خَلْفُ كما في المُحْكَمِ والصِّحاحِ والعُبَابِ أَو الْخَلْفُ بالَّلامِ كما هو نَصُّ اللَّيْثِ : نَقِيضُ قُدّامَ مُؤَنَّثَةً تكونُ اسْماً وظَرْفاً . الخَلْفُ : الْقَرْنُ بَعْدَ الْقَرْنِ ومنه قولُهُمْ : هؤلاءِ خَلْفُ سُوْءٍ . لِنَاسٍ لاَحِقِينَ بنَاسٍ أكْثَرَ منهمِ قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لِلَبيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ :
ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ في أَكْنَافِهِمْ ... وبَقِيتُ في خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ وقال اللِّحْيَانِيُّ : بَقِينَا في خَلْفِ سَوْءٍ : أَي بَقِيَّةِ سَوْءٍ وبذلك فُسِّرَ قَوْلُه تعالَى : " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ " أَي : بَقِيَّةٌ . قال ابنُ السِّكِّيتِ : الخَلْفُ : الرَّدِئُ مِن الْقَوْلِ ويُقَالُ في مَثَلٍ : " سَكَتَ أَلْفاً ونَطَقَ خَلْفاً " أَي : سَكَتَ عن أَلْفِ كَلِمَةٍ ثم تكلَّم بخَطَإٍ قال : وحَدَّثَنِي ابنُ الأَعْرَابِيِّ قال : كان أَعْرَابِيٌّ مَعَ قَوْمٍ فَحَبَقَ حَبْقَةً فتَشَوَّرَ فأَشَارَ بِإِبْهَامِهِ نَحْوَ اسْتِهِ وقال : إِنًّهَا خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ . الخَلْفُ : الاٍسْتِقَاءُ قال الحُطَيْئَةُ :
" لِزُغْبِ كَأوْلادِ الْقَطَا راثَ خَلْفُهَاعلَى عَاجِزاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَوَاصِلُهْ قال الجَوْهَرِيُّ : يَعْنِي رَاثَ مُخْلِفُها فوضَع المَصْدَرَ مَوْضِعَهُ . الخَلْفُ : حَدُّ الْفَأْسِ أَو رَأْسَهُ هكذا في النُّسَخِ وصَوَابُه : أَو رَأْسُهَا كما هو نَصُّ المُحْكَمِ لأَنَّ الفَأْسِ مُؤَنَّثَةٌ . مِن المَجَازِ : الخَلْفُ مِن الناسِ : مَنْ لا خَيْرَ فِيهِ يُقَال : جَاءَ خَلْفٌ مِن الناسِ ومَضَى خَلْفٌ مِن الناسِ وجاءَ خَلْفٌ لا خَيْرَ فيه قَالَهُ أَبو الدُّقَيْشِ ونَصُّ ابنُ بَرِّيّ : ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِما خَيْرَ فيه . الخَلْفُ : الَّذِينَ ذَهَبُوا مِن الْحَيِّ يَسْتَقُونَ وخَلَّفُوا أَثْقَالَهُم كذا في التَّهْذِيبِ ومَن حَضَرَ مِنْهُمْ ضِدٌّ وهُمْ خُلُوفٌ أَي : حُضُورٌ وغُيَّبٌ ومنه الحديثُ : " أَنَّ اليَهُودَ قالتْ : لقد عَلِمْنَا أَنَّ محمداً لم يَتْرُكْ أَهْلَهُ خُلُوفاً " أَي : لم يَتْرُكْهم سُدَىً لاَ رَاعِيَ لَهُنَّ ولا حَامِيَ يُقَال : حَيٌّ خُلُوفٌ : إِذا غابَ الرِّجَالُ وأَقَامَ النِّسَاءُ ويُطْلَقُ على المُقِيمِينَ والظَّاعِنِينُ قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ وابنُ الأَثِيرِ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي زُبَيْدٍ :
أًصْبَحَ الْبَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيَانٍ ... مُقْشَعِرّاً والْحَيُّ حيٌّ خُلُوفُ أَي : لم يَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ . قال ابنُ بَرِّيّ والصَّاغَانِيُّ : صَوَابُه " آلِ إِيَاسٍ " وهو الرِّوايَةُ ؛ لأَنَّه يَرْثِي فَرْوَةَ بنَ إِياسِ بنِ قَبِيصَةَ . الخَلْفُ : الْفَأْسُ الْعَظِيمَةُ أَو هي التي بِرَأْسٍ وَاحِدٍ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه وفي الصِّحاح : فأْسٌ ذاتُ خَلْفَيْنِ أَي : لها رَأْسَانِ . الخَلْفُ أَيضاً : رَأْسُ الْمُوسَي والمِنْقَارُ الذي يُقْطَعُ به الخَشَبُ . الخَلْفُ : النَّسْلُ . الخَلْفُ أَقْصَرُ أَضْلاعِ الْجَنْبِ ويُقَال له : ضِلَعُ الخَلْفِ وهو أَقْصَى الأَضْلاعِ وأَرَقُّهَا وتَكْسَرُ الخاءُ . أَي : جَمْعُ الكُلِّ : خُلُوفٌ بالضَّمِّ . الخَلْفُ : الْمِرْبَدُ أَو الذي وَرَاءَ الْبَيْتِ وهو مَحْبِسُ الإِبِلِ يُقال : وَرَاءَ بَيْتِكَ خَلْفٌ جَيِّدٌ قال الشاعِرُ :
" وجِيئآ مِنَ الْبَابِ الْمُجَافِ تَوَاتُراًدولا تَقْعُدُا بِالْخَلْفِ فَالْخَلْفُ وَاسِعُالخَلْفُ : الظَّهْرُ بِعَيْنِه عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ ومنه الحديثُ : " لَوْلاَ حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ بَنَيْتُهَا علَى أًسَاسِ إِبْرَاهِيمَ وجَعَلْتُ لَهَا خَلْفَيْنِ فإِنَّ قُرَيْشَاً اسْتَقْصَرَتْ مِن بِنَائِها " كأَنَّه أَرادَ أَن يَجْعَلَ لها بَابَيْنِ والجِهَةُ التي تُقَابِلُ البابَ مِن البَيْتِ ظَهْرُه وإِذا كانَ لها بَابَانِ صارَ لَهَا ظَهْرَانِ الخَلْفُ : الْخَلَقُ مِن الْوِطَابِ عن ابنِ عَبَّادٍ . ولَبِثَ خَلْفَهُ أَي : بَعْدَهُ وبه قُرِئَ قَوْلَهُ تعالَى : " وَإِذاً لاَ يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إِلاَّ قَلِيلاً " أَي : بَعْدَكَ وهي قراءَةُ أَبي جَعْفَرٍ ونَافِعٍ وابنِ كَثِيرٍ وأَبي عمرٍو وأَبي بكرٍ والبَاقُونَ : " خِلاَفَكَ " وقَرَأَ وَرْشٌ بالوَجْهَيْنِ . الخِلْفُ بِالْكَسْرِ : الْمُخْتَلِفُ كالْخِلْفَةِ قال الكِسَائِيُّ : يُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ اخْتَلَفَا : هما خِلْفَانِ وخِلْفَتَانِ قال :
" دَلْوَايَ خِلْفَانِ وسَاقِيَاهمَا أَي إِحْدَاهُمَا مُصْعِدَةٌ والأُخْرَى فَارِغَةٌ مُنْحَدِرَةٌ أَو إِحْدَاهُمَا جَدِيدٌ والأُخْرَى خَلَقٌ . الخِلْفُ أَيضاً : اللَّجُوجُ مِن الرِّجَالِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . قال أَبو عُبَيْدٍ : الخِلْفُ : الاسْمُ مِن الإِخْلافِ وهو الاسْتِقَاء كالْخِلْفَةِ . والخَالِفُ : المُسْتَقِي . الخِلْفُ : مَاأَنْبَتَ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ كالخِلْفَةِ كما سيأْتِي . الخِلْفُ : مَا وَلِيَ الْبَطْنُ مِن صِغَارِ الأَضْلاَعَ وهي قُصَيْراهَا وقال الجَوْهَرِيُّ : الخِلْفُ : أَقْصَرُ أَضْلاعِ الجَنْبِ والجَمْعُ : خُلُوفٌ ومنه قوْلُ طَرَفَةَ :
وطَيُّ مَحَالٍ كَالْحَنِيِّ خُلُوفُهُ ... وأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدٍ الخِلْفُ : حَلَمَةُ ضَرْعِ النّاقَةِ القَادِمَان والآخِران كما في الصِّحاحِ الخِلْفُ : طَرَفُهُ أَي الضَّرْع هو الْمُؤَخَّرُ مِن الأَطْبَاءِ وقيل : هو الضَّرْعُ نَفْسُهُ كما نَقَلَهُ اللَّيْثُ أًو هو لِلنَّاقَةِ كالضَّرْعِ لِلشَّاةِ وقال اللِّحْيَانِيُّ : الخِلْفُ في الخُفِّ والظِّلْفِ والطُّبْيُّ في الحافِرِ والظُّفُرِ وجَمْعُ الخِلْفِ : أَخْلافٌ وخُلُوفٌ قال :
وأَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِيلَ وأَمْتَرِي ... خُلُوفَ المَنَايَا حِينَ فَرَّ المُغَامِسُ وَوَلَدَتِ الشَّاةُ وفي اللِّسَانِ : النَّاقَةُ خِلْفَيْنِ أَي : وَلَدَتْ سَنَةً ذَكَراً وسَنَةً أُنْثَى ومنه قَوْلُهُم : نِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَةٌ بهذا المَعْنَى . وذَاتُ خِلْفَيْنِ بكَسْرِ الخاءِ ويُفْتَحُ : اسْمُ الْفَأْسِ إِذا كانتْ لها رَأْسَانِ وقد تقدَّمَ ج : ذَوَاتُ الْخِلْفَيْنِ . الخَلِفُ كَكَتِفٍ : الْمَخَاضُ وهي الْحَوَامِلُ مِن النُّوقِ الْوَاحِدَةُ بِهَاءٍ كما في الصِّحاحِ وقِيل : جَمْعُها مَخَاضٌ علىغَيْرِ قِياسٍ كما قالُوا لِوَاحِدَةِ النِّسَاءِ : امْرَأَةٌ قال ابنُ بَرِّيّ : شَاهِدُه قَوْلُ الرّاجِزِ :
" مَالَكِ تَرْغِينَ ولا تَرْغُو الخَلِفْ وقيل : هي التي اسْتَكْمَلَتْ سَنَةً بعدَ النِّتَاجِ ثم حُمِلَ عليها فلَقِحَتْ وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : إِذا اسْتَبانَ حَمْلُها فهي خَلِفَةٌ حتى تُعْشِرَ ويَجْمَعُ خَلِفَةٌ أَيضاً علَى خَلِفَاتِ وخَلاَئِف وقد خَلِفَتْ : إِذَا حَمَلَتْ وفي الحديثِ : " ثَلاَثُ آيَاتٍ يَقْرَأُهُنَّ أَحَدُكُمْ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثِ خَلِفَاتٍ سِمَانٍ عِظامٍ " . الخَلَفُ بِالتَّحْرِيكِ : الْوَلَدُ الصَّالِحُ يَبْقَى بعدَ أَبِيهِ فَإِذَا كَانَ الوَلَدُ فَاسِداً أُسْكِنَتْ الَّلامُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرَّاجِزِ :
" إِنَّا وَجَدْنَا خَلَفاً بِئْسَ الْخَلَفْ
" عَبْداً إِذَا مَا نَاءَ بِالْحِمْلِ خَضَفْوقد تقدَّم إِنْشَادُه في " خ ض ف " قريباً قال ابنُ بَرِّيّ : أَنْشَدَهُ الرِّيَاشِيُّ لأَعْرَابِيٍّ يَذُمُّ رَجُلاً اتَّخَذَ وَلِيمَةً . ورُبَّمَا اسْتُعْمِلَ كُلٌّ مِنْهُمَا مَكَانَ الآخَرِ يُقَالُ : هو خَلَفُ صِدْقٍ مِن أَبِيهِ إِذَا قَامَ مَقَامَهُ وكذا خَلَفُ سَوْءٍ مِن أَبِيهِ بالتَّحْرِيكِ فيهما ويُقَال : في هؤلاءِ القَوْمِ خَلَفٌ مِمَّن مَضَى أَي : يَقُومُونَ مَقَامَهْم وفي فُلانٍ خَلْفٌ مِنْ فُلانٍ أَو الْخَلْفُ بالسكونِ وبِالتَّحْرِيكِ : سَوَاءٌ قَالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ وقال الأخْفَشُ : الخَلْفُ والخَلَفُ سَواءٌ منهم مَن يُحَرَّك فيهما جَمِيعاً إذا أَضَافَ وقال اللَّيْثُ : خَلْفٌ بالسُّكُونِ لِلأَشْرَارِ خَاصَّةً وبِالتَّحْرِيكِ ضِدُّهُ قَرْناً كان أَو وَلَداً . قال ابنُ بَرِّيّ : والصَّحِيحُ في هذا وهو المُخْتَارُ أَنَّ الخَلَفَ بالتَّحرِيك خَلَفُ الإِنْسَانِ الذي يَخْلُفُه مِن بَعْدِه يَأْتِي بِمَعْنَى البَدَلِ فيكونُ خَلَفاً منه أَي : بَدَلاً ومنه قَوْلُهُم : هذا خَلَفٌ مِمَّا أُخِذَ لك أَي : بَدَلٌ منه ولهذا جاءَ مَفْتُوحَ الأَوْسَطِ ليَكُونَ عَلَى مِثَالِ البَدَلِ وعلى مِثَالِ ضِدَّهِ أَيضا وهو العَدَمُ والتَّلَفُ ومنه الحديثُ : " اللَّهُمَّ أَعْطِ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً ولِمُمْسِكٍ تَلَفاً " أَي : عِوَضاً يُقَال في الفِعْلِ منه : خَلَفَه في قَوْمِهِ وفي أَهْلِهِ يَخْلُفُهُ خَلَفاً وخِلاَفَةً وخَلَفَنِي فكانَ نِعْمَ الْخَلَفُ وبِئْسَ الخَلَفُ والخَلَفُ في قَوْلِهم : نِعْمَ الخَلَفُ وبِئْسَ الخَلَفُ وخَلَفُ صِدْقٍ وخَلَفُ سَوْءٍ وخَلَفٌ صَالِحٌ هوفي الأَصْلِ مَصْدَرٌ سُمِّيَ به مَن يكونُ خَلِيفَةً والجَمْعُ أَخْلاَفٌ كما تقولُ : بَدَلٌ وأَبْدَالٌ لأَنَّهُ بمَعْنَاه . قال : وحكَى أَبو زَيْدٍ : هُم أَخْلاَفُ سَوْءٍ جَمْعُ خَلَفٍ . قال : وأَمَّا الخَلْفُ سَاكِنُ الوَسَطِ فهو الذي يجِئُ بعدَ الأَوَّلِ بمَنْزِلَةِ القَرْنِ بعدَ القَرْنِ والخَلْفُ : المُتَخَلِّفُ عن الأَوَّلِ هَالِكاً كان أَو حَيَّا والخَلْفُ : الباقي بعدَ الهالكِ والتَّابِعُ له هو في الأَصْلِ أَيضاً مِن خَلَفَ يَخْلُفُ خَلْفاً سُمِّيَ به المُتَخَلِّفُ والْخَالِفُ لا عَلَى جِهَةِ الْبَدَلِِ وجَمْعُهُ خُلُوفٌ كقَرْنٍ وقُرُونٍ . قال : ويكون مَحْمُوداً ومَذْمُوماً فشَاهِدُ المَحْمُودِ قَوْلُ حَسّانَ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عنه :
