو عُقَّال
وداءٌ ذو عُقَّالٍ لا يُبْرَأُ منه وذو العُقَّال فَحْلٌ من خيول العرب يُنْسَب
إِليه قال حمزة عَمُّ النبي صلى الله عليه وسلم لَيْسَ عندي إِلاّ سِلاحٌ وَوَرْدٌ
قارِحٌ من بَنات ذي العُقَّالِ أَتَّقِي دونه المَنايا بنَفْسِي وهْوَ دُوني
يَغْشى صُدُورَ العَوالي قال وذو العُقَّال هو ابن أَعْوَج لصُلْبه ابن
الدِّيناريِّ بن الهُجَيسِيِّ بن زاد الرَّكْب قال جرير إِنَّ الجِياد يَبِتْنَ
حَوْلَ قِبابِنا من نَسْلِ أَعْوَجَ أَو لذي العُقَّال وفي الحديث أَنه كان النبي
صلى الله عليه وسلم فَرَسٌ يُسمَّى ذا العُقَّال قال العُقَّال بالتشديد داء في
رِجْل الدواب وقد يخفف سمي به لدفع عين السوء عنه وفي الصحاح وذو عُقَّال اسم فرس
قال ابن بري والصحيح ذو العُقَّال بلام التعريف والعَقِيلة من النساء الكَريمةُ
المُخَدَّرة واستعاره ابن مُقْبِل للبَقَرة فقال عَقيلة رَمْلٍ دافَعَتْ في
حُقُوفِه رَخاخَ الثَّرى والأُقحُوان المُدَيَّما وعَقِيلةُ القومِ سَيِّدُهم
وعَقِيلة كُلِّ شيء أَكْرَمُه وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه المختص بعَقائل
كَراماتِه جمع عَقِيلة وهي في الأَصل المرأَة الكريمة النفيسة ثم اسْتُعْمِل في
الكريم من كل شيء من الذوات والمعاني ومنه عَقائل الكلام وعَقائل البحر دُرَرُه
واحدته عَقِيلة والدُّرَّة الكبيرةُ الصافيةُ عَقِيلةُ البحر قال ابن بري
العَقِيلة الدُّرَّة في صَدَفتها وعَقائلُ الإِنسان كرائمُ ماله قال الأَزهري
العَقيلة الكَريمة من النساء والإِبل وغيرهما والجمع العَقائلُ وعاقُولُ البحر
مُعْظَمُه وقيل مَوْجه وعَواقيلُ الأَودِية دَراقِيعُها في مَعاطِفها واحدها
عاقُولٌ وعَواقِيلُ الأُمور ما التَبَس منها وعاقُولُ النَّهر والوادي والرمل ما
اعوَجَّ منه وكلُّ مَعطِفِ وادٍ عاقولٌ وهو أَيضاً ما التَبَسَ من الأُمور وأَرضٌ
عاقولٌ لا يُهْتَدى لها والعَقَنْقَل ما ارْتَكَم من الرَّمل وتعَقَّل بعضُه ببعض
ويُجْمَع عَقَنْقَلاتٍ وعَقاقِل وقيل هو الحَبل منه فيه حِقَفةٌ وجِرَفةٌ
وتعَقُّدٌ قال سيبويه هو من التَّعْقِيل فهو عنده ثلاثي والعَقَنْقَل أَيضاً من
الأَودية ما عَظُم واتسَع قال إِذا تَلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا وإِنْ تلَقَّته
العَقاقِيلُ طَفا والعَقنْقَلُ الكثيب العظيم المتداخِلُ الرَّمْل والجمع عَقاقِل
قال وربما سَمَّوْا مصارِينَ الضَّبِّ عَقَنْقَلاً وعَقنْقَلُ الضبّ قانِصَتُه
وقيل كُشْيَته في بطنه وفي المثل أَطعِمْ أَخاك من عقَنْقَل الضبِّ يُضْرب هذا عند
حَثِّك الرجلَ على المواساة وقيل إِن هذا مَوْضوع على الهُزْءِ والعَقْلُ ضرب من المَشط
يقال عَقَلَتِ المرأَةُ شَعرَها عَقْلاً وقال أَنَخْنَ القُرونَ فعَقَّلْنَها
كعَقْلِ العَسِيفِ غَرابيبَ مِيلا والقُرونُ خُصَل الشَّعَر والماشِطةُ يقال لها
العاقِلة والعَقْل ضرْب من الوَشْي وفي المحكم من الوَشْيِ الأَحمر وقيل هو ثوب
أَحمر يُجَلَّل به الهوْدَج قال علقمة عَقْلاً ورَقْماً تَكادُ الطيرُ تَخْطَفُه
كأَنه مِنْ دَمِ الأَجوافِ مَدْمومُ ويقال هما ضربان من البُرود وعَقَلَ الرجلَ
يَعْقِله عَقْلاً واعْتَقَله صَرَعه الشَّغْزَبِيَّةَ وهو أَن يَلْوي رِجله على
