معنى علل النفس بالوعود في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
العَلُّ
والعَلَلُ الشَّرْبةُ الثانية وقيل الشُّرْب بعد الشرب تِباعاً يقال عَلَلٌ بعد
نَهَلٍ وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه إِذا سقاه السَّقْيَة الثانية وعَلَّ بنفسه
يَتعدَّى ولا يتعدَّى وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ عَلاًّ وعَلَلاً وعَلَّتِ الإِبِلُ
تَعِلُّ وت
العَلُّ
والعَلَلُ الشَّرْبةُ الثانية وقيل الشُّرْب بعد الشرب تِباعاً يقال عَلَلٌ بعد
نَهَلٍ وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه إِذا سقاه السَّقْيَة الثانية وعَلَّ بنفسه
يَتعدَّى ولا يتعدَّى وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ عَلاًّ وعَلَلاً وعَلَّتِ الإِبِلُ
تَعِلُّ وتَعُلُّ إِذا شَرِبت الشَّرْبةَ الثانية ابن الأَعرابي عَلَّ الرَّجلُ
يَعِلُّ من المرض وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ من عَلَل الشَّراب قال ابن بري وقد
يُسْتَعْمَل العَلَلُ والنَّهَل في الرِّضاع كما يُسْتَعْمل في الوِرْد قال ابن
مقبل غَزَال خَلاء تَصَدَّى له فتُرْضِعُه دِرَّةً أَو عِلالا واستَعْمَل بعضُ
الأَغْفال العَلَّ والنَّهَلَ في الدعاء والصلاة فقال ثُمَّ انْثَنى مِنْ بعد ذا
فَصَلَّى على النَّبيّ نَهَلاً وعَلاَّ وعَلَّتِ الإِبِلُ والآتي كالآتي
( * قوله « والآتي كالآتي إلخ » هذه بقية عبارة ابن سيده وصدرها عل يعل ويعل علاً
وعللاً إلى أن قال وعلت الابل والآتي إلخ ) والمصدر كالمصدر وقد يستعمل فَعْلى من
العَلَل والنَّهَل وإِبِلٌ عَلَّى عَوَالُّ حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد لِعَاهَانَ
بن كعب تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلاً ودُون ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيم تَسْكُن
إِليه فيُنِيمُها ورواه ابن جني عَلاَّها ونَهْلى أَراد ونَهْلاها فحَذَف واكْتَفى
بإِضافة عَلاَّها عن إِضافة نَهْلاها وعَلَّها يَعُلُّها ويَعِلُّها عَلاًّ
وعَلَلاً وأَعَلَّها الأَصمعي إِذا وَرَدتِ الإِبلُ الماءَ فالسَّقْية الأُولى
النَّهَل والثانية العَلَل وأَعْلَلْت الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتَها قبل رِيِّها وفي
أَصحاب الاشتقاق مَنْ يقول هو بالغين المعجمة كأَنه من العَطَش والأَوَّل هو
المسموع أَبو عبيد عن الأَصمعي أَعْلَلْت الإِبِلَ فهي إِبِلٌ عالَّةٌ إِذا
أَصْدَرْتَها ولم تَرْوِها قال أَبو منصور هذا تصحيف والصواب أَغْلَلْت الإِبلَ
بالغين وهي إِبل غالَّةٌ وروى الأَزهري عن نُصَير الرازي قال صَدَرَتِ الإِبلُ
غالَّة وغَوَالَّ وقد أَغْلَلْتها من الغُلَّة والغَلِيل وهو حرارة العطش وأَما
أَعْلَلْت الإِبلَ وعَلَلْتها فهما ضِدَّا أَغْلَلْتها لأَن معنى أَعْلَلتها
وَعَلَلتها أَن تَسْقِيها الشَّرْبةَ الثانية ثم تُصْدِرَها رِواء وإِذا عَلَّتْ
فقد رَوِيَتْ وقوله قِفِي تُخْبِرِينا أَو تَعُلِّي تَحِيَّةً لنا أَو تُثِيبي
قَبْلَ إِحْدَى الصَّوافِق إِنَّما عَنى أَو تَرُدِّي تَحِيَّة كأَنَّ التَّحِيَّة
لَمَّا كانت مردودة أَو مُراداً بها أَن تُرَدَّ صارت بمنزلة المَعْلُولة من
الإِبل وفي حديث علي رضي الله عنه من جَزيل عَطائك المَعْلول يريد أَن عطاء الله
مضاعَفٌ يَعُلُّ به عبادَه مَرَّةً بعد أُخرى ومنه قصيد كعب كأَنه مُنْهَلٌ
بالرَّاح مَعْلُول وعَرَضَ عَلَيَّ سَوْمَ عالَّةٍ إِذا عَرَض عليك الطَّعامَ
وأَنت مُسْتَغْنٍ عنه بمعنى قول العامَّة عَرْضٌ سابِرِيٌّ أَي لم يُبالِغْ لأَن
العَالَّةَ لا يُعْرَضُ عليها الشُّربُ عَرْضاً يُبالَغ فيه كالعَرْضِ على
الناهِلة وأَعَلَّ القومُ عَلَّتْ إِبِلُهم وشَرِبَت العَلَل واسْتَعْمَل بعضُ
الشعراء العَلَّ في الإِطعام وعدّاه إِلى مفعولين أَنشد ابن الأَعرابي فباتُوا
ناعِمِين بعَيْشِ صِدْقٍ يَعُلُّهُمُ السَّدِيفَ مع المَحال وأُرَى أَنَّ ما
سَوَّغَ تَعْدِيَتَه إِلى مفعولين أَن عَلَلْت ههنا في معنى أَطْعَمْت فكما أَنَّ
أَطعمت متعدِّية إِلى مفعولين كذلك عَلَلْت هنا متعدِّية إِلى مفعولين وقوله وأَنْ
أُعَلَّ الرَّغْمَ عَلاًّ عَلاَّ جعَلَ الرَّغْمَ بمنزلة الشراب وإِن كان الرَّغْم
عَرَضاً كما قالوا جَرَّعْته الذُّلَّ وعَدَّاه إِلى مفعولين وقد يكون هذا بحذف
الوَسِيط كأَنه قال يَعُلُّهم بالسَّدِيف وأُعَلّ بالرَّغْم فلما حَذَف الباء
أَوْصَلَ الفعل والتَّعْلِيل سَقْيٌ بعد سَقْيٍ وجَنْيُ الثَّمرة مَرَّةً بعد
أُخرى وعَلَّ الضاربُ المضروبَ إِذا تابَع عليه الضربَ ومنه حديث عطاء أَو النخعي
في رجل ضَرَب بالعَصا رجلاً فقَتَله قال إِذا عَلَّه ضَرْباً ففيه القَوَدُ أَي
إِذا تابع عليه الضربَ مِنْ عَلَلِ الشُّرب والعَلَلُ من الطعام ما أُكِلَ منه عن
كراع وطَعامٌ قد عُلَّ منه أَي أُكِل وقوله أَنشده أَبو حنيفة خَلِيلَيَّ هُبَّا
عَلِّلانيَ وانْظُرا إِلى البرق ما يَفْرِي السَّنى كَيْفَ يَصْنَع فَسَّرَه فقال
عَلَّلاني حَدَّثاني وأَراد انْظُرا إِلى البرق وانْظُرَا إِلى ما يَفرِي السَّنى
وفَرْيُه عَمَلُه وكذلك قوله خَلِيلَيَّ هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرَا إِلى البرق
ما يَفْرِي سَنًى وتَبَسَّما وتَعَلَّلَ بالأَمر واعْتَلَّ تَشاغَل قال
فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَة خِمْسٍ حَنَّان تَعْتلُّ فيه بِرَجِيع العِيدان أَي
أَنَّها تَشاغَلُ بالرَّجِيع الذي هو الجِرَّة تُخْرِجها وتَمْضَغُها وعَلَّلَه
بطعام وحديث ونحوهما شَغَلهُ بهما يقال فلان يُعَلِّل نفسَه بتَعِلَّةٍ وتَعَلَّل
به أَي تَلَهَّى به وتَجَزَّأَ وعَلَّلتِ المرأَةُ صَبِيَّها بشيء من المَرَق ونحو
ليَجْزأَ به عن اللَّبن قال جرير تُعَلِّل وهي ساغَبَةٌ بَنِيها بأَنفاسٍ من
الشَّبِم القَراحِ يروى أَن جريراً لما أَنْشَدَ عبدَ الملك بن مَرْوان هذا البيتَ
قال له لا أَرْوى الله عَيْمَتَها وتَعِلَّةُ الصبيِّ أَي ما يُعَلَّل به ليسكت
وفي حديث أَبي حَثْمة يَصِف التَّمر تَعِلَّة الصَّبيِّ وقِرى الضيف والتَّعِلَّةُ
والعُلالة ما يُتَعَلَّل به وفي الحديث أَنه أُتيَ بعُلالة الشاة فأَكَلَ منها أَي
بَقِيَّة لحمها والعُلُل أَيضاً جمع العَلُول وهو ما يُعَلَّل به المريضُ من
الطعام الخفيف فإِذا قَوي أَكلُه فهو الغُلُل جمع الغَلُول ويقال لبَقِيَّة اللبن
في الضَّرْع وبَقيَّة قُوّة الشيخ عُلالة وقيل عُلالة الشاة ما يُتَعَلَّل به
شيئاً بعد شيء من العَلَل الشُّرب بعد الشُّرْب ومنه حديث عَقِيل بن أَبي طالب
قالوا فيه بَقِيَّةٌ من عُلالة أَي بَقِيَّة من قوة الشيخ والعُلالةُ والعُراكةُ
والدُّلاكة ما حَلَبْتَ قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية عن
ابن الأَعرابي ويقال لأَوَّل جَرْي الفرس بُداهَته وللذي يكون بعده عُلالته قال