لَنَا الْقَدَمُ الأُولَى إِلَيْكَ وخَلْفُنَا ... لأِوَّلِنَا في طَاعَةِ اللهِ تَابِعُ فالخَلْفُ هنا : هو التَّابِعُ لِمَنْ مَضَى وليس مِن مَعْنَى الخَلْفُ هنا المُتَخَلِّفُونَ عَن الأَوَّلِينَ أَي : البَاقُونَ وعليه قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ : " فخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ فسُمِّيَ بالمَصْدَرِ فهذا قَوْلُ ثَعْلَبٍ قال : وهو الصَّحِيحُ وحكَى أَبوالحَسَنِ الأَخْفَشُ في خَلْفَفِ صِدْقٍ وخَلْفَفِ سَوْءٍ التَّحْرِيكَ والإِسْكَانَ فقالَ : والصَّحِيحُ قَوْلُ ثَعْلَبٍ أَنَّ الخَلَفَ يَجِيءُ بمَعْنَى البَدَلِ والخِلاَفَةِ والخَلْفُ يَجِيءُ بمعْنَى التَّخَلُّفِ عمَّن تقدَّم . قال : وشَاهِدُ المَذْمُومِ قَوْلُ لَبِيدٍ :
" وبَقِيتُ في خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِقال : ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِمَا لاخَيْرَ فيه وكِلاَهَمَا سُمِّيَ بالمَصْدَرِ أَعْنِي المَحْمُودَ والمَذْمُومَ فقد صارَ علَى هذا لِلفِعْلِ مَعْنَيَانِ خَلَفْتُهُ خَلَفاً : كنتُ بَعْدَه خَلَفاً منه وبَدَلاً وخَلَفْتُه خَلْفاً جِئْتُ بَعْدَه واسْمُ الفاعِلِ مِن الأَوَّلِ خَلِيفَةٌ وخَلِيفٌ ومِنَ الثَّانِ خَالِفَهٌ وخَالِفٌ قال : وقد صَحَّ الفَرْقُ بَيْنَهُمَا علَى ما بَيَّنَّاه . الخَلَفُ بالتَّحْرِيكِ : مَا اسْتَخَلَفْتَ مِن شَيءٍ كما في الصِّحاحِ أَي اسْتَعْوَضْتَهُ واسْتَبْدَلْتَهُ تقول : أَعْطَاكَ اللهُ خَلَفاً مِمَّا ذَهَبَ لك ولا يُقَالُ : خَلْفاً يُقَال : هو مِن أَبِيهِ خَلَفٌ أَي : بَدَلٌ والبَدَلُ مِن كُلِّ شَئٍ خَلَفٌ منه . وفي حديثٍ مَرْفُوعٍ : " يَحْمِلُ هذا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الغَالِينَ وانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ وتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ " قال القَعْنَبِيُّ : سمعتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ مالكَ بنَ أَنَسٍ بهذا الحديثِ . قلتُ : وقد رُوِيَ هذا الحديثُ مِن طَرِيقِ خَمْسَةٍ مِن َ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم وقد خَرَّجْتُه في جُزْءٍ لَطِيفٍ وبَيَّنَتُ طُرُقَهُ ورِوَاياتِهِ فرَاجِعْهُ . قال ابنُ الأَثِيرِ : الخَلَفُ بالتَحْرِيكِ والسُّكُون : كُلُّ مَن يَجِيءُ بعدَ مَنْ مَضَى إِلاّ أَنَّه بالتَّحْرِيكِ في الخَيرِ وبِالتَّسْكِينِ في الشَّرِّ يُقَال : خَلَفُ صِدْقٍ وخَلْفُ سَوْءٍ ومَعْنَاهما جَمِيعاً : القَرْنُ مِن النَّاسِ قال : والمُرَادُ في هذا الحديثِ المَفْتُوحُ ومن بالسَّكُونِ الحديثُ : " سَيَكُونُ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ " وفي حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ : " ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ " هي جَمْعُ خَلْفٍ . الخَلَفُ : مَصْدَرُ الأَخْلَفِ لِلأَعْسَرِ قال أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :
زَقَبٌ يَظَلُّ الذِّئْبُ يَتْبَعُ ظِلَّهُ ... مِنْ ضِيق مَوْرِدِهِ اسْتِنَانَ الأَخْلَفِالزَّقَبُ : الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ والاسْتِنَانُ : الجَرْيُ علَى جِهَةٍ واحِدَةٍ . قيل : الأَخْلَفُ : اسْمُ الأَحْوَلِ وقيل : اسْمٌ لِلْمُخَالِفِ الْعِسِرِ الذي كَأَنَّهُ يَمْشِي علَى شِقٍّ وفي الصِّحاحِ بَعِيرٌ أَخْلَفُ بَيِّنُ الخَلَفِ إِذا كان مَائِلاً علَى شِقٍّ حَكاه أَبو عُبَيْدٍ . قلت : وهكذا قَالَهُ الأَصْمَعِيُّ أَيضاً وفي شَرْحِ الدِّيوانِ : الأَخْلَفُ : الذي كأَنَّهُ يَمِيلُ علَى أَحَدِ شِقَّيْهِ مِنْ ضِيقِ المَوْرِدِ وقال بعضُهُمْ : أَيْ هو يَمْشِي مَشْىَ الأَعْسَرِ هكذا في شِقٍّ . وخَلَفُ بنُ أَيُّوبَ العَامِرِيُّ مُفْتِي بَلْخَ ضَعَّفَهُ ابنُ مَعِينٍ . خَلَفُ بنُ تَمِيمٍ الكُوفِيُّ بالمِصَّيصَةِ : نَاسِكٌ مُجَاهِدٌ صَحِبَ إِبراهيمَ بنَ أَدْهَمَ . خَلَفُ بنُ خَالِدٍ المِصْرِيُّ اتَّهَمَهُ الدَّارَ قُطْنِيُّ بوَضْعِ الحديثِ . خَلَفُ بنُ خَلِيفَةَ أَبو أَحْمدَ مَوْلَى أَشْجَعَ وقد قيل : مَوْلَى النَّخَعِ يَرْوِي عن العِرَاقِيِّين وحُمَيْدٍ الأَعْرَجِ وذُؤَيْبَةَ رَوَى عنه قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ ونَاسٌ مَوْلِدُه بالكُوفةِ ثم تَحَوَّلَ إِلى وَاسِط ثم انْتَقَلَ إِلى بَغْدَادَ ومات سنة 181 عن مائةِ سَنَةٍ وقد رأَى عَمْرَو بنَ حُرَيْثٍ . رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه وهو صَبِيٌّ صَغِيرٌ ولم يَحْفَظْ عنه شَيْئاً ولذا لم يُعَدَّ تَابِعِيّاً قالَهُ ابنُ حِبَّانَ في الثِّقَاتِ . خَلَفُ بنُ سَالِم الحافِظُ أَبو محمدٍ المُخَرَّمِيُّ عن هُشَيْمٍ وعنه أَبو القاسم البَغَوِيُّ . خَلَفُ بنُ مَهْدَانَ هكذا في النُّسَخِ ولم أَجِدْهُ في مَوْضِعٍ ولعلَّه خَلَفُ بنُ مَهْرَانَ الآتي ذِكْرُه . خَلَفُ بنُ مُوسَى العَمِّيُّ عن أَبيهِ وحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ وعنه تَمْتَامٌ والرَّمادِيُّ صَدُوقٌ تُوُفِّيَ سنة 221 . خَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزَّار أَبو محمدٍ البَغْدَادِيُّ المُقْرِئُ عن مالكٍ وشَرِيكٍ وعنه مُسْلِمٌ وأَبو دَاوُدَ مات سنة 229 . خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ أَبو عيسَى الوَاسِطِيُّ كُرْدُوس عن يَزِيدَ ورَوْحٍ وعنه ابنُ مَاجَة . وأَما خَلَفُ بنُ محمّد الخَيّامُ البُخَارِيُّ فإِنَّهُ مَشْهُورٌ كان في المائِةِ الرَّابِعَةِ قال أَبو يَعْلَىالخَلِيلِيُّ : خَلَطَ وهو ضَعِيفٌ جِدَّا رَوَى مُتَوناً لم تُعْرَفْ . خَلَفُ بنُ مَهْرَانَ العَدَوِيُّ البَصْرِيُّ عن عامرٍ الأَحْوَلِ وعنه حَرَمِيُّ بن عُمارَةَ : مُحَدِّثُونَ . وفَاتَهُ : خَلَفُ بنُ حَوْشَبٍ الكُوفِيُّ العابدُ . وأَبُو المُنْذِرِ خَلَفُ بنُ المُنْذِرِ البَصْرِيُّ . وخَلَفُ بنُ عُثْمَانَ الخُزَاعِيُّ ؛ هؤلاءِ الثلاثةُ ذَكَرَهم ابنُ حِبَّانَ في الثِّقاتِ . وخَلَفُ بنُ رَاشِدٍ وخَلَفُ بنُ عبدِ اللهِ السَّعْدِيُّ وخَلَفُ بنُ عَمْرو ؛ مَجَاهِيلُ . وخَلَفُ بنُ عامرٍ البَغْدَادِيُّ الضَّرِيرُ وخَلَفُ بن المُبَارَكِ وخَلَفُ بن يَحْيى الخُرَاسَانِيُّ قَاضِي الرَّيِّ قَبْلَ المائتين وخَلَفُ بنُ ياسِين ؛ هؤلاءِ تُكُلِّمَ فيهم واخْتُلِفَ . ومحمدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ أَخْبَارِيٌّ لَيِّنٌ . وأَبُو خَلَفٍ : تَابِعِيَّانِ أَحدُهما اسْمُه حَازِمُ بنُ عَطاءٍ الأَعْمَى البَصْرِيُّ نَزِيلُ المَوْصِلِ رَوَى عن أنَسٍ وعنه مُعَانُ بنُ رِفَاعَةَ السّلامِيّ قَالَهُ المِزِّيُّ ونَقَلَ الذَّهَبِيُّ عن يحيى أَنَّه كَذَّابٌ . وأَبُو خَلَفٍ : رجلٌ آخَرُ رَوَى عن الشَّعْبِيِّ وآخَرُ رَوَى عنه عِيسَى ابنُ يُونُسَ . وأَبو خَلَفٍ : موسى بنُ خَلَفٍ العَمِّيُّ البَصْرِيُّ رَوَى عن قَتَادَةَ وعنه ابنُه خَلَفٌ . وخُلُفٌ بِضَمَّتَيْنِ : ة وفي بَعْضِ النُّسَخِ : مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ . قال ابنُ عَبّادٍ : الأَخْلَفُ : الأَحْمَقُ . قيل : السَّيْلُ وقال السُّكَّرِيُّ في شرح الدِّيوَان : والأَخْلَفُ : بعضُهُم يقول : إِنَّه نَهْرٌ أَي : في قَوْلِ أَبي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ الذي سبَق ذِكْرُه . الأخْلَفُ : الْحَيَّةُ الذَّكَرُ عن ابنِ عَبَّادٍ . قال : الأخْلَفُ : الْقَلِيلُ الْعَقْلِ كالخُلْفُفِ بِالضَّمِّ كما سيأْتي وهو خُلْفُفٌ وخُلْفُفَةٌ . والْخُلْفُ بِالضَّمِّ : الاسْمُ مِن الإِخْلاَفِ وهو في المُسْتَقْبَلِ كالْكَذِبِ فيالْمَاضِي نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ والجَوْهَرِيُّ يُقَال : أَخْلَفَهُ وَعْدَهُ وهو أَن يقولَ شَيْئاً ولا يَفْعَلَهُ علَى الاسْتِقْبَالِ . قال شَيْخُنا : وهو أَغْلَبِيٌّ وإِلاّ ففي التَّنْزِيل : " ذلكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ " وقيل " أعَمّ لأَنَّه فيما عُبِّرَ عنه بجُمْلَةٍ إِنْشَائِيَّةٍ وقيل : الخُلْفُ بالضَّمِّ : القَوْلُ الباطلُ ومَرَّ أَنَّه بالفَتْحِ ولعلَّه ممَّا فيه لُغَتَانِ . انتهى . والخَلْفُ - الذي مَرَّ أَنَّه بمَعْنَى القَوْلِ الرَّدِىءِ - لم يَنْقُلُوا فيه إِلاَّ الفتحَ فقط وأَمّا الذي بالضَّمِّ فليس إِلاَّ الاسْمَ مِن الإِخْلافِ أَو المُخَالَفَةِ واللَّغَةُ لا يَدْخُلُها القِيَاسُ والتَّخْمِينُ . أَو هو أَي : الإخْلافُ أَن لا تَفِيَ بالعَهْدِ وأَنْ تَعِدَ عِدَةً ولا تُنْجِزَهَا قالَهُ اللِّحْيَانِيُّ يُقَال : رَجُلٌ مُخْلِفٌ أَي : كثيرُ الإِخْلافِ لِوَعْدِهِ وقيل : الإِخْلافُ : أَن يَطْلُبَ الرجلُ الحاجةَ أَو الماءَ فلا يَجِدُ ما طَلَبَ قال اللِّحْيَانِيُّ : والخُلْفُ : اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الإخْلافِ قال غيرُه : أَصْلُ الخُلْفِ : الخُلُفُ بضَمَّتَيْنِ ثم خُفِّفَ وفي الحديثِ : " إِذا وَعَدَ أَخْلَفَ " أَي : لم يَفِ بعَهْدِهِ ولم يَصْدُقْ . الخُلْفُ أَيضاً : جَمْعُ الْخَلِيفِ كأَمِيرٍ في مَعَانِيهِ التي تُذْكَرُ بَعْدُ . وكَزُبَيْرٍ خُلَيْفُ بنُ عُقْبَةَ مِن تَبَعِ التَّابِعِينَ يَرْوِي عن ابنِ سِيرِين وعنه سُلَيْمَانُ الجَرْمِيُّ وحَمَّادُ بن زَيْدٍ قَالَهُ ابنُ حِبّضانَ . والْخِلْفَةُ بِالْكَسْرِ : الاسْمُ مِن الاخْتِلاَفِ أَي خِلافُ الاتِّفَاقِ أَو مَصْدَرُ الاخْتِلافِ أَي : التَّرَدُّدِ و منه قَوْلُه تعالَى : " وهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً " نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيْ : هذا خَلَفٌ مِن هذا أَي عِوَضٌ منه وبَدَلٌ أَو هذا يَأْتِي خَلْفَ هذا أَي في أَثَرِهِ أَو مَعْنَاهُ أَي معنَ قَوْلِهِ تَعَالى : " خِلْفَةً " : مَنْ فَاتَهُ أَمْرٌ وفي اللِّسَانِ : عَمَلٌ بِاللَّيْلِ أَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ وبِالْعِكْسِ فَجَعَلَ هذا خَلَفاً مِن هذا قَالَهُ الفَرَّاءُ . والْخِلْفَةُ أَيضاً : الرُّقْعَةُ يُرْقَعُ بِهَا الثُّوْبُ إِذا بَلِيَ . الخِلْفَةُ : مَا يُنْبِتُهُ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ بَعْدَمَا يَبِسَ العُشْبُ الرِّبْعِي وفي الصِّحاحِ : قال أَبو عُبَيْدٍ : الخِلفَةُ : ما نَبَتَ في الصَّيْفِ قال ذُوالرُّمَّةِ يصِفُ ثَوْراً : لْمَاضِي نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ والجَوْهَرِيُّ يُقَال : أَخْلَفَهُ وَعْدَهُ وهو أَن يقولَ شَيْئاً ولا يَفْعَلَهُ علَى الاسْتِقْبَالِ . قال شَيْخُنا : وهو أَغْلَبِيٌّ وإِلاّ ففي التَّنْزِيل : " ذلكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ " وقيل " أعَمّ لأَنَّه فيما عُبِّرَ عنه بجُمْلَةٍ إِنْشَائِيَّةٍ وقيل : الخُلْفُ بالضَّمِّ : القَوْلُ الباطلُ ومَرَّ أَنَّه بالفَتْحِ ولعلَّه ممَّا فيه لُغَتَانِ . انتهى . والخَلْفُ - الذي مَرَّ أَنَّه بمَعْنَى القَوْلِ الرَّدِىءِ - لم