رجله ولفلان عُقْلةٌ يَعْقِلُ بها الناس يعني أَنه إِذا صارَعهم عَقَلَ أَرْجُلَهم
وهو الشَّغْزَبيَّة والاعْتِقال ويقال أَيضاً به عُقْلةٌ من السِّحر وقد عُمِلَت
له نُشْرة والعِقالُ زَكاةُ عامٍ من الإِبل والغنم وفي حديث معاوية أَنه استعمل
ابن أَخيه عَمرو بن عُتْبة بن أَبي سفيان على صَدَقاتِ كلْب فاعتَدى عليهم فقال
عمرو بن العَدَّاء الكلبي سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً فكَيفَ لوْ قد
سَعى عَمرٌو عِقالَينِ ؟ لأَصْبَحَ الحيُّ أَوْباداً ولم يَجِدُوا عِندَ
التَّفَرُّقِ في الهَيْجا جِمالَينِ قال ابن الأَثير نصَب عِقالاً على الظرف أَراد
مُدَّةَ عِقال وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه حين امتنعت العربُ عن أَداء الزكاة
إِليه لو مَنَعوني عِقالاً كانوا يُؤَدُّونه إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقاتَلْتُهم عليه قال الكسائي العِقالُ صَدَقة عامٍ يقال أُخِذَ منهم عِقالُ هذا
العام إِذا أُخِذَت منهم صدقتُه وقال بعضهم أَراد أَبو بكر رضي الله عنه بالعِقال
الحَبل الذي كان يُعْقَل به الفَرِيضة التي كانت تؤخذ في الصدقة إِذا قبضها
المُصَدِّق وذلك أَنه كان على صاحب الإِبل أَن يؤدي مع كل فريضة عِقالاً تُعْقَل
به ورِواءً أَي حَبْلاً وقيل أَراد ما يساوي عِقالاً من حقوق الصدقة وقيل إِذا
أَخذ المصَدِّقُ أَعيانَ الإِبل قيل أَخَذ عِقالاً وإِذا أَخذ أَثمانها قيل أَخَذ
نَقْداً وقيل أَراد بالعِقال صدَقة العام يقال بُعِثَ فلان على عِقال بني فلان
إِذا بُعِث على صَدَقاتهم واختاره أَبو عبيد وقال هو أَشبه عندي قال الخطابي إِنما
يُضْرَب المثَل في مِثْل هذا بالأَقلِّ لا بالأَكثر وليس بسائرٍ في لسانهم أَنَّ
العِقالَ صدقة عام وفي أَكثر الروايات لو مَنَعوني عَناقاً وفي أُخرى جَدْياً وقد
جاء في الحديث ما يدل على القولين فمن الأَول حديثُ عمر أَنه كان يأْخذ مع كل
فريضة عِقالاً ورِواءً فإِذا جاءت إِلى المدينة باعها ثمَّ تصَدَّق بها وحديثُ
محمد بن مَسلمة أَنه كان يَعملَ على الصدقة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يأْمر الرجل إِذا جاء بفريضتين أَن يأْتي بعِقالَيهما وقِرانيهما ومن الثاني
حديثُ عمر أَنه أَخَّر الصدقةَ عام الرَّمادة فلما أَحْيا الناسُ بعث عامله فقال
اعْقِلْ عنهم عِقالَين فاقسِمْ فيهم عِقالاً وأْتِني بالآخر يريد صدقة عامَين وعلى
بني فلان عِقالانِ أَي صدقةُ سنتين وعَقَلَ المصَدِّقُ الصدقةَ إِذا قَبَضها
ويُكْرَه أَن تُشترى الصدقةُ حتى يَعْقِلها الساعي يقال لا تَشْتَرِ الصدقة حتى يَعْقِلها
المصدِّق أَي يَقبِضَها والعِقالُ القَلوص الفَتِيَّة وعَقَلَ إِليه يَعْقِلُ
عَقْلاً وعُقولاً لجأَ وفي حديث ظَبْيان إِنَّ مُلوك حِمْيَر مَلَكوا مَعاقِلَ
الأَرض وقَرارها المَعاقِلُ الحُصون واحدها مَعْقِلٌ وفي الحديث ليَعْقِلَنَّ
الدِّينُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِيَّة من رأْس الجبل أَي ليَتحَصَّن ويَعتَصِم
ويَلتَجئُ إِليه كما يَلْتجئ الوَعِلُ إِلى رأْس الجبل والعَقْلُ الملجأُ
والعَقْلُ الحِصْن وجمعه عُقول قال أُحَيحة وقد أَعْدَدْت للحِدْثانِ عَقْلاً لوَ