الأَعشى إِلاَّ بُداهة أَو عُلا لَة سابِحٍ نَهْدِ الجُزاره والعُلالة بَقِيَّة
اللَّبَنِ وغيرِه حتى إِنَّهم لَيَقولون لبَقِيَّة جَرْي الفَرَس عُلالة
ولبَقِيَّة السَّيْر عُلالة ويقال تَعالَلْت نفسي وَتَلوَّمْتها أَي استَزَدْتُها
وتَعالَلْت الناقةَ إِذا اسْتَخْرَجْت ما عندها من السَّيْر وقال وقد تَعالَلْتُ
ذَمِيل العَنْس وقيل العُلالة اللَّبَن بعد حَلْبِ الدِّرَّة تُنْزِله الناقةُ قال
أَحْمِلُ أُمِّي وهِيَ الحَمَّاله تُرْضِعُني الدِّرَّةَ والعُلاله ولا يُجازى
والدٌ فَعَالَه وقيل العُلالة أَن تُحْلَب الناقة أَوّل النهار وآخره وتُحْلَب وسط
النهار فتلك الوُسْطى هي العُلالة وقد تُدْعى كُلُّهنَّ عُلالةً وقد عالَلْتُ
الناقة والاسم العِلال وعالَلْتُ الناقة عِلالاً حَلَبتها صباحاً ومَساء ونِصْفَ
النهار قال أَبو منصور العِلالُ الحَلْبُ بعد الحَلْب قبل استيجاب الضَّرْع
للحَلْب بكثرة اللبن وقال بعض الأَعراب العَنْزُ تَعْلَمُ أَني لا أَكَرِّمُها عن
العِلالِ ولا عن قِدْرِ أَضيافي والعُلالة بالضم ما تَعَلَّلت به أَي لَهَوْت به
وتَعَلَّلْت بالمرأَة تَعَلُّلاً لَهَوْت بها والعَلُّ الذي يزور النساء والعَلُّ
التَّيْس الضَّخْم العظيم قال وعَلْهَباً من التُّيوس عَلاً والعَلُّ القُراد
الضَّخْم وجمعها عِلالٌ
( * قوله « وجمعها علال » كذا في الأصل وشرح القاموس وفي التهذيب أعلال ) وقيل هو
القُراد المَهْزول وقيل هو الصغير الجسم والعَلُّ الكبير المُسِنُّ ورَجُلٌ عَلٌّ
مُسِنٌّ نحيف ضعيف صغير الجُثَّة شُبِّه بالقُراد فيقال كأَنه عَلُّ قال
المُتَنَخِّل الهذلي لَيْسَ بِعَلٍّ كبيرٍ لا شَبابَ له لَكِنْ أُثَيْلَةُ صافي
الوَجْهِ مُقْتَبَل أَي مُسْتَأْنَف الشَّباب وقيل العَلُّ المُسِنُّ الدقيق الجسم
من كل شيء والعَلَّة الضَّرَّة وبَنُو العَلاَّتِ بَنُو رَجل واحد من أُمهات
شَتَّى سُمِّيَت بذلك لأَن الذي تَزَوَّجها على أُولى قد كانت قبلها ثم عَلَّ من
هذه قال ابن بري وإِنما سُمِّيت عَلَّة لأَنها تُعَلُّ بعد صاحبتها من العَلَل قال
عَلَيْها ابْنُ عَلاَّتٍ إِذا اجْتَشَّ مَنْزِلاً طَوَتْه نُجومُ اللَّيل وهي
بَلاقِع
( * قوله « إذا اجتش » كذا في الأصل بالشين المعجمة وفي المحكم بالمهملة )
إِنَّما عَنى بابن عَلاَّتٍ أَن أُمَّهاته لَسْنَ بقَرائب ويقال هما أَخَوانِ من
عَلَّةٍ وهما ابْنا عَلَّة أُمَّاهُما شَتَّى والأَب واحد وهم بَنُو العَلاَّت
وهُمْ من عَلاَّتٍ وهم إِخُوةٌ من عَلَّةٍ وعَلاَّتٍ كُلُّ هذا من كلامهم ونحن
أَخَوانِ مِنْ عَلَّةٍ وهو أَخي من عَلَّةٍ وهما أَخَوانِ من ضَرَّتَيْن ولم
يقولوا من ضَرَّةٍ وقال ابن شميل هم بَنُو عَلَّةٍ وأَولاد عَلَّة وأَنشد وهُمْ
لمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ وإِن كان مَحْضاً في العُمومةِ مُخْوِلا ابن شميل
الأَخْيافُ اختلاف الآباء وأُمُّهُم واحدة وبَنُو الأَعيان الإِخْوة لأَب وأُمٍّ
واحد وفي الحديث الأَنبياء أَولاد عَلاَّتٍ معناه أَنهم لأُمَّهات مختلفة ودِينُهم
واحد كذا في التهذيب وفي النهاية لابن الأَثير أَراد أَن إِيمانهم واحد وشرائعهم
مختلفة ومنه حديث علي رضي الله عنه يَتَوارَثُ بَنُو الأَعيان من الإِخوة دون بني
العَلاَّت أَي يتوارث الإِخوة للأُم والأَب وهم الأَعيان دون الإِخوة للأَب إِذا
اجتمعوا معهم قال ابن بري يقال لبَني الضَّرائر بَنُو عَلاَّت ويقال لبني الأُم الواحدة
بَنُو أُمٍّ ويصير هذا اللفظ يستعمل للجماعة المتفقين وأَبناء عَلاَّتٍ يستعمل في
الجماعة المختلفين قال عبد المسيح والنَّاسُ أَبناء عَلاَّتٍ فَمَنْ عَلِمُوا أَنْ
قَدْ أَقَلَّ فَمَجْفُوٌّ ومَحْقُور وهُمْ بَنُو أُمِّ مَنْ أَمْسى له نَشَبٌ
فَذاك بالغَيْبِ مَحْفُوظٌ ومَنْصور وقال آخر أَفي الوَلائِم أَوْلاداً لِواحِدة
وَفي المآتِم أَولاداً لَعِلاَّت ؟
( * في المحكم هنا ما نصبه وجمع العلة للضرة علائل قال رؤبة دوى بها لا يغدو
العلائلا )
وقد اعْتَلَّ العَلِيلُ عِلَّةً صعبة والعِلَّة المَرَضُ عَلَّ يَعِلُّ واعتَلَّ
أَي مَرِض فهو عَلِيلٌ وأَعَلَّه اللهُ ولا أَعَلَّك اللهُ أَي لا أَصابك بِعِلَّة
واعْتَلَّ عليه بِعِلَّةٍ واعْتَلَّه إِذا اعتاقه عن أَمر واعْتَلَّه تَجَنَّى
عليه والعِلَّةُ الحَدَث يَشْغَل صاحبَه عن حاجته كأَنَّ تلك العِلَّة صارت
شُغْلاً ثانياً مَنَعَه عن شُغْله الأَول وفي حديث عاصم بن ثابت ما عِلَّتي وأَنا
جَلْدٌ نابلٌ ؟ أَي ما عذْري في ترك الجهاد ومَعي أُهْبة القتال فوضع العِلَّة
موضع العذر وفي المثل لا تَعْدَمُ خَرْقاءُ عِلَّةً يقال هذا لكل مُعْتَلٍّ ومعتذر
وهو يَقْدِر والمُعَلِّل دافع جابي الخراج بالعِلَل وقد اعْتَلَّ الرجلُ وهذا
عِلَّة لهذا أَي سبَب وفي حديث عائشة فكان عبد الرحمن يَضْرِب رِجْلي بِعِلَّة
الراحلة أَي بسببها يُظْهِر أَنه يضرب جَنْب البعير برِجْله وإِنما يَضْرِبُ
رِجْلي وقولُهم على عِلاَّتِه أَي على كل حال وقال وإِنْ ضُرِبَتْ على العِلاَّتِ
أَجَّتْ أَجِيجَ الهِقْلِ من خَيْطِ النَّعام وقال زهير إِنَّ البَخِيلَ مَلُومٌ
حيثُ كانَ ولَ كِنَّ الجَوَادَ على عِلاَّتِهِ هَرِم والعَلِيلة المرأَة
المُطَيَّبة طِيباً بعد طِيب قال وهو من قوله ولا تُبْعِدِيني من جَنَاكِ
المُعَلَّل أَي المُطَيَّب مرَّة بعد أُخرى ومن رواه المُعَلِّل فهو الذي
يُعَلِّلُ مُتَرَشِّفَه بالريق وقال ابن الأَعرابي المُعَلِّل المُعِين بالبِرِّ
بعد البرِّ وحروفُ العِلَّة والاعْتِلالِ الأَلفُ والياءُ والواوُ سُمِّيت بذلك
لِلينها ومَوْتِها واستعمل أَبو إِسحق لفظة المَعْلول في المُتقارِب من العَروض
فقال وإِذا كان بناء المُتَقارِب على فَعُولن فلا بُدَّ من أَن يَبْقى فيه سبب غير
مَعْلُول وكذلك استعمله في المضارع فقال أُخِّر المضارِع في الدائرة الرابعة لأَنه
وإِن كان في أَوَّله وَتِدٌ فهو مَعْلول الأَوَّل وليس في أَول الدائرة بيت
مَعْلولُ الأَول وأَرى هذا إِنما هو على طرح الزائد كأَنه جاء على عُلَّ وإِن لم
يُلْفَظ به وإِلا فلا وجه له والمتكلمون يستعملون لفظة المَعْلول في مثل هذا
كثيراً قال ابن سيده وبالجملة فَلَسْتُ منها على ثِقَةٍ ولا على ثَلَجٍ لأَن
المعروف إِنَّما هو أَعَلَّه الله فهو مُعَلٌّ اللهم إِلاَّ أَن يكون على ما ذهب
إِليه سيبويه من قولهم مَجْنُون ومَسْلول من أَنه جاء على جَنَنْته وسَلَلْته وإِن
لم يُسْتَعْملا في الكلام استُغْنِيَ عنهما بأَفْعَلْت قال وإِذا قالُوا جُنَّ
وسُلَّ فإِنما يقولون جُعِلَ فيه الجُنُون والسِّلُّ كما قالوا حُزِنَ وفُسِلَ
ومُعَلِّل يومٌ من أَيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء لأَنه يُعَلِّل
الناسَ بشيء من تخفيف البرد وهي صِنٌّ وصِنَّبْرٌ ووَبْرٌ ومُعَلَّلٌ ومُطْفيءُ