يَنْقُلُوا فيه إِلاَّ الفتحَ فقط وأَمّا الذي بالضَّمِّ فليس إِلاَّ الاسْمَ مِن الإِخْلافِ أَو المُخَالَفَةِ واللَّغَةُ لا يَدْخُلُها القِيَاسُ والتَّخْمِينُ . أَو هو أَي : الإخْلافُ أَن لا تَفِيَ بالعَهْدِ وأَنْ تَعِدَ عِدَةً ولا تُنْجِزَهَا قالَهُ اللِّحْيَانِيُّ يُقَال : رَجُلٌ مُخْلِفٌ أَي : كثيرُ الإِخْلافِ لِوَعْدِهِ وقيل : الإِخْلافُ : أَن يَطْلُبَ الرجلُ الحاجةَ أَو الماءَ فلا يَجِدُ ما طَلَبَ قال اللِّحْيَانِيُّ : والخُلْفُ : اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الإخْلافِ قال غيرُه : أَصْلُ الخُلْفِ : الخُلُفُ بضَمَّتَيْنِ ثم خُفِّفَ وفي الحديثِ : " إِذا وَعَدَ أَخْلَفَ " أَي : لم يَفِ بعَهْدِهِ ولم يَصْدُقْ . الخُلْفُ أَيضاً : جَمْعُ الْخَلِيفِ كأَمِيرٍ في مَعَانِيهِ التي تُذْكَرُ بَعْدُ . وكَزُبَيْرٍ خُلَيْفُ بنُ عُقْبَةَ مِن تَبَعِ التَّابِعِينَ يَرْوِي عن ابنِ سِيرِين وعنه سُلَيْمَانُ الجَرْمِيُّ وحَمَّادُ بن زَيْدٍ قَالَهُ ابنُ حِبّضانَ . والْخِلْفَةُ بِالْكَسْرِ : الاسْمُ مِن الاخْتِلاَفِ أَي خِلافُ الاتِّفَاقِ أَو مَصْدَرُ الاخْتِلافِ أَي : التَّرَدُّدِ و منه قَوْلُه تعالَى : " وهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً " نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيْ : هذا خَلَفٌ مِن هذا أَي عِوَضٌ منه وبَدَلٌ أَو هذا يَأْتِي خَلْفَ هذا أَي في أَثَرِهِ أَو مَعْنَاهُ أَي معنَ قَوْلِهِ تَعَالى : " خِلْفَةً " : مَنْ فَاتَهُ أَمْرٌ وفي اللِّسَانِ : عَمَلٌ بِاللَّيْلِ أَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ وبِالْعِكْسِ فَجَعَلَ هذا خَلَفاً مِن هذا قَالَهُ الفَرَّاءُ . والْخِلْفَةُ أَيضاً : الرُّقْعَةُ يُرْقَعُ بِهَا الثُّوْبُ إِذا بَلِيَ . الخِلْفَةُ : مَا يُنْبِتُهُ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ بَعْدَمَا يَبِسَ العُشْبُ الرِّبْعِي وفي الصِّحاحِ : قال أَبو عُبَيْدٍ : الخِلفَةُ : ما نَبَتَ في الصَّيْفِ قال ذُوالرُّمَّةِ يصِفُ ثَوْراً :" تَقَيَّظَ الرَّمْلَ حَتَّى هَزَّ خِلْفَتَهُتَرَوُّحُ الْبَرْدِ مَافِي عَيْشِهِ رَتَبُ وزَرْعُ الْحُبُوبِ خِلْفَةً وذلك بعدَ إِدْرَاكِ الأَوَّلِ لأَنَّهُ يُسْتَخْلَفُ مِنَ الْبُرِّ والشَّعِيرِ والخِلْفَةُ : اخْتِلاَفُ الْوُحُوِش مُقْبِلَةً مُدْبِرَةً وبه فُسِّرَ قَوْلُ زُهَيْرِ بنِ أَبي سُلْمَى أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ :
" بِهَا الْعَيْنُ والآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفَةًوأَطْلاَؤُهَا يَنْهَضْنَ في كُلِّ مَجْثَمِ أَي : تَذْهَبُ هذه وتَجِيءُ هذه . الخِلْفَةُ : مَاعُلِّقَ خَلْفَ الرَّاكِبِ قال :
" كماعُلِّقَتْ خِلْفَةُ الْمَحْمِلِ الخِلْفَةُ : الرَّيِّحَةُ وهو مَايَتَفَطَّرُ عَنْهُ الشَّجَرُ في أَوَّلِ الْبَرْدِ وهو من الصُّفْرِيَّةِ . أَو الخِلْفَةُ : ثَمَرٌ يَخْرُجُ بَعْدَ ثَمَرٍ كَثِيرٍ وقد أَخْلَفَ الثَّمَرُ : إِذا خَرَجَ منه شَيْءٌ بعدَ شَيْءٍ . أو الخِلْفَةُ : نَبَاتُ وَرَقٍ دُونَ وَرَقٍ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : بعدَ وَرَقٍ قد تَنَاثَرَ وقد أَخْلَفَ الشَّجَرُ إِخْلافاً وفي النِّهَايَةِ : هوالوَرَقُ الأَوَّلِ في الصَّيْفِ . وشَئٌ يَحْمِلُهُ الكَرْمُ بَعْدَمَا يَسْوَدُّ العِنَبُ فَيُقْطَفُ العِنَبُ وهو غَضٌّ أَخْضَرُ ثُمَّ يُدْرِكُ وكذلك هو مِن سَائِرِ التَّمَرِ أَو أَنْ يَأْتِيَ الكَرْمُ بِحِصْرِمٍ جَدِيدٍ . الخِلْفَةُ : أَنْ يُنَاظِرُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ هكذا في النُّسَخِ وفي بَعْضِها : يُنَاصِرُ من النَّصْرِ وهكذا وُجِدَ بخَطِّ المُصَنِّفِ والصَّوَابُ : أَن يُبَاصِرُ مِن البَصَر كما هو نَصُّ العُبَابِ والجَمْهَرَةِ فَإِذاغَابَ عَن أَهْلِهِ خَالَفَهُ إِلَيْهِمْ يُقَال : يَخَالِفُ إِلَى امْرَأَةِ فُلانٍ أَي : يَأْتِيها إِذا غَابَ عنها زَوْجُهَا قال ابنُ دُرَيْدٍ : قالَ أَبو زَيْدٍ : يُقَال : اخْتَلَفَ فُلانٌ صَاحِبَهُ والاسْمُ الخِلْفَةُ بالكَسْرِ وذلك أَنْ يُبَاصِرَه حَتّى إِذا غَابَ جَاءَ فدَخَلَ عليه فتلك الخِلْفَةُ . الخِلْفَةُ : الدَّوَابُّ التي تَخْتَلِفُ في أَلْوَانِهَا وهَيْئَتِهَا وبه فُسِّرَ أَيَضاً قَوْلُ زُهَيْرٍ السَّابِقُ أَو تخَتَلِفُ في مِشْيَتِها ؟ وهذا قد تقدَّم . الخِلْفَةُ : مَايَبْقى بَيْنَ الأَسْنَانِ مِن الطَّعَامِ يُقَال : أَكَلَ طَعَاماً فَبَقِيَتْ في فِيهِ خِلْفَةٌ ؟ فتَغَيَّرَ فُوهُ نَقَلَهُ اللِّحْيَانِيُّ . الخِلْفَةُ : الْهَيْضَةُ وهو فَسَادُ المَعِدَةِ مِن الطَّعَامِ يُقَالُ : أَخَذَتْهُ خِلْفَةٌ : إِذا اخْتَلَفَ إِلى المُتُوَضَّإِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . الخِلْفَةُ : وَقْتٌ بَعْدَ وَقْتٍ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . الخِلْفَةُ : نَبْتٌ يَنْبُتُ بَعْدَ نَبْتٍ قد تَهَشَّمَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَويَنْبُتُ مِن غَيْرِ مَطَرٍ بَلْ بِبَرْدِ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَهُ أَبو زِيَادٍ الكِلاَبِيُّ . الخِلْفَةُ : الْقَوْمُ الْمُخْتَلِفُونَ يُقَال : القَوْمُ خِلْفَةٌ حكاه أَبو زَيْدٍ ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . الخِلْفَةُ : الْمُخَالَفَةُ والمُضَادَّةُ ويُضَمُّ في هذا فكأَنَّهُ اسْمٌ منه ووُجِدَ هنا في بعضِ النُّسَخِ : " المُخْتلِفون المُخَالفة " بحَذْفِ واوِ العَطْفِ وفي بَعْضِهَا : المُخَالف بغيرِ هَاءٍ وكلُّ ذلك غَلَطٌ . يُقَال : لَهُ وفي اللِّسَان : لها وَلَدَانِ أَو عَبْدَانِ أَو أَمَتَانِ خِلْفَتَانِ هذِه عن الكِسَائِيِّ وخِلْفَانِ : إِذَا كَانَ أَحَدُهُمَا طَوِيلاً والآخَرُ أَسْوَدَ وقال غيرُ الكِسَائِيِّ : هما خِلْفَانِ في المُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ :
" دَلْوَايَ خِلْفَانِ وسَاقِيَاهُمَاأَي : إِحْداهُما مُصْعِدَةٌ مَلأَى والأخْرَى مُنْحَدِرَةٌ فَارِغَةٌ وقد تقدَّم قريباً . الْكُلِّ : أَخْلافٌ وخِلْفَةٌ لم يُضْبَطُ الأَخِيرُ فاقْتَضَى أَن يكونَ بالكَسْرِ فالسُّكُونِ والصَّوابُ : خِلَفَةٌ بكَسْرٍ فَفَتْحٍ كقِرْدَةٍ وقِرَدَةٍ . وكُلُّ لَوْنَيْنِ اجْتَمَعَا فَهُمَا خِلْفَةٌ ونَصُّ الكِسَائِيِّ : خِلْفَتَانِ ونَصُّ اللِّحْيَانِيِّ : يُقَال لكُلِّ شَيْئَيْنِ اخْتَلَفا : هما خِلْفَانِ . وخِلْفَةُ وِرْدِ الإِبِلِ هو : أَنْ يُورِدَهَا بِالْعَشِيِّ بَعْدَمَا يَذْهَبُ النَّاسُ كما في اللِّسَانِ . يُقال : مِنْ أَيْنَ خِلْفَتُكُمْ ؟ أَي : مِن أَيْنَ تَسْتَقُونَ ؟ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . يُقَال : أَخَذَتْهُ خِلْفَةٌ : إِذا كَثُرَ تَرُدُّدُهُ إِلَى الْمُتَوَضَّإِ لَذَرَبِ مَعِدَتِهِ مِن الهَيْضَةِ . الخُلْفَةُ بِالضَّمِّ : الْعَيْبُ والفَسَادُ والْحُمْقُ كَالْخَلاَفَةِ كَسَحَابَةٍ يُقَال : مَا أَبْيَنَ الخَلاَفَةَ فيه ! أَي : الحُمْقُ . الخُلْفَةُ أَيضاً : الْعَتَهُ والْخِلاَفُ أَي : المُخَالَفَةُ وبكُلِّ ذلك فُسِّرَ قَوْلُهم : " أَبِيعُك هذا العَبْدَ وأَبْرَأُ إِليكَ مِنْ خُلْفَتِهِ " . يُقَال : رجلٌ ذو خُلْفَةٍ وقال ابنُ بُزُرْجَ : خُلْفَةُ العَبْدِ : أَن يكونَ أَحْمَقَ مَعْتوهاً وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : أَي أَبْرَأُ إِليْكَ مِن خِلافِهِ وقال غيرُه : أَي مِنْ فَسادِهِ وقد خَلَفَ يَخْلُفُ خَلاَفَةً وخُلُوفاً . الخُلْفَةُ مِن الطَّعَامِ : آخِرُ طَعْمِهِ يُقَالُ : إِنَّهُ لَطَيِّبُ الخُلْفَةِ . الخَلْفَةُ بِالْفَتْحِ وكَصَرَدٍ هكذا في النُّسَخِ وفي بعضِها : وبِالفَتْحِ : ج كصُرَدٍ : ذَهَابُ شَهْوَةِ الطَّعَامِ مِن الْمَرَضِ وكُلٌّ مِن النُّسْخَتَيْنِ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ والذي في أُمَّهَاتِ اللُّغَةِ : ويُقَال : خَلَفَتْ نَفْسُه عن الطَّعَامِ فهو يَخْلُفُ خُلُوفاً : إِذا أَضْرَبَت عن الطَّعَامِ مِن مَرَضٍ . الخَلْفَةُ أَيضاً : مَصْدَرُ خَلَفَ الْقَمِيصَ يَخْلُفُه خَلْفَةً وقال كُرَاعٌ : خَلْفاً : إِذَا أَخْرَجَ بَالِيَهُ ولَفَقَهُ لَفْقاً . والْمِخْلاَفُ : الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الإِخْلاَفِ وفي الصِّحاحِ : رَجُلٌ مِخْلافٌ : كَثِيرُ الخِلاَفِ لِوَعْدِهِ . المِخْلاَفُ : الْكُورَةُ يُقْدِمُ عليها الإنْسَانُ كذا في المُحْكَم ومِنْهُ مَخَالِيفُ الْيَمَنِ أَي : كُوَرُهَا وفي حديثِ مُعَاذٍ : " مَنْ تَخلَّفَ مِنْ مِخْلاَفٍ إِلَى مِخْلاَفٍ فَعُشْرُهُ وصَدَقَتُهُ إِلَى مِخلافِه الأَوَّلِ إِذا حَالَ عَلَيْه الْحَوْلُ " . وقالأَبو عمرٍو : ويُقالُ : اسْتُعْمِلَ فُلانٌ علَى مَخَالِيفِ الطَّائِفِ وهي الأَطْرَافُ والنَّوَاحِي وقال خالدُ بنُ جَنْبَةً : في كُلِّ بَلَدٍ مِخْلاَفٌ بمَكَّةَ والمَدِينةِ والبَصْرَةِ والكُوفَةِ وكَنَّا نَلْقَى بنِ نُمَيْرٍ ونحن في مِخْلافِ المَدِينَةِ وهم في مِخْلافِ اليَمَامَةِ وقال أَبو مُعَاذٍ : المِخْلاَفُ : البَنْكَرْدُ . وقال اللَّيْثُ : يُقَال : فُلانٌ مِن مِخْلافِ كذا وكذا وهو عِنْدَ اليَمَنِ كَالرُّسْتَاقِ والجَمْعُ : مَخَالِيفُ وقال ابنُ بَرِّي : المَخَالِيفُ لأَهْلِ الْيَمْنِ كالأَجْنَادِ لأَهْلِ الشَّامِ والكُوَرِ لأَهْلِ العِرَاقِ والرَّسَاتِيق لأَهْلِ الْجِبَالِ والطَّسَاسِيجِ لأَهْلِ الأَهْوَازِ . هذا مانَقَلَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ قال ياقُوتُ : تحتَ قَوْلِ خالِدِ بنِ جَنْبَةَ المُتَقَدِّمِ قلتُ : وهذا كما ذكرْنا بالْعَادَةِ والإِلْفِ إِذا انْتَقَلَ اليَمَانيُّ إِلَى هذه النَّوَاحِي سَمَّى الكُورَةَ بما أَلِفَهُ مِنْ لُغَةِ قَوْمِهِ وفي الْحَقِيقَةِ إِنَّمَا هي لُغَةُ أَهْلِ اليَمَنِ خَاصَّةً وقال أَيضاً ؟ بعدَما نَقَلَ كلامَ اللَّيْثِ - : ومَا عَدَاهُ كما تقدَّم ذِكْرُه قلتُ : هذا الَّذِي بَلَغْنِي فيه ولم أَسْمَعْ في اشْتِقَاقِهِ شَيْئَاً وعندي فيه مَا أَذْكُرُهُ وهو أَنَّ وَلَدَ قَحْطَانَ لمَّا اتَّخَذُوا أَرْضَ اليَمَنِ مَسْكَناً وكَثُرُوا فيه ولم يَسَعْهُمْ المُقَامُ في مَوْضِعٍ وَاحِدٍ أَجْمَعُوا رَأْيَهُمٍ عَلَى أَنْ يَسِيرُوا في نَوَاحِي الْيَمَنِ فيَخْتَارُ كُلُّ بَنِي أَبٍ مَوْضِعاًيَعْمُرُونَهُ ويَسْكُنُونَه فكانُوا إِذا صَارُوا في نَاحِيَةٍ واخْتَارَهَا بَعْضُهُمْ تَخَلَّفَ بها عن سائرِ القَبَائِلِ وسَمَّاها باسْمِ أَبي تلكَ القَبِيلَةِ المُتَخَلِّفَةِ فيه فسَمَّوْهَا مَخَالِفَ لِتَخَلُّفِ بَعْضِهِم عن بَعْضٍ فيها أَلا تَرَاهُم سَمَّوْها مِخْلافَ زَبِيدٍ ومِخْلافَ سِنْحَانَ ومِخْلاَفَ هَمَدَان لا بُدَّ مِن إِضَافَتِهِ إِلَى قَبِيلَةٍ . انْتَهَى كلامُه . وقد عَدَّ الصَّاغَانِيُّ مَخَالِيفَ الْيَمَنِ فقال : ولِكُلِّ مِخْلاف اسْمٌ يُعْرَفُ به كمِخْلاف أَبْيَنَ ومِخْلاَفِ أَقْيَانَ ومِخْلاَفِ أَلْهَانَ ومِخْلاَفِ الْبَوْنِ ومِخْلاَفِ بَيْحَانَ ومِخْلاَفِ بَنِي شِهَابٍ ومِخْلافِ ثاتٍن ومِخْلاَفِ جَيْشَانَ ومِخْلاَفِ جُبْلان ومِخْلاَفِ جَنْبٍ ومِخْلاَفِ جَهْرَانَ ومِخْلاَفِ جُعْفِيً ومِخْلاَفِ جَعْفَرٍ ومِخْلاَفِ حَرَازٍ ومِخْلاَفِ حَضُورٍ ومِخْلاَفِ خَوْلاَنَ ومِخْلاَفِ خَارِف ومِخْلاَفِ ذَمَار ومِخْلاَفِ ذِي جُرَّةَ ومِخْلاَفِ رُعَيْنٍ ومِخْلافِ رُدَاعٍ ومِخْلاَفِ زَبِيدٍ ومِخْلاَفِ السَّحُولِ ومِخْلاَفِ سِنْحانَ ومِخْلاَفِ شَبْوَةِ ومِخْلاَفِ عُنَّةَ ومِخْلاَفِ لَحْجٍ ومِخْلاَفِ مَأْرِب ومِخْلاَفِ مُقْرَى ومِخْلافِ مادِن ومِخْلاَفِ المَعَافَرِ ومِخْلافِ نَهْدٍ ومِخْلاَفِ المَعَافَرِ ومِخْلاَفِ هَوْزَن ومِخْلاَفِ هَمْدَانَ ومِخْلاَفَ اليَحْصِبِيْنِ ومِخْلاَفِ يَام فهؤلاءِ أَربعونَ مِخْلافاً ذَكَرَهُنَّ الصَّاغَانِيُّ ورَتَّبْتُه أَنا على حُرُوفِ المُعْجَمِ كما تَرَى . وفَاتَهُ : ذِكْرُ جُمْلَةٍ مِن المَخَالِيفِ كمِخْلافِ أَصابَ ومخلاف رَيْمَةَ ومِخْلاَفِ عَبْسٍ ومِخْلاَفِ الحَيَّةِ ومِخْلاَفِ السلفية ومِخْلاَفِ كبورة ومِخْلافِ يَعْفَرُ وغَيْرِها ممَّا يَحْتَاجُ إِلَى مُرَاجَعَةٍ واسْتِقْصَاءٍ واللهُ المُوَفِّقُ لا رَبَّ غَيْرُه ولا خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُه . ورَجُلٌ خَالِفَةٌ : أَي كَثِيرُ الْخِلاَفِ والشِّقَاقِ وبه فُسِّرَ قَوْلُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلٍ لَمَّا أَسْلَم ابنُه سَيِّدُنا عُمَرُ ؟ رَضِيَ اللهُ عنه - " إِنِّي لأَحْسَبُك خَالِفَةَ بَنِي عَدِىٍّ هل تَرَى أَحَداً يَصْنَعُ مِنْ قَوْمِكَ ما تَصْنَعُ ؟ " قال الزَّمَخْشَرِيُّ : إِنَّ الخَطَّابَ أَبا عُمَرَ قَالَهُ لزَيْدِ بن عَمْرٍو أَبي سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ لمَّا خَالَفَ دِينَ قَوْمِهِ . يقال : مَا أَدْرِي أَيُّ خَالِفَةٍ هو وأَيُّ خَالِفَةَ هو مَصْرُوفَةً ومَمْنُوعَةً أَي : أَيُّ النَّاسِ هو قال الجَوْهَرِيُّ : هو غيرُ مَصْرُوفٍ للتَّأْنِيثِ والتَّعْرِيفِ أَلاَ تَرَى أَنَّكَ فَسَّرْتَهُ بالنَّاسِ . انْتَهَى وقال اللِّحْيَانِيُّ : الْخَالِفَةُ : النَّاسُ فأَدْخَلَ عليه الأَلِفَ والَّلامَ . وقال غيرُه : يُقَال : ما أَدْرِي أَيُّ الْخَوَالِفِ هو ؟ . يُقَال أَيضاً : ما أَدْرِي أَي خَالِفَةَ هو وأَيّ خَافِيَةٍ هو فلم يُجْرِهما أَيْ : أَيُّ النَّاسِ هو وإِنَّمَا تُرِكَ صَرْفُهُ لأَنَّهُ أُرِيدَ به المَعْرِفَةُ لأَنَّه وإِنْ كان وَاحِداً فهو في مَوْضِعِ جَماعةٍ يُرِيد : أَيُّ الناسِ هو كما يُقَال : أَي تَمِيمٍ هو وأَيُّ أَسَدٍهو وبهذا سَقَطَ ما أَوْرَدَه شَيْخُنا أَنَّ هذا غَيْرُ جَارٍ علَى قَوَاعِدِ النَّحْوِ فإِنَّ التَّعْرِيفَ عندَهم المُوجِبَ لِلْمَنْعِ مِنَ الصَّرْفِ مَعَ عِلَّةٍ أُخْرَى هو تَعْرِيفُ العَلَمِيَّةِ خَاصَّةً فكيف يُمْنَعُ هذا التَّعْرِيفُ المُؤَوَّلُ الرَّاجِعُ إِلى التَّنْكِيرِ لأَنَّ أَلْ التي عُرِّفَ بها النَّاسُ في التَّأْوِيلِ تَرْجِعُ إِلَى الجِنْسِيَّةِ والمَانِعُ مِن الصَّرْفِ إِنَّمَا هو تَعْرِيفُ العَلَمِيَّةِ خَاصَّةً فَتأَمَّلْ . يُقَال : هُوَ خَالِفَةُ أَهْلِ بَيْتِهِ وخَالِفُهُمْ أَيضاً : إِذا كان غَيْرَ نَجِيبٍ ولا خَيْرَ فِيهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ ويُقَال : خَالِفُهم وخَالِفَتُهم : أَي أَحْمَقُهُم وقيل : فَاسِدُهم وشَرُّهُم وهو مَجَازٌ . والْخَوَالِفُ : النِّسَاءُ المُتَخلِّفَاتُ في البُيوتِ جَمْعُ خالِفَةٍ قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الخَالِفَةُ : القَاعِدَةُ مِنَالنِّسَاءِ في الدَّارِ وقال غيرُه : الخَوَالِفُ : الذِينَ يَغْزُونَ وَاحِدُهم خَالِفَةٌ كأَنَّهُم يَخْلُفُونَ مَن غَزَا وقيل : الخَوَالِفُ : الصِّبْيَانُ المُتَخَلِّفونَ قَالَ اللهُ تَعَالَى : " رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ " أَي مَعَ النِّسَاءِ هكذا فَسَّرَهُ ابنُ عَرَفَةَ ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً هكذا وقيل : مَعَ الفَاسِدِ مِنَ النَّاسِ وجُمِعَ علَى فَوَاعِل كفَوَارِس هذا عن الزَّجَّاجِ . وقال : عَبْدٌ خَالِفٌ وصَاحِبٌ خَالِفٌ : إِذا كان مُخَالِفاً ورَجُلٌ خَالِفٌ وامْرَأَةٌ خَالِفَةٌ : إِذا كانتْ فَاسِدَةً ومُتَخَلِّفَةً في مَنْزِلِها وقال بعضَ النَّحْوِيِّينَ : لم يَجِيءْ فَاعِلٌ مَجْمُوعاً مِنَ الخَوَالِفِ وهَالِكٌ مِن الهَوَالِكِ وفَارِسٌ مِن الفَوَارِسِ وقد تقدَّم البحثُ فيه في " ف ر س " وأَنَّه وأَمْثَالَه شَاذٌّ . يُقَال : إِنَّمَا أَنْتُم في خَوَالِفَ مِنَ الأَرْضِ قال اليَزِيدِيُّ : الخَوَالِفُ : الأَرَاضِي التي َتُنْبِتُ إِلاَّ في آخِرِ الأَرَضِينَ نَبَاتاَ . والْخَالِفَةُ : الأَحْمَقُ القَلِيلُ العَقْلِ والهاءُ لِلْمُبَالَغَةِ كَالْخَالِفِ وقيل : هو الذي لا خَيْرَ فيه ويُقَال أَيضاً : امْرَأَة خَالِفَةٌ وهي الحَمْقَاءُ . الخَالِفَةُ : الأُمَّةُ الْبَاقِيَةُ بَعْدَ الأُمَّةِ السَّالِفَةِ عن ابنِ عَبَّادٍ . الخَالِفَةُ : عَمُودٌ مِن أَعْمِدَةِ الْبَيْتِ كذا في الصِّحاح قيل : في مُؤَخِّرِهِ والجَمْعُ : الخَوَالِفُ وقال اللِّحْيَانِيُّ : الخَالِفَةُ : آخِرُ البَيْتِ يُقَال : بيتٌ ذُو خَالِفَتَيْنِ والخَوَالِفُ : زَوَايَا البَيْتِ وهو مِن ذلك وقال أَبو زَيْدٍ : خَالِفَهُ البيتِ : تحتَ الأطْنَابِ في الكِسْرِ وهي الخَصَاصَةُ أَيضاً وهي الفَرْجَةُ وأَنْشَدَ : ارِ وقال غيرُه : الخَوَالِفُ : الذِينَ يَغْزُونَ وَاحِدُهم خَالِفَةٌ كأَنَّهُم يَخْلُفُونَ مَن غَزَا وقيل : الخَوَالِفُ : الصِّبْيَانُ المُتَخَلِّفونَ قَالَ اللهُ تَعَالَى : " رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ " أَي مَعَ النِّسَاءِ هكذا فَسَّرَهُ ابنُ عَرَفَةَ ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً هكذا وقيل : مَعَ الفَاسِدِ مِنَ النَّاسِ وجُمِعَ علَى فَوَاعِل كفَوَارِس هذا عن الزَّجَّاجِ . وقال : عَبْدٌ خَالِفٌ وصَاحِبٌ خَالِفٌ : إِذا كان مُخَالِفاً ورَجُلٌ خَالِفٌ وامْرَأَةٌ خَالِفَةٌ : إِذا كانتْ فَاسِدَةً ومُتَخَلِّفَةً في مَنْزِلِها وقال بعضَ النَّحْوِيِّينَ : لم يَجِيءْ فَاعِلٌ مَجْمُوعاً مِنَ الخَوَالِفِ وهَالِكٌ مِن الهَوَالِكِ وفَارِسٌ مِن الفَوَارِسِ وقد تقدَّم البحثُ فيه في " ف ر س " وأَنَّه وأَمْثَالَه شَاذٌّ . يُقَال : إِنَّمَا أَنْتُم في خَوَالِفَ مِنَ الأَرْضِ قال اليَزِيدِيُّ : الخَوَالِفُ : الأَرَاضِي التي َتُنْبِتُ إِلاَّ في آخِرِ الأَرَضِينَ نَبَاتاَ . والْخَالِفَةُ : الأَحْمَقُ القَلِيلُ العَقْلِ والهاءُ لِلْمُبَالَغَةِ كَالْخَالِفِ وقيل : هو الذي لا خَيْرَ فيه ويُقَال أَيضاً : امْرَأَة خَالِفَةٌ وهي الحَمْقَاءُ . الخَالِفَةُ : الأُمَّةُ الْبَاقِيَةُ بَعْدَ الأُمَّةِ السَّالِفَةِ عن ابنِ عَبَّادٍ . الخَالِفَةُ : عَمُودٌ مِن أَعْمِدَةِ الْبَيْتِ كذا في الصِّحاح قيل : في مُؤَخِّرِهِ والجَمْعُ : الخَوَالِفُ وقال اللِّحْيَانِيُّ : الخَالِفَةُ : آخِرُ البَيْتِ يُقَال : بيتٌ ذُو خَالِفَتَيْنِ والخَوَالِفُ : زَوَايَا البَيْتِ وهو مِن ذلك وقال أَبو زَيْدٍ : خَالِفَهُ البيتِ : تحتَ الأطْنَابِ في الكِسْرِ وهي الخَصَاصَةُ أَيضاً وهي الفَرْجَةُ وأَنْشَدَ :
" ما خِفْتُ حتَّى هَتَّكُوا الْخَوَالِفَا والْخَالِفُ : السِّقَاءُ هكذا في سَائِرِ النُّسَخِ وصَوَابُه : المُسْتَقِي كما هُوَ بَعَيْنِهِ نَصُّ الصِّحاحِ ونَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ والعُبَابُ أَيضاً هكذا كَالْمُسْتَخْلِفِ ومنه قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الْقَطَا :
ومُسْتَخْلِفَاتٍ مِنْ بِلاَدِ تَنُوفَةٍ ... لِمُصْفَرَّةِ الأَشْدَاقِ حُمْرِ الْحَوَاصِلِ
" صَدَرْنَ بِمَا أَسْأَرْنَ مِنْ مَاءِ آجِنٍصَرًى لَيْسَ مِنْ أَعْطَانِهِ غَيْرَ حَائِلِوالنَّبِيذُ الفَاسِدُ . الخَالِفُ : الذي يَقْعُدُ بَعْدَكَ قَالَ اللهُ تَعَالَى : " مَعَ الْخَالِفِينَ " هكذا فَسَّرَهُ اليَزِيدِيُّ . والْخِلِّيفَي بِكَسْرِ الْخَاءِ والَّلامِ الْمُشَدَّدَةِ وهو أَحَدُ الأَوْزَانِ التي يَزِنُ بها ما يَأْتِي علَى لَفْظِهَا ولذا احْتَاجَ إِلَى ضَبْطِهِ تَصْرِيحاً : الْخِلاَفَةُ قال شَيْخُنَا نَقْلاً عن حَوَاشِي دِيبَاجَةِ المُطَوَّلِ للفَنَارِيِّ : إِن الخِلِّيفَي مُبَالَغَةٌ في الخِلاَفَةِ لا نَفْسُها كما يُتَوَهَّم مِن كَلامِ الصِّحاحِ . انتهى . قلتُ : وقد وَرَدَ ذلك في حديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه : " لو أُطِيقُ الأَذَانَ مَعَ الخِلِّيفَي لأَذَّنْتُ " قال الصَّاغَانِيُّ : كأَنَّهُ أَرادَ بالخِلِّيفَ كَثْرَةَ جَهْدِهِ في ضَبْطِ أُمُورِ الخِلاَفَةِ وتَصْرِيفِ أَعِنَّتِها فإِنَّ هذا النَّوْعَ مِن المَصَادِرِ يَدُلُّ عَلَى معنَى الْكَثْرَةِ . الخَلِيفُ كَأَمِيرٍ : الطَّرِيقُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ للشاعرِ ؟ وهو صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيِّ - :
فَلَمَّا جَزَمْتُ به قِرْبَتِي ... تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا جَزَمْتُ : مَلأْتُ وأَطْرِقَةً : جَمْعُ طَرِيقٍ . الخَلِيفُ : الْوَادِي بَيْنَهُمَا وهو فَرْجٌ بين قُنَّتَيْنِ مُتَدَانٍ قَلِيلُ العَرْضِ والطُّولِ قال :
" خَلِيف بَيْنَ قُنَّةِ أَبْرَقِ ومِنْهُ قَوْلُهُم : ذِيخُ الْخَلِيفِ كما يُقَال : ذِئْبُ غَضًى نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ للشاعِرِ وهو كُثَيِّرٌ يَصِف نَاقَتَهُ :
وذِفْرَى كَكَاهِلِ ذِيخِ الْخَلِيفِ ... أَصَابَ فَرِيقَةَ لَيْلٍ فَعَاثَا قال ابنُ بَرِّيّ والصّاغَانِيُّ : " بذِفْرَى " وأَوَّلُهُ :
تُوَالِي الزِّمَامَ إِذا ما دَنَتْ ... رَكَائِبُهَا واخْتَنَثْنَ اخْتِنَاثَا ويُرْوَى : " ذِيخِ الرَّفِيضِ " وهو قِطْعَةٌ مِن الجَبَلِ . الخَلِيفُ : مَدْفَعُ الْمَاءِ بين الجَبَلَيْنِ وقيل : مَدْفَعُه بينَ الوَادِيَيْنِ وإِنَّمَا ينْتَهِي المَدْفَعُ إِلى خَلِيفٍ لِيُفْضِيَ إِلَى سَعَةٍ . قيل : الخَلِيفُ : الطَّرِيقُ في الْجَبَلِ أَيّاً كَانَ قاله السُّكَّرِيُّ أَو وَرَاءَ الجَبَلِ أَو وَرَاءَ الوَادِي وبكُلِّ ذلك فُسِّرَ قَوْلُ صَخْرِ الغَيِّ السَّابِقُ . الخَلِيفُ : الطَّرِيقُ فَقَط جَمْعُ ذلك كُلِّه : خُلُفٌ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