انَّ المرءَ يَنْفَعُهُ العُقولُ وهو المَعْقِلُ قال الأَزهري أُراه أَراد
بالعُقول التَّحَصُّنَ في الجبل يقال وَعِلٌ عاقِلٌ إِذا تَحَصَّن بوَزَرِه عن
الصَّيَّاد قال ولم أَسمع العَقْلَ بمعنى المَعْقِل لغير الليث وفلان مَعْقِلٌ
لقومه أَي مَلجأ على المثل قال الكميت لَقَدْ عَلِمَ القومُ أَنَّا لَهُمْ إِزاءٌ
وأَنَّا لَهُمْ مَعْقِلُ وعَقَلَ الوَعِلُ أَي امتنع في الجبل العالي يَعْقِلُ
عُقولاً وبه سُمِّي الوعل عاقِلاً على حَدِّ التسمية بالصفة وعَقَل الظَّبْيُ
يَعْقِلُ عَقلاً وعُقولاً صَعَّد وامتنع ومنه المَعْقِل وهو المَلْجأ وبه سُمِّي
الرجُل ومَعْقِلُ بن يَسَارٍ من الصحابة رضي الله عنهم وهو من مُزَيْنةِ مُضَر
ينسب إِليه نهرٌ بالبصرة والرُّطَب المَعْقِليّ وأَما مَعْقِلُ بن سِنَانٍ من
الصحابة أَيضاً فهو من أَشْجَع وعَقَلَ الظِّلُّ يَعْقِل إِذا قام قائم الظَّهِيرة
وأَعْقَلَ القومُ عَقَلَ بهم الظِّلُّ أَي لَجأَ وقَلَص عند انتصاف النهار
وعَقَاقِيلُ الكَرْمِ ما غُرِسَ منه أَنشد ثعلب نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ من كلِّ
جانب كَجَذِّ عَقَاقِيل الكُرُوم خَبِيرُها ولم يذكر لها واحداً وفي حديث الدجال
ثم يأْتي الخِصب فيُعَقِّل الكَرْمُ يُعَقَّلُ الكَرْمُ معناه يُخْرِجُ العُقَّيْلي
وهو الحِصْرِم ثم يُمَجِّج أَي يَطِيب طَعْمُه وعُقَّال الكَلإِ
( * قوله « وعقال الكلأ » ضبط في الأصل كرمان وكذا ضبطه شارح القاموس وضبط في
المحكم ككتاب ) ثلاثُ بَقَلات يَبْقَيْنَ بعد انصِرَامه وهُنَّ السَّعْدَانة
والحُلَّب والقُطْبَة وعِقَالٌ وعَقِيلٌ وعُقَيلٌ أَسماء وعاقِلٌ جَبل وثنَّاه
الشاعرُ للضرورة فقال يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَينِ أَيامِناً وجَعَلْنَ أَمْعَزَ
رامَتَينِ شِمَالا قال الأَزهري وعاقِلٌ اسم جبل بعينه وهو في شعر زهير في قوله
لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُه عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيْسُ
فَعَاقِلُه ؟ وعُقَيْلٌ مصغر قبيلة ومَعْقُلةُ خَبْراء بالدَّهْناء تُمْسِكُ الماء
حكاه الفارسي عن أَبي زيد قال الأَزهري وقد رأَيتها وفيها حَوَايا كثيرة تُمْسِك
ماء السماء دَهْراً طويلاً وإِنما سُمِّيت مَعْقُلة لأَنها تُمْسِك الماء كما
يَعْقِل الدواءُ البَطْنَ قال ذو الرمة حُزَاوِيَّةٍ أَو عَوْهَجٍ مَعْقُلِيّةٍ
تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائر قال الجوهري وقولهم ما أَعْقِلُه عنك شيئاً
أَي دَعْ عنك الشَّكَّ وهذا حرف رواه سيبويه في باب الابتداء يُضْمَر فيه ما
بُنِيَ على الابتداء كأَنه قال ما أَعلمُ شيئاً مما تقول فدَعْ عنك الشك ويستدل
بهذا على صحة الإِضمار في كلامهم للاختصار وكذلك قولهم خُذْ عَنْك وسِرْ عَنْك
وقال بكر المازني سأَلت أَبا زيد والأَصمعي وأَبا مالك والأَخفش عن هذا الحرف
فقالوا جميعاً ما ندري ما هو وقال الأَخفش أَنا مُنْذُ خُلِقْتُ أَسأَل عن هذا قال
الشيخ ابن بري الذي رواه سيبويه ما أَغْفَلَه
( * قوله « ما أغفله » كذا ضبط في القاموس ولعله مضارع من أغفل الامر تركه وأهمله
من غير نسيان ) عنك بالغين المعجمة والفاء والقاف تصحيف