الجَمْر وآمِرٌ ومُؤْتَمِر وقيل إِنما هو مُحَلِّل وقد قال فيه بعضُ الشعراء
فقدَّم وأَخَّر لإِقامة وزن الشعر كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْر أَيّامِ
شَهْلَتِنا من الشَّهْر فإِذا مَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنا صِنٌّ وصِنْبرٌ مع
الوَبْر وبآمرٍ وأَخِيه مُؤْتَمِر ومُعَلِّل وبمُطْفِئِ الجَمْر ذَهب الشِّتاءُ
مولِّياً هَرَباً وأَتَتْكَ واقدةٌ من النَّجْر
( * قوله « واقدة » كذا هو بالقاف في نسختين من الصحاح ومثله في المحكم وسبق في
ترجمة نجر وافدة بالفاء والصواب ما هنا )
ويروى مُحَلِّل مكان مُعَلِّل والنَّجْر الحَرُّ واليَعْلُول الغَدِير الأَبيض
المُطَّرِد واليَعَالِيل حَبَابُ الماء واليَعْلُول الحَبَابة من الماء وهو أَيضاً
السحاب المُطَّرِد وقيل القِطْعة البيضاء من السحاب واليَعَالِيل سحائب بعضها فوق
بعض الواحد يَعْلُولٌ قال الكميت كأَنَّ جُمَاناً واهِيَ السِّلْكِ فَوْقَه كما
انهلَّ مِنْ بِيضٍ يَعاليلَ تَسْكُب ومنه قول كعب مِنْ صَوْبِ ساريةٍ بِيضٌ
يَعالِيل ويقال اليَعالِيلُ نُفَّاخاتٌ تكون فوق الماء من وَقْع المَطَر والياء
زائدة واليَعْلُول المَطرُ بعد المطر وجمعه اليَعالِيل وصِبْغٌ يَعْلُولٌ عُلَّ
مَرَّة بعد أُخرى ويقال للبعير ذي السَّنَامَيْنِ يَعْلُولٌ وقِرْعَوْسٌ
وعُصْفُوريٌّ وتَعَلَّلَتِ المرأَةُ من نفاسها وتَعَالَّتْ خَرَجَتْ منه وطَهُرت
وحَلَّ وَطْؤُها والعُلْعُل والعَلْعَل الفتح عن كراع اسمُ الذَّكر جميعاً وقيل هو
الذَّكر إِذا أَنْعَظ وقيل هو الذي إِذا أَنْعَظَ ولم يَشْتَدّ وقال ابن خالويه
العُلْعُل الجُرْدَان إِذا أَنْعَظَ والعُلْعُل رأْسُ الرَّهابَة من الفَرَس ويقال
العُلْعُل طَرَف الضِّلَعِ الذي يُشْرِفُ على الرَّهابة وهي طرف المَعِدة والجمع
عُلُلٌ وعُلُّ وعِلٌّ
( * قوله « والجمع علل وعل وعل » هكذا في الأصل وتبعه شارح القاموس وعبارة الازهري
ويجمع على علل أي بضمتين وعلى علاعل وقال بعد هذا والعلل أَيضاً جمع العلول وهو ما
يعلل به المريض إِلى آخر ما تقدم في صدر الترجمة ) وقيل العُلْعُل بالضم الرَّهابة
التي تُشْرِف على البطن من العَظْم كأَنه لِسانٌ والعَلْعَل والعَلْعالُ الذَّكَر
من القَنَابِر وفي الصحاح الذَّكر من القنافِذ والعُلْعُول الشَّرُّ الفراء إِنه
لفي عُلْعُولِ شَرٍّ وزُلْزُولِ شَرٍّ أَي في قتال واضطراب والعِلِّيَّة بالكسر
الغُرْفةُ والجمع العَلالِيُّ وهو يُذْكر أَيضاً في المُعْتَلِّ أَبو سعيد
والعَرَب تقول أَنا عَلاَّنٌ بأَرض كذا وكذا أَي جاهل وامرأَة عَلاَّنةٌ جاهلة وهي
لغة معروفة قال أَبو منصور لا أَعرف هذا الحرف ولا أَدري من رواه عن أَبي سعيد
وتَعِلَّةُ اسمُ رجل قال أَلْبانُ إِبْلِ تَعِلَّةَ بنِ مُسافِرٍ ما دامَ
يَمْلِكُها عَلَيَّ حَرَامُ وعَلْ عَلْ زَجْرٌ للغنم عن يعقوب الفراء العرب تقول
للعاثر لَعاً لَكَ وتقول عَلْ ولَعَلْ وعَلَّكَ ولَعَلَّكَ بمعنىً واحد قال
العَبْدي وإِذا يَعْثُرُ في تَجْمازِه أَقْبَلَتْ تَسْعَى وفَدَّتْه لَعل وأَنشد
للفرزدق إِذا عَثَرَتْ بي قُلْتُ عَلَّكِ وانتهَى إِلى بابِ أَبْوابِ الوَلِيد
كَلالُها وأَنشد الفراء فَهُنَّ على أَكْتافِها ورِمَاحُنا يقُلْنَ لِمَن
أَدْرَكنَ تَعْساً ولا لَعَا شُدَّدت اللام في قولهم عَلَّك لأَنهم أَرادوا عَلْ
لَك وكذلك لَعَلَّكَ إِنما هو لَعَلْ لَك قال الكسائي العرب تُصَيِّرُ لَعَلْ مكان
لَعاً وتجعل لَعاً مكان لَعَلْ وأَنشد في ذلك البيتَ أَراد ولا لَعَلْ ومعناهما
ارْتَفِعْ من العثْرَة وقال في قوله عَلِّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دَوْلاتِها
يُدِلْنَنا اللَّمَّة من لَمَّاتِها معناه عاً لِصُروف الدهر فأَسْقَطَ اللام من
لَعاً لِصُروف الدهر وصَيَّر نون لَعاً لاماً لقرب مخرج النون من اللام هذا على
قول من كَسَر صروف ومن نصبها جعل عَلَّ بمعنى لَعَلَّ فَنَصَب صروفَ الدهر ومعنى
لَعاً لك أَي ارتفاعاً قال ابن رُومان وسمعت الفراء يُنْشد عَلِّ صُروفِ الدهر
فسأَلته لِمَ تَكْسِر عَلِّ صُروفِ ؟ فقال إِنما معناه لَعاً لِصُروف الدهر
ودَوْلاتها فانخفضت صُروف باللام والدهر بإِضافة الصروف إِليها أَراد أَوْ لَعاً
لِدَوْلاتها ليُدِلْنَنا من هذا التفرق الذي نحن فيه اجتماعاً ولَمَّة من اللمَّات
قال دَعا لصروف الدهر ولدَوْلاتِها لأَنَّ لَعاً معناه ارتفاعاً وتخَلُّصاً من
المكروه قال وأَو بمعنى الواو في قوله أَو دَوْلاتِها وقال يُدِلْنَنا فأَلقى
اللام وهو يريدها كقوله لئن ذَهَبْتُ إِلى الحَجَّاج يقتُلني أَراد لَيَقْتُلني
ولعَلَّ ولَعَلِّ طَمَعٌ وإِشْفاق ومعناهما التَّوَقُّع لمرجوّ أَو مَخُوف قال
العجاج يا أَبَتا عَلَّك أَو عَساكا وهما كَعَلَّ قال بعض النحويين اللام زائدة
مؤَكِّدة وإِنما هو عَلَّ وأَما سيبويه فجعلهما حرفاً واحداً غير مزيد وحكى أَبو
زيد أَن لغة عُقَيْل لعَلِّ زيدٍ مُنْطَلِقٌ بكسر اللام من لَعَلِّ وجَرِّ زيد قال
كعب بن سُوَيد الغَنَوي فقلت ادْعُ أُخرى وارْفَع الصَّوتَ ثانياً لَعَلِّ أَبي
المِغْوارِ منك قَرِيب وقال الأَخفش ذكر أَبو عبيدة أَنه سمع لام لَعَلَّ مفتوحة
في لغة من يَجُرُّ بها في قول الشاعر لَعَلَّ اللهِ يُمْكِنُني عليها جِهاراً من
زُهَيرٍ أَو أَسيد وقوله تعالى لعَلَّه يَتَذَكَّر أَو يخشى قال سيبويه والعِلم قد
أَتى من وراء ما يكون ولكِن اذْهَبا أَنتما على رَجائكما وطمَعِكما ومَبْلَغِكما
من العِلم وليس لهما أَكثرُ مِنْ ذا ما لم يُعْلَما وقال ثعلب معناه كي يتَذَكَّر
أَخبر محمد بن سَلاَم عن يونس أَنه سأَله عن قوله تعالى فلعَلَّك باخِعٌ نفْسَك
ولعَلَّك تارِكٌ بعض ما يُوحى إِليك قال معناه كأَنك فاعِلٌ ذلك إِن لم يؤمنوا قال
ولَعَلَّ لها مواضع في كلام العرب ومن ذلك قوله لعَلَّكم تَذَكَّرون ولعَلَّكم
تَتَّقون ولعَلَّه يتَذَكَّر قال معناه كيْ تتَذَكَّروا كيْ تَتَّقُوا كقولك
ابْعَثْ إِليَّ بدابَّتك لعَلِّي أَرْكَبُها بمعنى كي أَرْكَبَها وتقول انطَلِقْ
بنا لعَلَّنا نتَحدَّث أَي كي نتحدَّث قال ابن الأَنباري لعَلَّ تكون تَرَجِّياً
وتكون بمعنى كيْ على رأْي الكوفيين وينشدون فأَبْلُوني بَلِيَّتَكُمْ لَعَلِّي
أُصالِحُكُم وأَسْتَدْرِجْ نُوَيّا
( * فسره الدسوقي فقال أبلوني أعطوني والبلية الناقة تعقل على قبر صاحبها الميت
بلا طعام ولا شراب حتى تموت ونويّ بفتح الواو كهويّ وأَصله نواي كعصاي قلبت الالف
ياء على لغة هذيل والشاعر منهم والنوى الجهة التي ينويها المسافر وقوله استدرج
هكذا مجزومة في الأصل )
وتكون ظَنًّا كقولك لَعَلِّي أَحُجُّ العامَ ومعناه أَظُنُّني سأَحُجُّ كقول امرئ
القيس لَعَلَّ مَنايانا تَبَدَّلْنَ أَبْؤُسا أَي أَظُنُّ منايانا تبدَّلنَ
أَبؤُسا وكقول صخر الهذلي لعَلَّكَ هالِكٌ أَمَّا غُلامٌ تَبَوَّأَ مَنْ