" في خُلُفٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرَامِهَا الخَلِيفُ : السَّهْمُ الْحَدِيدُ مِثْلُ الطَّرِيرِ عن أَبِي حَنِيفَةَ وأَنْشَدَ لِسَاعِدَةَ بنِ عَجْلانَ الهُذَلِيِّ :
ولَحَفْتُه مِنْهَا خَلِيفاً نَصْلُهُ ... حَدٌّ كَحَدِّ الرُّمْحِ لَيْسَ بمِنْزَعِ ووَقَعَ في اللِّسَانِ لِسَاِعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ وهو غَلَطٌ ثم الذي قَالَُ السُّكَّرِيُّ في شَرْحِ هذا البيتِ وضَبَطَهُ " حَلِيفاً " هكذا بالحاءِ المُهْمَلَةِ وفَسَّرَه بالنَّصْلِ الحَادِّ ولَحَفْتُه : جَعَلْتُه له لِحَافَاً . قلتُ : وهذا هو الأَشْبَهُ وقد تقدَّم الحَلِيفُ بمَعْنَى النَّصْلِ في مَوْضِعِهِ . الخَلِيفُ : الثَّوْبُ يُشَقُّ وَسَطُهُ فيُخْرَجُ البَالِي منه فيُوصَلُ طَرَفَاهُ ويُلْفَقُ عن ابنِ عَبّادٍ وقد خَلَفَ ثَوْبَهُ يَخْلُفُه خَلْفاً المَصْدَرُ عن كُرَاعٍ . خِلِيفُ الْعَائِذِ : هي النَّاقَةُ في اليَّوْمِ الثَّانِي مِن نِتَاجِهَا ومنه يُقَالُ : رَكِبَهَا يَوْمَ خَلِيفِها . قال أَبو عمرٍو : الخَلِيفُ اللَّبَنُ بَعْدَ اللِّبَإِ يُقَال : ائْتِنَابلَبَنِ نَاقَتِكَ يومَ خَلِيفِها أَي : بعدَ انْقِطاعِ لَبَنِهَا أَي : الحَلْبَةُ التي بعدَ الوِلاَدَةِ بيَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ . جَمْعُ الْكُلِّ خُلُفٌ كَكُتُبٍ ومَرَّ له قريباً أَن الخُلُفَ بالضَّمِّ جَمْعُ الخَلِيفِ في مَعَانِيهِ وكلاهُما صَحِيحٌ كرُسُلٍ ورُسْلٌ يُثَقَّلُ ويُخَفَّفُ غيرَ أَنَّ تَفْرِيْقَهُ إِيَّاهُما في مَوْضِعَيْنِ مِمَّا يُشَتِّتُ الذِّهْنَ ويُعَدُّ مِن سُوءِ التَّصْنِيفِ عندَ أَهْلِ الفَنِّ . الخَلِيفُ : جَبَلٌ وفي العُبَابِ : شِعْبٌ وقد جاءَ ذِكْرُه في قَوْلِ عبدِ اللهِ بن جَعْفَرٍ العَامِرِيِّ :فَكَأَنَّمَا قَتَلُوا بجارِ أَخِيهِمُ ... وَسَطَ المُلُوكِعلَى الخَلِيفِ غَزَالاَ وكذا في قَوْلِ مُعَقِّرِ بنِ أَوْسِ بنِ حِمَارٍ البَارِقِيِّ :
ونحنُ الأَيْمَنُونَ بَنُو نُمَيْرٍ ... يَسِيلُ بِنَا أَمَامَهُمُ الْخَلِيفُ قيل : هي بَيْنَ مَكَّةَ والْيَمَنِ . الخَلِيفُ : الْمَرْأَةُ التي أَسْبَلَتْ وفي العُبَابِ : سَدَلَتْ شَعْرَهَا خَلْفَهَا . وخَلِيفَا النَّاقَةِ : ما تَحْتَ إِبِطَيْهَا لا إِبْطَاهَا ووَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِكُثَيِّرٍ يَصِفُ ناقةً :
كَأَنَّ خَلِيفَيْ زَوْرِهَا ورَحَاهُمَا ... بُنى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بَعْدِ صَيْدَنِ المَكَا : جُحْرُ الثَّعْلَبِ والأَرْنَبِ ونَحْوِهِما والرَّحَى : الكِرْكِرَةُ والبُنَى : جَمْعُ بُنْيَةٍ والصَّيْدَنُ هنا : الثَّعْلَبُ . ونَصُّ
العَقْل : العِلم وعليه اقتصرَ كثيرون وفي العُباب : العَقْل : الحِجْرُ والنُّهْيَة ومثلُه في الصِّحاح وفي المُحكَم : العَقْل : ضِدُّ الحُمق أو هو العِلمُ بصفاتِ الأشياءِ من حُسنِها وقُبحِها وكمالِها ونُقصانِها أو هو العِلمُ بخيرِ الخَيرَيْن وشَرُّ الشَّرَّيْن أو مُطلَقٌ لأمورٍ أو لقُوَّةٍ بها يكون التَّمييزُ بين القُبحِ والحُسنِ ولمَعانٍ مُجتمِعةٍ في الذِّهْنِ يكون بمُقَدِّماتٍ يسْتَتِبُّ بها الأغْراضُ والمَصالِح ولهَيئَةٍ مَحْمُودةٍ للإنسانِ في حَرَكَاتِه وكَلامِه . هذه الأقوالُ التي ذَكَرَها المُصَنِّف كلُّها في مُصَنِّفاتِ المَعْقولاتِ لم يُعرِّجْ عليها أئمّةُ اللُّغَة وهناك أقوالٌ غيرُها لم يذكرْها المُصَنِّف قال الراغب : العَقْلُ يقال للقُوّةِ المُتَهَيِّئَةِ لقَبولِ العِلم ويقال للذي يَسْتَنبِطُه الإنسانُ بتلكَ القوّةِ عَقْلٌ ولهذا قال عليٌّ رضي الله تَعالى عنه : العَقْلُ عَقْلان : مَطْبُوعٌ ومَسْمُوعٌ فلا يَنْفَعُ مَطْبُوعٌ إذا لم يكن مَسْمُوعاً كما لا ينفعُ ضَوْءُ الشمسِ وضَوْءُ العَينِ مَمْنُوعٌ . وإلى الأوّل أشارَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم : " ما خَلَقَ اللهُ خَلْقَاً أَكْرَمَ من العَقْل " وإلى الثاني أشارَ بقولِه : " ما كَسَبَ أحدٌ شيئاً أَفْضَلَ منْ عَقْلٍ يَهْدِيه إلى هُدىً أو يَرُدُّه عن رَدىً " . وهذا العقلُ هو المَعنِيُّ بقولِه عزَّ وجلَّ : " وما يَعْقِلُها إلاّ العالِمون " وكلُّ مَوْضِعٍ ذَمَّ اللهُ الكُفّارَ بعدَمِ العَقلِ فإشارةٌ إلى الثاني دونَ الأوّل كقَوْله تَعالى : " صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فهمْ لا يَعْقِلون " ونحوَ ذلك من الآيات وكلُّ مَوْضِعٍ رَفَعَ التكليفَ عن العَبدِ لعدَمِ العَقلِ فإشارةٌ إلى الأوّل . انتهى . وفي شرحِ شيخِنا قال ابنُ مَرْزُوقٍ : قال أبو المَعالي في الإرشاد : العَقْل : هو علومٌ ضَرورِيّةٌ بها يَتَمَيَّزُ العاقِلُ من غيرِه إذا اتَّصف وهي العِلمُ بوجوبِ الواجِبات واسْتِحالَةِ المُستَحيلات وجوازِ الجائِزات قال : وهو تفسيرُ العَقْلِ الذي هو شَرْطٌ في التكليف ولسنا نذكرُ تفسيرَه بغيرِ هذا وهو عند غيرِه : من الهيئاتِ والكَيفِيّات الراسِخَةِ من مَقولَةِ الكَيْف فهو صِفةٌ راسِخةٌ توجِبُ لمن قامَتْ به إدراكَ المُدْرَكاتِ على ما هي عليه ما لم تتَّصِفْ بضِدِّها وفي حواشي المَطالِع : العَقْل : جَوْهَرٌ مُجَرّدٌ عن المادّةِ لا يَتَعَلَّقُ بالبَدَنِ تعلُّقَ التدبير بل تعلُّقَ التأثير وفي العَقائِدِ النَّسَفِيَّة : أما العَقلُ وهو قُوّةٌ للنَّفْسِ بها تَسْتَعِدُّ للعلومِ والإدراكات وهو المَعنِيُّ بقولِهم : غَريزَةٌ يَتْبَعُها العِلمُ بالضَّرورِيّاتِ عندَ سَلامةِ الآلات وقيل : جَوْهَرٌ يُدرَكُ به الغائِباتُ بالوَسائِط والمُشاهَداتُ بالمُشاهَدة . وفي المَواقِف : قال الحُكماء : الجَوْهَرُ إنْ كان حالاً في آخَرَ فصُورَةٌ وإنْ كان مَحَلاًّ لها فهيولى وإن كان مُرَكَّباً منهما فجِسْمٌ وإلاّ فإنْ كان مُتعَلِّقاً بالجِسمِ تعلُّقَ التدبيرِ والتَّصَرُّفِ فَنَفْسٌ وإلاّ فَعَقْلٌ . انتهى . وقال قومٌ : العَقْلُ : قُوّةٌ وغَريزَةٌ أَوْدَعها اللهُ سُبحانَه في الإنسانِ ليَتمَيَّزَ بها عن الحيَوانِ بإدراكِ الأمورِ النَّظَرِيَّة والحقُّ أنّه نُورٌ رُوحانِيٌّ يُقذَفُ به في القلبِ أو الدِّماغِ به تُدرِكُ النَّفسُ العلومَ الضروريّةَ والنظَرِيّةَ واشْتِقاقُه من العَقْل وهو المَنْع ؛ لمَنعِه صاحِبَه ممّا لا يليق أو من المَعْقِل وهو المَلْجَأ ؛ لالْتِجاءِ صاحبِه إليه كذا في التحرير لابنِ الهُمام وقال بعضُ أهلِ الاشتِقاق : العَقلُ أصلُ مَعْنَاه المَنْعُ ومنه العِقالُ للبَعير ؛ سُمِّي به لأنّه يَمْنَعُ عمّا لا يليق قال :
قد عَقَلْنا والعَقْلُ أيُّ وَثاقِ ... وَصَبَرْنا والصَّبْرُ مُرُّ المَذاقِوفي الإرشادِ لإمامِ الحرمَيْن : العَقْلُ من العلومِ الضروريّة والدليلُ على أنّه من العلومِ اسْتِحالةُ الاتِّصافِ به مع تقديرِ الخُلُوِّ من جميعِ العلومِ وليس العَقلُ من العلومِ النَّظريَّة ؛ إذ شَرْطُ النَّظَرِ تعَذُّرُ العَقْل وليس العَقلُ جميعَ العلومِ الضروريّة ؛ فإنّ الضَّريرَ ومن لا يُدرِكُ يتَّصِفُ بالعَقْلِ مع انْتِفاءِ علومٍ ضَروريّةٍ عنه فبانَ بهذا أن العَقلَ من العلومِ الضروريّةِ وليسَ كلَّها . انتهى . وقال بعضُهم : اختلفَ الناسُ في العَقلِ من جِهاتٍ : هل له حقيقةٌ تُدرَكُ أو لا ؟ قَوْلان وعلى أنّ له حقيقةً هل هو جَوْهَرٌ أو عَرَض ؟ قولان وهل محَلُّه الرأسُ أو القَلبُ ؟ قَولان وهل العقولُ مُتفاوِتَةٌ أو مُتساوِيَة ؟ قَولان وهل هو اسمُ جِنسٍ أو جِنسٌ أو نَوْعٌ ؟ ثلاثةُ أقوالٍ فهي أَحَدَ عَشَرَ قَولاً ثمّ القائِلونَ بالجَوْهَرِيَّةِ أو العرَضِيَّةِ اختلَفوا في اسمِه على أَقْوَالٍ أَعْدَلُها قولانِ فعلى أنّه عَرَضٌ هو مَلَكَةٌ في النَّفسِ تَسْتَعِدُّ بها للعلومِ والإدراكاتِ وعلى أنّه جَوْهَرٌ هو جَوْهَرٌ لَطيفٌ تُدرَكُ به الغائِباتُ بالوَسائِط والمَحْسوساتُ بالمُشاهَدات خَلَقَه الله تَعالى في الدِّماغ وجعلَ نورَه في القَلْبِ نَقَلَه الأَبْشِيطِيُّ وقال ابنُ فَرْحُون : العَقلُ نُورٌ يُقذَفُ في القَلبِ فيسْتَعِدُّ لإدراكِ الأشياءِ وهو من العلومِ الضروريّة . ولهم كلامٌ في العَقلِ غيرُ ما ذَكَرْنا لم نورِدْه هنا قَصْدَاً للاختِصار قالوا : وابتداءُ وجودِه عند اجْتِنانِ الولَدِ ثمّ لا يزالُ ينمو ويزيدُ إلى أن يَكْمُلَ عند البُلوغ وقيل : إلى أن يَبْلُغَ أربعينَ سَنَةً فحينَئِذٍ يَسْتَكمِلُ عَقْلَه كما صَرَّحَ به غيرُ واحدٍ وفي الحديث : " ما من نَبِيٍّ إلاّ نُبِّئَ بعدَ الأرْبَعين " وهو يُشيرُ إلى ذلك وقولُ ابنِ الجَوْزِيِّ - إنّه مَوْضُوعٌ لأنّ عيسى نُبِّئَ ورُفِعَ وهو ابنُ ثلاثٍ وثلاثين سنةً كما في حديثٍ فاشْتِراطُه الأرْبَعين ليسَ بشَرطٍ - مَرْدُودٌ لكونِه مُستَنِداً إلى زَعْمِ النَّصارى والصحيحُ أنّه رُفِعَ وهو ابنُ مائةٍ وعِشرين وما وردَ فيه غير ذلك فلا يصِحُّ وأيضاً كلُّ نبيٍّ عاشَ نِصفَ عُمْرِ الذي قبلَه وأنّ عيسى عاشَ مائةً وعِشرينَ ونَبِيُّنا عاشَ نِصفَها كذا في تَذْكِرَةِ المَجْدولِيِّ ج : عُقولٌ . وقد عَقَلَ الرجلُ يَعْقِلُ عَقْلاً ومَعْقُولاً وهو مصدرٌ وقال سيبويه : هو صِفةٌ وكان يقول : إنّ المًصدرَ لا يأتي على وزنِ مَفْعُولٍ البَتَّةَ وَيَتَأوَّلُ المَعْقولَ فيقول : كأنّه عُقِلَ له شيءٌ أي حُبِسَ عليه عَقْلُه وأُيِّدَ وشُدِّدَ قال : ويُستَغنى بهذا عن المَفْعَلِ الذي يكونُ مَصْدَراً كذا في الصِّحاح والعُباب وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ :
فقد أفادَتْ لهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً ... لِمَن يكونُ له إرْبٌ وَمَعْقُولُومن سَجَعَاتِ الأساس : ذَهَبَ طُولاً وعَدِمَ مَعْقُولاً . وما لفُلانٍ مَقُولٌ ولا مَعْقُولٌ وما فَعَلْتُه منذُ عَقَلْتُ وقيل : المَعْقول : ما تَعْقِلُه بقَلْبِك . وعَقَّلَ تَعْقِيلاً شُدِّدَ للكَثرَةِ فهو عاقِلٌ من قومٍ عُقَلاءَ وعُقَّالٍ كرُمَّانٍ قال ابنُ الأَنْبارِيّ : رجلٌ عاقِلٌ وهو الجامِعُ لأمرِه ورأيِه مأخوذٌ من عَقَلْتُ البَعيرَ : إذا جَمَعْتَ قَوائِمَه وقيل : هو الذي يَحْبِسُ نفسَه ويَرُدُّها عن هَواها . عَقَلَ الدَّواءُ بَطْنَه يَعْقِلُه ويَعْقُلُه من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ عَقْلاً : أَمْسَكه وخَصَّ بعضُهم بعدَ اسْتِطلاقِه قال ابنُ شُمَيْلٍ : إذا اسْتَطلقَ بطنُ الإنسانِ ثمّ اسْتَمسكَ فقد عَقَلَ بَطْنُه . عَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً : فَهِمَه فهو عَقُولٌ يقال : لفُلانٍ قَلْبٌ عَقُولٌ ولِسانٌ سَؤولٌ أي فَهْمٌ وقال الزِّبْرَقانُ : أحَبُّ صِبْيانِنا إلينا الأَبْلَهُ العَقُول قال ابنُ الأثير : هو الذي يُظَنُّ به الحُمْقَ فإذا فُتِّشَ وُجِدَ عاقِلاً والعَقُول : فَعُولٌ منه للمُبالَغة . عَقَلَ البَعيرَ يَعْقِلُه عَقْلاً : شَدَّ وَظيفَه إلى ذِراعِه وفي الصِّحاح : قال الأَصْمَعِيّ : عَقَلْتُ البعيرَ أَعْقِلُه عَقْلاً وهو أن تَثْنِي وظيفَه مع ذِراعِه فتَشُدَّهما جميعاً في وسَطِ الذِّراعِ كعَقَّلَه تَعْقِيلاً شُدِّدَ للكَثرَةِ كما في الصِّحاح . وفي حديثِ عمرَ رضي الله عنه أنّه قَدِمَ رجلٌ من بعضِ الفُرُوجِ عليه فَنَثَرَ كِنانَتَه فَسَقَطتْ صحيفَةٌ فإذا فيها أبياتٌ منها - وهي من أبياتِ أبي المِنهالِ بُقَيْلةَ الأكبَر - :