شَمَنْصِيرٍ مَقاما وتكون بمعنى عَسى كقولك لعَلَّ عبدَ الله يقوم معناه عَسى عبدُ
الله وذلك بدليل دخول أَن في خبرها في نحو قول مُتَمِّم لعَلَّكَ يَوْماً أَن
تُلِمَّ مُلِمَّةٌ عَلَيْك من اللاَّتي يَدَعْنَكَ أَجْدَعا وتكون بمعنى الاستفهام
كقولك لَعَلَّك تَشْتُمُني فأُعاقِبَك ؟ معناه هل تشْتُمني وقد جاءت في التنزيل
بمعنى كَيْ وفي حديث حاطب وما يُدْريك لعلَّ اللهَ قد اطَّلَع على أَهل بَدْرٍ
فقال لهم اعْمَلوا ما شئتم فقد غَفَرْتُ لكم ظَنَّ بعضهم أَن معنى لَعَلَّ ههنا من
جهة الظَّن والحِسْبان وليس كذلك وإِنما هي بمعني عَسى وعَسى ولعَلَّ من الله
تحقيق ويقال عَلَّك تَفْعَل وعَلِّي أَفعَلُ ولَعَلِّي أَفعَلُ وربما قالوا
عَلَّني ولَعَّنِي ولعَلَّني وأَنشد أَبو زيد أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً
لعَلَّني أَرى ما تَرَيْنَ أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا قال ابن بري ذكر أَبو عبيدة أَن
هذا البيت لحُطائط ابن يَعْفُر وذكر الحوفي أَنه لدُرَيد وهذا البيت في قصيدة
لحاتم معروفة مشهورة وعَلَّ ولَعَلَّ لغتان بمعنىً مثل إِنَّ ولَيتَ وكأَنَّ
ولكِنَّ إِلاَّ أَنها تعمل عمل الفعل لشبههنَّ به فتنصب الاسم وترفع الخبر كما
تفعل كان وأَخواتها من الاًفعال وبعضهم يخفِض ما بعدها فيقول لعَلَّ زيدٍ قائمٌ
سمعه أَبو زيد من عُقَيل وقالوا لَعَلَّتْ فأَنَّثُوا لعَلَّ بالتاء ولم
يُبْدِلوها هاءً في الوقف كما لم يبدلوها في رُبَّتْ وثُمَّت ولاتَ لأَنه ليس
للحرف قوَّةُ الاسم وتصَرُّفُه وقالوا لعَنَّك ولغَنَّك ورَعَنَّكَ ورَغَنَّك كل
ذلك على البدل قال يعقوب قال عيسى بن عمر سمعت أَبا النجم يقول أُغْدُ لَعَلْنا في
الرِّهان نُرْسِلُه أَراد لعَلَّنا وكذلك لأَنَّا ولأَنَّنا قال وسمعت أَبا
الصِّقْر ينشد أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً لأَنَّنِي أَرَى ما تَرَيْنَ أَو
بَخِيلاً مُخَلَّدا وبعضهم يقول لَوَنَّني
معنى
في قاموس معاجم
النَّفْس
الرُّوحُ قال ابن سيده وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب قال أَبو إِسحق النَّفْس
في كلام العرب يجري على ضربين أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه وفي
نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه
مَعْنى
النَّفْس
الرُّوحُ قال ابن سيده وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب قال أَبو إِسحق النَّفْس
في كلام العرب يجري على ضربين أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه وفي
نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه
مَعْنى جُمْلَةِ الشيء وحقيقته تقول قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ
الإِهْلاك بذاته كلِّها وحقيقتِه والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس قال أَبو خراش
في معنى النَّفْس الروح نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ ولم يَنْجُ إِلا
جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا قال ابن بري الشعر لحذيفة بن أَنس الهذلي وليس لأَبي خراش
كما زعم الجوهري وقوله نَجَا سَالِمٌ ولم يَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ ولم
يُفْلِتْ إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً والمعنى فيه لم يَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن
سيفِه ومئزرِه وانتصاب الجفن على الاستثناء المنقطع أَي لم ينج سالم إِلا جَفْنَ
سيف وجفن السيف منقطع منه والنفس ههنا الروح كما ذكر ومنه قولهم فَاظَتْ نَفْسُه
وقال الشاعر كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ
وبُرُودِ قال ابن خالويه النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْس ما يكون به التمييز
والنَّفْس الدم والنَّفْس الأَخ والنَّفْس بمعنى عِنْد والنَّفْس قَدْرُ دَبْغة
قال ابن بري أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ ما يكون به التمييز فَشاهِدُهُما
قوله سبحانه اللَّه يَتَوفَّى الأَنفُس حين مَوتِها فالنَّفْس الأُولى هي التي
تزول بزوال الحياة والنَّفْس الثانية التي تزول بزوال العقل وأَما النَّفْس الدم
فشاهده قول السموأَل تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَّاتِ نُفُوسُنَا ولَيْسَتْ عَلى
غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ وإِنما سمي الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه
وأَما النَّفْس بمعنى الأَخ فشاهده قوله سبحانه فإِذا دخلتم بُيُوتاً فسلموا على
أَنْفُسِكم وأَما التي بمعنى عِنْد فشاهده قوله تعالى حكاية عن عيسى على نبينا
محمد وعليه الصلاة والسلام تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم ما عندي
ولا أَعلم ما عندك والأَجود في ذلك قول ابن الأَنباري إِن النَّفْس هنا الغَيْبُ
أَي تعلم غيبي لأَن النَّفْس لما كانت غائبة أُوقِعَتْ على الغَيْبِ ويشهد بصحة
قوله في آخر الآية قوله إِنك أَنت عَلاَّمُ الغُيُوب كأَنه قال تعلم غَّيْبي يا
عَلاَّم الغُيُوبِ والعرب قد تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن وذلك
أَن النَّفْس قد تأْمره بالشيء وتنهى عنه وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه فجعلوا
التي تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى وعلى ذلك قول الشاعر
يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا
يَطُورُها ؟ وأَنشد الطوسي لمْ تَدْرِ ما لا ولَسْتَ قائِلَها عُمْرَك ما عِشْتَ
آخِرَ الأَبَدِ وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً فِيهَا وفي أُخْتِها ولم
تَكَدِ وقال آخر فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ تَجِدْ فَرَجاً مِنْ
كلِّ غُمَّى تَهابُها ونَفْسٌ تقول اجْهَدْ نجاءك لا تَكُنْ كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ
عَنْها خِضَابُهَا والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم عندي ثلاثة
أَنْفُسٍ وكقوله تعالى أَن تقول نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جنب
اللَّه قال ابن سيده وقوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم
ما أَضْمِرُ ولا أَعلم ما في نفسك أَي لا أَعلم ما حقِيقَتُك ولا ما عِنْدَكَ عِلمُه
فالتأَويل تعلَمُ ما أَعلَمُ ولا أَعلَمُ ما تعلَمُ وقوله تعالى ويحذِّرُكم اللَّه
نَفْسَه أَي يحذركم إِياه وقوله تعالى اللَّه يتوفى الأَنفس حين موتها روي عن ابن
عباس أَنه قال لكل إسنسان نَفْسان إِحداهما نفس العَقْل الذي يكون به التمييز
والأُخرى نَفْس الرُّوح الذي به الحياة وقال أَبو بكر بن الأَنباري من اللغويين من
سَوَّى النَّفْس والرُّوح وقال هما شيء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة والرُّوح
مذكر قال وقال غيره الروح هو الذي به الحياة والنفس هي التي بها العقل فإِذا نام
النائم قبض اللَّه نَفْسه ولم يقبض رُوحه ولا يقبض الروح إِلا عند الموت قال وسميت
النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها واتصاله بها كما سَّموا الرُّوح رُوحاً
لأَن الرَّوْحَ موجود به وقال الزجاج لكل إِنسان نَفْسان إِحداهما نَفْس التمييز
وهي التي تفارقه إِذا نام فلا يعقل بها يتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالى
والأُخرى نفس الحياة وإِذا زالت زال معها النَّفَسُ والنائم يَتَنَفَّسُ قال وهذا
الفرق بين تَوَفِّي نَفْس النائم في النوم وتَوفِّي نَفْس الحيّ قال ونفس الحياة
هي الرُّوح وحركة الإِنسان ونُمُوُّه يكون به والنَّفْس الدمُ وفي الحديث ما
لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات فيه وروي عن النخعي أَنه
قال كلُّ شيء له نَفْس سائلة فمات في الإِناء فإِنه يُنَجِّسه أَراد كل شيء له دم
سائل وفي النهاية عنه كل شيء ليست له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا
سقط فيه أَي دم سائل والنَّفْس الجَسَد قال أَوس بن حجر يُحَرِّض عمرو بن هند على
بني حنيفة وهم قتَلَة أَبيه المنذر بن ماء السماء يوم عَيْنِ أَباغٍ ويزعم أَن
عَمْرو ابن شمر
( * قوله « عمرو بن شمر » كذا بالأصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي العكس )
الحنفي قتله نُبِّئْتُ أَن بني سُحَيْمٍ أَدْخَلوا أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس
المُنْذِر فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ شمرٌ وكان بِمَسْمَعٍ
وبِمَنْظَرِ والتامُورُ الدم أَي حملوا دمه إِلى أَبياتهم ويروى بدل رهطه قومه
ونفسه اللحياني العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت نَفْسَين فإِذا
قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا وكذلك جميع العدد قال وقد
يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع قال حكي جميع ذلك عن الكسائي
وقال سيبويه وقالوا ثلاثة أَنْفُس يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم
يريدون به الإِمنسان أَلا ترى أَنهم يقولون نَفْس واحد فلا يدخلون الهاء ؟ قال
وزعم يونس عن رؤبة أَنه قال ثلاث أَنْفُس على تأْنيث النَّفْس كما تقول ثلاث
أَعْيُنٍ للعين من الناس وكما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ في النساء وقال الحطيئة ثلاثَةُ
أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ لقد جار الزَّمانُ على عِيالي وقوله تعالى الذي خلقكم من
نَفْس واحدة يعي آدم عليه السلام وزوجَها يعني حواء ويقال ما رأَيت ثمَّ نَفْساً
أَي ما رأَيت أَحداً وقوله في الحديث بُعِثْتُ في نَفَس الساعة أَي بُعِثْتُ وقد
حان قيامُها وقَرُبَ إِلا أَن اللَّه أَخرها قليلاً فبعثني في ذلك النَّفَس وأَطلق
النَّفَس على القرب وقيل معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان أَراد
إِني بعثت في وقت قريب منها أَحُس فيه بنَفَسِها كما يَحُس بنَفَس الإِنسان إِذا
قرب منه يعني بعثت في وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فيه وظهرت علاماتها ويروى في نَسَمِ
الساعة وسيأْتي ذكره والمُتَنَفِّس ذو النَّفَس ونَفْس الشيء ذاته ومنه ما حكاه
سيبويه من قولهم نزلت بنَفْس الجيل ونَفْسُ الجبل مُقابِلي ونَفْس الشيء عَيْنه
يؤكد به يقال رأَيت فلاناً نَفْسه وجائني بَنَفْسِه ورجل ذو نَفس أَي خُلُق
وجَلَدٍ وثوب ذو نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة والنَّفْس العَيْن والنَّافِس العائن
والمَنْفوس المَعْيون والنَّفُوس العَيُون الحَسُود المتعين لأَموال الناس
ليُصيبَها وما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه هذه عن اللحياني ويقال أَصابت فلاناً
نَفْس ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعين وفي الحديث نهى عن الرُّقْيَة إِلا
في النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس النَّفْس العين هو حديث مرفوع إِلى النبي صلى
اللَّه عليه وسلم عن أَنس ومنه الحديث أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقى شحمة خَضْراء
فقال إِنه كان فيها أَنْفُس سَبْعَة يريد عيونهم ومنه حديث ابن عباس الكِلابُ من
الجِنِّ فإِن غَشِيَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً أَي أَعْيناً
ويقالُ نَفِس عليك فلانٌ يَنْفُسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك ابن الأَعرابي
النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة والنَّفْس عين
الشيء وكُنْهُه وجَوْهَره والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس العين التي تصيب المَعِين
والنَّفَس الفَرَج من الكرب وفي الحديث لا تسبُّوا الريح فإِنها من نَفَس الرحمن
يريد أَنه بها يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر الغيث ويُذْهب الجدبَ وقيل
معناه أَي مما يوسع بها على الناس وفي الحديث أَنه صلى اللَّه عليه وسلم قال أَجد
نَفَس ربكم من قِبَلِ اليمن وفي رواية أَجد نَفَس الرحمن يقال إِنه عنى بذلك
الأَنصار لأَن اللَّه عز وجل نَفَّس الكربَ عن المؤمنين بهم وهم يَمانُونَ لأَنهم
من الأَزد ونَصَرهم بهم وأَيدهم برجالهم وهو مستعار من نَفَس الهواء الذي يَرُده
التَّنَفُّس إِلى الجوف فيبرد من حرارته ويُعَدِّلُها أَو من نَفَس الريح الذي
يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه أَو من نفَس الروضة وهو طِيب روائحها فينفرج به
عنه وقيل النَّفَس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من نَفّسَ
يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً كما يقال فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً
كأَنه قال اَجد تَنْفِيسَ ربِّكم من قِبَلِ اليمن وإِن الريح من تَنْفيس الرحمن
بها عن المكروبين والتَّفْريج مصدر حقيقي والفَرَج اسم يوضع موضع المصدر وكذلك
قوله الريح من نَفَس الرحمن أَي من تنفيس اللَّه بها عن المكروبين وتفريجه عن
الملهوفين قال العتبي هجمت على واد خصيب وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن
ذلك فقال شيخ منهم ليس لنا ريح والنَّفَس خروج الريح من الأَنف والفم والجمع
أَنْفاس وكل تَرَوُّح بين شربتين نَفَس والتَنَفُّس استمداد النَفَس وقد تَنَفَّس
الرجلُ وتَنَفَّس الصُّعَداء وكلّ ذي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ ودواب الماء لا رِئاتَ
لها والنَّفَس أَيضاً الجُرْعَة يقال أَكْرَع في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي
جُرْعة أَو جُرْعَتين ولا تزد عليه والجمع أَنفاس مثل سبب وأَسباب قال جرجر
تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيها بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ وفي الحديث