فلمّا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ ... قَفا سَلْعٍ بمُختَلَفِ التِّجارِ
يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ شَيْظَمِيٌّ ... وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤارِ يعني نساءً مُعَقَّلاتٍ لأزواجِهِنَّ كما تُعَقَّلُ النُّوقُ عند الضِّراب . ويُروى :
... . جَعْدَةُ مِن سُلَيْمٍ ... مُعيداً يَبْتَغي سَقَطَ العَذارى أرادَ أنّه يتعرَّضُ لهنَّ فَكَنَى بالعَقْلِ عن الجِماعِ أي أنّ أزواجَهُنَّ يُعَقِّلونَهُنَّ وهو يُعَقِّلُهُنَّ أيضاً كأنّ البَدءَ للأزواجِ والإعادَةَ له . قلتُ : وهذا الرجلُ صاحبُ الأبياتِ كان وَجَّهَه عمرُ رَضِيَ اللهُ عنه إلى إحدى الغَزَواتِ بنَواحي فارِس وكان تَرَكَ عِيالَه بالمدينة فَبَلَغه أنّ رجُلاً من بَني سُلَيْمٍ اسمُه جَعْدَةُ يَخْتَلفُ إلى النِّساءِ الغائِباتِ أزواجُهُنَّ فكتبَ إلى سَيِّدِنا عمرَ يشكو منه . وفي الحديث : " القُرآنُ كالإبلِ المُعَقَّلَةِ " أي المَشدودَةِ بالعِقال والتشديدُ للتكثير . واعْتَقلَه اعْتِقالاً : مثلُ عَقَلَه . عَقَلَ القَتيلَ يَعْقِلُه عَقْلاً : وَدَاهُ أي أعطاهُ العَقلَ وهو الدِّيَةُ . عَقَلَ عنه عَقْلاً : أدّى جِنايَتَه وذلك إذا لَزِمَتْه دِيَةٌ فأعطاها عنه قال الشاعر :
فإنْ كان عَقْلٌ فاعْقِلا عن أَخيكُما ... بناتِ المَخاضِ والفِصالِ المَقاحِما عَدّاه بعن ؛ لأنّ في قولِه : اعْقِلوا معنى أدُّوا وأَعْطُوا حتى كأنّه قال : فأَعْطِيا عن أَخيكُما . عَقَلَ له دَمَ فلانٍ عَقْلاً : تَرَكَ القَوَدَ للدِّيَةِ قالت كَبْشَةُ أختُ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يَكْرِبَ :
وَأَرْسلَ عَبْد الله إذ حانَ يَوْمُهُ ... إلى قَوْمِه لا تَعْقِلوا لهمُ دَمي فهذا هو الفرقُ بين عَقَلْتُه وعَقَلْتُ عنه وعَقَلْتُ له كذا في المُحكَم والتهذيبِ لابنِ القَطّاع وسيأتي قريباً . عَقَلَ الظَّبْيُ عَقْلاً وعُقولاً بالضَّمّ : صَعِدَ وفي الصِّحاح عَقَلَ الوَعِلُ أي امْتنعَ في الجبَلِ العالي يَعْقِلُ عُقولاً وبه سُمِّي الوَعِلُ عاقِلاً أي على حَدِّ التسميَةِ بالصِّفةِ ويقال : وَعِلٌ عاقِلٌ : إذا تحَصَّنَ بوَزَرِه عن الصَّيَّاد . عَقَلَ الظِّلُّ عَقْلاً : قامَ قائِمُ الظَّهيرَة وذلك عند انتِصافِ النهار قال لَبيدٌ رَضِيَ الله تَعالى عنه :
تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُورأْ بها ... شُعْبَةَ الساقِ إذا الظِّلُّ عَقَلْعَقَلَ إليه عَقلاً وعُقولاً : إذا لَجَأَ . عَقَلَ فُلاناً : إذا صَرَعَه الشَّغْزِبيَّةَ وهو أن يَلْوِي رِجلَهُ على رِجْلِه كاعتقله والاسم العُقْلَةُ بالضَّمّ قال :
" عَلَّمَنا إخوانُنا بَنو عِجِلْ
" شُرْبَ النَّبيذِ واعْتِقالاً بالرِّجِلْ عَقَلَ البَعيرُ : أَكَلَ العاقولَ اسمُ نبتٍ يأتي ذِكرُه يَعْقِلُ بالكَسْر من حدِّ ضَرَبَ عَقلاً في الكُلِّ . والعَقْل : الدِّيَةُ وقد عَقَلَه : إذا وَدَاه كما تقدّم ومنه الحديث : " العَقلُ على المُسلِمينَ عامَّةً ولا يُترَكُ في الإسلامِ مُفْرَجٌ " قال الأَصْمَعِيّ : وإنّما سُمِّيَتْ بذلك لأنّ الإبلَ كانت تُعْقَلُ بفناءِ ولِيِّ المَقْتول ثمّ كَثُرَ استعمالُهم هذا اللفظُ حتى قالوا : عَقَلْتُ المَقْتولَ : إذا أَعْطَيتَ دِيَتَه دَراهِمَ أو دَنانير قال أنسُ بنُ مُدْرِكَةَ :
إنّي وقَتْلِي سُلَيْكاً ثمّ أَعْقِلَهُ ... كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لما عافِتِ البَقَرُ العَقْل : الحِصْنُ وأيضاً : المَلجأ والجمعُ عُقولٌ قال أُحَيْحةُ :
وقد أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ حِصْناً ... لوَ انَّ المَرْءَ تُحْرِزُهُ العُقولُ قال الليثُ : وهو المَعْقِلُ قال الأَزْهَرِيّ : أُراه أرادَ بالعُقولِ التحَصُّنَ في الجبَلِ ولم أسمعْ العَقْلَ بمعنى المَعقِل لغيرِ الليث . قال ابْن الأَعْرابِيّ : العَقْل : القَلبُ والقَلبُ : العَقْل . قلت : وبه فسَّر بعضٌ قَوْله تَعالى : " لمن كان له قَلْبٌ " . العَقْل : ثَوْبٌ أَحْمَرُ يُجَلَّلُ به الهَوْدَجُ قال عَلْقَمةُ :
عَقْلاً ورَقْماً تكادُ الطَّيْرُ تَخْطَفُه ... كأنَّه من دَمِ الأَجْوافِ مَدْمُومُ أو ضربٌ من الوَشْيِ وفي المُحكَمِ من الوَشيِ الأحمرِ وقيل : ضَرْبٌ من البُرُودِ . أيضاً : إسقاطُ اللامِ من مُفاعَلَتُنْ هكذا في سائرِ النسخ وفي نسخةٍ إسقاط الياء قال شَيْخُنا : وهو غلَطٌ ظاهر فإسقاطُ الياءِ وكلّ خامِسٍ ساكِنٍ من الجُزءِ إنّما يقال له القَبْضُ والعَقْلُ إنّما هو حَذْفُ الخامِسِ المُتحرِّك انتهى . قلت : وفي المُحكَم : العَقلُ في العَرُوض : إسقاطُ الياءِ من مَفاعِيلُنْ بعدَ إسكانِها في مُفاعَلَتُنْ فيصيرُ مَفاعِلُنْ وبَيتُه :
مَنازِلٌ لفَرْتَنَى قِفارٌ ... كأنّما رُسومُها سُطورُ العَقْلُ بالتحريك : اصْطِكاكُ الرُّكبتَيْن أو التِواءٌ في الرِّجل وقيل : هو أن يُفرِطَ الروح في الرجلين حتى يصطك العُرْقوبانِ وهو مَذْمُومٌ قال الجَعدِيُّ يصفُ ناقةً :
" مَطْوِيَّةِ الزَّوْرِ طَيَّ البِئْرِ دَوْسَرَةًمَفْرُوشَةِ الرِّجلِ فَرْشَاً لم يكُنْ عَقَلا يقال : بَعيرٌ أَعْقَلُ وناقةٌ عَقْلاءُ : بَيِّنَةُ العَقَل وقد عَقِلَ كفَرِحَ عَقَلاً وهو التِواءٌ في رِجلِ البعيرِ واتِّساع . وتعاقَلوا دمَ فلانٍ : عقَلوه بينهم وفي حديثِ عمرَ رضي اللهُ عنه : إنّا لا نَتَعَاقَلُ المُضَغَ بيننا . أي أنَّ أهلَ القُرى لا يَعْقِلونَ عن أهلِ البادِيَةِ ولا أهلَ الباديةِ عن أهلِ القُرى في مِثلِ المُوضِحَةِ أي لا نَعْقِلُ بيننا ما سَهُلَ من الشِّجاجِ بل نُلزِمُه الجانِيَ . يقال : دَمُه مَعْقُلَةٌ بضمِّ القافِ على قَوْمِه أي : غُرْمٌ عليهم يُؤَدُّونَه من أموالِهم . والمَعْقُلَةُ أيضاً : الدِّيَةُ نفسُها يقال : لنا عند فلانٍ ضَمَدٌ من مَعْقُلَةٍ أي بَقِيَّةٌ من دِيَةٍ كانت عليه . مَعْقُلَة : خَبْرَاءُ بالدَّهْناءِ تُمسِكُ الماءَ حكاها الفارسيُّ عن أبي زَيْدٍ قال الأَزْهَرِيّ : وقد رَأَيْتُها وفيها حَوايا كثيرةٌ تُمسِكُ ماءَ السماءِ دَهْرَاً طويلاً وإنّما سُمِّيتْ مَعْقُلَةً لأنّها تُمسِكُ الماءَ كما يَعْقِلُ الدواءُ البَطنَ قال ذو الرُّمَّة :
حُزاوِيَّةٌ أو عَوْهَجٌ مَعْقُلِيَّةٌ ... تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائرِيقال : هم على معاقلِهم الأُولى : أَي على حال الدِّياتِ التي كانت في الجاهليَّة يؤدُّونَها كما كانوا يؤدُّونَها في الجاهليَّة واحِدَتُه مَعْقُلَةٌ . على مَعاقِلِهِم : على مَراتبِ آبائهم وأَصلُه من ذلك وفي الحديث : كتَبَ بينَ قريشٍ والأَنصارِ كِتاباً فيه المُهاجِرونَ من قُرَيشٍ على رَباعَتِهِم يتَعاقَلونَ بينَهُم مَعاقِلَهُم الأُولى أَي يكونونَ على ما كانوا عليه من أَخْذِ الدِّياتِ وإعطائها . وهو عِقالُ المِئينَ ككِتابٍ : أَي الشريف الذي إذا أُسِرَ فُدِيَ بمِئينَ من الإبلِ . ويُقال : فلانٌ قَيدُ مائةٍ وعِقالُ مائةٍ إذا كان فِداؤُهُ إذا أُسِرَ مائةً من الإبلِ قال يزيد بنُ الصَّعِقِ :
أُساوِرُ بِيضَ الدَّارِعينَ وأَبتَغي ... عِقالَ المِئينَ في الصَّباحِ وفي الدَّهْرِ واعْتَقَلَ رُمْحَهُ : جعلَه بينَ رِكابِه وساقِه وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : واعتقَلَ خَطِيَّاً . قال ابنُ الأَثير : اعْتِقالُ الرُّمْحِ : أَنْ يجعلَهُ الرَّاكِبُ تحتَ فخِذِهِ ويَجُرَّ آخرَهُ على الأَرضِ وراءَه . اعْتَقَلَ الشَّاةَ : وضعَ رِجلَيها بينَ ساقِهِ وفَخِذِهِ فحلبَها ومنه حديث عُمرَ رضي الله تعالى عنه : مَن اعتقَلَ الشّاةَ وحلبَها وأَكلَ مع أَهلِهِ فقد بَرِئَ من الكِبْرِ . يُقال : اعْتَقَلَ الرِّجْلَ : إذا ثَناها فوَضَعها على الوَرِكِ كذا في النُّسَخِ والصّوابُ على المَوْرِكِ قال ذو الرُّمَّةِ :
أَطَلْتُ اعتِقالَ الرِّجْلِ في مُدْلَهِمَّةٍ ... إذا شَرَكُ المَوْماةِ أَودى نِظامُها أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقِها كتَعَقَّلَها . يُقال : تَعَقَّلَ فلانٌ قادِمَةَ رَحلِهِ بمعنى اعْتَقَلَهُ ومنه قولُ النّابِغَة :
" مُتَعَقِّلينَ قَوادِمَ الأَكْوارِ اعْتَقَلَ من دَمِ فُلانٍ ومن دَمِ طائلَتِه : إذا أَخَذَ العَقلَ أَي الدِّيَةَ . والعِقال ككِتابٍ : زَكاةُ عامٍ من الإِبلِ والغَنَمِ ومه قولُ عَمرو بنِ العَدّاءِ الكَلْبِيِّ :
سَعى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً ... فكيفَ لو قد سَعى عَمْروٌ عِقالَيْنِ
لأَصْبَحَ الحَيُّ أ َوباداً ولم يَجِدوا ... عندَ التَّفَرُّقِ في الهَيجا جِمالَيْنِ قال ابنَ الأَثيرِ : نَصَبَ عِقالاً على الظَّرْفِ أَرادَ مُدَّةَ عِقالٍ ومنه قولُ أَبي بكر الصدِّيقِ رضي الله تعالى عنه حين امتنعَت العربُ عن أَداءِ الزَكاةِ إليه : لو مَنَعوني عِقالاً كانوا يؤَدُّونَه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم لَقاتَلْتُهُم عليه . قال الكِسائيُّ : العِقالُ : صَدَقَةُ عامٍ وقال بعضُهُم : أَرادَ أَبو بَكرٍ رضي الله تعالى عنه بالعِقالِ الحَبْلَ الذي كان يُعقَلُ به الفريضَةُ التي كانت تؤخَذُ في الصَّدَقَةِ إذا قبضَها المَصَدِّقُ وذلك أَنَّه كان على صاحب الإبلِ أَنْ يؤَدِّيَ مع كلِّ فريضَةٍ عِقالاً تُعقَلُ به ورِواءً أَي حَبلاً وقيل : ما يساوي عِقالاً من حُقوقِ الصَّدَقَةِ وقيل : إذا أَخَذَ المُصَدِّقُ أَعيانَ الإبلِ قِيل : أَخَذَ عِقالاً وإذا أخذَ أَثمانَها قِيل : أَخذَ نَقداً وقيل أَرادَ بالعِقال صدَقَةَ العامِ واختارَهُ أَبو عُبيدٍ وعليه اقتصر المُصَنِّفُ وقال أَبو عُبَيدٍ : وهو أَشبَهُ عندي قال الخَطّابِيُّ : إنَّما يُضرَبُ المَثَلُ في مثلِ هذا بالأَقَلِّ لا بالأَكثَرِ وليس بسائرٍ في لسانِهِم أَنَّ العِقالَ صدقَةُ عامٍ وفي أَكثَر الرِّوايات : لو مَنعوني عَناقاً وفي أُخرى : جَدْياً وقد جاء في الحديث ما يدُلُّ على القَولينِ . قلتُ : ووَرَدَ في بعضِ طُرُقِ الحديث : لو مَنعوني عِقال بعيرٍ وهو بعيدٌ عن التَّأْويلِ . عَقالٌ : اسْمُ رَجُلٍ . العِقالُ : القَلوصُ الفَتِيَّةُ . ذو العُقَّالِ كرُمّانٍ : فَرَس وسِياقُ المصنِّفِ يَقتضي أَنَّ اسمَ الفرسِ عُقّالٌ وهو غلَطٌ ووقعَ في الصحاحِ : وذو عُقَّالٍ : اسمُ فرَسٍ قال ابنُ برّيّ : والصَّحيح ذُو العُقّالِ بلام التَّعريفِ وهو فَحْلٌ من خُيولِ العَرَبِ يُنسَبُ إليه قال حَمزَةُ سَيِّدُ الشُّهداءِ رضي الله تَعالى عنه :