نهى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء وفي حديث آخر أَنه كان يَتَنفّسُ في الإِناء
ثلاثاً يعني في الشرب قال الأَزهري قال بعضهم الحديثان صحيحان والتَنَفُّس له
معنيان أَحدهما أَن يشرب وهو يَتَنَفَّسُ في الإِناء من غير أَن يُبِينَه عن فيه
وهو مكروه والنَّفَس الآخر أَن يشرب الماء وغيره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ
يُبينُ فاه عن الإِناء في كل نَفَسٍ ويقال شراب غير ذي نَفَسٍ إِذا كان كَرِيه
الطعم آجِناً إِذا ذاقه ذائق لم يَتَنَفَّس فيه وإِنما هي الشربة الأُولى قدر ما
يمسك رَمَقَه ثم لا يعود له وقال أَبو وجزة السعدي وشَرْبَة من شَرابٍ غَيْرِ ذي
نََفَسٍ في صَرَّةٍ من نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ ابن الأَعرابي شراب ذو نَفَسٍ أَي
فيه سَعَةٌ وريٌّ قال محمد بن المكرم قوله النَّفَس الجُرْعة وأَكْرَعْ في الإِناء
نَفَساً أَو نَفَسين أَي جُرْعة أَو جُرْعتين ولا تزد عليه فيه نظر وذلك أَن
النّفَس الواحد يَجْرع الإِنسانُ فيه عِدَّة جُرَع يزيد وينقص على مقدار طول نَفَس
الشارب وقصره حتى إِنا نرى الإِنسان يشرب الإِناء الكبير في نَفَس واحد علة عدة
جُرَع ويقال فلان شرب الإِناء كله على نَفَس واحد واللَّه أَعلم ويقال اللهم
نَفِّس عني أَي فَرِّج عني ووسِّع عليَّ ونَفَّسْتُ عنه تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ
يقال نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَي فرَّجها وفي الحديث من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة
نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من كُرَب الآخرة معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة في
الدنيا فرج اللَّه عنه كُرْبة من كُرَب يوم القيامة ويقال أَنت في نَفَس من أَمرك
أَي سَعَة واعمل وأَنت في نَفَس من أَمرك أَي فُسحة وسَعة قبل الهَرَم والأَمراض
والحوادث والآفات والنَّفَس مثل النَّسيم والجمع أَنْفاس ودارُك أَنْفَسُ من داري
أَي أَوسع وهذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَي أَعرض وأَطول وأَمثل وهذا المكان
أَنْفَسُ من هذا أَي أَبعد وأَوسع وفي الحديث ثم يمشي أَنْفَسَ منه أَي أَفسح
وأَبعد قليلاً ويقال هذا المنزل أَنْفَس المنزلين أَي أَبعدهما وهذا الثوب أَنْفَس
الثوبين أَي أَطولهما أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج
ووسع وفي الحديث من نَفَّس عن غريمه أَي أَخَّر مطالبته وفي حديث عمار لقد
أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فلو كنت تَنَفَّسْتَ أَي أَطلتَ وأَصله أَن المتكلم إِذا
تَنَفَّسَ استأْنف القول وسهلت عليه الإِطالة وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ إِذا زاد
ماؤها وقال اللحياني إِن في الماء نَفَساً لي ولك أَي مُتَّسَعاً وفضلاً وقال ابن
الأَعرابي أَي رِيّاً وأَنشد وشَربة من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ في كَوْكَبٍ من
نجوم القَيْظِ وضَّاحِ أَي في وقت كوكب وزدني نَفَساً في أَجلي أَي طولَ الأَجل عن
اللحياني ويقال بين الفريقين نَفَس أَي مُتَّسع ويقال لك في هذا الأَمر نُفْسَةٌ
أَي مُهْلَةٌ وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حتى يصير نهاراً بيّناً
وتَنَفَّس النهار وغيره امتدَّ وطال ويقال للنهار إِذا زاد تَنَفَّسَ وكذلك الموج
إِذا نَضحَ الماءَ وقال اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس الماء وقال
اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ وتنَفَّس العُمْرُ منه
إِما تراخى وتباعد وإِما اتسع أَنشد ثعلب ومُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها
تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهي كالشِّوا وقال الفراء في قوله تعالى والصبح إِذا
تَنَفَّسَ قال إِذا ارتفع النهار حتى يصير نهاراً بيّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح وقال
مجاهد إِذا تَنَفَّس إِذا طلع وقال الأَخفش إِذا أَضاء وقال غيره إِذا تنَفَّس
إِذا انْشَقَّ الفجر وانْفَلق حتى يتبين منه ويقال كتبت كتاباً نَفَساً أَي طويلاً
وقول الشاعر عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا أَي ساعة بعد ساعة ونَفَسُ الساعة
آخر الزمان عن كراع وشيء نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فيه ويُرْغب ونَفْسَ الشيء بالضم
نَفاسَةً فهو نَفِيسٌ ونافِسٌ رَفُعَ وصار مرغوباً فيه وكذلك رجل نافِسٌ ونَفِيسٌ
والجمع نِفاسٌ وأَنْفَسَ الشيءُ صار نَفيساً وهذا أَنْفَسُ مالي أَي أَحَبُّه
وأَكرمه عندي وقال اللحياني النَّفِيسُ والمُنْفِسُ المال الذي له قدر وخَطَر ثم
عَمَّ فقال كل شيء له خَطَرٌ وقدر فهو نَفِيسٌ ومُنْفِس قال النمر بن تولب لا
تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه فإِذا هَلَكْتُ فعند ذلك فاجْزَعي وقد أَنْفَسَ
المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً ويقال إِن الذي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فيه
أَي مرغوب فيه وأَنْفَسَني فيه ونَفَّسَني رغَّبني فيه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي
وأَنشد بأَحْسَنَ منه يومَ أَصْبَحَ غادِياً ونفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ
أَي رغَّبني فيه وأَمر مَنْفُوس فيه مرغوب ونَفِسْتُ عليه الشيءَ أَنْفَسُه
نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به ولم تحب أَن يصل إِليه ونَفِسَ عليه بالشيء نَفَساً
بتحريك الفاء ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً الأَخيرة نادرة ضَنَّ ومال نَفِيس مَضْمون به
ونَفِسَ عليه بالشيء بالكسر ضَنَّ به ولم يره يَسْتأْهله وكذلك نَفِسَه عليه
ونافَسَه فيه وأَما قول الشاعر وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها تُنافِسُ
دُنْيا قد أَحَمَّ انْصِرامُها فإِما أَن يكون أَراد تُنافِسُ في دُنْيا وإِما أَن
يريد تُنافِسُ أَهلَ دُنْيا ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قليل أَي حسدت وتَنافَسْنا ذلك
الأَمر وتَنافَسْنا فيه تحاسدنا وتسابقنا وفي التنزيل العزيز وفي ذلك
فَلْيَتَنافَس المُتَنافِسون أَي وفي ذلك فَلْيَتَراغَب المتَراغبون وفي حديث
المغيرة سَقِيم النِّفاسِ أَي أَسْقَمَتْه المُنافَسة والمغالبة على الشيء وفي
حديث إِسمعيل عليه السلام أَنه تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ أَي أَعجبهم وصار
عندهم نَفِيساً ونافَسْتُ في الشيء مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رغبت فيه على وجه
المباراة في الكرم وتَنافَسُوا فيه أَي رغبوا وفي الحديث أَخشى أَن تُبْسط الدنيا
عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها هو من
المُنافَسَة الرغبة في الشيء والانفرادية وهو من الشيء النَّفِيسِ الجيد في نوعه
ونَفِسْتُ بالشيء بالكسر أَي بخلت وفي حديث علي كرم اللَّه وجهه لقد نِلْتَ صِهْرَ
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فما نَفِسْناه عليك وحديث السقيفة لم نَنْفَسْ عليك
أَي لم نبخل والنِّفاسُ ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ فهي نُفَساءٌ والنَّفْسُ الدم
ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ بالكسر نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وهي نُفَساءُ
ونَفْساءُ ونَفَساءُ ولدت وقال ثعلب النُّفَساءُ الوالدة والحامل والحائض والجمع
من كل ذلك نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس عن اللحياني ونُفُس ونُفَّاس قال
الجوهري وليس في الكلام فُعَلاءُ يجمع على فعالٍ غير نُفَسَاء وعُشَراءَ ويجمع
أَيضاً على نُفَساوات وعُشَراوات وامرأَتان نُفساوان أَبدلوا من همزة التأْنيث
واواً وفي الحديث أَن أَسماء بنت عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبي بكر أَي وضَعَت
ومنه الحديث فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من أَيام ولادتها وحكى ثعلب
نُفِسَتْ ولداً على فعل المفعول وورِثَ فلان هذا المالَ في بطن أُمه قبل أَن
يُنْفَس أَي يولد الجوهري وقولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن يُنْفَسَ فلان أَي قبل
أَن يولد قال أَوس بن حجر يصف محاربة قومه لبني عامر بن صعصعة وإِنَّا وإِخْواننا
عامِراً على مِثلِ ما بَيْنَنا نَأْتَمِرْ لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ كما
طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ أَي بولد وقوله لنا صرخة أَي اهتياجة يتبعها سكون كما
يكون للنُّفَساء إِذا طَرَّقَتْ بولدها والتَطْريقُ أَن يعسر خروج الولد فَتَصْرُخ
لذلك ثم تسكن حركة المولود فتسكن هي أَيضاً وخص تطريق البِكر لأَن ولادة البكر
أَشد من ولادة الثيب وقوله على مثل ما بيننا نأْتمر أَي نمتثل ما تأْمرنا به
أَنْفسنا من الإِيقاع بهم والفتك فيهم على ما بيننا وبينهم من قرابة وقولُ امرئ
القيس ويَعْدُو على المَرْء ما يَأْتَمِرْ أَي قد يعدو عليه امتثاله ما أَمرته به
نفسه وربما كان داعَية للهلاك والمَنْفُوس المولود وفي الحديث ما من نَفْسٍ
مَنْفُوسَةٍ إِلا وقد كُتِبَ مكانها من الجنة والنار وفي رواية إِلا كُتِبَ رزقُها
وأَجلها مَنْفُوسَةٍ أَي مولودة قال يقال نَفِسَتْ ونُفِسَتْ فأَما الحيض فلا يقال
فيه إِلا نَفِسَتْ بالفتح وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه أَجْبَرَ بني عَمٍّ
على مَنْفُوسٍ أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه وفي حديث أَبي هريرة أَنه صَلَّى على
مَنْفُوسٍ أَي طِفْلٍ حين ولد والمراد أَنه صلى عليه ولم يَعمل ذنباً وفي حديث ابن
المسيب لا يرثُ المَنْفُوس حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً أَي حتى يسمَع له صوت وقالت أُم
سلمة كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم في الفراش فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وشددت عليَّ
ثيابي ثم رجعت فقال أَنَفِسْتِ ؟ أَراد أَحضتِ ؟ يقال نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ
بالفتح إِذا حاضت ويقال لفلان مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مال كثير يقال ما سرَّني بهذا
الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ
أَي خرج من تحته ريح شَبَّهَ خروج الريح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم
وتَنَفَّسَت القوس تصدَّعت ونَفَّسَها هو صدَّعها عن كراع وإِنما يَتَنَفَّس منها
العِيدانُ التي لم تفلق وهو خير القِسِيِّ وأَما الفِلْقَة فلا تَنَفَّسُ ابن شميل
يقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها وتَنَفَّس القِدْح والقوس كذلك قال ابن سيده
وأَرى اللحياني قال إِن النَّفْس الشق في القوس والقِدح وما أَشْبهها قال ولست منه
على ثقة والنَّفْسُ من الدباغ قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من
القرظ وغيره يقال هب لي نَفْساً من دباغ قال الشاعر أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي
تُدِيرُ في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ ؟ قال الأَصمعي بعثت امرأَة من العرب
بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ
أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من
السرعة أَرادت قدر دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به المَنِيئَةُ
المَدْبَغة وهي الجلود التي تجعل في الدِّباغ وقيل النَّفْس من الدباغ مِلءُ
الكفِّ والجمع أَنْفُسٌ أَنشد ثعلب وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ به على
الماء إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس يعني الوَطْبَ من اللبن الذي دُبِغَ بهذا
القَدْر من الدّباغ والنَّافِسُ الخامس من قِداح المَيْسِر قال اللحياني وفيه خمسة
فروض وله غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز وعليه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم يفز
ويقال هو الرابع
معنى
في قاموس معاجم
وعَدَه الأَمر
وبه عِدةً ووَعْداً ومَوْعداً ومَوْعِدةٍ ومَوْعوداً ومَوْعودةً وهو من المَصادِرِ
التي جاءَت على مَفْعولٍ ومَفْعولةٍ كالمحلوفِ والمرجوعِ والمصدوقةِ والمكذوبة قال
ابن جني ومما جاء من المصادر مجموعاً مُعْمَلاً قوله مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ أَخاه
وعَدَه الأَمر
وبه عِدةً ووَعْداً ومَوْعداً ومَوْعِدةٍ ومَوْعوداً ومَوْعودةً وهو من المَصادِرِ
التي جاءَت على مَفْعولٍ ومَفْعولةٍ كالمحلوفِ والمرجوعِ والمصدوقةِ والمكذوبة قال
ابن جني ومما جاء من المصادر مجموعاً مُعْمَلاً قوله مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ أَخاه
بِيَثْرِبِ والوَعْدُ من المصادر المجموعة قالوا الوُعودُ حكاه ابن جني وقوله
تعالى ويقولون متى هذا الوَعْدُ إِن كنتم صادقين أَي إِنجازُ هذا الوَعْد أَرُونا
ذلك قال الأَزهري الوَعْدُ والعِدةُ يكونان مصدراً واسماً فأَما العِدةُ فتجمع
عِدات والوَعْدُ لا يُجْمَعُ وقال الفرء وعَدْتُ عِدةً ويحذفون الهاء إِذا أَضافوا
وأَنشد إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّو البَيْنَ فانجَرَدُوا وأَخْلَفُوكَ عِدى الأَمرِ
الذي وَعَدُوا وقال ابن الأَنباري وغيره الفراء يقول عِدةً وعِدًى وأَنشد
وأَخْلَفُوكَ عِدَى الأَمرِ وقال أَراد عدة الأَمر فحذف الهاء عند الإِضافة قال
ويكتب بالياء قال الجوهري والعِدةُ الوَعْدُ والهاء عوض من الواو ويجمع على عِداتٍ