ليس عندي إلاّ سِلاحٌ ووَرْدٌ ... قارِحٌ من بنات ذي العُقّالِأَتَّقي دونَهُ المَنايا بنَفسي ... وهو دوني يَغشَى صُدورَ العَوالي وقال ابنُ الكَلْبِيِّ : هو فرَسُ حَوْطِ بنِ أَبي جابِرٍ الرِّياحِيِّ من بني ثعلبَةَ بنِ يَربوعٍ وهو أَبو داحِسٍ وابنُ أَعوَجَ لصُلْبِه ابنِ الدِّينارِيِّ بنِ الهُجَيْسِيِّ بنِ زادِ الرَّكْبِ قال جَريرٌ :
إنَّ الجِيادَ يَبِتْنَ حولَ قِبابِنا ... من نسلِ أَعوَجَ أَو لِذي العُقّالِ ومَرَّ للمُصنِّفِ اسْتطرادُهُ في دحس فراجِعه وفي الحديث أَنَّه كان للنبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم فرَسٌ يُسَمَّى ذا العُقّالِ . العُقّالُ : داءٌ في رِجلِ الدَّابَّةِ إذا مَشى ظَلَعَ ساعَةً ثمَّ انْبَسَطَ وأَكثَرُ ما يَعتري في الشّاءِ ويَخُصُّ أَبو عُبيدٍ بالعُقّالِ الفرَسَ . وفي الصحاحِ : العُقّالُ : ظَلَعٌ يأْخُذُ في قوائم الدَّابَّةِ وقال أُحَيْحَةُ :
يا بَنِيَّ التُّخومَ لا تَظلِموها ... إنَّ ظُلمَ التُّخومِ ذو عُقّالِ عَقّالٌ كشَدّادٍ : اسمُ أَبي شَيْظَمِ بنِ شَبَّةَ المُحَدِّث عن الزهرِيّ . العَقيلَةُ من النِّساءِ كسَفينَةٍ : الكريمَةُ المُخَدَّرَةُ النَّفيسَةُ هذا هو الأَصلُ ثمَّ استُعمِلَ في الكريمِ من كلِّ شيءٍ من الذّواتِ والمَعاني ومنه عَقائلُ الكلامِ . العَقيلَة من القَومِ : سَيِّدُهُم . العقيلةُ من كلِّ شيءٍ : أَكرَمُهُ قال طَرَفَةُ :
أَرى المَوتَ يَعتامُ الكِرامَ ويَصطَفي ... عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ ومنه قول عليٍّ رضي الله عنه : المُختَصُّ بعَقائلِ كَراماتِهِ . عَقيلَةُ البَحرِ : الدُّرُّ وقيل : هي الدُّرَّةُ الكبيرَةُ الصّافِيَةُ وقال ابنُ برّيّ : هي الدُّرَّةُ في صَدَفَتِها . قال الأَزْهَرِيّ : العَقيلَةُ : كريمَةُ النِّساءِ والإِبلِ وغيرِهما والجَمْعُ العَقائلُ وأَنشدَ الصَّاغانِيّ لطرَفَةَ أَيضاً :
فَمَرَّت كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالَةٌ ... عَقيلَةُ شَيخٍ كالوَبيلِ يَلَنْدَدِوالعاقولُ : مُعظَمُ البَحرِ أَو موجُهُ . أَيضاً : مَعطِفُ الوادي والنَّهْرِ وقيل : عاقولُ النَّهْرِ والوادي والرَّمْلِ : ما اعوَجَّ منه وكُلُّ مَعطِفِ وادٍ : عاقولٌ والجمعُ عَواقِيلُ وقيل : عَواقيلُ الأَودِيَةِ : دَراقيعُها في مَعاطِفِها واحدُها عاقولٌ . العاقولُ جَمعُهُ عَواقِيلُ : ما التبَسَ من الأُمور . أَيضاً : الأَرضُ لا يُهتَدَى لها لِكَثرَةِ مَعاطِفِها . العاقولُ : نَبْتٌ م معروفٌ له شَوكٌ تَرعاهُ الإِبِلُ ويُقال له : شَوكُ الجِمالِ يَطلعُ على الجُسورِ والتُّرَعِ وله زهرَةٌ بنفسجِيَّةٌ وأَغفلَه أَبو حنيفَةَ في كتاب النَّباتِ . ودَيرُ عاقولٍ : د بالنَّهرَوانِ بينَها وبينَ المدائنِ مَرْحَلَةٌ منه عبد الكريم بن الهيثَمِ أَبو يَحيى العاقُولِيُّ عن أَبي اليَمانِ الحَكَم بنِ نافِعٍ وعنه أَبو العبّاسِ محمَّدُ بنُ إسحاقَ الثَّقَفِيُّ قاله الحاكم . أَيضاً : د بالمَغرِبِ منه أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إبراهيمَ . عاقولُ : ة بالمَوصِلِ كما في العُبابِ . وعاقُولَى مَقصورَةً : اسمُ الكوفَةِ في التَّوراةِ كما في العبابِ . وعاقِلَةُ الرَّجُلِ : عَصَبَتُه وهي القرابَةُ من قِبَلِ الأَبِ الذينَ يعطُونَ دِيَةَ قتلِ الخَطأِ وهي صفةُ جماعةٍ عاقِلَة وأَصلُها اسمُ فاعِلَةٍ من العَقْلِ وهي من الصِّفاتِ الغَالبَةِ وفي الحديثِ : وقَضى رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم بدِيَةِ شِبْهِ العَمْدِ والخَطأِ المَحْضِ على العاقلَةِ يؤَدُّونَها في ثلاثِ سِنينَ إلى وَرَثَةِ المَقتولِ . قال ابنُ الأَثيرِ : ومعرِفَةُ العاقِلَةِ أَنْ يُنظَرَ إلى إخوَةِ الجاني من قِبَلِ الأَبِ فيُحَمَّلونَ ما تُحَمَّلُ العاقِلَةُ فإن احتَملوها أَدَّوْها في ثلاث سنينَ وإن لم يَحتملوها رُفِعَتْ إلى بَني جَدِّهِ فإن لم يَحتَملوها رُفِعَت إلى بني جَدِّ أَبيه فإن لم يحتَملوها رُفِعَتْ إلى بَني جَدِّ أَبي جَدِّه ثُمَّ هكذا لا تُرفَعُ عن بني أَبٍ حتّى يَعجَزوا قال : ومن في الدِّيوانِ ومَنْ لا دِيوانَ لهُ في العَقلِ سَواءٌ . وقال أَهلُ العراقِ : هم أَصحابُ الدَّواوينِ قال إسحاق بن منصورٍ : قلتُ لأَحمدَ بنِ حنبَلَ : مَنِ العاقِلَةُ ؟ فقال : القَبيلَةُ إلاّ أَنَّهُم يُحَمَّلونَ بقَدَر ما يُطيقونَ قال : فإن لمْ تَكُنْ عاقِلَةٌ لمْ تُجْعَلْ في مال الجاني ولكن تُهدَر عنه وقال إسحاقُ : إذا لم تكن العاقِلَةُ أَصلاً فإنَّه يكونُ في بيتِ المالِ ولا تُهدَرُ الدِّيَةُ . وعاقَلَهُ مُعاقَلَةً : غالبَهُ في العَقْلِ فعَقَلَه كنصَرَهُ عَقلاً أَي غلبَهُ وكانَ أَعقَلَ منه كما في العُبابِ . والعُقَّيْلَى كسُمَّيْهَى : الحِصْرِمُ . وعَقَّلَهُ تَعقيلاً : جعلَه عاقِلاً . عَقَّلَ الكَرْمُ تَعقيلاً : أَخرَجَ عُقَّيْلاه أَي الحِصرِمَ ومنه حديثُ الدَّجّالِ : ثُمَّ يأْتي الخِصْبُ فيُعَقِّلُ الكَرْمُ ثمَّ يُمَجِّجُ أَي يُخرِجُ العُقَّيْلَى ثمَّ يَطيبُ طَعمُه . وأَعقلَهُ : وجدَه عاقِلاً كأَحمدَهُ وأَبخلَه . واعْتُقِلَ لِسانُهُ مَجهولاً أَي حُبِسَ ومُنِعَ وقيل : امْتُسِكَ وقال الأَصمعيُّ : مَرِضَ فلانٌ فاعْتُقِلَ لسانُه : أَي لم يَقدِرْ على الكلامِ وقال ذو الرُّمَّةِ :
ومُعتَقَلِ اللسانِ بغيرِ خَبْلٍ ... يَميدُ كأَنَّه رَجُلٌ أَميمُ ومنه أُخِذَ العاقِلُ الذي يَحبِسُ نفسَهُ ويَرُدُّها عن هواها . وعاقِلٌ : جَبَلٌ بعينِه نَجدِيٌّ في شِعرِ زُهَيرٍ :
لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُهْ ... عفا الرَّسُّ منه فالرُّسَيْسُ فعاقِلُه وثَنّاهُ الشاعرُ ضَرورَةً فقال :
يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَيْنِ أَيامِناً ... وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتينِ شِمالاعاقِلٌ : سبعَةُ مَواضِعَ منها : رَمْلٌ بينَ مكَّةَ والمَدينَة وماءٌ لِبَني أَبانِ بنِ دارِمٍ إمَّرَةُ في أَعاليه والرُّمَّةُ في أَسافِلِه . وبَطْنُ عاقِلٍ : على طريقِ حاجِّ البَصرَةِ بين رامَتينِ وإمَّرة . عاقِلُ بنُ البُكَيرِ بنِ عبدِ يالِيلَ بن ناشِبٍ الكِنانِيُّ اللَّيْثِيُّ حليفُ بني عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ الصَّحابِيُّ : بَدرِيٌّ رضي الله عنه وكان اسمُه غافِلاً كما في العُبابِ وقِيل : نُشْبَة كما في معجَم ابنِ فَهدٍ فغيَّرَه النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم وسمّاهُ عاقِلاً تَفاؤُلاً . والمَرأَةُ تُعاقِلُ الرَّجُلَ إلى ثُلُثِ دِيَتِها أَي تُوازيهِ مَعناهُ أَنَّ مُوضِحَته ومُوضِحتها سَواءٌ فإذا بلغَ العقلُ ثلثَ الدِّيَةِ صارت دِيَةُ المرأَةِ على النِّصفِ من دِيَةِ الرَّجُلِ . وفي حديث ابن المُسيَّبِ : فإنْ جاوَزَت الثُّلُثَ رُدَّت إلى نصفِ دِيَةِ الرَّجُلِ . ومعناه أَنَّ دِيَةَ المرأَةِ في الأَصلِ على النِّصفِ من دِيَةِ الرَّجُلِ كما أَنَّها تَرِثُ نصفَ ما يَرِثُ الابْنُ فجعلَها سَعيدٌ تُساوي الرَّجُلَ فيما يكون دونَ ثُلُثِ الدِّيَةِ تأْخُذُ كما يأْخُذُ الرجلُ إذا جُنِيَ عليها ولَها في إصبَعِ من أَصابِعِها عَشْرٌ من الإبلِ كإصبَعِ الرَّجُلِ وفي إصبعين من أَصابِعِها عشرونَ من الإبلِ وفي ثلاثٍ من أَصابِعِها ثَلاثُونَ كالرَّجُلِ فإن أُصيبَ أَربَعٌ من أَصابِعها رُدَّتْ إلى عِشرينَ لأَنَّها جاوَزَت الثُّلُثَ فرُدَّتْ إلى النِّصفِ مِمّا للرَّجُلِ وأمّا الشَّافِعِيُّ وأَهلُ الكوفَةِ فإنَّهم جعلوا في إصبَع المرأَةِ خَمساً من الإبلِ وفي إصبَعينِ لها عَشْراً ولم يَعتبروا الثُّلُثَ كما فعلَه ابنُ المسيَّبِ . وقول الجوهريِّ نقلاً عنهم : ما أَعقِلُهُ عنكَ شيئاً أَي دَعْ عنكَ الشَّكَّ هذا حرفٌ رواهُ سيبويهِ في باب الابتداءِ يُضْمَرُ فيه ما بُنيَ على الابتداءِ كأَنَّه قال : ما أَعلَمُ شيئاً ممّا تقولُ فدَعْ عنكَ الشَّكَّ ويُستَدَلُّ بهذا على صِحَّةِ الإضمارِ في كلامهم للاختصارِ وكذلكَ قولُهم : خُذْ عَنْكَ وسِرْ عنكَ وقال بَكْرٌ المازِنِيُّ : سألتُ أَبا زَيدٍ والأَصمعِيَّ والأَخفشَ وأَبا مالِكٍ عن هذا الحرفِ فقالوا جَميعاً : ما ندري ما هُوَ وقال الأَخفَشُ : أنا منذُ خُلِقْتُ أَسأَلُ عن هذا قال ابنُ برّيّ : هذا تصحيفٌ والصّوابُ ما أَغفلَه عنكَ بالفاءِ والغَينِ وهكذا رواه سيبويه وهكذا صرَّحَ به أَيضاً أَبو محمَّدٍ إسماعيلُ بنُ محمَّد بن عَبدوس النَّيسابورِيُّ أَنَّه تصحيفٌ والمسموع بالغين والفاءِ كذا بخَطِّ أَبي سَهلٍ الهَرَوِيِّ وأَبي زَكَرِّيّا . وقولُ الشَّعبِيِّ : لا تَعقِلُ العاقِلَةُ العَمْدَ ولا العَبْدَ ورواهُ غيرُه : لا تَعقِلُ العاقِلَةُ عَمْداً ولا صُلْحاً ولا اعتِرافاً ولا عَبداً أَي أَنَّ كلَّ جِنايةٍ عَمْدٍ فإنَّها في مال الجاني خاصَّةً ولا يلزَمُ العاقلَةَ منها شيءٌ وكذلكَ ما اصطَلحوا عليه من الجناياتِ في الخَطَأِ وكذلكَ إذا اعترَفَ الجاني بالجِنايَةِ من غيرِ بيِّنَةٍ تقومُ عليه وإن ادَّعى أَنَّها خطأٌ لا يُقبَلُ منه ولا يُلزَمُ بها العاقِلَةُ . وليس بحديثٍ كما توهَّمَه الجَوْهَرِيُّ . قلتُ : هذا الحديثُ أَخرجَهُ الإمامُ محمَّدٍ في مُوَطَّئهِ بإسنادِه عن ابنِ عبّاسٍ ومَتْنُهُ : لا تَعقِلُ العاقِلَةُ عَمداً ولا صُلحاً ولا اعتِرافاً ولا ما جَنى المَمْلوكُ . وكذلكَ ابنُ الأَثيرِ في النِّهايةِ فإنَّه سمَّاهُ حَديثاً وإذا ثبتَ الحديثُ عن ابنِ عبّاسٍ ولو مَوقوفاً سيَما إذا كانَ في حُكمِ المَرفوعِ فقولُه : ليسَ بحَديثٍ إلخ مَردودٌ عليه وكأَنَّه نظَرَ إلى الصَّاغانِيّ قال في العُبابِ : وفي حديثِ الشَّعبِيِّ : لا تَعقِلُ العاقِلَةُ عَمداً ولا عَبداً ولا صُلحاً ولا اعتِرافاً . فقلَّدَه في قوله ذلكَ وذَهَلَ عن أَنَّهُ مَروِيٌّ من طريق ابنِ عبّاسٍ وقد أَشارَ إلى ذلكَ المُنلا عليّ في رسالةٍ ألَّفَها في ذلك سمّاها : تشييعَ فقهاءِ الحَنفِيَّةِ لِتَشنيعِ فقهاءِ الشَّافِعِيَّةِ . ونقلَهُ شيخُنا معناهُ : أَنْ يَجنيَ الحُرُّ الأَولَى حُرٌّ على عَبدٍ خطأً فليس على عاقلَةِ الجاني شيءٌ إنَّما جِنايَتُهُ في ماله خاصَّةً وهوقولُ ابنُ أَبي لَيلَى وصَوَّبَهُ الأَصمعيُّ وإليه ذهبَ الإمامُ الشافعيُّ قال ابنُ الأَثيرِ : وهو مُوافقٌ لكلام العربِ لا أَن يَجنِيَ العَبْدُ على حُرٍّ كما توَهَّمَ أَبو حنيفَةَ أَي في تفسير قول الشَّعبِيِّ السَّابِقِ : لا تَعقِلُ العاقِلَةُ العَمْدَ ولا العَبْدَ . قال ابنُ الأَثيرِ : وأَمّا العَبْدُ فهو أن يَجنيَ على حُرٍّ فليس على عاقِلَةِ مَولاهُ شيءٌ من جِنايَةِ عبدِهِ وإنَّما جِنايَتُه على رَقَبَتِه قال : وهو مَذهبُ أَبي حنيفةَ رحِمه الله تعالى هذا نَصُّ ابنِ الأَثيرِ وقد قدَّمَه على القَول الثّاني وفيه تأَدُّبٌ مع الإمام صاحب القَولِ وأمّا قولُ المُصنِّفِ : كما توَهَّمَ إلى آخره ففيه إساءَةُ أَدَبٍ معَ الإمامِ رضي الله تعالى عنه لا تَخفى كما نبَّه أَكمَلُ الدِّينِ في شرحِ الهِدايَةِ وغيرُه ممَّن اعتَنى من فُقَهاءِ الحنفيَّةِ ثمَّ قال : لأَنَّه لو كان المعنى على ما توهَّمَ ونَصُّ النِّهايَة : إذْ لو كانَ المَعنى على الأَوَّلِ أَي على القول الأَوَّلِ وهو قولُ أَبي حنيفَةَ ولم يَقُلْ : على ما توَهَّمَ لأَنَّ فيه إساءَةَ أَدَبٍ ونَصُّ الأَصمَعِيِّ : لو كان المَعنِيُّ ما قال أَبو حنيفَةَ لكان الكَلامُ : لا تَعقِلُ العاقِلَةُ عن عَبدٍ ولم يكن ولا تعقِلُ العاقِلَةُ عبداً هكذا في النُّسَخِ ولا تعقِلُ بزِيادَةِ الواو وهي مُستَدْرَكَةٌ وقال الأَصمعِيُّ : كلَّمْتُ في ذلكَ أَبا يوسُفَ القاضِيَ بحضرةِ الرَّشيدِ الخليفةِ فلم يَفرُقْ بينَ عقلْتُه وعَقَلْتُ عنهُ حتّى فهَّمْتُه هكذا نقله ابنُ الأَثير في النِّهاية والصَّاغانِيّ في العباب وابنُ القطّاعِ في تهذيبه وقلَّدَهم المُصَنِّفُ فيما أَوردَه هكذا خَلَفاً عن سَلَفٍ وقد أَجابَ عنه أَكملُ الدِّينِ في شرحِ الهِدايَةِ فقال : يُسْتَعْمَلُ عقَلْتُهُ بمعنى عَقَلْتُ عنهُ وسياقُ الحديثِ وهو قولُه : لا تَعقِلُ العاقِلَةُ وسياقه وهو قولُه : ولا صُلحاً ولا اعتِرافاً يَدُلاّنِ على ذلكَ لأَنَّ المَعنى عَمَّن تَعَمَّدَ وعَمَّن صالحَ وعَمَّن اعْتَرَفَ انتهى . قال شيخُنا : ولو صَحَّ عن أَبي يوسُفَ أَنَّه فهِمَ عن الأَصمعيِّ خِلافَ ما قالَه أَبو حنيفَةَ لرَجَعَ إليه وعَوَّلَ عليه لأَنَّه وإن كانَ مُفَصِّلاً لِما أُجْمِلَ من قواعِدِ أَبي حنيفَةَ فإنَّه في حَيِّزِ أَربابِ الاجتهادِ وهو أَتقى لله من ارتكابِ خِلافِ ما ثبَتَ عندهُ أَنَّه صَوابٌ وكونُ هذه اللغةِ ممَّا خَفِيَ عن الأَصمَعِيِّ والشَّافِعِيِّ لِغرابَتِها لا يُنافي أَنَّها وارِدَةٌ في بعضِ اللُّغاتِ الفَصيحَةِ الوارِدَةِ عن بعضِ العرَبِ وكلامُ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم جامِعٌ لكلام الكلِّ كما عُرفَ في الأُصولِ العَربيَّةِ وغيرِها فتأَمَّلْ . في التَّهذيبِ : يُقال : تَعَقَّلَ له بكَفَّيْهِ : أَي شبَّكَ بينَ أَصابعِهما لِيَرْكَبَ الجَمَلَ واقِفاً وذلك أَنَّ البعير يكونُ قائماً مُثْقَلاً ولو أَناخَهُ لم يَنْهَضْ به وبحِمْلِهِ فيَجْمَعُ له يديه ويُشَبِّكُ بينَ أَصابِعِه حتّى يضعَ فيها رِجلَهُ ويَرْكَبَ قال الأَزْهَرِيّ : هكذا سمعتُ أَعرابِيّاً يقول . والعُقْلَةُ بالضَّمِّ في اصْطِلاحِ حِسابِ الرَّمْلِ : فَرْدٌ وزَوجانِ وفَرْدٌ هكذا صورَتُهُ 5 5 هكذا نقله الصَّاغانِيُّ قال : وهي التي تُسَمَّى الثِّقاف قال شيخُنا : هو ليس من اللُّغَةِ في شيءٍ . عُقَيْلٌ كزُبَيْرٍ : ة بِحَورانَ كما في العبابِ . عُقَيْلُ : اسْمٌ وأَبو قبيلَةٍ وفي شرحِ مُسلِمٍ للنَّوَوِيِّ أَنَّ عَقيلاً كلُّه بالفتحِ إلاّ ابنَ خالِدٍ عن الزُّهْرِيِّ ويَحيى بنَ عَقيلٍ وأَب القبيلَةِ فبالضَّمِّ قلتُ : ابنُ خالدٍ أَيْلِيٌّ وابنُ عقيلٍ مِصرِيٌّ روَى عنه واصِلٌ مَولى ابنِ عُيَيْنَةَ ومن ذلك أَيضاً عُقَيْلُ بنُ صالح : كُوفِيٌّ عن الحَسَنِ ومحمَّدُ بنُ عُقَيْلٍ الفِرْيابِيّ بمِصر عن قتيبَةَ بنِ سعيدٍ وحُسَيْنُ بنُ عُقَيْل روى التَّفسيرَ عن الضَّحّاكِ وعُقَيْلُ بنُ إبراهيمَ بنِ خالدٍ بنِ عُقَيْلٍ عن أَبيه عن جَدِّه وقوله : وأَبو قبيلَةٍ هو عُقَيْلُ بنُ كَعْبِ بنِ ربيعَةَ بنِ عامِرٍ . وفاتَه : عُقَيْلُ بنُ هِلالٍ في فَزارَةَ وفي أَشْجَعَ أَيضاً عُقَيْلُبنُ هِلالٍ والضَّحّاكُ بنُ عُقَيْلٍ : زَوْجُ الخَنساءِ الشّاعِرَةِ وعُقَيْلُ بنُ طُفَيْلٍ الكِلابِيُّ : له ذِكْرٌ واختُلِفَ في إسحاق بنِ عُقَيْل شيخِ الباغَندِيّ فضبطَه الأَميرُ وغيرُه بالفتح وحكى ابنُ عساكِرٍ عن طاهِرٍ أَنَّه ضبطَهُ بالضَّمِّ . المُعَقِّلُ كمُحَدِّثٍ وضبطَه الحافظُ على وزن محمَّدٍ : لقَبُ ربيعَةَ بنِ كَعْبٍ المَذْحِجِيُّ وابنه عَبْد الله بنُ المُعَقِّلِ له ذِكْرٌ في نسَبِ تَنوخ . المَعقِلُ كمَنزِلٍ : المَلْجأُ ويُستَعارُ فيُقال : هو مَعْقِلُ قَومِهِ : أَي مَلجؤُهُمْ قال الكُمَيْتُ : هِلالٍ والضَّحّاكُ بنُ عُقَيْلٍ : زَوْجُ الخَنساءِ الشّاعِرَةِ وعُقَيْلُ بنُ طُفَيْلٍ الكِلابِيُّ : له ذِكْرٌ واختُلِفَ في إسحاق بنِ عُقَيْل شيخِ الباغَندِيّ فضبطَه الأَميرُ وغيرُه بالفتح وحكى ابنُ عساكِرٍ عن طاهِرٍ أَنَّه ضبطَهُ بالضَّمِّ . المُعَقِّلُ كمُحَدِّثٍ وضبطَه الحافظُ على وزن محمَّدٍ : لقَبُ ربيعَةَ بنِ كَعْبٍ المَذْحِجِيُّ وابنه عَبْد الله بنُ المُعَقِّلِ له ذِكْرٌ في نسَبِ تَنوخ . المَعقِلُ كمَنزِلٍ : المَلْجأُ ويُستَعارُ فيُقال : هو مَعْقِلُ قَومِهِ : أَي مَلجؤُهُمْ قال الكُمَيْتُ :
لقد عَلِمَ القَومُ أَنّا لهُمْ ... إزاءٌ وأَنّا لهُمْ مَعقِلُ قيل : هو منْ عَقَلَ الظَّبْيُ عَقْلاً : إذا صَعَّدَ وامْتَنَعَ والجمعُ مَعاقِلُ وفي حديث ظَبيان : إنَّ ملوكَ حِمْيَرَ مَلَكوا مَعاقِلَ الأَرضِ وقرارَها أَي حُصونَها وفي حديثٍ آخر : لَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الحِجازِ مَعقِلَ الأُرْوِيَّةِ من رأْسِ الجَبَلِ . أَي يعتصِمُ ويلتَجِئُ وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ مَعْقِلاً منهم : مَعقِلُ بنُ المُنذِرِ الأَنصارِيُّ السَّلَمِيُّ عَقَبِيٌّ بَدرِيٌّ . ومَعْقِلُ بنُ يَسارِ بنِ عَبْد الله المُزَنِيُّ : شهِدَ الحُديبيَةَ ونزَلَ البَصرَةَ . ومَعقِلُ بنُ سِنانِ وهما اثنان أحدهما : ابن سنان بن مُظَهِّرٍ الأَشْجَعِيُّ شَهِدَ الفتحَ وسكنَ المدينةَ والثّاني : ابنُ سِنانِ بنِ بِيشَةَ المُزَنِيُّ له وِفادَةٌ . ومَعقِلُ بنُ مُقَرِّنٍ أَبو عَمرَةَ أَخو النُّعمانِ بنِ مُقَرِّنٍ وهم سبعةُ إخوةٍ هاجَروا وصَحِبوا قاله الواقِدِيُّ . ومَعْقِلُ بنُ أَبي الهَيْثَمِ وهو ابنُ أُمِّ مَعْقِلٍ ويقال معقل بن أبي معقل ويُقال : مَعقِلُ بنُ الهَيثَمِ الأَسَدِيُّ وهو واحِدٌ روى عنه سَلَمَةُ والوَليدُ أَبو زَيدٍ . وذُؤالَةُ بنُ عَوْقَلَةَ اليَمانِيُّ وَخَبَرهُ مَوْضُوعٌ : صحابِيُّون رَضِيَ الله تَعالى عنهم . وكأميرٍ عَقيلُ بنُ أبي طالبٍ كُنيَتُه أبو يَزيدَ أَنْسَبُ قُرَيْشٍ وأعلمَهُم بأيّامِها شَهِدَ المشاهِدَ كلَّها وهو أخو عليٍّ وجَعَفْرٍ لأبَوَيْهِما وهو الأكبرُ روى عنه ابنُه محمدٌ وعطاءٌ وأبو صالحٍ السَّمَّان مات زَمَنَ مُعاوِيَةَ وقد عَمِيَ . عَقيلُ بنُ مُقَرِّنٍ المُزَنِيُّ أبو حَكيمٍ أخو النُّعمان له وِفادَةٌ صحابِيّانِ رضي الله تَعالى عنهما . والعَقَنْقَلُ كَسَفَرْجَلٍ : الوادي العظيمُ المُتَّسِع قال امرؤُ القَيس :
فلمّا أَجَزْنا ساحةَ الحَيِّ وانْتَحى ... بِنا بَطْنُ خَبْتٍ ذي قِفافٍ عَقَنْقَلِ والجَمع : عَقاقِلُ وعَقاقيل قال العَجَّاج :
" إذا تلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا
" وإن تلَقَّتْهُ العَقاقيلُ طَفاقيل : هو الكثيبُ المُتراكِمُ المُتداخِلُ المُتَعَقِّلُ بعضُه ببعضٍ ويُجمَعُ عَقَنْقَلاتٌ أيضاً وقيل : هو الحبلُ منه فيه حِقَفَةٌ وجِرَفَةٌ وَتَعَقُّدٌ قال سيبويه : هو من التَّعْقيل فهو عنده ثُلاثِيٌّ . ربّما سَمَّوْا قانِصَةَ الضَّبِّ عَقَنْقَلاً وقيل : مَصارينُه وقيل : كُشْيَتُه كالعَنْقَلِ بحذفِ أوّلِ القافَيْن وفي المثَل : أَطْعِمْ أخاكَ من عَقَنْقَلِ الضَّبِّ يُضربُ عند حَثِّكَ الرجُلَ على المواساةِ وقيل : إنّ هذا موضوعٌ على الهُزْءِ . قال ابنُ عَبَّادٍ : العَقَنْقَلُ القَدَح . أيضاً : السيفُ كما في العُباب . وأَعْقَلَ الرجلُ : وَجَبَ عليه عِقالٌ أي زكاةُ عامٍ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : العَقُول : العاقِل والدَّواءُ يُمسكُ البَطنَ . وَتَعَقَّلَ : تكَلَّفَ العَقلَ كما يقال : تحَلَّمَ وَتَكَيَّسَ . وتعاقَل : أَظْهَرَ أنّه عاقِلٌ فَهِمٌ وليس كذلك . وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً : فَهِمَه . وعَقِلَ الرجلُ كفَرِحَ : صارَ عاقِلاً لغةٌ في عَقَلَ كَضَرَب حكاها ابنُ القَطّاعِ وصاحبُ المِصْباح . والمَعْقَلَةُ بفتحِ القافِ : الدِّيَةُ لغةٌ في ضمِّ القاف حكاه السُّهَيلِيُّ في الرَّوْض . واعْتَقلَ الدواءُ بَطْنَه مثل عَقَلَه . وعَقَلَه عن حاجَتِه وعَقَّلَه وَتَعَقَّلَه واعْتَقلَه : حَبَسَه ومَنَعَه . والعِقال ككِتابٍ : ما يُشَدُّ به البعيرُ والجمعُ عُقُلٌ ككُتُبٍ وقد يُعقَلُ العُرْقوبان . ويُكنى بالعَقْلِ عن الجِماعِ . وعَقَلَه عَقْلاً وعَكَلَه : أقامَه على إحدى رِجْلَيْه وهو مَعْقُولٌ منذ اليوم وكلُّ عَقْلٍ رَفْعٌ . ومَعاقِلُ الإبلِ : حيثُ تُعْقَلُ فيها . وداءٌ ذو عُقّالٍ كرُمَّانٍ : لا يُبرأُ منه . والعَقْلُ : ضَرْبٌ من المَشْطِ يقال : عَقَلَت المرأةُ شَعرَها وعَقَّلَتْه قال :
أَنَخْنَ القُرونَ فعَقَّلْنَها ... كَعَقْلِ العَسيفِ غَرابيبَ مِيلا والقُرون : خُصَلُ الشَّعرِ . والماشِطة : يقال لها : العاقِلَة كما في الصِّحاح . وعَقَلَ الرجلُ على القومِ عِقالاً : سَعى في صَدَقاتِهم عن ابنِ القَطّاع . وعَقَلَ البَطنُ : اسْتَمسكَ . ويقال : لفلانٍ عُقْلَةٌ يَعْقِلُ بها الناسَ : إذا صارعَهم عَقَلَ أَرْجُلَهم . ويقال أيضاً : به عُقْلَةٌ من السِّحْرِ وقد عُمِلَتْ له نُشْرَةٌ . وَنَهْرُ مَعْقِلٍ بالبَصرَة نُسِبَ إلى مَعْقِلِ بنِ يَسارٍ المُزنِيِّ رَضِيَ الله تَعالى عنه ومنه المثل : إذا جاءَ نَهْرُ اللهِ بَطَلَ نَهْرُ مَعْقِلٍ . والرُّطَبُ المَعْقِليُّ بالبَصرةِ منسوبٌ إليه أيضاً . وأَعْقَلَ القومُ : عَقَلَ بهم الظِّلُّ أي لجأَ وقَلَصَ عند انتصافِ النهار . وعَقاقيلُ الكَرْمِ : ما غُرِسَ منه أنشدَ ثعلبٌ :
نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ من كلِّ جانبٍ ... كجَذِّ عَقاقيلِ الكُرومِ خَبيرُها ولم يَذْكُرْ لها واحداً . وعُقّالُ الكلأ كرُمّانٍ : ثلاثُ بَقَلاتٍ يَبْقَيْن بعد انصِرامِه وهنَّ : السَّعْدانَةُ والحُلَّبُ والقُطْبَة . وعاقُولة : قريةٌ بالفَيُّوم . ومحمد بنُ أحمدَ بنِ سعيدٍ الحنَفيُّ المَكِّيُّ المعروفُ كوالدِه بعَقيلَةَ كسَفينَةٍ : ممّن أخذَ عنه شيوخُنا . ويقال لصاحبِ الشَّرِّ : إنّه لذو عَواقيل . ونَخلةٌ لا تَعْقِلُ الإبارَ : أي لا تَقْبَلُه وهو مَجاز كما في الأساس . وعَقيلُ بن مالكٍ الحِميَريُّ : صَحابيٌّ ذَكَرَه ابنُ الدَّبَّاغ . وكذا مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدٍ أو خُلَيْدٍ أورده ابنُ قانِعٍ . ومَعْقِلُ بنُ قَيْسٍ الرِّياحِيُّ : أَدْرَكَ الجاهليّةَ مات سنة 42 . ومَعْقِلُ بنُ خِداجٍ ذَكَرَ وُثَيْمةُ أنّه قُتِلَ باليَمامةِ من الصحابة . ومَعْقِلُ بن عَبْد الله الجَزَريّ عن عَطاء وعنه الفِرْيابِيُّ . ومَعْقِلُ بنُ مالكٍ الباهليُّ من شيوخِ البُخاريِّ . ومَعْقِلُ بنُ أسَدٍ العَمِّيُّ أبو الهَيثمِ الحافظُ أخو بَهْزٍ روى عنه البُخاريُّ مات سنة 218 . وعِقالٌ ككِتابٍ : عن ابنِ عبّاسٍ تابعيٌّ بَجَلِيٌّ . وأبو عِقالٍ : محمدُ بنُ الأَغْلَبِ التَّميميُّ أميرُ إفْريقيَّةَ له ذِكرٌ . وعَقيلَةُ بالفَتْح بنتُ عُبَيْدٍ : صحابيّة . وعَقيلَة عن سَلامَةَ بنتِ الحُرِّ وعنها أمُّ عبدِ المَلِك