ولا يجمع الوَعْدُ والنسبة إلى عِدَةٍ عَدِيّ وإِلى زِنةٍ زنيٌّ فلا تردَّ الواو
كما تردُّها في شية والفراء يقول عِدَوِيٌّ وزِنَوِيٌّ كما يقال شِيَوِيٌّ قال
أَبو بكر العامة تخطئ وتقول أَوعَدَني فلان مَوْعِداً أَقِفُ عليه وقوله تعالى
وإِذْ واعدنا موسى أَربعين ليلة ويقرأُ وَعَدْنا قرأَ أَبو عمرو وعدنا بغير أَلف
وقرأَ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي واعدنا باللأَلف قال أَبو
إِسحق اختار جماعة من أَهل اللغة وإِذا وعدنا بغير أَلف وقالوا إِنما اخترنا هذا
لأَن المواعدة إِنما تكون من الآدميين فاختاروا وعدنا وقالوا دليلنا قول الله عز
وجل إِن الله وعدكم وعد الحق وما أَشبهه قال وهذا الذي ذكروه ليس مثل هذا وأَما
واعدنا فجيد لأَن الطاعة في القبول بمنزلة المواعدة فهو من الله وعد ومن موسى
قَبُول واتّباعٌ فجرى مجرى المواعدة قال الأَزهري من قرأَ وعدنا فالفعل لله تعالى
ومن قرأَ واعدنا فالفعل من الله تعالى ومن موسى قال ابن سيده وفي التنزيل وواعدنا
موسى ثلاثين ليلة وقرئ ووعدنا قال ثعلب فواعدنا من اثنين ووعدنا من واحد وقال
فَواعِديهِ سَرْحَتَيْ مالِكٍ أَو الرُّبى بينهما أَسْهَلا قال أَبو معاذ واعدت
زيداً إِذا وعَدَك ووَعَدْته ووعدت زيداً إِذا كان الوعد منك خاصة والمَوْعِدُ
موضع التواعُدِ وهو المِيعادُ ويكون المَوْعِدُ مصدر وعَدْتُه ويكون المَوْعِدُ
وقتاً للعِدةِ والمَوْعِدةُ أَيضاً اسم للعِدةِ والميعادُ لا يكون إِلا وَقْتاً
أَو موضعاً والوَعْدُ مصدر حقيقي والعدة اسم يوضع موضع المصدر وكذلك المَوْعِدةُ
قال الله عز وجل إِلا عن مَوْعِدةٍ وعدها إِياه والميعادُ والمُواعَدةُ وقت الوعد
وموضعه قال الجوهري وكذلك الموعِدُ لأَن ما كان فاء الفعل منه واواً أَو ياء سقطتا
في المستقبل نحو يَعِدُ ويَزِنُ ويَهَبُ ويَضَعُ ويَئِلُ فإِن المَفْعِل منه مكسور
في الاسم والمصدر جميعاً ولا تُبالِ أَمنصوباً كان يَفْعَلُ منه أَو مكسوراً بعد
أَن تكون الواو منه ذاهبة إِلا أَحْرُفاً جاءَت نوادر قالوا دخلوا مَوْحَدَ
مَوْحَدَ وفلان ابن مَوْرَقٍ ومَوْكلٌ اسم رجل أَو موضع ومَوْهَبٌ اسم رجل ومَوزنٌ
موضع هذا سماع والقياس فيه الكسر فإِن كانت الواو من يَفْعَلُ منه ثانية نحو
يَوْجَلُ ويَوْجَعُ ويَوْسَنُ ففيه الوجهان فإِن أَردت به المكان والاسم كسرته
وإِن أَردت به المصدر نصبت قلت مَوْجَلٌ ومَوْجِلٌ مَوْجِعٌ فإِن كان مع ذلك معتل
الآخر فالفعل منه منصوب ذهبت الواو في يفعل أَو ثبتت كقولك المَوْلى والمَوْفى
والمَوْعَى من يلي ويَفِي ويَعِي قال ابن بري قوله في استثنائه إِلا أَحرفاً جاءَت
نوادر قالوا دخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ قال موحد ليس من هذا الباب وإِنما هو معدول
عن واحد فيمتنع من الصرف للعدل والصفة كأُحادَ ومثله مَثْنى وثُناءَ ومَثْلَثَ
وثُلاثَ ومَرْبَعَ ورباع قال وقال سيبويه مَوْحَدَ فنحوه لأَنه ليس بمصدر ولا مكان
وإِنما هو معدول عن واحد كما أَن عُمَرَ معدول عن عامر وقد تَواعَدَ القوم
واتَّعَدُوا والاتِّعادُ قبول الوعد وأَصله الاوْتِعادُ قلبوا الواو تاء ثم
أَدغموا وناس يقولون ائْتَعَدَ يأْتَعِدُ فهو مُؤْتَعِدٌ بالهمز كما قالوا
يأْتَسِرُ في ائْتِسار الجَزُور قال ابن بري ثوابه إِيتَعَد ياتَعِدُ فهو مُوتَعِدٌ
من غير همز وكذلك إِيتَسَر ياتَسِرُ فهو موتَسِرٌ بغير همز وكذلك ذكره سيبويه
وأَصحابه يُعِلُّونه على حركة ما قبل الحرف المعتل فيجعلونه ياء إِن انكسر ما
قبلها وأَلفاً إِن انفتح ما قبلها وواواً إِذا انضم ما قبلها قال ولا يجوز بالهمز
لأَنه أَصل له في باب الوعد واليَسْر وعلى ذلك نص سيبويه وجميعُ النحويين البصريين
وواعَدَه الوقتَ والموضِعَ وواعَدَه فوعَده كان أَكبر وعْداً منه وقال مجاهد في
قوله تعالى ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا قال المَوْعِدُ العَهْد وكذلك
قوله تعالى وأَخلفتم مَوْعِدي قال عَهْدي وقوله عز وجل وفي السماءِ رِزْقُكم وما
تُوعَدون قال رزقكم المطر وما توعدون الجنةُ قال قتادة في قوله تعالى واليَوْمِ
المَوْعُودِ إِنه يوم القيامة وفرس واعِدٌ يَعِدُك جرياً بعد جري وأَرض واعِدةٌ
كأَنها تَعِدُ بالنبات وسَحاب واعِدٌ كأَنه يَعِدُ بالمطر ويوم واعِدٌ يَعِدُ
بالحَرِّ قال الأَصمعي مررت بأَرض بني فلان غِبَّ مطر وقع بها فرأَيتها واعِدةً
إِذا رجي خيرها وتمام نبتها في أَول ما يظهر النبت قال سويد بن كراع رَعَى غيرَ
مَذْعُورٍ بِهنَّ وَراقَه لُعاعٌ تَهاداهُ الدَّكادِكُ واعِدُ ويقال للدابّة
والماشية إِذا رُجِيَ خيرها وإِقبالها واعد وقال الراجز كيفَ تَراها واعِداً
صِغارُها يَسُوءُ شنَّاءَ العِدى كِبارُها ؟ ويقال يَوْمُنا يَعِدِ بَرْداً
ويَوْمٌ واعِدٌ إِذا وَعَدَ أَوَّلُه بَحَرٍّ أَو بَرْدٍ وهذا غلام تَعِدُ
مَخايِلُه كَرَماً وشِيَمُه تَهِدُ جَلْداً وصَرامةً والوَعِيدُ والتَّوَعُّدُ
التَّهَدُّدُ وقد أَوْعدَه وتَوَعَّدَه قال الجوهري الوَعْدُ يستعمل في الخير
والشرّ قال ابن سيده وفي الخير الوَعْدُ والعِدةُ وفي الشر الإِيعادُ والوَعِيدُ
فإِذا قالوا أَوْعَدْتُه بالشر أَثبتوا الأَلف مع الباء وأَنشد لبعض الرُّجاز
أَوعَدَني بالسِّجْنِ والأَداهِمِ رِجْلي ورِجْلي شثْنةُ المَناسِمِ قال الجوهري
تقديرهُ أَوعدني بالسجن وأَوعَدَ رجلي بالأَداهم ورجلي شَثْنة أَي قويّة على
القَيْد قال الأَزهري كلام العرب وعدْتُ الرجلَ خَيراً ووعدته شرّاً وأَوْعَدْتُه
خيراً وأَوعَدْتُه شرّاً فإِذا لم يذكروا الشر قالوا وعدته ولم يدخلوا أَلفاً
وإِذا لم يذكروا الشر قالوا أَوعدته ولم يسقطوا الأَلف وأَنشد لعامر بن الطفيل
وإِنّي إِنْ أَوعَدْتُه أَو وَعَدْتُه لأُخْلِفُ إِيعادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي
وإِذا أَدخلوا الباء لم يكن إِلا في الشر كقولك أَوعَدُتُه بالضرب وقال ابن
الأَعرابي أَوعَدْتُه خيراً وهو نادر وأَنشد يَبْسُطُني مَرَّةً ويُوعِدُني
فَضْلاً طَرِيفاً إِلى أَيادِيهِ قال الأَزهري هو الوَعْدُ والعِدةُ في الخَيْر
والشرّ قال القطامي أَلا عَلِّلاني كُلُّ حَيٍّ مُعَلَّلُ ولا تَعِداني الخَيْرَ
والشرُّ مُقْبِلُ وهذا البيت ذكره الجوهري ولا تعداني الشرّ والخير مُقبل ويقال
اتَّعَدْتُ الرجلَ إِذا أَوْعَدْتَه قال الأَعشى فإِنْ تَتَّعِدْني أَتَّعِدْك
بِمِثْلها وقال بعضهم فلان يَتَّعِدُ إِذا وثقِ بِعِدَتكَ وقال إِني ائْتَمَمْتُ
أَبا الصَّبّاحِ فاتَّعِدي واسْتَبْشِرِي بِنوالٍ غير مَنْزُورِ أَبو الهيثم
أَوْعَدْتُ الرجل أَتَوَعَّدُه إِيعاداً وتَوَعَّدْتُه تَوَعُّداً واتَّعَدْتُ
اتِّعاداً ووَعِيدُ الفحْل هَديرهُ إِذا هَمَّ أَنْ يَصُولَ وفي الحديث دخَلَ
حائِطاً من حيطان المدينة فإِذا فيه جَمَلان يَصْرِفان ويُوعِدانِ وعِيدُ فَحْلِ الإِبل
هَديرُه إِذا أَراد أَنْ يصول وقد أَوْعَد يُوعدُ إِيعاداً